رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث
حفله التخرُّج لدفعة السنادى خلصت و مراد روّح على بيته اللى رفض يسيبه مهما حاولوا معاه ... دخل بهدوء و إبتسم بوجع و طلع اوضته مع همسه .. اخد حمام و غيّر .. لمح صورتهم ع الكومدينو جنبه سحبها و بصّلها بقهره مكبوته جواه بتزيد مع السنين مش بتقلّ!
راح بهدوء ناحية الدولاب و طلّع البوم اخر رحله طلعوها سوا ف اخر عيد جواز ليهم و معاهم مراد و ليليان ! مراد إتنهد بحنين و صوته اترعش: أصعب حاجه إن أحلى فتره فى حياة الواحد تتحول ل مُجرد شويه صور .. كُل صوره منهم بتحكى ذكرى عايشه جُواه لحجات و مواقف و ناس ضاعوا من حياته ! و دول مش اى ناس و لا اى حكايه .. ده حكاية عُمر بحاله .. ايام ما كنت عايش ! إتحرّك وسط ذكرياته دى بإبتسامه حابسه و مكتّفه دموع كتير .. قطع عليه دوامته صوت موبايله اللى اول ما بصّ فيه إتنهد بضيق و فضل ماسكُه شويه بزهق و الاخر رد.
مراد إتنهد: ايوه يا حاج .. مساء الخير أبوه ابتسم بمناغشه: زمان كنت بتقول صباح الخير بالليل عشان بتبقى لسه متلحلح و قايم من نومك .. دلوقت بقيت بتقول مساء الخير وش الصبح ! مراد: عادى لسه منمتش كنت سهران شويه أبوه: يعنى لو مش عارفك كنت قولت يمكن كنت بتلفّ كده و لا كده مراد بتريقه: و لا بقا فى كده و لا كده .. اتطمن يا حاج أبوه بضيق لحالته: يعنى متخيّلتش يجى اليوم اللى انا اللى هزوقّك على كده و لا كده !
مراد حاول يغيّر مسار الكلام لإنه عارف لو الكلام مشى عالمسار ده هيوصل لفين و هو اكتفى: امى عامله ايه ؟ كويسه ؟ أبوه ابتسم: و الله انت عارف ايه اللى يخلّيها كويسه مراد نفخ بزهق و قبل ما يردّ أبوه قاطعه بإبتسامه: كويسه و هتبقى كويسه اكتر لو شافتك مراد إتنهّد لانه عارف مصير الزياره دى ايه .. حاول يتحجج بالشغل .. بس قدام إصرار أبوه وافق .. و وعده هيشوفهم قريب و قفل بإختصار !
قاطعهم سنين كتير من حًرقته .. بس إتراجع قدام وجع أبوه عليه .. و ندمه على اللى عمله .. و تعبه من كتر محايلته .. و وقفته جنبه ف محنته دى إتراجع لإنه جرّب حرمان الضنا .. بس لسه مش عارف يتعامل معاه زى الاول .. حاجز اتحطّ بينهم و محدش فيهم عارف يكسّره ! مراد حدف التليفون بضيق خاصّة إنه افتكر حوار الجواز اللى امه بتفتحه معاه من وقت ما إبتدى يزورهم تانى ..
عند عاصم و همسه ... عاصم خرج من عند همسه .. دخل غيّر هدومه و راح عالسرير ببرود وسابها وسط حيرتها و لا كأنه عمل حاجه ! يمين و شمال بيتقلب بغلّ ف السرير و من بين سنانه همس: ااه يا ابن الكلب .. حلال فيك اللى عملته فيك .. ياريتنى كنت عملت فيك اللى معرفتش اعملهولك فيهم ! و كزّ على سنانه ب شر
عاصم إتقبض عليه و اترّحل على مصر و دخل المستشفى و مراد اخد الدكتور على جنب و همس له بحاجه و سابه .. و قبل ما يمشى عدّى على عاصم ف غرفته بعد ما طلع من العمليات و فاق ميّل عليه فالسرير و بصوت مُخيف: وعدتك هجيبك لو ف بطن امك و جيبتك .. و عشان كده ليك هديه حلوه .. بس ايه موصّيلك عليها ! سابه ف صدمه و خرج و قبل ما يقفل الباب بصّله بتوّعد: اللى وقّعك معايا هاخده منك ! و قبل ما عاصم حتى يتنفس خرج هو و سابه مصدوم و بيخمّن ياترى هيعمل ايه ؟
بس حيرته دى ماخدتش ثوانى و راحت .. بمجرد ما دخل عليه دكتور و اتنين ممرضين معاه .. و سحبوه عالعمليات بنظرات غامضه .. و هو مش فاهم ليه بس مرعوب عاصم بتوعّد: انتوا جايبنى عالعمليات تانى ليه ؟ هاا ؟ انتوا فاكرين نفسكوا هتعملوا ايه ؟ انتوا مش هتقدروا تعملوا حاجه .. مش هتيجوا جنبى .. فاااهمين !
ملحقش يكمّل كلامه من ذُعره من منظر الدكتور و اللى معاه و الطريقه اللى قرّبوا منه بيها و إبتدوا يتعاملوا معاه كتّفوا إيديه الاتنين ف السرير و ربطّوا رجليه و الدكتور بصّله بغموض: شكلك مزعّل الباشا اووى و إبتدى يمسك مشرطه و من غير بنج و لا رحمه استئصل حته من جسمه .. حته قادره تكسر عينه طول عمره قدام اى ست .. مراد يوم ما لقاه مع مراته ف السرير حلفله لازم يخلّيه لا يبقا راجل و لا يحصّل مَره .. و اهو كلّف الدكتور و هو بينفّذ !
الدكتور خلّص و سابه وسط صريخه و وجعه و غرقان دم و خرج .. و إبتدى يدّيله مضاد و مطهر لحد ما خفّ و بقا كويس صحياً بس اتدمّرت رجولته و اتدمّر نفسيا معاها! و بعدها خرج مع تخطيط شركائه ف شغله وسط الحريق اللى دبّروه !
baak
عاصم رجع بذكرياته و بتلقائيه حطّ إيده ب غلّ على جسمه من تحت و نفخ بغضب مكتوم و شر: كل اللى عملته فيك و نارى لسه منطفتش يا ابن العصامى !
ليليان صحيت الصبح بدرى زى عادتها لبست و نزلت شغلها .. ليليان دكتوره شاطره جدا و رغم صِغر سنها إلا إنها متميزه جدا ذكائها مساعدها و نشاطها زائد دراستها ف واحده من اكبر جامعات العالم .. طِب اكسفورد ف انجلترا درست قلب و جراحه و اتخصصت و حسّت انها لسه عايزه المزيد ف قدمت تانى ف طب الجامعه الامريكيه و بتمتحن كل سنه ف السفاره عشان مانعينها تنزل مصر .. حاولت كتير تنزل مصر بس أبوها و امها رفضوا و هى لسه مش عارفه السبب بس مستغربه من إصرارهم .. خاصه الخوف اللى بتلمحه على روسيليا كل ما بتتفتح السيره!
ليليان راحت ع المستشفى و إبتدت تمرّ على المرضى و كان عندها عمليات خلّصت و خرجت ..
لمحت رامى مستنيها راحت ناحيته بإبتسامه رقيقه: رومى رامى بغيظ: بلاش رومى دى لاحسن بتشحورى هيبتى و الله ليليان بهزار: الله بهزر يا رمضان انت مبتهزرش؟ رامى بتريقه: بهزر ياختى و ممكن اقولك يا باربى و ترجعى تتقمصى ليليان كشّرت بطفوله: كوبّه عليك.
رامى: شوفتى اهى التكشيره دى لوحدها مش تقفل اليوم بتاعى دى قادره تقفل قناة السويس بحالها ليليان: خلاص معتش هقولك رومى و انت بطّل تقولى باربى، انا بس كنت بقولك رومى عشان بحبه رامى غمزلها: هو ايه ده اللى بتحبيه ؟ ليليان ببراءه: الرومى رامى إبتسم: مممم الرومى .. شوف ازاى !
وقفوا يرغوا كتير و بعد ما كانوا هيروّحوا ليليان افتكرت زن روسيليا عليها تشوف وجع جنبها .. و اهى بالمره ف المستشفى ليليان: رامى طب انا لسه قدامى شويه هكشف و اروّح رامى بخضه: ليه سلامتك ليليان بهزار: لا عادى تخليص بقا .. جمبى كالعاده زى مانت عارف رامى اصرّ يروح معاها و هى راحت سألت على دكتوره مها زميلتها و دخلتلها مها ضحكت: باربى ازيك.
ليليان بصّت لرامى اللى بيضحك و بصّتلها بغيظ: قولتلك مبحبش حد ينادينى بالأسم ده مها رفعت حاجبها: و الله يابنتى مستغرباكى .. منين بتعشقى الاسم ده و منين مبتحبيهوش؟ ليليان شردت: انا مش مبحبوش انا بعشقه زى ما قولتى .. بس مبحبش اسمعه على لسان حد .. له معايا ذكريات مُبهَمه و محتفظه بيه ذكرى حلوه ! ليليان شردت بوجع و ذكريات مدفونه جواها من سنين .. و برغم إنهم زيّفوا الذكريات دى و حاولوا كتير يمحوها او حتى يشوّشوها إلا إنها حفرتها جواها عشان تفضل معلّمه !
مها: هووو .. يا حاجّه .. روحتى فين يا حاجه انتى ؟! ليليان إنتبهت: هاا ! معلش مخدتش بالى .. المهم انا كنت جيالك ف حاجه مها: قولى و اشجينى ليليان بتريقه: لاء مش انا اللى هقول انتى اللى هتشجينى مها رفعت حاجبها و ليليان بزهق: مانتى عارفه جنبى كل فتره بيشدّ عليا معرفش من ايه .. و روسيليا هتتجنن و اكشف .. ف يلا اعملى عليا دكتوره و شوفيلى فى ايه ؟
مها ضحكت: و الله و جالك يوم و وقعت يا تفاح .. لاء و ايه وقعتى تحت ايدى .. و اللى بتعمليه ف الناس يا جزّاره هطلّعه على عنيكى و حواجبك كمان ! ليليان برّقت و هى كمّلت بلهجه شريره مصطنعه: اطلعى عالسرير يا شاابه .. ده احنا هنريحوكى خاالص ! ليليان بصّت لرامى و رفعت حاجبها: وشك للحيط رامى بيغيظها: انتى داخله جوه ليليان بعِند: بردوا رامى ضحك و هى بصّت لمها بغيظ و هى ضحكت اووى و خدتها و إبتدت تكشف و عملتلها اشعه و تحليل دم !
مها إستغربت: بت يا ليليان انتى مجبتليش سيره انك زرعتى كبد قبل كده .. خطفتى حتة كبده من مين ؟ اعترفى ! ليليان بصّت لرامى بإستغراب: اناا ؟ مها رفعت حاجبها: نعم ؟! ع اساس انك متعرفيش ؟ ليليان بصدمه: لاء رامى بدهشه: ده من امتى ده ؟ مها بتفّهُم: يمكن كنتى صغيره جدا .. واضح من الاشعه إنها من كتير اوى ليليان شردت بهمس: طب ليه محدش قالى ؟ و لا حتى ماما !؟
مها بصّتلها و هى بتكتب روشته و هى إنتبهت بتركيز لها: انتى متأكده يا مها ؟ مها بهزار: طبعاا .. انتى يابت مش واثقه ف قدراتى و لا ايه ؟ ليليان شردت ف ذكريات قديمه إندفنت بطريقه مُبهَمه بالنسبالها و غير مفهومه و معرفتش تستوعبها وقتها ! بعدها اخدت الروشته من مها و سلّمت عليها و مشيت بهدوء ..
ليليان خرجت و هى محتاره .. عندها حاجات جواها محيّراها و إنهارده حيرتها زادت ! نفخت بزهق و حسّت إنها عايزه تتكلم مع حد .. إستأذنت رامى يمشى و هى عايزه تلفّ بالعربيه لوحدها شويه .. و مع إصرارها وافق و مشى و هى مخنوقه و حاسّه إنها عايزه تتكلم مع حد .. بتلقائيه طلّعت موبايلها و طلبت همسه .. معرفتش ليه جات على بالها بس هى بترتاح معاها اووى و بالكلام معاها !
عند همسه موبايلها رنّ بصّت فيه و إبتسمت براحه: ليليو حبيبى ليليان بهزار: حبيبى و ربنا انت يا بسكوته همسه بعتاب: اه مانا عارفه .. ب أمارة إنى بقالى قد ايه و مشوفتكيش ! ليليان بتبرير: و الله يا سمسم انتى عارفه الشغل و المستشفى و شغل الجامعه و الدنيا مكركبه .. حاجه نيله بعيد عنك همسه ابتسمت بزعل: احمدى ربنا حبيبتى .. انتى عندك كل ده .. انما انا اديكى شايفه اهو ليليان بزعل عليها: بردوا خالو عاصم مش راضى بشغلك.
همسه هزّت راسها بقلة حيله و ليليان إبتسمت بحماس: طب ايه رأيك احنا نعمل قاطعتها همسه بضحكة غُلب: لا و حياة امك انا مش ناقصه .. كفايه اخر مره اتحدّنا انا و انتى و اتفقنا الدنيا اتقلبت علينا و قامت .. كأن القيامه اللى قامت ! ليليان بضيق: اه ساعه ما اتفقنا نصيّف ف مصر همسه: مممم و ساعتها كنا هنتعدم ف ميدان عام ليليان بضيق: و بردوا معرفتيش ليه المعارضه دى كلها على نزول مصر بالذات ؟
همسه شردت ب ضيق و هزّت راسها بأسف و ليليان سكتت شويه: و لا انا روسيليا فهّمتنى حاجه .. بالعكس دى كل ما افتح معاها السيره تتبرجل و تقفلها بسرعه ! همسه بشرود: طب انا و بقول يمكن عاصم مش حابب افتكر حاجه عن الماضى .. انما انتى ليه لاء ؟ ليه تسافرى اى حته بس مصر ممنوع ؟ ليليان نفخت بضيق و بتردد: هو خالو عاصم بردوا مش حابب تفتكرى حاجه عن اللى فات ! طب ليه ؟ لما انتى قالك انك اللى كنتى متجوزاه ده كان وحش للدرجه اللى وصفهالك.. و اغتصاب و خدك منه قهر و من بيتك و قتل ابنك و كان مفترى اووى كده وظالم و اخدك غصب ..
خايف تفتكري ليه بقا ؟ ليه بيبعدك عن مصر مع انه قادر يحميكى ؟ همسه بشك: انا مبقتش فاهمه حاجه يا ليليان و خلاص تعبت من التفكير ! ليليان حاولت تهزر: يا ستى يا بختك .. حد يطول ينسى؟ همسه برّقت: انتى بتحسدينى عشان مش فاكره حاجه ؟ ليليان بتغيظها: اه .. حلو كده .. و الاحلى بئا كنتى قلبتى على بُلطى ذاكرته بتقلب كل خمس ثوانى !
همسه رفعت الموبايل من على ودنها و هى مبرّقه فيه بطريقه مُضحكه و رجعت حطّته على ودنها بغيظ: بلطى ؟! عايزانى بلطى يابنت روسيليا ؟ و حياه امك ! و بعدين بتحسدينى ؟ هاا ؟ عندك ايه انتى عايز يتنسى ؟ قرّى يلا اعترفى !
ليليان ضحكت بخفّه على طريقتها و رفعت إيديها باستسلام: و ربونا ما عندى يا باشا ده انا ابيض خالص همسه إبتسمت بحب: انتى احلى من الابيض على فكره ..انتى بريئه جدا يا ليليان و صافيه و نقيه و تلقائيه جدا و اللى جواكى بسرعه بيظهر عليكى .. مبتعرفيش تتماكرى و لا تتخابثى ..
ليليان إبتسمت و همسه ضحكت بهزار: مش عارفه طالعه بقا لمين ؟ طالعه كده ازاى يابت انتى ؟ ده لا روسيليا و لا نضال كده ؟ ليليان شردت ف ذكرياتها المًبهَمه و إتنهّدت بإبتسامه و همسه ضحكت: عارفه لولا روسيليا اخت عاصم و مضمونه انتى عندهم كنت قولت إنك مش بنتهم ! ليليان ضحكت: ليه بس ؟ طب و نضال و مبتقبلهوش انما روسيليا دى سُكره و بتحبك على فكره.
همسه بسرحان: روسيليا دى اختى .. و برغم الشفقه اللى بشوفها ف عينيها كل ما تشوفنى .. و احسّها حاضنانى بعينيها إلا إنى كمان بحبها و بعتبرها اختى .. و من يوم الحادثه محدش وقف جنبى قدها .. او بمعنى اصح غيرها .. و عشان كده معرفش هى و ابوكى ازاى سوا .. دول دونت ميكس خالص !
ليليان إتقبضت مره واحده اما جات سيرة نضال .. عمرها ما شافته اب .. و لا عمره كان قريب منها و لا بيعرف يتعامل معاها .. يا بيتجنّبها خالص بطريقه غير مًبرره و ده غالبا بيبقا قدام روسيليا .. يا بيقرّب منها اووى بطريقه مًفزِعه و بتخضّها و خاصه اما بيكونوا لوحدهم ! عشان كده بتحاول تتجنبه و تتجنب نظراته الغريبه لها و مش فاهمه ليه ! همسه اخدت بالها من سرحانها خاصه إنها سكتت فجأه: حبيبتى انتى اتضايقتى إنى قولت على مامتك و باباكى كده انا مقصدش انا قاطعتها ليليان بإبتسامه: لالا خالص انا بس سرحت ..
و إنتبهت مره واحده كأنها افتكرت حاجه: بقولك ايه يا سمسم متعرفيش انا عملت عمليه كبد و انا صغيره و لا لاء ؟ همسه اتنفضت بخضه: كبد ؟ ليه يا قلبى بعد الشر عنك ليليان ضحكت: لا ده مها بتقول من زمان جدا يعنى .. بس انا مش فاكره ان ماما جابتلى سيره حاجه زى كده فقولت اسألك همسه هنا ضحكت بصوتها كله و ليليان رفعت حاجبها و اتغاظت اكتر لما همسه زادت ف الضحك: يعنى افهم بتضحكى على ايه يا حلوه انتى ؟ همسه ضحكت اكتر: سورى يا لولى .. بس مش قادره امسك نفسى .. يعنى انا مش فاكره اى حاجه عن نفسى و هفتكر عنك انتى ؟ و من زمان جدا كمان .. و مش عارفه اذا كنتى عملتيها اصلا و انا مع عاصم و لا قبلى !
هنا ليليان اللى إنفجرت ف الضحك و هسمه كمان و قعدوا يرغوا كتير جدا .. لحد ما ليليان قفلت معاها عشان وصلت ..و وعدتها هيتقابلوا قريب .. و همسه قالتلها انها هتقول لعاصم و تيجى تشوفها و قفلت !
همسه قفلت معاها و كانت مبسوطه جدا .. شعور غريب بتحسّه ناحيتها .. يمكن لطيبتها برائتها رقّتها خفه دمها .. او لإنها شاطره و ذكيه و ناجحه جدا .. مش عارفه .. بس كل اللى تعرفه إنها بتحبها و بترتاحلها بشكل عجيب ! سرحت ف كلامها لدرجة ماخدتش بالها من عاصم اللى واقف بيبصّلها بضيق و ساكت ! همسه بإستغراب: عاصم ؟ مالك بتبصّلى كده ليه ؟
همسه سألته و هى عارفه سر ضيقته دى .. هو مبيحبش ليليان ومش عارفه ليه ؟ و بيحاول يبعدها عنها و بيتخنق من وجودهم مع بعض .. و دايما بيمنع همسه قد ما يقدر من إنها تروح عندهم .. انما روسيليا تجيلها بيسكت .. لإنه بيعرف يتحكّم ف مجى ليليان معاها من و هى حتى صغيره ! همسه شكّت كتير إنه هو اللى بيمنعها او بيخلّى روسيليا تيجى لوحدها و هو انكر .. و اما سمعتهم كذا مره بيشدّوا قصد بعض ف النقطه دى و همسه واجهته إتحجج ب إنها مدلعاها و هو مبيحبش المياصه و هى مقتنعتش !
عاصم بضيق حاول يداريه: مستنى وصله الحب و الغرام دى اشوف هتخلص امتى ؟ همسه إستغربت: حب و غرام ؟! انا كنت بكلم ليليان على فكره عاصم بغيظ: مانا عارف همسه بضيق من كتر المناهده ف الموضوع ده: و لما انت عارف متضايق ليه ؟ و بتبصّلى كده ليه ؟ عاصم بغيظ: عشان مش عارف بتحبيها على ايه ؟ بت مايصه و متدلعه و بسبع ألسنه و عامله مثقفه كأنها اول و اخر دكتوره ف الدنيا همسه سرحت و همست بشرود: معرفش .. حاجه غريبه بتشدّنى ناحيتها و بتعلّقنى بيها .. و مهما ابعد هى اللى بتوحشنى .. بحسّها فيها منى .. شبهى كده ! عاصم إتخض من كلامها و بتتويه حاول يغيّر الموضوع: شبهك ايه بس يا سوسو ؟
بقا البتاعه اللى شبه عرايس المولد دى شبهك ؟ هو انت يا جميل فى منك .. ده انت الحلو كله ! همسه ابتسمت نص ابتسامه مصطنعه و تقبّلت تغييره للموضوع اللى و لا مره بتفهم سببه و سكتت !
مصطفى بعد سهرة الكباريه روّح البيت على أبوه و أمه و مراد كمان معاه .. سلّم على أبوه و مراد قرّب بمنتهى الحب سلّم عليه هو كمان و باس إيديه و باس راسه مراد بحب: وحشتنى يا عُبَد عبدالله ضحك: ياض طب بلاش احترم نفسك .. طب احترم شيبتى مراد بهزار: شيبة ايه بئا ؟ ما تخلينى ساكت احسن عبدالله ضحك اووى و مصطفى جاى عليهم: اللى يشوفكوا ميقولش انكوا ف وش بعض على طول .. ده انتوا ف روسيا مع بعض و حتى اجازتكوا هنا بتتقابلوا عبدالله بزعل: اهو قرّك ده اللى واقف بينا .. ده انا بشوفك اكتر ما بشوفه .. ضحكوا و أبوه بهزار: انت بتقيس السكه ياد يا مصطفى ؟ شغل ايه ده بس ؟ ده مراد اللى قاعد معانا ف روسيا مبنشوفهوش قدك .. و انت يا بتنطّلنا يا بتفضّيلنا نفسك اما ننزل ..
مصطفى بصّ لمراد بضحك: مش بقولك .. قولتلك إنى لو انا اللى قاعد معاهم معرفش كانوا هيستحملونى ازاى .. و الله ما عارف انا اللى ابنهم و لا انت ؟! أبوه بصّله قوى بضيق من كلامه و هو رفع إيده بهزار: هو بيقبل هزارى على فكره أبوه بضيق: هزار بوابين على فكره
أمه حاولت تلغوش على كلامهم عشان مراد: جرا ايه يا حج حد يقول كده ؟ يعنى مش بذمتك مش بيوحشك ؟ حتى لو هيغيب يوم و يرجع ! أبوه بحب: و الله اذا كان هو و لا مراد الواحد فيهم بيطلع من هنا و بياخد روحى معاه .. و مبتردليش روحى إلا اما المح الواحد فيهم و مهما اسمع صوتهم مبعرفش اطمن مصطفى بهزار: ايوه بئا الكلام اللى مبيطلعش إلا ف المناسبات ده مراد إبتسم: ليه بس كده ؟ ايه اللى بيقلقك يا حاج بس ؟مانت عارف طبيعة شغلنا و المفروض اتعودت
عبد الله: ماهى طبيعة شغلكوا دى اللى بتزيد قلقى .. مش بس خطر لاء كمان بتعلّمكوا تكدبوا .. و الواحد منكوا يقول كويس و اتفاجئ زى الغُرب ب إنه اتصاب او فيه حاجه !
مراد بتفّهُم: ماسمهاش نكدب .. هى بس تقدر تقول بنخاف عليك من الزعل .. عبد الله إتنهد بقلق و مراد ابتسم بهزار: بعدين انت لو هتزعل على كل مره واحد فينا اتصاب يبقا هتقضى نص عمرك زعلان عبد الله بحب: انت بالذات استاذ ف الحكايه دى .. يمكن مصطفى ساعات بيقول و ساعات بيخبّى .. لكن انت عمرك ما اشتكيت و لا شاركت حد تعبك .. ليه يابنى ؟ هو انا مش ابوك ؟ اه ابوك ! الاب اللى ربّى و كبّر .. و انا صحيح مدتلكش كل حاجه بس حاولت قد ما اقدر اعوّضك ..
انت من يوم ما دخّلتك بيتى و شيلّتك اسمى ب إرادتى و انا اعتبرتك ابنى بجد .. اخ لمصطفى .. و عمرى مره ما حسيت ب غير كده مراد بصّله بحب و اتنهّد و شرد بضيق ف ذكريات وجعه ! اتنهّد بمراره من وسط سرحانه ف ذكرياته و ابوه عبدالله لاحظ شروده ده ف مد إيده ضغط بحب عليها كأنه بيطمّنه إنه هيفضل طول عمره جنبه ..
تانى يوم مراد سافر مع مصطفى سينا .. بيستعد للمهمه بتاعته ...عدّى عليه يومين هناك بيجتمع بالفريق بتاعه و معاهم مصطفى ! الكل بيشتغل و مراد متابعهم و دماغه شغاله معاهم و إبتدوا يقفّلوا ..و يحطّوا اللمسات الاخيره للمهمه .. و يستعدوا لحد ما جاه يوم التنفيذ تحديدا ! مراد بثقه: كده كل حاجه جاهزه عالتنفيذ ! مصطفى: مش ناقص غير الدقّه و عنصر الوقت هو اللى هيفرق معانا ..
ننجز اكبر قَدر ف اقل وقت .. لإن لو إتكشفنا ف خلال ما بنتحرك و نزرع الحاجه ف الاماكن المتحدده لينا .. كل حاجه هتبوظ و هيبقا و لا كأننا عملنا حاجه .. غير إنهم هياخدوا احتياطاتهم .. و ساعتها هنسدّ الطريق على اى حد يحاول بعدنا يعمل اللى فشلنا فيه ..لانهم هينتبهوا مراد: تمام و عشان كده انا اخترتك بالذات معايا و عمّار كمان و اسر و محمد عصام .. لإننا تقريبا اما بنخلّص اى حاجه مع بعض مبنحتاجش كلام ف بننجز مصطفى اتنهد: و لما انت عارف كده مُصّر ليه تبقى بعيد ؟ انا مش عارف عاجبك ايه ف الشغل عندك ؟ ما تنزل مصر معانا مراد اتنهد بغضب مكتوم: لاء .. و يلا انجزوا لإننا هنبتدى نتحرك قبل الفجر !
و بالفعل الكل إبتدى يتحرّك بناء على اوامر مراد اللى اخد اشاره من القياده ببدء التنفيذ و اخد خطواته ! مراد اخدهم مكان محدد و إبتدوا يقلعوا هدومهم و لبسوا واتر بروف و نزلوا الميه و فضلوا يعوموا مسافه كبيره لحد ما وصلوا المكان المطلوب مراد كان موزّعهم على اماكن معينه حسب خطته .. إداهم اشاره و هما إبتدوا يتحركوا ليها .. و بالفعل إبتدوا يزرعوا القنابل اللى معاهم ف الامكان اللى إتحددتلهم و اللى كانت من اكبر الاماكن هناك خاصه بالوزاره ! استمروا كده لحد ما خلصوا من زرع كافه القنابل اللى معاهم .. و إبتدوا كل واحد يخرج من مكانه للمكان اللى اتحركوا من عنده و طلعوا عالحدود
ف نفس الوقت كان مراد متحرّك على المكان اللى فيه واحد من اكبر القيادات ف الوزاره عندهم .. الراجل ده ف الفتره الاخيره وصلّه معلومات مهمه جدا عن البلد و عن اكبر قياداتها ! ف بيته الجهاز بتاعه اللى عليه البيانات و المعلومات المطلوبه منه .. مراد كان مطلوب منه يجيب الاول المعلومات دى و يمسح اثرها و ده الاهم بعد كده يخلص منه ! مراد اتحرّك و كان معاه اللوا عامر اللى اصرّ على وجوده معاه ف المهمه و اتحرّك معاه هو بالذات للمكان ده ! كان مستعدين كويس و ملوا جميع السلاح بتاعهم بالرصاص و مراد حط كذا مسدس و رشاش ف شنطه على كتفه و لفّ القنابل كويس معاهم ف الشنطه و إبتدى يتحرك بحذر و اللوا عامر انتظره ف عربيه برا على بُعد من البرج الضخم اللى كان فيه الهدف بتاعه و اللى كان عليه حراسه شديده.
مراد مسك شنطته و خد نَفس طويل و طلع رشاشه و استعد ! قرّب من البرج و ركن عربيه تبعه قصاده و حط فيها متفجرات صوت بس بحيث تشد الإنتباه مش اكتر عشان تساعده يشتت الحراسه .. اتحرك خطوات بعيده عن العربيه و طلع قنبلة غاز و رماها قدامها و اختفى ف الحراسه أخدت بالها من وجود حد .. و ثوانى و كانت المتفجرات عملت صوت هزّ المكان و الغاز عبّق الجو .. الحراسه اتحركت ناحية التفجير و الغاز و اول ما بقوا على قُرب منه مراد إبتدى بضرب النار عليهم و هما كمان لحد ما قدر يفلت منهم و يتسلل لجوه مدخل البرج .. و قرّب من البوابه و إتعدّاها بخفّه ..
و باقى الحراسه اللى عليها اول ما لمحوا مراد ضربوا نار كتير جدا عليه.. لكن مراد اتحرك بمهاره و بسرعه و بعد ما اكتشف انه صعب يتعامل هنا بمسدسه لإنهم كتير رمى قنبله ناحيتهم و ثوانى كان التفجير هز المكان ! اتحرّكت الحراسه ناحيه الصوت و اختفى مراد بخفّه و إبتدى الرصاص بينهم .. مراد حس بالخطر .. فضل يضرب و يختفى لحد ما وقّع كتير من الحراسه !
و الاخر طلّع قنبله من شنطته و حدفها عليهم .. و بكده قدر يتخلص من باقى الحراسه اللى برا .. سحب رشاشه و اتحرك بحذر .. و ابتدى يضرب ف كل مكان بعنف لحد ما قضى ع الكل .. مراد مكنش بيصيب لاء كان بيضرب بشكل حيوى ! بيقتل ! و بدم بارد كمام و بدون تفاهم و ده اللى كان مسهّله اللى قدامه
خلّص و اتحرك بحذر ناحية المكان من جوه .. دخل المكتب اللى فيه الجهاز اللى عليه المعلومات .. لسه هيدخل هجم عليه واحد بعنف وقّع سلاحه .. و مراد كمان لكموه بخفّه برجله وقّع هو كمان سلاحه .. مراد كان بيتفادى ضربه بمهاره .. الراجل اندفع ناحية مراد بهجوم و مراد بخفه رفع نفسه للباب ف الراجل اندفع بعنف لجوه بخبطه من رجل مراد و ف ثوانى مراد كان نزل ع الارض و ف حركه سريعه لفّ ايد الراجل حوالينه ورا ضهره و بمهاره كان لافف إيده التانيه على رقبته و ضغط عليها بحده خانقه و وقع ميت ف ثوانى ! دخل مراد بسرعه للمكتب بعد ما اتأكد من ان المكان فاضى تماما من معظم الحراسه ..
فتح الجهاز المطلوب و طلّع فلاشه من جيبه و وصّلها بيه و إبتدى ينقل عليها المعلومات اللى لقاها عالجهاز .. و اى حاجه تانيه تخصّ البلد و إتفاجئ بحاجات اكتر مما يتخيلها .. و اتفاجئ بأسامى كتيره و تقيله ف قايمه سوده بتتجهّز للتصفيه .. قراها كلها و وقف عند كذا اسم و ميعرفش ليه اتقبض منهم مهاب السويدى ! اخدها و بعدها فرمت الجهاز و حرقه و زرع باقى القنابل اللى معاه ف المكان و اتحرك لبرا بخفّه بس المرادى بشكل اسرع و اسهل لإنه كان قضى على معظم الحراسه اللى هناك .. اتحرّك و خرج برا البرج خالص و اتجه ناحيه اللوا عامر اللى كان منتظره ف العربيه برا ..
عشان يتحرّك بيه لو اتصاب و قبل ما يتحرّكوا ظهر حد من وراهم من اللى باقى من الحراسه و حدف عليهم قنبله اللى نزلت ف قلب العربيه بالظبط ! مراد بصّ للعربيه اللى هتنفجر و بص للوا عامر و إندفع ناحيته و لسه هيتحرك اللوا عامر شاورله يمشى .. مراد هزّ راسه بعنف و بيتقدم فتح باب العربيه و خرّج اللوا عامر .. و إبتدوا يبعدوا عن العربيه .. بس للإسف كان اللوا عامر اتصاب جامد و باكتر من كام رصاصه عشان كده حركته بطيئه ! مراد إتفاجئ بيه بطئ و الانفجار اشتغل و النار بتقرّب منهم ! اللوا عامر نخّ بضعف: مرااد اتحرك مراد واقف بصدمه و هو هزّه بعنف: مراد اتحرك يلاا يا هتموت معايا .. شغلنا مفهوش عواطف .. انا علّمتك ايه ؟
مراد جامد بصدمه مكانه و هو دفعه بعنف .. و قبل ما يتحرك همس بأنين: رحاب بنتى يا مراد .. بنتى الوحيده خلى بالك منها ! ر.. ح..ا ..ب ! و بعدها وقع عالارض مغمى عليه وسط ذهول مراد و فزعه و لسه هيقرّب منه انفجار العربيه ابتدى يقرّب منهم .. و اتنين من الحراسه بيقرّبوا من ورا الانفجار ده ..
مراد ف الوقت ده كان سلاحه خلص ف كان لازم يتحرك و إلا هيموت فعلا لان المقاومه هنا مش ف صالحه .. ف بصّ للوا عامر بقهره و إبتدى يتحرّك لبرا .. جرى بخفه و بيتفادى الرصاص لحد ما خرج من المكان كله .. ادّى اشاره لمصطفى يجيله و اللى بالفعل دقايق و كان عنده و إتفاجئ بحالة مراد و اللى منها عرف بموت اللوا عامر ! مصطفى اخده وسط صدمته .. و هو بيغيب ويبصّ وراه بصدمه .. اخدوا طريقهم بسرعه للمكان اللى اتفقوا هيتقابلوا عنده و اتحركوا بخفّه ! بعد مشوار طويل مراد وصل و مصطفى معاه و لقى الباقى مستنينه هناك .. و اللى عرفوا منه باللى حصل ..
إداهم اشاره و قبل ما يخرجوا من المكان خرّج الريموت كنترول من معاه و ضغط عليه بغلّ .. و إبتدى يتعامل مع القنابل اللى زرعوها و ف اقل من ثوانى كان صوت الانفجارات زى الصاعقه بتهز بلدهم ! مراد اخد فريقه و اتحرك لمكان و منه إبتدوا يترفعوا للهيلوكوبتر اللى وصلت ف معادها .. و إتحركوا لجوه بعيدا عن الانفجارات و مكانها .. و منها رجعوا بعلامة انتصار على وشوشهم تعلن عن نجاحهم بمهاره ! اللوا عبد الرحمن قرّب منهم بحزن بعد ما بلّغوه ف الاشاره بموت اللوا عامر .. ضمّ مراد اووى لإنه عارف هو بالنسباله كان اى و قريب منه ازاى و اخدهم و راح عالمعسكر !
مراد دخل إداهم الفلاشه اللى معاه و اللى جمّع عليها كل حاجه و شرحلهم الوضع مشى ازاى و عملوا ايه لحد ما المهمه خلصت ! خلّص و خرج بجمود و محدش طلع وراه حتى مصطفى اللى حاول يخرج معاه وقّفه باشاره ف فهم إنه عايز يبقا لوحده !
وقف قدام المعسكر و طلع سيجارته نفخ بحزن .. و إبتدى يسترجع لحظات موت اللوا عامر اتّكى على سيجارته بغلّ و اتنهد بحزن .. بيتلفت وراه لمحها من على بُعد بتتخانق مع كذا حد من الظباط الموجودين و الغيظ بينطّ من على وشها ..
مراد قرّب منهم بهدوء: انتى مين يابت انتى و جايه هنا ليه ؟ غرام إندفعت بهجوم: و انت مال اهلك يا شحط انت كمان مراد رفع حاجبه: شحط ؟! غرام بهجوم: ايوه و غور من وشى عشان هدخل يعنى هدخل مراد: تدخلى فين يا بت انتى ؟ فاكره نفسك داخله الملاهى انتى عارفه انتى فين ؟ غرام بثقه: اه و يلا اتكل بدل ما تتشرّد من هنا مراد: اتشرّد ؟
غرام: يلا انت فاكر نفسك حارس باب زويله .. انت حيالله حته حارس على معسكر العساكر بصّوا لبعض بصدمه و بصّوا لمراد اللى الغيظ مخلييه هينفجر و رجعوا لورا استعدادا للمعركه اللى هتحصل ! مراد قرّب منها ببطئ بغضب مكتوم: بقا انا حارس ؟ غفير يعنى ؟ غرام رجعت لورا و بتحاول تبان بقوتها: ماهو بمنظرك ده اللى زى الحيطه لازم يوقّفوك تحرس الباب .. امال هيمسّكوك الداخليه ! مراد برّق بغيظ: _________ و ابتدت المعركه بين المارد و غرامه و إتلاقت عيونهم ف نظره طووويله مزحومه مشاعر غريبه ع الاتنين و ف نفس الوقت مألوفه بالنسبالهم و الاتنين مش فاهمين ازاى !
بصّتله كتيرر و مارد ضيّق عينيه و قرّب منها بخطوات محسوبه و
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع
غرام: يابنى انت فاكر نفسك حارس باب زويله ؟ انت حيالله حته حارس على معسكر العساكر بصّوا لبعض بصدمه و مراد قرّب منها ببطئ بغضب مكتوم: بقا انا حارس ؟ غفير يعنى !؟ غرام بتلقائيه رجعت خطوات لورا و حاولت تبان بقوتها: ماهو بمنظرك ده اللى زى الحيطه لازم يوقّفوك تحرس الباب امال هيمسّكوك الداخليه ؟ مراد برّق بغيظ: حيطه ؟ مممم طب يلا يا شاطره من هنا بدل ما الحيطه تنزل على دماغك غرام بغضب: ايه يلا يلا دى ؟ هو انا جايه بيت ابوك ؟
مراد لسه هيرد قاطعه صوت عسكرى جاى عليه: سياده المقدم اللوا عبد الرحمن و اللى معاه عايزينك جوه مراد بصّله و قبل ما يتحرك بصّلها بغيظ: حظك الحلو سلّكك من تحت ايدى .. احمدى ربنا بئا و اتكلى سابها من غير ما يديها فرصه ترد و مشى .. و هى بصّتله بعنف و تحدّى: هدخل و ان شالله تكون مين ! و بعدها بصّت للعسكرى اللى ندهله: هو ماله متعجرف على ايه ؟ يطلع مين على كده ؟ العسكرى: المقدم مراد عبد الله غرام برّقت بصدمه: مااارد ؟!
مراد العصامى نايم بعد ما اخد لفّة كل ليله وسط ذكرياته .. و ف وسط نومه بينهج و بيعرق و صدره بيطلع و ينزل بضيق و كأنه ف سباق و بيتمتم بكلمات مش مفهومه: ابعدوا عنه .. سيبوه .. متقربوش منه .. اطلع حبيبى انا ماددلك ايدى .. انا واقفلك مش هسيبك .. مستنيك .. و مره واحده ايد الولد فلتت منه ونزل ف الحفره اللى كان على حرفها و بيكبش عشان يطلع و هو واقفله ماددله ايده يطلعه ! مد ايده للولد اللى وقع فجأه وسط الحفره الضلمه و اختفى عن عينيه و فضل يدقق ف الحفره اللى كانت زى البير ماشفلهاش اخر ! مراد قام فجأه من نومه يصرخ بجنون و يكبش ف كل حاجه حواليه: مراااااااد ! حبيبى ! ابنى ! بص حواليه و فهم انه كان ف كابوس من كوابيسه كالعاده اللى مبتسيبهوش ابدا من يوم الحادثه .. و مهما حاول ماسبتهوش ليله .. لدرجة انه راح لدكتور نفسى و بردوا الوضع هو هو !
اتنهد ب قهره و بص لوحدته و قام اتوضى و صلى و لبس و افتكر مشوار الصعيد لأبوه و أمه اللى بقا تقيل على قلبه مهما حاول ! اخد طريقه لعندهم و سافر ..
غرام بعد ما مراد مشى من قدامها نفخت بضيق و عرفت إنها داخله على مهمه مش سهله خاصه و إنها عكّت الدنيا معاه ! ازاى هتقنعه ده تاخد منه كلمتين عن الارهاب اللى حصل او تعمل معاه تسجيل اعلامى !؟ غرام بتحدّى: مش مهم هدخلّه بردوا و اشوف طلّعت تليفونها كلمت حد من اللى خالها قالها عليهم هنا معرفه ليه و هما يساعدوها .. إستنت و شويه و حد طلعلها و هى طلّعتله الكارت بتاع خالها و هو اخدها لجوه ! دخلت معاه بثقه و هناك سألت عن مراد و عرفت إنه عنده اجتماع .. فقررت تستناه ف مكتبُه و خدت قهوه و قعدت !
جوه ف الاجتماع عند مراد اللوا عبد الرحمن: مراد لسه بردوا مفكرتش ف العرض اللى قولتهولك مراد نفخ: اعتقد إنى رديت .. يبقا فكرت اللوا عبد الرحمن: طب معندكش استعداد تفكر تانى ع الاقل مراد بحزم: لاء و مش هشتغل ف مصر !
اللوا عبد الرحمن بصّله بضيق من عِنده .. سنين و هو مش قادر ينسى إنه اما حاول ينزل مصر قبل كده اول سنه له ف الاكاديميه ورقُه إترفض لمجرد إنه مالهوش اهل مراد بجمود: انا مرتاح ف شغلى برا مصر ! و زى ما وعدت اللوا عامر قبل كده بوعدك إنك لو احتاجتلى ف اى حاجه هتلاقينى .. و اعتقد وجودى هنا دلوقت اكبر دليل لكلامى إنك وقت ما إحتاجتلى لقتنى عندك.
اللوا عبد الرحمن: دى كانت امنيه عامر و كنت اتمنى تحققهاله مراد قام بغضب: انا قولت اخر ما عندى شغل هنا لاء و خرج بغضب لبرا و هو بينفخ
غرام برا إستنته كتير بس أخّر فقامت تسأل حد و قهوتها ف إيدها و هو طالع من المكتب بينفخ ف لبست فيه و الاتنين بصّوا لبعض بغيظ و عنف غرام بغضب: ما تفتّح يا حيوان انت .. انت اعمى و لا
قطعت كلمتها لما رفعت وشها و شافته و الغضب اللى كان على وشه كان كفيل يسكّتها مراد بغيظ: و لا ايه ؟ غرام لفت إنتباهها لون عينيه اللى اتغيّر بسرعه للازرق و فضلت بصّاله اوى مارد كزّ على سنانه بغيظ: ايه اتكتمتى ليه ؟ و لا الشريط سفّ؟ غرام إنتبهت لنفسها بسرعه: ايه ايه انت هتكروتنى ؟ انت اللى خبطتنى على فكره مراد بغيظ: و انتى حمّتينى بالقهوه.
غرام ببرود: يبقا خلصانه بشياكه .. تعالالى بقا ع المكتب نتكلم زى الناس المحترمه مراد رفع حاجبه بغيظ: تعالالى ؟ ايه لهجة الاوامر دى ؟ تطلعى مين انتى و ايه اللى دخّلك هنا ؟ مين سمحلك ؟ غرام: ايه يا جدع انت ؟ مالك خارج تخانق الهوا اللى بيعدّى من على وشك .. و عموما انا الاعلاميه قاطعها مراد: يلا غورى شوفى وراكى ايه انتى هترغى ؟ غرام بغيظ: ايه غورى دى ؟ ما تتكلم زى البنى ادمين مراد وقف و بصّ لقميصه بغيظ: انتى مش واخده بالك من اللى هببتيه ؟
غرام ببرود مسكت قزازة الميه اللى كانت ف إيديها التانيه فتحتها و رشت على هدومه الميه و هو بصّلها بصدمه من تصرّفها و كزّ على سنانه بغيظ و هى بضحكه مكتومه: كده خلصنا صح ؟ نتكلم بقا ف الجدّ .. انا اعلاميه و مراد سابها بتتكلم و مشى بغيظ من قدامها ينكت الميه من على هدومه و هى كزّت على سنانها بغيظ: على فكره انت قليل الذوق مراد و هو ماشى: و هبقا قليل الادب كمان لو ممشتيش من وشى !
غرام بغيظ: يا بنى ادم انت مراد و هو بردوا ماشى: انا مش بنى ادم .. حيوان و لا لحقتى تنسى قلة ادبك ؟ دخل غرفة إستراحه ليهم هناك بيريحوا فيها بعد التدريبات و للنوم و هى دخلت بعنف وراه: متعلمتش ان من الذوق لما يبقا حد بيكلمك تقف لما يخلّص خاصة لو بنت مراد بصّلها من فوق لتحت بالشميز و الجينز و نوعاً ما عجبه استايلها بس تصنّع ضحكه تريقه و ده غاظها اكتر غرام بغيظ: انت يعنى
قاطعها بدخوله الحمام و قفل وراه و هى دبّت الارض بغيظ و قعدت ع الكنبه بمكر و استنته مراد دخل الحمام غيّر هدومه و خارج شافها لسه قاعده رفع حاجبه غرام إبتسمت باستفزاز: ماهو انا مش همشى الا اما اعمل و اخد منك اللى عايزاه ف انجز عشان نرّيح بعض مراد بصّلها و بصّ للسرير اللى قصادها و كلمتها " هاخد منك اللى عايزاه و انجز عشان نرّيح بعض " و مره واحده إنفجر ف الضحك و هى مش فاهمه حاجه و فجأه بصّت لمكان ما بصّ السرير و إستوعبت كلمتها و فهمت هو بيضحك ليه.
كزّت على سنانها بغيظ: انت واحد قبيح و سافل و انا غلطانه انى جيت لواحد زيك شدّت شنطتها بعنف و مشيت بغيظ و هو ضحك اوى على منظرها و إنه قدر يقتحم برودها و يعصّبها .. و معرفش ليه استمتع بنرفزتها هى مشيت و هو شويه و سافر رجع روسيا
ف روسيا ... همسه لبست و راحت عند روسيليا و كانت مبسوطه جدا .. راحت تزور ليليان زى ما وعدتها .. بعد فشل عاصم ف إقناعها متروحش او هو يعزم روسيليا .. إلا انها اصّرت لإنها عارفه إنه مش حابب وجود ليليان ف مش هتيجى و هى بترتاح اما تشوفها .. روسيليا تبقا جارة عبد الله و فاطمه بيت مصطفى .. هى ساكنه ف الفيلا اللى قصد العماره اللى هما فيها و رغم فرق المستوى بينهم إلا انهم واخدين عليها جدا و هى كمان بتثق فيهم جدا .. و برغم كُره نضال جوزها ليهم و خلافه معاهم إلا إنها متمسكه بيهم !
همسه لبست و وسط الحراسه اللى حاططهالها عاصم راحت على بيت روسيليا اخته .. بتركن عربيتها ف الوقت اللى كان مارد نازل و بياخد عربيته .. فتح الباب و لسه هيتحرك إتراجع بإبتسامه رايقه و سند إيد على باب العربيه و حط إيده التانيه على راسه بطريقه مُضحكه: رئيس الوزرا معدّى يا خواتى همسه بإبتسامه عَذبه: بتتريق يا مارد؟ مراد ضحك: امال اقول ايه بس يا بنتى بكميه الحراسه دى ؟ همسه بتريقه: بنتك ؟ طب و الله مانا راده عليك مراد ضحك: بت يا سوسو مش ناويه تتعلمى السواقه و تعتقى الحرس الجمهورى اللى وراكى ده ؟
همسه برّقت بغيظ: بت ؟! اتلم ياد ده انا قد امك مراد بهزار: اول مره اشوف واحده ست بتعترف بسِنها لا و تكبّره كمان ! ده روسيليا بتزعل اما بقولها لولا إنك قد امى كنت رديت عليكى مع انها مخلّفه ليليان همسه ابتسمت و هى ماشيه: طب روسى طقّه هتجيبنى انا ليها ؟ همسه سابته و دخلت عند روسيليا و هو إبتسملها اوى لحد ما دخلت .. رغم انهم مبيشوفوش بعض كتير زى روسيليا بس بيحبها ..
همسه رجعت على روسيا مع عاصم من كام سنه بس و كان مراد اول سنه له ف الاكاديميه .. إتقابلوا صدفه بحُكم الجيره عند روسيليا .. بعدها بقوا صُحاب خُفاف على بعض يسلموا كل ما يتلاقوا كده و لقاهم دايما صدف زى كده مشيت و مارد اتنهد بإبتسامه و اخد عربيته و مشى بعد ما همسه دخلت و راح على بيت اللوا عامر .. و اللى كانوا بلّغوا اهله ف مصر بالخبر و عشان مفيش جثه مكنش في جنازه و لا دفنه .. و هو مستغربش ان مفيش عزا حتى لإنه كان عارف من اللوا عامر إنه مالهوش حد اووى ..
خواته مش قريبين منه و مبيلجألهوش إلا لو عايزين مصلحه و طمعانين ف ورثه افتكر اد ايه كان خايف على بنته و قلقان منهم و انهم هياكلوها لو جراله اى حاجه .. و افتكر كام مره وصّاه عليها و اخر كلمه قالهاله يخلى باله منها ! مراد طول الطريق بيفتكر كلامه و ذكرياته معاه .. و قد ايه ساعده و وقف جنبه و كان دايما بيعتبره ابن بجد ! وصل ركن عربيته و طلع بهدوء رن الجرس و رحاب فتحتله، و من وشها باين عليها العياط و الحزن
مراد وقف شويه مش عارف يقول ايه .. و هى فتحتله سكه يدخل .. دخل و قعد و هى قامت عملت قهوه حطّتها و قعدت و بتعيط بصمت مراد بحزن: رحاب انتى عارفه انى اخوكى من غير حاجه .. ابوكى يوم ما عرّفنى عليكى قالى اختك .. و انا من يومها اعتبرتك اخت بجد .. انتى عارفه انى ماليش حد لا اهل و لا عيله و لا اسره .. اعتبرتك انتى و مصطفى و ليليان خواتى .. يعنى اللى حصل مالهوش علاقه .. لا هيزيد و لا يقل و لا يغيّر اللى بينا احنا خوات من غير حاجه .. رحاب بصّتله بدموع و هو ابتسم ربع ابتسامه مصطنعه و قام بهدوء جنبها طبطب عليها و ضم كتفها بدراعه و باس راسها: انا جنبك اى وقت تحتاجيلى كلمينى متتردديش .. و هتلاقينى جايلك لو ف اخر الدنيا .. خليكى واثقه من ده
رحاب هزت راسها بدموع: متسبنيش يا مراد انا معدش ليا حد مراد: ششش احنا جنبك انا و لا مصطفى محدش فينا هيتخلّى عنك رحاب ابتسمتله من بين دموعها و هو حاول يهزر: و عشان تصدقى عازمكوا بكره نقضى اليوم كله سوا انا و مصطفى و انتى و البت ليليان رحاب بهزار: انا و ليليان و انت و مصطفى .. ربنا يستر بقا مراد ضحك: السرايا ناقصه جنان قعدوا شويه يهزروا و يرغوا و بعدها مراد استأذن و مشى
مراد العصامى سافر الصعيد عند ابوه بعد إلحاحه عليه و رغم إنه لسه في حدود كتير بينهم من ناحيه مراد إلا انه مبيحبش يزعلهم لمجرد حرمانه من ولاده ف عارف احساس الحرمان شكله ايه ! وصل و استقبلوه كالعاده بفرحه شديده .. خاصه اخته فاطمه اللى بقت سِره و راحته و منبع فضفضته أمه: هلّ هلالك شهر مبارك .. و الله بعوده مراد قرّب عليها بلهفه و على وشه إبتسامة حب حضنها اووى و فضل ضاممها كتير اوى و ساكت و هى طبطبت على ضهره بحنيه: ربنا يبرّد قلبك اللى تاعبك و تاعبنى ده.
أبوه من وراه إبتسم: سياده اللوا اللى مبيجيش إلا اما اقوله امك عايزاك .. امشى انا بقا ماليش عازه مراد خرج من حضنها بهدوء و راح عليه باس إيده بحب و سلم عليه و هو شدّه عليه حضنه: يعنى ان مكنتش اكلمك تيجى و اتحايل متجيش .. غريب اياك و عايز عزومه مراد: حضرتك عارف الشغل و قرفه انا مبقتش بلحق اقعد .. من مهمه لمهمه و من سفر ل تدريب لده لده انت عارف بقا أمه بعتاب: مانت اللى مش راحم نفسك يابنى .. مش مدّى فرصه لنفسك ترتاح و لا تشوف نفسك مراد بتهرُّب: هعمل ايه بس ؟ و بعدين بينى و بينك انا برتاح كده .. كل ما بنضغط ف الشغل و انشغل برتاح امه بزعل: ده بس اللى بيريحك؟ مراد بضيق لإنه عارف هى بترمى ل ايه: اه ده بس اللى بيريحنى .. ع الاقل بيشغلنى عن التفكير امه إندفعت: طب ماهو بردوا الجواز هيش
قاطعها دخول فاطمه اخته من برا و جريت بلهفه على حضنه .. مراد حضنها اووى و فضل يهزر معاها .. و كأنه بيهرب من كلام أمه اللى عارف هينتهى على ايه و اما لاحظ ابوه بيبصّلها قووى بضيق إنها فتحت معاه موضوع الجواز خرج و سابهم عشان يديه فرصه يسكّتها
مراد طلع غيّر هدومه و نزل اتغدوا و قعد معاهم يرغوا و يتكلموا ف اى حاجه .. و أبوه كعادته بياخد رأيه ف كل حاجه تخصّ البلد بصفته كبير البلد .. مراد بيحاول ف كل مره يروحلهم يكسر شويه من الحاجز اللى بينهم.. شويه و امه دخلت بالشاى و على وشها تردد و قعدت و إبتدت تحطلهم الشاى و نظراتها زايغه بينهم و مراد فاهمها بس ساكت امه بعد ما إدته الشاى قعدت جنبه و هى بتفرك إيديها: حبيبى مراد إتنهد بنفاذ صبر: نعممم.
امه بصّتله و سكتت لإنه عارفه إنه فاهمها و شويه و إندفعت فيه بعد ما لاحظت نظرات أبوه ليها: ماهو انا مش هاسيبه كده .. مش هسيبه يضيّع عمره .. مش هسيب الحزن و القهره ياكلوا ف سنين عمره اكل و احنا واقفين بنتفرج عليه و هو بيضيّع حياته سنه ورا سنه من غير ما يعيشها .. من غير ولد يسنده و يقف ف طوله .. و رجعت بصّتله بحنيه و هو مميّل راسه و بيمشّى إيده على وشه بعصبيه بيحاول يكتم غضبه أمه بمحايله: حبيبى انت حزنت عليهم بما فيه الكفايه و اخلصت و وفّيت لذكراهم كتير اووى .. كفايه بقا و شوف نفسك أبوه بصّلها بضيق اما لاحظ مراد بيحاول يجاهد يخنق دموعه و هى إنفجرت لمجرد إنه بيقفّل ف الكلام قبل ما يتفتح: هو لا اول و لا اخر واحد مراته تموت .. هو كان يعنى هو اللى موّتها ؟ دى هى اللى مشيت من غير حتى ما تفهم إنه
هنا مراد فقد سيطرته على غضبه و قام وقف بعصبيه و بصوت غضبان عالى جدا: من غير حتى ما تفهم؟ تفهم ايه ؟ هاا ؟ تفهم ايه؟ هى لو راحت من غير ما تفهم حاجه ف هى رفضكوا ليها اللى مكنش له سبب و لا مبرر .. كرهكوا ليها اللى جاه من الولا حاجه .. ده اللى كانت جايه هنا عشان تفهمه مش عشان الطلاق ..لإنها ببساطه كان ممكن تستنانى اما ارجع .. بس هى جات عشان تشوفكوا و تعرف رافضينها ليه؟ بتهاجموها بالعنف ده ليه؟ خربتوا بيتها و حياتها ليه؟ كنت جايه لمجرد إنها عايزه تفهم منكوا انتوا ..
امه بتهتهه و كسره: بس انت قولت انك طلقتها بس مؤقتا عشان ابن الكلب ده اللى هددك و كنت هتردّها مراد بقهره: و هى مكنتش تعرف .. و ماتت من غير ما تعرف .. راحت و هى فاكره إنى سيبتها عشانكوا .. انتى ناسيه انتوا خيّرتونى ب ايه ؟ و بصّ لأبوه بقهره اللى قعد و حطّ راسه بين إيديه: انتوا وقفتوا بينى و بينها .. خيّرتونى على خراب بيتى و ده شئ عمرى ما هسامح عليه .. يا اطلقها غصب عنى زى ما اخدتها غصب عنكوا يا اتجوز عليها اللى انتوا اختارتوها
و كمّل بصوت مهزوز بدموع مخنوقه: و هى اكيد عرفت ده .. سمعتنى و انا بكلمكوا خاصة ان ابوها حلفلى إنه مقالهاش أمه بتبرير: يمكن معرفتش و يعنى قاطعها بعصبيه: معرفتش؟ و جاتلى هنا ليه؟ كانت عايزه تشوفكوا انتوا ليه؟ ده غير ان امها قالتلى انها كلمتها ف التليفون قبل ما تموت بدقايق بس .. و حكتلها إنها سمعتنا و انتى بتكلمينى ف التليفون و فهمت بس كانت مستنيه تشوف رد فعلى ..
ماتت و انا ف نظرها خاين و ندل .. كانت فاكرانى جايلكوا افرّحكوا باللى عملته فيها .. كانت فكرانى جاى اكمّل بقيه اوامركوا و اتجوز ! امه بحزن عليه: حبيبى انا قاطعها بغضب: انتوا ايه ؟ هاا ! انتوا مالكوش اى حق ف اى حاجه ..حتى لو كان ليكوا حق تتدخلوا ف حياتى .. بعد اللى عملتوه و كنتوا السبب ف خراب بيتى و هدّ حياتى و موت ولادى ف ملكوش الحق ف اى حاجه .. ملكوش الحق تتدخلوا اعمل ايه و ازفّت ايه !
و كفايه اووى انكوا كنتوا السبب ف إنى إتحرمت من حضن ولادى و اتقهرت عليهم .. و مع ذلك إتناسيت ومرضتش احرمكوا منى مش عشان سامحت لاء .. انا عمرى ما هسامح ف دم ولادى .. بس يمكن عشان مجرّب حرمان الضنا و انا متعوّد مسقيش حد من كاس مُرّ دوقته اول و اخر مره تتفتح السيره دى و إلا قسما بالله هبعِد و معتوش هتشوفوا وشى و ساعتها هتدوقوا اللى انا فيه عشان تحسوا بحُرقه قلبى و تجربوها ! سابهم و خرج زى العاصفه بسرعه .. طلع اوضته لبس بسرعه عشان ميديش لحد فرصه الكلام و خرج بسرعه كأنه بيهرب .. هو فعلا كان بيهرب .. بيهرب من دموعه اللى خانقها و حابسها بالعافيه و بمجرد ما خرج و دخل عربيته إنفجرت بصمت و سابلها الحريه تطلع كان بيهرب من المكان كله اللى كل ما بيجيه شريط ذكريات اخر مقابله مع همسه و ولاده بتمرّ قدامه .. مهما عدّت السنين لسه فاكر ملامح اخر مقابله ! كل كلمه ! كل دمعه منها .. كل نظره قهره منها .. كل الصدمه اللى كانت فيها .. كل حاجه لسه حافظها و محفوره جواه مش عارف ينساها و لا راضى ينساها الذكرى دى ! كل حاجه محفوره بسكينه الفراق جواه .. اخد عربيته و مشى و قبل ما يرجع القاهره و هو ف طريقه عدّى على مكان الحادثه .. المكان اللى لقيوا فيه العربيه و الجثث .. مكان جثث ولاده ! ركن عربيته و فضل كتير باصص للمكان بقهره شويه و نزل إتنهد بوجع و كل ذكرياته مع ولاده بتتحرك قدام عينيه ف المكان زى شاشه العرض .. صوت همسه و هى بتقوله عمرى ما هسامحك .. منظر ليليان و هى ماسكه البرفان بتاعه ف إيدها و بتعيط و امها بتشدها لبرا و هى ماشيه و هى مش عايزه تسيبه كأنها عارفه انها روحه بلا رجعه .. كأنها حاسه إنها رايحه للموت .. متبّته فيه كأنها عارفه انها اخر مره هتشوفه ! و مراد ! عينيه اللى قلبت للازرق و نظرته اللى كلها غضب و زعل لإنه زعّله و مدّ إيده عليه قبلها بكام ساعه بس بالليل عشان إتخانق مع اخته ! مراد بيتمشى ع الرمله ف المكان بقهره و وجع و ذكرياته محاوطاه .. و عمال يتخيل منظرهم و هما بيموتوا و مية سيناريو و سيناريو للحظة موتهم بيترسم قدامه و اصواتهم كلهم ف نفس الوقت بتتردد زى الصدى ف ودنه ! حطّ إيده بعنف على ودنه يكتمها و نخّ ع الرمله و صرخ بصوته كله بكل القهره و الوجع اللى جواه: اااااااه !
ليليان كانت نايمه و عماله تنهج و عيون مدمعه و هى نايمه و بتتشنج و ترفّس بعنف ف السرير و بتصرخ صرخات مكتومه ! روسيليا جنبها برعب حقيقى على منظرها و هى نايمه اللى كأن حد بيخنقها و معاها همسه اللى كانت لسه جيالهم و يدوب قعدت .. دخلوا جرى على صرخات ليليان المتقطعه همسه برعب: هو فى ايه؟ مالها ؟ بتعمل كده ليه ؟ روسيليا بخوف: بتحلم همسه ب ذُعر: ده كااابوس روسيليا إبتدت تعيط على منظرها و ضمّاها بحذر و ماسكه راسها على صدرها: ااه كابوس .. كابوس و نفسى يخلص بئا ..كااابوس من سنين و مش باينله اخر ! همسه بصّتلها قوى و هى عيطت اووى جنب ليليان اللى تشنجها بيزيد و رفّست بعنف زى اللى بتطلّع ف الروح و قامت بفزع بصوتها كله: مراااااد ! الاتنين بصّوا لبعض بذهول و بصّولها اووى و هى قامت قعدت بتتلفت حواليها ب ضيق و دموع روسيليا بدموع: نفس الكاابوس ؟ ليليان هزّت راسها ب اه و مره واحده إنفجرت و دخلت ف نوبة عياط .. روسيليا فضلت تطبطب عليها بدموع .. همسه قربت منها و بتلقائيه خدتها ف حضنها و ضمّتها اووى و هى ف حضنها إبتدت تهدى شويه شويه لدرجة عينيها غفيت و بصوت مبحوح بالدموع لهمسه: متسبنيش !
همسه كانت ف الوقت ده تقريبا زى التايهه .. ايه كميه الاحاسيس دى ؟ ليه كل المشاعر اللى جواها دى ؟ دماغها هتنفجر .. و إبتدت تصدع ! روسيليا بصّتلهم قوى بمراره و حزن و فجأه سابتهم و خرجت بسرعه إستغربوها .. ليليان اخدت شويه وقت و إتنهدت بفحمة عياط و مسحت دموعها و ابتسمت ل همسه اللى متبّته ف حضنها اووى و حاولت تهزر: ايه يا طنط ؟ هو انا كنت ف كابوس و لا ف اعاره ؟ همسه إبتسمت من بين دموعها و ليليان ضحكت: هو مين فينا بالظبط اللى كان ف الكابوس ؟ انتى نطيتى معايا جواه و لا ايه ؟ همسه ضحكت و ليليان قامت: هقوم اخد دش شكله ارهاق .. شغل اليوم كله كان مُتعِب .. هخلص و اجيلك متمشيش نسهر سوا .. همسه هزت راسها و إبتسمتلها و قبل ما ليليان تدخل الحمام همسه: هو مين مراد ده يا ليليان ؟ ليليان إتنهدت بحزن و لفّتلها بصوت مخنوق: هو انا بردوا قولت مراد ؟ همسه هزت راسها اه و ليليان قعدت جنبها ع السرير بهدوء و سكتت كتير: معرفش ! كابوس ! من سنين و انا بشوف نفس الكابوس .. نفس الشخص .. نفس الصرخه .. نفس الحزن اللى على ملامحه .. بينادى عليا بحُرقه و بيصرخ و بقوم مفزوعه ! همسه ضيّقت عنيها: متعرفهوش ؟ يعنى مشوفتهوش ف الحقيقه ؟ ليليان بشرود: لاء معتقدش .. ده مسابنيش ف احلامى و اتصنّعت الهزار: يعنى لو بس لمحته ف الحقيقه هنط عليه
همسه سكتت و هى قامت للحمام اخدت حمام تفوق .. دخلت تحت الميه و بتتنفس بسرعه و رجعت بذكرياتها لسنين كتير ورا
Flash baak
ليليان بتعيط اووى و ام مصطفى جنبها بتهدّيها و عماله تطبطب عليها و مصطفى كمان و مش راضيه تسكت ليليان بعياط: عايزه موغاد (مراد) ام مصطفى ضيّقت عنيها بعدم فهم: حبيبتى عايزه مين ؟ ليليان دبّت رجليها ف الارض بعصبيه: مغاد مغاد ام مصطفى بصّت لإبنها بقلق: كلّم روسيليا قولها البنت مش راضيه تسكت .. من وقت ما جابتها و قالت خلّوها عندكوا و محدش ابدا يشوفها و لا تخرج و البنت مش ساكته و انا خايفه ليكون فى حاجه
مصطفى إستغرب: انا مش فاهم حاجه .. روسيليا جارتنا من سنه تقريبا .. صحيح مكناش نعرفها قبل السنه دى .. بس عمرها ما جابت سيره إنها كانت مخلّفه و لا معاها بنت ! أمه: هى قالت إنها كانت مخلّفه من كام سنه و كان فى خلافات لجوزها مع ناس تبع شغله .. و نضال ده شغله كله شمال مع اخوها .. بتقول كان لهم مشاكل مع حد و بنتها دى إتخطفت من وقت ما اتولدت و لسه لقينها ! مصطفى بذهول: بعد ده كله ؟ ده البنت دى مش اقل من اربع خمس سنين ! معقوله ملقهوش ده كله ؟ امه بإختصار: المهم كلمها تيجى تشوفها يمكن تهدى
اتصلوا بروسيليا و فعلا جات لليليان اللى مش مبطله عياط نهائى روسيليا بصّتلها بقله حيله: حبيبة ماما مش انا قولت تهدى و تبطلى عياط و اما تبقى كويسه هعملك اللى عايزاه ليليان بعياط اوى: انا عايزه مغاد (مراد) روسيليا: حبيبتى انا ماما .. انا مامتك ليليان هزت راسها بعنف: لاء لاء روسيليا براحه و بتقرّب منها تحضنها: انا امك .. بس و انتى صغيره قد كده ناس وحشه خطفوكى من حضنى و خدوكى و انتى بتاعتى و دلوقت انا رجّعتك ليليان بزعيق: بابا مغاد مش وحش مش وحش ! روسيليا قرّبت منها بإنتباه: انتى باباكى اسمه مراد ؟ ليليان بتهز راسها بدموع: ااه مغاد و بيحبنى اووى حتى شوفى ( و ورتها السلسله اللى ف رقبتها )
روسيليا قرّبت من السلسه مسكتها حاولت توصل منها لحاجه بس للإسف معرفتش ! روسيليا جات تقلّعهالها ليليان مسكتها بعنف و صرخت: لاء لاء مغاد قالى خليكى لابساها على طول.. و هو معاه واحده زيها ! روسيليا ضمتها بحزن و اتنهدت: يا قلبى يا بنتى
و بعدها كمّلت محاولات إقناعها .. اللى اخدت منها وقت كبير جدا: حبيبتى انتى بنوتى الجميله بس توهتى منى وخدوكى ناس و انتى صغيره و اديكى رجعتيلى متعيطيش عشان مفيش ناس تانيه يأذوكى ليليان بدموع: طب انا عايزه انام روسيليا بحب: بس كده طب تعالى و خدتها ف حضنها ليليان: انا مبعرفش انام غير ف حضن مغاد روسيليا: طب تعالى و انا هعملك كل اللى عوزاه و هتنامى ليليان ببراءه: طب عايزه برتقان بلبن روسيليا رفعت حاجبها: برتقان بلبن ؟ ليليان إبتسمت من بين دموعها: ااه مغاد بيعملوهلى ع طول قبل ما انام روسيليا بحب: حاضر و هعملك كل اللى نفسك فيه
روسيليا قعدت تهدّى فيها و سابتها فتره عند جيرانها لحد ما تستقر مع عاصم على حل .. طول الفتره دى بتقنع فيها باللى قالتهولها و لإن ليليان كانت اصغر من إنها تستوعب حاجه او تتصرف او حتى تعترض .. و لإن الاطفال معندهومش عقلية الكبار و تحليلاتهم للاحداث و بتتأقلم على اى وضع بسرعه .. ف إتأقلمت و بعدها اخدتها روسيليا و هاجرت و رجعت بيها من كام سنه بس ! baak
ليليان تحت الميه ابتسمت بدموع للذكرى اللى افتكرتها و اللى صدقت فعلا كلام روسيليا و إنها كانت تايهه و ناس لقوها و فضلت عندهم ! حطّت إيديها ع السلسه ف رقبتها و إبتسمت اووى و همست: معقوله يكون هو نفس الشخص اللى لقانى و انا صغيره ؟! انا مش فاكراه بس مبطلتش احلم نفس الحلم بنفس الشخص من سنين و انا معرفوش ! إتنهدت بقله حيله لإنها تعبت كتير تسأل روسيليا عن الناس اللى لقوها و هى صغيره و قعدت معاهم عشان حتى تلاقى تفسير لكوابيسها دى ..بس دايما روسيليا بتتهرب و تقولها متعرفش حاجه .. اللى عرفها رجّعها لنضال وعاصم و هما اللى جابوها هى مشافتهوش ! خلّصت و خرجتلهم ..
همسه كانت خرجت برا لقت روسيليا قاعده ع الكنبه بتعيط قوى و من شكلها ده مش عياط ابدا لمجرد كابوس بنتها شافته ! همسه بصّتلها قوى: هى ليليان مالها ؟ روسيليا بخضه اما إتفاجئت بيها قدامها: اا .. معرفش .. كابوس همسه بشك: كابوس ايه ده اللى سنين و بيطاردها ؟ كابوس و عامل فيكى كده ؟ كابوس ايه ده اللى مبهدلها زعل كده و مبهدلك من العياط ؟ هو فى ايه بالظبط ؟ روسيليا إرتبكت: انا بس قلقت عليها اما قعدت تتشنج .. خوفت تتعب و انتى عارفه إنها عندها القلب و مالهاش الزعل
همسه بصّتلها بعدم إقتناع و هى قامت بسرعه من قدامها زى اللى بتهرب: انا هروح اعمل شاى و اجيب حاجات ناكلها عقبال ما تخرج نسهر سوا دخلت و سابت همسه بتبصلها بإستغراب ..
ليليان من وراها: همّووووسه همسه بخضه: حرام عليكى يا ليليان خضتينى ليليان ضحكت برقّه: قلبك رُهيف اووى يا سوسو و غمزتها ف وسطها بإيديها و همسه إتنططت بغيره همسه بغيظ: انتى هتفوقى عليا يا بنت الجزمه روسيليا و هى خارجه من المطبخ بضحكه لمجرد إنها شافت ليليان فاقت و رجعت تهزر: و مالها الجزمه بقا بتجيبى سيرتها ليه ؟ كانت جابت سيرتك ف حاجه ؟ همسه بغيظ: طب تعالى يا جزمه عقّلى بنتك .. عشان و ربنا لو مابطلت الخصله دى لارزعها كف اوريها فيه احلى كابوس و هى صاحيه روسيليا: لا و على ايه ما صدّقناها فاقت
حطّت الحاجه قدامهم فاكهه و عصاير و شاى و تسالى و راحت تجيب باقى الحاجه و سابتهم و ليليان اخدت شوب و فضّت فيه شويه لبن و إبتدت تكمل بقيته برتقان عليه .. همسه بصتلها و هى رافعه حاجبها ليليان بصّتلها و ضحكت و همسه هزت راسها ب ضحك: مفيش فايده روسيليا جات على ضحكهم و بصّت لقت ليليان بتحط لبن ع البرتقان ففهمت همسه بتضحك على ايه و ضحكت همسه بتقشعر: ماتشوفيلك حل ف بنتك بالقرف اللى بتعكه ده.
روسيليا ضحكت: يعنى اما تشوفى الباقى هتقولى ايه ؟ ده الناس كلها بتحط على البطاطس كاتشب هى طحينه و ع القهوه شيكولاته و ف الرز بلبن مورتزيلا و قاطعتها همسه بقشعره: بس بس ليليان ضحكت: نفسى كده همسه: ده مش نِفس يا روحى ده عته .. و مش عارفه جايباه منين ؟ مشوفتش حد حواليكى بيتعاته على نفسه كده ! ليليان بشرود: معرفش بس طلعت لقيت نفسى بحبه كده
قعدوا يرغوا كتير و همسه بتذّكُر: اه صح يا لولى عرفتى ايه حكايه عمليه الكبد دى ؟ قبل ما ليليان ترد روسيليا إتخضت: عملية كبد ؟ لمين ؟ و بصّت لليليان بفزع و إفتكرت انها جنبها كان واجعها و قالتلها اكشفى: يالهوى انتى كشفتى ؟ و مقولتليش ؟ انا نسيت اسألك اما جيتى لإنك بقالى كتير بزن عليكى و بتكسلى مبحسبكيش روحتى ! قالك ايه ؟ ليليان: ماما اهدى مفيش حاجه روسيليا بدموع: لاء انتى بتكدبى عليا .. امال ايه حكايه عملية الكبد دى ؟ قالك عايزه عمليه ف الكبد ؟
ليليان: لاء هى بس قالتلى الكبد تعب تانى من الموالح لان التحليل بيّن نسبه املاح عاليه روسيليا إستغربت: الكبد تعب تانى ؟ انتى عمرك ما تعبتى بالكبد .. بعد الشر عنك .. انتى عمرك ما اشتكيتى و لا تعبتى منه ! ليليان لسه هترد همسه حجّزت عنها بكلامها هى: يعنى ليليان عمرها ما اشتكت من الكبد خالص ؟ روسيليا بتأكيد: خاالص و لا مره .. تعب ليليان كله ف القلب إنما مفيش مره تعبت من الكبد بعد الشر عنها همسه بتكرار: و لا مره ؟ روسيليا بثقه: ابداا عمرها همسه بشك: و لا عملت عمليات فيه مثلا ؟
روسيليا بخضه: جرا ايه يا همسه انتى هتفوّلى على بنتى و لا ايه ؟ قولتلك محصلش ليليان بتسمعها بذهول و ساكته و همسه بصّتلها و الاتنين سكتوا بذهول روسيليا بقلق: هو فى ايه بالظبط ؟ حصل حاجه ؟ ليليان سكتت لمجرد إنها مش فاهمه و همسه ردت بغموض: اصل تخيلى مع كلامك ده .. ليليان كشفت و الدكتوره قالتلها ان جزء الكبد اللى زرعته عليه املاح و اكدتلها إنها زارعه كبد !
روسيليا اتخضت و فتّحت عينيها قوى و بصّت لليليان اللى هزّت راسها تأكد على كلام همسه همسه بحيره: لاء و اكدتلها ده بالاشعه كمان .. و ورّتها انها زارعه كبد .. يعنى حد متبرعلها بكبد .. يعنى اكيد كان كبدها تعبان و إتعالجت منه فتره و ده اضطرهم يشيلوا جزء و يزرعوا مكانه .. و اكيد فى مُتبرِع ..و فى عمليه ! الغريبه إنك متعرفيش حاجه عن كل ده .. ازاى معرفش !
قبل ما روسيليا ترد ليليان بلغبطه: اكيد الاشعه مش مظبوطه او فيها حاجه غلط هبقى اشوف كده ! روسيليا زى اللى جاتلها كلمه ليليان دى نجده من السما تنتشلها من الموقف و إتنهدت بقلق و سكتت .. همسه لاحظت ده عليها و إستغربت رد فعلها و إنها حتى ما متمسكتش على إنكارها او حتى بررت ! سكتوا شويه و روسيليا بلغبطه: هقوم اشغل حاجه نتفرج عليها جابت CD و جات إبتدت تحطّها و بتشغل و ليليان مره واحده ضحكت اووى لدرجة إستغربوها و الاتنين بصّولها
ليليان ضحكت: ماما اوعى تقولى ان الناس اللى كنت تايهه عندهم هما اللى عملوا كده ؟ ازعل و ربنا .. يعنى ياخدوا صوباع رجلى و يدونى بداله حتة كبده .. طب ده كلام ؟ همسه إنتبهت: تايهه ؟ روسيليا حاولت تلغوش ع الكلام بس ليليان نطقت ب إندفاع: ااه مش و انا كنت صغيره توهت و ناس لقونى و قعدت عندهم فتره و قاطعتها روسيليا بتوتر: ده موضوع و انتهى بتفتكرى الغم ده ليه بس دلوقت ؟ همسه بصّت لروسيليا قوى: بس انتى عمرك ما حكتيلى عن حاجه زى دى قبل كده .. و لا حتى عاصم قالى ! روسيليا اتوترت: هاا .. اه مانا اصلى مبحبش افتكر الفتره دى .. مبحبش اتكلم فيها و لا حد يتكلم فيها خالص .. ف اكيد عاصم كمان مجابلكيش سيره عشان متفكرنيش و مزعلش همسه هزت راسها بإستغراب: تاهت و ناس لقوها ؟ يمكن !
روسيليا بصّتلها قوى بقلق و هى سكتت بعدم اقتناع لمبررات روسيليا خالص من اول الكوابيس و عمليه الكبد و دلوقت حكايه التوهان دى ! غرام رايحه جايه بغيظ لنفسها: انا الجزمه يتريق عليا ! و يبص للسرير و يبصّلى ! طبعا متخلف زيه هيفهم ايه يعنى ! انا يبصّلى ..
قطعت كلامها لما لمحت مرات خالها واقفه بتبصّلها بضحكه مكتومه و امها رافعه حاجبها بتركيز غرام بصدمه: انتى هنا من امتى ؟ نهله مرات خالها ضحكت: من لما بصّلك و بصّ للسرير .. هاا يلا كمّلى غرام بغيظ: اكمل ايه ؟ ده واحد حلوف ده .. ده نهله كتمت ضحكتها بالعافيه و هى كزّت على سنانها: بتضحكى على ايه انتى ؟ أمها: على اللى دوّب الجليد اللى عندك و حوّله لغليان كده و خلاكى تتنازلى عن برودك غرام بغيظ: ده واحد .. واحد .. ده متعلمش يتعامل ازاى مع الجنس الرقيق نهله ضحكت: رقيق ااه، طب ما تعلّميه
غرام بصّتلها بغيظ و هى كتمت ضحكتها: انا بقول يعنى تكسبى فيه ثواب .. و اهو ترحمى دماغك من التفكير غرام بتهتهه: ارحم نفسى من ايه ؟ ده و لا ف دماغى اصلا، ده مستفز امها ابتسمت: ممم و لا ف دماغك .. لاء واضح غرام كزّت على سنانها بغيظ: لاء و الحيوان سألت عليه بعد ما رجعت قالولى سافر امها: و سألتى عليه ليه بقا ؟ غرام بتراجع: ايه سألت عليه ليه دى ؟ عشان التقرير اللى عايزاه منه هعمل ايه انا دلوقت ؟ مرات خالها غمزتلها: طب ما تكلميه غرام إنتبهت: اكلمه ؟ لاء ده لسانه مضرب و ممكن يفهم غلط .. سكت شويه و مره واحده كزت على سنانها بغيظ: ده .. ده .. ده مستفز مرات خالها ضحكت اوى و خرجت و هى همست لنفسها: مستفز !
همسه مع روسيليا و ليليان سهروا كتير مع بعض و قعدوا يرغوا .. و طبعا القاعده كان بيتضمنها كل فتره حاجه من همسه عن موضوع التوهان ده .. او كوابيس ليليان و روسيليا بتلغوش براحه ع الكلام ! همسه إستأذنت تمشى و ليليان خرجت معاها توصّلها للباب و روسيليا إبتسمتلهم و هما خرجوا مشيوا الجنينه لحد الباب .. وقفوا يرغوا و يهزروا و عدّى عليهم عربية مصطفى و كان معاه مراد ركنوا على بُعد و قرّبوا منهم بضحك
مصطفى بحب قرّب عليهم و ليليان جريت عليه بخفه سلمت عليه و قعدوا يهزروا و يتنططوا و يجروا ورا بعض بضحك و إتحدفوا على مراد اللى كان واقف متابعهم بضحك
همسه قربت خطوتين ناحيته: انت مبتتجننش معاهم ليه ؟ مراد رفع إيده بإستسلام و ضحك: لاء انا لسه بعقلى همسه ضحكت: على رأيك .. علاقتهم ببعض مجنونه جدا مراد ضحك: ااه دول خوات على فكره همسه بصدمه: نعم ! خوات ! اللى هو ازاى يعنى ؟ مراد ضحك اوى: اهو انا عملت زيك كده اول ما قالولى بس بعدها فهمت همسه إستغربت: فهمت ايه ؟
مراد: خوات ف الرضاعه همسه بتفهًّم: ااه مش تقول كده مراد ضحك: امال انتى فاكره ايه ؟ همسه بهزار: و الله الواحد المفروض يبطّل يتفاجئ ب اى حاجه تخص العيله دى مراد ضحك اووى: ليه بس ؟ بصى انا مكنتش معاهم ف الفتره دى .. بس اللى انا سمعته من امى فاطمه ان ليليان قعدت فتره عندهم و هى صغيره كده .. كانت روسيليا تعبانه و مسافره تعمل عمليه و سابتها عندهم و امى فاطمه عشان تحلل قعدتها عندهم رضعتها لبن منها بسيط كده .. رغم انها كانت كبيره .. و كبيره اوى كمان بس عشان تخليها اخت لمصطفى و يعتبرها اخته خصوصا انها مكنتش عارفاها هتمشى امتى .. و فعلا بقت اخته فالرضاعه همسه بهمس لنفسها: روسيليا تعمل عمليه ؟ و سابتها ؟
مراد بصّلها اوى و هى إنتبهت و إبتسمتله و فجأه مصطفى و ليليان اتحدفوا عليه و هو زقّهم بهزار و جرى .. قعدوا يجروا ورا بعض بضحك و همسه متبعاهم وهى مبتسمه على جنانهم .. قعدوا شويه كده و إتواعدوا هما و ليليان هيخرجوا سوا يتفسحوا عشان رحاب و الاخر طلعوا و هى راحت ل همسه بتضحك همسه ضحكت: يابت انتى اعقلى بقيتى عروسه ينفع تجرى و تتنططى كده ف الشارع ؟ ليليان ببراءه: و ايه يعنى ؟ هو انا بجرى مع مين ؟ همسه بغمزه: مرااد ! هااا
ليليان ضحكت: مصطفى اخويا ف الرضاعه .. و مراد اخو مصطفى بالتبنّى .. ف بالتالى كلنا كده لوكشه واحده خوات همسه ضحكت: لوكشه ؟ انتى بقا يتخاف منك و الله ليليان ضحكت: احنا فعلا قريبين من بعض اووى .. خاصه ان ظروفنا تقدرى تقولى متشابهه همسه: متشابهه ازاى يعنى ؟ ليليان: انا وحيده بابا و ماما و ماليش اخوات و بعتبرهم خواتى ..
مصطفى كمان قبل مراد كان وحيد ابوه و امه و بيعتبرنى اخته .. خاصه اما قعدت معاهم فتره .. و اما مراد جاله بقا هو كمان اخوه .. حتى مراد طول عمره وحيد و مالهوش حد خالص .. مش بس خوات و لا اهل و احنا اعتبرناه اخ .. ضحكت بهزار: يعنى تقدرى تقولى كده كل واحد فينا وحيد ف اتجمعنا بقينا الاخوه اعداء همسه ضحكت و سكتت شويه: هو مراد بردوا معرفش حاجه عن اهله ؟ معرفش يوصل لحد منهم و لا لحاجه توصّله بيهم ؟ ليليان ب اسف: لاء بيقول إنه عرف من ملف المستشفى بتاعه اللى موجود تبع ورق التبنّى إنه مكنش معاه ف الحادثه غير امه و اخته تقريبا و ماتوا و فى تقارير وفاه لهم و كده و هو سابوه ف المستشفى.
همسه بذهول: يا حرام .. سابوه ؟ هو لعبه هيتنسى ؟ ده عيل ! اب مين الجاحد ده اللى ينسى إبنه و يسيبه كده يتلطم مع ناس مش اهله يربوه و يرميه للشفقه ! ليليان بحزن: اللى اصعب من إنه يعيش مع ناس مش اهله هو عيشته لفتره ف الملجأ ! اللى مش اهله دول إتعود عليهم و حبهم و حبّوه و بقوا اهله .. بس هو كل ما يفتكر عيشته جوه الملجأ بتصعب عليه نفسه اووى.. ده بيكره أبوه اووى إنه سابه ف المستشفى او حتى مدوّرش عليه لمجرد ان اللى معاه ماتوا ف إعتبره زيهم ! همسه بوجع: ملجأ ؟
ليليان: اه ماهو بعد ما جده مَهد جد مصطفى كان زياره هنا اخده و عمله تبنّى ب اسم إبنه و قدمله كمان ف مدارس و إبتدى يتعلم و استقر شويه الدنيا اتلغبطت .. مرات جده مهد تعبت و ماتت و هو عاش لوحده .. ف نفس الوقت مصطفى نزل مصر عشان كان وقتها قدم ف الشرطه و هيستقر و يدرس هناك و طبعا أمه نزلت معاه و قعدوا مع جده و بالتالى مفضلش غير عمو عبدالله لوحده !
طبعا مراد كان صغير عايز اللى يخدمه معرفش يقعد معاه و لا عرفوا ينزلوه مصر ..حاولوا بس إترفض عشان الاوراق و انتى عارفه التعقيدات و الإقامات و كده .. الاخر استقروا قعد ف ملجأ بس كمل دراسته و كان بيزوره و ساعات بيخرجّه شويه يفسحه لحد ما مصطفى خلّص كليته و أمه رجعت هنا تانى مع أبوه .. و اول مارجعوا خرّجوا مراد من الملجأ و عاش معاهم و مصطفى فضل ف مصر للشغل و بيروح و يجى عليهم بحكم شغله ..
همسه هزّت راسها ب اسف عليه و ليليان بزعل: ده يا عينى هيتجنن و يوصل لاى حاجه تخص اهله او اى حد يدلّه عليهم .. بس للإسف مفيش اى حاجه ممكن توصّله .. حتى ملف المستشفى مفهوش اى تفاصيل غير إنه عمل حادثه و حد نقله المستشفى و اللى كانوا معاه ماتوا .. ده مفهوش حتى اساميهم ! همسه بضيق: ربنا يعينه ع اللى هو فيه
وقفوا كتير يرغوا و الاخر همسه سلّمت عليها و حضنتها اووى و السواق جاه اخدها و مشى .. ليليان دخلت جوه لروسيليا لقتها لسه ف مكانها سرحانه بضيق قعدت جنبها بهدوء ليليان: ماما انتى زعلتى اما قولتلك ان الكبد كنت عامله فيه عمليه ؟ انا قولت عامله مش هعمل .. مع إنى معرفش ازاى انتى معندكيش فكره عن الموضوع ده ! روسيليا إرتبكت بنرفزه: انا قولتلك انتى غيبتى فتره عنى فمعرفش ايه اللى حصل فيها ليليان: طب زعلانه ليه يا حبيبتى ده حاجه و خلصت
روسيليا بحب: عشان انتى بنتى الوحيده ماليش قبلك و لا بعدك و لا عندى غيرك .. ف بخاف عليكى من الهوا يا ليليان ليليان بحب ضمّتها: و انتى حبيبتى انا كمان ماليش غيرك ماليش خوات و بعتبرك امى و اختى و حبيبتى
روسيليا إتنهدت و سكتت و ليليان لاحظت سرحانها طول الوقت من اما همسه كانت هنا: مامااااا روسيليا بخضه: حرام عليكى يا ليليان فى ايه ؟ ليليان بهزار: بكلمك من بدرى و انتى مش هنا روسيليا إنتبهت: معلش مسمعتكيش كنتى بتقولى ايه ؟ ليليان ضحكت: لاء ده انتى مش هنا بجد ..انا لسه متكلمتش اصلا روسيليا بغيظ: عبو رخامتك
ليليان ضحكت اووى و روسيليا حدفتها ببرتقانه بغيظ و قعدوا يجروا ورا بعض بضحك شويه و الباب إتفتح و نضال دخل على صوتهم و بصّلهم بإستغراب: انتوا بتعملوا ايه ؟ روسيليا ضحكت: بنهرج مع بعض نضال: بتلعبوا ؟ روسيليا: و فيها ايه ؟ بنتى حبيبتى و ماليش غيرها اتنطط معاها براحتى نضال بنظرات غير مفهومه ل ليليان: طب .. هلعب معاكوا
ليليان إتنفضت لكلامه و قامت وقفت بسرعه إستغربتها روسيليا: لاء معلش انا تعبانه و عايزه انام روسيليا بإستغراب: ليه حبيبتى ؟ خليكى هنسهر حبه و بصّت لنضال بغموض: و ابوكى إنهارده راضى عننا جاى بدرى على غير عادته .. نتعشى و نقعد سوا ليليان ب إصرار: لاء عندى عمليات بدرى
سابتهم و دخلت وسط نظرات نضال اللى بتدقق ف كل حته فيها و هو بصوت عالى بضحك:اموت و افهم بتحبى العمليات على ايه ؟ ده كلها دم و تشريح و تقطيع روسيليا بصتله بتفحُّص: انت اشمعنى جاى بدرى ؟ نضال بزهق: اخّرت مش عاجب جيت بدرى مش عاجب ! انا قلت اقدّم شويه عشان الحقكوا قبل ما تناموا روسيليا: تلحقنا قبل ما ننام ؟ ممم و لا عاصم اللى حدفك علينا تلحق همسه ؟ نضال بزهق: و انا مالى و مال ست زفته و بن
قاطعته روسيليا بإيديها: ششش وطى صوتك انت اتجننت ؟ نضال بقرف: مانتى اللى مُصِره تفتّحى ف اللى فات روسيليا: ماهو انا بلاحظ ان كل ما همسه بتيجى هنا الاقيك ناطط .. ف الاول قولت يمكن عاجباه .. بس بعد كده بقيت الاحظ إنك حتى اما بتلحقها هنا بتتعمّد تحرجها عشان تمشى .. ف فهمت نضال: و فهمتى ايه بئا ؟ روسيليا بغضب مكتوم: إنك عَبد لولى نعمتك يوديك و يجيبك بإشاره منه نضال إتنرفز: ده اللى فهمتيه ؟ و هو انتى لو بتفهمى اصلا كنتى حطيتى نفسك و حطتينا معاكى ف موقف زى ده؟
روسيليا لسه هتنطق قاطعها بغضب: انتى لو بتفهمى فعلا كنتى هتفهمى إنى لو بعمل كده فعلا عن قصد يبقا لمصلحتك .. لإن لو حاجه من زمان إتكشفت انتى اول اللى هيلبس ف الحيط .. و ساعتها عاصم زى ما وعدك هيشيّلك معاه و ابقى قابلينى لو حد صدقك .. سابها و مشى بغضب و هى همست بشرود: عااصم حسبى الله و نعم الوكيل فيه و ف اللى عمله ربنا مش هيسيبه !
ليليان كانت سابتهم بسرعه و دخلت اوضتها و قفلت بالمفتاح براحه ! عمرها ما حست ان نضال أبوها .. مش مُريح بالنسبالها .. نظراته بترعبها .. لمساته اللى بتحسها مقصوده .. تعمُده انه يرجع البيت ف وقت روسيليا متبقاش فيه و هى لوحدها !
عارفه إنه أبوها بس مبترحلهوش ابدا ! اتنهدت و شردت مع نفسها
Flash baak
ليليان نايمه ف اوضتها و بتتقلب ع السرير و مره واحده حسّت برجلها خبطت ف حد قامت مفزوعه لقته نضال قاعد على حرف السرير بيبصّلها بإرتباك ليليان بخوف: بابى انت بتعمل ايه هنا ؟ نضال ب لغبطه: حبيبتى انا .. انا كنت بتطمن عليكى انك نمتى و سابها بسرعه و لسه خارج خبط ف روسيليا اللى قامت مخضوضه على صوت ليليان و جات تشوفها مالها و إتفاجئت بوجوده روسيليا بغموض: نضال ! انت كنت بتعمل ايه هنا؟
لسه نضال هيرد ليليان ببراءه: بابى كان بيشوفنى نمت و لا لاء .. بيتطمن عليا روسيليا بصّتله بقلق لإنه من وقت ما جات ليليان و هو مبيحبهاش و رافضها و شدته و خرجت: قولى بئا كنت بتعمل ايه جوه عند البنت ؟ نضال إرتبك: يعنى هكون كنت بعمل ايه يعنى ؟ ماهى قالتلك كنت بتطمن عليها روسيليا: بتطمن عليها ؟ مممم ! و ده من امتى ان شاء الله ده انت عمرك قاطعها بقرف: هو انا مهما اعمل مش عاجبك ؟ مش انتى اللى قولتيلى اعاملها كويس عشان تحبنى و احاول اقرب منها روسيليا بغضب: تقرّب منها و هى صاحيه مش و هى نايمه !
فضلوا يتخانقوا كتير جدا و صوتهم كان عالى و ليليان جوه سامعه اصواتهم .. بس مش مفسره بس عارفه إنهم بيتخانقوا عليها .. غطّت نفسها كويس اووى بخوف و غمضت اووى baak
ليليان إتنهدت بضيق اما إفتكرت الموقف ده و اللى شبهه و غيره و غيره و غيره ..و كام مره كانت بتفتح من نومها تتخايل بيه برا عند اوضتها او حتى جوه .. كل مره يتحجج بحجه شكل لحد ما إضطرت تقفل على نفسها بالمفتاح وصّلها لحد الرعب منه رغم إنها عارفه إنه أبوها ! ليليان غرقانه ف تفكيرها و بتفكر كالعاده ف نفس الشخص اللى مبيفارقهاش ف احلامها !
و مره واحده قامت على دولابها طلعت كيس فتحته ب إبتسامه و طلعت من جواه فستان اطفالى صغير و مدلوق عليه برفان كتير اووى لدرجه إنه مبقّع من البرفان و ريحته فاقعه جدا بوضوح ! ضمته علي وشها و قعدت تشم فيه مره ورا مره بإبتسامه !
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود
رواية مارد المخابرات الجزء الثاني للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس
ليليان غرقانه ف تفكيرها و بتفكر كالعاده ف نفس الشخص اللى مبيفارقهاش ف احلامها ! عينيها غفيت بهدوء وسط تفكيرها .. نامت نص نومه .. اللى هى مش عارفه نفسها نايمه و بتحلم و لا تايهه وسط احلام نفسها تشوفها حقيقه و لو مره .. احلام مجرد إنها نفسها تلمس وجودها على الواقع !
Flash baak
ليليان روسيليا اخدتها و هى محتاره هتعمل ايه بس لازم تتصرف .. ف رسيت إنها توديها عند جيرانها ام مصطفى لحد ما تشوف هتعمل ايه ! ودّتها و ف وسط عياطها ام مصطفى بتطبطب عليها بحنيه: قوليلى بئا ايه الريحه الحلوه دى يا توتا؟ ليليان بطفوله: شسمى توتا ام مصطفى ضحكت: امال اسمك ايه ؟ ليليان ببراءه: باغبى (باربى) ام مصطفى ضيّقت عنيها بضحكه: باربى !
ليليان: ااه مغاد بيقولى كده .. و الريحه الحلوه دى تاعته ..هو كمان اللى بيحطلى من بغفان (برفان)بتاعه مصطفى بهزار: يحطلك ايه ده محمّيكى .. ده الفستان بتاعك غرقان برفان لدرجه إنه مبقّع ! ليليان ببراءه: لاء مانا خدت البغفان بتاعه و انا ماشيه و اما العربيه وقعت اتكسر و اتدلق عليا
ام مصطفى و هى بتاخده منها بشنطته اللى روسيليا جابتها معاها و هو فيها: طب و لا تزعلى انا هغسلهولك و يبقا زى الفُل ليليان بعنف: لاء ده بغفان تاع مغاد .. هخليه عشان معاييش بغفان تانى و تبّتت فيه و دخّلته جوه شنطته و قفلت عليه !
و اما حصل كل حاجه بعدها و روسيليا اقنعتها إنها كانت تاهت و عند ناس و هى مامتها و نضال و عشان طفله إتأقلمت بسرعه و اخدتها و سافرت ! ليليان ببراءه: طب ينفعش يا ماما نشوفهم تانى ؟ نروح عندهم .. عند مغاد ؟ بيتهم حلو روسيليا بدموع: لاء حبيبتى مينفعش .. انا معرفش و انتى متعرفيش و محدش هيودّينا ليليان بدموع: طب اكلم مغاد ف تليفون .. هو كان بيكلمنى
روسيليا إتنهدت بوجع و سكتت ليليان بطفوله: خلاص هعين الفستان ده عشان بغفان مغاد (برفان مراد) فيه .. روسيليا عشان متزعلهاش رضيت و شالتهولها و فضلت ليليان محتفظه بالفستان جوه شنطته ببرفانه ف دولابها !
baak
ليليان كانت مش عارفه هى بتحلم و لا بتفتكر .. بس مره واحده قامت على دولابها .. طلعت كيس فتحته ب إبتسامه و طلعت من جواه فستان اطفالى صغير و مدلوق عليه برفان كتير اووى .. لدرجه إنه مبقّع من البرفان و ريحته فاقعه جدا بوضوح ! ضمّته علي وشها و قعدت تشم فيه مره ورا مره بجنون لهفه متملّكه منها لبطل كل احلامها اللى بيسمّوها كوابيس و هى بس اللى عاشقاها !
غرام ماسكه موبايلها بتردد و عماله تنفخ بغيظ: طب المستفز ده لو كلمته دلوقت هيفتكر ايه ؟ ده من كلمه فهم إنى .. لا لا مش هكلمه .. طب و الحلقه بتاعه الاسبوع الجاى هعمل فيها ايه ؟ خلاص هكلّمه و هقفل على طول .. استر ياارب رنت على الرقم اللى كلمت حد من تبع خالها جابهولها و إستنت الرد .. نفخت بغيظ و رنت تانى و تالت و عاشر و كل ما ميردش عِندها يزيد: ده انت مش مارد ده انت جِنّ ! يا انا يا انت يا جِنّ
مراد كان لسه داخل و يدوب نام .. موبايله رن مره ورا التانيه، نفخ بضيق و حط المخده على راسه .. بس للإسف مبيفصلش و الاخر قام بغيظ نفخ مراد بنوم: مممم نعمم غرام بغيظ: داك هوااا مراد برّق بصدمه و شال الموبايل من على ودنه بص فيه و رفع حاجبه و رجّعه تانى و كزّ على سنانه: انتى ؟!
عند همسه و عاصم .. همسه روّحت من عند روسيليا متلغبطه من كلامهم سوا و مش فاهمه حاجه .. بس حاسه ان فى حاجه و ده كان كفايه إنه يلغبطها حتى لو مش فاهمه ! عاصم: ايه يا سوسو من وقت ما جيتى و انتى مش معايا خالص .. مالك ؟ همسه سرحانه بهدوء و بتبصّله بغموض و هو بصّلها بشك: حد زعّلك هناك ؟ اكيد البت المايصه بنت روسيليا انا مبرتا
قاطعته همسه بضيق: انت مبتحبهاش ليه انا مش عارفه ! يعنى اللى يشوفك و انت مبتحبهاش كده .. ميصدقش إنك انت اللى دوّرت عليها و لقتها و رجّعتها عاصم مفهمش: دوّرت على مين و لقيت ايه ؟ انا مش فاهم حاجه .. انا ارجّع دى ؟ ده انا لو اطول اقطم رقبتها همسه بغموض: يعنى مش انت اللى رجّعتها ؟ عاصم إستغرب كلامها: رجّعتها منين ؟ ع اساس إنها عيله و تايهه ؟ همسه سكتت كتير: انا بحسب إنها لما تتوه مثلا او تختفى .. إنك انت اللى هتبقى اول حد يدوّر عليها .. ده انت خالها و الخال والد ! عاصم بضيق: و هو كان ابوها رجّعها عشان انا ارجّعها ؟!
همسه بصّتله قووى و مش عارفه ليه حسّت بنفس الغموض اللى حسّته مع روسيليا .. حست إنه كلامه ستاره لمعنى تانى هى مقدرتش تفهمه .. بس مش ده اللى يقصده .. و هو شك ف طريقة كلامها اللى زى اللى بتستجوبه ف حبّ يخرج برا الموضوع عاصم بإبتسامه مصطنعه: عرفتى ليه مبحبكيش تخرجى ؟ عشان بتجننينى عليكى .. بحسّك هتسيبينى تانى ! همسه رفعت حاجبها: هو انا كنت سيبتك اولانى ؟
عاصم وشه إتغير و قبل ما يرد هى ضيّقت عينيها: ااه قصدك إنه عشان اتطلقنا قبل كده .. و الظابط ده و اللى عمله فيا و خطفنى و إغتصاب و كده ؟! ده على حسب كلامك يعنى عاصم قام بنرفزه: انتى بردوا مش مصدقانى ؟ مكدبانى ؟ بعد كل اللى عملته معاكى و قدمتهولك لسه بتشكى ف كلامى ؟ و عشان مين ؟ واحد خدك من بيتك و حضن جوزك و إبنك ؟ بهدلك و خلّاكى نزفتى و ولدتى .. و ياريتها جات على كده ده قتل إبنك ف حضنى ؟ قدام عينك ؟ و كل ده ليه ؟ عشان ياخدك و ياريته عرف يحافظ عليكى .. إلا إنه بعد ما شبع منك و بعج ما خلص التحدى بينا عليكى رماكى زى السجاره اللى بياخد كيفه منها و يرميها تحت رجله .. و انا اللى خلّصتك منه و من بهدلته !
بصّتله هى كتير و هو سكت شويه و إتنهد بضيق و قرّب منها: يعنى ابسط دليل على كلامى مدوّرش عليكى ليه ؟ ملاقكيش ليه ؟ عملتى حادثه سابك غرقانه ف دمك ! عارفه ليه ؟ لإنه كان مطلّقك اصلا ؟ همسه غمضت عيونها بوجع .. سنين و عاصم بيردد عليها نفس الكلام و مع ذلك مش قادره تقتنع .. مش عارفه تصدق .. كلامه فيه شئ من الصح و هو إنه لو باقى عليها ليه مدوّرش عليها و مع ذلك قلبها اعلن عصيانه على مجرد إنها تسمع ! عاصم قدر يقرا اللى جواها بسهوله فقام بعصبيه و صوت عالى: واحد زى ده باقيه عليه ليه ؟ هاا ؟ بتفكرى فيه ليه ؟ مش عارفه تنسيه ليه ؟ عملك ايه عشان يفضل معلّم جواكى كده ؟ سابها بعنف و مشى و هى شردت و إفتكرت لحظه ما فاقت بعد الحادثه و الكابوس اللى إبتدى و مش عارفه تنهيه لمجرد إنها مش فاكره اى حد او حاجه تخصها !
عند مراد العصامى... مراد روّح من الصعيد و هو ف قمة غضبه .. وجع فوق الوصف .. نار قايده من سنين مش راضيه تخمد و لا تنطفى مش عارف ليه بتزيد .. وجع فوق المًحتمَل ..
و برغم إنه كان نص الليل إلا إنه قام لبس تانى و اخد عربيته و راح على المقابر ! دخل بهدوء و نخّ قعد قدام القبر اللى حفظ ملامحه مراد بقهره: بيقولوا اما حد غالى عليك يموت، روح عند قبره عشان تصدق .. عشان تتقبل فراقه و تعرف تتعايش ااااه على اللى لسه مصدقتش لحد دلوقت إنهم راحوا ! خلاص تعبت يا همسه .. و الله تعبت .. بدعى ربنا ف كل صلاه يجمعنى بيكوا بس مش عارف ليه الموت بعيد كده .. ليه مش عايز يجى ؟ ليه مش حاببنى ؟ كل ما بدعى بحسه بيبعد ؟ ليه ربنا غضبان عليا كده و مش عايز يسمعنى؟ عارفه .. انا كل ما اجى اطلع اى مهمه اتمنى تبقا الاخيره و مرجعش و اجى اقولك جايلك بس بردوا برجع .. تعبونى اووى .. و تعبت منهم و من نفسى و من كل حاجه !
وجعى يا همسه عليكوا عامل زى اللى قطعوا حته من جسمه ع البارد بدون مخدر بدون مسكن بدون رحمه .. وجعى مبيهداش .. مبيقلّش .. عامل زى ناار و السنين اللى بتيجى عليها زى البنزين اللى بيزوّدها ! كان نفسى احكيلك كل حاجه .. كان نفسى افهّمك .. إنك انتى اهم من شغلى و عشان كده مشيت .. مشيت ساعتها عشانك عشان الكابوس يخلص مش عشان الشغل .. اااه ياريتنى كنت روحت وراكى يمكن كنت لحقتك ! مراد قعد الليل كله هناك .. جنبهم .. آمانه الوحيد و المُسكّن بتاعه اللى بيهدّى وجعه !
فضل هناك لحد ما النهار إبتدى نوره يهلّ و الليل ضلمته بتتدارى شويه شويه .. و هو باصص للسما بدموع جامده و شايف الشمس اللى نورها بيظهر ببطئ عشان يغطى على ضلام الليل .. إتنهد بقهره: نوّرها ياارب .. نوّرها من عندك ! اخد بعضه و مشى بعد ليل طويل جوه ضلمة المقابر !
عاصم خرج من عند همسه ف قمة غضبه .. لبس و اخد عربيته و خرج زى العاصفه .. مش شايف قدامه من الغلّ اللى جواه و عامى عينيه .. الغلّ اللى مطفّهوش اللى عمله لاء ده زاده .. و كان فاكر لما يرجّع همسه هيطفى الغلّ ده بس لقاه زاد اكتر و شعلل .. و بيزيد اكتر كل ما يبص ف عينيها و يلمح مراد جوااهم حتى لو مش فاكراه !
وصل لفيلا صغيره ف حته مهجوره .. دخل طلّع كل الغضب اللى جواه على كل الحاجه اللى فيها .. كسّر كل حاجه هناك .. كل حاجه تقابله يهبدها بغلّ يكسرها كان هاين عليه يكسّر الحيطان .. طلع بركان غضبه و غيظه و اخرة ما تعب نخّ ع الارض و إبتدى يشرب و يشرب و يلف ف الفيلا بهلوسه: انت فين يا مرااد .. ااه يا ابن الكلب .. عملت فيك كل ده و لسه واقف على حيلك .. طلّعتها من حياتك بس معرفتش اطلّعك انت من جواها .. معرفتش اسلّكك من روحها! معرفتتش ! كزّ على سنانه و عينيه طلعت لبرا من الشر اللى فيها و إبتدى يرجع بذاكرته ورا .. ورا قووى
Flash baak
وقت القضيه عاصم كان مكلّف حد يراقب مراد بدقه و همسه كمان حتى ولاده ف حضناتهم و يجيبله كل تحركاتهم .. كان عامل حسابه يستخدمهم ف لعبته .. اه مكنش مرتب لكل ده و الحظ ساعده .. بس كان مخليهم كارت ضغط على مراد و سليم و مهاب لو الظروف إضطرته و وقع تحت إيديهم !
و بعد تهديداته لمراد و ابو همسه و ضغطه عليه إنه يسيبها اللى مكلّفه بمراقبتهم كلّمه
عاصم: ايوه **: لسه خارجين من عند المحامى و دخلت و إتطّقست زى ما قولتلى من غير ما حد ياخد باله و عرفت إنه طلّقها عاصم ضحك بشر: بجد ؟ طب ماهو طلع بيخاف اهو امال ليه كان عامل فيها قلب الاسد ؟ **: و خدتلك نسخه من الورقه اللى عند المحامى عاصم: تمام خليهم تحت عينك و اى جديد بلغنى .. و إبعتلى ورقه الطلاق خلينى اتبسط شويه .. و خد منها نسخه ف علبه هديه حلوه و إبعتها لبنت السويدى عالبيت
قفل معاه و ضحك من بين سنانه ضحكه كلها شر و بسرعه الضحكه اختفت مره واحده و همس بغلّ: و زى ما خدت منى كل حاجه يا ابن العصامى .. بيتى و مراتى و ابنى و شغلى و حتى بلدى .. جاه عليك الدور و هاخد منك كل حاجه إستنانى !
تانى يوم الصبح اللى مراقب همسه كلّمه **: مراد سافر الصعيد الصبح و مدام همسه اهى على طريق الصعيد عاصم ضحك: طب خليك وراها قفل معاه و الراجل فضل طول اليوم بيراقبها لحد لحظه الحادثه همسه خرجت من عند مراد ف بيت أبوه ركبت عربيتها هى و ولادها و مشيت .. و اما تعبت ركنت عربيتها و اخدت تاكسى .. طول الطريق و كلمه مراد بتتردد ف ودانها " اللى حصل ده كده كده كان هيحصل، بيك من غيرك كان لازم يحصل " ! و كل ما تتردد يزيد الغل و القسوه جواها و يزيد معاهم جنونها و إنهيارها و عصبيتها.
كأنها إنفصلت عن العالم كله و مفيش غيرها ف المكان اللى صوت مراد بيتردد زى الصدى فيه و صوره ورقه الطلاق قدام عنيها ! لحظات توهان عدت عليها لدرجه محستش بالعربيه اللى وراها اللى بعت عاصم و لا ب اى حاجه نهائى و كأنها مُغيبه .. إبتدت تتخنق و وشها يزرّق .. إشارة المرور و قفتهم للمخالفه .. بعدها كملوا طريقهم .. بس همسه رجعت تعيط بهيستريا و ده خلاها يغمى عليها و السواق إبتدى يفوّق فيها و يخبط على وشها .. و ده كان كفيل إنه يشغله عن الطريق لحد ما إنتبهوا لصوت مراد إبنها اللى كان قاعد جنبها بيصرخ بصوته كله بجنون و فزع: مااااااماااا
همسه ف لحظه إتفزعت لصوت إبنها اللى بيهزها بعنف و متبت ف دراعها و إلتفتت له .. بصّت وراها ل ليليان اللى حاضنه قزازه البرفان بتاعة أبوها و كأنها حضناه او بتاخد الامان من حتى ريحته و بتصرخ و بصّت جنبها للسواق اللى مش عارف يسيطر ع الموقف .. و هنا بصّت قدامها بتلقائيه و إنتبهت للكارثه المُنتظَره ..
عربيه نقل كبيره جدا و محمّله الواح قزاز خبطت ف عمود قدامها ف إختلت و رجعت بسرعه ورا و كانت عربيه همسه وراها و ف ثوانى كان كله خبّط ف بعضه .. العمود بعربيه النقل بالقزاز اللى فيها حدفوا عربيه همسه ورا اوى بعد ما اتحدف عالعربيه القزاز المحمّل ف النقل.. كله إتشقلب بسرعه جنونيه و كانوا على طريق صحراوى على جنبه فضا و رمل و كل حاجه إترمت على الجنب ده ! و وسط رمال الصحرا ده طلعت النار من كل حته بدخانها اللى عتّم الجو ! كل ده مخدش دقايق و كان قدام المراقبه اللى كانت وراهم على طول .. ف ثوانى حد من اللى بيراقبوها طلع التليفون بسرعه يبلغ عاصم عاصم بصدمه: انت بتقول ايه يا حيوان انت ؟
**: يا باشا زى ما قولتلك ده العربيات كلها بقت معجنه هنا و كل حاجه بتولّع عاصم: يعنى ايه ؟ ماتت ؟ **: اعتقد كده .. مستحيل تكون عايشه عاصم سكت بصدمه و فاق بجنون: انت لازم تلحقها ! فاااهم ! مش لازم تموت ! مش لازم ! **: يا باشا بس
عاصم بصرامه: اتصرف .. الحقها .. طالما ابن الكلب ده سمع كلامى و طلقها .. يعنى هى بولادها كارت ضغط عليه .. يبقا هيسمع كلامى ف اى حاجه اطلبها ف المقابل!
سكت شويه بغلّ: طب اسمع .. روح خرّجهم من العربيه هى و ولادها و انقلها على مخزن ف العنوان اللى هبعتهولك و كلمنى بلغنى اما تخلص و انا هبعتلك نضال يتصرف !
قفل معاه و الراجل و اللى معاه راحوا لمكان الحادثه خرّجوا همسه اللى كانت بتنزف من دماغها جامد و وشها كله بيجيب دم و مراد إبنها لإنه كان جنبها .. كان حالته مش اقل منها .. و بينزف من صدره و ليليان ورا إصابتها خفيفه بس مغمى عليها !
اخدوهم ع المخزن اللى بعتله عنوانه و كام ساعه بالظبط و كان نضال عندهم ف مصر ! خرّجهم برا مصر خالص ف باخره تبعه .. و سفرّهم على روسيا و كلم عاصم بلّغه عاصم بمكر: انقلهم ع المستشفى اللى تبعنا بتاعتنا عشان يبقوا تحت السيطره .. و خد روسيليا لعندهم تبقى معاهم .. لحد ما اتصرف .. و خلّى الامن تبعنا اللى كانوا بيراقبوهم يحيبوا تفاصيل الحادثه و الباقى إتنقلوا مستشفى ايه و بلّغنى
و فعلا نضال نقلهم عالمستشفى بتاعته بعد ما دخلوا روسيا و مدير الامن محى اى اثر لوجود همسه و ولادها ضمن الحادثه بعد ما اخدوهم و تابع الوضع من بعيد .. و بعدها بكام يوم عاصم إتقبض عليه و اترحّل لمصر عشان كده قال لمراد " لسه مخلصتش يا صاحبى " ! بس بعدها هرّبوا عاصم من المستشفى ف الحريق اللى عملوه و سفرّوه على " موسكو ف روسيا " ! و هناك نضال إداله تقارير مفصّله عن حاله همسه فالمستشفى بولادها ! عاصم بتفكير شيطانى: يعنى همسه ف غيبوبه ؟ نضال: اه الدكتور بيقول حصلها تهتك ف بعض خلايا المخ دخلتها ف غيبوبه و كمان عملها فقدان ذاكره ! عاصم إنتبه: فاقده الذاكره ؟! متأكد ؟ نضال: ايوه و الدكتور بيقول لها عمليه و ممكن ذاكرتها ترجع بس
قاطعه عاصم بضحكه شر: لاء ترجع ايه ؟ بكفايه اوى هى رجعت .. بناقص ذاكرتها .. كده احسن .. كله اتمسح و انا مكنتش عايز اكتر من كده ! و هنا عاصم قرر يديّر اللعبه اما الحظ نجده بفقدانها الذاكره و خلى نضال يسفّرهاله لعنده و يسيب مراد و ليليان ف المستشفى مع روسيليا لحد ما يقوله يعمل بيهم ايه!
عاصم لنفسه بهمس شيطانى: قولتلك لسه مخلصتش يا ابن العصامى ! و طالما كده كده نفدت انا يبقا معدش له لزوم اساومك يبقا تاخد القاضيه بئا !
عاصم بعدها مدير الامن بتاعه بلّغه جثث الحادثه إتنقلت فين بالظبط بما فيهم سواق التاكسى اللى كان معاهم عاصم جاب جثه بديله ل همسه و خلّى دكتور تبعه شوّهها بحيث لا يمكن حد يتعرف عليها و حرقها و بعت الجثه لمكان المستشفى وسط جثث الحادثه مع السواق .. ف المستشفى بعتوا لاهل السواق و من المخالفه قدروا يوصلوا لإن اللى كانت معاه همسه .. و هنا عاصم كلّف حد من المستشفى لعب ف التحاليل مقابل فلوس و اثبت ان الجثه بتاعتها ..
baak
عاصم فاق من ذكرياته و فضل يشرب و يشرب و يقوم و يقع لحد ما غاب عن الوعى و نام مكانه لحد الصبح
عند ماارد ... غرام ع التليفون بغيظ: داك هواا مارد بغيظ: نعممم ! غرام بتراجع: هوااا، داك هوا يجيلك يطرّى على قلبك، حد طايل ف الجو ده مراد إبتسم غصب عنه: نعممم غرام بغيظ: معندكش غيرها ؟ مراد: لاء و يا تنجزى يا تتكلى هاا ؟ غرام كتمت غيظها: انت قليل الذوق بجد بقا مراد: تلات اوقات مبحبش اسمع نَفس فيهم .. و لا و انا هنام و لا و انا نايم و لا بعد ما اقوم من النوم غرام إبتسمت اوى: ممم و لو حد كبس عليك ف وقت من دول مراد: ربنا ما يوريكى غرام: ايوه يعنى بتتعامل ازاى ؟
مراد بهزار: بالإشاره لحد ما تُفرَج غرام إبتسمت: ممم و اللى مش قدامك ده يتعامل ازاى مراد: لاء ده يتكل غرام بغيظ: مانا جيتلك و انت قلّيت ادبك مراد مثّل البراءه: اناا ؟! محصلش، انتى اللى دماغك شمال غرام كزت على سنانها: لا قلّيت ادبك .. امال بصّتلى و بصيت للسرير ليه ؟
مراد ضحك: مانتى اللى كلامك كله إيحاءات .. بدخل اوضتى الاقى واحده على حرف السرير و بتقولى ( و قلد صوتها و هى ضحكت غصب عنها ): من غير كلام كتير هاخد منك اللى عايزاه و انجز عشان نريّح بعض ! افهم ايه بئا ؟ غرام بغيظ: انا كنت عالكنبه على فكره مش السرير مراد بيستفزها: مبتفرقش معايا غرام برّقت بغيظ: انت .. انت ..
مراد بيستفزها: قبيح و قليل الادب و .. و .. ايه كمان .. اه و وقح ! عارف بما إنك ماشاء الله عارفانى اهو يبقا جايه ع السُمعه، ف بتمثلى ليه بقا ؟ غرام كزت على سنانها و هو كتم ضحكته: عموما احنا لسه فيها و انا عالسرير و ربونا مش هتغلبى غرام قفلت ف وشه بغيظ و حدفت الموبايل و هو انفجر ف الضحك اوى ..
الصبح ليليان قامت اتوضت و صلت و إبتدت تلبس دخلت عليها روسيليا بزعل: انتى بردوا هتسافرى ؟
ليليان إبتسمت إبتسامه باهته: حبيبتى ده محتاجنلى ف الجامعه عشان إجتماع الدكاتره ف الجامعه .. هخلص و ارجع ع طول .. بعدين انا مسافره انجلترا مش مصر اللى انتى معترضه عليها .. روسيليا توّهت: انجلترا مصر عفريت انا بمجرد ما بتخرجى من هنا و تغيبى عن عينى روحى بتغيب معاكى لحد ما ترجعى ! ليليان سابت اللى ف إيدها و قربت منها باستها: حبيبتى مش هأخر .. اسبوع بالكتير و هرجع ان شاء الله ! ادعيلى بس روسيليا بحب: انا عندى غيرك ادعيله ليل نهار ليليان: معايا رامى كمان.
روسيليا رفعت حاجبها بإبتسامه و ليليان ببراءه: رايح هيستورد كميه علاج ناقصه عنده ف الصيدليه و كلها مستورد شغل يعنى روسيليا بمكر: ممم شغل قولتيلى ليليان إبتسمت و هى كمان: طب طيارتك بالليل رايحه فين من دلوقت كنتى اخدتى اجازه ريّحتى حتى انهارده ! ليليان ضحكت: لاء انا مش رايحه المستشفى .. مصطفى لسه جاى امبارح و هيسافر بكره بالليل هنخرج كلنا انا و رامى و هو و مراد و رحاب هنتفسح و نتغدى سوا و نقضى اليوم مع بعض و بالليل هسافر ..
روسيليا إتنهدت و سكتت و ليليان بصّتلها: بتقلقى من ايه بس ؟ مصطفى اخويا و انتى عارفاه كويس .. انتى بنفسك اللى سيبتينى عندهم فتره و اخدت عليهم لما بقا اخويا بجد و دايما جنبى و مراد زيه و اكتر بحسّه قريب منى ! روسيليا ضيّقت عنيها: قريب منك ازاى يعنى ؟
ليليان لسه هتتكلم إنتبهت لملامح وشها و نبرتها ف ضحكت: لا متخليش خيالك يحدفك بعيد .. انتى هتفكرى زى همسه ؟ روسيليا رفعت حاجبها: و فكرت ف ايه همسه ؟ ليليان ضحكت: زى ما فكرتى انتى كده روسيليا إتّكت على كلامها: خدى بالك من نفسك بردوا .. انتى زى اختهم اه .. بس ف الاول و الاخر بنت و يتخاف عليكى ليليان إبتسمت: مش من دول يا ماما .. مش من مراد و مصطفى .. دول اكتر من خواتى روسيليا: مصطفى عارف إنك اخته ف الرضاعه ف بيعتبرك اخته زى ما بتعتبريه لكن مراد ايه؟
ليليان بتأكيد: اكتر من مصطفى .. زى اخويا و اكتر و بيعتبرنى كده روسيليا غمزتلها: مممم يعنى مش هتيجى يوم وتقوليلى إعترفلى بحاجه كده و لا كده و لا مكنتش واخده بالى و مش عارف ايه ؟ ليليان بشرود: تفتكرى .. معرفش .. بس مينفعش .. مجرد احساس جوايا بيقول إنه مينفعش ف اطمنى روسيليا بفهم: و مين رحاب اللى لازقه لمراد دى ؟
ليليان ضحكت: حته سُكره ...بنت اللوا عامر الله يرحمه مدير مراد ف الشغل روسيليا بتعجّب: بنت مديره ؟ و تخرج معاه كده عادى ؟ و ابوها ؟ ليليان إستغربت: ماله ابوها؟ كان بيثق فيها جدا و لعلمك كان بيثق ف مراد اكتر.. كان دايما بيقول على مراد إنه تربيه إيده و وقف جمبه كتير جدا و ساعده ف بيثق فيه و بيستأمنه و بيعتبره إبنه و لعلمك مراد قالى إنه قبل ما يموت وصّاه عليها ..
روسيليا هزّت راسها بتفّهُم و ليليان لبست و لفت طرحتها و باستها بسرعه من خدها و جريت هتخرج روسيليا غمزتلها: لولى هو رامى رايح معاكوا ؟ ليليان رفعت حاجبها بإبتسامه: بقيتى فضوليه اووى يا مازر .. ايه الفضول ده ؟ كل دى اسئله ؟ انتى بقيتى و لا كرومبو روسيليا بغمزه: لاء هو سؤال واحد اللى سألته ليليان بتتويه: كل ده سؤال واحد ؟
ده انتى سردتى قصه حياتنا واحد واحد و لا اللى بتحققى ف جريمه قتل روسيليا ضحكتلها بنظره غامضه و هى جريت عشان متدهاش فرصه لاى اسئله تانيه .. خرجت و هى إتنهدت بحب: ربنا يسعد قلبك و يعوض حرمانك يا حبيبتى ..
مراد عدّى على رحاب اخدها و مصطفى استنى ليليان تحت البيت و اخدها و إتجمعوا كلهم و شويه و رامى وصلهم و قضوا اليوم سوا لعب و تنطيط و إتغدوا مع بعض رامى: باربى انتى هتقعدى كتير و لا راجعه ع طول ؟ ليليان بضيق: ميه مره اقولك متقوليش كده مراد بيغيظها: انتى فعلا شبه باربى ليليان نفخت بضيق و رامى ضحك بهزار: ده حتى الباربى لها لسان انما انتى ايه يا ام لسان الا ربع ؟ ليليان بغيظ: اخغس يا حماغ (اخرس ياحمار)
ضحكوا كلهم و هى كزّت على سنانها بغيظ و مره واحده شالت كوبايه ميه من عالتربيزه كبتها ف وشه و جريت .. و هو قام جرى وراها و مراد و مصطفى وراهم و فضلوا يجروا ورا بعض .. قضوا اليوم كله سوا و وصّلوها اخر اليوم ع البيت .. اخدت شنطتها و وصلوها ع المطار .. سافرت و معاها رامى اللى اصرّ يسافر معاها بحجه له شغل هناك هيخلصه و هو ف الحقيقه مش عايز يسيبها !
عند غرام ... اللوا شاكر: يعنى صممتى تسافرى بردوا و زى ما روحتى زى ما جيتى ! غرام بضيق: ايه صممت دى يا خالو ؟ مانت عارفنى ف شغلى بحب اعمل خطواتى بنفسى .. خاصه لو حاجه مهمه زى دى عُدى: قولنا سيبيها عليا عملتى فيها سبع رجاله ف بعض غرام إندفعت: انا كنت فعلا هخلص اللى عايزاه بس لولا المستفز و قطعت كلامها مره واحده اما افتكرت مراد و بصّتلهم و سكتت اللوا شاكر: المستفز مين ؟ غرام: هاا، انا قولت مستفز ؟ خالها رفع حاجبه بغموض و هى تهتهت: ااه قصدى العسكرى اللى واقف امن .. رفض يخلينى اقابل حد و قال فى اجتماع
خالها بعدم اقتناع: و مستنتيش ليه ؟ و مكلمتنيش ليه ؟ غرام إرتبكت: لالا مفيش داعى، مانا إستنيت و بعد كده خرجت كنت بجيب حاجات رجعت لقيتهم خلصوا و المقدم مراد سافر
خالها بصّلها بغموض و هى قلّبت ف طبقها بشرود و من وسط سرحانها إبتسمت فجأه و هو لاحظها بس معلقش و غيّر مسار الكلام: بيقولوا اللوا عامر مات سيف: مش ده اللى بنته محاميه ؟ ابوه هزّ راسه: اه و اشتغلت معانا فتره على قضيه كده و مشيت سيف: ايوه فاكر، يا اخى ده بيخاف عليها خوف و لا العيله الصغيره آبوه: ممم بيقولوا تعبت اول ما الخبر جالها .. خاصه ان مفيش جثه بيقولوا جثته إتحرقت و متبقاش منها .. و سمعت إنه مراد نقلها المستشفى و إتبرعلها بدم كمان و بيخلصلها اجراءات المعاش و المكافأه بتاع أبوها
كانوا بيتكلموا و غرام هنا إنتبهت اوى لكلامهم و سيف لاحظ ده سيف: ده عيل بارد و شايف نفسه معرفش على ايه ؟ و قال ايه مارد ! أبوه: بيقولوا ذكى و مفيش حاجه بتقف قدامه، يعنى، جرئ مبيخافش من الموت مهما كانت المهمه صعبه بيدخلها بقلب جامد
غرام هنا شردت و إفتكرت ملامح مقابلتها معاه .. ذكرياتها البسيطه .. ضحكته اللى له بَحّه مميزه .. عينيه اللى لاحظت إنها قلبت للازرق اما عصّبته .. عضلاته .. جسمه و هو خارج من الحمام، إفتكرت اما شتمته و اما دلقت عليه القهوه و إبتسمت اوى فجأه و إبتسامتها إختفت فجأه اما افتكرت اما فهمها غلط و كزت على سنانها و تمتمت بهمس: قبيح ! سيف: غشيم يعنى
أبوه لسه هيرد ردت غرام إندفعت ف الكلام: ده مش غُشم .. واضح فعلا إنه ذكى .. و ده قمة الذكاء على فكره، الحاجه اللى بتبيّن للى قدامك إنها مش فارقه معاك مبيتكاش عليك بيها .. و هو بيبين شجاعته و إنه مبيخافش من الموت مع ان مفيش حد مالهوش مخاوف .. بس ده بيخلّى اللى قدامه ثقته تتهز ف نفسه لمجرد إنه يحس إنه صعب يستقدر عليه ! عارف شكله مكنش بيقول إنه واحد جاى من مهمه تقيله زى دى .. او لسه ميت قدامه حد .. ده و لا اللى جاى من فسحه ! ده قال
قطعت كلامها و بصّت للأكل بتتويه و خالها شاكر بصّلها قوى و لاحظ لهجتها و طريقه كلامها و هى إرتبكت اللوا شاكر ضيّق عينيه: هو مش المفروض إنك ملحقتهوش و سافر ؟! غرام إتوترت و نهله مرات خالها لحقت الموقف: ملحقتهوش بعد ما يخلص إجتماعه، لكن شافته قبلها و إستنت بس مشيت و هو مشى ! سيف بغضب: يا ماشاء الله و التقرير ده كله من شوفتيه و هو داخل ! عُدّى: ده تقرير نفسى يابنتى مش صحفى !
ليليان ف انجلترا قررت تروح لدكتور تانى و تعرف ايه حكاية زراعه الكبد دى .. فى حاجه مش مظبوطه و لازم تفهمها راحت المستشفى اللى شغاله فيها هناك .. عادت كل الاشعه تانى و التحاليل و عرضتهم على دكتور كبير هناك
ليليان بذهول: يعنى ايه ؟ الدكتور: زى ما قولتلك .. الاشعه بتقول إنك فعلا زارعه فص كبد ليليان: متأكد ؟ الدكتور: طبعا .. و على فكره الاشعه مبيّنه ان نسبه تفاعل الفص اللى زرعتيه مع باقى الكبد ممتازه جدا .. و ده مالهوش غير معنى واحد .. ان اللى إداكى فص الكبد ده حد قريب منك اوى .. إما اب او ام او حد من الاخوات .. مش حد من برا يعنى .. هو ممكن اى حد يديكى لو اشعته تنفع لكن انتى اللى باين قدامى ده ليليان بشرود: روسيليا امى و متعرفش حاجه عن الموضوع ده .. و ماليش خوات .. و نضال .. نضال .. معقوله ؟ الدكتور: اه حتى باين ان إتزرعلك الكبد من زمان جدا .. نقدر نقول من اكتر من حاجه و عشرين سنه ليليان إتنفضت: نعمم ؟ الدكتور: زى ما قولتلك الاشعه هى اللى بتقول كده
ليليان خرجت من عنده زى التايهه .. إزاى ان اللى إتبرعلها بفص الكبد أبوها و ازاى من اكتر من 20 سنه ؟ هى فى الوقت ده المفروض إنها كانت مش معاهم و تايهه عند حد متعرفهوش زى ما روسيليا فهّمتها ! ليليان تقريبا مبقتش مجمّعه و إبتدت تراجع اللى حصل و اللى روسيليا أقنعتها بيه زمان و ذكرياتها البسيطه المحتفظه بيها جواها و مش عارفه تربط حاجه بالتانيه
و قبل ما ترجع بكام يوم مصطفى كلمها .. مصطفى بتوتر: ليليان انتى نازله روسيا اممتى ؟ ليليان بضيق: انا مش حابه انزل دلوقت .. عايزه ابقا شويه لوحدى مصطفى سكت بترقّب: نضال عمل حادثه كبيره و اتنقل المستشفى لبلبان اتخضّت: و ماما عامله ايه ؟ مصطفى: لوحدها معاه .. انتى عارفه مالهاش حد قوى ليليان حجزت و رجعت على روسيا ف نفس اليوم اللى عرفت فيه لقت مراد مستنيها ف المطار و مصطفى اخدوها ودوها ع المستشفى على طول
مصطفى: اخدك عالبيت الاول ترتاحى من الطريق و الصبح اوديكى ليليان بجمود: لاء ودّينى عالمستشفى عندهم على طول مراد بضيق: ع الاقل خدى نَفَسك من المشوار و حتى يكون النهار طلع و ابقى روحى الصبح ليليان بعِند: لاء دلوقت بصّوا لبعض ب أسف و اخدوها و هى ف حالة جمود هما إستغربوها جدا !
بصّوا لجمودها و للدموع المتحجّره ف عينيها و بصّوا لبعض بإستغراب على حالتها دى .. المفروض إنه أبوها و بين الحيا و الموت ف المستشفى ف حادثه بس هما فسروا ده ب إنها مصدومه و محدش فيهم يعرف الحقيقه .. إنه لو حتى أبوها ف هى مبترتاحلوش !
ليليان وصلت المستشفى و هناك لقت عاصم و همسه و روسيليا و ماهر الشرقاوى ابن عمه و إبنه و الكل متجمع !
اول ما دخلت روسيليا قرّبت منها و هى حضنتها اووى .. مش عارفه ليه مش عارفه تعيط ؟ مش عارفه تقلق زيهم .. مش عارفه تحس ب اى حاجه .. يمكن مصدومه زى ما فهموا .. يمكن مش حاسه ناحيته ب اى حاجه .. يمكن لإنها عمرها ما إعتبرته اب .. او يمكن لإنه هو بالذات اخد مكان مكنش بتاعه ابدا ! ساكته تماما و متمسمره مكانها بجمود و الكل بيبصّلها بإستغراب و شويه و همسه قرّبت بهدوء منها و بتلقائيه حضنتها و ضمتها اوى همسه بقلق: انتى كويسه حبيبتى ؟ ليليان بجمود: اه .. روسيليا ضمتها بوجع لإنها الوحيده اللى حاسه باللى جواها و بصّت لروسيليا جنبها: ماما انا كويسه متقلقيش
روسيليا طبطبت على ايديها و هزت راسها بتفّهُم يمكن لانها الوحيده اللى حاسه بيها و باللى جواها دلوقت ! شويه و حد من الدكاتره خرج و لسه هيتكلم لاحظ وجود ليليان: دكتوره ليليان الشرقاوى ! انتى هنا ؟ ليليان هزت راسها و هو كمّل بعمليه: انا سألت عنك قبل ما ندخل عنده بس ملقتكيش .. عموما احنا محتاجينك ف العمليات
روسيليا إعترضت: انت مش شايفها عامله ازاى ؟ حالتها متسمحش الدكتور بروتينيه: دكتوره ليليان من أشطر الدكاتره هنا و هو حالته محتاجه حد زيها .. كمان هى بنته يعنى اكتر حد هيخاف عليه كويس همسه بضيق: ماهى عشان بنته مينفعش .. تدخل ازاى تعمل عمليه لأبوها .. دى ممكن تنهار فيها ! ليليان قامت من وسطهم مره واحده بجمود و من غير و لا كلمه راحت غرفه دخلت لبست لبس العمليات و خرجتله كان لسه بيتكلم معاهم: انا جاهزه يلا بينا
مراد قرّب منها و لسه هيتكلم إبتسمتله بهدوء بعينيها و همست: انا كويسه متقلقوش ! الدكتور اخدها لعنده جوه و حوّلوه ع العمليات و ليليان قامت بالعمليه بمساعده كذا حد من زمايلها اللى اصروا يكونوا جنبها لإنهم عارفينها و ده أبوها !
و ف وسط العمليه فجأه القلب وقف .. ليليان إتحركت بعمليه عملتله صدمات كهربيه لحد ما قدرت تنعش القلب من تانى خلصت العمليه و عملتله كشف كامل و عرفت إنه القلب وقف من كمية الدم الكتيره اللى نزفها و محتاج دم كتير جدا جدا لإنه نزف بشكل مش طبيعى .. محتاج دم كله فريش عشان يتفاعل بسرعه مع جسمه لإن إتصفى اكتر من نص دمه و بالشكل ده القلب هيقف !
طلبت من حد من المساعدين بتوعها .. ليليان بهدوء: خدوا منه عينه دم و إعملوله تحليل فصايل نشوف فصيلته ايه و بلّغهم برا يشوفوا مين زيه و يوفروها عقبال ما يتحوّل ع العنايه .. لإنه هيحتاج الدم ده بسرعه !
خرج من العمليات و اتحوّل ع العنايه ... ليليان: دخّلوه غرفة الاشعه عايزه كشف كامل عليه .. نزف كتير و محتاجين نتطمن على اجهزة جسمه الحيويه لتكون اتأثرت بنقص الدم .. و فعلا اتعمّله كشف كامل و هى طلبت تشوف نتيجته و نتيجة تحليل الدم بتاعه ! اخدت الاشعه بتاعته و بصّت فيها و اتسمّرت مكانها ..
و قبل ما تستوعب حاجه الدكتور جابلها تحليل فصايل الدم بتاعه و هى أخدته منه و بصّت فيها تشوف فصيلته عشان توفرله الدم اللى محتاجُه ..
تحليل الدم بتاعه كان تحليل فصايل بس .. يعنى بيوضح بس فصيلته ايه عشان يتوفرله دم .. بس بمجرد ما ليليان بصّت فيه إتسمّرت مكانها بصدمه و بصّت حواليها بتوهان و جمود و عيون مفتّحه اووى و مره واحده اغمى عليها و تحليله ف إيديها ! الكل جرى عليها بخضّه و هى بتقع بس قبل ما تنزل ع الارض كانت إيد مراد اسرع و سندها بس من شدة وقعتها نزل بيها ف الارض مراد بصّلها بغموض و هى بصّتلها بتوهان و _