logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:18 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثالث والعشرون

مالك حس كإن مية جرح و جرح جواه إتفتحوا من الكام كلمه دول و افكاره دلوقت كلها راحت عند نقطه واحده لو مشى دلوقت ايه اللى هيحصل !
حلم من ملامحه اللى نطقت عنه او يمكن عشان هو جواها ف شايفه جروحه اللى بتتفتّح ف وقفت تعفيه من الرد: كفايه بقا .. انا مش هسمحلك بأكتر من كده .. انا كنت عارفه إنك جايباه عشان تستفزيه و بس و عندك امل ينسحب طالما معرفنيش تعملى ده معايا .. بس متخيلتش ابدا إنها توصل لكده و للمعايره و إلا مكنتش وافقت يجى ..

أمها من حالة التوهان اللى بقا فيها مالك حست بإنتصار غريب إنها وصّلته للى عايزاه و طلعت اول سلمه و حست إنها هتنجح حتى لو هتحتاج وقت: ايه غلطت ؟ مش دى الحقيقه ؟
قبل ما حد يرد بكلمه زياده كان مالك سابهم و مشى .. مشى برا البيت و بيتمنى لو يمشى من الدنيا بحالها .. كفايه بقا !
وصل المجموعه و مش عارف ايه اللى ودّاه هناك .. زى ما يكون مستنى حلم او عارفها هتيجى او يمكن محتاجها تسكّن كل الجروح اللى إتفتحت دى ..

عند حلم بعد ما مالك مشى وقفت بغيظ تطلع اوضتها بس أمها وقّفتها بكلامها: اعتقد شوفتى بعينك و لسه لو فضلتى راكبه دماغك ياما هتشوفى
حلم زعّقت كإنها بتدارى ع الدوشه اللى جواها: شوفت ايه ؟ هاا ؟ انا لو شوفت حاجه ف مشوفتش غير قلة ذوق للأسف
أمها كانت عارفه تمسكها بيه بس إتصدمت من ردها: قلة ذوق ؟ انا يا حلم ؟ و عشان ايه ؟ عشان بحاول اوصل معاكى لحل وسط أئمّنك بيه ؟

حلم إتكلمت بخنقه: و هو الفلوس و الشبكه و الشركات اللى هتأمنلى مستقبلى ؟ انتى بجد فاكره كده ؟ انا محتاجاله يا ماما .. محتاجه لمالك ف حياتى .. محتاجه اهتمام و حب و حنيه .. محتاجه سند و ضهر إتسند عليه .. محتاجه ونس يملى حياتى الفاضيه من غيرى .. محتاجه يبقى ليا بيت احسّه بتاعى .. انتى عمرك سألتى نفسك انا ليه طول الوقت برا ؟ ليه طول الوقت بغرس نفسى ف شغلى ؟ عشان لا عمرى حسيت ان ده بيتى ف لحظه واحده و لا عمرى حسيت ان حد مهتم بيا .. انا محتاجه حد ابقى كل إهتماماته و انا هنا محصّلتش ابقى جزء من هنا ..

آمها إتخنقت من كلامها اللى عارفه إنه اصح من إنه يترد عليه: و هو ده بقى اللى هيديكى كل ده ؟ ده إستخسر فيكى شركه و هتتكتب بإسمك بشكل صورى بس يبقى هيديكى كل اللى انت محتاجاه ده ؟ انتى بتقاوحينى و لا بتقاوحى نفسك ؟
حلم سكتت بخنقه و آمها كلمتها و هى سيباها و خارجه: راجعى نفسك تانى .. انتى حتى لو محتاجاه ف حياتك عشان كل اللى قولتيه ده يبقى محبتهوش و مشاعرك دى مجرد إحتياج بمجرد ما يجى غيرها هيشغلها ..
آمها رمت كلامها و سابتها و خرجت بعد ما حست إنها حدفت كرسى ف الكلوب و سابتهم يشوفوا الحقايق واضحه ..

حلم فضلت كتير مكانها و كلام أمها بيروح و يجى على عقلها و الاخر لبست و خرجت .. راحت لمالك ع المجموعه ..
بمجرد ما دخلت و شافها حاول يبتسم على إنها مسابتهوش لوحدته و هى عارفه حالته اكيد هيبقى شكلها ايه ..
حلم دخلت بهدوء و قعدت و هو راح جنبها و المفروض يتكلموا بس فى حاجز ..
حلم قطعت صمتهم ده بضيق: انت ليه مشيت كده و بالشكل ده ؟

مالك رجّع راسه بضهره لورا و ربّع إيديه ورا راسه و غمض عينيه: انتى كنتى عايزانى افضل تانى ؟ مجرد إنى حسيت ان مفيش حاجه تتقال تانى ف مشيت
حلم إندفعت ف الرد: حسيت إنك مش عارف تقول حاجه و لا مش عايز تسمع حاجه ؟
مالك فتّح عينيه و بصّلها كتير: هو انتى شايفه إن اللى سمعته سهل ؟ إنى كان لازم اقعد اسمع تانى ؟ شايفالها حلول اصلا ؟ كنتى مستنيه منى ايه ؟

حلم بضيق: اى حاجه .. اى حاجه يا مالك غير إنك تمشى .. غير إنك معندكش إستعداد حتى للمحاوله و لو عشانى .. تتحداهم و تتحدى الدنيا عشان خاطرى ..
مالك إتخنق: محاوله لإيه بالظبط ؟ دخولك ف حياتى ف الوقت ده بالذات مكنش تحدى ؟ تحمّلى لسخفات عمك و إبنه مكنش تحدى ؟ تحمّلى للخساره ف شغلى بسبب تهور ابن عمك مكنش تحدى ؟ وقفتى قدام أمك زى العيل الصغير اللى بيتعاقب على إنه طوّل إيده على حاجه مش بتاعته ده مكنش تحدى ؟ بس انا اللى غلطان.

حلم زعّلتها كلمته و إنه شايف إنه لو عمل كل ده عشانها ف شايفُه غلط: انت بتعايرنى بتمسكك بيا ؟ بحبك ليا ؟ ماهو لو انت عملتلى كل ده من باب الحب يبقى بتعايرنى دلوقت بحبك
مالك وقف بزهق: انا مش بعايرك .. انا بس تعبت من كتر الناس اللى حواليا بياخدوا بس و مبيدوش و مش عايز تبقى واحده منهم
حلم بصوت مخنوق: انا مطلبتش منك اكتر من إنك تجاريها و
مالك بصّلها قوى و كان هيقول حاجه بس فجأه تفكيره راح عند المجموعه و اساسها و شغلها و اللى ممكن يجيله و يجليها من ورا خطوه زى دى و ده خلاه إتخنق اكتر ف وقف بجمود: و ايه بالظبط يا حلم ؟ اكتبلك شغلى بإسمك ؟ انتى جايه تطلبى ده ؟ هى دى المحاوله بالنسبالك ؟

حلم كانت هتقول حاجه .. كانت عايزه تقوله إنك اغلى من كده بس ده مجرد حل صورى .. المحاوله عشان يبقوا مع بعض مش عشانها .. بس لهجة مالك و الطريقه و الجمود اللى إتكلم بيهم حجزوا كل ده على لسانها ..
مالك وقف: انا عايز ابقى لوحدى دلوقت يا حلم
حلم من غير كلمه واحده وقفت و خرجت .. مشيت زى التايهه ملتفتتش حتى وراها ..
مالك فضل عينيه متعلقه بيها و عليها لحد ما إختفت و سابت فراغ مكانها .. لأول مره يقولها سيبينى و تسيبه !

يومين عدّوا عليه إختفى فيهم .. قفل موبايله و مش ف البيت و لا شغله .. كان عايز ينفرد بنفسه .. عايز يفكر او يمكن ياخد هدنه و بيتمنى لو القدر هو كمان ياخد معاه هدنه ..
حلم رجعت البيت مخنوقه .. شويه تلومه و شويه تلوم نفسها و شويه تلوم الظروف .. هى مكنتش عايزه اكتر من إنها تحس إنها غاليه عنده .. لها قيمه .. يحاول .. حاولت تمنع نفسها منه لحد ما يختارها هو بس ف الاخر قلبها إنتصر ..
حاولت توصله بس إكتشفت إنه بقاله يومين مش بينزل شغله .. بتكلمه موبايله مقفول .. راحت المجموعه و البيت و كل مكان ممكن يروحه بس مفييش ..
مش عارفه تستحمل غيابه ده .. إتأكدت لحظتها بس ان وجوده بأى شكل و اى صوره اهون بكتير من وجع غيابه ..

من وسط ده كله إفتكرت فهد ف خدت عربيتها و راحتله و هو إتفاجئ بوجودها: خير ؟
حلم حاولت تتكلم ف اى حاجه: لا عادى كنت هنا ف القسم تبع شغل ف قولت اشوفك
فهد مقتنعش: ممم و بعدين ؟
حلم بغيظ: ايه و بعدين دى انتوا مش هتبطلوا البرود ده ؟
فهد رفع حاجبه: انتوا ؟ احنا مين بقا ؟

حلم فردت رجلها ع الكرسى اللى قصادها بغيظ: هو فى غيره اللى مدوخنى و ملففنى وراه من قسم لقسم .. يكونشى عاملى عمل منقوش على باب قسم
فهد برغم إنه ضحك على طريقتها بس رمى كلامه بتريقه: طيب كويس و الله إنك عارفه شكل علاقتك معاه
حلم كانت قالت كلامها بتلقائيه ف إتغاظت من إندفاعها اللى خلاه يتريق: ما تخلص يالا بطّل رخامه و قولى اخوك فين ؟

فهد رفع حاجبه بغيره ظهرت غصب عنه: و هو انا اللى هقولك هو فين ؟ ده انا بقيت بعرف اخباره منك و اما احتاج اوصله بشوفك انتى
حلم إبتسمت على علاقتهم الواضحه للكل بس بسرعه رجعت لقلقها خاصة ان فهد طلع ميعرفش حاجه: انا قلبت الدنيا عليه .. روحتله كل مكان ممكن او مش ممكن يروحه بس مفيش
فهد للحظات تناسى كل حاجه و القلق بجد مسكه: يعنى ايه ده ؟ هيكون راح فين ؟ مش يمكن عنده شغل ؟

حلم بضيق: انت غبى بقولك مبيروحش المجموعه و محدش هناك يعرف عنه حاجه و لا حتى كلّمهم
فهد سكت بتوتر: هيكون فين ؟ يمكن عايز يرتاح شويه و يبقى لوحده ؟
حلم سكتت بضيق اما إفتكرت مقابلته بينهم و مع آمها ..
فهد بصّلها بترقّب: ايه اللى حصل بينكم وصّله لإنه يهرب منك و من الدنيا بحالها ؟ عملتيله ايه إنطقى.

حلم برغم حدة الموقف إبتسمت قوى على تلقائية رده: مفيش، احنا بس إختلفنا على تفاصيل الجواز و كده بعدها مشوفتهوش تانى
فهد زعّق: هو ايه بيستعبط ؟ لمجرد ظروف هابله يختفى بالشكل ده ؟ يقع كده لدرجة ميبقاش عايز حاجه و لا حد ؟ هو ايه إستحلاها ؟
سابها و خرج و هى راحت وراه .. خد عربيته و مشى راح المجموعه ..

كامل إتوتر من هيئتهم: زى ما قولتلها و الله .. معرفش .. فعلا معرفش
فهد زعّق: يعنى ايه متعرفش ؟ انت مش ماسك الزفت بتاعه و مدير اعماله ؟ ازاى يعنى متعرفش هو فين ؟ ع الاقل اما تحب توصله للشغل معرّفك هتوصله ازاى
كامل بصدق: صدقنى و الله معرفش و محصلش قبل كده و غاب كده .. حتى اما الدنيا بتضيق بيه و بشوفه مخنوق بيجى على هنا مش بيهرب من هنا .. بيجى هنا و يمكن ساعات بيقعد باليوم و الاتنين مببخرجش من مكتبه لحد ما يرجع بنفسه
فهد إتضايق و مش عارف عشان لأول مره يحس إنه عليه جزء من اللوم و لا عشان كلمة مالك اللى رنت ف دماغه فجأه انت امتى كنت معايا او جنبى عشان تدى لنفسك الحق تحاسبنى
فهد سابهم و خرج فجأه بنفس العنف اللى دخل بيه ..

حلم خرجت وراه: هنعمل ايه يا فهد ؟ انا إبتديت اقلق بجد
فهد حاول يسكّت الدوشه اللى جواه: روّحى انتى دلوقت ممكن يجيلك او يتصل بيكى و لو حصل كلمينى ضرورى طمنينى
حلم: و انت ؟
فهد شرد بضيق: ملكيش فيه بقا المهم لو وصلتيله كلمينى

حلم مشيت بخنقه و طول الوقت بتراجع اخر حوار بينهم و شويه تلوم نفسها و شويه تلومه و مشتته ..
اول ما دخلت أمها راحت عليها بتريقه: ايه العيل اللى بتجرى وراه ف كل حته لسه مظهرش ؟
حلم بصتلها بعنف: عيل ؟ مالك مش عيل
أمها ضحكت بإستفزاز: و اما يجرى يستخبى من اول مواجهه ؟ و اما يهرب من اول إختبار ؟ و اما يتقمص ف يجرى بعيد زى العيال ؟ و اما تلفى تدوّرى عليه ف كل حته يبقى ايه غير عيل ؟ و عيل خايب كمان فاكر إننا هنيجى بالطريقه دى و يصعب عليا و اقول يا حرام صعب عليا
حلم زعّقت: كفايه بقا انتى ايه ؟

أمها زعّقت بنفس لهجتها: انتى اللى كفايه بقا .. كفايه بقا و فوقى ده انتى لو غلطتى معاه و نام معاكى فعلا مش هتتشحتفى عليه كده
حلم ردت بإستفزاز رغم إنها مكنتش عامله حسابها تلعب ع النقطه دى: اه غلطت معاه .. غلطت معاه و اه لمسنى و عشان هو راجل بجد مش عيل زى ما بتقولى متخلاش عنى .. مقاليش اخبطى دماغك ف الحيط .. مستفزوكوش حتى و لوى دراعكوا بيا .. عرفتى بقا اذا كان عيل و لا راجل ؟
أمها إتجمدت مكانها و بتبصلها قوى بتحاول تقرا من وشها إذا كان كلامها بجد و لا مجرد كلام إترمى من باب الإستفزاز و بس ..

حلم فهمت نظراتها و عرفت إنها إستخدمت سلاح تقليدى بس رمى رصاصه حلوه هتصيب الهدف ف رسمت على وشها الجديه اللى تدعّم موقفها ..
أمها فجأه ضربتها بالقلم على وشها و حلم عرفت ان رصاصتها مش عملت دوشه لا ده عملت المطلوب ..
حاولت تطلع بس أمها شدتها من دراعها رجّعتها قدامها تانى: انتى بتهزرى صح ؟
حلم بإستفزاز: بهزر ف ايه بالظبط ؟ هى دى حاجه يتهزر فيها ؟ و عموما فى الف طريقه اثبتلك بيها
حلم مكنتش عارفه لو آمها صممت تثبتلها او تتأكد هتعمل هى ايه بس اهى قالت كلامها بدافع الغيظ ..

أمها فضلت تزعق و تزعق و تزعق و الاخر شدتها حدفتها ع الكنبه وراها: مفيش خروج من هنا فااهمه ؟ مش هتخرجى برا الزفت إلا اما اشوف البيه بتاعك و إعرفى إنك لو فاكره نفسك او هو فاكر ان باللى حصل ده هيلوى دراعى لاء يبقى غلطان .. انا اللى باللى حصل هلوى دراعه يعمل اللى انا عايزاه و الاول لو بمزاجه دلوقت غصب عن اهله.

أمها رمت كلامها و مشيت بغيظ عشان عارفه ان القدر هو اللى لوى دراعها و حلم إبتسمت بشئ من الانتصار ع القدر اللى سعفها لاول مره ..

فهد فضل يلف بعربيته كتير .. راح على بيت أبوه .. يمكن لأول مره يدخله من ساعة ما مالك خرج من سجنه و إختلفوا ..
دخل و حس إنه بيدخل عش لملم عنكبوت مرارة الحزن و القهر عليه ..
فتح شقة أبوه و أمه و دخل .. بمجرد ما دخل غمض عينيه بعنف و بدون تمهيد جه قدام عينيه لحظة ما دخل المشرحه على جثث أبوه و أمه و قفل عينيه نفس القفله بس إفتكر ساعتها ان مالك بس اللى خده ف حضنه .. ضمّه و شبه شاله و شال عنه ساعتها الموقف ..

إفتكر الموقف و إفتكر اليوم كله و إفتكر كتير قوى .. إفتكر يومها اللى اوله كانوا ف المشرحه و نصه ف المقابر و اخره مالك إختفى و عرف هو باللى حصل ..
إفتكر إختفائه كان عامل فيه ايه و كانت حالته ايه .. اليوم إنهارده رسم قدامه ملامح اليوم اللى بقاله كتير بيحاول يدفنه جواه ..
إفتكر قلقه و رعبه و خوفه وقتها و اللى مكنش عارف سببهم عشان لآول مره يكون من غير ونيسه و لا كانوا على مالك نفسه ..
كان بيقنع نفسه ان الخوف و الرعب ده عشان بقى لوحده بس بمجرد ما مالك إختفى تانى و إترسم جواه نفس الرعب و نفس الهلع من ان الدنيا تفضى عليه عرف إنه خوفه وقتها مكنش على نفسه .. خوفه كان ع اللى طول عمره اخ و سند و ضهر و الإيد التانيه اللى بتشاركه ف كل حاجه و احيانا بتشيل عنه و بداله اما بتبقى إيده تعبانه ..

اليوم كان بشع اوله المشرحه و نصه ف المقابر و اخره وحده إبتدت غصب عنهم هما الاتنين بس هو اللى إستحلاها و خدها سكه له .. و إنهارده جه بنفس بشاعته ..
من وسط تفكيره ده إفتكر المقابر .. معقوله ؟

فهد خرج بسرعه و قفل الباب وراه و خرج من البيت خد عربيته و مشى بسرعه .. كان بيسوق بشئ من التوهان و جواه دعوه صامته كإن لسانه مكسوف منها ..
وصل عند المقابر و بمجرد ما شاف عربية مالك برا خد نَفس عنيف طويل كإنه بيتشاهد .. نَفس كده شبه اللى كان ف سباق طويل و ما صدق وصل لأخره .. بس هل فعلا هيكون ده اخره ؟ سؤال إجابته عند القدر و بس !

دخل على لسانه كلام كتير إنعقد و إتربط بمجرد ما شاف مالك .. منظره يغنى عن اى كلام ممكن يقولوه الاتنين ..
مالك كان نايم قدام قبر أبوه .. ف إيده مصحف بتاع حلم ..
فهد قعد جنبه و عدله من على جنبه ف وشه بان .. شكله و عينيه و وشه اللى شبه الدم بيقولوا ان ده واحد جاب اخر طاقته و فقدها خلاص .. مسك المصحف من إيده و شاف عليه دموع من كترتها كإنه مرشوش بمايه ..

فهد سكت كتير و غصب عنه نزلت دمعه من عينيه وقعت ع المصحف و إتقابلت دموعهم عليه كإن ربنا رايد قلوبهم تتقابل او تتفق هنا ..
فهد نزلت منه دمعه ورا دمعه ورا دمعه لحد ما إتحولت دموعه لشهقات صوتها بيعلى شويه شويه ..
مالك كان نايم و وشه و ملامحه مضمومه على بعضها و وشه بينقط عرق و إبتدى يحرّك وشه يمين و شمال كإنه بيختنق ..
فهد عياطه بيزيد و مالك هزّة راسه بتزيد اعنف .. فهد عياطه بقا مبحوح لحد ما صرخ و مالك كابوسه إتملك منه لحد ما صرخ هو كمان و طلعت صرخاتهم ف نفس الصوت كإنها من نفس القلب ..

مالك قام قعد و بيتلفّت حواليه بيحاول يفتكر فى ايه بس لسانه بيتكلم لوحده: ليه ؟ ليه ؟ ليه كده ؟ لالا يا حلم .. لااا .. فهههههد
فهد محاولش حتى يمسكه او يسكت و صوت دموعه بقى اعلى ..
مالك لاحظه و فهم إنه كان ف كابوس بس اللى مفهمهوش ايه اللى جاب فهد .. هو نام اه من غير ما يحس بس مكنش فى فهد ..
فهد بصّله بعيون مش عارفه تفتّح: انت كويس ؟ فى ايه ؟

مالك حاول يرد او يلاقى صوته: حلم
فهد حاول يهزر: ايه ده هى نطالك ف نومك كمان ؟ مش عتقاك البت دى
مالك ضحك غصب عنه اما شافه بيهزر و فهد ضحك معاه: انا اه قولتلك سيبك من احلام و امها و خدها حلم حلم بس مش للدرجادى .. مش لدرجة تاخدها ف ديلك ف كل حته حتى ف نومك
مالك ضحك بغيظ: لاء مانا سيبت احلام بس امها اللى مسكت ف ديلى
فهد للحظه سكت اما فهم قصده و ضحك قوى: اهلاا ده انت منحوس بقا.

مالك ضحك اكتر و فهد ضحك برخامه: كده العيب مطلعش من الناس اهو .. الناس طلعت فل انت اللى طلعت عقد .. تدرى ليش ؟ لإنك فقر ياخوى و الله فقر
مالك ضحك قوى على طريقته و فهد ضحك معاه لحد ما سكتوا ف لحظه واحده و المفروض يتكلموا جد: كانت بتعمل معاك ايه و انت نايم يا قذر ؟
مالك برّق مره واحده و فهد إنفجر ف الضحك من تانى: يا بنت الصرمه .. هى كانت مجرجرانى ادوّرلها عليك و هى هنا ف حضنك
مالك ضحك معاه غصب عنه و زقّه بغيظ: غوور يالا دى كانت بتخنقنى.

فهد برّق ببقية ضحكته: اه اذا كان كده ماشى
مالك زقّه بغيظ و سكت شويه و فهد قرا سؤاله ف عينيه: انا استغيبتك بس قولت اكيد شغل واخدك .. بس اما جاتلى حسيت ان فى حاجه مش مظبوطه .. ماهو اصل الشغل بياخدك منى، من نفسك، من اى حاجه إلا هى
مالك إتبسط من لهجة العتاب ف كلامه اكتر من الكلام نفسه: انا مفيش حاجه تاخدنى منك يا فهد .. مفيش و لا حتى تخطيك و تيجى قبلك .. انت رقم واحد قبلها و قبل اى حد و اى حاجه و قبل نفسى حتى و خليك دايما فاكر ده
فهد عينيه لمعت غصب عنه و سكت ..

مالك حب يرجّعه للهزار تانى: بعدين ده انت حتى ف الحلم لازق معانا
فهد رفع حاجبه: كنت بعمل ايه لامؤاخذه ؟
مالك ضحك بعيظ: بلاش
فهد شدّه برخامه: لا اعرف
مالك ضحك بغيظ و فهد عض شفايفه: مصمم
مالك مسكه من رقبته بهزار: هى مسكانى بتدور على حاجه تخنقنى بيها و انت إدتها حبل من جنبك
فهد تنّح لحد ما ضحك قوى و مالك زقّه برخامه و بيتفرج على ضحكُه بغيظ شويه و بفرحه شويه و بيتناسى الكابوس اللى شافه فعلا ..

فهد بيضحك جامد و مالك إكتشف إنه بيضحك زى اللى كان مستنى حاجه تضحّكه يفرح و فهد اما شاف مالك ضحك معاه إكتشف ان ضحكته كانت واحشاه جدا و القاعده دى كانت روح و إتردت فيه و الاتنين زى ما يكون بيخطفوا ضحكه من الدنيا غصب عنها ..
سكتوا ف نَفس واحد لحد ما فهد سؤاله طلع لوحده: انت كويس ؟
مالك رد بتلقائيه رغم غموض رده: كويس يا فهد .. و الله كويس قوى .. متقلقش
فهد إكتفى برده ده و مفتحش حواره و بيقنع نفسه ان ده رد مالك ع اللى ورا سؤاله مش على سؤاله ..

الاتنين قاموا بعد ما قروا الفاتحه و خرجوا
فهد راح على عربيته: لا انا معنديش استعداد ادب مشوار تانى لحد هنا اجيب العربيه .. عايز نرجع سوا تعالى ف عربيتى
مالك رد بغموض رغم إنه ضحك: هو انت على طول بتختار نفسك كده ؟ مبتحاولش حتى تفهم ؟ مش يمكن انا جاى معاك لوحدى ؟ مش يمكن انا معاك اصلا ؟
فهد رفع حاجبه: انا بس شوفتك رايح على عربيتك.

مالك رد على طول: انت شوفتنى رايح ع العربيه اه بس مشوفتنيش مشيت و لا حتى بستعد امشى .. ف الواقع العين بتشوف كل حاجه من جهه واحده بس و ف العقل الباطن العين بتشوف اللى هى عايزه تشوفه او اللى مصممه تشوفه .. مش يمكن هاخد حاجتى من العربيه .. هقفلها .. اى حاجه غير إنى هسيبك و لا انت متعود تفترض الاسوء
فهد سكت كتير و الكلام خده لسكه تانيه ..
مالك خد حاجته من عربيته و قفلها و ركب معاه مشيوا ..
فهد: هتكلم حلم ؟

مالك: انا فتحت موبايلى ثوانى و هى هتتكلم مش هتدينى فرصه
فهد رفع حاجبه: ايه الثقه دى ؟ هى مش متوقعه إنى الاقيك دلوقت .. مقولتلهاش
مالك هز راسه على جنب و إبتسم: ثقه بقا .. اصل خدت ثقتى فيها من ثقتها هى فيا يا فهد
فهد لسه هيرد مالك موبايله رن و من غير ما يبص فيه دوّره ناحية فهد و ضحك ..

فهد رد بنفس غموضه: بس متستغلش الثقه دى غلط
مالك رفع حاجبه و فهد لحق لسانه وضّح: يعنى اقصد واثق إنها هتتصل ف مكلمتهاش انت تطمنها الاول مع ان ده اللى المفروض يحصل
مالك بصّله كتير: مش يمكن مستنى اوصل المجموعه و اكلمها عشان تطمن ؟ او مش يمكن رايحلها مثلا ؟
فهد فهم ان مالك وصّله لنفس النقطه و مالك ضحك ضحكه باهته بعد ما حس ان رسالته وصلت: مش بقولك دايما بنفترض الاسوء او بتفهم اللى عايز تفهمه.

الاتنين سكتوا و فهد وصّله للمجموعه .. بمجرد ما وصل لقى حلم هنا ..
مالك إبتسم بإرهاق: حلم
حلم إندفعت: يا اخى حرام عليك .. انت ايه ؟ مبتقدرش اللى حواليك ليه ؟ مبتقدرش قلقهم ليه ؟ زعلان، متضايق، مخنوق، عايز تبقى لوحدك، ماشى، بس ع الاقل تبقى سايب خبر .. تبقى معرّفنا مش تسيبنا زى الكلاب الضاله كده .. انا و فهد اسبوع قالبين عليك الدنيا .. محطتش ف بالك ده ؟

مالك إتجاهل كلامها و إبتسم بس لقلقها و لفهد معاها و إنهم فعلا إفتقدوه: حبيبتى حقك عليا .. انا بس كنت محتاج ابقى لوحدى شويه اعيد حساباتى
حلم بإصرار: ايوه بس كان لازم يبقى عندنا عِلم
مالك إبتسم: خلينا ف المهم دلوقت .. عايز اقابل أمك تانى
حلم إبتسمت و راحت عليه: هو فى اهم من وجودك يا مالك القلب
مالك إبتسم: ماهو عشان وجودى ده عايز اقابل أمك
حلم سكتت شويه بترقّب: مالك متزعلش منى انا
مالك قاطعها: انا مش زعلان يا حلم انا قولتلك انى كنت محتاج بس اعيد حساباتى .. خديلى معاد معاها
حلم معرفتش توصل معاه لقراره بالظبط بس إتطمنت من نظره الحب اللى ف عينيه: خلاص بالليل هكلمك.

حلم روّحت و كلمت أمها و فعلا إتفقوا هتقابل مالك تانى يوم ..
تانى يوم مالك راحلهم و أمها نزلت قابلته .. نظراتها و ضيقها و خنقتها منه موضحين موقفها ..
بس الغيظ و الضيق اللى ف طريقة تعاملها و كلامها هما اللى مش واضحين له .. زى المجبره .. لإنها ببساطه لو هترفض كانت رفضت او حتى عقدتها اكتر .. بس دى زى المضطره او مجبره ..

أمها حاولت تبقى بارده: هاا ؟ اعتقد بما إنك انت اللى طلبت تقابلنى يبقى فكرت بس ياترى فكرت ف ايه بالظبطّ ؟
مالك فاجئها برده: انا زى ما قولتلك معنديش إستعداد اشتغل عند مراتى و لا بيتى يتفتح من خيرها .. بس عندى إستعداد احطلها رصيد بحساب يناسب طلبك
حلم إبتسمت من مجرد محاولته رغم إنها محبتش الحوار يبقا بالصوره دى بيع و شرا و أمها إتفاجئت برده و ملقتش كلام ترده ف بصت لجوزها اللى متابعهم و حضر بس لمجرد إنه توقع رفض مالك و إنسحابه ..

مالك بهدوء: شوفى حضرتك عايزالها ايه و انا زى ما قولتلك اللى تطلبه انا موافق
أمها عايزه توصل لأخره: الشبكه اللى هنختارها ايا كان تمنها و شقتها تبقى بتاعتها ع الاقل لو حصلك حاجه و خسرتك او انت خسرتها يبقى إستفادت منك ف حاجه و انا متأكده إنها بعدين هتشكرنى على ده
حلم لسه هتتكلم أمها إتنرفزت: و لا كلمه
مالك إبتسم من محاولاتها تضايقه و بتلقائيه إفتكر ام احلام و مش عارف ليه القدر بيعمل فيه كده: خلاص يبقى إتفقنا و شوفوا عايزه تجيب شبكتها امتى و انا جاهز
آمها لمجرد عايزه تدبسه: إنهارده
حلم فرحت و كشّرت ف نفس اللحظه: انهارده ازاى يعنى ؟

أمها: مش بيقول إنه جاهز ؟ يبقا هيعترض على ايه بقا و لا هو كلام و خلاص ؟ و انتى و مواركيش حاجه
حلم بصّت لمالك و هو محافظ على إبتسامته: اعتقد إنى جاهز اه ف اللى تطلبوه بس مش هاخد خطوه زى دى من غير فهد اخويا .. انا محبتش يجى معايا إنهارده عشان عارف او متوقع شكل الحوار بس مكنتش هكمل الحوار من غيره .. إدينى دقايق اكلمه و لو عرف يجى نروح
آمها لسه هترد حلم هنا اللى وقفت: لا كده كتير .. الدنيا مطارتش يعنى .. ع الاقل بكره نعمل اللى عايزينه .. انت تكون رتبت مع فهد و انا اكون جهزت و يكون معانا وقت.

أمها لسه هتعترض حلم كلمتها بطريقتها او بلغه تفهمها: حتى يبقى المحلات كلها فاتحه و نعرف نلف براحتنا
آمها نوعا ما الحل ده رضاها و بصت لجوزها: يبقى بكره ؟
عمها رد من غير نِفس: شوفوا اللى عايزينه انتوا اللى هتنزلوا ..
أمها: خلاص بكره
ثروت وقف: زى ما تشوفوا انتوا اللى هتروحوا
أمها بتتدلع تحايله: انت مش هتيجى معانا و لا ايه ؟ انا مش هروح من غيرك
ثروت و هو بيتحرك يمشى: اجى معاكوا فين ؟ دى حاجه مليش فيها و تخصكوا انتوا
مشى و سابهم و مالك قعد شويه و أمها إتعمدت متقومش لحد ما قرر ينسحب و إستأذن و مشى و حلم راحت وراه ..

أمها بصتلها بغيظ بس هى إتجاهلت نظراتها و وصلته لبرا: انا بحبك قوى يا ميكى
مالك رفع حاجبه: بردوا ؟
حلم ضحكت بخفه: طب و الله لايق عليك
مالك ضحك بغيظ: دلوقت بتحبينى هاا ؟
حلم إبتسمت برقه: متزعلش منى يا مالك .. مكنش قصدى ازعلك .. انا كنت بضغط عليك عشان احركك .. اخليك تاخد خطوه .. كنت خايفه تنسحب او تفضل حتى مكانك
مالك بصّلها بعتاب: مش كل ضغط بيجيب النتيجه اللى عايزينها و لا كل ضغط بيخلينا نتحرك .. ممكن يخلينا ننفجر.

حلم ضحكت بغيظ: بعد الشر
مالك إنتبه: بت انتى عملتى ايه لأمك ؟ حاسسها مش طبيعيه و عايزه تقوم تخنقنى
حلم ضحكت اكتر: و ايه الجديد يا حبيبى ؟
مالك: لا بس حاسسها متغيره و كلامها متحسس كده
حلم ضحكت ببرود: هى مكنتش مصدقه إنك معملتش فيا حاجه و انا معملتش حاجه عشان اقنعها بكده غير إنى اكدت على فهمها
مالك نوعا ما اتضايق: انتى بتهزرى يا حلم ؟ ازاى تغلطى ف نفسك كده ؟ و عشان ايه ؟

حلم إستغربت رد فعله: عشانك
مالك زعق بضيق: و لا حتى عشانى .. انتى اغلى من كده بكتير و لو مش هاخدك خالص بردوا مكنش ينفع تتصرفى كده .. و لو هتكسر من غيرك بردوا مينفعش انتى تتكسرى قدام حد و لا تتكسر عينيكى قدامهم و لا صورتك حتى لو قدام اهلك
حلم إبتسمت بعشق لمالك اللى اسم على مسمى و ملك قلبها و عقلها و سيطر على عقلها ..
مالك بصلها بغيظ: هروح و ابقى نكمل كلامنا لاحسن امك تبلغ عننا بوليس الاداب
حلم ضحكت قوى و هو مشى .. خرج من عندهم راح على فهد ف شقته ..

فهد إتفاجئ بيه و مش عارف ايه اللى ممكن يكون جايبه ف وقت زى ده: ماالك ؟
مالك حس إنه محتاجله بجد .. جروحه كلها كانت متقفّله بشكل عشوائى و بطريقه هشّه عشان كده اول خبطه فيهم إتفتحوا .. متلصمين بالعافيه و روحه مرقّعه من كل ناحيه: ينفع ادخل ؟
فهد من لهجته معرفش يعترض و لا يرد اصلا بس فتحله سكه: فى حاجه و لا ايه ؟

مالك دخل و حاول يتكلم ف اى حاجه بعيد عن اللى جواه عشان مينفعش و مع فهد بالذات: لا مفيش .. كنت عند حلم و حسيت إنى محتاج ابقى معاك شويه
فهد معرفش يمنع نفسه يبتسم إنه لسه محتفظ عند اخوه بجزء له و لو صغير بس بسرعه كشّر: حلم ؟ عندها فين ؟ البيت ؟
مالك هز راسه و هو قاعد و مرجّع ضهره لورا و مغمض: اه كنت ف الامتحان يا عم.

فهد إتضايق من إنه موفاش بوعده و مالك فهمه ف وضّح: احنا متفقين هنروح سوا بس حبيت اعفيك من غلاسة انهارده .. كنت عارف إنه امتحان سمج ف قولت بلاش .. عندها ام حاجه كده استغفر الله و لا حول و لا قوة إلا بالله و حسبى الله و نعم الوكيل
فهد ضحك غصب عنه: انت موعود بقا .. ده انت فقر
مالك ضحك معاه و الاتنين ضحكوا قوى: فاكر ام احلام كانت بتعمل معاك ايه ؟
مالك غمض عينيه بضحك: متفكرنيش ده انا كنت ببقى عايز ارزعها قلم لولا السن
فهد ضحك اكتر و مالك معاه: المهم يلا كلّم روفيدا و رتبوا هنتقابل ازاى
فهد إستغرب: روفيدا ؟ اشمعنى ؟

مالك إبتسم: هننزل نجيب الشبكه بكره .. أمها فاكره كده بتدبسنى .. المهم عايزك انت و روفيدا معانا و اعتقد انا و هى محدش معانا إلا امها و دى القاعده هتبقى مش على هواها هتمشى بعد ما نخلّص و احنا نكمل اليوم سوا
فهد مكنش عايز يعترض و مالك إبتسم: اعتقد إنك لو معملتش ده ف فى ناس تانيه هتعمله و تكلمها تعزمها و شكلك هيبقى وحش و انت اللى هتشيل الليله.

فهد ضحك غصب عنه و راح كلّم روفيدا اللى فرحت بطريقه فهد إستغربها و إتفقوا هيتقابلوا تانى يوم ..
مالك قعد كتير مع فهد و بعد ما كان هيمشى لمعت ف دماغه فكره ف إبتسم: اعتقد انت اجازه بكره صح ؟
فهد مفهمش: اه بس ليه ؟ احنا كده كده هنخرج اخر النهار
مالك فرد قعدته قوى و إبتسم: لا بس عشان لو مجاليش نوم يبقى اغلّس عليك بضمير
فهد فرحته طلعت تلقائيه: انت هتبات هنا ؟

مالك رفع حاجبه و هزّ راسه بإستفزاز و فهد من طريقته اللى رد بيها حدفه بمخده جنبه جات ف المج اللى ماسكه إتدلق عليه و مالك برّق بضحكه مكتومه و حدفه بالمج و فهد إتفاداه و قام يجرى و مالك راح وراه و الاتنين ضحكتهم المكتومه طلعت بصوت و كإنهم بيتجاهلوا كل حاجه لمجرد إنهم محتاجين الفرحه مش اكتر حتى لو بشكل مؤقت ..
تانى يوم نزلوا ..

فهد: هعدّى انا على روفيدا اجيبها و انت روح هات مارى منيب بتاعتك و بنتها و شوف هيودوك فين و رن عليا ابعتلى اللوكيشن
مالك ضحك بغيظ: انت هتبيعنى من اول محطه ؟ ده انت واطى بجد بقا .. امشى قدامى نعدّى ناخدهم بالدور سوا
فهد ضحك على طريقته: خلاص يبقى نعدّى على روفيدا الاول هى جهزت اصلا و مكناش هنتأخّر
مالك إبتسم بمناغشه: ما تقول إنها وحشاك اسهل
فهد ضحك برخامه و الاتنين مشيوا عدّوا على روفيدا الاول اللى فعلا خرجتلهم بسرعه و مشيوا ..

مالك وصل بيت حلم و رن عليها: احنا ع الباب ...اييه ؟
حلم كانت بتجهز و بصّت لأمها اللى ردّت ببرود: قوليله يستنانا ف العربيه اما نخلّص هنخرج
حلم بصتلها بغيظ بس عايزه تلم الدور: خلاص انا جهزت هطلع معاهم لحد ما تخلصى
حلم نزلتلهم و فرحت لوجود روفيدا و الاتنين إتقابلوا ف احضان كعادتهم: كنت هزعل لو مكنتيش جيتى
روفيدا إبتسمت برقه: انا اقدر ؟

الاتنين قعدوا يرغوا كتير و تقريبا الاتنين نسيوا وجود فهد و مالك اللى متابعينهم و كل واحد جواه بيتمنى لو دى شكل علاقتهم ..
أمها خرجت و ركبت مع مالك اللى اصر إن كلهم يبقوا ف عربيه واحده و راحوا المكان اللى آمها إقترحته ..
قعدوا يلفّوا من محل لمحل و مكان لمكان و دى كلها كانت اقتراحات أمها لمجرد الاستفزاز مش اكتر ..
كل محل بتتعمّد تختار حاجه غاليه اوفر و كتيره حتى لو مش حلوه و مهما حلم تعترض بتكرر نفس الموقف مع كل محل حتى لو كلامها مش هيمشى بس كفايه الاحراج او إستفزازه ..

مالك إستغرب نفسه إنه حتى مش متضايق زى ما كان بيتضايق من ام احلام ..
حلم نقّت حاجه رقيقه و بسيطه و تقريبا مخدتش و لاحاجه من اختيارات أمها و راحت على مالك: ايه رآيك ؟
مالك إبتسم من فكرة إنها بتختاره هو مش مجرد اختيار شبكه و عقله ببساطه فكّره بمواقفه مع احلام: حبيبتى اللى عايزاه خديه و متشيليش همّى انا عامل حسابى
حلم إبتسمت بفرحه: و انا مش عاجبنى غير إنها منك و بس.

خلّصوا و أمها اليوم خنقها ف إختارت تروّح و حلم كمّلت اليوم معاهم كلهم سوا و الكل مبسوط لحد ما خلّصوا و مالك خدها يوصّلها ..

إتفقوا على معاد الخطوبه و كان اخر الاسبوع و الاتنين جهزوا لليوم لحد ما جاه ..
مالك كان مشارك فهد معاه ف كل خطوه تقريبا و الاتنين نزلوا سوا لمالك يجيب بدلته و اللى صمم فهد يجيب زيه بالظبط و فعلا جابها زيه ..
و الاتنين شويه شويه بيتجاهلوا اللى بينهم و سايبينه للايام تحسمه ..
روفيدا مع حلم تقريبا ف كل حاجه و نزلوا إشتروا فساتينهم سوا لوحدهم و قضوا يومهم بين المحلات ..
يوم الخطوبه مالك نزل عدّى على فهد آخده جابوا روفيدا و عدّوا على حلم وصّلوهم للكوافير و مشيوا لحد اخر النهار إبتدوا يجهزوا ..

الاتنين لبسوا و نزلوا ف عربيه واحده راحوا ع الكوافير و شويه و حلم و روفيدا خرجوا و إتفاجأوا ان هما كمان لبسهم زى بعض ..
مالك و فهد بصّوا لبعض و بصولهم و روفيدا و حلم بصوا لبعض و بصولهم و فجأه ف نفس اللحظه طلعت ضحكتهم ممزوجه ببعض كإنها ضحكه واحده بطعم الفرحه ...


look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:18 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الرابع والعشرون

مالك نزل عدّى على فهد أخده جابوا روفيدا و عدّوا على حلم وصّلوهم للكوافير و مشيوا لحد اخر النهار إبتدوا يجهزوا ..
الاتنين لبسوا و نزلوا ف عربيه واحده راحوا ع الكوافير و شويه و حلم و روفيدا خرجوا و إتفاجأوا ان هما كمان لبسهم زى بعض ..
مالك و فهد بصّوا لبعض و بصولهم و روفيدا و حلم بصوا لبعض و بصولهم و فجأه ف نفس اللحظه طلعت ضحكتهم ممزوجه ببعض كإنها ضحكه واحده بطعم الفرحه ..

فهد من بين ضحكه: منك لله يا شيخ عاجبك كده ؟
مالك ضحك جدا: احنا و لا فريق الكوره
روفيدا: دى فكرة حلم بس متخيلتش هتطلع حلوه كده
حلم إبتسمت: و لا انا تخيلت هيعملوها هما كمان
مالك إبتسم و مدلها إيده و هى راحت عليه: امال يعنى تتجننوا لوحدكم ؟ عيب احنا اولى
فهد مد إيده لروفيدا و هى راحت رفعت دراعه و لفّته عليها: انتى زى القمر إنهارده كده ليه ؟
روفيدا إبتسمت برقه: إنهارده بس ؟

فهد ضحك بهزار يغيظها: إتلمى بقا مش هكدب مرتين
روفيدا برّقت بغيظ و فهد ضحك جامد على شكلها و قفلها بوقها المفتوح من الصدمه ..
عند مالك و حلم ..
حلم ب هزار: حبيبى .. عيد ميلاد الليله مييين ؟
مالك ابتسم: عيد ميلاد ست الحلوين هنحطها ف عيوننا .. كل سنة و انتى طيبة يا حبيبتي
حلم بغيظ: حاف كده ؟
مالك رفع حاجبه: هو ايه اللي حاف ؟

حلم كزّت على سنانها بغيظ: المفاجأت بتاعة عيد ميلادي فين ؟ اى مفاجأه انشالله خضّه .. طب حتى قولى بخخخ
مالك إبتسم: مش هو لسه السنه الجديده دى هتبتديها بكره ؟ لما ييجي بكره بقي ان شاء الله
حلم بغيظ: عايزه بكره اليوم سوا معاك امال انا ليه اصرّيت ان الخطوبه تبقى إنهارده ؟ مش عشان اخر يوم ف السنه دى يبقى معاك و إبتدى الجديده بردوا معاك ..
مالك كتم ضحكته: لا كتّر خيرك الصراحه.

حلم ضربته ف رجله: هو انت عمرك ما هتتدردح ؟ تلزّق ؟ تخلينى اقول هييح زى الرجاله الملزّقه ؟ عمرك ما تمثّل مثلا إنك مزعّلنى و تتخانق معايا كده و كده و تنزّلنى زعلانه و تطلع بينا توصّلنى بس قبل ما نوصل تاخد يوتيرن و تنزّلني عند كافيه .. و اقولك ايه اللي جابنا هنا يا حبيبى فا تقولي اصلي محتاج اشرب حاجه تهدّى اعصابى قبل ما اروّحك و ادخل الاقي كل اصحابنا مستخبيين و يطلعولي بتورتايه و يقولولي سربراايز و الهدايا تبقي مالية حجري.

مالك ضحك بصوته كله: كل صحابك ؟ و الهدايا مالية حجرك ؟ شوفتي كلامك مش منطقي ازاي؟ فرفشي يا حبيبتي بكره عيد ميلادك يا روحى
حلم بغيظ: ما تقوليش يا روحى انا مش بهزر ..
ليه اما ازعل مره و اقولك عايزه سيبنى مع روحى شويه تقوم تقولى مانا روحك يا روحى .. ليه مش بتقولى كده ؟ ليه متحجزليش سويت و الاقي الفندق عاملي علي السرير قلب بالورد الاحمر و الاقى بقا بلالين و شيكولاتات اللى بحبها و تسيبنى ادخل و إتفاجئ و اقعد اصوّرها و اتنطط زى تيمور و شفيقه كده ..
مالك برّق بغيظ: تيمور و شفيقه ؟ الواد اللى طول الفيلم يجيب عرايس ده ؟ ده كان واد ملزق.

حلم رفعت حاجبها: السقا ملزّق ؟ ده انت منفسن
مالك رفع حاجبه بمناغشه: هو بس الحسنه الوحيده اللى تتحسبله إنه كان طول الفيلم رايح جاى يبوس .. ما تيجى نبوس
حلم مدتله إيديها بغرور مصطنع بهزار: خد
مالك ضربها على إيديها: ايه ده هبوس خالتى انا و لا ايه ؟
حلم رفعت صوتها بمناغشه ممزوجه بضحكة هزار: ايوووه بقا
مالك كان قاصد يغيظها ف قرّب من وشها جامد و بص ف عينيها قوى و قابل نظراتهم و ركّزهم مباشرة و إتعمّد يفضل ثوانى بشكل خطف عقلها و إبتدت تبلع ريقها ..

حرّك شفايفه ناحيتها بحيث خلّى انفاسه بتتحرك على كل حته ف وشها من غير ما يلمسها و هى غمضت عينيها ف عرف إنه وصّلها للنقطه اللى عايزها ف كتم ضحكته و رفع شفايفه باس راسها و بِعد ..
حلم و هى لسه مغمضه ردّت بغيظ: أمك
مالك بعد ما بِعد بوشه شويه قرّب ضرب راسها براسه و حلم مثّلت الخوف و رفعت إيديها: بقول لا كده بتبوس أمك يا روحى مش خالتك
مالك ضحك قوى قوى و كل ما يسكت يرجع يجيب الضحكه من الاول ..

حلم غيظها بيزيد مع ضحكُه اللى بيزيد لحد ما كزّت على سنانها: هو العيال اللى بتتلزّق دى احسن منى ؟
طيب ليه ما بتركعش علي ركبك مثلا و تقولي سامحيني و عايز اتجوزك يا حبيبتى و تنزله علي الفيس بوك ؟ و يافطات بقا و تشهيصنى
مالك رفع حاجبه: تسامحيني علي ايه يا بت انتي؟ هو انا خونتك؟
و عايز اتجوز مين ؟ قولى بقا انك واقعه .. هااا .. انتي سخنة يا حبيبتى ؟ مالك يا ماما ؟

حلم بغيظ: طيب ليه مش بتعملّي اعلان علي الدائري يافطه كبيره كده مكتوب عليها انا أسف و بحبك يا مراتى و عينيك تدمع بقا و تعييط ( قلدت صوت عادل إمام ) و انا عنيا تطلّع قلوب بقا و نبقى فُرجه للى رايح و اللى جاى
مالك بغيظ: يخرب بيت الأسف اللي واكلك دماغك .. هو لازم تركّبيني الغلط و خلاص؟ و يافطة ايه ليه التسييح ده؟
حلم بغيظ: عايزه اقول هيييح و خلاص .. هقول ف ام الليله دى و لا انت خارج نطاق الخدمه ؟
مالك عض شفايفه بغيظ: لأ انا زهقت .. مكنش عيد ميلاد اللي هنتخانق عليه ده يوم خطوبتنا ؟
حلم برّقت بغيظ: مكنش عيد ميلاد ؟انت شايفني أوفر يعنى ؟

مالك شدّها من راسها عليه بهزار خدها تحت دراعه: خدى بالك انتى كده بدآتى تستغلينى و انا راجل حر مقبلش حد يستغلنى
حلم رفعت راسها من تحت دراعه و برّقت و هى رافعه حاجبها ..
مالك مثّل الخوف: إلا مراتى .. مقبلش حد يستغلنى إلا مراتى .. اما تبقى مراتى بقا يا رووحى
حلم فضلت على وضعها مرمشتش عينيها حتى ..
مالك ضحك قوى على منظرها: ايه انتى هتبوسينى و لا ايه ؟
حلم بغيظ: عايزه سربرايز يا مالك .. عايزه اي مصلحه و انا هعمل نفسى متفاجئه عادى .. شوف انا مسهلهالك ازاى ..

مالك ضحك بغيظ: ربنا ياخد العيد ميلاد يا شيخه
حلم فضلت تضرب فيه بإيديها و هو بيخبّى نفسه بإيده بضحك لحد ما جرى من قدامها و هى جريت وراه ف وقف و عكس الوضع و بقى يجرى وراها و ضحكتهم طالعه ف صوت واحد لحد ما وقفوا بينهجوا ..
مالك بصّلها شويه و إبتسم: ثوانى هعمل تليفون و راجع
مشى قبل ما ترد عمل تليفون لحد يجهزله حاجه ..
و هى راحت لفهد و روفيدا وقفت معاهم و فهد بصّلها بإستغراب على وشها المكشر: هو بركات الجواز حلّت عليكى ؟ مالك سابك و راح فين كده ؟

حلم بصتله بغيظ: ملكش دعوه
روفيدا ضحكت: انتوا عاملين زى ناقر و نقير كده ليه ؟
مالك ضحك و هو جاى عليهم و خدهم و خرجوا ..كان حاجز ف قاعه بسيطه و هاديه .. راح و إتفاجئ بالكل هناك .. صحابه و صحابها و حتى زمايل شغله القديم..
الكل بيباركله و هو مش مستوعب و لا كان متوقع إنه عطشان فرحه كده ..
حلم راحت عليه بحماس خطفته على جنب من بين الكل: مالك عايزه اطلب منك طلب
مالك إبتسم بحب: شاورى
حلم بحماس: نفسى اقلبه فرح
مالك برّق: نعمم ؟

حلم ضحكت على منظره: إسمع بس .. انا كان نفسى ده يبقى فرح مش خطوبه .. بس طالما محصلش مش هنطوّل .. يعنى نتفق ع الفرح يبقى قريب و يا سيدى انت شقتك جاهزه و عجبانى يعنى كام اسبوع او شهر نغيّر اللى عايزينه و نجيب حاجتنا و يبقى نعمل الفرح
مالك بصّلها كتير و بيحاول يفكر ف كلامها .. خد نَفس طويل و بصّلها و بيحاول يستنجد بعقله: مش هتندمى ؟
حلم حاوطت رقبته بدراعها: عمرى .. بس انت يلاا.

الفكره خطفت تفكيره و إفتكر إنه عاهد نفسه هيخطف اى فرصه حلوه من الدنيا و مش هيستناها تجود عليه بيها ف إبتسملها: طب مش المفروض عمك يبقى عنده عِلم ؟
حلم حاولت تدارى قلقها من رد فعلهم: متشغلش بالك انا هقولهم و
مالك قاطعها و كان خلاص إقتنع: لا سيبينى انا اقوله .. ع الاقل عشان محدش يفهمك غلط و تتفهم إنها منى
حلم إبتسمت بحب على مالكها اللى شايفاه بيختارها على حسابه: طيب ممكن براحه و تحاول تقنعه مش مجرد عرض و السلام
مالك غمزلها و حدفلها بوسه ف الهوا و مشى .. راح على عمها و اللى كان واقف برا كإنه مش تبعهم و لا الليله دى تهمه من اصله: هو حضرتك واقف هنا ليه لوحدك ؟ فى حاجه و لا ايه ؟

عمها حتى مبتسمش بس ولّع سيجاره: مفيش مليش ف الدوشه دى .. بعدين دى كلها هلومه و شويه و هتتفض
مالك مرر عقله على كلامه و تقريبا رده قضى على حتة التردد اللى كانت جواه من قرار حلم: طيب انا كنت جاى اكلم حضرتك ف حاجه
عمها بصّله بإستغراب: دلوقت ؟ و هنا ؟ خير ؟
مالك خد نَفس طويل و قال جملته مره واحده ورا بعضها كإنه بيقفل باب عقله حتى يفكر: انا عايز إتجوز حلم مش هنستنى
عمها إستغرب: نعمم ؟ امال احنا هنا بنعمل ايه ؟
مالك إبتسم: لاء احنا هنا بنعمل خطوبه .. انا اقصد الفرح .. انا جاهز و شقتى كمان و مش ناقصها غير الفرش و ده مش هيعوز اكتر من اسبوعين تلاته .. نقول شهر و نعمل الفرح.

عمها بصّله قوى و بيحاول يقرا دماغه: انت بتقول إنك ملمستهاش مستعجل ليه بقا ؟
مالك بهدوء: انا عايش لوحدى و طالما قررت و وافقتوا و هى كمان يبقى هنأجل ليه ؟
عمها شاف مروان مستغرب وقفتهم سوا و جاى عليهم بس عينيه بتطق شرار ف بسرعه حاول يقفل الحوار من غير تفكير: خلاص شوفوا اللى انتوا عايزينُه .. نخلص بس الاول من الليله دى و اولعوا ف بعض
مروان راح عليهم و أبوه كان خلّص جملته و سحبه قبل ما يتكلم و مشيوا ..

مالك بصّلهم كتير و عينيه راحت معاهم لحد ما وصلوا عند أمها اللى عينيها بتبصّله بقرف ..
جواه حته عذرت حلم ف كل قُربها او إصرارها عليه و حس إنه كان لازم يعمل كده ..
دخل تانى و حلم راحتله بلهفه: اييه ؟
مالك إبتسم: عندك شك ف قدرات جوزك ؟ مش واثقه ؟
حلم مفهمتش او مش عارفه تصدق: يعنى موافقش ؟

مالك بصّلها بغيظ: هى دى قدرات جوزك ؟ و لا دى ثقتك ؟ و لا ده غباء ؟ و لا نيلة ايه ده ؟
حلم برّقت و ملقطتش من سؤاله الطويل ده غير كلمة جوزك ..
مالك إبتسم على تتنيحتها: بت انتى انا مش لاعب
حلم مسكته مسكة طفله ف أبوها: لا مش لاعب ايه ده احنا لسه بننزل الملعب .. هتنسحب كده و تجيب اخرك من الاول .. اصبر حتى اما تشوف المواهب
مالك ضحك غصب عنه قوى و هى ضحكت معاه ..

يونس راح عليه و مالك من غير كلام حضنه بزياده: وحشتنى يا صاحبى
مالك إبتسم: و انت يا بآف .. مش ناوى تستقر ؟ انت ليه محسسنى إنك سفير الداخليه
يونس ضحك بغيظ: ما انت خلعت و انا لبست .. بقولك ايه يا عم انا مش لاعب
مالك ضحك قوى: هو انا كل ما اكلم حد يقولى مش لاعب .. و ف الاول اما كنت معكوك كان اللعب حلو على مزاجكم و واقفين تتفرجوا
يونس ضحك و عينيه راحت على حلم: ماهى لعبت معاك اهى بس اول مره تلعب بروقان
مالك راح بعينيه معاه على حلم و رجع زقّه بغيظ: اهو قرّك ده اللى بينزل معايا الملعب كل مره و محترف ما شاء الله .. انا حاسس إنى شويه و هقول نووسه بتولع يا جدعان.

يونس ضحك قوى: يا ساتر على ده تشاؤم .. يا عم ايه السواد ده ؟
مالك بغيظ: هو انا كنت لقيت لون غيره و قولت بلاش ؟
يونس ضحك و مالك غمزله: اجهز عشان إتفقنا ان الفرح خلال اسبوعين تلاته و هخليك شاهد مع الواد فهد
فهد جاى عليهم لقط اخر جمله: اشهد على ايه و ربنا ما يحصل انا مش مسئول
يونس ضحك: ع الجريمه اللى بتحصل دى
فهد بغيظ: يخطب بعدى و يتجوز قبلى و عايزنى اشهد ؟ ده اللى هو زى اللى بتطلعلى لسانك كده ؟

مالك ضحك و لفّ دراعه عليه: انت كنت عايز تعملها قبلى ؟
فهد إفتكر كلمة أمه و وشه إتغيّر: ماهى دعيتلك بيها
مالك إفتكر و إبتسم بحزن ظهر قوى من عينيه اللى دمّعت: الله يرحمها
يونس إتدخل يسحبهم من سكة الحوار ده: بقولك ايه انت و هو مش طالبه نكد ع المسا .. يلا إنجزوا احنا ما صدقنا نفرح .. و انت يا قلب الفهد متغاظ روح ورّط نفسك انت كمان متقرفناش
مالك ضحك غصب عنه و فهد ضحك معاه: بتقول فيها ؟ طب و الله لا اعملها
مالك برّق بضحك: هتعمل ايه يا مجنون ؟

فهد: لاء اصبر بس انت لسه شوفت جنان ؟ انا هورهولك .. حمايا و حماتى هنا هتفق معاهم ع الفرح
مالك كتم ضحكته: و ان مرضيوش ؟
فهد رفع حاجبه: يبقى هما اللى إختاروا .. ساعتها انا و هى هنا و انت اهو و اى مأذون يكفّى الغرض دلوقت و الليله منصوبه هنعوز ايه تانى ؟
مالك ضحك غصب عنه و فهد شدّه و راح للوا مدحت اللى شبه متابع كلامهم: بقولك ايه مالك حدد فرحه .. ف ايه بقا ؟
اللوا مدحت رفع حاجبه: ايه ف ايه ؟ مالك حدد فرحه مبروك عليه يا سيدى .. عايز ايه انت ؟

فهد بغيظ بص لمالك يلحقه: ما تقول حاجه يا عم انت
مالك كتم ضحكته و بص للوا مدحت: انا مش مسئول عن الجريمه دى
فهد زغده بغيظ: بتردهالى هاا ؟
مالك ضحكته طلعت عاليه: عشان تعرف بس إنى بسيبك بمزاجى
اللوا مدحت ضحك معاهم و بص لروفيدا اللى وشها جاوب سؤاله اللى مسألهوش ..
فهد علّى صوته بغيظ: اهى ضحكت يعنى قلبها ماال
كلهم ضحكوا و روفيدا ضربته ف رجله برجلها بغيظ: إعقل بقا فضحتنا
فهد هزّر بضحك: اعقل ليه يا روفى ما خلاص بنقرّب البعيد اهو و هصلّح غلطتى
اللوا مدحت برّقله: بتقول ايه يالا ؟
فهد ضحك قوى: ما خلاص بنتك وقعت يعنى قلبها مال.

اللوا مدحت بيقرّب منه و فهد جرى بضحك و اللوا مدحت بيسرّع خطواته له و الاتنين بيضحكوا ..
مالك إنفجر ف الضحك كإنه ما صدق يفرح ف ترجم فرحته ف ضحكه طالعه من القلب و جرى سبق اللوا مدحت و حصّل فهد جابه مسكه من دراعه لفّه حوالين ضهره و فهد رفع وشه براسه لمالك وراه و مالك ضربه براسه ف راسه ..
يونس راح عليهم و مسك فهد من دراعه التانى و راح ورا جنب مالك ..
فهد بيحاول يفلفص منهم مش عارف من كتر الضحك لحد ما نزل بيهم ع الارض و هنا إيديهم فكت من عليه فقام يجرى و هما قاموا وراه و ف جريهم المزيكا إشتغلت فجأه على " بحبك يا صاحبى ".

مالك بعد ما كان بيجرى وراه وقف مكانه و إلتفت وراه بتاع الدى جى حدفله عصايه و هو لقفها و إبتدى يترجم فرحته ف تنطيطه ع المزيكا ..
يونس قرّب عليه من جنبه و فهد قرّب عليه من قصاده و التلاته بيتنططوا بجنون و صوت غناهم يمكن اعلى من الدى جى ..
حلم و روفيدا بيضحكوا على منظرهم و كل واحده طايره بفرحتها و مش عارفه القدر مخبيلها ايه !
راحوا لفوا حواليهم و الكل قام حواليهم و الضوء بيختفى و يظهر كإنه بيتجنن معاهم
اليوم كان حلو بتفاصيله عليهم و على فهد و روفيدا و الكل مبسوط لحد ما خلص و روّحوا ..

تانى يوم مالك إتصل على حلم: لو طلبت منك طلب من غير ما تسألى تعمليه ؟
حلم ضحكت بخفه: و المقابل ؟
مالك إبتسم بغيظ: يا ساتر ياارب
حلم إفتكرت: على فكره انا مخدتش هدية عيد ميلادى هاا
مالك إبتسم و حرقلها المفاجأه من غير ما يحس: مانا مكلمك عشان كده
حلم إبتسمت قوى و هو إتكلم بسرعه يلحقها تسأل: هاا عندك إستعداد ؟ عايز اخطفك
حلم إبتسمت: انت لسه هتخطفنى ؟ عموما انا جاهزه لاء و هساعدك كمان
مالك بيختصر: خلاص رتبيها عندك بحيث تعملى حسابك هنتأخر قوى و إجهزى و كلمينى اعدّى عليكى
حلم وقفت بحماس: دلوقت يدوب عقبال ما تجيلى
مالك ضحك غصب عنه و قفل معاها و هى إبتدت ترتب نفسها و قالتلهم ف البيت إنها مسافره ..

أمها بغيظ: يعنى ايه مسافره معاه ؟
حلم ببرود مش عايزه تعكر فرحتها: على فكره مالك بقا جوزى
أمها بضيق: ده يدوب لسه خطوبه و كانت امبارح
حلم و هى بتجهز: و حددنا الفرح و المفروض هنخرج اليومين الجايين كتير عشان نجيب حاجتنا .. ثم إنى مقولتش رايحه اعيش معاه .. انا بقولك انهارده عيد ميلادى و هنخرج سوا
أمها نفخت بزهق و سابتها و مشيت و هى جهزت و رنت على مالك اللى اول ما وصل تحت البيت رن عليها خرجتله ..
مالك سبقها بالكلام: من غير اسأله ينفع ؟

حلم ضحكت قوى: موافقه
مالك عدّى جابلها كيس فيه حاجات كتير حلوه و اخدها و اخدوا طريق صحراوى .. مشى بالعربيه كتير جدا .. و هى شويه تتكلم و شويه تسكت و شويه تفرّجه على صورهم امبارح لحد ما لاحظت البحر ..
بصّلها و إبتسم و نزل فتحلها و نزلوا سوا ..
حلم رفعت حاجبها: اوعى تقول اننا ف اسكندريه ؟

مالك ضحك: انتى محستيش ؟ ماليكى حق .. انت هتركزى ف ايه و لا ايه ؟ ما كفايه الكيس اللى خلص
حلم ضحكت اوى: انت هتعد من دلوقت ؟
مالك ضحك اوى و اخدها و إتحركوا ناحيه الميّه ..
اخدها و عدّوا معدّيه كده لجوه الميه .. و منها لمركب بسيطه و صغيره ..
ركبوا و مالك إتحرك بيها بهدوء لجوه الميّه من جوه و بِعدوا عن الشط كتير .. دخلوا كتير من البحر و هو وقف ..

لاحظت بلّوره كبيره .. زجاج شفاف .. مدوّره .. و ليها باب .. بصّت لمالك بعدم فهم و هو وقف عندها و حد من جواها فتحله الباب و هو نطّ فيها و مدّلها ايده و هى إتجاهلت ايده و رفعت نفسها لفوق و نطّت عليه ف حضنه ..
مالك لقفها بين إيديه من وسطها و رفعها لفوق و ابتسم: و يعنى لو كنتى وقعتى ؟
حلم إبتسمت: يبقا العيب عليك ساعتها .. ابقا معاك و اقع ؟

مالك إبتسم و اخدها و دخلوا و شاور للى معاه راح ع المركب و إتحرك بيها و مشى .. و هو دخل بيها البلوره الزجاجيه دى و قفلها ب إحكام كهربى و ظبط حاجات فيها و إبتدى يتحرك بيها ..
حلم بصّت حواليها بذهول .. باخره زجاجيه مدوّره .. بتتقفل تدّى شكل دايره .. شفّافه و من جواها و هى مقفوله تقدر تشوف كل اللى برا و بوضوح ..
مالك قفلها بتحكّم الكترونى و إبتسم ل حلم اللى متنحه من المنظر ..
مالك: خايفه ؟
حلم: لاء .. بس انا ليه حاسه بحاجه بتشدّنى لتحت ؟

مالك ضحك اوى: عشان احنا فعلا بننزل لتحت
حلم رفعت حاجبها بعدم فهم و هو شاورلها ع الزجاج و هى بصت قوى: احنا بنغرق يا مالك ؟
مالك ضحك اكتر: احنا بننزل تحت الميه .. تحت اوى .. اعماق البحر .. إتفرجى من الزجاج ده على المنظر يهبل
حلم راحت قعدت جنبه و كلبشت فيه .. شويه شويه إبتدت تفُك و قامت وقفت قصد الزجاج ..
كل ما بينزلوا للعُمق الشُعب المرجانيه بتظهر بألوانها الجميله و السمك بانواعه النادره و الصَدف و كل حاجه كأنها قدام شاشه عرض ..
حلم بفرحه: حاسه إنى بتفرج على تليفزيون
مالك: و لسه اما تشوفيها بجد و تلمسيها
حلم بحماس: هننزل ؟

مالك رفع حاجبه: امال هنلّف و نرجع ؟
إبتسم اوى و هى فضلت تتفرج على كل حاجه حواليها بفرحه .. ترابيزه و عليها تقريبا نفس الحاجات اللى اكلت منها ف العربيه ..
حلم كانت مبهوره بكل حاجه حواليها .. مالك بصّلها و ابتسم .. فضل ينزل بيها لحد ما وصل للعُمق .. طلّع بِدل عوم و إداها واحده و لبس واحده ..
فكّت شعرها بحماس و هنا شعرها بلونه العسلى الطبيعى الرايق اوى إنفرد بإندفاع على ضهرها.. و قعدت تلفّ بجنون حواليها ..
مالك بصّلها و تنّح و تفكيره كله راح ف جهه واحده إنه هيحصل ايه لو خطف من القدر لحظات غصب عنه معاها دلوقت و يسيب بعدين لبعدين !
حلم لبست و هو إنتبهلها و ركّبلها اكسجين و فتح الباب و نزلوا ..

حلم بتتنطط ف الميه بفرحه و عماله تلمس كل حاجه حواليها بجنون و كل حاجه تقابلها تمسكها ..
شاورت لمالك علامة إنها كان نفسها تتصور هنا .. مالك معاه ايفون X ضد الميّه .. خرّجه و فتح الكام و هى نطّت عليه و قعدت تزّق بيه و هو مستسلم لجنانها و بيضحك ..
اخدت منه الموبايل و إبتدت تتجنن معاه و تسجّل كل همسه و كل حاجه تقابلها تتصور معاه جنبها ..
قضّوا وقت كبير اوى و بعدها مالك اخدها و طلع لفوق شويه و دخل البلّوره و قفل ..

إترمت على كرسى جوه و بتنهج بضحك: يا مجنون
مالك طلع عادى و لا كأن فى حاجه و إبتسم: إتبسطتى ؟
حلم بتنهج و مش عارفه من التنطيط و لا قلبها اللى بينهج من الفرحه: جداا
مالك بمكر: مش هتزهقى؟
حلم بمناغشه: منك و لا من هنا ؟ هو فى حد يزهق من الجنان ؟
مالك بغيظ: اه لكن انا يتزهق منى عادى
حلم ضحكت على طريقة كلامه: لاء دى لسه مجربتهاش .. احكم لما اجرّب
مالك غمزلها و عض على شفايفه: طب ما تيجى نجرّب
حلم خبطته على صدره و هو ضحك: شوفتى دماغك راحت فين .. انا قصدى نجرّب ننزل تانى
حلم: لا والله ؟

مالك بصوتها: اه و الله
حلم ضحكت اوى: بس حلوه اوى ..
مالك: عجبتك ؟
حلم: اوى اوى
مالك: دى بقا عالمى الخاص .. اما بحب اهرب من الدنيا بحالها بخطف نفسى و اجى هنا و انزل تحت و اقعد براحتى
حلم بذهول: افهم من كده إنها بتاعتك ؟

مالك: ايوه .. إشتريتها من فتره طويله جدا قبل الدنيا ما تتشقلب كده معايا و اما جيت لفتره و إتزنقت و الظروف خنقتنى عرضتها للبيع بس ملقتش مشترى و شويه و كانت الحمد لله فُرِجت ف سيبتها .. و عشان بتجنن بيها مسمّيها مِلك المالك
حلم إبتسمت و هو كان واقف ف ضهرها و لافف إيديه حواليها ..
إتّكى عليها بإيديه و ضمّها اوى: بس من انهارده هخليها حلم المالك
حلم ابتسمت: مش هتفرق
مالك رفع حاجبه: مش هتفرق تشاركينى ف إسمها ؟

حلم بمكر: حلم المالك هى بردوا مِلكه و هو ملكها .. و لا ايه ؟
مالك إبتسم و هى لفّت وشها ليه و تقريبا بقوا بيتنفسوا نَفس بعض و همست بخفوت: مش انا بردوا ملكيه خاصه للمالك .. حلمه و عشقه و جنونه
مالك بهمس: خدى بالك .. انا حاليا ف مفاوضات مع شوشو .. يا اعقّله يا يجنّنى .. ف ارحمينى بقا لا اخليكى مِلك المالك قولا و فعلا
حلم بنفس الهمس: انا بعشق جنون المالك .. مهما إتجنن .. عارف زيّه زى البحر ده .. زى ما نزلنا لعُمقه و شُوفت الجمال كله .. مالك قلبى كمان كل ما بغرق ف عُمقه بشوف جنان و جمال دافنهم جواه .. جمال يسحِر ميشوفهوش إلا اللى يغرق جواه .. عشان كده انا بدوب فيك.

مالك بهمس: انا بضعف على فكره
حلم غمّضت عينيها و همست قصاد شفايفه: قصدك بتسيب نفسك مش بتخنقها و ترتب كلامك و إنفعلاتك و تفكر ف ردك مية مره قبل ما تاخده
مالك بهمس مبحوح: بعشقك
حلم غمضت عيونها كإنها بتتنفس الكلمه و مالك إبتسم و قرّب من وشها و إبتدى يبوس كل ملّى ف وشها و ميل على عنيها باسها بحب و هى غمضت و قرّبت و هنا خطف شفايفها بعنف و الهدوء إتحوّل لعاصفه مجنونه ..

لحظات كتير جدا و محدش فيهم قادر يبعد لحد ما خطفت نفسها من حضنه و بعدت و هو بِعد و إتنفسوا زى اللى ف سباق .. و مره واحده بدون مقدمات قرّبوا بعنف اكبر من شفايف بعض و كإنهم بيتخانقوا مين هيخطف اكتر .. و بنفس العنف بِعدوا بيلقطوا النَفس .. و مره واحده قرّبوا تانى بعنف .. و قعدوا كتير يقرّبوا و يبعدوا و كل مره يقرّبوا بعنف و يبعدوا بنفس العنف .. و عنفهم بيكبر و يزيد و كإنهم ف مداهمة حرب .. محدش فيهم عارف يشبع و لا عارف ياخد قرار ينهى الجنون ده ..

مالك جبينه على جبينها بس عينيه على شفايفها اللى اول ما بِعد عنها بيبصلهم بشئ من جنون اللهفه و شايفهم زى مراهق بيشوف حبيبته الغايبه عنه من سنين ..
حلم بتدوب بين إيديه و تقريبا وقتها بس عرفت إنها دخلت متاهه مالكها و مش هتخرج منها للابد .. عرفت إنه هو اللى حلمها و جنونها و ان هى اللى ملك له ..
مش عارفه تبعد .. كل ما بتحاول بتلقى إيديها بتلقائيه بتكلبش فيه .. حتى جسمها بيحضنه بنَهم .. حاولت تفتكر اى شئ ينجدها بس لقت نفسها بتغرق اكتر !
مالك مكنش حاضنها ده كان غرقان فيها .. رفع شفايفه عن شفايفها بس ساند بجبينه على جبينها كإنه بيديها مساحه تقرّب و كإنه بيعلّمها اصول العشق و هى بتوهان بصت ف عينيه بتديهم إشارة هجوم و إبتدت تدوب ..

لحظات جنون عدت عليهم قطعها مالك بهمس مبحوح: بعشقك
حلم إتّكت على إيده اوى و هو هنا حسّ إنه لازم حاجه تنجده .. مره واحده و بدون مقدمات فتح الباب و إتحدف بيها ف الميه على نفس وضعهم و نزلوا الميّه بنفس الحضن .. .. حاضنين بعض .. بِعد بجسمه يتجنن ف المايه بس لسه شفايفه مش عارفه تاخد القرار ده و تبعد .. كل واحد فيهم بعيد و نقطة التلاقى شفايفهم اللى لامسه بعض ..

بِعد بالعافيه و شدّها عليه رفع شعرها من على وشها و ف حركه سريعه إتشقلب تحت و قَلبها فوقه .. رفع وشها و إبتسم .. و إبتدى ينزل بيها لتحت .. ف العُمق
قعدوا يتجننوا و تتفرج على كل حاجه من تانى بنفس ذهول اول مره .. و إتصورت اكتر .. و طلعوا لفوق تانى
دخلوا البلّوره بضحك و قفل ..
مالك شدّ قماشه سيلفر من على تربيزه .. و هى بصّت للتربيزه اللى عليها تورته ادوار على هيئتها ..
نفس حجمها بس بالفستان اللى شافها بيه اول مره خالص ف القسم و اخرها فوق راسها بوشها بنفس ملامحها على هيئه تورته مدوّره ..
التورته كانت زى التمثال ليها بنفس شكلها حتى طولها .. حلم إبتسمت اوى و عينيها دمّعت ..
مالك بهمس: كل سنه و انتى الحلو بتاع كل سنه ..

حلم بنفس الهمس: مكنش ينفع مبقاش معاك انهارده و اقولك كل سنه و انت حافظ روحي اللي جواك و مطمّني و اماني و حمايتي ..
مالك رفع وشها ب إيديه الاتنين بحب: كل سنه و انتى ابويا و امي و اخويا و اهلى و صحابى و جيرانى و شغلى و كل اللى طلعت بيه من دنيتى و عوض عن كل اللى خسرته ..
كل سنه و انتى اكتر حاجه حلوه بتخليني لما ابص ع اللي فات مهما كان صعب و مهما كان قاسي اشكر ربنا عليه،، علشان كان نهايته انتى .. انتى و بس
حلم إبتسمت بعشق: كل سنه و انت حبيبي و ابويا و إبني و اخويا و جوزي و سَندى و عوضى عن كل حد إتخلّى و سابلك مكانه ..

كل سنه و انت هنا .. جوايا .. و عقبال ما تيجى السنه اللى نعمل فيها بيتنا و نخلّيه جنه ربنا اللى ادهالنا ع الارض و منرتاحش الا فيه ..
مالك بيعيد عليها كلامها كإنه بياخد عليها الكلام وعد: أبوكى و أخوكى و إبنك و حبيبك مهما حصل .. افضل و تفضلى مهما حصل يا حلم .. مهما حصل .. انا مش حِمل خساره تانيه و لا قد صدمه تانيه .. مش هعرف استحمل وجع تانى و منك انتى بالذات .. مهما حصل ..
حلم شافته عيل تايه او بيخرج من التوهه لملجأ و هى ملجأه ف عيونها لمعت بدموع: مهما حصل.

مالك عيونه دمّعت: عارفه .. انا من الناس اللي ربنا رضاها و مخلاش الوجع يتملّك منها إلا و كان مديها الدوا لكل وجع إبتلاها بيه .. الدوا ده اللى هو انتى .. و دايما ربنا يجعلك دوايا و ربنا ما يجعلك جرح و انا اوعدك ساعتها هبقى بين إيديكى ملكيه خاصه و اكونلك احسن من اللى عوزاه ..
حلم برقّه: انا مش عايزه حاجه غيرك .. كفايه اول بحبك اللي خطفت القلب بخوفه و قلقه و حضنته و طمنته ..
كفايه الصبح اللي شمسه مش بتطلع إلا بصوتك و ضحكتك ..
بإختصار كفااايه انت .. كل سنه و أنا إنت و إنت أنا ..

مالك خد نَفس طويل زى الهُدنه و ضمّها بتملُّك: هنبدأ السنادي سوا وربنا يجعل كل سنينا سواا و انا مؤمن بإن ربنا خلق فيكى السبب اللي يعوّض قلبي و ينوّر حياتى بعد ما كانت ضلمه قبلك و يداوى بيكى كل وجع .. ربنا يقدرنا نظبط حياتنا و عمرنا سوا
حلم ضمّته اوى: و انا جمبك و معاك و مسنداك،، زي ما انت جمبي و معايا و سندي بعد ربنا ..
و بإذن الله كل حاجه تتظبط علشان نقرّب من بعض دايما اكتر و اكتر..
مالك إتلفت وراه و جاب علبه قطيفه و إدهالها .. اخدتها منه و إبتسمت .. فتحتها و فضلت بصّالها كتير لحد ما عينيها دمّعت ..

طقم دهب مطرز بفصوص الماظ رقيقه .. بسيط و هادى .. كان عباره عن اساميهم .. سلسله رسمه قلب نصه ضّامم إسمه و نصه التاني إسمها .. إسمهم قافلين القلب مكمّلينه .. و خاتم بردوا نفس الرسمه و بردوا اساميهم .. و إنسيال طالع منه خاتمين كل خاتم ب إسم حد فيهم .. و إسوره عباره عن قلوب صغننه و رقيقه و جواها حروفهم .. كل قلب جواه حرف .. حتى الحلق كل فَرده ب إسم حد فيهم و نزل بخيوط رفيعه رقيقه اخرها حروف إسم التانى
حلم عجبها جدا لدرجه عينيها دمّعت...

مالك قرّب من التورته و لفّ وشها للتورته و حضنها من ضهرها و إتكّى على حضنها اوى كإنه بيتملّك منها: هتتمنى امنيه ؟
حلم غمضت عينيها بطفوله: انا إتمنيتك .. كلّمت ربنا عنك و ربنا مكسفنيش .. هتكسف بعدك اطلب من ربنا تانى
مالك إبتسم اوى: قولتى ايه لربنا بقا ؟

حلم رفعت وشها لفوق اوى و فضلت باصّه كتير: انا إتعودت اكتب امنيتى ف ورقه و ارميها ف المايه .. و عشان مكنش قدامى إلا النيل كنت برميها كل سنه فيه .. السنادى هغيّر و ارميها ف البحر
مالك ضحك بصوته كله و هى ضحكت بخفه: اه و ربنا بجد .. طب إستنى .. فتحت شنطتها و طلّعت ورقه و قلم و إبتدت تكتب حاجات و طبّقت الورقه: اما ننزل هرميها ف الميه
مالك ضحك اوى و مسك السكينه و هى قرّبت معاه و إبتدوا يقطّعوا التورته ..

كانت فاتحه الكاميرا من وقت ما دخلوا و بتسجّل كل تفاصيل يومهم .. قطّعوا منها و حطّلها ف طبق و اخدها و قعد و هى قعدت قصاده و إبتدى يأكلها و هى مبسوطه جدا .. حسّاه حلم .. اليوم بكل تفاصيله حلم خايفه تصحى منه
مالك بيغازلها: عارفه انا عملت تورته بشكلك ليه ؟
حلم بصت ف عينيه و هى مبتسمه و هو إبتسم: عشان احس إنى باكلك .. حاسس إنى عايز اكلك انتى بدل التورته.

حلم برّقت بضحكه مكتومه و عملت نفسها هتحدفه بالطبق اللى ف إيديها بالتورته و هو مسك إيديها بضحك: ايه ايه ؟ انا قولت حاسس و عايز لكن معملتش .. انا اعوز براحتى
حلم ضحكت قوى و هو غمزلها: طب حتى اشوف بس نفس الطعم و لا ايه
حلم فتّحت عينيها قوى و رفعت حاجبها بضحكه صامته و هو ضحكته طلعت عاليه و هى قرّبت الطبق من وشه و إبتدت تلغبط وشه بالتورته و مهما يبعد بتشيل منها بصوباعها و كإنها بتكتب بيها على وشه: دوق بقا دووق
شدّها عليه بمغازله و هو بيضحك: لاء كده انتى اللى عايزه تدوقى.

حلم ضحكت بهوس: بس كده ؟ حاضر
شدته عليها و رجعت لمكان ما حطت تورته على وشه و كل حته لحوستها تقرصها كإنها بتسحب الشيكولاته من عليها و تاخدها و ترجع تانى لحته غيرها تقرصها ..
مالك فتّح عينيه بالعافيه من كتر الضحك و شدّها اكتر عليه: انتى كده بتدوقى ؟ هاا ؟ طب تعالى بقا كده بالطريقه دى مصمم ادوق انا كمان
قامت تجرى و هو بيجرى وراها و الاتنين بيضحكوا كإنهم بيسرقوا لحظات و ما صدقوا ..
المكان محكوم ف جريهم ف حركه دائريه .. فضلت تجرى لحد ما داخت و قعدت بتنهج بضحك: يا مجنون
مالك إبتسم: تسمعى مزيكا ؟

حلم هزت راسها لأى حاجه فيها مالك و هو اخدها و قام شغل مزيكا و رقصوا سوا و شويه و نزلوا الميه تانى ..
وقفوا قصد بعض ف الميه ..مسك ايديها بتملّك كإنه خايف تفلت من إيده بعد الوعد اللى إدوه لبعض ..
قرّب منها بنهَم و بَعدوا جسمهم اوى عن بعض و كإن شفايفهم بس اللى إتمردت ع البُعد ده ..
ضمّ شفايفها و إبتدى ينزل بيها لتحت الميه و هى ضامّه شفايفه بتملُّك .. لحد ما نزلوا تحت ف العُمق .. ركنها على المايه اللى بتاخدها و تنزل و رجع لشفايفها من تانى بهجوم لذيذ و إبتدى يطلع بيها واحده واحده من الميّه لفوق .. و اما طلعوا إبتدى يكرر نفس الحركه و يخطف شفايفها و ينزل .. لحد ما طلع خالص من الميه و دخلوا البلّوره ..

مالك المرادى فتح علب و دى كان فيها بيتزا على شكل قلوب .. و هى إبتسمت اوى .. مسكت الكاتشب و قعدت تكتب عليها اساميهم و حروفهم و بحبك ..
كلوا سوا و قعدوا يرغوا كتير ف كل حاجه .. الليل كله عدّى عليهم كده .. طلع النهار و الشمس إبتدت تنوّر ..
مالك: هكلم حد يجيلنا و نرجع بالباخره
حلم بمحايله: خلينا كمان شويه و النبى
مالك إبتسم: انتى مبتزهقيش معايا عشان دى حاجه جديده عليكى و لا عشان معايا انا بالذات ؟

حلم إبتسمت: كل حاجه معاك بتختلف .. حتى لو إتعادت مليون مره .. حتى طعم الاكل معاك غير .. بحسّ إنى بدوقه لأول مره .. إتعودت الحاجااآت الحلوة اللى مبتتكررش كتير بكلبش فيها اوى ..
مالك إبتسم: اوعدك هنيجى تانى و تالت و الف .. كل ما تحبى هجيبك .. ده حلم المالك .. يعنى اول حلم يضمنا سوا...

حلم مسكت ياقة التيشرت و شدته قوى بضحك: مش هتيجى من غيرى .. فااهم ؟
مالك ضحك: مش هاجى من غيرك .. و عشان تبقى عارفه محدش جه هنا قبلك
حلم بثقه: و لا حد هيجى بعدى
مالك إبتسم: و لا حد هيجى بعدك
مالك كلّم حد و فعلا إنتظروا شويه .. و بعدها لمح لانش جاي عليهم .. اخدها و طلع عليه و إداله البلّوره بيشيلها ف مكان مخصص ..
مالك إتحرك باللانش و حلم معاه و مره واحده إفتكرت الورقه اللى كتبتها .. طلّعتها و مسكت إيده و هو إستغرب و حطّت الورقه بين إيديهم و رموها ف الميّه و مالك مبطلش ضحك ..

قعدوا يلفّوا ف شوارع اسكندريه .. اخدها و جابوا فطار و فطروا قصاد الميّه .. و بعدها قرروا يرجعوا القاهره خلاص و رجعوا ..
مالك وصّلها و طفى العربيه و رجّع راسه و غمض عينيه كإنه بياخد هُدنه و حلم مسكت إيديه كإنها بتطمنه إن اللى جاى احلى و دى البدايه ..
مالك فهم رسالتها الصامته و تبّت ف إيديها قوى و هى إبتسمت: قولى بقا ايه اللى غيّرك كده ؟
مالك كان فاهمها بس عايز يسمعها: و ايه اللى إتغير بقا فيا ؟

حلم إبتسمت و بتدوّر على صيغه مناسبه لسؤالها: مش عارفه .. بس إتغيرت او نقول إتحوّلت .. ده انت إتقلبت 180 درجه .. كلامك، إسلوبك، معاملتك، طريقتك معايا، حتى شكل نظرتك ليا إتغيّر .. ده انت الاول كنت بتهرب بعينيك بعيد عن عينيا عشان مشوفهومش .. لكن دلوقت .. دلوقت بقيت بحس برسايل كتيره قوى اما ببص فيهم .. رسايل صامته .. و كإنك عايز تقول كتير و سايبهم ينطقوا عنك
مالك إبتسم ع الحلم اللى بمجرد ما إستسلم له بيتحوّل لحقيقه قدامه او بين إيديه: و انتى بقا بتعرفى تقرى العيون ؟
حلم بصّتله قوى بعيون بتلمع: العيون الصادقه بس
مالك بصّلها كتير و هى اكتر و الاتنين إتلاقت عيونهم ف نظره طويله جواها دعوات صامته خايفين الزمن يجور عليها ..

مالك سكت كتير و غمض عينيه قوى بشكل ملحوظ كإنه عايز يتكلم من غير إستحضار صورة اللى هيقوله او ذكرياته: معرفش .. وجودك ف وقت كنت بخسر فيه كل حاجه .. ف كنت خايف تروحى مع كل حاجه بتروح .. وجودك الغلط ف الوقت الصح و إسلوبك الصح ف الوقت الغلط و وجودك اللى بعد ما بقى صح جه ف الظروف الغلط .. خوفى من الضعف بعد ما كرهته و تستغليه غلط .. و خوفى من القوه بعد ما إكتسبتها و تيجى عليكى .. و خوفى اخسرك بسبب حاجه او اخسر حاجه بسببك .. موت أبويا و أمى محروقين .. و حريقه مسكت ف مكان انتى فيه .. معرفتش الحق أبويا و أمى و كنت خايف معرفش ألحقك .. معرفش .. بس لحظة ما افكارى وصلت لإنى اترعب إنى معرفش الحقك او اخسرك .. لحظة ما حسيت إنى لو خسرتك ضهرى هيتكسر من تانى بعد ما إتصلب حسيت بس إنك خدتى مكان الغاليين و مينفعش اللى جاى يجى من غيرك و لا ينفع يبقى فى جاى انتى مش فيه ..

معرفش ليه بقولك كده .. و لا مستنى منك ايه .. و يمكن كل دى حاجات زى الحلقات مالهاش علاقه ببعض بس الحلقات دى انا وصّلتها ببعض و عملت منهم سلسله إسمها الحلم و حطيتها ف رقبتى و بإيدك تخليها على طول ف رقبتى شايلها معايا و بإيدك تخنقينى بيها ..
حلم مكنتش عارفه ترد تماما و لا لاقيه رد و لا حاسه بحاجه غير إنها إتحطت ف مكان كبير قوى عنده اكبر من ما كانت متخيله ..
مالك إبتسم: هو انا قولتلك قبل كده إنى بحبك ؟

حلم عيونها اللى إبتسمت دمّعت ف نفس اللحظه عشان ترسم احلى إبتسامه و هزت راسها لاء و مالك باس عينيها اللى غمضتهم بهدوء و باس بين عيونها فك ضمتهم على بعض: بحبك
حلم فتّحتهم ببطئ و عيونها طلبتها تانى و هو نطقها من غير صوت و هى بتهز راسها و هو بيعيدها و هى مش عارفه ترضى غرور قلبها ..

عند فهد عدّى على روفيدا ف الصيدليه و إبتسم بغيظ اما شافها: ينفع كده يعنى ؟
روفيدا إنتبهت له و بصّتله قوى و بصّت حواليها ع الناس كإنها بتحذره و هو تجاهل تحذيرها ده و غمزلها بهزار: بذمتك فى عروسه تنزل و فرحها مقرّب كده ؟
روفيدا سابت اللى ف إيدها للى جنبها و راحت عليه بغيظ: اشش ايه انت ما بتصدق تتفتح ؟
فهد ضحك على طريقتها و حركة إيديها و وشها: طب يلا قدامى .. انتى ايه اللى نزّلك ؟
روفيدا ضحكت بغيظ: هو انت فاكر نفسك هتعمل اللى ف دماغك ده ؟

فهد غمزلها يناغشها: اموت انا ف اللى ف دماغى ... ما تيجى اورهولك
روفيدا برّقت و زقّته بعيظ و هو ضحك قوى: مانا جايلك عشان اللى ف دماغى ده يا إما انا مش مسئول
روفيدا برّقت: نعمم ؟
فهد لهجته بقت جد بس مبتسم: يعنى ينفع الناس اللى إتخطبت بعدنا تتجوز قبلنا ؟ ينفع كده ؟
روفيدا عيونها لمعت بفرحه و هو خدها دافع للى هيقوله: مالك هيتجوز خلال تلات اربع اسابيع .. يعنى يدوب يوضّب شقته .. ف ايه بقا ؟

روفيدا إبتسمت: طيب هو جاب الشقه و يدوب ع التوضيب .. بس حضرتك لسه مجيبتش و شقتك اللى انت قاعد فيها بتقول إيجار و مش عايز نتجوز فيها
فهد فكّر شويه مع إنه إتكلم من غير تفكير: طب مانا عندى شقتى ف بيت أبويا زى مالك .. ماهى شقته اللى هيتجوز فيها دى اللى قاعد فيها حاليا و اللى هى ف بيت أبويا و انا ليا شقه فوقه و
وقف بالكلام للحظات يستوعب اللى قاله .. معنى كده إنه هيعيش مع مالك تقريبا او ف مكان واحد .. هو مستعد للقُرب ده ؟

سؤال معندوش له إجابه .. هو صحيح هو و مالك بدأوا يتجاهلوا اللى حصل حواليهم بس لسه بينهم سور عالى قوى مش عارفين و لا قادرين يتخطوه ..
حب يرجع ف اللى قاله بس خلاص كلامه كان عمل مفعوله و رسم تأثيره بسرعه على روفيدا اللى إبتسمت بحماس: بجد ؟ و ساكت ؟ الله دى تبقى حاجه جميله قووى .. انت و مالك اخوات و انا و حلم بقينا اخوات جدا و تقريبا بنتكلم كتير و ساعات بتعدى عليا و اكيد هنعمل عيله بجد ..
فهد وشه كشّر: انتى هتتجوزينى انا و لا هما ؟

روفيدا إستغربت تغييره و هو معرفش يطلع من الموقف اللى حط نفسه فيه بس حته جواه مبسوطه و بتتخيل شكل حياتهم: طب بالنسبه لأبوكى ؟
روفيدا إبتسمت بحماس: انا هكلمه إنى موافقه و ده إختيارى و هو اكيد مش هيعترض .. انت عارف إنه بيحبك و مبيتدخلش بينا و لو إتفقتوا يبقا يدوب انا كمان اجهز ف الاسبوعين تلاته دول و اجيب اللى ناقصنى
فهد نسى افكاره و إندمج معاها: و اخدك يوم تشوفيها عشان تختارى الالوان للدهان و بعدها ننزل نشوف العفش عقبال ما تجهز
روفيدا إبتسمت قوى و إبتدوا يرتبوا خطواتهم ف اللى جاى و الاخر فهد وقف: يلا اوصلك و نقعد بقا مع سيادة اللوا نفرد قدامه اللى إتفقنا عليه
روفيدا بصت حواليها: لا انا لسه قدامى شويه .. لسه فى طلبية ادويه كنت موصيه بيها و لسه جايه و لازم اتمم عليها
فهد: قدامك كتير ؟

روفيدا: ساعتين و اخلص تقريبا
فهد بص ف ساعته: خلاص قدامى مشوار هروح اعمله و ارجعلك تكونى خلصتى نروح سوا
روفيدا إبتسمت قوى و هو باس على راسها و مشى .. لفّ وشه لها و حدفلها بوسه ف الهوا و هى حرّكت شفايفها من غير ما تطلّع صوت: بحبك

حلم دخلت بعد ما مالك سابها .. لقت مروان ف وشها نازل من فوق .. كإنه شافهم هى و مالك و نازل وشه طالب خناق ..
حلم معندهاش إستعداد تدخل ف كلام يعكر فرحتها ف رمت السلام و سابتهم و طلعت اوضتها ..
مروان قعد بخنقه و أبوه كان متابعهم من بعيد ف راح عليه بيحاول معاه: انت زعلان ليه دلوقت ؟ هى مكنتش معاك من الاول عشان تسيبك ؟
مروان إتخنق بزهق: انتوا مش عملتوا اللى عايزينه فككوا منى بقا
أبوه قام جنبه: انت هترضى تبقى مع واحده هى نفسها بقلبها و عقلها مع غيرك ؟ سواء بقا تم او متمش وضعك مكنش هينفع لإنك كنت قدامها من الاول و محصلش حاجه.

مروان دوّر وشه و سكت لإن كلام أبوه اصح من إنه يترد عليه و أبوه كمّل: و مش معنى كده إنى هسيبه
مروان آمل بسيط إبتدى ينوّرله: هتعمل ايه ؟
أبوه بتفكير و افكاره إبتدت تتسلسل مع بعضها: لاء دى عليا .. اللى زى مالك مش سهل .. صايع بس بالقانون .. و مادام بيلعبها بالقانون يبقى مش هيقع إلا بالقانون
مروان إتريق: اقصى حاجه شغله عملها معاه طردوه و اهو وقف من تانى و اقوى و اخوه ظابط و من الواضح مساندُه بدليل بيطلع من كل مصيبه و اختها
أبوه بتفكير: اهى وقفته دى اللى هتوقّعه تانى و مفيش حاجه هتعرف توقّفه .. اللى زى مالك مش بيستسلم بسهوله و إستسلامه لقرار شغله بطرده مش سهل و إستسلامه لشغل جديد مش سهل بردوا .. لازم له تمن
مروان: هتعرف ؟

أبوه إبتسم و كان خلاص افكاره وصلت لنقطه معينه راضته: عيب عليك انا راجل قانون و لو هيقع بالقانون يبقى جه ملعبى و لو بيشتغل بالمكر يبقى بردوا ف ملعبى .. سيبهولى بقا و سيبنى اجيبه زى ما رتبتها.

مالك ساب حلم بعد ما وصّلها و مشى .. بعد ما خد طريقه للبيت إفتكر موبايله اللى مفصلش رن من يومين و هو مبيردش عليه ايا كان مين عايزُه كإنه عايز يفصل او يدّى نفسه راحه و لو مؤقته ..

لف طريقه للمجموعه ..دخل و شاف كامل اللى إبتسم اول ما شافه: مبرروك يا عريس
مالك إبتسم بهدوء: الله يبارك فيك .. عقبالك
كامل ضحك قوى و مالك بعد ما عدّاه رجع خطوه و بصّله بطرف عينيه: و مالك بتقولها بحماس كده ؟ واد يا كامل انت متجوز ؟
كامل ضحك قوى: امال انا بقولك يارب ليه ؟ عشان التجديد حلو يا باشا
مالك ضحك بغيظ: عايز تتصدم تانى ليه انت كده فل
كامل ضحك: و معايا تقى و رضوى.

مالك إبتسم و عينيه لمعت و تخيّل شكل حياته مع حلم و إنه اسابيع و يحق له يحلم بنفس الحلم .. يكونله ولاد و يبقى اب ..
اول ما افكاره وصلت لهنا شرد قوى و مش عارف اذا كان مستعد لخطوه زى دى و لا إنجرف ورا مشاعره !
كامل مراقب تعبيرات وشه لحد ما مالك إنتبه ف إبتسم: طب إتلم بقا .. حد يبقى ربنا مديه هديه زى دى و عايز غيرهم ؟ عايز ايه تانى ؟
كامل ضحك بس ملاحظ لهجة مالك اللى إتغيرت و عينيه اللى بتكلمه بس باصه ف الولا حاجه كإنه بيكلم حد غيره او بيكلم نفسه مثلا .. و مالك سابه و دخل ..
كان هيكلم صفوت بس ضحك بغيظ و عرف إنه كده كده هيوصله إنه رجع ..
شويه و صفوت كلّمه: مالك انت فين ؟

مالك ضحك غصب عنه: انا فين دى انت عارفها .. هاا اللى بعده
صفوت ضحك: مانا قولتلك بقا إنى اما بحب اوصلك بسيبلك خبر مع كامل اما توصل يبلغنى
مالك بلامبالاه: و دلوقت ؟
صفوت: عايزك
مالك حاول يهزر: عايزنى ازاى لامؤاخذه ؟

صفوت ضحك قوى على مالك اللى لأول مره يشوفه بيضحك كده و بيهزر بالطريقه دى: لا ده انت رايق بقا .. طب مش كنت تقول كنت جوّزتك من زمان
مالك ضحك غصب عنه و صفوت معاه: ما تعدى عليا
مالك بإرهاق: لا انا لسه راجع لو مفيش حاجه ضرورى سيبها لبكره
صفوت: انا قريب منك هعدّى عليك
مالك ضحك قوى: ما تقول إنك جايلى اصلا اسهل.

صفوت لسه هيرد مالك سبقه: متآخرش بس عشان موعدكش هتيجى تلاقينى انا بسقّط
صفوت: لا ربع كده و هبقى عندك
مالك قفل معاه و شويه و صفوت راحله: مبرووك يا عريس
مالك إبتسم إبتسامه خفيفه: الله يبارك فيك .. و الله خايف اقولك عقبالك
صفوت ضحك: لا انا مش متجوز قول براحتك
مالك رفع حاجبه: امال ميرنا جات ازاى ؟
صفوت قِلق للحظات ان مالك الاسم علّق معاه: لا دى كانت غلطه
مالك غمزله: هى و لا أمها ؟

صفوت ضحك: و الله خايف اقولك الاتنين تفهمنى غلط
مالك ضحك: يا ساتر ياارب
صفوت رد بغموض: ربنا يكفيك شر الغلطات اللى من النوع ده.. بتقطم
مالك فهمه بس إتجاهل كلامه: يبقى الغلط عندك انت يا باشا
صفوت بغموض: و انا عشان كده بقولك عشان متغلطش زيى
مالك إبتسم يدارى قلقه: حلم مش زى غيرها
صفوت سكت كتير: اتمنى.

مالك بصّله قوى و صفوت قصد يبصّله كتير قبل ما يتكلم: خد بالك من ناحيتها يا مالك .. انا حذرتك قبل كده بس الواضح إنك مخدتش بكلامى .. مسمعتنيش اصلا .. بس لازم اقولك تانى .. اللى زى حلم دى وقعتك معاها بوقعتك خالص و وقعتك انت بوقعة كل حاجه معاك .. اعتقد إنك وقعت قبل كده و شايف ازاى الكل إتخلى عنك .. يعنى جربت و عرفت إنك مهما هتقع محدش هيبقى منهم جنبك ف لازم تاخد بالك
مالك حس بكلامه زى التهديد ف رد بنفس اللهجه: حلم هتبقى مراتى و اللى بينى و بينها يخصنى انا و هى و انا كفيل بيه
صفوت لهجته إتغيرت للين: و انا عشان واثق فيك سايبك براحتك و متطمن إنك قد الليله.

مالك و هو بيقف يخرج كإنه مش عايز يسمع تانى: سيبها على الله
صفوت وقف معاه و خرجوا ..مالك مشى و سابه واقف مكانه ..
كامل راح علي صفوت: انت هتسيبه بجد زى ما قولتله ؟
صفوت سكت كتير: انا لسه عايزُه هو
كامل: بس مش عايزها هى .. وجودها صعب و هو طالما وصل لكده مش هيسمع لحد و لا هيقتنع و لا هيسيبها
صفوت: مالك مينفعش يتلوى دراعه .. اعتقد شغله قبل كده لوى دراعه و النتيجه كانت إنه عاند
كامل: و بعدين ؟

صفوت: مش هيجى بالعند
كامل: و لا بالمسايسه
صفوت: هقولك ازاى و لازم نلحقه من دلوقت

فهد مشى و ساب روفيدا خلّص مشواره و رجعلها ملقهاش ف الصيدليه .. رن على موبايلها بس مقفول .. رن مره ورا مره بس مفيش ..
إستغرب .. معقوله مشيت و هما متفقين ؟ طب موبايلها إتقفل ليه ؟ القلق إتملك منه ..
راح ع البيت و قبل ما يسأل خد الاجابه من أبوها اللى قابله: ايه ده فهد ؟ انت معدتش على روفيدا و لا ايه ؟ انا مكلمها من شويه و قالتلى هى مستنياك هتيجوا سوا ؟

فهد قلبه إتقبض و القلق مسكه و بص للوا مدحت قوى اللى إبتدى يقلق من شكله: هو فى ايه ؟ بنتى فين ؟
فهد بيتنفس بالعافيه: معرفش .. انا فعلا كنت متفق معاها نيجى سوا بس عديت عليها ملقتهاش
أبوها إتحرك بسرعه لجوه يجيب حاجته: و موبايلها مقفول .. يعنى ايه ده ؟
ابوها خد حاجته و خرج و فهد خرج وراه و الاتنين إبتدوا يدوّروا ف كل ركن و كل حته بس مفييش ..
الليل كله عدّى و هما برا و مش عارفين يوصلوا لحاجه .. و لحد تانى يوم الصبح و بردوا مفييش ..

مالك بيتصل بفهد عادى بس فهد كنسل مره بعد التانيه و مالك مره يسكت و مره يرجع يرن لحد ما قلق ف فضل وراه لحد ما رد بصوت مهزوز: ايه يا مالك ؟
مالك معرفش ينطق من لهجة فهد .. صوته مخنوق بالعياط .. فهد مش اخوه ده إبنه و ميعرفش يستحمل فيه حتى خنقة صوته: مالك فى ايه ؟
فهد متكلمش بس بيتنفس بصوت عالى و بياخد نَفس ورا نَفس و أنفاسه عاليه من غير هُدنه ..
مالك وقف و خد مفاتيحه و حاجته و بيتكلم و هو خارج: فى ايه ؟ فى حاجه حصلت ؟ انت كويس
مالك بيسأل سؤال ورا سؤال بدون فاصل و عقله بيخيّله حاجات بعيده: انطق .. براحه كده .. قولى انت فين الاول ؟

مالك بيتكلم و هو خارج من المجموعه و صفوت قابله: مالك انت فين من امبارح ؟ انا
مالك شاورله يسكت عشان يكمل مع فهد و صفوت اصرّ يوقّفه اما شافه ف حالته دى: مالك فى ايه ؟
مالك سابه و إتحرك على باب الخروج و صفوت بيمشى وراه: طيب ممكن ثوانى .. كنت عايز إتكلم معاك شويه و
مالك زعّق: مش وقته .. بقولك مش وقته انت ايه مبتفهمش ؟
مالك سابه و راح على عربيته إتحرك بيها و صفوت بص وراه بقلق لكامل: هو فى ايه ؟

كامل: ملحقتش اعرف
صفوت مشى بتوتر: ربنا يستر
مالك مشى بعربيته و هو مع فهد ع التليفون و فهد صوته طالع مبحوح و الكلام طلع متكتف كإنه بيعافر عشان ينطق: روفيدا مفييش يا مالك .. مفييش
مالك قلبه وقع: يعنى ايه مفيش ؟ إهدى كده و فهّمنى
فهد مش عارف يتكلم ف بيقول كلام ورا بعضه: معرفش .. جيتلها من شويه و رجعتلها ملقتهاش .. جيتلها اخدها قالتلى قدامها شغل روحت خلصت شغلى رجعت ملقتهاش
مالك مش عارف يطمنه: مروّحتش ؟

فهد هز راسه بعنف: و لا البيت و لا اى مكان ممكن تروحه .. كلّم حلم ممكن تكون عارفه حاجه عنها
مالك قفل معاه و إتصل بحلم بس هو شبه متأكد إنها متعرفش حاجه ف إتكلم بإختصار: حلم روفيدا عندك ؟ متعرفيش هى فين ؟
حلم إستغربت سؤاله بس القلق مسكها: لاء معرفش و متكلمناش إنهارده اصلا .. قالتلى عندها طلبيه و مشغوله
مالك بسرعه: خلاص
حلم: فى ايه طمنى ؟
مالك حكالها بإختصار اللى حصل و قفل معاها و راح لفهد ..

اخده و راح الصيدليه تانى و إبتدى يدقق ف كل ركن فيها و نزل المخزن بتاعها تحت و بيتحرك ف كل خرم إبره فيه ..
خرج برا ع الشارع و فك الكاميرات اللى قدام الصيدليه و إبتدى يفرّغها ..
مالك مدقق فيها قوى لحد ما لمح روفيدا واقفه بتتكلم ف الموبايل رايحه جايه قدام الصيدليه ..
واحده منقبه راحت عليها: دكتوره ممكن ثوانى ؟
روفيدا رفعت موبايلها من على ودنها و بصتلها: إتفضلى خير ؟

المنقبه إتلفتت حواليها بعيد: بنتى كانت معايا بس مناخيرها نزفت فجأه و فضلت تجيب دم لحد ما داخت منى .. ممكن تيجى تشوفيها ؟
روفيدا إستغربت: فين ؟ و سايباها لوحدها و هى كده ؟
الست إرتبكت شويه: معلش اصلها كبيره شويه معرفتش اشيلها .. بعدين هى دايخه ف قعدت تريّح على كرسى على جنب لحد ما اجى اجبلها حاجه من الصيدليه
روفيدا كانت هترفض بس الست فضلت تتحايل عليها شويه ف صعبت عليها و راحت معاها ..
حوارهم ظاهر ف الكاميرا صامت .. صوره بس .. بس مالك من حركة شفايفهم قدر يجمّعه ..

روفيدا إتحركت مع الست لحد ما خرجوا من الشارع و بعدها إختفوا من قدام الكاميرات اللى معرفتش تجيبهم تانى عشان بِعدوا ..
فهد مركز مع مالك اللى مدقق قوى ف الكاميرات و عمال يعيد فيها: يعنى ايه يا مالك ؟ مين دى و روفيدا راحت معاها ليه ؟
مالك ترجمله كلامهم من حركة شفايفهم و فهد ضرب الكرسى برجله من قدامه و راح ع الحيطه بيضرب بكفوفه عليها و رافع وشه لفوق: إتخطفت يا مالك .. إتخطفت .. وضحت اهى مع إنها كانت واضحه
مالك بيحاول يفكر معاه بصوت عالى و بص للوا مدحت اللى مبينطقش: ممكن حد هيساومك على حاجه اصبر
فهد كلامه بيطلع بالعافيه: ده تانى يوم إنهارده .. لو حد هيساومنى هيستنى كل ده ليه ؟

مالك قلبه إتقبض و عقله وراله اللى حصل ف أبوه و أمه بسرعه بسبب شغله ..
لالا هو مش هيقدر يستحمل ده ف فهد و لا فهد نفسه هيقدر يستوعبه ف زعق: انت بتستهبل ؟ و لسه فاكر تكلمنى دلوقت ؟ مكلمتنيش من ساعتها ليه ؟
فهد مبيردش و رايح جاى بعنف و بيرزع ف اى حاجه تقابله يحدفها ..
حلم وصلت و دخلت جرى و من منظرهم و كلامهم فهمت اكتر ف راحت جنب مالك و كلمت فهد براحه: طيب حاول تشوف ليك خلافات مع مين ؟ انت او أبوها ؟ اخر قضيه مثلا ؟ حد مهددك سابق !

فهد من وسط دوشة قلقه و افكاره إفتكر عادل .. المتهم اللى راح جابه من مينا العريش بس هرب منه ..
راح على مالك بلهجه مش مفهومه .. غضب .. ترجّى .. عنف .. محايله .. زعيق .. صوت عايز يعيط ..
مش عارف و متلغبط: مالك هسألك سؤال مباشر و عايز إجابه مباشره ..
مالك غمض عينيه بتلقائيه و فهد نطق بصوت مبحوح: انت تعرف اللى إسمه عادل يسرى ده ؟

مالك لسه هيرد فهد مسك إيده و جه يتكلم صوته إتخنق و إختلط بعياط و كلامه طلع مبحوح: ارجوك .. لو تعرفه او تعرف اى حاجه عنه قولى .. قولى و انا هتصرف .. قولى و مش هعملك او اعمله حاجه .. انا مليش غيرك انت و هى و ادينى بخسرها اهو .. انا مش عايز اخسرها يا مالك .. مش عايز .. انا موت أمى و أبويا كسر ضهرى .. كسرنى قوى يا مالك .. انا مش حِمل كسره تانيه .. مش هقدر على خساره تانيه .. لو خسرتها زى ما خسرت أبويا و أمى هموت .. و الله هموت .. انا إتحرمت من أبويا و أمى بس عمرى ما حسيت إنى يتيم عشان انت موجود .. بس لو وجودك ده مش هينفعنى ف موقف زى ده يبقى انا يتيم بجد .. ارجووك...

فهد بيتكلم كلامه ورا بعضه و بشبه هيستريا و مبيفصلش بين الجمله و التانيه و مالك باصصله قوى و لدموعه ..
و عينيه بتتنقل بين حلم اللى بتتنفس بصوت عالى جدا مسموع للكل و مستنيه إجابة مالك اللى اول مره يتسأل بشكل مباشر و بين إيدين فهد اللى متبته ف إيده و بتترعش كإنه على جبل عالى و لو ساب إيده هيفلت يقع ..

و مش عارف يحسم الصراع اللى جواه ده ف خد نَفس طويل قوى بصوت متوتر و...


look/images/icons/i1.gif رواية مخابرات خلف الأسوار
  05-11-2021 11:19 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الخامس والعشرون

مالك غمض عينيه بتلقائيه و فهد نطق بصوت مبحوح: انت تعرف اللى إسمه عادل يسرى ده ؟
مالك لسه هيرد فهد مسك إيده و جه يتكلم صوته إتخنق و إختلط بعياط و كلامه طلع مبحوح: ارجوك .. لو تعرفه او تعرف اى حاجه عنه قولى .. قولى و انا هتصرف .. انا مليش غيرك انت و الانسانه الوحيده اللى حبيتها و ادينى بخسرها اهو .. انا مش عايز اخسرها يا مالك .. مش عايز .. انا موت أمى و أبويا كسر ضهرى .. كسرنى قوى يا مالك .. خلانى ماشى زى التايه بخبّط ف كل حاجه حواليا و يمكن انت اول واحد بس كان غصب عنى .. و الله غصب عنى ..

انا مش حمل كسره تانيه .. مش هقدر على خساره تانيه .. لو خسرتها زى ما خسرت أبويا و أمى هموت ...و الله هموت .. انا إتحرمت من أبويا و أمى بس عمرى ما حسيت إنى يتيم عشان انت موجود .. بس لو وجودك ده مش هينفعنى ف موقف زى ده يبقى انا يتيم بجد .. ارجووك

فهد بيتكلم كلامه ورا بعضه و بشبه هيستريا و مبيفصلش بين الجمله و التانيه و مالك باصصله قوى و لدموعه ..
مالك عينيه بتتنقل بين حلم اللى بتتنفس بصوت عالى جدا مسموع للكل و مستنيه اجابة مالك اللى اول مره يتسأل بشكل مباشر و بين إيدين فهد اللى متبته ف إيده و بتترعش كإنه على جبل عالى و لو ساب إيده هيفلت يقع ..

و مش عارف يحسم الصراع اللى جواه ده ف خد نَفس طويل قوى بصوت متوتر و خد بعضه و خرج و خطواته سريعه جدا شبه الجرى .. فهد و حلم خرجوا وراه و كل ما بيزيدوا ف سرعتهم عشان يجيبوه يزيد هو ف سرعته كإنهم ف سباق او بيهرب مثلا ..
وصل عند عربيته و خد نَفس بتشاهد كإنها هترحمه من الصراع ده ...ركب و قبل اى رد فعل منهم قفلها و طار بسرعه .. فهد ركب عربيته و حلم ملحقتش مالك ف راحت بسرعه لفّت فتحت جنب فهد ركبت و قفلت و طلعوا ورا مالك ..

مالك ف عربيته طلّع موبايله كلّم حد: انت فين يا حيوان ؟
اللى ع التليفون لسه منطقش و مالك زعّق قوى: مرات اخويا فين ؟
اللى ع التليفون: يا باشا انا
مالك بيزعق و هو بيضرب الدريكسيون بعنف: اقسم بالله لو جرالها حاجه او حد لمس شعره منها لا اخليك تحصّلها .. انتوا كنتوا فين ؟
الراجل: انا حاولت اكلمك من بالليل موبايلك مقفول و حتى حاولت اوصل لفهد باشا مبيردش
مالك إنتبه لإن موبايله فاصل من بالليل و يدوب فتحه كلّم فهد و ملحقش يشوفه: إخلص .. ايه اللى حصل و انتوا فين بالظبط ؟

الراجل: هى خرجت مع واحده امبارح بالليل و احنا إفتكرنا عادى هى تبعها .. بس مشيوا مسافه كبيره جدا و طريق مقطوع و متدارى عشان يوصلوا لمكانهم و ده اللى قلقنا ان فى حاجه مش مظبوطه و خلانى اتصل بيك من وقتها .. ده غير إن الليل كله برا
مالك بقلق: إبعتلى المكان بالظبط
الراجل: حاضر، عموما هما لسه واصلين لمكان و دخلوا بيها جوه بس من الواضح إنهم مستنيين حد عشان فى حد منهم كل شويه يخرج يعمل تليفون و يرجع .. تحب نتصرف ؟
مالك بقلق: لا إبعتلى المكان و انا جاى و تابع معايا ع التليفون خطوه بخطوه لو حد جاه و انا هقولك تتصرف ازاى.

مالك قفل معاه و ثوانى و جاتله رساله بعنوان المكان بالظبط و داس سرعه لطريقه ناحيته ..

فهد وراه متابعه و من اول ما مالك مسك موبايله و هو بيحاول يدقق قوى معاه بس مش مجمّع ..
و اول ما مالك قفل إتصل هو بيه: وصلت لحاجه ؟
مالك بيحاول يطمنه: حبيبى إهدى هنوصل و
فهد زعّق بعنف: قسما بالله يا مالك لو جرالها حاجه ما هرحمك المرادى عشان مش هنفضل كتير ندفع تمن قرفك ده بقا
مالك جواه حته مقدره حالته اللى عاش تفاصيلها من غير فرص له بس بردوا زعل بس مش وقت زعل: فهد اصبر انا.

فهد قفل ف وشه و كمّل وراه و مالك كمّل ف طريقه للمكان اللى إتبعتله و هو مش ضامن هيروح يلاقى مين او ايه اللى هيحصل بس معندوش استعداد لخساير تانيه .. اذا هو خسر ف فهد لاء مش هيخسر و الموضوع خلاص إتحسم مهما كان التمن ..

عند روفيدا بعد ما راحت مع الست المنقبه و خرجت من الشارع و بمجرد ما حودت عنه إتفاجئت ببنت قاعده جنب عربيه و مميله .. روفيدا راحت بعفويه عليها و لسه بتميّل عليها كان إتنين وقفوا وراها يداروهم و اللى جنبها رشت على وشها مخدر و عشان كانوا جنب العربيه قوى و الحركه مخدتش ثوانى محدش خد باله و كانت روفيدا جوه العربيه و مشيوا بيها ..
السواق اللى معاهم إتصل بحد: عادل باشا الزبونه معانا و تمام.

عادل يسرى: خدها ع المكان اللى إتفقنا عليه لحد ما اظبّط امورى و اجيلك عشان محتاج وقت عشان اعرف اجيلك و اعدّى من الطريق لا احسن اقابل خطيبها الحمار او اى لجنه و انت عارف بيدوّروا عليا
الراجل قفل معاه و خد طريقه للمكان اللى كان بعيد جدا و ف حته مقطوعه و بمجرد ما دخل حدفها ع الارض و كتّفها و خرج كلّم عادل تانى: خلاص احنا وصلنا
عادل: لسه قدامى شويه .. خليك معاها و خد بالك لايكون حد متابعك
الراجل إتلفّت حواليه: لا معتقدش، المكان فاضى و الحته مقطوعه و كمان لو حد متابعنى مش هيسبنى اوصل لحد هنا بيها
عادل إتطمن: خلاص محدش يقرّب منها إلا اما اجى
قفل معاه و خد طريقه لعنده و الراجل وقف يحرس المكان مع رجالته يستنوه ..

مالك كان بيسوق بسرعه خياليه و مره يدوس بعنف يسابق الهوا كل ما يفتكر ان لو جرالها حاجه هيخسر فهد بجد و مره يهدّى سرعته اما يفتكر ان فهد وراه بالعربيه و يخاف يحصله حاجه من ملاحقته بالسرعه دى و ميعرفش يتحكم ف العربيه ..
وصل ف وقت خيالى للمكان و هناك قابل حد اللى اول ما وصل رن عليه: إطلعلى انا ع الطريق برا
الراجل طلعله و مالك قابله: فين ؟
الراجل شاور على مكان زى المخزن صغير كده على جانب الطريق: هما دخلوا بيها هنا و
مالك سابه و طلّع مسدسه و راح ناحية المخزن بحذر و بنظره سريعه للمكان حواليه قدر يرتب خطواته هيعمل ايه ..

فهد كان موازى مالك ف حركته بالعربيه و اول ما مالك ركن هنا فهد ركن وراه بس إتعطل ثوانى اما خرّج مسدسه و حطه ف جيبه و نزل ..
بعد ما نزل و حلم نزلت وراه وقف مكانه ثوانى بجمود بعدها رجع لعربيته تانى ..
حلم كانت نزلت وراه و اما رجع ركب عربيته بصتله بإستغراب: انت رايح فين مالك نزل هنا ؟
فهد مردش على كلامها و رجع ركب عربيته و خد بيها خطوات لورا و قدّم بسرعه خبط عربية مالك ..
وقف بعربيته و رجع لورا بيها و قدّم بسرعه خبط عربية مالك تانى .. كرر الحركه مره ورا مره وراه مره لحد ما كسّر العربيه بجمود و ضمن إنها مش هتتحرك او بمعنى اصح مالك اللى مش هيعرف يتحرك او هو ظن كده ..

بعدها ركن عربيته قريب من مدخل الطريق و نزل ..
حلم بصّتله بذهول من اللى شافته: انت إتجننت ؟ ايه اللى عملته ده ؟
فهد بجمود و هو بيطلّع مسدسه: مالك بيهرب و لا مش واخده بالك ؟ انا مش هغلط مرتين
سابها و إتحرك بجمود بس حلم شدته وقّفته قدامها: انا عايزه اسمعه الاول .. و لا مره سمعت انت منه .. كل مره بتصدر احكامك بناءا على تفكيرك انت و اللى شوفته انت او اللى عايز تشوفه .. و لا مره جربت تسمعه .. تحسّه
حلم قالت كلامها و جواها حته مش متفاعله مع لسانها و الكلام اللى نطق بيه .. مالك مش بيتكلم اصلا و هى عارفه ..

فهد إختنق من كلامها اللى اصح من إنه يترد عليه ف زقّها و مشى .. لمح الراجل اللى مالك راح عليه اول ما وصل و بمجرد ما وصل عنده ضربه بوكس ف وشه: انت مين يا حيوان ؟
الراجل إستغربه و إستغرب موقفه او وجوده عموما بس من كلامه فهم إنه تبع البنت اللى إتاخدت يعنى تبع مالك: انا تبع مالك باشا و
فهد الجنان ركبه بمجرد ما قاله إنه تبع مالك: اه يا حيوان و الله ما هسيبك لا انت و لا زفت بتاعك
فهد مسكه من رقبته و بيخنق فيه و حلم بعد ما خدت طريقها بسرعه لجوه ناحية ما دخل مالك رجعت لفهد بقلق .. فهد بيخنق ف الراجل و الراجل مش عارف يفلفص منه .. حلم قربت منه بتحاول تفك إيديه من حوالين رقبة الراجل مش عارفه و فهد بيشدد بزياده عليه ..

حلم راحت على رجل فهد بتضرب فيها برجلها يمكن تزحزحه عن الراجل و فهد فعلا إختل ف وقفته ف خرّج مسدسه و بيوجّهه ناحية الراجل ..
حلم الموقف ده كان كفيل يرعبها و عقلها ورّالها صوره واحده رسمها قدام عينيها و عماله تروح و تيجى بس للأسف وقتها معرفتش تعمل حاجه و كان التمن غالى .. لكن دلوقت لازم تعمل .. لاازم
قربت من فهد و فصلت بينه و بين الراجل: بلاش يا فهد .. انت كده بتضيّع نفسك .. بتعمل زى ما مالك عمل بالظبط .. هتضيّع نفسك و شغلك زيه ..
فهد كلامها لجّمه للحظات من مجرد إنه بقى زى مالك او عمل زيه و زاد جنونه اكتر من جملتها دى و مش عارف من إنه بقا زيه و لا من إنه لدلوقت بس إبتدى يحطله اعذار !

حلم بتحاول معاه و هى مصممه تِرجعه و هو بيزق فيها بعنف و بيحاول يوصل للراجل اللى مش واخد فرصه يتكلم حتى و ف وسط الدربكه دى فهد ضرب رصاصه من مسدسه من غير ما يبص رايحه لفين اصلا و الرصاصه جات ف كتف حلم ..

حلم بتنزل ع الارض بس عماله تقاوم و هى بتصرخ بصوت مبحوح: ماالك، إلحقه يا مالك، يا مالك

مالك كان بعد ما الراجل شاورله ع المخزن إنهم جوه راح بحذر عليه .. بيقرّب و يختفى و يرجع يقرّب و يتدارى ف حاجه لحد ما يقرب تانى لحد ما وصل قريب جدا منهم..
لف المكان بعينيه و حوالين المخزن عشان يوصل لأضعف نقطه ممكن يدخل منها لحد ما وصل للجهه دى ..
قرّب و إتدارى ف حيطه و ضرب بمسدسه ع الحيطه من غير رصاص بس عمل صوت .. إتحرك واحد ناحيته من الناحيه اللى ناوى يدخل منها و بمجرد ما حود ناحيته مالك لف دراعه ورا ضهره و ضربه بإيده التانيه بقاعده المسدس على دماغه وقّعه ..

ع الصوت إتحرك التانى اللى كان جنبه على نفس الجهه و يدوب بيقرّب لمح مالك ف مسك مسدسه و وجهه ناحية مالك ..
مالك مكنش عايز يستعمل الرصاص بس مكنش قدامه حل .. الراجل مسك مسدسه و هيضرب على مالك بس مالك كان اسرع و ضربه رصاصه ف رجله وقع ع الارض و لسه هيقوم مالك ضربه التانيه ف كتفه وقع خالص ..

مالك إتخطاهم و راح ع الناحيه اللى الاتنين دول كانوا بيحرسوا المخزن منها لقاها فضيت ..
شاف شباك حديد عريض ف الحيطه بس عالى .. خد نَفس عميق و إبتدى يطلع ع الحيطه و يتسنّد بإيديه بالعافيه عليها لحد ما وصله و مسك فيه ..
يدوب بان وشه منه و لمح المكان من جوه شاف روفيدا ع الارض و كانت يدوب بتفوق و فى بودره على وشها و هدومها .. يعنى كل ما تفوق يخدروها ..
روفيدا كانت شبه فايقه و اول ما مالك حاول يدخل لمحته و بمجرد ما عينيها جات ف عينيه إتطمنت ..

مالك إبتسملها و هز راسه تطمن و فعلا إبتدت نوعا ما تهدى و بصت ع الباب اللى قصادها و عليه إتنين بأسلحه بس مديينها ضهرهم ..
مالك راح بعينيه لمكان ما بتبص و شافهم ف رجع بصّلها تانى تهدى ..
شاورلها تيجى على جنب تتدارى و هى برغم إنها متكتفه فضلت تزحف لحد ما إتدارت شويه و هو طلّع مسدسه فيه كاتم للصوت ضرب طلقه ف الحديد بتاع الشباك فكّه و قبل ما يقع لحقه بإيده مسكه عشان ميعملش صوت و بالإيد التانيه إتشعبط ف الشباك و نط منه لجوه ..
نزل تحت الشباك بالظبط ع الارض ..

شاور لروفيدا راحت تانى على جنب بعيد بهمس و هو قرّب بيحك ف الحيطه لحد ما قرّب ناحيتهم و ف حركه سريعه من جنب الحيطه متدارى جنبهم إتحرك وقف وراهم بحيث يكون مدارى روفيدا للجهه اللى خلاها تتحرك عندها و مسك الحديده اللى ف إيده رفعها ضرب على راس واحد فيهم و قبل ما يلتفت كان رفعها و ضربه مره كمان ورا التانيه ..
بمجرد ما ضربه التانى إلتفت شافهم و لسه بيطلّع مسدسه مالك ضربه برجله ف وشه وقّعه .. الراجل لحق مسدسه ضرب منه طلقه جات ف إيد مالك و لسه هيضرب كان مالك ضربه طلقه و اتنين لحد ما وقع ..

مالك شد باب المخزن قفله بسرعه و راح على روفيدا يفكها و هى إبتسمت بدموع: فهد فين ؟
مالك ضحك غصب عنه بس إستغرب ازاى مدخلش وراه ! ده كان وراه بالعربيه هو وحلم !
مالك سرّع ف فكه لها و شاف بلوزتها مبينه دراعتها و الجاكت مقطوع جمبها ف بصّلها بقلق: حد عملك حاجه ؟
روفيدا هزت راسها بسرعه: لاء هما بس الست اللى جابتنى هنا بتربطنى معرفتش من الجاكت فشدته رمته
مالك إتنهد براحه و فك قميصه حدفه عليها و هى إبتسمت: متشكره يا مالك .. متشكره قوى على وقفتك دى معايا و اللى هى اصلا اساسها جنب فهد برغم كل اللى بينكم و برغم كل حاجه حصلت
مالك صوته إتهز: مكنش ينفع اسيبك مهما حصل و لا اسيبه .. ده انا كنت اموت
روفيدا إبتسمت بهدوء و مالك لسه هيتكلم سمع صوت حلم بتصرخ برا ..

مالك إتجمّد للحظات و مقدرش يفهم تأخيرهم برا او صريخ حلم ده .. هو خلّص ع الرجاله و مفيش برا حد .. إفتكر الراجل اللى معاه .. فك روفيدا بسرعه و خدها و خرج و هو دراعه بينزف بس كبسه بالعافيه ..
بمجرد ما خدها و خرج حد من بعيد ف عربيه ضرب عليهم رصاص ..
عادل ف العربيه شاف مالك خارج بروفيدا بص ناحيته قوى و دقق فيه جامد للحظات و ضرب عليهم نار تانى ..
مالك شد روفيدا ورا ضهره و مسك مسدسه ضرب ناحيته بس ملحقش يتحقق منه .. ضربه رصاصه ورا التانيه لحد ما جرى بعربيته ..
مالك خدها و بيتحرك بسرعه و عينيه بتلف حواليهم لا حد يفاجئهم و هى بتمشى و تقع من الخوف ..
مالك إتردد ثوانى بعدها ميّل شالها لحد ما طلع برا .. شاف فهد ماسك ف الراجل اللى كان بيتكلم مع مالك و بيخنقه و حلم واقعه ف الارض بتنزف بس بتحاول تقوم..
مالك إتحرك بروفيدا و خرج بسرعه ناحيته و بمجرد ما وصلولهم روفيدا سابته و نزلت ع الارض جنب حلم تشوفها ..

مالك راح على فهد بيحاول يفصله عن الراجل و فهد بيزقه بعنف و بيزعق و بس: طبعا ما هو الحيوان بتاعك .. وصلت للدرجادى يا مالك ؟ للدرجادى ؟ لدرجة مراتى؟
مالك مش عارف يستوعب هو بيقول ايه.. بس مش مهم دلوقت .. هو دلوقت عايز يفصله عن الراجل اللى هيموته ..
مالك زقّه بعيد: انت إتجننت ؟ ابعد و هفهّمك
فهد بعد ما إتزق بعيد: انا اللى إتجننت و لا انت ؟ اما تأذينى ف مراتى يبقى مين فينا اللى إتجنن ؟ بس كويس إن الرصاصه جات ف حلم عشان تدوق من نفس الكاس.

مالك بص وراه بتوهان على حلم اللى بتنزف من صدرها قوى و فعلا مضروبه بالنار و مش قادر يربط كلامه بحالتها دى .. مش قادر يفهم او مش عايز يفهم ..
روفيدا هنا اللى وقفت و زقت مالك من قدامه و وقفت قصاد فهد و ردت: انت إتجننت ؟ واضح إنك انت اللى إتجننت .. ايه اللى انت بتقوله ده ؟ مين ده اللى يأذيك فيا ؟ مالك ؟ مالك اللى انتوا جيتوا سوا انت و هو بس هو كان كل همه يلحقنى و انت كل همك توقّعه ؟ تتهمه و بس ؟ مالك اللى خاطر و دخل و كان ممكن يموت و انا مخصهوش ؟
و لا اللى وقف قدامى عشان يقابل اى اذى عنى ؟
و لا اللى عرّى نفسه عشان يغطينى ؟ و لا اللى خدنى ورا ضهره يحمينى ؟ و لا اللى شالنى اما رجلى مشالتنيش ؟
عمل كل ده عشان مين هاا ؟ كان بيحافظ على شرف مين ؟ و انت برا بتردهاله ؟ بتردله الجميل يا فهد ف مراته ؟

فهد إتجمد مكانه من كلامها و بيحاول يمرره على عقله .. كلامها منطقى .. نوعا ما منطقى .. مالك متصاب فعلا و الرجاله قصاده واقعه مضروبه .. حتى روفيدا لابسه قميصه.. يعنى مش ممكن يكون هو اللى عمل كده ! ازاى اصلا فكر كده !
فهد راح عليها و حاول ينطق بس صوته مطلعش و هى شدت إيدها و راحت على مالك بتهزه كإنها بتفوّقه: مالك .. مالك مش وقته .. حلم بتنزف يلا عشان نلحقها
مالك عينيه متعلقه بفهد و بيبصله كتير و مش عارف يلومه و لا يلوم نفسه و لا يلوم مين بس ..
عينيه راحت على حلم اللى بتبصّ قوى ف عينيه و شايفه فيهم وجع مميت و حزن و صدق غريب .. صدق متكتف تكتيفه مالهاش سبب ع الاقل عندها هى ..
روفيدا مسكت إيده و راحت على حلم بيه و هى بتعيد عليه كلامها تانى: مش وقته لازم نلحقها دلوقت ده الاهم.

مالك ميّل على حلم ف الارض و بيحاول يستنجد بصوته و عيونه متعلقه بيها كإنه بيقولها بيهم اوعى تقعى كده عشان مبقاش عندى غيرك و لو وقعتى هقع انا كمان ده انا بقف بيكى بس من ده كله إكتفى بكلمه واحده: انتى كويسه ؟
حلم هزت راسها اه و معرفتش تنطق بس عيونها بتقفل بتعب و ترجع تفتحهم بالعافيه كإنها بتقاوم الإغماء ..
مالك ميّل عليها رفعها شالها و خرج لبرا ع الطريق قدام فهد اللى ساكت تماما ..
مالك خرج و روفيدا راحت وراه و فهد بصّلها كتير .. للدرجادى هو بس اللى شايف مالك وحش ؟ و لا هى شايفه حاجه مش شايفها ؟ و لا هو مبيشوفش اصلا ؟!
مالك بمجرد ما وصل لعربيته إتفاجئ من منظرها بس مستغربش .. بص وراه لفهد اللى دوّر وشه كإنه بيهرب بعينيه ..

مالك للحظات معرفش هيعمل ايه لحد ما الراجل اللى فهد كان بيضربه إتحرك لبرا و شاور على عربيه مركونه و مالك راح وراه: العربيه بتاعتنا برا
مالك راح حط حلم ع الكنبه ورا و ركب و لسه بيقفل روفيدا إيدها سبقته و ركبت معاهم و فهد لأول مره ميفكرش و لف ركب الناحيه التانيه جنب مالك و الراجل طلع بيهم ..
الصمت كان مخيّم ع المكان و الوجع كان سيد الموقف و كل واحد فيهم كان تايه ف ملكوته لحد ما وصلوا المستشفى .. مالك شال حلم و دخل بيها خدوها منه بسرعه ع العمليات و وقف برا يستناها ..

فهد مسك روفيدا و هى داخله و حاول يوقّفها و مهما بتسيب إيده بيتبت فيها: انتى متتخيليش انا كنت عامل ازاى اما حسيت إنى هخسرك، انا كنت بموت
روفيدا نبرة صوته وقّفتها ف غيّرت لهجتها: مش بالطريقه دى .. مش بالطريقه دى ابداا .. بالعقل يا فهد .. بالعقل
فهد بيدوّر وشه عينيه جات على هدومها و قميص مالك اللى لابساه: انتى كويسه ؟
روفيدا لاحظت نظرته و لسه هتقول حاجه إختصرتها عشان تشوف شكل سؤاله: اه كويسه الحمد لله
فهد بيدوّر على سؤال مناسب بس طلع منه كده: كويسه ازاى بشكلك المبهدل ده ؟

روفيدا ربّعت إيديها و إستنت بقية كلامه و هو مسك دراعها: ايه اللى لبسّك لبس مالك اصلا ؟ ده قميص مالك
روفيدا إبتسمت بزعل: واحده مخطوفه و كانت هتموت متوقع شكلها ازاى يعنى ؟ و قميص مالك ده غطانى بيه بعد ما الست خلعتلى الجاكت عشان تكتفنى
فهد خد نَفس براحه و هى بصتله بتريقه و عينيها مدمعه: و كل ده بسبب شغلك و ياريتك جاى تصلّح الا جاى تكمل ع الكل و نازل اتهامات ف الكل بدون حق
فهد بصّلها قوى: عرفتى ازاى إنه بسبب شغلى ؟

روفيدا إفتكرت مكالمة التليفون اللى الراجل عملها قدامها: واحد فيهم كان بيتكلم ف الموبايل مع حد تقريبا اللى مكلّفه يجبنى .. و بيقوله البت خطيبة الظابط بقت معانا إنجز و تعالى قبل ما الدنيا تتقلب علينا
فهد بصّلها قوى بقلق و روفيدا بصتله بعتاب: على فكره قاله البت خطيبة الظابط مش خطيبة اخوه و لا حتى قاله خطيبة اخوك
فهد بيوزن الكلام ف دماغه مع بقية الموقف و دلوقت بس إستوعب إنه كان هيخسرها بسبب شغله .. احساس بشع .. ازاى مالك عاشه ؟ عاشه مع خطيبته حتى لو سابته هى .. عاشه مع شغله .. مع صحابه .. ده حتى لو هو عاشه معاه ف أبوه و أمه بس كان مالك شايلُه و شايل عنه .. ازاى كان بيلومه ؟
فهد سكت: طب يلا اخدك لدكتور يتطمن عليكى.

روفيدا بصتله قوى و حاسه إنها قدام حد غريب لا عمرها عرفته و لا قابلته و هو راجع كلامه: قصدى اطمن إنك كويسه يا روفيدا مش قصدى حاجه
روفيدا دخلت من غير كلام تانى و هو دخل وراها .. خدها لدكتور طمّنه فعلا إنها كويسه و خدها و طلع قدام العمليات جنب مالك ..
مالك كان دخل الطوارئ خرّجوا الرصاصه من إيده بعد ما اكتشفوا إنها سطحيه و خيّطوا الجرح و خرج طلع قدام العمليات يستنى حلم ..
فهد راح عليه بعد ما شاف جرح إيده: انت كويس ؟

مالك متكلمش بس هز راسه و فهد للحظه دى و لأول مره يكتشف إنه فعلا مش كويس ..
فضلوا كتير لحد ما الدكتور خرجلهم و الاتنين وقفوا و محدش فيهم نطق ..
الدكتور بعمليه: الحمد لله نقدر نقول ربنا نجدها .. الرصاصه كانت جنب القلب و لو إتحركت حاجه بسيطه كانت إخترقت القلب
فهد للحظات بصّله قوى و دماغه رسمتله مية سيناريو و سيناريو و إتخيّل لو كانت إيده فعلا حادت حاجه بسيطه كان .. كان هيبقى ايه ؟ قاتل ؟ ما بين لحظه و التانيه كان هيتحوّل لقاتل و عشان ضغط عمليه ف شغله فشل فيها و ضغط إنه بس كان هيفقد خطيبته !
يعنى مش أبوه و أمه اللى خسرهم هنا زى مالك .. و لا زى مالك خسر شغله كله دى بس عمليه .. دلوقت بس إبتدى يحط لمالك اعذار كتير و يلوم ف نفسه إنه دايما كان بيختار الطريق السهل ..

مالك شايف شروده و من عينيه و ملامحه اللى بتتبدّل قدر يفهمه ف حاول يهزر: متقلقش هى كويسه .. دى زى القطط بسبع ارواح
فهد حاول يضحك: يا شيخ حرام عليك و بعدين هى لو هتبقى كويسه ف هيبقى عشانك .. دى قدرك يابنى
مالك ضحك غصب عنه: قدر اسود بعيد عنك .. تحس عاملالى عمل على إيد دجال بلطجى
فهد ضحك قوى و مالك ضحك معاه بصوته كله و الاتنين تناسوا للحظه الموقف اللى هما فيه ..
روفيدا راحت عليهم بقلق بس رفعت حاجبها اما لقتهم بيضحكوا: خير اللهم اجعله خير
مالك بص لفهد بعد ما وقفوا عن الضحك و فهد بصّله و الاتنين رجعوا للضحك تانى ..

روفيدا ضحكت غصب عنها معاهم و هى بتبص لفهد: سبحان مغيّر الاحوال .. طب خد بقا عشان تعرف تضحك بنفس .. فى ظابط برا جاى لحضرتك
مالك تقريبا فهم ان الدكتور بلّغ و روفيدا اكّدت على فهمه: واضح إنهم جايين عشان حلم و المستشفى ف الحالات اللى زى دى بتبلغ
فهد وقف: خلاص انا طالعله
روفيدا قلقت و بصت لمالك يتصرف: بس ده ظابط و اكيد جاى يستعلم عن اللى حصل
فهد إتريق بغيظ: و انا ايه سبّاك شارعكوا ؟
مالك ضحك بغيظ: اصبر انا جاى معاك
لسه بيتكلموا الظابط جاه عليهم: مين فيكم تبع الحاله اللى إتنقلت لهنا من شويه ؟ و مين نقلها للمستشفى ؟
الاتنين ردوا ف صوت واحد: انا
الظابط: و مين صابها كده ؟

الاتنين بردوا ردوا ف صوت واحد: انا
الظابط رفع حاجبه و الاتنين ضحكوا ضحكه مكتومه طلعت غصب ..
الظابط: و جايبينها منين اصلا على هنا ؟
فهد إتردد يتكلم بتهتهه و مالك سبقه: انا اللى نقلتها على هنا
الظابط: إتصابت ازاى ؟
مالك هنا نطق من غير ما يفكر: إتصابت منى ف تدريبات الحرس و نقلتها على هنا
فهد دوّر وشه و بصّله قوى و مالك عرف إنه إختار الاجابه الغلط ف الوقت الغلط لمجرد إنه قدّم نفس الاجابه لفهد قبل كده ..

الظابط لاحظ نظراتهم لبعض: طيب انا عايز اقوالها
مالك ببرود بجد: هى لسه خارجه من العمليات شويه و هتفوق و اما الدكتور يسمح ادخلها
الظابط هز راسه و نزل يقابل الدكتور ..
فهد بصّله قوى و مالك إتجاهل نظراته و رجع قعد ع الكراسى اللى وراهم و سند راسه لورا و حط إيده وراها و غمض عينيه ..
فهد قعد جنبه: انت ليه قولت للظابط كده ؟

مالك إتكلم من غير ما يفتّح: اعتقد إنه لو خد اجابه غير دى سيادتك اللى هتشيل ليله حلوه
فهد مصمم على سؤاله او اللى ورا سؤاله: بردوا ليه قولتله كده ؟ ع الاقل هو ببساطه سهل يعرف إنك بتكدب و ان الرصاصه من مسدسى انا
مالك حاول يلاقى اجابه مناسبه: متقلقش فى حد هيساعدك.

فهد وصل للإجابه اللى كان مستنى يسمعها و عايز يبنى عليها سؤاله: و هيساعدنى ازاى بقا ؟ هيثبت ازاى ان الرصاصه من مسدسك مش من مسدسى ؟ و هيثبت ازاى ان اللى حصل ده حصل عندك ؟
مالك بصّله قوى و معرفش يرد: إتعلم ان مش كل الصح صح ف اى وقت و مش كل الغلط غلط ف اى وقت
وقف و سابه يمشى و إتكلم من غير ما يبصّله: متقلقش مش هتلاقى اللى يشهد ضدك و لا اللى يتخلى عنك و لا اللى هيقولك إستخدمت سلاح خدمتك ف غرض شخصى و لا ف لحظه بقيت بلطجى
مشى نزل لتحت و فهد قعد مكانه ملغبط اكتر من الاول و جملة مالك لغبطته " مش كل الصح صح و لا كل الغلط غلط " هو اصلا مبقاش فاهم الصح من الغلط ..
مالك نزل تحت و حس إنه زى اللى بيتخنق .. بيفكر لو يهرب من الكل ! من الدنيا بحالها !

إنتبه على صوت روفيدا من وراه: متزعلش منه يا مالك .. خليك جمبه .. اوعى تسيبه
مالك إلتفت ناحيتها و حاول يبتسم ف طلعت إبتسامه باهته مكسوره: انا ازعل من فهد ؟ عمرك شوفتى اب بيسيب إبنه ؟ يزعل منه اه .. لكن عمره ما يسيبه
روفيدا إبتسمت إبتسامه هاديه: صدقنى هو بس ملغبط .. كان بيلوم عليك ف حاجات كتير و ربنا حطه ف نفس الحاجات دى ف مبقاش فاهم
مالك إبتسم لوقفتها جنب فهد حتى و هى بتغلّطه: عارف متقلقيش اللى بينا انا و فهد اكبر من المحنه دى و اللى هتاخد وقتها و تعدّى .. و الله هتعدّى .. بس الصبر .. و هو مخه جزمه
روفيدا ضحكت بخفه: قووى ده واخدنى لدكتور و يقولى بردوا يطمنى .. يعنى اقولك ايه ؟ ماشى يوزع إتهامات كادو .. يعنى كنت عايزه اسأله لو الدكتور مطمنكش كنت هتعمل ايه ؟ تتخلى عنى ؟
مالك إبتسم بأخوه بجد: بعد الشر عليكى ربنا يخليكوا لبعض.

روفيدا إتكلمت بحماس كإنها إفتكرت: انت عارف إنى من وقت ما عرفت إننا هنعيش سوا معاكم ف بيت واحد و انا فرحانه قوى ..
مالك إنتبه و اتكلم بلهفه: عرفتى ؟ هو ده إقتراح فهد ؟ هو اللى عايز نعيش سوا ؟ عايز يقعد ف بيت أبونا ؟
روفيدا من الفرحه اللى خطفته عرفت إن خطوتها دى كانت صح او تشجيعها لفهد ع الخطوه دى هو اللى كان صح: اه هو عايز يستعجل الفرح و يبقى معاكوا .. و اما قولتله طب نلاقى الشقه الاول قالى إنه عنده شقه ف بيت أبوه فوق شقتك و ممكن نقعد فيها.

مالك عيونه لمعت و سرح للحظات ف شكل حياتهم و إنتبه على صوتها: احنا إتفقنا بينا احنا الاتنين بس و كنا لسه مقولناش لحد و الله يا مالك مش بس انت .. ده حتى بابا لسه ميعرفش .. تقدر تقول كده ملحقناش .. إتفقنا نروح نبلغكم بس اللى حصل سبقنا
مالك إبتسم قوى: ان شاء الله، ان شاء الله تفرحوا قريب، كلنا هنفرح قريب، انا بس عايزك تبقى مع فهد، خليكى معاه دايما و جنبه، فهد طيب قوى و كويس، غشيم اه و متهور و متسرع و بيحكم ع الامور بهوائيه بس جدع و دماغه حلوه لو يشغلها
روفيدا إبتسمت و بينها و بين نفسها لامت فهد على جفافه ده ..

حلم فاقت و شويه و الظابط إستأذن من الدكتور و دخلها و هى إستغربت ..
مالك دخل عندهم و روفيدا معاه و فهد دخل وراهم ..
الظابط بهدوء: المستشفى بلّغت عن نقلك المستشفى ف حاله مشكوك فيها و عايزين اقوالك
حلم معرفتش تقول ايه بس ردت بأول إجابه جات على بالها: انا كنت مع مالك ف صالة التدريبات للحرس و إستخدمت المسدس و انا مبفهمش قوى فيه ف طلعت رصاصه غلط.

مالك إبتسم غصب عنه لمجرد ان افكارهم دايما بتتقابل ..
فهد بصّله قوى بهمس: انت ازاى كنت واثق فيها كده ؟ يعنى كان ممكن تقول اللى حصل بجد او حتى تقول اى مبرر غير ده و انت مدخلتلهاش تقولها تقول ايه ف ازاى فهمتك او قالت نفس كلامك و انت عملت ده عشانى لكن هى ليه ؟

مالك فاق من سؤاله الطويل و إداله إجابه مختصره: اول ما عرفتها قولتلها سككنا مختلفه و قلبى مفهوش حب لحد .. عارف قالتلى ايه ؟ قالتى لو سككنا مختلفه عقولنا متفقه و لو قلبك مفهوش حب فيه رحمه و ربنا قال و جعلنا بينكم موده و رحمه مقالش إتفاقات و حب و و
فهد سكت كتير و مالك إختصر اللى قاله ف كلمه واحده: ثقه يا فهد
حلم اكّدت على كلامها للظابط و إتنازلت عن البلاغ خاصة بعد ما شافت عيون مالك اللى لمعت من موقفها ..

شويه و أمها و عمها و مروان وصلوا بعد ما عرفوا باللى حصل و طلعولها ..
أمها اول ما دخلت زعّقت: عجبك كده ؟ على هواكى شغل البلطجه ده ؟ هقولك ايه ماهو من عاشر القوم ..
حلم حاولت تتعدل و هى بتتكلم: ايه يا ماما اللى بتقوليه ده ؟ محصلش حاجه على فكره انا اللى غلطت و مسكت المسدس بالغلط.

أمها مش مصدقه و مش عايزه تصدق و لا تسمع ف مش مدياها فرصه تتكلم: انتى فاكرانى هصدقك ؟ عبيطه انا ؟ ده مش بس بهت عليكى ف البلطجه ده كمان علّمك الكدب و اللف و الدوران .. لا برافو عليه و لا عليه ليه ؟ برافو عليكى عرفتى تختارى اللى بدل ما يرفعك بيسحبك لتحت و يدفنك و يعوصك من المستنقع اللى هو فيه .. ده انا كنت مفكره ممكن تشديه انتى لسكتك بس طلع هو اللى بيشدك لطريقه بس واحده واحده بعد ما خدّرك
حلم زعّقت و هى بتتوجّع من جرحها: كفايه بقا انتى ايه جايه تطمنى عليا و لا تشمتى ؟ و لا جايه تثبتى لنفسك إنك انتى اللى صح ؟ قولتلك قبل كده انا اللى إخترت و انا اللى هتحمل نتيجة اختيارى يبقى انا حره.

مالك إنسحب يخرج و أمها وقّفته بكلامها: انا كنت خايفه عليها منك بس دلوقت لاء .. هى تستاهل كل اللى يجيلها منك .. انت اكبر غلطه هى عملتها و اديها بتدفع تمنها مره ورا مره و تستاهل
مالك إبتسم بإصطناع: كتّر خيرك يا حماتى
أمها راحت عليه بهجوم: واحد زيك بلطجى و رد سجون هستنى منه ايه ؟
مالك كتم نَفسه: استغفر الله .. حضرتك عايزه ايه دلوقت ؟
أمها مش عارفه تقول حاجه بس عايزه تتفش فيه: يعنى لو قولتلك عايزاك تسيبها هتسيبها ؟ لو قولتلك مش هيجيلها من وراك غير القلق و القرف ف امشى و سيبها؟
حلم بصّت لمالك قوى و مستنيه رده و مالك كان هيقول حاجه و عينيها لجّمته ف لقى اسلم إجابه إنه يخرج لإنه لو فضل مش ضامن الحوار هيوصل بينهم لأيه ..

فهد خرج وراه و لأول مره يحس إنه عايز يبقى جنبه: مالك إستنى
مالك إبتسم لمحاولته حتى لو متأخره .. متأخره قوى يا فهد ..
وقف و فهد ملقاش حاجه يقولها: مين الحيزبونه دى ؟
مالك ضحك قوى و فهد ضحك معاه: انت فقرى يالا ؟ موعود و لا ايه ؟ هى مارى منيب مرزوعالك ف كل جوازه ؟
مالك ضحك بغيظ: تخيّل ؟
فهد ضحك قوى و مالك ضحك معاه و الاتنين إنتبهوا للوا مدحت اللى جاى عليهم ..
مالك كإنه إفتكر: انت مش كنت معانا ف الصيدليه ؟

اللوا مدحت بمجرد ما وصل لأقرب كرسى قعد عليه و هما راحوا عليه: مقدرتش اروح وراكوا .. خوفت يحصل حاجه .. مكنتش هستحمل
مالك إبتسم و رد بعفويه: متقلقش و بعدين حلم فاقت الحمد لله و بقت كويسه و إتنازلت
اللوا مدحت إستغرب: حلم ايه اللى فاقت ؟ و ايه دخلها بخطف روفيدا ؟ هى كمان كانت مخطوفه و لا ايه ؟ انتوا ايه اللى جرالكوا ؟
مالك و فهد بصوا لبعض و ضحكوا ف صوت واحد ..مالك كان هيتكلم فهد سبقه و شرح اللى حصل بالظبط بالتفصيل ..

اللوا مدحت بصّله بذهول: انت إتجننت يا زفت انت ؟ انت بتفكر ازاى انت ؟ انت عارف دلوقت ايه الإجراء اللى صح يتاخد و يتعمل ؟ اوديك ف داهيه عشان تتعلم تستعمل عقلك ؟ و الاهم تشوف بعقلك كل حاجه حواليك
فهد بصّله بغيظ و نغز مالك اللى كاتم ضحكته بالعافيه و اللوا مدحت زقّه بغيظ و راح على روفيدا اللى جات على صوتهم ..
أبوها حضنها بيتطمن عليها و أمها كانت لسه داخله راحت عليهم و هى بتتكلم: هو انا مكتوب عليا اعيش ف القلق ده يارب ؟ يعنى مش كفايه أبوكى و شغله و القلق اللى عاملوهولنا ؟ كمان يوم ما تتجوزى تاخدى ظابط مش هيجلنا من شغله غير المصايب ؟

روفيدا ضحكت بغيظ عشان لسه حاضره موقف حلم مع أمها: ايه يا ماما انتوا عاملين حملة تنضيف إنهارده و لا ايه ؟
فهد راح عليها مسك راسها ميّلها بغيظ: تنضيف ؟ ما تختارى الفاظك يا تحفه انتى
روفيدا سحبت نفسها و هو شدّها بغيظ و هى بتشد نفسها: تنضيف و لا اسيبها عليك تكمّل الحمله و تحدفك ف اى حته تقابلها ؟
فهد ضحك غصب عنه بغيظ: تنضيف تنضيف انا قولت حاجه ؟
مالك ضحك وراه و غمزله: ما قلب الفهد بيقلب اهو على قلب فوفا
فهد ضحك معاه: لاء انا فوفا اه بس راجل قوى
روفيدا و مالك ضحكوا قوى و تقريبا حلم سمعتهم من جوه و هما على باب غرفتها ف ضحكت معاهم ..
أمها بصتلهم بقرف و مشيت و فهد بصّلها و رفع حاجبه و عمل نفسه رايح عليها بغيظ و مالك شدّه و الاتنين ضحكوا قوى ..

مالك سابهم و راح لحلم على اوضتها و شد كرسى و قعد جنب السرير و لف دراعه حوالين راسها بإيد و مسك إيدها بإيده التانيه: وحشتينى على فكره
حلم كل العتاب اللى ف عينيها إتبخّر: وحشتك ؟ انا معاك على طول على فكره
مالك إبتسم اما إفتكر جملتها له قبل كده و عادهالها: وحشتينى جايه من الوحشه .. يعنى الدنيا براكى وحشه قوى .. مالهاش علاقه بالوقت
حلم ضحكت قوى اما فهمت و الاكتر وشها نوّر قوى اما فهمت رسالته و هى إنها شدته ف سكتها و بقا زيها ..

مالك. إبتسم اما حس رسالته وصلت و شدد على مسكة إيدها: اه الحياه من غيرك وحشه .. و اى حاجه من غيرك وحشه .. وحشه قوى .. اى لحظه بتيجى عليا من غيرك بقت بتخوّفنى .. بترعب من فكرة تكونى حلم بجد ..فكرة إنى اخسرك بتزوّد رصيدك ف قلبى .. كل ما بحس إنك ممكن تروحى منى كل ما ببقى عايز اكلبش فيكى اكتر
حلم إبتسمت بس بسرعه إفتكرت إنه مردش على سؤال
أمها ف كشّرت: انت ليه مجاوبتش امى ؟

مالك حاول يهزر مع إنه فاهم سؤالها: انهى سؤال بالظبط ؟ ماهو الصراحه امك سمّعتنى مقال
حلم رفعت حاجبها لمجرد إنها بتفهمه اما بيبقى مش عايز يرد بس هى هنا محتاجه رده: لاء هو كان سؤال واحد
مالك قرّب وشه من وشها جامد و حك مناخيره ف مناخيرها بمناغشه: اللى هو ايه ؟
حلم تاهت منه لمجرد شفايفه اللى لمستها فى حركته و هو إنتبه لعيونها اللى لمعت: ايه اللى ايه ؟

مالك ضحك بصوته كله بس حب يجاوبها ف لهجته بقت جد: هى بتسأل لو قالتلى اسيبك هسيبك ! انتى بجد متخيله ان ده سؤال ؟ انا قولتهالك قبل كده طول ما انتى ماسكه فيا عمرى ما هسيب إيدك الا لو انتى اللى سيبتى إيدى .. قولتلك إنى مش محتاج معاكى و منك اكتر من الثقه و ليكى عمرى كله مقابلها .. الثقه اللى تخليكى مينفعش تسألينى سؤال زى ده و لا حتى تستنى إجابته عشان المفروض عندك .. الثقه اللى تخليكى تمشى معايا طريقى للأخر و انتى واثقه إنى طالما شديتك لطريقى يبقى مش هسيبك تتوهى و لا تقعى و تمشى و انتى مغمضه إنك ف امان منى و معايا و جنبى .. الثقه اللى تخليكى تمشى معايا من غير ما تسألى فاضل اد ايه ..
حلم إبتسمت: ليه مقولتلهاش ده ؟
مالك سكت كتير: انتى اللى تهمينى مش حد تانى و انا اللى كنت مستنى كلامك مش انتى.

فهد كان رايحلهم يقولهم إنه هيوصّل روفيدا بس قبل ما يدخل وقف على سؤال حلم اللى حس إنه محتاج يسمع إجابته من برا الموقف اكتر من جواه ..
حلم سكتت كتير قوى و مش عارفه تصيغ سؤالها بس لازم تسأله عشان قررت خلاص تقفل الباب ده نهائى: انت عرفت مكان روفيدا منين ؟
مالك بص ف عينيها مباشرة و حاول يقراهم و...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية مارد المخابرات رومانسية إثارة تشويق بلا حدود زهرة الصبار
81 2898 زهرة الصبار
مسلسل ذهاب وعودة – قصة حقيقية للمخابرات المصرية مع النجم أحمد السقا ART
0 630 ART
نبيل الحلفاوي – قصة حياة رجل المخابرات في السينما المصرية laila
0 367 laila
سمير الإسكندراني – قصة حياة الفنان الملقب ثعلب المخابرات وحقيقة إيقاعه بالجواسيس laila
0 566 laila
محاولة قتله وزوجته عميلة المخابرات وعمله بائع خردوات ودفنه فى مقابر المسيحيين.. أسرار لا تعرفها عن يوسف فخر الدين Moha
0 343 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، مخابرات ، الأسوار ،











الساعة الآن 11:17 PM