رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل العشرون
السواق و هو خلاص العربيه بتقف منه: مش عارف فى حاجه مش مظبوطه فهد دقق قوى ع الطريق: يعنى ايه حاجه مش مظبوطه ؟ الطريق قدامك فاضى السواق العربيه حكّت منه ف الارض جامد بصوت عالى و وقفت تماما: معرفش العربيه وقفت لوحدها تقريبا فى عجله نامت فهد نفخ بضيق و السواق نزل يشوفها و فهد إستناه ف العربيه بس اما غاب شويه نزل يشوفه و إتفاجئ !
ع الجانب التانى مالك اما عدّوا عليه بعربيتهم سابهم يسبقوه بمسافه ميشوفهوش و ف نفس الوقت تسمحله يتصرف منها .. بعدها إستخدم كاتم للصوت بس خرطوش بحيث يوقّف العربيه من غير ما تتقلب و لا يتأذى اللى جواها .. نشّن ع العجل و عشان كاتم الصوت محدش خد باله و فعلا فرقع العجل و العربيه وقفت و السواق نزل يشوفها و بمجرد ما نزل مالك ع الجانب التانى لبس قناع لثّم وشه و نزل من عربيته و إتحرك بحذر بين العربيات اللى تبعه و راكنها بعشوائيه يتخفّى بينهم ..
نزل و وصل عند السواق اللى مميل ف الارض و جاه من وراه ضربه ف دماغه بدماغه وقّعه وقع مغمى عليه .. فهد نزل يشوفه و مالك إتخفّى ورا الناحيه التانيه من العربيه و بمجرد ما فهد وصل إتفاجى بالسواق ع الارض مغمى عليه إتحرك بحذر يبص حواليه بس مفيش حد .. مفيش اكتر من كذا عربيه راكنه بصّلهم قوى و رجع يجيب سلاحه عشان يروح عليهم و بمجرد ما دخل العربيه سمع صوت تكة العربيه بتتقفل عليه .. كده فهم الوضع تقريبا .. زق الباب بعنف بس إتقفل إلكترونى بيتلفت حواليه ع المفاتيح بس مفيش .. مسك مسدسه و وجّهه ع الباب يضرب و ضهره للباب اللى جنبه و وشه للباب اللى قصاده و قبل ما يضرب ع الباب إتفاجئ بإيد من وراه ف حركه سريعه فتحت الشباك و إتمدت كتمت وشه من وراه بكوفيه و قبل ما يلفت وشه وراه يشوف فى ايه كان تاه من المخدر اللى ع الكوفيه ..
فهد غاب عن الوعى تماما و راسه إتحدفت ع الكرسى بإغماء و من بين تغريبة عينيه إتلاقت عينيهم اللى مشافتش بعض حتى ف نظره صعبه قوى .. فهد عينيه بتغمض و تفتح و ف اقل من الثانيه تغمض بتوهان و مش شايف غير شبح لحد قدامه اسود ف اسود و وشه ملثّم حتى عينيه كإنه خايف حتى يكشف عينيه او عارف إنه هيتعرف من عينيه و الصوره قدامه بتبيّض و تسوّد و تشوّش لحد ما إسودّت خالص و إستسلم للضلمه بعد ما قاومها كتير .. مالك إتحرك ع العربيه من ورا و شاور لعادل اللى عرفه بسهوله و نزل بس ف إيده عسكرى مكلبش معاه ..
مالك مسك مسدسه و العسكرى إتنفس بصعوبه بخوف و غمض عينيه و مالك إختنق ف ضرب الرصاصه ع الكلبش فصلهم من بعض و شاور لعادل على عربيه بعيد يروحلها و جرى فعلا عليها و هو حدف العسكرى لجوه العربيه و قفلها عليه و إتحرك بمسدسه .. مالك قلبه مش مطاوعه بس حاجه لابد منها إتحرك بسرعه فتح الباب جنب فهد و عمله تعويره بسيطه ف قورته و قفل الباب بخنقه و إتحرك بسرعه .. راح على عربيته و إتحرك بسرعه مشى و عادل معاه اللى بصّله بشكر: انت تبع صفوت بيه صح ؟
مالك وشه لسه ملثّم و نفخ: متسألش عادل ضحك براحه إنه خلص: انا بس عايز اشكرك و هراضيك بردوا مالك غمض عينيه قووى و مش متخيل اللى بيسمعه إنه ف يوم هيسمعه و عادل لسه هيتكلم: انا بس مالك زعّق: إخرس بقا لحد ما نوصل عادل إستغرب لهجته و حالته المفروض إنهم نجحوا ف اللى عايزينه بس سكت و معرفش يقول حاجه تانى ..
عند فهد العساكر اللى معاه إدّوا إشاره للوا مدحت و بلّغوه باللى حصل .. اللوا مدحت بغضب: يعنى ايه ؟ هرب ؟ و البيه اللى معاكوا ؟ العسكرى بخوف: العربيه مقفوله علينا و السواق إنضرب و محدوف جنب العربيه و فهد باشا ف العربيه من قدام مقفوله عليه بس مش عارف فيه ايه اللوا مدحت قلق: حصله حاجه ؟ العسكرى: معرفش بس مفيش صوت و محاولش حتى ينزل اللوا مدحت قفل معاه و بيلتفت وراه شاف روفيدا متابعه كلامه لحد ما قفل: فى ايه ؟ فهد ماله ؟
اللوا مدحت حاول يخفى: مفهوش هو بس روفيدا صوتها إتخنق بعياط: بابا لو سمحت .. انا سمعتك بتسأل عن فهد و عارفه إنه طالع مأموريه من الصبح .. فهمنى فيه ايه اللوا مدحت إتكلم بضيق: تقريبا المسجون اللى معاه هرب روفيدا بترقّب: و فهد ؟ اللوا مدحت و هو خارج و هى راحت وراه: لسه معرفش معنديش تفاصيل بس بيقولوا كويس ادينى رايح اشوف روفيدا ركبت معاه و هو معرفش يعترض عليها عشان عارف مش هتقتنع ف سابها تروح معاه ..
مالك إتحرك بعربيته و عادل معاه بسرعه مجنونه .. كان بيسوق بعنف لحد ما وصلوا لفيلا المنصوريه عند صفوت و نزل و شاورله ينزل و عادل كان خلاص إتطمن: متشكر مالك مردش بس وشه لسه متغطى و عادل عنده فضول يعرف: انت ليه مقتلتش الظابط و لا حتى ضربته ؟ ده عيل ثقيل قوى و شايف نفسه و اهو طلع بوق و منفوخ عالفاضى مالك بصّله قوى و إتكلم بلهجه شبه الجحيم: قسما بالله لو إيدك لمسته او فكرت حتى تقرب منه ما هرحمك و هيبقى تمنها غالى قوى.
عادل خاف من لهجته اكتر من كلامه و إستغرب الاتنين لدرجة رجع لورا بسرعه: انا بس قصدى إنه ممكن يوصلك كده بسهوله مالك زقّه قوى إتحدف على كرسى و هو داخل لجوه: ملكش فيه و خليك فاكر اى حركه معاه هيكون تمنها حياتك و انت اصلا لسه مدفعتش تمن اللى عملته مع حلم عادل فكر شويه ايه علاقة حلم بالظابط ؟ و ايه علاقة الاتنين بالكائن اللى قدامه ده ؟ و مين حلم اصلا ؟ و لو له علاقه بالاتنين ليه هو معاه هو دلوقت ؟ معرفش يربط حاجه بالتانيه بس إتطمن شويه اما صفوت خرج و إبتسم لمالك و مالك شاورله ميتكلمش و هو فهم و خده و دخل جوه و شاور لعادل: خليك هنا لحد ما ابعت معاك حد من الرجاله يقولك هتختفى فين.
عادل إتطمن شويه ان حتى لو له علاقه بيهم ف مش ف سكتهم ف ع الاقل معاه هيبقا فيها مفاوضات بينهم إنما مع الظابط مكنش ضامن يطلع .. مالك دخل مع صفوت: انا خرّجته بس عشان مصلحتنا واحده بس لو حد قرّب من حلم او فهد اعتقد انت مش هتعرف تتخيل انا ممكن اعمل ايه صفوت بيطمنه لإنه فعلا مش عايز يخسره بعد تعاملاتهم مره ورا التانيه: و انا قولتلك إنى مش هسمح .. هما بس رجالته مالك بحده: و رجالته دول بتعليماته هو و هو من رجالتك ف انت اللى هتبقى مسئول قدامى عن اى حاجه هتحصل صفوت: إتطمن مالك إتحرك يمشى و صفوت فاجئه بسؤاله: حلم كويسه ؟
مالك إتجمد مكانه و لف ناحيته و إتكلم بلهجه ميعرفهاش غيره و لا تملك و لا خوف و لا جنون حاجه كده مُبهَمه: إسمها استاذه حلم و إسمها ميجيش على لسانك و لا جنس راجل .. فهمت ؟ صفوت إبتسم و فهم ان مالك اللى بينكر حبها وصل عشقه لها للتملّك: انا بس فعلا بتطمن مالك مبتسمش و سابه و مشى و صفوت سكت شويه بعدها راح على عادل اللى هيموت و يعرف مين ده بس صفوت مدهوش اى تفاصيل او كلام و بعته مع رجالته يختفى ف مكان لحد ما الموضوع يهدى ..
عند فهد هو ف عربيته مغمى عليه او متخدر و العربيه مقفوله بالعساكر عليهم و المفاتيح مرميه جنبها و السواق مضروب و واقع مغمى عليه جنبهم .. اللوا مدحت وصل بعربيته ع المكان اللى جاتلهم الإشاره منه و بمجرد ما وصل بنظره سريعه للوضع قدر يفهمه .. لف حوالين العربيه بتدقيق و الوضع بيتفسر قدامه .. مسك المفاتيح فتح العربيه و سند فهد عدله و كان تعويره بسيطه ف قورته بس مغمى عليه .. روفيدا كانت نزلت وراه و بمجرد ما فتح العربيه دخلت جنب فهد و بتشوفه فبصت لأبوها بإستغراب: ده متخدر ! اللوا مدحت رجع قرّب من فهد تانى و إتأكد و هى إستغربت: هو حد بيهجم على حد عايز منه حاجه بيخدره ؟
اللوا مدحت إتنرفز من الوضع: انتى يعنى كنتى عايزاه يتأذى ؟ روفيد وضحت: لاء بس ع الاقل يكون الموقف منطقى اللوا مدحت معرفش يرد و إستنى دقايق لحد ما الإسعاف اللى كان طالبها وصلت و نقلوا السواق و طلب عربيه للعساكر و باقى القوه مشيوا و هو نقل فهد لعربيته و روفيدا معاه و راحوا بيه ع المستشفى .. اللوا مدحت: متقلقيش هو كويس من شكله حاجه بسيطه روفيدا بقلق: المهم اما يفوق و يستوعب اللى حصل لإن من الواضح إتخدر قبل ما اى حاجه تحصل اللوا مدحت هز راسه بقلق و تخيّل رد فعل فهد و اللى عارف افكاره هتحدفه لفين ..
وصلوا المستشفى و خدوه منهم خيطوا جرحه و نقلوه غرفه لحد ما فاق و عرف باللى حصل .. افكاره كلها راحت ف إتجاه واحد .. إتجاه هى كانت اصلا فيه و مكنتش محتاجه اللى حصل اصلا عشان توصل .. وقف بجمود او ببرود مزيف مع ان حالته ابعد ما يكون عن البرود .. زى العاصفه اللى هبت و هتاخد ف وشها كل اللى قصادها ...
مالك بعد ما خرج من عند صفوت إفتكر حلم اللى منسهاش اصلا .. إتضايق انهم بقوا نص الليل و لسه مروحتش و عنده و مش عارف هتقولهم ايه ف البيت .. بيدعى تكون فاقت و مشيت و بيتمنى يرجع تكون لسه موجوده عشان يتطمن عليها او يتطمن بيها مش عارف .. هو بس اللى عارفُه إنه محتاجلها ف الوقت ده قوى..
وصل المجموعه و دخل بترقّب مكتبه و لمحها على مكانها يمكن زى ما سابها .. إتنفس بصوت عالى كإنه بيتشاهد و إتناسى الوقت و القلق اللى هيجى من ورا تأخيرها بالشكل ده خاصة مع موبايلها المقفول و راح ف العربيه .. فكر يكلمهم ف البيت عندها يطمنهم بس هيقولهم ايه ! إتجاهل ده كله و إفتكر إحتياجه لها و بس .. قرّب منها بهدوء غريب و ميّل على ركبه جنبها و سند دراعه على حرف الكنبه و سند راسه علي دراعه و وشه بقا فوق وشها و بس .. و إتمنى بس ابسط حقوقه إنه لو مسموحله يعيط و بس و هنا كل الدموع المحبوسه بالعافيه خرجت من غير حتى إذن ..
حلم حسّت بوجوده او تقريبا بدموعه اللى نزلت على وشها سخنه بطريقه غريبه كإنها نازله من قلب محروق .. فتّحت عينيها ببطئ لحد ما لمحته و مش عارفه هو اللى قدامها بيعيط ده مالك اللى طول الوقت جامد او ناشف قدامها و لا إتهيألها وجوده من كتر ما نايمه بتهلوس بيه .. معقوله بتحلم بيه مثلا ؟ مش بتتكلم بس بتبصّله قوى و هو محاولش يتدارى منها حتى كإنه محتاج ده .. يعيط و بس .. و مش عارف اللى بيخرج منه دموع و لا الطاقه السلبيه اللى إتشحن بيها ..
حلم حسّت وجوده حقيقه من إيده اللى تبتت فيها و بتزيد من مسكتها: ماالك مالك مش عارف ينطق لإنه مش ضامن لو إتكلم هيقول ايه: ينفع تخليكى معايا ؟ جنبى ؟ لازم تفضلى .. لازم تبقى .. معدش ينفع تسيبينى حلم شافته عيل صغير ماسك ف إيد أمه و بس تعدى بيه من وسط الزحمه: و انا مش هسيبك مهما حصل مالك مكنش عارف هو بيقولها كده ليه او هيفسره ازاى بس بيتكلم من غير منطق التفكير او العقل عموما: انا غلطت .. غلطت الغلطه اللى مبقاش ينفع تتراجع و لا تتمسح و بتمنى تتغفر و بس.
حلم لسه هتتكلم قطعهم صوت رزع الباب جامد عليهم و اللى دخل بص لمالك بجمود و نظرته كلها غلّ: اخيراا قولتها بنفسك .. كنت عارف و الله يا حيوان .. مالك غمض عينيه قوى كإنه مش عايز يشوف حاجه تانى و إستسلم للقدر اللى عرف إنه بقا قدامه خسران خسران .. و اللى دخل بص وراه و إتكلم بعنف و شبه هيستريا: قولتلك إنه ورا اللى حصل .. يارب تكون من منظره صدقت .. مالك ف اللحظه دى بس حس إنه خلاص مش هيسكت تانى .. مش هيتنازل .. كفايه بقا .. كل غلط جاه بقوة دفع الظروف مش هيدفع تمنه .. و لو دفع يبقى مش لوحده .. مالك وقف فجآه و بيتلفت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والعشرون
مالك مكنش عارف هو بيقولها كده ليه او هيفسره ازاى بس بيتكلم من غير منطق التفكير او العقل عموما: انا غلطت .. غلطت الغلطه اللى لا ينفع تتصلح و لا تتمسح و بتمنى تتغفر و بس حلم لسه هتتكلم قطعهم صوت رزع الباب جامد عليهم و اللى دخل بص لمالك بجمود و نظرته كلها غلّ: اخيراا قولتها بنفسك .. كنت عارف و الله يا حيوان .. مالك غمض عينيه قوى كإنه مش عايز يشوف حاجه تانى و إستسلم للقدر اللى عرف إنه بقا قدامه خسران خسران ..
و مروان بص وراه و إتكلم بعنف و شبه هيستريا: قولتلك إنه ورا اللى حصل .. يارب تكون من منظره صدقت .. أبوه ثروت دخل على زعيقه و إتفاجئ بمنظرهم اللى بيقول ان فى حاجه مش مظبوطه .. حلم شبه مبلوله و نايمه ف سريره و لابسه هدوم هيئتها بيقول هدومه هو و شكلها يغنى عن اى سؤال ممكن يسأله او جاوب عنه مقدما: ايه ده ؟ فى ايه هنا ؟ مالك راقب نظراته اللى بتتنقل بين جسمها و لبسها و حالتها كلها على بعضها و تقريبا قدر يفهم شكل تفكيره: محصلش حاجه .. صدقنى محصلش حاجه من اللى بتفكر فيها ..
مالك وقف و بيتلفّت حواليه كإنه بيدوّر على حاجه و هو فعلا عايز يوريله لبسها اللى جايه بيه ممكن يقتنع بس عمها زعّق: بنت اخويا ف اوضتك و ف سريرك و ف حضنك و لابسه هدومك و بالمنظر ده و تقولى مفيش حاجه ؟ و عايزنى اصدق ؟ انت اهبل يالاا ؟ مروان كان بيتلفت حواليه بغضب و راح بتلقائيه ع الحمام و لقى هدومها و هدوم مالك اللى غيّرها قبل ما ينزل عليها ف إترسم قدامه الموقف بشكل غلط ف خرج عليهم بجنون و رمى الهدوم ف وشهم و بيرزع اى حاجه بتقابله برجله: و ده يبقى ايه يا ابن الكلب ؟ مش دى هدومها ؟ و مع هدومك ؟ و ف الحمام ؟
مالك وشه كله ضلّم من شتيمة أبوه بس بيحاول يسيطر على اعصابه و يشرح اى حاجه بس فعلا مفيش كلام يتقال: لحظه بس عشان انتوا فعلا فاهمين غلط .. هى كانت تعبانه و نزفت منى و مروان الكلام بيشعلله اكتر: تعبانه ؟ و انت بقا ان شاء الله جيبتها هنا تريّحها ؟ و ياترى نزفت ليه ؟ مالك إتنرفز من كلامه الكتير و مش عايز يسمع: ما تفهم يالا انت حمار ؟ مروان إتنرفز بغلّ: انا حمار يا إبن الكلب.
قرّب من مالك بعنف ضربه ف وشه و مالك بمجرد ما جات سيرة أبوه تانى إيده سبقت عقله و رد بيها على وشه و الاتنين مسكوا ف بعض بعنف .. أبو مروان إتدخل فصلهم و زق مروان بعيد و قرب لمالك مسكه بحده: اللى حصل ده مش هيعدّى على خير و لا حتى على شر و لا هيعدّى اصلا مالك حاول يمتص غضبه او سوء ظنه و يتكلم بهدوء عشان حلم مش اكتر بس محبش يحكى كل اللى حصل فقال جزء من اللى حصل فعلا: صدقنى انتوا فاهمين غلط .. حلم عملت حادثه و كلمتنى و انا عرفت اوصلها و كانت مبهدله فجيبتها على هنا ع الاقل لحد ما تبقى كويسه.
مروان زعّق: انت فاكرنا هُبل هنصدق التخاريف دى ؟ تعالى يالا امسح الرياله اصل احنا بنريّل مالك حاول يكتم غيظه من غبائه: ما تفهم يا غبى انت .. انا لو عايز ائذيها هجيبها هنا ؟ و انا عارف إنكوا سهل توصلولها ؟ ع الاقل مخدتهاش بيتى ليه ؟ مروان مش عارف يرد بس منظرهم بالشكل ده مجننه: و احنا بقا مش هنعرف نوصل لبيتك ؟ مالك ضرب إيديه على بعض: استغفر الله .. ما تفهم بقا .. طب حتى إسألها مروان إتريق: ع اساس إنها هتقول اه صح حصل بينا حاجه .. دى لابسه هدومك .. يعنى بمزاجها قلعت و بمزاجها لبست و لا انت قلّعتها و رجعت ف كلامك ف رجعت لبسّتها ؟
مالك زعّق: لا انت زوّدتها قوى .. انت عايز ايه يعنى دلوقت ؟ مروان بعِند: هاخدها للدكتور و قسما بالله لو طلعت لمستها لا اقتلك حلم كانت عايزه ترد بس برغم الموقف مبسوطه بدفاع مالك المستميت عنها مع إنه ببساطه ممكن يقولهم اخبطوا دماغكم ف الحيط .. مالك مستغرب هدوئها بس مش وقته يسأل: انت إتجننت ؟ قسما بالله ما تقرّب منها لا اكسرك مروان بتهكّم: و انت خايف ليه بقا يا حضرة الشريف ؟
مالك زعّق قوى كإنه بيخرّج كل الطاقه السلبيه اللى جواه او ببقول الكلام ده لنفسه او لشخص مش موجود اصلا بينهم دلوقت: عشان مش هسمحلك إنك تهينها بالمنظر ده لمجرد إنك مش عايز تفهم بمزاجك .. مش انت اللى هتغصبها على وضع مش عايزاه .. فااهم ؟ انا مش فاهم انت عايز ايه بالظبط ؟ انت اه جيت و شوفت وضع مش مفهوم .. حقك تفهم غلط ماشى .. تتنرفز ماشى .. لكن تصدر حكمك و تصدقه لاء .. زى ما فهمت غلط تستنى تسمع ..
عمها كان مصدّقُه و مكدّبُه بنفس الوقت: انت عايز ايه منها ؟ معاها و جنبها و وراها ف كل حته ليه ؟ علاقتك بيها دى إسمها ايه ؟ عايز ايه منها ف الاخر ؟ حلم كانت عايزه هنا ترد هى بس قلبها حجز الكلام على لسانها و بلعت ريقها بتوتر بعد ما قصدت تبص ف عيون مالك مباشرة و تقابل نظراتهم ببعض و عيونها بتنطق بشئ من جنون غريب خاص بيهم لوحدهم .. مالك برغم ده كله رد من غير ما يفكر: عايزها مروان زعّق: نعمم يا روح امك ؟
مالك حاول يبقى هادى عشان يدعّم موقفه: عايز إتجوزها .. طالب إيديها من حضرتك .. مش انت بردوا عمها و جوز أمها و مكان أبوها ؟ و لا ليها حد غيرك اروحله ؟ مروان لسه هيتكلم أبوه مسك إيده: و اللى عايز واحده بيجيبها بالشكل ده ؟ و لا هسأل ليه ما كده بانت ؟ انت عارف إن ملكش فرص عندى و لا مكان ف جيبتها بالطريقه دى .. لوى دراع يعنى .. هتوقع ايه من واحد وسخ زيك ؟ مالك إتصدم من منطقه: انت بتقول ايه ؟
عمها شدّها بحده و هى حاولت تقاوم بس شبه جرجرها: بقول اللى سمعته .. و انا عند كلامى اللى حصل ده مش هيعدّى حلم هنا معرفتش تسكت تانى ف شدّت نفسها منه: انا مش هخرج كده .. و معاكوا و بالمنظر ده زى اللى عامله عمله مروان من غير وعى ضربها بالقلم على وشها: و حياة آمك .. زى اللى عامله عمله ؟ و انتى ايه بقا ؟ عامله عبيطه ؟ انتى هتستهبلى ؟ مالك راح عليه ضربه ف وشه مره ورا مره ورا مره لحد ما وشه كله بقا ملغبط من الدم: انت غبى و حمار و لو مفهمتش بمزاجك هفهّمك غصب عنك عمها قرّب يفصلهم من تانى و شد مروان وراه زقّه حدفه على كرسى جات وقعته على شنطة مالك و حاجته اللى لسه داخل بيها .. مسك الكوفيه من ع الشنطه و بمجرد ما لمسها حس بدوخه و تقريبا فهم إنها مرشوشه مخدر .. الموقف كده إكتمل ف دماغه بالصوره دى ..
وقف بصدمه و شاور لأبوه بيها اللى من غير ما يسأل إستنتج .. مالك غمض عينيه و مشّى إيده على وشه براسه بعصبيه قوى و مخنوق من ان الترابيزه إتقلبت عليه بالمنظر ده .. مش هيعرف يفهّمهم .. ماهو هيقول ايه ! حلم بينهم مش فاهمه نظراتهم دى ايه .. متلغبطه و إتلغبطت اكتر من مروان اللى لهجته إتغيرت لها: حبيبتى انتى كويسه ؟ متخافيش .. صدقينى متخافيش و حياة امى لا ادفنه حلم مفهمتش و مروان قرّب منها بس زقّته بعنف و قبل ما يقرّب تانى كانت إيد مالك اللى ماسكاه ..
حلم بتلقائيه راحت ع الكوفيه اللى كان مروان ماسكها و مفهمتش ازاى البتاعه دى قلبت الموقف كده و مسكتها و شمت فيها المخدر .. بصّت لمالك بإستفسار و عقلها عمال يراجع اللى حصل .. بس مفيش .. محصلش حاجه من ده كله و لا مالك اصلا يعمل ده .. ده مجرد طلب الجواز هى حسبتها خطوه جريئه منه يقوم هيعمل فيها حاجه ؟ لالا ..
مالك متابع نظراتها و مش عارف هى بتفكر ازاى او ف ايه و ده خلّاه بيتفش ف مروان اللى عمال يتكلم و يتكلم و مش بيفصل .. عمها مش عارف يفصلهم عن بعض ف شد حلم و خدها بالعافيه و خرج بيها و بكده هينفصلوا لوحدهم عن بعض .. مروان إنسحب بعنف وراه و مالك قبل ما عمها يخرج خالص مسك دراعه: صدقنى محصلش حاجه الموضوع فعلا فيه سوء تفاهم عمها مردش و خدها و خرج و مروان قبل ما يروح وراه بص لمالك بشر: و حياة أمك ما هسيبك.
مشيوا و مالك رجع مكتبه بخنقه .. مكنش مستنى ابدا موقف زى ده يكمّل عليه .. كان بكفايه اللى حصل .. اللى حصل ؟ من بين تفكيره إتكر فهد فقام اخد حاجته و خرج .. كامل كان متابع اللى حصل من اول ما جه تقريبا و بمجرد ما مالك خرج كلّم صفوت ..
عند حلم عمها و مروان خدوها ع البيت و هى مش عارفه تفهّمهم و لا تتكلم اصلا .. دخلوا و عمها زقّها ف وش أمها اللى مستنياهم بقلق: إتفضلى الهانم اللى مجرجرانا وراها طول الليل من قسم لقسم و من مكان لمكان و الاخر بتتسرمح أمها بصّتلها قوى و من غير ما تكلمها زقتها بعيد و راحت على ثروت: ايه ده في ايه ؟ كانت بتعمل ايه ؟ انت لقيتها فين اصلا ؟
ثروت زعّق: إسأليها كانت طول الليل مع مين ؟ الهانم كانت مع الذباله رد السجون اللى مبنشوفش اشكاله بس غير ف الحبس و اللى دورنا ندوس عليهم لحد ما يغوروا .. لكن من الواضح ان بنتك غيّرت مبادئها لمجرد ما قابلت واحد منهم ف السرير أمها إتصدمت و راحت عليها: انتى يا حلم ؟ انتى اللى طول عمرك مناخيرك ف السما ؟ ده انتى بتتنمردى على اشكال و الوان حلم حاولت تتكلم بس هجومهم كان اقوى او الموقف هو اللى كان اقوى: صدقينى محصلش حاجه .. و الله ما حصل.
عمها زعّق: انتى هتستعبطينا ؟ امال طلبك للجواز ليه ؟ كان بيقولك غلطت غلطه كبيره ليه ؟ هدومه اللى كان عليها مخدر دى ليه ؟ حلم مش عارفه ترد عشان حقيقى معندهاش إجابات لكل ده بس بتحاول تراجع معاهم اللى حصل: انا عملت حادثه مش اكتر .. حضرت التحقيق مع متهم ف قضيه و بمجرد ما خرجت طلع عليا بلطجيه و كانوا هيولعوا فيا و ف العربيه و لولا كلمت مالك و هو جالى خلصنى منهم .. و فعلا العربيه ولّعت و لولا مالك جه و لو كان جه بردوا بس إتأخر اقل من دقيقه كانوا دخلوا عليكى بجثتى .. انتى مش شايفه وشى عامل ازاى ؟ أمها مش عايزه تصدق .. الكلام ف نظرها مش راكب مع الموقف: خلّصك منهم مجابكيش على هنا ليه ؟ ليه بيته ؟ مودكيش مستشفى اصلا ليه و انتى حالتك بالشكل اللى بتوريهولنا ده .. لو كلامك صح و ده من الحادثه مش منه.
حلم مش عارفه تجاوب و جواها مش عارفه تلوم مالك على دوامة الاسئله دى و لا تلوم نفسها: انا اللى قولتله بلاش مستشفى .. انا كويسه بس عايزه اغيّر هدومى كانت كلها جاز عشان رشوا عليا جاز ( بصت لمروان كإنه بتنبّهه ) انت اما مسكت الهدوم مشمتش ريحتها ؟ لو هنغلط او عاوزين هنرش نفسنا بجاز ؟ اى برفان ؟ أمها زعقت جامد و مش قابله كلامها و لا مقتنعه بيه: انتى بتهزرى ؟ ليكى عين و لا انتى اللى بجحه زياده ؟ ده انتى طول الليل برا و رجعالى الصبح مبلوله .. ده اللى بتنام مع جوزها بتتكسف و انتى جايه تبجحى ؟
مروان كل ده قاعد بتوهان و دماغه بتعيد و تزيد ف اللى حصل و مش عارف يفسره و جواه حته مش عارفه تقتنع و حته عايز تقوم تخنقها و حته بتلومه إنه مد إيده عليها و حته كانت عايزاه يقتل مالك و هو مشتت بين كل ده .. أبوه لاحظه و عشان فاهم حالته راح عليه وقّفه: يلا قوم غيّر هدومك انت منمتش طول الليل مروان سحب إيده و خد حاجته و خرج: لا انا خارج.
حلم بتلقائيه من غير ما تفكر راحت وراه: انت رايح لمالك تانى و لا ايه ؟ مش كفايه اللى حصل ؟ إبعد عننا ملكش دعوه مروان بصّلها قوى نظرة واحد مجروح ف قلبه او يمكن كرامته: لا متخافيش على البيه انا عايز ابقى لوحدى و مش طايق حد سابهم و خرج و أبوه بصّلها هى و أمها قوى بغضب: بلّغى الذباله ده إنى مش موافق و لو قرّب منك هدوس عليه افعصه حلم لسه هتتكلم آمها راحت عليه و خدته و طلعوا اوضتهم: و هى تبلّغه ليه ؟ هى لسه هتتكلم معاه تانى ؟ رد عليه انت.
سابوها و طلعوا و هى فضلت مكانها و مش عارفه ليه حاسه إنها ملغبطه .. مخنوقه من الموقف اللى فيه علامات إستفهام كتير على فرحانه من طلب مالك إيديها على متغاظه من القدر اللى جاب عمها و مروان دلوقت ف اللحظه دى .. إفتكرت مالك و اخر جملها قالهالها انا غلطت غلطه كبيره قوى يا حلم لا تتراجع و لا تتمحى إتمنى بس تتغفر مش عارفه كان يقصد ايه و بتتمنى لو بس كان إتأخروا دقيقه يمكن كانت فهمت .. مالك كان تلقائى إنما دلوقت و بعد اللى حصل اكيد متحفز .. بس لازم تفهم !
دوّرت على موبايلها بس إفتكرت إنه راح مع العربيه ف قامت على اوضتها خدت حمام و لبست و خرجت ..
عند فهد ف المستشفى اول ما فاق فتّح عينيه لقى نفسه في اوضه بالنسباله مش مفهومه او هو اللى مش عايز يفهم .. بص حواليه كانت روفيدا و أبوها و أمها اللى جاتلهم اما عرفت جنبه .. كلهم حواليه .. واول ما فاق كلهم بيتكلموا يطمنوا عليه بس هو مش مركز .. ايه اللى جابه هنا ؟ اللوا مدحت إتدخل يفض المتاهه دى: فهد حمد الله ع السلامه الحمد لله إنها جات لحد كده فهد سكت تماما ... عقله فضل يعيد في اخر لحظه تاه بعدها .. عقله بيعيد فيها مره ورا مره ورا مره و مش فاكر منها غير شبح لحد ظهر قدامه و إختفى .. حد مشافش حتى عينيه بس حس وجوده كإنه بس عشان يطمن عليه ..
حد فضل واقف لحد ما هو غاب عن الوعى بعدها حسّه إتحرك و سمع خبط و حركه ف العربيه .. طب ليه مأذهوش ؟ بتلقائيه حسس على دماغه اللى ملفوفه بشاش بسيط بس مقتنعش ان دى اذيه ابدا .. طب اييه اللى حصل ؟ زى ما يكون خايف يسأل .. روفيدا قعدت قصاده على حرف السرير و إبتسمت بهدوء: حبيبى المهم إنك بخير .. اللى حصل هيتصلّح ان شاء الله و هيقدروا يوصلوله تانى المهم انت كويس فهد كده فهم او بمعنى اصح اقنع نفسه إنه يفهم بقا: هو المتهم بتاع القضيه ده هرب ؟ اللوا مدحت حب يخففها عليه و هزّر: هى الخبطه اثّرت على دماغك و لا ايه ؟ امال كانوا بيهزروا معاك ؟ فهد مش عارف يفكر و مش عايز: انا اللى هجيبه متقلقش اللوا مدحت بهدوء: قوم بس انت بالسلامه و ان شاء الله خير.
اللوا مدحت سابه و خرج .. راح كلّم حد تبعه جاله اللوا مدحت سكت كتير بتفكير: يعنى ايه مخرجش طول الليل من شركته ؟ بات هناك و لا ايه ؟ الراجل: انا متابعُه زى ما قولتلى و خاصة امبارح اما كلمتنى بس زى ما قولتلك نزل من بيته راح المجموعه و شويه و نزل شكله بيجرى كإن فى حاجه تابعته لحد ما طلع على طريق مقطوع بس انا ركنت بعيد عشان مياخدش باله من وجودى خاصة الحته مقطوعه .. بس شويه و خرج معاه واحده و بيجروا و حد بيجرى وراهم بعدها خدها ف عربيته ع المجموعه تانى و منزلش ..
اللوا مدحت بيحلل الكلام ف دماغه: يعنى بات هناك ؟ و مين دى اللى كانت معاه مالك ملهوش ف السكه دى ؟ الراجل: معرفش بس هى نفس البنت اللى بتبقى معاه على طول اللوا مدحت: نزلوا امتى ؟ الراجل: مالك لسه منزلش لكن فى حد دخلهم من شويه و البنت نزلت معاهم و شكلها غريب و ملغبط اللوا مدحت شرد كتير .. عقله مكنش عارف يقتنع بإدانة مالك و دلوقت مراقبته اكدت على تفكيره ..
مالك نزل من المجموعه مخنوق و بيتخنق و حاسس كل حاجه حواليه بتخنق فيه و حلقاتها عماله تضيق و تضيق حوالين رقبته .. راح على مستشفى الشرطه لإنه توقع فهد هناك .. دخل و سأل و فعلا إتأكد إنه لسه جاى من شويه بس كويس او هو كان متطمن إنه كويس .. طلع و قبل ما يروح مكانه إتفاجئ بحلم هناك ف وقف للحظات مش مستوعب هى جياله و لا جايه لفهد و لا فى ايه بالظبط !
حلم كانت بعد ما خرجت راحت لمالك ع المجموعه بس ملقتهوش .. دخلت على مكتبه و شاورت لكامل فتحه لها و محاولش حتى يعترض و سابها .. دخلت بهدوء اوضته و فضلت تبص لكل حاجه حواليها و مره تبتسم و مره تكشّر و مره تتغاظ و مره تنفخ .. دخلت الحمام و إفتكرت اللقطات البسيطه مع مالك فضحكت غصب عنها .. وقفتها جات قصد المرايه و حسست على شفايفها اللى شبه مجروحين و إفتكرت لمحات جنونهم سوا و إبتسمت قوى .. إنتبهت لوشها و الكدمات اللى فيه و جرحها إتفتح تانى من خناقهم و شدها ..
خرجت و عرفت ان مالك مش هنا و غالبا مش جاى و مش هتعرف توصله عشان معهاش موبايل ف نفخت بغيظ .. و هى خارجه لمحت الكوفيه بتاعة مالك ع الارض ف ميلت بحذر عليها و شمتها قوى و عشان كان المخدر بيروح منها محستش غير بدوخه خفيفه .. دماغها شردت بس مفهمتش حاجه .. قررت تروح المستشفى الاول عشان جرحها و بعدين تشوف هتوصله ازاى و هناك قابلته .. مالك بصّلها قوى: حلم ؟ انتى هنا بتعملى ايه ؟
حلم برغم كل اللغبطه دى إبتسمت: و لا حاجه، دماغى وجعانى شويه و جيت اشوف دكتور مالك قرّب بلهفه يشوف وشها بدماغها و هى سابته يعمل ده: وجعاكى ليه ؟ فى حاجه و لا ايه ؟ حلم حاولت تهزر بس رمت كلام غامض: فى حاجه و لا ايه ؟ انت مش واخد بالك من كل الدربكه اللى حصلتلنا دى ؟ ده احنا من امبارح لإنهارده إتشقلبنا و لا مية مره مالك ضحك غصب عنه: معلش حبيبتى حلم سكتت شويه: المفروض ان انا اللى اقولك معلش .. انت عملت حاجه تقول عليها معلش ؟ مالك بصّلها بيحاول يقرا عينيها او اللى ورا كلامها و مش فاهم ده إستفسار و لا إتهام: حلم انتى مصدقه الهبل اللى قاله الحمار إبن عمك ده ؟ إنى عملت فيكى حاجه و انتى مش ف وعيك ؟ ده بجد ؟
حلم مش مصدقه و لا ده كان قصدها بس بتشد منه كلام مش اكتر ممكن تفهم عشان عارفه مش هتاخد منه كلام مباشر: امال طلبت منه تتجوزنى ليه ؟ مالك إتصدم و للحظات مش عارف يستوعب اللى هى بتقوله او مش عارف يجاوب عليه: هو انتى اول مره تاخدى بالك إنى عايزك ؟ محتاجلك ؟ حلم دارت إبتسامتها لإنه مش وقتها هى دلوقت محتاجه تفهم اكتر: لا مش واخده بالى او بمعنى اصح انت اللى مكنتش بتخلينى اخد بالى فبالتالى إتفاجئت من طلبك إنه جه بالشكل ده و بالصوره دى.
مالك مش عارف هى معترضه على ايه او عايزه ايه بس بيفسرها ان طلبه مع اللى حصل رسموا الموقف بشكل غلط قدام اهلها فبتلومه و نوعا ما تقبّل التفسير ده: انا عارف ان طلبى جه بصوره غبيه و بشكل اغبى .. بس صدقينى مالهوش علاقه باللى حصل .. انا بس .. انا حسيت إنى محتاجلك .. محتاج لوجودك .. لمجرد إنى امبارح كنت هخسرك متتخيليش انا حسيت بإيه .. حسيت بقمة الغباء ان زيى زى الناس الخايبه اللى مبتحسش بقيمة الحاجه اللى ف إيديها غير لما بتضيع .. عشان كده اول ما فوقتى كان اول حاجه عايزها هى انتى بس الموقف جه كده .. حلم إفتكرت اخر جمله قالهاله و معرفتش تستفسر عنها ازاى بس لغبطت كلامها: و انت شايف ان دى غلطه يا مالك ؟ غلطه لا هتتراجع و لا تتمحى و عايز تتغفر و بس.
مالك إفتكر كلامه و إنه وقتها ف لحظة تهور كان هيبوح بكل الزحمه اللى مكتومه جواه و إنه كان عايز يقولها ان الغلطه دى هى إنه دخّلها هى و فهد من غير ما يقصد ف دايرته اللى مش عارف هيخرج منها ازاى و لا اذا كان هيخرج اصلا و لا لاء ! إنتبه على عينيها اللى بتبصّله مستنيه اجابه و فهم إنها عايزه تفهم بس كان خلاص فاق: لا مقصدش اللى فهمتيه .. مقصدش ابدا إنك الغلطه دى او إحتياجى ليكى غلطه .. ابداا .. انا لسه قايلك إنى معرفتش إنى محتاجلك غير ف لحظتها ف ابدا مش هسمّيها غلطه.
حلم مصممه تفهم: امال ايه اللى كنت تقصده يا مالك ؟ ايه اللى على طول بتلوم و تحاسب نفسك عليه و تعاقب نفسك عنه بالوحده و عزلتك عن الكل و عنى و بتحرم نفسك منى بسببه ؟ انا من كلامك يا مالك هبقى مراتك .. يعنى حبيبتك ف لو مش هتتكلم انا هقدّر و هسيبك لحد ما انت اللى تحس إنك محتاج تتكلم او بمعنى اصح تحس إنى مش محتاجه لثقه اكتر عشان تتكلم .. بس اكيد ابسط حقوقى تفهمنى اللى قولته.
مالك بيكذب و بيقول الصدق ف نفس الوقت .. مش عارف يقول كل اللى كان عايز يقوله ف قال اللى ينفع يتقال منه: معرفش .. انا كنت تايه من كمية الحاجات اللى حصلت امبارح و وقعت ورا بعضها .. مجرد إنى كنت حاسس بحاجات كتيره غلط .. و حاجات كتيره كانت هتبقى غلط .. اللى حصل معاكى كان غلط و مش عارف اوصل لحاجه او سبب .. مجرد التفكير فى اى غلطه و لو بسيطه و انا بتعامل مع الموقف كان هيبقى التمن خسارتك و انا مبقتش حِمل خساره اكتر .. مجرد مرواحى بيكى على عندى بدل ما اوصلك البيت و من حالتك كانوا اكيد هيفهموا .. مجرد اصلا ما فكرت ف موقف اهلك و قلقهم حسيت إنى غلطت ..
حلم صدقت عشان عايزه تصدق بس حبت تسأل عن اخر حاجه مُبهمه بالنسبالها: هى الكوفيه بتاعتك كان عليها مخدر ليه ؟ مالك قال اول إجابه عقله سعفه بيها و يمكن عشان كان ظابط محترف ف معوّد عقله يكون دايما حاضر: امبارح كنتى تعبانه اوى و بتتوجعى من جرح دماغك و رجلك و جسمك بيسخن و مش عارف اشوفك تعبانه و لا عارف اعملك حاجه .. عملت اللى جاه ف بالى و خلاص .. علبة الإسعافات عندى كان فيها مخدر ف رشيت عليها و حطيتها على رجلك عشان تعرفى تستحملى وجعها لحد ما تصحى ع الاقل.
حلم مش عارفه نفسها إقتنعت عشان كلامه منطقى و مفسر و لا عشان هى اللى كانت مستنيه منه اى عذر او مبرر و هتقبله .. مش مهم السبب قد ما مهم إنها حست إنها إقتنعت ف إتنفست براحه: اه كده بانت .. بس ع الاقل كان لازم تفهمنى مالك فهم إنها إستجوبوها تانى: مكنوش هيصدقوا لمجرد إنهم مش عايزين يصدقوا او شافوا اللى عايزين يشوفوه حلم سكتت شويه: متشغلش بالك بيهم هتتحل مالك كإنه إفتكر او انتبه: صحيح سابوكى ازاى تخرجى ؟ او ع الاقل قولتلهم ايه ؟ انتى خارجه من وراهم ف البيت ؟ حلم ضحكت غصب عنها بحزن: خارجه من وراهم ؟ لا يا سيدى مش من وراهم بس مش من قدامهم بردوا مالك بيحاول يفهمها: فزوره دى و لا ايه ؟ انتى جايه لوحدك ؟
حلم حاولت تفهّمه: و لا فزوره و لا حاجه .. هما بس لا يعرفوا بروح فين و لا باجى منين و لا بيسألوا و لا بيهتموا اصلا .. ميغرّكش الحبتين اللى إتعملوا .. دول بس عشان المنظر مش اكتر .. لكن انا على طول لوحدى و مع نفسى .. أمى مع جوزها اللى بتحاول ترضيه بأى شكل و على حساب اى حاجه و تقريبا انا عندها مش متشافه مهما اعمل ف بطّلت اعمل و بقيت مع نفسى مالك إختنق من لمحة الوجع اللى ف كلامها: متشيليش هم حاجه .. ساعات الوحده بتبقى احسن من مية لمه كدابه.
مالك مكنش عارف بيكلمها و لا بيكلم نفسه و هى فهمت ده ف إبتسمت و إتجاهلت كل الدربكه اللى هما فيها: بكره وحدتك هتبقى لمّه و ونس بيا و بالبيت بتاعنا .. حد كان يصدق ان الحجر ينطق ؟ لاء و جواز كمان ؟ مالك حاول يقلبها هزار: أكرش الحرام المشروع يجيلك الحلال الممنوع حلم للحظه مفهمتش و فضلت تعيد ف الجمله و تشقلبها لحد ما فهمتها ف ضحكت بخفه: اخسس مالك ضحك بصوته كله اما فهمت: يعنى طول الليل جنبى و قدامى مبلوله و بهدومى و نايمه و انا عمال اتخانق مع شوشو اكرشه من الباب الاقيه ناططلى من الشباك .. و اقول حرام لاء و الاخر بتسألينى اول ما صحيت طلبتنى للجواز ليه ؟ اهو عشان انا قولت لاء للحرام المشروع جالى لحد عندى الحلال الممنوع .. مش وش فقر بذمتك ؟
حلم ضحكت قوى على لهجته اللى إتكلم بيها اكتر من الكلام نفسه و إفتكرت لحظة ما عرّفته بحبها و قالها كده من غير ما تعرفينى ؟ ف عادتها عليه: بس انت متعرفنيش ؟ او ع الاقل متعرفش عنى اللى يحطنى عندك زوجه .. مش خايف تكون غلط ؟ جايب ثقتك فيا منين ؟
مالك برغم إنه فهم هزارها حاول يوصّلها حاجه هو نفسه عايزها منها: الثقه .. ثقتى إنك هتبقى قد المكان اللى حطيتك فيه هى اللى خلتنى ادخّلك عالمى من غير اى إستفسارات .. عارفه حاجه كده زى الدوا متبقاش عارف تركيبته و لا مكوناته و لا حتى واثق من نتيجته و مع ذلك بتاخده و انت راضى حتى لو مع ده كله مر .. هل معنى كده لازم قبل ما تاخده تستعلم عنه و مكوناته ؟ لاء بس هى ثقه مش اكتر او تفاؤل متعرفيش .. حلم إبتسمت قوى على بساطة تشبيهه او عجبتها فكرة إنها بالنسباله دوا و هو دعا جواه دعوه صامته تكون فهمته .. فضلوا يرغوا كتير لحد ما حلم إفتكرت: انت كنت جاى هنا ليه ؟ انا مقولتلكش إنى هنا ف جاى لمين ؟ مالك كإنه كان بيحاول يلهى نفسه او بيلهيها و إنتبه: لفهد .. عرفت إنه هنا و جاى اشوفه حلم إنتبهت: ماله ده كمان ؟
مالك لهجته إتغيرت بقت مبحوحه: عرفت إنه هنا ف جيت اشوفه لسه مدخلتش حلم إبتسمت: طب يلا نروحله مالك مكنش حابب تشوف علاقتهم بالشكل ده و لا المواجهه دى تحديدا بس معرفش يعمل حاجه: طب يلا الاول نتطمن عليكى و وشك المشلفط ده و نروح حلم ضحكت و راحت معاه خدها لدكتوره شافت الجرح و كشفت عليها و بعدها راحوا لفهد .. بمجرد ما دخلوا فهد إتصدم من مجيهم و معرفش يتكلم و مالك ساب إيدها اول ما دخل و راح عليه و من غير مقدمات ضمّه بحب و مسك وشه بحب: حبيبى انت كويس.
فهد دوّر وشه و إتكلم من غير عقل لإنه عارف لو إستخدم عقله هيوديه لفين: لا مش كويس مالك قلق من كلمته و حاول يفتش فيه: فيك ايه طيب ؟ الدكتور قال فى حاجه و لا ايه ؟ روفيدا إتدخلت ف كلامهم بهزار: لا متقلقش هو بس اللى طرى .. مفيش غير جرح بسيط مالك إبتسملها بس لسه قلقان ف رجع بص لفهد: فيك حاجه اخدك لدكتور ؟
فهد حدف كلامه من غير ما يزوّقه هو يعنى اما كان بيستخدم عقله كان وصّله لآيه: لاء انت عارف كويس قوى إنه هو جرح واحد و هنا ( و شاور على راسه ) مالك إتجاهل كلامه و حلم إتدخلت: ازيك يا فهد الف سلامه .. هو احنا عشان إشتغلنا على قضيه واحده يبقى نرقد ف المستشفى ف يوم واحد ؟ فهد إنتبه لوشها و بصّلها بنظرة امل متتناسبش مع الكلام: قصدك ايه ؟ انتى ليه عامله كده و ايه اللى حصلك ؟ اوعى تقولى من القضيه ؟ حلم ضحكت بهزار: تقدر تقول كده نابنى من الحب جانب .. بس مالك بقا ربنا يخليهولى لولا وجوده يمكن كنت موتّ موته بشعه فهد بص لمالك و بصّلها بغيره ان برغم اللى حصل غيران منها لقُربهم و المفروض يكون هو اقرب: و مالك ماله ؟
حلم إبتسمت بحب لمالك اللى متابع حوارهم: ماهو انا اللى كلمته و الحمد لله عرفت اوصله قبل ما تحصل اى حاجه و ف دقايق كان عندى و خلصنى بالعافيه و وقفلهم
فهد كإنه ما صدق لقى قشايه تنجيه من مجرد التفكير .. حلم لو حصلها كده من القضيه اللى فعلا كانوا فيها سوا ف ده معناه ان مالك برا الليله دى لإنه مش هيآذيهم و يخلّصهم ! او ع الاقل مش هيأذيها هى ! مالك قدر يقرا تفكيره او يستنتجه و حس إن لأول مره الحظ يسعفه: معلش بقا انتوا اللى طُراى على رأى الدكتوره روفيدا إبتسمت: مش كده ؟ مالك ضحك و فهد ضحك بغيظ و حاول يتجاهل تفكيره و يندمج معاهم ف كلامهم او تحديدا مع مالك بس لسه حاسس بأسوار عاليه و بتعلى بينهم .. روفيدا بتهزر ببراءه: لا يا عم انا بهرج .. ده انا مرات الفهد اللى عشان يعلموا عليه خدّروه عشان عارفين لو فايق مش هيقدروا عليه مالك معرفش يضحك رغم ان الكلام هزار و حلم إنتبهت: يخدروه ؟
روفيدا: اه ما احنا اما عرفنا اللى حصل و بابا إستغيبهم و بعتلهم إشاره و بلغونا و روحنا لقينا فهد متخدر و يمكن بسبب كده حصل اللى حصل حلم بسرعه عقلها رسم قدامها كوفية مالك اللى عليها المخدر و ورّالها لقطات سريعه من ليلتهم إمبارح و إنها كانت من تعبها بتفوق و ترجع تغمض من التعب بس لآكتر من مره مالك مكنش جمبها .. مشافتهوش .. بس لالا مالك قالها إستنيتك برا عشان تنامى براحتك و هى هتصدقه !
مالك شاف شرودها و حب يشد إنتباهها من تانى او يشدها هى من تفكيرها: واضح إنها كانت ع الكل ليله ما يعلم بيها إلا ربنا
اللوا مدحت دخل تقريبا نجدهم من الموقف و شاف مالك ف سلّم عليه بشئ من الود خاصة بعد ما سمع إنه ملهوش يد و إقتنع .. مالك بصّله كتير و إفتكر ازاى قدر يخرج من غير ما حد ياخد باله من اللى شافهم من فتره بيراقبوه .. مكنش صعب عليه يفلت منهم زى ماهو مكنش صعب اصلا يكتشفهم حتى لو مش عارف تبع مين .. بس طريقة اللوا مدحت معاه اللى إتقلبت للود دلوقت خلته فهم هما تبع مين .. مالك وقف سلّم و إتكلموا بهزار و شويه و يتريقوا على فهد: انا هعمله ابونيه هنا ف المستشفى .. انا كل شويه هشيل و احط ؟
مالك ضحك قوى و بص على فهد و كعمش وشه بهزار: اخسس كده تحسسه إنه خد روبابيكيا اللوا مدحت ضحك: لا و واخدُه مقاوله بيت و شغل .. مش كان كفايه الشغل اللى إتعكيت ف واد خرده ؟ لا لازم اعك بنتى كمان مالك و روفيدا ضحكوا ف نفس اللحظه و فهد عض شفايفه بغيظ: لعلمك انا بس عشان كنت متصاب قريب اللوا مدحت ضحك تانى: ايوه ايوه عارف.
قعدوا كتير يتكلموا و يضحكوا و فهد شويه يشاركهم و شويه يكشر و ينعزل بدماغه عنهم .. بعدها صمم يخرج .. مالك: طب خليك شويه الدكتور يطمنا و يقول تخرج فهد بزهق: لاء انا كويس مالك كإنه مسمعهوش و خرج نده دكتور جه إتطمن عليه و فعلا قال يخرج .. فهد قام يلبس و مالك ساعده غصب عنه لحد ما خلّص .. حلم متابعاهم و شايفه الحزازيات اللى بينهم و طول الوقت بيتعاملوا مع بعض بتحفز و فاهمه و مش فاهمه .. اللوا مدحت خد مراته و روفيدا و فهد و مالك و حلم و الكل خرج ..
فهد بضيق: انا همشى لوحدى عايز ابقى لوحدى اللوا مدحت إتريق يغيظه: لا متقوليش رايح شغلك .. ده انا لو اطول كل يوم اجيبك بعسكرى هعملها مالك ضحك: هو الواد ده مغلبك قوى كده ؟ مانا عارف دماغه شمال اللوا مدحت هز راسه بهزار: لا شمال على مين ده انا اكسرهاله فهد متضايق من شكل علاقتهم بعدها بص للوا مدحت كإنه إنتبه: انت اصلا مكنتش عايزنى اطلع المآموريه دى اللوا مدحت كشّر: انت فاكر كويس قبلها انت كنت ازاى و انا قولتلك ايه مالك حاول يفسر شفرة كلامهم و فهد بصّله نظره اخيره قبل ما يمشى: انت عرفت ازاى إنى هنا ؟
مالك إتوتر للحظات: ملكش فيه و لا فاكرنى هغلب ف بتروح فين و تيحى منين ؟ فهد ضحك شبه ضحكه بتريقه و حلم إنتبهت لمالك اللى مجاوبش على سؤاله او جاوب بغموض .. مالك شاورله على عربيته: طب اطلع هوصّلك فهد معرفش يعترض و مالك مدهوش فرصه و ركبوا .. مالك فتحله الباب جمبه و غمز لحلم و فتحلها ورا و هى نوعا فهمت و تقبلت و ركبت ورا ..
فهد إتردد شويه بس الحركه عجبته او راضت غروره و ركب و مالك خدهم و مشيوا .. الصمت مغطى ع الموقف و محدش فيهم بيحاول يقطعه و كل واحد ف افكاره الخاصه .. حلم بتراقب نظراتهم لبعض و شايفه غموض غريب بيقول ان الاتنين دول اقرب و ابعد ما يمكن عن بعض .. فهد صمم ينزل: نزّلنى هنا مالك إستغرب و حاول يماطل عشان يفضلوا سوا و لو شويه مؤقته: انزّلك هنا فين ؟ انت تعبان و محتاج ترتاح .. ايه اللى هيوديك شغلك ؟
فهد رد بزهق بطريقه متقبلش المعارضه: مش انت اللى هتحددلى انا محتاج ايه و مش محتاج ايه ( بص على حلم من المرايه بغيظ ) خليك ف حالك مالك بص لمكان ما بيبص بس على حلم نفسها مش المرايه و إبتسم: طب ما انا معاك ف حالى بردوا فهد كشّر وشه و لسه هيتكلم حلم سبقته و هزّرت: ايه ده هى هتبتدى بالغيره ؟ من اولها كده ؟ احنا لسه بنقول يا هادى.
فهد مش عايز يرد بس حالة عدم الفهم اللى هو فيها واخده عقله ف بيتكلم من غير تفكير: إولعوا ف بعض مالك الكلمه ضايقته بس مبيّنش و حلم ضربت الكرسى بتاعه من ورا برجليها بغيظ: هى دى مبروك اللى بتقولهالنا ؟ ده بدل ماتدعيلنا بتدعى علينا ؟ فهد إستغرب ردها و يقولهم مبروك على ايه و بينقل نظراته بينها و بين مالك اللى بيبصّلها من المرايه قوى كإنه بيحذرها تتكلم و هى إندفعت: يعنى الناس الداخله ع الجواز بيتدعيلهم دعوه حلوه و انا يتدعيلى اولع ؟ لا يا عم مش لاعبه.
مالك عايز يخنقها و مكنش حابب فهد يعرف بالطريقه دى .. صدفه .. و منها مش منه .. كان عايز خطوه زى دى مرتبلها تقرّبهم بس الواضح ان القدر إستكترها .. فهد فهم كلامها و برغم ان نظرته كانت كلها عتاب بس كانت قدامه ف الولا حاجه: لايقين على بعض و الله مالك حاول يبرر: الموضوع جه بسرعه و كل حاجه جات ورا بعضها ملحقتش ارتبله و نتكلم فيه سوا .. يمكن كان إنهارده بس فهد مردش و دوّر وشه و مش عارف مالك بيردهاله و لا كده اللى بينهم خلص و مالك متغاظ إنه كل ما يجى يبنى يهد ..
بص لحلم و عض شفايفه: هوصّلك الاول ع البيت فهد إعترض بعينيه إعتراض صامت و مالك رد بعينيه بردوا رد صامت بعد ما السور اللى بينهم عِلى اكتر و كإنهم لو إتكلموا مش هيسمعوا بعض .. مالك وصّلها قريب من بيتها و هى نزلت: زى ما إتفقت مع روفيدا هنتقابل اخر الاسبوع فهد رسم على وشه إبتسامه مستفزه و هى ضحكت: انا اخدت رقمها خلاص هنرتب و نبلغكم مالك ضحك و غمزلها و هى مشيت شويه و مالك كان متابعها بعينيه لحد ما دخلت و مشى .. فهد: انت ليه مدخّلنهاش ؟ او ع الاقل موصّلتهاش لبيتها ؟ و اوعى تقولى عشانى مالك كان هيجاوب بس سبق إجابته بسؤال: و ليه مش عشانك ؟
فهد رمى كلامه بقصد: لإنك معندكش إستعداد تعمل حاجه عشانى حتى لو لصالحك ف مش هترفض اللى ف صالحك عشانى مالك فاق من جملته الطويله دى مش عارف يزعل منه و لا لاء و لا يرد عليها بأيه .. لاء هو مش اد إنه يدخل ف متاهة اسئله سؤال يشد سؤال و مش عارف الحوار هيخلص على ايه ف إتجاهل الكلام و رجع لأول سؤال: ماشى يا عم مش عشانك .. عشان مش هينفع .. عمها رخم و إبنه ارخم و هى عايشه معاهم و لو وصّلتها لعندهم هدخل ف موال مش هخلص منه فهد: هى خطيبتك مالك صحح كلامه او كلامها: لاء لسه مش خطيبتى .. انت فاكر إنى ممكن اخد خطوه زى دى من غيرك ؟ انا ليا مين غيرك يا فهد ؟ اخويا و صاحبى و إبنى كمان .. مش انت اللى كنت بتقول عنى أبوك ؟ اهو انا اللى بقيت بعتبرك أبويا.
فهد الكلام حبس على لسانه الرد اللى كان هيرده و سكت و مالك كمان سكت و كمّل بيه الطريق لحد ما وقف و فهد إنتبه و وشه إتغير .. مالك معرفش يبتسم حتى و فتح و نزل و اخده و دخلوا عند مقابرهم .. عند الحبايب اللى فارقوا .. أبوهم و أمهم .. يمكن هما بس اللى قادرين يدوّبوا الجليد ده بينهم .. الاتنين دخلوا بصمت قعدوا قدام نفس القبر و قرأوا الفاتحه نفس الكلام لنفس الاشخاص و خرجوا من غير و لا كلمه كل واحد خد طريق كإن الكلام خلص مثلا ..
تانى يوم حلم راحت لمالك المجموعه و عرفت إنه مش هناك و مش عارفه توصله بس ف لحظه إفتكرت إنها وصّلته قبل كده على بيته ف راحتله .. مالك كان نايم و جرس الباب رن كتير و اللى ع الباب مصمم فقام بنوم فتح و شافها و غصب عنه إترسمت على وشه إبتسامه بطعم النوم خطفت الحلم و مش عارف هو لسه نايم و ده حلم و لا صحى و بردوا حلم .. شافها ب إبتسامتها و راكنه ضهرها على جنب من الباب و مكتفه إيديها وراها: صبّح صبّح مالك تنّح اوى و هى هنا انفجرت ف الضحك من شكله و هو ضحك معاها و فتحلها سكه تدخل: رجلك هتاخد على هنا و لا ايه ؟ حلم بتتفرج ع الشقه حواليها: عندك مانع ؟
مالك قفل و ساند ع الباب و متابعها: لا بس خير .. انا متعود اصحى من الحلم مش عليه حلم ضحكت و قدّمت منه خطوات قعدت على ترابيزة السفره اللى كانت بينهم و هو قدّم باقى الخطوات و قعد على كرسى السفره اللى قصد قعدتها .. حلم قاعده ع التربيزه قصاده: لا عادى بس روحتلك المجموعه ملقتكش ف جيت اشوف ناموسيتك الفوشيا مالك بصّلها بطرف عينيه: هاا إرغى حلم قعدت تتكلم ف اى حاجه بشكل عشوائى و مالك بيسمعها و نوعا ما مستمتع و وجودها هنا ف شقته او بمعنى اصح وحدته و معاه و شكل قعدتهم سوا فتح قدامه امنيات كتير و إتمنى و إتمنى بس بسرعه قفل باب الامنيات مش وقته .. حلم حاولت تفتح الحوار: انتوا روّحتوا امبارح انت و فهد بعد ما سيبتكم ؟
مالك وشه إتغيّر: مفيش زورنا حبايبنا حلم للحظه مفهمتش: حبايبكم ؟ مالك إختصر الرد: أبويا و امى حلم فهمت و سكتت شويه مش عارفه تسأل سؤالها بأنهى صيغه: ايه اللى بينك و بين فهد ؟ مالك سند كوعه ع الترابيزه و مشّى إيده على وشه و بيدوّر جواه على إجابه ينفع تتقال بس رده طلع لوحده من غير تفكير او تزييف: مفيش .. القدر بس بعدنا ف وقت كان من مصلحتنا نبقى فيه قريبين و اهو بيحاول يقرّبنا بس ف وقت من مصلحتنا نكون فيه بعاد.
حلم راجعت جملته كلمه كلمه و بتلقائيه كملت سؤالها او وضحته: طب ليه مع بعض كده ؟ ليه بعيد عن بعض ف الوقت اللى المفروض ملكوش فيه غير بعض ؟ ليه كل واحد فيكوا ف سكه ؟ و مين فيكوا اللى إنعزل و غيّر سكته ؟ انتوا اخوات و المفروض كنتوا سكه واحده و ف بيت واحد .. ده انتوا حتى شغل واحد و ظباط زى بعض مالك كلمه ظباط غيّرت ملامحه او جمّدتها و عينيه ظهر فيهم قهر إترجم ف دمعه غريبه وقفت على طرف جفنه لا راضيه تنزل و لا عارفه ترجع ..
حلم معرفتش تسحب كلمتها و لا حتى تزوّقها: قصدى يعنى طبيعة شغلكوا بتبرمج دماغكم على نمط معين ف المفروض تفكيركم متشابه مالك مش عارف يجاوبها ازاى بس اختار جزء من الحقيقه ممكن يناسب سؤالها: فهد بيعتبرنى المسئول عن موت أبويا و آمى و من يومها بقيت ف نظره المجرم حلم إنتبهت لكلامه و بتفتح حوار بأسألتها من غير ما تاخد بالها إنها كده بتفتح جرح او جروح كتير: ازاى يعنى ؟ انت دخلك ايه ؟ مالك حاول يختصر على قد ما يقدر ف لخّص إجابته ف جمله واحده و بيدعى إنها تسكت او تحس باللى بيحصل جواه دلوقت: كنت ف مهمه و فشلت و كان تمن الفشل ده اللى لازم ادفعه هو حياتهم يبقى انا المسئول و لا لاء !
حلم عقلها فكّرها بأول لقا بينهم و ان الرائد محمد قالها إن مالك كان ف مهمه و فشل و خليل اللى خسّرهاله اما طلع عليه برجالته إشتبكوا بيحسبوه واحد من المطاريد ميعرفوش إنه ظابط ف مهمه ( و ده كان عشان يسبكوا خروجه ) و إفتكرت كلام أمنيه إنه مرضيش يسيبها لوحدها و يتخلى عنها ف وقعوا و إفتكرت قتله لخليل و دلوقت بيقول موت أبوه و أمه .. إفتكرت لقطات كتير قوى بس معرفتش تربط حاجه بالتانيه و حسّت ان فى حلقه مفقوده ف عايزه تسمع تفاصيل: مهمة ايه ؟ و ايه علاقتها بأمك و أبوك ؟ هى دى اللى كان فيها خليل ؟
مالك عاد نفس رده تانى من غير إضافات كإنه عايز يقولها إن كل دى جروح مش اسأله و كل سؤال إجابته بجرح هو مش حِمل يتفتح تانى: عادى مهمهه و فشلت و دفعت تمن الفشل ده حلم فهمت إنه مش عايز يتكلم بس مش عارفه تتخلص من فضولها او السؤال ده بالذات: هى دى المهمه اللى امنيه قالت عنها خسرتها بسببها ؟ مالك هز راسه من غير ما يتكلم و قام إبتدى يعمل قهوه كإنه بيعلن نهاية الحوار .. حلم سكتت كتير و تقبّلت ده بس رمت اخر سؤال: هو انت عرفت منين ان فهد كان ف المستشفى امبارح ؟ مالك هيتكلم فهى وضحت: قصدى إنه كان مستغرب و سألك مالك رد بإجابه فيها جزء من الحقيقه: من الحراسه .. انا حاطط عليه حراسه و اما بيبقى هو ف مشكله او حاجه زى دى بيبلغونى حلم إستغربت: حراسه ؟ طب ليه ؟
مالك ملامحه بهتت قوى: شغلنا ده صعب و الطرى قوى فيه ممكن يتفعص و الناشف قوى ممكن يتكسر .. خايف عليه مش اكتر .. انا بين يوم و ليله خسرت شغلى و كل اللى عملته له بسبب لحظة ضعف ف مش عايزُه ضعيف و عشان ميبقاش ضعيف لازم ابقى ف ضهره عشان اى وقعه زى اللى انا وقعتها إيدى تقوّمه من تانى او ع الاقل تسنده ف ميتكسرش ف وقعته دى حلم حسّت بصدق غريب من عينيه او يمكن من الدمعه اللى جوه عينيه و إستغبت فهد إنه ف يوم شك فيه .. ده حتى لو غلط كان اولى يبقى جنبه مش قصاده: طب ليه مقولتلوش ؟ شكله ميعرفش مالك ضحك بوجع: لو عندى شك ف إنه هيفهم اللى قولتهولك كنت قولتله.
حلم معرفتش ترد و نفسها تقوله على مية حاجه و حاجه منهم باسبوره اللى مفهوش فيزا سفر زى ما فهد قالها و فهد اللى المسجون إتهرّب منه و اللى هرّبه خدره ف نفس الوقت اللى هى شمت مخدر على كوفية مالك و و و مش عارفه او متردده .. ف إيديها حلقات كتير و مش عارفه توصّلهم ببعض .. مش عارفه اذا كان فى حلقه مفقوده فعلا عشان كل ده يوصل ببعض و يعملها حلقه كامله بالحقيقه و لا هيعملولها حلقه مفرغه و تلف فيها ع الفاضى ..
حلم بصوت ملغبط: اوعى تخبّى عليا حاجه يا مالك .. لو فى حاجه مخبيها و خايف من نتيجتها قولها .. ايا كانت هى و ايا كانت نتيجتها مهما كانت قولها دلوقت مالك حاول يهرب بعينيه و هى بهدوء رجّعت وشه تانى ف وشها: اى حاجه .. اى حاجه يا مالك قولها دلوقت .. بس تكون صدق قول و متخافش .. قول اى سبب للغبطه دى .. قول إنك فعلا مخبى حاجه بس مش غلط .. قول إنك توهت من سكتك شويه ف زحمة اللغبطه اللى حصلت ف الفتره الاخيره و إتفتحت قدامك الف سكه و سكه بس فضلت مكانك .. قول حتى إنك مشيت بس رجعت لنفسك من تانى .. قول اى حاجه يا مالك بلاش الغموض ده .. السكوت مش هيحل و لا يربط و لا هينفعك .. بس دلوقت .. قول دلووقت عشان اقدر القالك حل و الاهم القالك عذر .. إلتمس لاخيك سبعين عذر .. اخيك ف مابالك حبيبك ؟ قول بس دلوووووقت.
مالك مش عارف يقول ايه و حتى لو عارف ف معندوش استعداد يقول دلوقت .. دلوقت خلاص معدش ينفع .. بس قرر يوضحلها جزء حقيقى من الصوره: انا مخبيتش عليكى حاجه من حقك تعرفيها حلم بتحذير: انا من حقى كل حاجه تخصك .. قبلى او بعدى او معايا .. اى حاجه حاجه تخصك ملكى .. انت كلك على بعضك ملكى بما يخصك .. اللى بيحب بجد بيملّك حبيبه حتى انفاسه و بيصارحه .. بيشاركه حتى ف الغلط .. طول الوقت تعاملاته مع حبيبه بتبقى زى التعاملات بين قلبه و عقله .. مهما إختلف الاتنين جواه مع بعض مبينفصلوش .. مبيعرفوش اصلا .. و زى ما هم مبيعرفوش ينفصلوا مهما إختلفوا مبيعرفوش بردوا يداروا عن بعض حاجه .. عمرك عقلك فكر ف حاجه من غير ما قلبك يحس بيها و يكون عارفها ؟ حتى لو مش هيشارك بقرار ؟ و لا عمر قلبك حس بحاجه قبل ما عقلك يكون عارفها ؟
مالك ساكت تماما و مش عارف عشان خايف من تأثير اى حاجه هتتقال عليها و لا عشان هو غلط من الاول اما خبّى .. بس اللى عارفُه ان كلامها اصح من إنه يترد عليه: مفيش حاجه صدقينى من اللى ف تفكيرك .. مفيش حاجه .. مفيييش حلم: ياريت مالك غمض عينيه و عايز يصرخ يمكن تحس بألمه حلم اخدت نَفس طويل و خرّجته مره واحده: قبل ما اسألك كان اى حاجه عندك إسمها مخبيها لكن بمجرد ما سألتك و قولت مفيش كده لو فى يبقا بتكدب .. يبقا مبقاش إسمها سر بقى إسمها كدب و حب و كدب مايعشيوش مع بعض .. سككهم مش واحده و لا عمرها هتبقى واحده و لا عمرها هتتقابل .. مالك: إطمنى يا حلم حلم: المهم تكون انت متطمن ..
سكتوا للحظات كإنهم بياخدوا هدنه .. بعدها عملوا قهوه و شربوها و قعدوا كتير و إتكلموا ف حاجات اكتر لحد ما مالك بصّلها: مش ناويه تتكلى و تعتقينى من شغل المحاميين ده و تسيبينى اكمّل نوم ؟ حلم ضربته ف رجله بهزار و هو ردّهالها: لاء نوم ايه تانى ؟ و تشوف حلم غيرى ؟ مالك عينيه لمعت و إتكلم بعفويه: انا اقدر ؟ عينيا اللى هتشوفه غيرك هتعتبره سراب مش حلم و انا متعودتش امشى ورا سراب حلم إبتسمت قوى على رده اللى عجبها و هو وقف: طب بما إنك حالفه ما تعتقينى اقوم البس و انزل بقا اشوف اللى ورايا حلم: خلينا شويه.
مالك إبتسم بهزار: عم شوشو مش هيرحمنى و زمانه جاى و انا الصراحه لو معرفتش اسيطر عليه معرفش ايه اللى هيحصل حلم ضحكت قوى و مالك ضحك معاها و دخل يلبس .. موبايلها رن و شافته لقت أمها ف محبتش ترد بس رن كذا مره و فهمت إنها مضطره ترد بس هنا الشقه محكومه و مش ضامنه الحوار بينهم شكله ايه ف حبت ترد برا ..
ندهت على مالك: ماالك هسبقك على تحت لحد ما تخلّص و إنزلى اكون رديت على ماما مالك فهمها: حاضر حلم خدت موبايلها و خرجت من الشقه خالص و فتحت على أمها اللى كانت بتزعق و بس: للدرجادى ؟ وصلت بيكى لدرجة تروحيله البيت ؟ حلم بغيظ: طبعا انا مش هسألك عرفتى منين عشان الاجابه واضحه أمها بتزعق و بس: بتتحدينا هاا ؟ عِند هو ؟ طب عِند على عِندك الحوار ده هيتقفل او خلاص إتقفل و مش هيحصل فيه خطوه واحده و ورينى هتعملى ايه تانى حلم حاولت تهدّى الجو مش عايزه تعاند عشان الخساره هنا هتقع عليها هى و بس: يا ماما بس.
أمها بصوت اعلى: و لا هتعملى ايه تانى ؟ هى فيها تانى ؟ مبيات عنده و حصل و جايبينك زى الملفوفه بملايه تداريكى و ياريتها ملايه يا شيخه كنت قولت غصب عنك او إنشالله غصبك الا بهدومه .. يعنى بمزاجك .. و دلوقت رايحاله تانى و برجليكى و لبيته حلم إتغاظت من سلسلة الاتهامات دى: ماما ممكن نأجل الكلام لحد ما اروّح ؟ أمها إتنرفزت من برودها: خليكى ورا دماغك بس ف الاخر مش هتوديكى لحاجه انا مش عايزاها ف بقولك عشان متضيعيش وقتك حلم قفلت معاها و نفخت بغيظ .. كانت ناقصه هى حرب ف جهه تانيه ؟ و مع اهلها ؟ مش عارفه حروبها هتخلص امتى ؟ دى حاربت أخوه و شكوكها و ظنها و حاربته هو نفسه لحد ما إستسلم ..
كانت خرجت من شقته و نزلت لأخر البيت من تحته .. البيت كان عباره عن تلات ادوار و شقته ف النص و تحته الشقه اللى كانت لأبوه و أمه و فوقه شقه لفهد و قدامه جنينه صغيره و بوابه قافله على كل ده .. نزلت و هى بتتكلم ف الموبايل و قفلت و فضلت تتمشى ف الجنينه بضيق و قطع تفكيرها باب البدروم اللى عينيها جات عليه و هى بتتحرك .. راحت عليه بفضول و قبل ما تتحرك خطوه لمحت من الضى اللى باين من تحته حاجه بصتلها قوى بتردد و إيديها بتتقدم و تتأخر تفتحه لحد ما زقته إتفتح ف نفس اللحظه اللى مالك كان نازل فيها .. مالك كان نازل و لمحها قدام باب البدروم و بتدقق ف حاجه قوى و حاول يسرّع خطواته ناحيتها بس إيديها سبقت رجله و فتحت الباب و إتسمّرت مكانها من المنظر ..
مالك وراها حط إيده على وشه بعنف و بيحرّكها قوى و بيفكر ف إجابة سؤالها اللى لسه مسألتهوش .. و هى قدامه بتنقل نظراتها بينه و بين منظر البدروم و اللى جواه و شاورت على جواه و معرفتش تنطق بس المفروض يجاوب و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره جواها بحور أمل ف عين كل واحد فيهم بس لكل واحد سببه .. مالك سكت كتير و إتمنى لو من حقه يعلن إستسلامه بقا .. خلاص تعب ف بصّلها و...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثاني والعشرون
حلم نزلت من شقة مالك و هى بتتكلم ف الموبايل و قفلت و فضلت تتمشى ف الجنينه بضيق و قطع تفكيرها باب البدروم اللى عينيها جات عليه و هى بتتحرك .. راحت عليه بفضول و قبل ما تتحرك خطوه لمحت من الضى اللى باين من تحته بقعة دم كبيره قوى ناشفه و حواليها كذا بقعه .. بصتلها قوى بتردد و إيديها بتتقدم و تتأخر تفتح الباب لحد ما زقته إتفتح ف نفس اللحظه اللى مالك كان نازل فيها ..
مالك كان نازل و لمحها قدام باب البدروم و بتدقق ف حاجه قوى و حاول يسرّع خطواته ناحيتها بس إيديها سبقت رجله و فتحت الباب و إتسمّرت مكانها من المنظر .. مالك وراها حط إيده على وشه بعنف و بيحرّكها قوى و بيفكر ف إجابة سؤالها اللى لسه مسألتهوش .. و هى قدامه بتنقل نظراتها بينه و بين منظر البدروم و اللى اول ما فتحته إتفاجئت جواه بأنابيب غاز كتير قوى بشكل إستغربته .. شاورت عليهم و معرفتش تنطق بس المفروض يجاوب و الاتنين بصّوا لبعض ف نظره مُبهمه ..
مالك نزل راح عليها لف دراعه حواليها و شد الباب بعد ما عينيها لفّت المكان و شافت ملامحه و بصّلها كتير بتردد: دى الذكرى اللى فاضله من أبويا و أمى حلم مش عارفه تربط الكلام ببعضه .. ايه علاقة الدم الكتير الناشف ع الارض ده بالأنابيب و ايه علاقة الاتنين بأبوه و أمه ف بصتله كتير و متردده تسأل: ذكرى ؟ قصدك دى حاجتهم ؟
مالك عايز يقفل الحوار او الذكرى اللى هتيجى من الحوار و حمد ربنا إنه نقل عزّام من هنا خالص و إلا كان هيبقى فى الاسئله اللى مالهاش اجابه: تقريبا .. تقريبا كده قفل الباب و إتحرك بيها خرج و هى مشيت معاه و جواها اسئله كتير و ادى علامة إستفهام جديده إنضافت جواها .. حاولت تفهم او تتوقع بس مقدرتش توصل لحاجه اكتر من إن الدم ده ممكن يكون دم أبوه و أمه بما إنه قالها خسرهم بسبب شغله ..
حاسه إنها معاه ف متاهه مش علاقه و عايزه تاخد قرار تخرج من المتاهه دى بس قرارها و مجرد تفكيرها ده و قلقها إتبخروا اول ما بصّت ف عينيه و حست جواهم بصدق غرقان ف كومة وجع .. حتى لو مش هيتكلم هتسمع سكوته و لو معندوش غير السكوت و الغموض ف هتشاركه فيهم .. مالك حاول يخطفها من مجرد التفكير: مقولتليش عملتى ايه معاهم ف البيت ؟
حلم حاولت تطمنه: متشغلش بالك هياخدوا وقتهم و يتقبّلوا اختيارى مالك سكت شويه: هتعدّى ان شاء الله حلم إبتسمت: المهم تعدّى بينا مش علينا .. تعدّى و احنا إيدينا ف بعض مالك بيتمنى تفهمه: ينفع اوصّلك دلوقت و هنبقى نتقابل تانى حلم لهجته بس اقنعتها: ماشى اخدها ع البيت بعدها راح مشوار بتردد خلّص و راح ع المجموعه .. دخل غرفته بإرهاق .. لمحات حلم معاه بتغطى على الاوضه .. مش شايف غيرها .. صورتها ف كل حاجه بتقابله ف وشه كإنها إمتلكتها او يمكن إمتلكته هو .. بيمسك كل حاجه لمستها .. صفوت إتصل بيه: مالك انت فين ؟ مش عارف اوصلك من امبارح ؟
مالك كل حاجه بتخنقه ف ده مخلى صوته بيطلع بالعافيه: مفيش انا ف المجموعه صفوت إتردد شويه: طب اجيلك ؟ مالك: انت رجلك هتاخد على هنا و لا ايه ؟ صفوت: طب عايزك .. فى عمليه جديده هى المفروض يقوملى بيها عادل بس هو حاليا خطر علينا و على نفسه حتى .. و بصراحه الحركه دى محتاجاك انت مالك حاسس إنها بقت تفرق معاه و معدتش تفرق .. مش عارف بس عايز يرفض: انا قولتلك باقى شغلك يخصك صفوت حاول يقنعه: إعتبرها إستثنائيه او حاجه مؤقته لحد ما اتصّرف مالك: عايز ايه ؟
صفوت: هى عموما حاجه بسيطه بالنسبالك مش هتاخد وقت و اعتقد و لا مجهود مالك: خلاص إجهز و كلمنى صفوت إبتدى يشرحله هو عايز ايه بالظبط و مالك مش عارف ينطق و حاسس إنه فعلا غرق او بيغرق و لازم إيد تتمدله عشان يعرف يطلع ..
حلم روّحت البيت و اول ما دخلت أمها قابلتها و من شكلها مستنياها .. أمها وقفت قصادها و ربّعت إيديها بغضب: كنتى فين ؟ حلم بصّت لمروان وراها و رجعت بصتلها بتريقه او برود: اعتقد إنك جالك تقرير عنى و اما كلمتينى كنتى عارفه ف مفيش داعى لسؤالك لإنك اكيد عارفانى مبكدبش أمها إتكلمت بغضب مش عارفه تقول ايه و لا ايه: يا بجاحتك يا شيخه ؟ ده انتى لو كدبتى كنت حسيت إنك باقيه على حد و عذرتك حلم حاولت تكون بارده: و انتى من امتى بتعذرينى ؟ من امتى بتحسى اصلا بيا ؟
أمها لسه هتتكلم حلم لمحت عمها نازل فبصتله و هى بتكلم أمها: بعدين ابقى عليكى ازاى يعنى اذا كنتى انتى باقيه على كل حاجه إلا انا أمها شدتها و حدفتها ع الانتريه و قعدت قصادها: متاخدنيش ف سكة كلام بعيده عن اللى عايزه اعرفه حلم بهدوء: و عايزه تعرفى ايه بقا ؟
أمها مش عارفه تتكلم براحه بتزعق او تقريبا بتأمر و بس و ده غالبا شكل الحوار بينهم اللى دايما شبه مفقود: انتى هتقطعى علاقتك بالزفت ده و إلا حلم قاطعتها: و إلا ايه بقا ؟ هتعملى ايه ؟ او بمعنى اصح هتعملوا ايه ؟ ماهو اكيد مش هتعملى بنفسك .. بس فاضل ايه تانى لسه متعملش ؟ مجموعته و ولعتوا فيها و لولا انا او بمعنى اصح لولا إنه محترم كان زمان البيه ف داهيه .. و فضيحه و فضحتونا و انتى عارفه و متأكده إنى ماليش ف الشمال ايا كان أمها لهجتها بتهدى بس بردوا لسه منفعله: و اما ملكيش ف الشمال إشمعنى ده ؟ ده كله على بعضه شمال حلم ردت بثقه هى نفسها مستغرباها: مش مالك يا ماما .. مالك عمره ما كان شمال و لا له فيه .. ابداا.
أمها خدت طريق تانى غير الزعيق عشان تقنعها: يا بنتى ده ظابط .. كاان ظابط .. يعنى عنده إستعداد يغير ف صوته و شكله و مظهره و عينيه و كل حاجه .. كل حاجه عنده إستعداد يغيرها و ببساطه حتى انتى .. كانوا معلمينه و مدربينه يعمل الحاجه و عكسها ف نفس الوقت .. متعلم ازاى يقنعك بالحاجه و ممكن بردوا يقنعك بنقيضها .. حلم ردت بكلام لسانها نطقه لوحده من غير ما يشارك عقلها او حتى قلبها: مالك من النوع اللى معندوش ظاهر و باطن .. شفاف جدا على فكره و تلقائى و عيونه بتنطق بأى حاجه مهما خباها.
أمها لهجتها بتتموّج بين الانفعال و الهدوء بس لسه عايزه تكمّل الحوار و تشوف هياخدهم لفين: و ايش عرّفك إنه مش بيكذب عليكى ؟ هاا ؟ ده اول حاجه بيعلموهالهم الكدب ..حتى عينيه دى سهل يرسملك فيهم اللى عايز يوصّلهولك و من غير مجهود و لا كلام .. مجرد بس شطاره و يقدر يخليكى تقرى فيهم اللى عايز يقولهولك و انتى تفتكريها شطاره منك و هتصدقيها عشان حاسه إنك عملتى مجهود عشان توصللها و عشان منطقهاش بس يوم ما هتكتشفى عكس ده ابسط حاجه هيقولهالك انا مقولتلكيش ده إخبطى دماغك ف الحيط و متولوميش إلا عينيكى اللى شافتنى حلو لمجرد إنها عايزه ده.
حلم قلبها إتوتر و عقلها عاد عليها نفس الجمله على لسان مالك و رغم ده لسه ماسكه ف الحبل اللى ما بينهم: و الله لو هو كده مكنش ده بقا حاله أمها صبرها بيخلص بس بردوا لازم تكسر ثقتها دى او حتى تشرخها عشان توصّلها لإنها تعيد التفكير: و ايه هو بقا ده حاله ؟ حلم ردت من غير ما تفكر: مكنش خسر شغله .. مكنش خسر بيته ...مكنش خسر أهله أمه و أبوه و حتى أخوه .. لو هو بالمكر ده مكنش خسر ده كله أمها بصتلها بذهول: و لسه باقيه عليه ؟ ده واحد عمّال يخسر مره ورا مره و اخرته هيخسرك زى اى حاجه من اللى قولتيها دول و لسه باقيه عليه ؟ تطلعى انتى ايه جنب آهله ؟
حلم قفلت باب عقلها نهائى من اول النقاش: حتى لو ده حصل ف انا اللى هتحمّل نتيجه الخساره دى مش انتوا أمها مش لاقيه حاجه تقولها بس لازم تجاريها: ع الاقل فين اهله دول ؟ خسرهم ازاى ؟ ليه لوحده ؟ حلم إترددت تتكلم بس لازم ترد: مامته و باباه ماتوا أمها بصّت لجوزها اللى قاعد متابع الحوار بصمت و هو شايفُه بياخد مجراه اللى لو كان هو اللى بيكلمها كان هيبقى نفس المجرى: الاتنين ميتين ؟ حلم بصتلها بإستغراب: ايه مبتحصلش ؟
أمها كان عندها خلفيه عن الموضوع من جوزها اللى سأل عن مالك بس عايزه تسمعها منها او يمكن عايزاها هى تسمع نفسها و هى بتقول: ايوه ماتوا ازاى يعنى ؟ حلم إتضايقت و بترد لمجرد تخلص من الحوار ده: كان ف مهمه و الناس اللى قصاده أذوه فيهم أمها بصتلها بذهول: قصدك فشل ف شغله و هما دفعوا الحساب .. حلم نفخت من الكلام اللى بيجر بعضه: ده نصيب .. هما عمرهم كده .. يعنى لو حتى مكنش ف مهمه و لا لو مكنش ظابط خالص مكنوش هيموتوا ؟ أمها مصرّه على نظرتها للموضوع: ده واحد فشل ف مهمته يعنى ف شغله اللى متدرب عليه خمسين الف مره قبل ما يمسكه .. هيفلح معاكى انتى ؟ ده انتى مش عارفه تقوليلى حاجه عِدله عنه .. غير الفشل و الخساره ...مش خايفه ؟
حلم وقفت تعلن نهاية الحوار: لا مش خايفه .. مش خايفه ابدا بالعكس عمرى ما حسيت بأمان غير معاه .. عمرى ما حسيت بوجودى اصلا غير معاه .. كفايه ان حياتى عنده قدام اى اختيار تانى بتبقى هى إختياره مهما كان المقابل حتى لو حياته هو .. انا لأكتر من مره القدر يحدفه ف سكتى هموت و يرمى نفسه ف سكتى لمجرد إنه ميخسرنيش و ده عندى كفايه.
حلم سابتهم و طلعت أوضتها و أمها كلمتها و هى طالعه: بس مش كفايه عندى انا .. مش كفايه ابدا حلم لفّت وشها ليها ببرود: انا اللى هتجوزه مش انتى على فكره أمها إتغاظت من برودها و هى سابتها و طلعت تاخد هدنه مع نفسها تهدى من الثوره اللى حصلت ف عقلها دى ..
عند فهد قاعد بتوتر و بيهز رجله بعصبيه مبالغه .. اللوا مدحت كان موجود معاه و كذا رُتبه و حد كبير و إتفتح تحقيق معاه ف اللى حصل .. فهد بحده: انتوا كده بتشككوا فيا و ف سُمعتى و ده شئ انا مش هقبل بيه اللوا مدحت وقف راح جنبه: يا فهد إفهم، اللى حصل ده مبهم و مش مفهوم و لا واضح خاصة ان محدش فيكم إتصاب لا انت و لا القوه ف لازم يتحقق معاك غير إن كده كده كان لازم يبقى في تحقيق.
فهد وقف و زعّق: افهم ايه ؟ انتوا بتتهمونى يا سيادة اللوا و بشكل مباشر لمجرد إنى متآذتش .. كان لازم امووت عشان اطلع برئ ؟ انا مش خاين و هخون لمصلحة مين اصلا ؟ انا وقفت قصد المحاميه لمجرد بتدافع عن واحد مشكوك فيه إنه له يد ف الموضوع او على علاقه يقوم ههرّب صاحب الموضوع نفسه ؟ اللوا مدح سكت شويه و واحد من المحققين اللى معاه رد: عموما المتهم برئ حتى تثبت إدانته و احنا هنبعت حد يعاين المكان بالظبط و يشوف ملابسات الحادث و تفاصيله و ساعتها نعرف اذا كنت برئ من اللى حصل و لا متورط .. بس عشان تبقى عارف لو التحريات اثبتت إنك متورط انت اللى هتبقى خسران سُمعتك و شغلك و كل حاجه.
فهد بصّله قوى بشرود ! شغله ! يخسر شغله و سُمعته ! عشان شغل فشل فيه ! و لحد ما يثبتوا إذا كان متورط و لا لاء ! يعنى لو حد ورّطه او القدر ما اسعفهوش هيخسر شغله و سُمعته فعلا ! شئ خفى رسم صورة مالك قدامه و كل اللغبطه اللى حصلت معاه و إنه ف يوم و ليله خسر دول فعلا ! ياترى كان فعلا متهم برئ لحد ما لقى حد ورّط إدانته ! و لا كان متهم متورّط فعلا !
عقله كان إبتدى يحطله اعذار و يرسمله منحنيات تانيه للموضوع و يشوفه بنظره تانيه لحد ما فجأه ظهر قدامه شبح اللى حصل معاه ف المأموريه و شكوكه ف مالك و هنا قفل عقله تماما بمنتهى الجمود .. سمحوله يمشى على ذمة التحقيق .. فهد نزل راح المكان اللى حصله فيه اللى حصل هو و القوه .. حاول يوصل لأى حاجه .. حاول يوصل لأى كاميرات ف المنطقه بس مفيش خالص .. مش كمان موجوده و متعطله لاء ده مفيش .. الطريق كان جانبى و مقطوع و معلهوش اى محلات او ناس او حد ..
إفتكر العربيات اللى كانت راكنه ع الطريق وقتها و اللى اكيد لها دور او اللى عمل كده كان راكنها يتدارى فيها .. حاول يوصل لاقرب لجنة مرور ع الطريق بس الحظ مساعدهوش لإن اقرب لجنه كانت بعيده جدا عن المكان ده .. بس قابل ظابط المرور هناك: عايز كشف بكل تفاصيل اليوم امبارح .. كل نمله عدّت سواء راحت او جات الظابط إداله الكشف و فهد بيبص فيه بتركيز و توهان ف نفس الوقت .. اللجنه بعيده عن مكان الحادثه ف مش اى عربيه عدّت من اللجنه هيكون لها علاقه ف ممكن تكون حودت طريق تانى ف المسافه دى ف مش هيعرف يثبت اى حاجه على اى عربيه عدّت ثم ان معهوش اصلا اى مواصفات للعربيات اللى كانت موجوده الظابط سأله: فى حاجه معينه ؟ يعنى معاك مواصفات عربيه ؟ رقمها ؟ شكلها حتى ؟
فهد كشّر لإنه ببساطه ميعرفش و الظابط فهمه و حاول يدوّر معاه على حل: طب شاكك ف حد معين مثلا ؟ تكون الكاميرات للجنه لقطته او عربيه معينه فهد رد على طول من غير ما يفكر: اه ثوانى طلع موبايله و إداله مواصفات عربية مالك و رقمها من صورتها و الظابط بصّلها حفظ شكلها: له سوابق ده ؟ قصدى له مخالفات معاك ؟ فهد إتخنق من اسألته الكتير: ما تنجز تشوف شغلك الظابط: قصدى يعنى ليه شاكك فيه ؟ من ناحية ايه تحديدا ؟ سوابق مخالفات بلطجه ؟ كده يعنى عشان اعرف اساعدك.
فهد مردش لإنه ملقاش عنده اجابه و الظابط دوّر كتير ف كشف المرور بس مفيش عربيه بالوصف ده و لا دى تحديدا عدّت .. شاف كاميرات المرور ملقاش بردوا .. فهد إتضايق من فكرة ان كل طريق مسدود عن قصد .. واضح جدا إنه مكنش بيتعامل مع حد عشوائى .. لاء ده حد محترف و محترف قوى كمان و فاهم كويس قوى هو بيعمل ايه و مش بعيد كان متدرب !
حلم طلعت اوضتها غيّرت هدومها و شغلت ميوزك و حطت الهاند فرى ف ودنها و علّت الصوت قووى .. زى ما يكون عايزه تفصل عقلها شويه او متدهوش فرصة التفكير .. هى عارفه ان غلط و غلط كبير قوى كمان ان الواحد يراهن بكل مشاعره على نفس الشخص، عشان لو حصل و خسر الرهان وقتها هتبقى الخساره اكبر بكتييير من إنها تتعوض ! فضلت شارده بضيق .. هى حاسه بمالك قلبها إنه فيه حاجه غير إنه محبهاش .. لاء هى خدت حبه بس يمكن ثقته هى اللى لسه و هتستناه لحد ما تفهم او يثق فيها..
علّت الميوزك ع اللاب اللى قصادها و فردت ضهرها لورا ع الكنبه و غمضت عينيها بقله حيله و سرحت مع اصاله و هى بتقول: أذهب إذا أتعبك البقاء ... فالأرض فيها العطر والنساء .. والأعين الخضراء والسوداء .. وعندما تريد أن ترانى .. وعندما تحتاج كالطفل إلى حنانى .. ف عُد إلى قلبي متى تشاء .. فأنت فى حياتى الهواء .. وأنت عندى الأرض والسماء ..اذهب متى تشاء لابد ان تعود ذات يوم أغضب كما تشاء .. و أجرح أحاسيسي كما تشاء .. حطم أوانى الزهر والمرايا .. هدد ب حُب أمرأه سوايا .. ف كُل ماتفعله سواء .. وكل ما تقوله سواء .. ف أنت كالاطفال يا حبيبي نحبهم مهما لنا آساءوا ...
اذهب اذا يوما مللت مني .. واتهم الاقدار واتهمني اما انا فاني ساكتفي بدمعتي وحزني فالصمت كبرياء والحزن كبرياء حلم و هى بتدندن معاها: اااه يا ست اصاله .. محدش فاهمك دا ضعف ,, ولا ثقه زياده ,, ولا حُب لدرجه إنك مستبيعه ..!
نعملهم اييه بس .. ﺑﻴﺪﺧﻠﻮﺍ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﻳﺪﻭﺭﻭﺍ ﻉ ﺍﻟﻠﻲ ﺿﺎﻉ ﻣﻨﻬﻢ .. ﻳﻔﻀﻠﻮﺍ ﻳﻜﺮﻛﺒﻮﺍ ﻭﻳﻘﻠّﺒﻮﺍ بمنتهى السكوت و احنا راضيين و مش خايفين بس غير من إننا مهما نديهم ف الاخر ﻳﻤﺸﻮﺍ و ﻧﻔﻀﻞ ﺍﺣﻨﺎ ﻧﺮﺗﺐ ﺍﻟﻠﻲ إﺗﺒﻬﺪﻝ ﺟﻮﺍﻧﺎ ﺩﻩ .. تانى يوم لبست و راحت لمالك شافته نازل على عربيته ف إبتسمت من شكل لقاهم اللى ملخص شكل علاقتهم بالملى .. كل مره يبقى ماشى و تمشى معاه بس لسه مش عارفه هتكمل معاه السكه دى و لا لاء .. مالك سكت كتير: انتى عايزانى ضرورى و لا ممكن امشى دلوقت ؟
من غير ما ترتب الكلام سابته طلع كده لوحده: انا على طول عايزاك و على طول وجودك جنبى و معايا ضرورى و على طول بقابلك هنا و بمشى ف سكتك مالك عجبه ردها و كان هيقول حاجه بس حس إنها متنفعش ف غيّرها: رايح مشوار معتقدش هيعجبك هتيجى ؟ حلم عيونها نطقت بحب: معتقدش هرفض مشوار معاك لمجرد إنه مش عاجبنى .. اى حاجه معاك كفايه مالك إبتسم و مردش و فتحلها باب العربيه دخلت و هو ركب و خدها و مشى لحد ما وقفوا عند مكان معين ف وقّف العربيه و نزل وقف قدامه و هى بصتله و نزلت و بصت للمكان و مش عارفه تسأل !
مالك سآلها بعينيه و هى ردت بإيديها اللى مسكت ف إيده و الحوار كان صامت .. خدها و دخل و دى كانت مستشفى اهل مصر للحروق مالك قعد على حرف سور ف الزرع اللى قدام المستشفى و هى قعدت جنبه و سكت كتير و هى حست إنه بيبذل مجهود فوق الطبيعى عشان ينطق لحد ما خد نَفس طويل و خرّجه مع الكلام: كنت ف مهمه و للأسف فشلت .. مش هقولك اول مره افشل بس كانت اول مره اقع مع الفشل .. يمكن عشان الخساره كسرتنى ف معرفتش اقوم تانى .. او يمكن عشان خدت ف وشها كل حاجه ف متبقاش حاجه اقوم عشانها .. او يمكن عشان لأول مره امد إيدى و ملقيش الإيد اللى تتمدلى .. او يمكن مكنش عندى الدافع اللى اقوم عشانه .. او يمكن كل دول إتحطوا فوق بعض و عملونى كده .. مش عارف !
انتى متعرفيش يعنى ايه ظابط بينزل كل يوم من بيته مصلّى و بيودّع البيت بعينيه عشان عامل حسابه ان مره هينزل و مش هيرجع ! انتى متعرفيش يعنى ايه ظابط ينزل مهمه و هو مش ضامن يرجع سليم و او حتى يرجع و لا لاء ! متعرفيش يعنى ايه واحد يختار يبقى كده بمزاجه و بإرادته و يدى كل ده بحب كمان و يوم ما يقع كل ده يتمحى من قاموسه و يتلخص ف كلمه واحده .. بلطجى .. لمجرد إنه وقع و الكل يتعامل ع الاساس ده و ينسحب من جنبه .. كنت واقع ف الارض و بتفرج على حياتى من برا و هى بتفضى عليا .. كل حاجه بتروح لمجرد حاجه واحده راحت .. خساره ورا خساره لحد ما مبقاش عندى حاجه اخسرها ف كنت هقوم ليه بقا ؟
حلم حاولت تتكلم بس صوتها بيطلع بالعافيه: عشان نفسك يا مالك مالك ضحك بوجع: حتى دى خسرتها .. مبقتش قادر اواجه نفسى حتى بعد كل ده .. حطيت نفسى السبب لكل خساره ف قررت اعاقبها حلم خايفه قوى من اللى بتسمعه او هتسمعه و الخوف إترسم بإحترافيه ف عينيها على هيئة دموع: انت مش وحش يا مالك ؟ مش غلط ؟ و دول اللى يفرقوا معاك بس إنك لا وحش و لا غلط انما اى حاجه تانيه دى اللى من عند ربنا هو اللى بيك من غيرك كاتبها و هتحصل هتحصل .. انت او شغلك مجرد سبب بس عشان إرادته تنفذ.
مالك كمل كإنه مش سامعها عينيه شارده قدامه ف الولا حاجه: جالى تليفون من فهد بيعيط و بس .. متتخيليش انا خدت الطريق ازاى .. كمية الافكار اللى جات ف دماغى وقتها كانت كافيه تهد جبل مش تهدنى .. انا كنت بجرى بالعربيه و ارجع اهدّى و ارجع اجرى و ابطّئ .. تخيلت كل حاجه إلا إنى هرجع ع الألم ده .. تخيلت حتى خسارة أمى و أبويا بس عمرى ما تخيلتها بالمنظر ده .. متخيلتش إنى حتى مش هلاقى لهم جثث .. النار كلت كل حاجه فيهم متبقاش حتى جسم يندفن حلم غمضت عينيها بسرعه قوى و كإن المشهد إترسم قدامها و بسرعه عقلها عاد عليها لحظاتهم مع بعض ساعة حريق المجموعه و خوفه اللى كان هيسترى او مبالغ فيه عليها و اد ايه كانت وقتها مستغرباه بس اهو دلوقت إتفسر قدامها سببه .. كان شايفها آمه و بس .. اللى كانت قدامه كانت أمه .. او هى ف صورة أمه ..
بس مش مهم .. هو شايفها أمه او حاططها مكانها .. مديها غلاوتها ف مكنش عايز يخسرها .. هى كده مهمه عنده و بس و ده اللى هى عايزاه و بس ع الاقل حاليا .. مالك سكت كتير: بعدها اما البيت فضى و الموضوع عدّى لقيت الانابيب اللى شوفتيها دى محدوفه ف البيت و مفتوحه .. يعنى مش حادثه و لا خطأ .. اللى عمل ده حدفها عشان تمحى كل حاجه.
حلم دموعها نزلت من مجرد التخيّل و إفترضت ان الدم ده ليهم مش اكتر .. إتخيلت المشهد بس اللى مقدرتش تتخيله رد فعل مالك بعد ما رجع او اول ما شاف اللحظه .. مش عارفه و لمجرد إنها مش عارفه فتحت قدامه باب اعذار مالهاش اخر لأى حاجه لمجرد ان الدافع كان قوى .. حطتله اعذار لإفتراضات كتير ف دماغها.. مالك بصّلها و حاسس ان حتى الكلام عايز مجهود و هو حاليا مش عارف يبذل مجهود تانى: ممكن تسيبينى لحد ما انا اللى اجى و احكيلك كل اللى عندى .. ساعتها هقولك على كل حاجه من غير ضغط لا منك و لا من نفسى بس يكون عندى إستعداد للكلام و اى نتيجه له حلم سألته و خايفه من الاجابه: مالك انت مبتعملش حاجه غلط مش كده ؟
مالك سكت كتير و مش عايز يكدب عليها و لا عارف يصدق بس قرر يجاوبها بطريقه مغلّفه و بيدعى تفهمه: عارفه، فى حاجه كده مش عارف هتفهميها و لا لاء بس بتقول ضرب الغلط بالغلط صح حلم عقلها إحتار اما فسرها بمية طريقه و تفسير بس نظرة مالك لها و هو مستنيها ترسى حسمت الحيره دى: و انا معاك يا مالك .. بس خليك دايما فاكر إنى إختارتك قصد اى حاجه تانيه .. إخترت طريقك و بس .. و انا لا عمر إختيارى كان غلط و لا جازفت مع الغلط نفسه.
مالك مش عارف يفرح و لا يزعل بس قفل الحوار بينهم على اخر جمله: حطيلى دايما اعذار و دايما خلّى الباب موارب لا ربما تحسى إنك عايزه ترجعى ف متحتاجيش مجهود لده. حلم إبتسمت و عقلها ترجم كلامه على تجربته مع احلام و إنه بس سابها لمجرد إنه مبيرجعش لباب إتقفل ف وشه ف ده معناه إنه بيدلها الطريق إنه مش عايز خسارتها ..
فهد راح لروفيدا البيت و قعدوا شويه بس وشه مكشّر و هى لاحظته بس مش فاهمه: ليه كل الضيق ده ؟ لمجرد إنى قبلت عزومة مالك ؟ اللى هو أخوك ؟ ماشى يا سيدى بلاش منها فهد معندوش مبرر يقوله او مش عايز يقول: لا مش كده انا بس مبحبش إختلاطك بحد او العزومات عموما روفيدا إجابته صدمتها او فاجئتها اكتر من ضيقه: عزومات ؟ انا بقولك اخوك على فكره مش صاحبك و لا صاحبى فهد حاول يهزر: طب جربى كده و تعالى قوليلى صاحبى عازمنا عشان اخدك تباتى عندى يومين ع البورش روفيدا ضحكت قوى على حالته اللى إتشقلبت و هو عايز يقفل الحوار: خلاص هنروح و مش هنطوّل روفيدا عايزه تفهم لمجرد ان الوضع قدامها غريب: انا عايزه افهم يا فهد .. ايه اللى بينك و بين اخوك ؟ ليه بتعامله كده ؟ انت حتى جيت إتقدمتلى من غيره .. من غير ما ترجعله مع إنه المفروض كبيرك .. و لولا بابا راحله يمكن مكنش عرف اصلا ..
فهد مكنش يعرف ان أبوها راحله ف كشّر و هى كملت كلامها: ده انت عزمته زى الغريب و لا كإنك ناقل عليه جميل .. ليه كل ده ؟ فهد سكت كتير بيدوّر على إجابه يقفل بيها الكلام او يهرب بيها: و لا حاجه .. بعد موت أبويا و امى كل واحد فينا إندمج ف شغله مع نفسه و الحياه خدتنا من بعض .. متشغليش بالك انتى .. المهم يلا عشان منتأخرش فهد خدها و مشى و كان مالك كلّم حلم خدها و إتقابلوا ف المكان اللى إتفقوا عليه ..
الاتنين سلّموا على بعض بفتور عكس حلم و روفيدا اللى إتقابلوا ف حضن طويل كإنهم معرفة سنين او غايبين سنين .. طول الوقت بيتكلموا و يهزروا و يضحكوا و الاتنين مراقبينهم و مبيضحكوش إلا لضحكهم و بس و بمجرد ما عينيهم بتتلاقى الضحكه بتتبخّر .. روفيدا لاحظتهم و حبت تدمجهم معاهم ف الجو ف وجّهت كلامها لمالك لمجرد إن عينيه طول القاعده متعلقه بفهد و بيستنى اى كلمه منه و يرد: مالك انت عامل ايه ف شغلك ؟
مالك إبتسم من محاولتها: كويس الحمد لله .. اهو ماشيه روفيدا إتكلمت بعفويه: انت قوى جدا يا مالك .. لمجرد إنك تقف على رجلك من تانى و بالسرعه دى و بالصوره دى دى حاجه ف حد ذاتها محتاجه قوه و اما يبقى عندك القوه دى بعد كل اللى حصل يبقى دى حاجه تعتز بيها مالك معرفش يفرح بكلامها لمجرد إنه كان مستنيه من غيرها بس إبتسم: و لا قوه و لا حاجه .. هى لو محتاجه قوه ف قوة عقل او إراده فهد عينيه شكّلت نظرة تريقه و روفيدا كلامها عليه بس حوارها مع مالك: ما هى دى قوه يا مالك .. دى اقوى قوه يمتلكها الواحد هو إنه يعرف يستنجد بعقله ف لحظة وقوع او ضياع لإن غالبا وقت الألم العقول بتتخدر و قليل اللى بيعرف يرجّع عقله ف رد الفعل وقتها مبيفرّقش بين ذكى و غبى .. مش الواحد لمجرد ما يتشنكل مره يبقى عايز يقعد و يكتئب.
مالك إبتسم من مناغشتها لفهد و هى ضحكت غصب عنها: انت عارف ان فهد من يوم اللى حصل لسه منزلش الشغل و لا عايز و داخل ف مود ابن لذينه مالك إنتبه و بصّله و حاول يجبهاله بهزار: ايه ياض مالك ؟ انت هتقعد تولول من اولها ؟ شغلك معلمكش حاجه ؟ و لا حتى دراستك ؟ ده احنا كنا بنتدّرب على ازاى نقوم من اى وقعه اكتر ما بنتدرب ازاى نمشى فطريقنا فهد إتكلم بغموض و عارف ان مالك هيفهمه: الوقعه اللى بتيجى لمجرد إنك تتشنكل ف طوبه ف طريقك غير الوقعه اللى بتقعها اما حد يحدف الطوبه دى او يحط رجله قدامك يوقّعك .. بتفرق.
مالك إتجاهل تلميحه: كلها واحد و كلها لها تأثيرها يا فهد و القوى بس اللى بيعرف يقوم من تانى مبتفرقش معاه ايه اللى وقّعه روفيدا إتدخلت ف الكلام بينهم و عكتها من غير ما تحس لمجرد إنها الوحيده ف القاعده اللى متعرفش حاجه: على كده مالك بقا الله يكون ف عونه بعد وقعته دى .. انت مش شايفُه ؟ مع انكوا زى بعض و شغلكوا ف يوم كان زى بعض.
مالك حاول يخفف من حدة الحوار بعد ما لاحظ فهد المقارنه ضايقته: لا يا روفيدا الظروف ساعات كتير بتقوم بالواجب .. كل وقعه و لها ظروفها فهد إتريق لمجرد ان الكلمه دى مضايقاه: ظروف ؟ دى حجة الفشل .. مفيش حد مبيتشنكلش فيها و يقع .. بس فى اللى بيدوس عليها و يعدّى و فى اللى بيدوس عليها و يقع تانى مالك فاهم كلامه بيرمى لأيه: ربنا مخلقناش زى بعض .. ده نصيب.
فهد إتكلم بتريقه: لا ربنا خلقنا زى بعض .. و لا ده مش نصيب .. ده ضعف .. ربنا خلقنا زى بعض بعقل و زى الصفحه البيضا و دى حاجات بنشترك فيها كلنا و على حسب استخدام الواحد لعقله و هيستعين بيه ف ايه سواء خير او شر بتتلون الصفحه البيضه دى و تظهر على هيئة إنسان للناس و المجتمع و اللى حواليه .. قفلوا الحوار بالحده اللى إبتدوه بيها بمجرد ما حلم إتدخلت تخرّجهم منه: المهم بقا انتوا فاضين لنا الايام الجايه و لا ايه ؟ انا عايزه ابقى عروسه على حق و اليوم ياخد حقه.
روفيدا للحظه مفهمتش و بصتلهم واحد واحد لحد ما فهمت لوحدها: ايه ده هو انتوا ؟ حلم إستنتجت إنها متعرفش: اه يا ستى تقدرى تقولى إتخطبنا بس لسه الاجراءات التقليديه مش اكتر و مش هتاخد اكتر من وقت .. بس واضح ان فهد مكنش عنده وقت يقولك روفيدا بصت لفهد بعتاب و هو معرفش يبرر: معلش اليومين اللى فاتوا كنت مسقط من اللى حصل ( بص لمالك بتريقه ) ثم ان انا نفسى إتفاجئت زيك مالك إبتسم بحب: مانا قولتلك اللى فيها بقا .. بعدين مانا جايبك عشان كده.
فهد مفهمش و مالك وضح: هتيجى معايا نروحلهم اما يجى وقتها فهد مش عارف يعترض او مش عايز و حلم حست ان مالك بيكسبه .. بصت لمالك بحب إنه لسه بعد ده كله لسه عنده طاقه يدى و هو إبتسملها بهدوء .. القاعده كانت متوتره و بتشد و ترخى من وقت للتانى بس كان فيها حب باهت او عليه تراب عايز يتلمّع عشان يظهر ..
حلم روّحت و أمها قابلتها: طبعا روحتيله كالعاده حلم نفخت بزهق: انا كنت معزومه و اعتقد قولتلك مخبتش أمها بتحاول تختصر عشان الكلام هنا مش معاها هى: البيه هيجى امتى ؟ حلم إبتسمت قوى بفرحه و ثوانى و إبتسامتها راحت بنفس السرعه اللى جات بيها و كشرت: انتى عايزاه ليه ؟ أمها: هو مش دى الاصول ؟ ان البيه يجيلنا البيت و يطلبك ؟ و لا هو مبيفهمش فيها ؟ و لا إكتفى باللى حصل و عارف إنه كده كده جاب رجلك ؟ حلم مش عايزه تضايقها عشان تضمن المقابله تعدى بهدوء مع انها تشك ف ضحكت بهزار: ايه ايه ده كله ؟ حيلك حيلك انتى هتعملى عليه حما من دلوقت و لا ايه يا دودو ؟
أمها متقبلتش هزارها و بصتلها بإبتسامه مصطنعه قوى: كلميه يجى عايزه اقعد معاه حلم بعد ما مشيت خطوتين بحماس رجعت و بصتلها بتردد: هو انتى اللى هتقعدى معاه ؟ بس ؟ آمها بصتلها بتريقه: ايه مش كفايه ؟ عايزه مجلس العيله يستقبلهولك ؟ انتى خلتيلك حبيب اصلا ده انتى عاديتى الكل عشانه.
حلم نفخت بزهق و بتحاول تكسبها: يا ماما انا معادتش حد .. انتى متعرفيش مروان عمل ايه .. ده ولع ف الدنيا لمجرد شافنى معاه كام مره و أبوه بدل ما يقوله غلط بيقوله سيبهولى انا أمها كتمت غيظها: و هو انتى كنتى إحترمتى حد ؟ و لا عملتى خاطر لحد ؟ مستنيه مين يقف معاكى ؟ حلم لسه هتتكلم أمها قاطعتها بزهق و هى سيباها: كلميه يجى ع الساعه تسعه هنستناه و اما نشوف
حلم سابتها و جريت كلمت مالك بلغته و هى بيسمعها بهدوء لحد ما خلصت: مقالتلكيش حاجه تانى ؟ حلم بحماس: هتقول ايه تانى ؟ بقولك هتيجى بالليل و الموضوع يبقى رسمى و تتكلموا ف التفاصيل مالك عايز يسألها عن عمها بس مش عارف يجبهالها ازاى: هى لوحدها ؟ قصدى انتى هتبقى موجوده صح ؟ حلم فهمته بالظبط: متقلقش سيبها على الله و هو هيسهلها
مالك سكت و هى إتغاظت من سكوته اللى مش عاتقُه حتى هنا: اييه ؟ معايا و لا مع الأسف ؟ مالك ضحك غصب عنه على لهجتها: ينفع تقوليلى اجرى يا مجددى ؟ حلم ضحكت بصوت عالى قوى ضحكه ورا ضحكه ورا ضحكه لحد ما خدرت مالك القلب ..
قفلت معاه و مالك لحد بالليل ف صراع مع نفسه مش عارف يحسمه .. شويه بيفكر يروح و شويه بيفكر يجرى بعيد و يقنع نفسه ان ده الصح .. و ف وسط ده كله عينيه متعلقه ع الساعه اللى اول ما قرّبت من تسعه قام لبس و نزل .. وصل ف معاده بالظبط و بيتمنى لو قدامه فرصة الرجوع و ف نفس الوقت مش عايز يرجع .. ضرب الجرس و حد فتحله دخل و قعد إستناهم .. هند أمها فوق مع جوزها: انت مش هتسيبنى لوحدى صح ؟ ثروت سكت كتير: بنتك صممت تمشّى اللى ف دماغها و واخداها عِند .. لازمتى ايه انا بقا ؟
هند راحت عليه بمحايله و هو بيلبس و فضلت تعدله لبسه: ماهى عشان واخداها عِند ف العِند مش هيجيب معاها غير إنه هيزيدها مش هيرجعها .. عشان ترجع محتاجه إسلوب غيره ثروت وشه مكشر: و ايه بقا الاسلوب ده اذا كان بنتك واقفاله من الاول و اى حاجه بتتصدرله و تزقه و تقفلنا ؟ هند فكرت شويه: خلينا بس نقعد معاه الاول و نشوف بعدها هنبقى نتكلم تانى حلم كانت لبست بسرعه اول ما مالك وصل و نزلتله قعدت جنبه: صبّح صبّح مالك إبتسم و للحظه إتخطف من شكلها و لبسها و الفرحه اللى زايده جمالها ..
حلم لاحظته ف هزرت: ميكى .. مش عايزه اوصيك بقا .. انا بتغاظ من برودك لكن انهارده بالذات عايزاه .. انا عايزاك تلاجه بخمس ست ادوار مالك برّق بشكل مضحك: انتى قولتى ايه ؟ حلم كانت فاهمه بس إستعبطت: قولت عايزاك بارد مالك رفع حاجبه: لاء اللى قبلها حلم إبتسمت بصوت رقيق: ميكى مالك عض شفايفه بغيظ: مالك باشا ف لحظه يتقلب على إيدك لميكى ؟ لاء و قبل الجواز كمان امال بعد الجواز هتنيليه لأيه ؟ ميكى ايه يا لوما انتى بتدلعى قطه؟
حلم غمزتله برخامه: لا سيب بعدين لبعدين و بعدين احلى قطه دى و لا ايه ؟ مالك إتكلم بصوت زى الهمس: إتلمى ف يومك ده خليه يعدّى حلم ضحكت بصوت عالى على طريقة كلامه: انت مالك ليه كده عامل زى التلميذ اللى داخل لجنة الامتحان ؟ مالك بصّلها بغيظ و مش لاقى كلام: انتى بتقولى فيها ؟ ده انا .. انا .. انا اللى عمرى ما إتحطيت ف إختبار و لا حتى ف المخابرات و يوم ما اتحط يبقى قدامكم و افضل تحت الميكرسكوب كده حلم ضحكت تانى: و لا ميكرسكوب و لا حاجه دى كلها شكليات.
أمها نزلت على كلامهم و هى اللى ردت: و هى الشكليات دى مضايقاك و لا مضايقاها ف ايه ؟ و لا محدش علّمك إنها اصول مش شكليات ؟ مالك بصّلها كتير و بيحاول يقرا شخصيتها اللى رسمت نفسها من اول ما نزلت او إتكلمت: لا الاصول متزعّلش حد أمها قعدت و حطت رجل على رجل و عمها قعد و الاتنين بيبصوله بجمود و هو حاسس إنه محاصر منهم .. حلم حاولت تفك الجو او تبعتلهم رساله صامته ف قامت جابت الشاى و حطته و قعدت جنب مالك بهدوء تعلن إختيارها او قرارها .. أمها بصتلها و بصتله و إتكلمت بلهجه شبه التريقه: غريبه يعنى .. احنا لا فاجئناك و لا إقتصرنا الموضوع و مع ذلك جاى لوحدك كإنك ملكش حد .. فين اهلك ؟ حلم بصتلها قوى كإنها بتحذرها تعدّى المنطقه دى و أمها إتجاهلت نظراتها و كملت معاه: ايوه عارفين ان أبوك و أمك ماتوا بس فين بقية اهلك ؟ ماهو مش معقول البقيه ميتين ؟
مالك فهم اسلحتها اللى هتستخدمها ف خد نَفس قوى بصوت و رد عليها: لاء ليا اهل اكيد و مش ميتين زى ما قولتى .. بس اكيد مش هجيبهم من اول قاعده و احنا لسه متفقناش حتى أمها مطت شفايفها ببرود: و اخوك ؟ انت مش بردوا ليك اخ ؟ مالك بيحاول يتفادى التفاصيل: بما إنك عارفه ان ليا اخ ف اكيد عارفه شغله ايه .. فهد ظابط و احنا بيبقى ف شغلنا ده وقتنا مش بتاعنا بس نتفق و ربنا يسهل و يبقى فى تعارف أمها ضحكت بتريقه قاصده تستفزه: احنا ؟ انتوا ازاى يعنى ؟ قصدك هو اللى ظابط مش انتوا و لا انت مش واخد بالك إنك إتطردت من شغلك ؟ و لا فاكرنا مش عارفين ؟
مالك حاول يكتم ضيقه و حلم تقريبا فهمت ليه أمها طلبت تقابله و بتدعى ربنا متنجحش ف اللى عايزاه .. مالك إبتسم ربع إبتسامه مصطنعه: لاء عارف إنك اكيد عارفه، ع الاقل بما إنك جايبه تفاصيل العيله و دى اصلا حاجه متتداراش أمها كملت تريقتها: على رأيك .. متتداراش .. دى فضيحه حلم بصّت لأمها قوى: مش نتكلم ف التفاصيل بقا آمها بصّت لجوزها اللى متابع الحوار و سايبهم يخلوه يجيب اخره عشان يستلمه منهم معندوش طاقه: لا التفاصيل دى مع عمك .. احنا لينا عيله و عندنا رجاله و بنفهم ف الاصول مالك بصّله و عمها بصّله و الاتنين نظراتهم قلبت تحدى .. عمها: انت عندك ايه ؟ ايه اللى ممكن تقدمهولها ؟ انت شايفها عايشه فين و ازاى هتقدر بقا تحافظ ع المستوى ده ؟
مالك حاول يبتسم: اللى ف إيدى و مقدرتى هعملهولها أمها: و ايه بقا اللى ف إيدك ؟ تقدر على ايه يعنى ؟ مثلا هتجبلها شبكه اد ايه ؟ هتعيشها فين ؟ هتصرف عليها ازاى ؟ مالك إستغرب اسألتها دى: ايه اصرف عليها ازاى دى ؟ انا عندى شغلى و اقدر اوفّرلها منه اللى عايزاه .. اما الشبكه و الشقه و كل ده ف اى حاجه هى عايزاها هجيبهولها آمها سكتت شويه و هى باصه ف عينيه مباشرة: اى حاجه اى حاجه ؟
مالك مرضيش يرد لإنه حس ورا سؤالها إختبار لإجابته ف محبش يقول حاجه ميطلعش قدها و بص لحلم ترد و هى ردت على أمها: انا مش عايزه حاجه من مالك .. انا عايزه مالك نفسه و ده بالنسبالى كفايه أمها بصتلها قوى كإنها بتحذرها ترد تانى و إلا مش هيعجبها اللى هتعمله: سؤالى له هو عشان هو اللى ملزم بيكى مش انتى مالك بص لحلم تسكت و أمها رجعت بصّتله: حتى لو قولتلك إكتبلها شركاتك ؟
مالك للحظه مستوعبش هى عايزه ايه و بينقل نظراته بينها و بين حلم اللى إتفاجئت بكلام أمها و إتنرفزت لمجرد إنها فهمته اسلوب جديد معاها بدل العِند: مجموعة ايه و هبل ايه اللى عايزاه يكتبهالى ؟ ده شغله يعنى شقاه و تعبه و لو هو رضى انا اصلا مرضاش امها إتكلمت بلهجه براحه: قولتلك كلامى معاه هو مش معاكى و إلا لو الكلام هيبقى معاكى يمشى هو بقا حلم فهمت إنها بتهددها و خافت تزوّد معاها كله يجى على مالك ف رجعت قعدت تانى و بصت لمالك اللى متابع ردودهم على بعض و خايفه قوى من رده .. مش خايفه من الموضوع يتفركش قد ما خايفه متكونش عنده اغلى من كل ده .. جواها حته عايزاه يوافق عشان تعرف قيمتها عنده واصله لفين و حته تانيه مش عايزاه يوافق عشان ميقدمش تنازلات مفروضه او علاقتهم تبقى عبئ بالنسباله و حبهم يبقى مشروط ..
مالك إتوتر من مجرد طلبها للمجموعه تبقى بإسم حلم .. المجموعه بالذات لاء و مش عارف عشان التمن اللى دفعه كان غالى و لا عشان النتيجه اللى هتكون ورا طلبها ده هى اللى هتكون اغلى .. مش عارف .. لو طلبت شقه بإسمها او العربيه او اى حاجه مكنش هيتردد لحظه .. بس المجموعه ؟ أمها رجعت بصت لمالك: مردتش يعنى .. ياترى ده عشان كلامى مش عاجبك و لا معتمد ع المحاميه بتاعتك ؟ مالك إبتسم إبتسامه بس تناسب الموقف: لاء لا محامى و لا حاجه هى بس بتتكلم بالعقل أمها ردت بغضب: و انا معنديش عقل ؟
مالك حاول يبسّطها او يرد بشكل دبلوماسى يرضى حلم نفسها رغم إنه مش طلبها هى: مقولتش ده .. بس انتى لسه طالبه لها عيشه ف نفس مستواها ده و بتتكلمى ف شبكه و شقه و و ف منين هيجى كل ده اما اكتبلها بإسمها شغلى اللى هيجبلها كل اللى عايزاه ؟ أمها معرفتش ترد بس عايزه تقول اى حاجه: خلاص يبقى كل حاجه بتاعتها و بإسمها ع الورق و انت كمّل ف شغلك عادى و كإنك شغال عندها او مشغلهالها و بمرتب مالك وقف يعلن إعتراضه: و انا مقبلش اشتغل عند مراتى .. ده لو كل حاجه اصلا من البدايه بتاعتها انا كنت هنسحب من الشغل عندها لمجرد علاقتى بيها توصل للنقطه دى أمها وقفت قصاده: و انا مقبلش ان بنتى متبقاش معاك ف امان .. انا معنديش غيرها مالك حاول يهدى و يتكلم بالمنطق: و ايه اللى مش هيخليها ف امان معايا ؟ هى الفلوس و الشركه اللى هيجبولها الامان و لا انا ؟
أمها عارفه جرحه ف داست عليه بعنف لمجرد عايزاه يصرخ حتى لو من غير صوت: انت ؟ انت اللى هتجبلها الامان ؟ طب ازاى ؟ هتعرف تحميها مثلا ؟ هتحافظ عليها ؟ كنت حميت أبوك و أمك و حافظت عليهم بدل ما إتيتمت و إتقتلوا بسببك .. كنت حافظت على شغلك بدل ما خسرته .. كنت حميت نفسك بدل ما بين يوم و ليله بقيت رد سجون .. كنت حافظت على بيتك .. كنت حافظت على خطيبتك الاولى .. انت مش بردوا كنت خاطب ؟
كنت حافظت على كل حاجه من دول .. اللى بيخسر حاجه بنقول ده نصيب .. لكن الخساره اما بتلم كل حاجه بتبقى غباء .. ايه اللى يضمنلى بقا ان بنتى مينوبهاش من غبائك جانب و تخسرها زى ما بتخسر دايما ؟ ع الاقل اه الفلوس هتسندها لو بقت لوحدها .. لكن انت امتى حد إتسند عليك و موقعش عشان هى متقعش مالك حس كإن مية جرح و جرح جواه إتفتحوا من الكام كلمه دول و افكاره دلوقت كلها راحت عند نقطه واحده لو مشى دلوقت ايه اللى هيحصل ! حلم من ملامحه اللى نطقت عنه او يمكن عشان هو جواها ف شايفه جروحه اللى بتتفتّح ف وقفت تعفيه من الرد: كفايه بقا .. انا مش هسمحلك بأكتر من كده .. انا كنت عارفه إنك جايباه عشان تستفزيه و بس و عندك امل ينسحب طالما معرفنيش تعملى ده معايا .. بس متخيلتش ابدا إنها توصل لكده و للمعايره و إلا مكنتش وافقت يجى ..
أمها من حالة التوهان اللى بقا فيها مالك حست بإنتصار غريب إنها وصّلته للى عايزاه و طلعت اول سلمه و حست إنها هتنجح حتى لو هتحتاج وقت: ايه غلطت ؟ مش دى الحقيقه ؟ مالك فاجئها برده اللى...