رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل التاسع والعشرون
مالك مع صفوت و هامر رمى عرضه عليه و إستنى رده .. مالك سكت بس صورة حلم بتروح و تيجى قدام عينيه كإن عقله عايز يحطّها دافع قدامه .. بس دافع عِند للغلط او للصح مش عارف .. لسه مش عاارف ! مالك خد نَفس بصوت تقريبا خض الكل: و انا موافق هامر بص لصفوت و إبتسم كإن كان فى بينهم تحدى و كان الدور عليه هو اللى يتكلم: متقلقش نصيبك محفوظ مالك غمض قوى و رجع فتّح ببطئ: هما اد ايه ؟ هامر: 1500 مالك بصّله قوى: نعم ؟ انت فاكر نفسك طالع بيهم رحله ؟
هامر ضحك جامد و مالك بص لصفوت بغيظ على التدبيسه دى: ما تقول حاجه .. انا اه هساعدك بس بمزاجى و مش بالطريقه دى .. ما تفهّمه ان العين عليا اكتر من لو اى مسجّل خطر عملهاله صفوت إبتسم: طيب نقطّعهم مالك رفع حاجبه بغيظ و عايز لو يقوم يضرب الاتنين قلمين: تقطّع ايه هو كيلو جبنه براميلى ؟ صفوت ضحك و مالك ضحك غصب عنه: هما مين دول اصلا ؟ صفوت سكت بحذر و بص لهامر يرد و مالك نوعا ما قلق لحد ما هامر رد: دول فرقه إستعراضيه .. فرقة بنات ف مسرح و معاهم المسئوله بتاعتهم .. عايزك تسفّرهوملى برا .. سفرهم قانونى وحش عليا و عليهم مالك عايز يسمع اكتر: ليه وحش عليك و عليهم ؟ و ليه عايزهم يسافروا اصلا ؟
هامر ولّع سيجارته و وقف: اسألتك كتير مالك مالك وقف بحده: و انا اسف معنديش إستعداد اعمل حاجه مش مقتنع بيها لمجرد إنى معرفش عنها حاجه وقف إتحرك خطوات و الاتنين بصّوا لبعض كإنهم منتظرينه يتراجع او يرضى او حتى يحط شرط بس مالك فاجئهم و مشى .. صفوت راح عليه بقلق: انت ليه سيبته يمشى ؟
هامر: هيرجع صفوت عشان عارف مالك كويس رد بثقه: مش هيرجع و ساعتها انت هتعمل ايه ؟ انا قولتلك حاجه زى دى محدش هيعرف يعملهالك غير مالك .. انا اصلا بثق فيه انت ليه موثقتش فيه ؟ صفوت: عشان اثق فيه كان لازم اختبره صفوت فهم: يعنى انت سيبته يمشى بتختبره ؟ بس سواء رجع او مرجعش هتكلمه ؟ هامر هزّ إيده بسيجارته لاء: سيبه بس يومين و هقولك تعمل ايه.
مالك خرج من عندهم مخنوق .. مخنوق منهم و من نفسه و من الدنيا بحالها .. راح شغله عمل كذا حاجه بس طول اليوم مش مركز .. حلم إتصلت بيه اكتر من مره بس مردش .. هى اللى حطّت بينهم الحاجز ده و هى اللى لازم تكسره .. رجع البيت اخر اليوم ع النوم و بس .. حلم إبتسمت بتوتر و مش عارفه تفتح كلام: احضرلك العشا يلا و مالك صوته متكتف بيطلع بالعافيه: لاء انا كلت حاجه خفيفه برا .. كلى انتى لو جعانه حلم كشّرت: كده من غيرى ؟ طب مين يفتح نفسى دلوقت ؟
مالك مش عارف يبتسم بس بيحاول: معلش انا بس تعبان و محتاج انام سابها و دخل بهدوء ينام و افكار كتير متزاحمه ف دماغه و مش عارف يفكر ف ايه و لا ايه .. تانى يوم الصبح نزل شغله و هناك لقى صفوت مستنيه .. مالك بهدوء: لو جاى تكلمنى ف الموضوع اللى قفلناه ف وفّر على نفسك صفوت كان جاى من غير علم هامر لمجرد إنه عايز يفهم او يتأكد ان مالك فعلا محتاج إختبار: ليه بس فهّمنى ؟ انت رافض العمليه عموما و لا رافض إسلوب هامر و لا عايز تفهم تفاصيل و لا ايه بالظبط ؟
مالك وشه إتغيّر: اما متثقش فيا بالدرجه الكافيه اللى تخليك تخبى حد زى ده عنى يبقى لازم ارفض .. و اما متثقش فيا إنك حتى تفتح بوقك بكلمه و عايزنى انفّذ و بس يبقى لازم تتوقع إنى هرفض صفوت لسه هيرد مالك وقف و زعّق: انا مش آله .. كنت ف يوم من الايام أله بتنفذ و بس و كانت النتيجه ايه ؟ ان الأله دى اما عطلت شوية وقت إترمت ف الذباله و بقى بلطجى و رد سجون ..
صفوت إبتسم بشكل خفى بمجرد ما ظهرت نقطة ضعف مالك كسبب لتمرده: طيب ممكن تهدى .. الموضوع مش زى ما انت فاهم .. مش حكاية ثقه .. ع الاقل من ناحيتى .. انا بثق فيك و انت عارف و اذا كان على حتة إنى معرّفتكش بيه ف متهيألى بما إنك فهمت يبقى كده عرفت السبب .. ف انا من ناحيتى واثق فيك بس الموضوع ف إيده هو و هو مش بيثق ف حد بسهوله .. مش بيثق ف حد اصلا و عشان تكسب ثقته لازم تبقى اهدى من كده و إتناسى فكرة إنك إتباعت قبل كده من شغلك عشان دى غير دى .. شغلنا برغم كل اللى فيه بس اللى بيقدّر بيتقدّر.
مالك ملامح وشه لانت شويه بس جواه بيختنق و صفوت حاول يتمكّن منه اكتر ف كمّل من غير تفكير: طب انت عارف قالى ايه بعد ما مشيت انت ؟ قالى إنه كان بيختبرك و يشوف هتقبل تنفّذ و بس و لا هتحاول تستفسر مالك بصّله قوى: و انت ليه جيت تقولى كلامه ؟ مش خايف مثلا ؟ صفوت سكت شويه: من ايه ؟ مالك بيحاول يلاقى رد مناسب: منى مثلا ؟ اطلع مش اد الثقه دى .. منه هو .. يخوّنك لمجرد قولتلى.
صفوت إبتسم: منك انت لاء .. احنا سكتنا واحده و اى واحد مننا هيقع منها هيوقّع التانى .. اما هو ف زى ما قولتلك دى طبيعته و إختباراته ع الكل حتى انا و لحد دلوقت رغم إننا شغالين مع بعض من سنين مالك بصّله بفضول: انت شغال معاه بقالك اد ايه ؟ صفوت حاول يتكلم بحذر: يعنى من فتره طويله .. كنت شغال لحسابى و شغل متقطع لحد ما إتقابلنا ف نقطه مالك مط شفايفه ببرود: خلاص سيبه صفوت: و هتعمل ايه ؟
مالك ببرود: و لا حاجه .. هو اللى هيعمل سيبه لحد ما يقرر صفوت: خلاص و عموما لو كلمنى هقولك .. المهم دلوقت عايزك ف حاجه مالك رفع حاجبه: لاء انت كده فاهم غلط .. مش بريموت انا صفوت ضحك: لاء هى حاجه عاديه و خفيفه .. ميرنا يومين و هترجع امريكا و كنت عايز اخلّص حسابات البنوك .. يعنى المحامى يشوف الحسابات و يظبّطها و تتحط نسبتها ف الحساب بتاعها مالك إبتسم: مفيش مشكله .. بس انت هتسفّرها بالفلوس و لا ايه ؟
صفوت سكت: مش عارف بس الفلوس دى لازم تخرج مالك سكت كتير: انا ممكن اسفّرهالك .. إدينى انت شوية وقت كده صفوت إبتسم بحماس: خلاص حطّها ف البنك دلوقت و وقت ما تبقى جاهز هسيبلك ارقام الحسابات هنا و برا و إتصرف مالك هز راسه و صفوت إتكلم و هو ماشى: هكلمها و هى ساعتين تلاته و هتجيلك مشى و فعلا كلّم بنته و شويه و راحت لمالك ..
مالك إبتسم بهدوء: يعنى مكنتش اعرف إنك سريعه كده .. و ده بقا يرجع لإنك عمليه و لا مصلحجيه ؟ ميرنا ضحكت جامد مع ان ضحكتها هاديه: الله يسامحك مالك ضحك معاها: ايوه ماهو اما الحوار يبقى فيه فلوس و شغل و أبوكى يقولى ساعتين تلاته و ف اقل من ساعه الاقيكى قدامى يبقى يا انتى عمليه و مركزه ف شغلك يا انتى مصلحجيه و الفلوس هى اللى شغلك.
ميرنا عايزه تقوله إن لا الفلوس و لا الشغل اللى جابوها .. حاجه جواها اللى جابتها بس مش عارفه تقوله كده: و لا دى و لا دى مالك رفع حاجبه بإبتسامه خفيفه و هى حاولت تعدل إجابتها: يعنى كنت فاضيه ف جيت اول ما بابا كلمنى مالك إتقبّل إجابتها: خلاص هتقعدى شويه مع المحاسب هيشرحلك و يوريكى اوراق و شيكات خاصه بيكى بعدها نروح البنك عشان تدخل ف حسابك و اخلصلك إجراءتها.
ميرنا إبتسمت برقّه: اروح معاك دى ماشي لكن القاعده مع المحاسب و شغل الحسابات دى ماليش فيه .. ممكن تخليه انت يخلصه لحد ما اخد معاك قهوه مالك بتلقائيه ظهرت قدامه صورة حلم و إتخيّل شكلها لو دخلت عليهم و ظهرت على وشه بسرعه إبتسامه و إختفت بنفس السرعه و كشّر .. ميرنا لاحظت ملامحه اللى بتتبدّل و نسبتها لنفسها: طيب انا ممكن اقوم لو متضايق كده مالك إنتبه لها: لا خالص انا بس سرحت .. ممكن تاخدى قهوه ماشى لحد ما اكلمهم يخلّصولك الاوراق بتاعتك طلبلها قهوه و كلّم المحامى خلصلها كل حاجه و خدها و نزل راحوا البنك ..
خلّصلها الإجراءات و دخّل الفلوس لحسابها و خدها و خرج .. بيتحرك للمخرج من البنك لمح حلم داخله و معاها واحده صاحبتها .. مالك غمّض عينيه قوى بغيظ و ميرنا مستغربه وشه و غيظه و عينيها راحت مع عينيه تشوفها مركزه مع مين لحد ما شافت حلم .. إبتسمت إبتسامه غريبه عشان إفتكرتها و مالك بيحاول يلمّ الموقف اللى هيبقى اكبر من غيره .. هو هنا اصلا ليه و ليه مع دى و ليه بيحطلها فلوس ف حسابها ؟ طب يجهز اجابات و لا يكذب و لا ينسحب ؟
ميرنا: هى دى مراتك صح ؟ مالك برغم إنه كان يقدر ينسحب بطريقه خفيّه إلا إنه مقدرش يعمل كده و ساب ميرنا واقفه و راح على حلم اللى كانت شافته بمجرد ما إبتدى يقرّب و عينيها لمحت ميرنا وراه و هى كمان إفتكرتها .. مالك راح عليها و إبتسم .. مسك إيديها باسها و لف إيده التانيه حواليها و ضمّها قوى كإنه نسى الموقف و اللى قبله و اللى بعده و عايز يقولها وحشتينى بس قالها بعينيه .. حلم إتجاهلت ده كله او تقريبا مشافتهوش من عينيها اللى متحركتش من على ميرنا: مين دى ؟
مالك إبتسم بغيظ: مفيش صباح النور بدل اللى مقولتهاليش الصبح دى ؟ مفيش عامل ايه ؟ اخبارك ؟ اى حاجه حلوه ؟ لازم روح المحاميه اللى جواكى تحضر على طول ف المواقف اللى زى دى حلم دلوقت بس عينيها إتشالت بالعافيه من على ميرنا و لفّت وشها له: خلصت ؟ ماشى صباح النور مع إنى شايفه صباحك منوّر اهو .. هاا مين دى بقا ؟ مالك متغاظ و عايز يطلّع غيظه منها فيها و يديها بالقلم ف شدد بدراعه على راسها اللى ضاممها عليه و ميّلها بغيظ: انا صباحى مبينوّرش غير بيكى على فكره و انتى عارفه ف متستعبطيش حلم ضربته بالكوتشى بتاعها على طرف رجله و هو إتنطط بيها: واضح إنك انت اللى بتستعبط و ناسى إنك انت اللى قولتلى ان شغل اللف و الدوران ده شغلة المحاميين.
مالك باس راسها: دى واحده عميله و حلم كمّلت كلامه هى او صححّته: دى بنت واحد عميل مش هى اللى عميله مالك رفع حاجبه و هز راسها برخامه: و اما انتى فاكره بتستعبطى ليه و لا هى رخامه و خلاص ؟ حلم مش عاجبها ردوده او طريقة ردوده: ايوه بردوا عميله بنت ... بنت مالك حط إيده على بوقها و كتم ضحكته مع بوقها: عميل .. بنت عميل .. عيب حلم شالت إيده بغيظ و مصممه تسمع إجابته: ايوه اى بلا ازرق على دماغها .. هى هنا بتعمل ايه معاك ؟
مالك حاول يوضّح: هى كانت ف المجموعه و حلم نزّلت إيده من عليها و بصّتله و وشها إتغير: و كانت عندك ف المجموعه بتعمل ايه ؟ مالك ضحك غصب عنه ع الاجابه اللى مش عارف يجمّعها او يزوّقها او يخترعها اصلا .. ماهو اصل هيقول هى عنده ليه .. كانت فعلا ف شغل بس مينفعش يقول الصح اللى من ناحيه تانيه هو غلط ..
حلم بصّت ف عينيه مباشرة و عشان هو تلقائى معاها قرت جواهم بسهوله إنه بيحاول يرتب جمله مفيده: مفيش داعى ترد عينيك ردّت عنك إتحركت تمشى و مالك مسكها بجديه و باس إيديها: انا خلصت و كنت همشى بس حلم رجعت نزّلت إيده تانى: بس ايه ؟ لا مفيش بس و لا حاجه إتفضل يلا و انا هروّح مع صحابى عشان لسه ورانا شغل و متقلقش معايا عربيتى مالك إنتبه لهم و سألها: انتى كنتى هنا بتعملى ايه ؟ حلم دوّرت وشها: متأخر قوى يا مالك مالك للحظه قلبه إتقبض: ايه ده اللى متأخر ؟
حلم بصّت ف عينيه قوى اللى بقوا بيقلقوها: سؤالك .. اللى المفروض تطمن عليا بيه اول ما شوفتنى مالك غمض عينيه بضيق و هى إتكلمت بلهجه ناشفه و هى بتمشى: كنا بنخلّص حسابات بردوا بس متقلقش مش زى حساباتك سابته و مشيت من غير ما تديله فرصه يعترض .. او هو اللى ما صدّق الموقف إتلم .. راح على ميرنا اللى متابعه الموقف من بعيد: معلش حلم كانت هنا و روحتلها و نسيت نفسى ميرنا كشّرت: لا انت نسيتنى انا مش نسيت نفسك .. و لا واحد ؟
مالك حاول يقفل الكلام و السكه دى كلها: طيب يلا هرجّعك ع المجموعه و امشى و ميرنا إستغربت: المجموعه ؟ ليه ؟ مالك: عشان عربيتك .. انتى ناسيه إننا سيبناها هناك و جيتى ف عربيتى ؟ ميرنا كشّرت: طيب ما توصلنى ع البيت و ابقى إبعت العربيه مع حد من الحراسه مالك حاول يعترض بس ف عينيه الاتنين واحد .. كده هيوصّلها لمكان و كده هيوصّلها .. ف خدها وصّلها ع البيت و مشى .. حلم كانت بعد ما سابته خرجت راحت على عربيتها بغيظ .. غيظ منه و غيظ من بروده و غيظ من نفسها إنها مزعّلاه و غيظ اكبر إنها سابته و غيظ اكبر و اكبر إنها مجابتهاش من شعرها ..
قبل ما تتحرك بعربيتها شافتهم خارجين و مالك واخدها ف عربيته و مشيوا .. حلم ضربت الدريكسيون بعنف: ماشى يا مالك مشيت وراهم بمسافه بعيده و ف الجهه اللى قصادهم بحيث مياخدوش بالهم و فضلت لحد ما مالك نزّلها عند فيلا المنصوريه و ميرنا نزلت و بتحاول تعزمه يدخل و ف الاخر دخلت و مالك مشى ..
حلم اما لقته واخد طريقه للمجموعه مشيت لحد ما موبايلها رن بيه .. بصّتله بضيق و رجّعته تانى مكانه و مالك رن مره ورا التانيه ورا التالته بس عِند جواها سيطر عليها خلاها متردش عليه بس لمعت ف دماغها حاجه و ببساطه عملتها .. طلعت ع الشركه تبعهم و اول ما وصلت مروان قابلها بجمود اللى داب شويه شويه قدام ضحكتها: صباح الخير يا مروان.
مروان إبتسم غصب عنه: صباح ايه اللى بعد الضهر ده حضرتك ؟ خير اول مره تيجى لوحدك من غير ما ازن عليكى حلم ضحكت بخفه: يا سيدى اى حاجه .. بعدين انا حسيت إنى بقالى كتير مجيتش ف قولت ابص كده و لا مبقاليش مكان و لا ايه ؟ مروان ميعرفش بإتفاق أبوه مع مالك ف رد ببساطه: لا يا ستى مكانك موجود ف كل حته كان ليكى فيها مكان ف يوم.
مالك كان اما رن عليها و مردتش حاول يخمن هتكون فين بس بمجرد ما قرّب من المجموعه شاف عربيتها قدام الشركه ف ركن و طلعلها و وصل على رد مروان ..
مالك وقف مكانه بغيظ اللى كان من مروان بس .. لكن بمجرد ما حلم شافت مروان مركز على حاجه وراها و إلتفتت وراها و شافته و شاف على وشها إبتسامه مقصوده عرف إنها بتردهاله او وجودها هنا قصد .. كان جاى عايز يراضيها او يتكلم معاها بس الموقف حسسه إنها خدت حقها و زياده ف لفّ و خرج بهدوء .. حلم حسّت إنها زوّدتها قوى او مكنش ينفع ابدا الموقف .. خرجت وراه و لحقته على اخر لحظه قبل ما يتحرك و فتحت و ركبت جنبه و هو مشى ع البيت .. دخلوا بصمت و الاتنين بيتجنّبوا بعض .. حضّرت غدا سريع و كلوا ف صمت مميت و قعدوا يشغلوا وقتهم بالتليفزيون مره و موبايلاتهم مره و المشهد بينهم كإنه صامت او متحرك ..
لحد ما مالك قطع الصمت ده و دخل ينام و هى دخلت وراه و الفجوه بتكبر شويه شويه بينهم .. تانى يوم مالك صحى على خبط ع الباب ورا بعض فقام مخضوض و حلم قامت تلبس و هو خرج فتح .. مالك بقلق: فهد فهد وشه مخضوض: مالك معلش ممكن تخلى حلم تنزل مع روفيد شويه لحد ما ارجع بيتكلم و هو نازل و مالك مسكه و شبه نازل وراه: فى ايه ؟ مالك ؟ و روفيدا مالها ؟ فهد بقلق: معرفش صحيت من النوم إستغيبتها جنبى بحسبها ف الحمام بس لما اتأخرّت قومت اشوفها لقيتها واقعه ف الارض مغمى عليها و شكلها تعبان و متلجه و اما فاقت بتنهج.
مالك حاول يطمنه: متقلقش روح جنبها و انا هكلم دكتور يجى فهد كإنه من اللغبطه كان ناسى و رايح هو اللى يجيب الدكتور: طيب طيب بس خلّى حلم تنزل معاها .. هى شكلها تعبان و انا مش عارف اتصرف هى اصلا من بالليل مش مظبوطه مالك حاول يهدى و هو بيزعّق عشان ميخضهوش: من بالليل و ساكت ؟ انت اهبل ؟ مكلمتنيش ليه ؟ فهد تهته: انا قولت اكيد نايمين مالك بصّله بغيظ و كوّر إيده بغيظ ف وشه كإنه هيضربه و بإيده التانيه بيتصل بالموبايل على حد ..
حلم كانت لبست و نزلت ملقتهومش برا نزلت على شقة فهد لقيتهم ع الباب: فى ايه ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟ مالك شاورلها تدخل مع فهد: حبيبتى ادخلى شوفى روفيدا معاه عقبال ما اكلم دكتور فهد اخد حلم و دخل عند روفيدا و مالك إتصل: دكتور رياض إبعتلى حد من عندك ف المستشفى ع البيت دكتور رياض: خير ؟ فى حاجه و لا ايه ؟ مالك زعق: انت هتحقق ؟ إخلص إبعتلى حد مرات اخويا مغمى عليها من وقت طويل و تعبانه دكتور رياض: طيب طالما بسيطه انا ه مالك مكملش و قفل ف وشه و نزل خبط على شقه فهد و دخل عندهم ..
جوه حلم دخلت مع فهد اوضة النوم لقت روفيدا ف السرير بس وشها اصفر و شاحب و عينيها بتقفل و تفتح لوحدها بتعب .. حلم جابت مايه بارده غسلتلها وشها و برفان و إبتدت تفوّق فيها لحد ما بتفوق شويه شويه و فهد جنبهم متابعهم بقلق .. مالك واقف برا و فهد نده عليه دخل بإحراج معاهم لحد ما الدكتور جه .. حلم: طب اخرجوا دقيقتين معاه لحد ما اساعدها تغيّر هدومها مالك خرج و فهد وراه و هى ساعدت روفيدا تقوم و غيّرت هدومها .. برا مالك خرج و إتفاجئ بدكتور رياض هو اللى جه بنفسه مع إنه قايله إبعتلى حد او مكنش متوقعُه هو .. لسه مالك متكلمش و فهد خرج و بص لدكتور رياض قوى و إفتكر اما راحله المستشفى بتاعته اخد منه الرصاصه اللى خرّجها لمالك و طابقها بنوعية رصاص مسدسه ..
فهد كشّر و وشه إتغيّر اول ما شافه و مش عارف عشان الذكرى و لا عشان الوساوس لسه جواه .. مالك بص لفهد و تقريبا فهم هو بيفكر ف ايه و دكتور رياض كمان إفتكر و التلاته بصّوا لبعض بتوتر .. فهد بصّ لنظراتهم لبعض و بينقل عينيه بين الاتنين بس كلامه لمالك: هو تبعك ؟ مالك لسه منطقش فهد بصّله بصه ملغبطه مش مفهومه: واضح إنه تبعك .. اصله اما يعمل كل ده عشانك لازم يبقى تبعك مالك سؤاله طلع لوحده بحذر: عمل ايه ؟ فهد بنفس لهجته بغموض: يجيلك لحد البيت مع إنه دكتور كبير و صاحب مستشفى مالك ملحقش يرد من حلم اللى فتحت الباب فقفلت حوارهم او تقريبا نجدته: مالك .. روفيدا جاهزه لو الدكتور وصل.
مالك بص لفهد ع الباب و فهد دخل الاول شافها بعدها شاور للدكتور يدخل: إتفضل كشف عليها بشكل سريع مختصر يشوف سبب تعبها مش اكتر و طلب تحاليل .. فهد: ايه التحاليل دى ؟ دكتور رياض: عشان نشوف السبب بما إنها كويسه فهد زعّق و كإنه ما صدق لقى سبب يزعق عشانه: كويسه ازاى انت مبتشوفش ؟ مالك لف دراعه على كتف فهد: إهدى بس هو قصده مفيش حاجه تقلق .. المهم كلّم حد من المستشفى عندك يجى ياخد العينه هى مش هتنزل دكتور رياض فعلا كلّم ممرضه جات خدت منها عينة دم و رجعت المستشفى و خرج برا و مالك وراه ..
مالك: هعمل قهوه لحد ما المستشفى تكلمك مالك عملهم قهوه و فهد طول الوقت مراقب حركات وشهم و نظراتهم و بيحاول يستشف منها علاقتهم واصله لفين .. قعدوا ف قاعده متوتره شربوها و ربع ساعه و كلمته بلّغته بالنتيجه .. دكتور رياض إبتسم لفهد: اهو طلع مفيش حاجه يا سيدى .. إبنك بس شكله هيطلع غلس لأبوه و عايز يعمل قلق و خلاص.
فهد تقريبا مستوعبش او تاه ف جملته لحد ما مالك فوّقه بحضنه: مبروك يا حبيبى .. الف مبروك لحبيب عمو فهد إبتسم بهزيان و طلعت منه ضحكه ملغبطه بتوهه و مالك هو اللى عينيه دمّعت بفرحه و الاتنين بيضحكوا .. الدكتور إستأذن مشى و الاتنين بيضحكوا و بس و كإنهم لأول مره بيفرحوا او بيعوّضوا اللى راح منهم .. حلم خرجت على صوتهم و إستغربت حالتهم: الدكتور قال ايه ؟ روفيدا خرجت من غير كلام وقفت تسمع و فهد راح عليها حضنها قوى: مبروك يا قلب الفهد .. مبروك يا ام مالك مالك الكلمه اللى طلعت من فهد بتلقائيه خطفته .. إنه هيسمّى بإسمه و إنه لسه محتفظ بمكانه جواه مهما حصل .. روفيدا فهمت و إبتسمت: انت خلاص سمّيته مالك ؟
مالك رفع حاجبه و بصّلها من بعيد من غير ما يتكلم و هى ضحكت بإحراج: و الله ما اقصد بس قصدى خلاص قرر إنه ولد مالك إبتسم قوى بحب و راح عليهم باركلهم: يا ستى واد بنت المهم تكونوا بخير و تقومى بالسلامه حلم شافت عيون مالك بفرحتها قوى و قدرت تلمح من جواهم دمعة الفرحه المكتومه بس هى قراتها دمعة حرمان او جرح منها و إستغبت نفسها ف اللحظه دى قوى لما إكتشفت إنها مش حارماه من الخلفه دى حارمه نفسها من فرحة عيونه دى .. روفيدا ملاحظه نظرتها لمالك فمسكت إيدها و حبت تهزّر: عقبالك يا لوما و نعملها سوا حلم وشها متضايق بس من نفسها هى مش من الكلام: ربنا يسهل.
مالك لاحظ تكشيرتها و ضيقها و ردّها المختصر و ده خنقه و كإنه بيتجرح منها من تانى او بيحس دلوقت بس بقيمة اللى عملته .. مالك إستأذن و خد حلم و نزل و سابهم .. نزل شقته مخنوق و بهدوء دخل لبس و هى راحت عليه: انت نازل و لا ايه ؟ مالك إبتسم إبتسامه خفيفه: اه شغلى خلاص الساعه عدّت سبعه و مش هعرف انام تانى كده كده ف هنزل حلم مسكت إيده و هو قصد ميبصّش ف عينيها: طب اقعد نفطر سوا مالك بإختصار: لا مليش نفس سابها و نزل و هى إتخنقت من نفسها و الظروف اللى معانداهم و الفجوه اللى إتولدت و بتكبر بسببها ..
هامر إتصل بصفوت راحله و الاتنين قعدوا يتكلموا ف الشغل بينهم .. صفوت: بردوا مصمم على مالك يقوم بالعمليه دى ؟ هامر برغم إنه متردد من ناحية مالك: و لسه عند رأيى صفوت: مع ان دى عمليه بسيطه و اى حد ممكن يقوم بيها و بدون غلطات كمان .. مالك مش عايز يغوّط اكتر و انا سايبُه يجى واحده واحده من غير ضغط عشان مبيجيش لا بالضغط و لا بلوى الدراع و لا دى جرة رجل؟
هامر: بالظبط كده .. يبتديها بعمليه بسيطه و بعدين كل حاجه هتيجى تباعا بعدها .. تعامله معايا هجيبه مره واحده .. يعنى لو عدّى من المرادى هشدّه معايا مباشرة .. خطوه خطوه متنفعش معايا انا بالذات لإنه هتديله وقت و الوقت ده هيحط قدامه فرصة تفكير و واحد بعقلية مالك انت عارف كويس قوى إتشكّلت ازاى انا مش ضامن لو فكّر ازاى هيبقى شكل تفكيره صفوت سكت بترقّب: لو عدّى المرادى ؟ هو لسه كده معداش ؟ انت قولت لو وافق على اى حاجه و اى مقابل و اى سبب يبقى فى حاجه مش مظبوطه و اديه باع الليله كلها.
هامر سكت بتفكير: و يمكن عارف إنك هتفكر بالشكل ده فعمل اللى يوصّلك لنفس النقطه صفوت مش مقتنع تماما: و بالشكل ده ايه اللى هيثبتلك إنه ف السليم؟ هامر: لو العمليه دى بالذات هى اللى عدّت .. مالك لو مش مظبوط فى حاجه هتبقى مش مظبوطه ف اللى جاى مهما كان ذكى و بالذات ف عمليه زى دى فيها تهريب بنات برا و شغلهم برا اكيد متوقع شكله صفوت وصل لتفكيره: عشان كده حطيت رجله ف عمليه زى دى ف الاول تجيب بيها رجله لعندك ؟ هامر بتأكيد: اه ... هسألك السؤال اللى كان لازم انت اللى تسأله.
شغل المجموعه و الحراسه واجهه مستخبى وراها شغلنا و مع ذلك عشان مالك له إسمه و سُمعته المجموعه و الحراسه إشتغلت و بقا يجيلكوا طلبات حراسه و انت بنفسك متابع مع سالم المحامى و كامل و عارف الحراسه بتشتغل و المفروض السلاح اللى مالك بيقدّم عليه و ياخده بنهرّبه من تانى ناحيه للى عايزينه يبقى هو هنا بيشغل المجموعه بالحراسه منين ؟ صفوت بصّله قوى بإنتباه و بيحاول يلاقى اجابه مناسبه: مالك بيتصرف هامر مقتنعش: بيتصرف منين بقا ؟ ماهو لو بياخد السلاح و يهرّبه و يرجع يجيب سلاح للمجموعه يبقى مبيعملش حاجه و اعتقد إنه مش اهبل للدرجه دى صفوت سكت بتوتر و ندم للحظه لو مكنش وصل الاتنين ببعض ..
هامر: إتصلى بقا بيه يجيلى و متقولهوش حاجه .. خلّيه بس يجيلى صفوت كلّم مالك اللى كان متوقع إتصاله و فعلا شويه و راحله .. مالك بهدوء: بس انا موافقتش و لا إتفقنا هامر: و انا جايبك عشان نتفق .. انت عايز ايه بالظبط ؟ و بلاش حكاية ان مش عايز تغوّط اكتر ف الطريق ده عشان مش منطقيه .. الشمال واضح و اليمين اوضح و اول خطوه ف اى جهه فيهم بمجرد ما إختارتها اول خطوه زى اخر خطوه.
مالك ساكت تماما عشان عارف ان كلامه اصح من إنه يترد عليه: فى حاجات بالنسبالى مرفوضه تماما .. ماليش ف الدم و لا الشرف .. انا حتى تهويش المحكمه عملته لمجرد إنه كان مش اكتر من تهويش و فوضى لناس شايفينى بقيت بلطجى و مينفعش بلطجى يبقى موجود بينهم صفوت إتوتر و مالك بص عليه: و اعتقد إنك عارف ان لو كان فى حاجه تانيه ف انا مكنتش عارف بيها هامر ضحك بصوت عالى: مش عيب اما واحد زيك كان ظابط و مخابرات كمان يقول ماليش ف الدم ؟ دى اول حاجه بيعلّمهالكم و بتوصل للدم البارد كمان مالك دوّر وشه و غمّض عينيه قوى و هامر مط شفايفه ببرود: اما الشرف ده ف شغلانتنا مبنتكلمش بالمنطق ده و عموما متقلقش من الناحيه دى ف السليم مالك قرفان جدا: امال عايز تسفّر بنات و بالعدد ده و برا ليه ؟
صفوت هنا اللى رد: هما موافقين .. عايزين تأشيرات عمل و فيز برا و مش طايلين و احنا بنخلّص الحاجات اللى زى دى لآى حد و بناخد نسب .. مش شرط بنات و لا بنبقى مسؤلين عنهم برا .. احنا بس بنخلّصلهم اللى مش بيخلص قانونى و هما حرين ف اللى بعد كده مالك سكت كتير: اشوفهم هامر بذهول: تشوف ايه ؟ بقولك 1500 فرد مالك وقف بجمود: اتأكد من كلامك الاول و اتأكد منهم و من إنهم مسافرين برضاهم و مسافرين ليه بعدها انا اللى هخلّصلهم الورق.
هامر نفخ بعنف و صفوت بصّله بهدوء و رجع بص لمالك: خلاص إدينى يومين هكون رتبتلك معاهم .. بس عشان تبقى عارف مش كلهم هتعرف تقابلهم مالك: و مش هقابل واحده و لا اتنين .. قابلنى باللى تقدر تجمعهم و إلا مش هعمل حاجه .. اتطمن الاول إنهم مش اكتر من هجره حتى لو غير مشروعه غير كده خاف منى و من اللى هعمله هامر بصّله بقلق و إبتدى يقلق بجد بس من وجهة نظره عقليه زى مالك تستاهل الصبر .. مالك سابهم و مشى مخنوق منهم و من نفسه و من البيت و من حلم و من الدنيا بحالها و بيتمنى بس لو مسموحله يختفى منها ..
ف الشركه عند مروان بينفخ بغيظ و رايح جاى بالموبايل ف إيده .. أبوه دخل عليه: انت بتتصل بمين و مشغول كده بالموبايل من الصبح ؟ مروان بغيظ: حلم .. معرفش مبتردش ليه ؟ أبوه بصّله بذهول: انت بجد مش عارف مبتردش عليك ليه ؟ انت مستنيها ترد اصلا ؟ مروان نفخ بضيق: كانت هنا امبارح و قبل ما تقول حاجه هى اللى جات من نفسها و كنا كويسين و بتضحك و نهزر لحد ما زفت جه إتقلبت ...ده سابها و مشى و هى جريت وراه.
أبوه بيبصّله بخيبه على إنه مش عارف يتخطاها برغم ده كله: و مين قالك إنها كانت جيالك انت اصلا ؟ و سابتك و راحتله ؟ مش يمكن كانت من الاول جياله هو ؟ مروان مفهمش ف بصّله بإستغراب: جياله هو هتجيله على عندى ؟ ايه غلطت ف العنوان مثلا؟ أبوه نفخ بزهق او نفاذ صبر: مش يمكن بتضربه بيك ؟ مختلفه معاه او مش عارفه تجيبه ف بتجيبه لعندها بيك ؟ مروان مش عايز يقتنع مع إن الحقيقه واضحه قدامه: انا عايزها ف شغل اصلا أبوه بصّله بتردد: شغل ايه ده ؟
مروان بزهق: عميل جديد للشركه و عايز نتفق و نمضى العقود معاه أبوه كان هيقوله على إنها إتنازلت عن كل حاجه بس إفتكر كلام مالك ف إتردد: خلّص انت و لو إحتاجت حاجه اعتقد فى محامى تانى مروان لاحظ لهجته اللى إتغيّرت: يعنى ايه ؟ هى لازم تبقى موجوده .. ده عميل جديد و داخلين صفقة شراكه سوا و هى شريكه مش مجرد محاميه هتوثّق عقود أبوه إتنرفز: عشان هى إتنازلت عن كل حاجه مروان إتصدم و بص لأبوه بإتهام او شك: و ايه اللى يخليها تتنازل ؟ هتعمل ده ليه ؟ و من نفسها كده ؟
أبوه لاحظ نظراته ف نفخ بغضب: لا عشانه .. إتنازلت عشانه .. عشان تاخده ف المقابل .. عندها إستعداد ترمى كل حاجه مقابل هو .. او هى مدياه الثقه دى إنها هتتنازل عن كل حاجه ف مقابل هو مروان بصّله قوى: يعنى ايه هى مدياه الثقه إنها هتتنازل عشانه ؟ أبوه دوّر وشه و مروان صمم يسمع الاجابه لحد ما أبوه زعّق و هو ماشى: عشان هى لسه متعرفش .. انا قولتله لو خدتها مش هتاخد قشايه فوقها و هو وافق .. ف ياريت تفوق انت بقاا سابه و مشى و مروان فضل واقف مكانه بغيظ ..
عدّى يومين و مالك و حلم بيتجنبوا بعض و الحاجز اللى بينهم بيعلى اكتر .. هى عارفه إنها غلطانه ف حاجات كتير بس مصممه تكسر صمته من غير ما تاخد بالها إنها بتكسره هو كمان مع الصمت ده او بتكسر ثقته فيها .. و هو معندوش طاقه للكلام او العتاب .. الطاقه اللى عنده يدوب مكفياه يتنفس و بس .. صفوت إتصل بيه بعتله مكان هيتقابلوا فيه و مالك نزله و إتقابلوا .. مالك ركن عربيته و نزل منها ع العنوان اللى خده منه ..
صفوت: انا جمّعتلك الناس و خليت المسؤل اللى بيتعامل معاهم بجمّعهم بحجة محتاج اوراق منهم مالك إتنفس بالعافيه: عايز اقابلهم لوحدى صفوت شاورله يدخل و بعد ما مالك إتحرك كام خطوه وقف على كلامه: على فكره انت اللى قولت الواحد مبيعرفش يشتغل مع حد مخوّنه مالك إتكلم من غير ما يلتفت له او تقريبا بص لفوق قوى: دى غير دى .. انت بتخوّنى ف الغلط و انا بخوّنك ف الصح
مالك دخل المكان و كان زى المخزن او مصنع مهجور قديم و إتفاجئ بعدد كبير جدا تقريبا العدد كله اللى قاله عليه و ده نوعا ما طمنه إنه اكيد مش هيحفّظ دول كلهم هيقولوا ايه و لا كلهم هيوافقوا .. مالك دخل عليهم و الكل إنتبه و هو شاورلهم قعدوا .. مالك: انتوا مسافرين برضاكم ؟ كلهم اكدّوا على رضاهم و مالك سكت شويه: رايحين لمكان واحد ؟ قصدى شغل واحد ؟ واحده ردت: لاء فى مننا ف الفرقه و فى عمال ف المكان.
مالك سكت شويه و الكل اكّد على كده و مالك قعد يتكلم معاهم كتير و لفّ على معظمهم و عرف ظروف كل حد لواحده و بيحاول يقنع نفسه إنه صح .. خرج لصفوت اللى واقف بقلق و اخده و راح ل هامر .. مالك بهدوء: خلاص إدينى يومين اخلّصلك اوراقهم و الاجراءات هامر بذهول: يومين ؟ مالك إبتسم و صفوت اكّد على كلامه: طبعا .. مالك اى حاجه مهما كانت بتخلص ف إيده ببساطه لمجرد إنه عايزها تخلص هامر إبتدى يتطمن: طب هتسفّرهم بإيه و ازاى ؟ مالك بهدوء: الباخره اللى كنتوا بتستخدموها ف السفر .. انتوا مش شغالين ف الموضوع ده من قبل كده؟ صفوت: قصدك اللى كان عادل ماسكها وقت ما كان بيخلّص ؟ دى إتكشفت يا مالك.
مالك سكت بتفكير: ماهى عشان كده هنسافر بيها و مش هنسافر بيها الاتنين بصّوا لبعض مش فاهمين و مالك ضحك غصب عنه على شكلهم: طالما الباخره إتكشفت يبقا اكيد فى عين خفيّه محطوطه عليها متابعاها .. إحنا ف التحقيقات بندقق مع التفاصيل الصغيره قبل الكبيره عشان هى اللى بتوصّل للكبيره و لكل حاجه ..هما اكيد مستنيين الباخره عشان يتابعوا اى حركه منها و احنا بقا هنظهرها ف سكتهم .. هى مش اوراقها قانونى و سليمه ؟ صفوت بتأكيد: اه مالك: خلاص تتحرك بحيث تشد النظر لها و يفتكروا ان دى عمليه و تشغلهم لحد ما احنا نخلّص من تانى ناحيه كل حاجه.
صفوت إبتسم بثقه و هامر إنبهر قوى بطريقة تفكيره: تمام يبقى رتّب نفسك و إنجز كل حاجه و اعمل حسابك انت اللى هتطلع معاهم مالك بصّله قوى و عرف إنه بيشك فيه او كان متوقع ده: انا ؟ انت عارف انا مباخدش خطوات زى دى بنفسى .. حتى العمليات لصفوت انا ببقى موجود بس ف اللى عارف إنه صعب يخلص بالشكل اللى عايزُه يخلص عليه هامر: خلاص إعتبرها صعب تخلص صح و خليك معاهم لحد ما يخرجوا و اهو عشان الشك اللى عندك يخلص مالك إبتسم: قصدك الشك اللى عندك انت اللى يخلص هامر ضحك و إتفقوا فعلا ع الخطوات الجايه و مالك خلّص الاوراق و الاجراءات و كل المطلوب لحد يوم السفر ..
مالك بيرتب شنطته و حلم جنبه وشها بيطق غيظ و عايزه تكسر حاجز الصمت اللى بينهم ده .. حلم بضيق: بردوا مش هتقولى مسافر فين ؟ مالك: قولتلك مسافر تبع شغلى حلم: ايوه فين يعنى يا مالك ؟ و بعدين انت مش مسافر شغل .. انت بتهرب .. زى عادتك يعنى .. قدام اى حاجه بتهرب مالك بصّلها قوى كتير: ماشى يا حلم .. ايوه انا فعلا بهرب .. محتاج ابقى لوحدى شويه .. محتاج اشوف انا فين منك .. وصلت لحد فين جواكى و معاكى .. مجرد إنى محتاج ابعد.
حلم كإنها مسمعتهوش: طب خدنى معاك مالك إستغرب الرد اللى مالهوش علاقه بكلامه و ضحك غصب عنه و هى مسكت إيده بمحايله مسكه كهربته: عشان خاطرى يا مالك .. خلينا نخطف بعض من كل حاجه حوالينا و اهو نغيّر جو و نبقى لوحدنا بعيد عن دوشة الناس و الشغل و الخلافات مالك الفكره عجبته بس هى إتأخرت فيها قوى: إدينى يوم و لا اتنين هخلّص حاجه ف إيدى و اول ما ارجع هنسافر اى حته انتى عاوزاها حلم سحبت إيده من الشنطه اللى بيرتبها قدامه و مسكت ياقته و شدته عليها بتملّك: طيب مش هتضحك بقا ؟
مالك حس إنه مهدد ف اللحظه دى و هو مش عايز يتراضوا لا دلوقت و لا بالطريقه دى ف إنسحب من بين إيديها بهدوء: اما ارجع يا حلم .. اما ارجع نتكلم .. انا دلوقت تعبان و محتاج انام شويه عشان نازل الفجر حلم كشّرت و هو قفل الشنطه و ركنها جنب الباب و طفى النور و دخل السرير بهدوء و هى متابعاه و عايزه لو بس تنزل ضرب فيه او تشد لسانه تخنقه اللى دايما صامت ..
مالك حس إنه احرجها ف همس براحه: مش هتنامى ؟ حلم ردّت بتلقائيه: لو مش هتاخدنى ف حضنك يبقى لاء مالك متكلمش بس فتح دراعه و هى نطّت جنبه و كلبشت فيه و هو بعد ما كان واخدها تحت دراعه رفع دراعها هى و هو اللى حط راسه على صدرها و لفّ نفسه بدراعها كإنه بيبعتهلها دعوه صامته إنه هو اللى محتاجلها .. ف وسط زحمة الافكار دى الاتنين ناموا بهدوء لحد ما منبه مالك رن كإنه بيصحّيه من حلمه مش من نومه و هو صحى عليه ..
قام لبس و اخد شنطته و ميّل على وشها باس راسها و باسها مره ورا مره ورا مره و قام بالعافيه راح ناحية الباب يخرج وقف على صوتها: ده انت قلبك اسود بجد بقا مالك إبتسم إبتسامه مكسوره عشان كان حاسس بيها صاحيه: صباح النور وقفت راحت عليه بتعدله هدومه و هو مركز مع حركة وشها و هى بتفوق من النوم و حركة شعرها العشوائيه و بيتمنى لو يخطفها او هى اللى تخطفه برا الدنيا اللى هما فيها دى .. حلم ملاحظه نظرته و إبتسمت: يعنى لو مكنتش ندهت عليك كنت هتمشى من غير ما تصبّح عليا.
مالك بصّلها بعتاب: و انتى كنتى ماسكه ف النوم مستنيه لما انا اللى اجيلك .. انا اللى اكلمك .. انا اللى اخد الخطوه الاولى و هى دى دايما مشكلتنا يا حلم حلم لسه هتتكلم مالك إبتسم بهدوء: انا لازم انزل عشان هتأخّر كده و اما اجى نتكلم حلم رجعت شدته: اما تيجى هنسافر مش هنتكلم مالك إبتسم و غمزلها و بعد ما قفل وراه وقف ثوانى و رجع فتح الباب و شدها قوى فجأه و حضنها و كل ما يرخى إيده من حضنها يمشى يرجع يشدد على حضنها تانى كإنه بيحضنها من اول و جديد .. لحد ما عرف يخلّص نفسه من حضنها و خرج من غير كلام ..
نزل خد عربيته راح الاول ع المجموعه يخلّص حاجات و عمل كام تليفون و لسه بيلم حاجته ينزل إتفاجئ بكامل داخل عليه: مالك باشا واحد عايزك برا مالك بزهق: انا مش فاضى .. مسافر دلوقت خلّص انت اى حاجه و إرجعلى فى المهم بس لحد ما ارجع كامل: بس معتقدش ده بخصوص الشغل .. ده ثروت بيه عم مدام حلم و عايزك و مفتكرش جاى ف شغل مالك إستغرب زيارته و توقّعه ف نفس الوقت و مفهوش دماغ بس لازم يقابله: خليه يدخل طيب ثروت دخل على مالك و مرماش حتى السلام: مردتش عليا يعنى مالك إتريق: انت رميت السلام و انا مسمعتهوش ؟ ثروت نفخ: مالك شغل اللف و الدوران ده يتعمل على اى حد إلا انا .. انت فاهم كويس قوى كلامى.
مالك بيبص ف اللاب قدامه ببرود: لو جاى عشان موضوع التنازل ف انا قولتلك اما ارتب امورى معاها و اقولها هقولك او هى بنفسها اللى هتقولك ثروت إتريق: انت إتجوزت و قرّبت تخلف و بتقولى لسه مرتبتش امورك ؟ و عايزنى اصدقك ؟ مالك الكلمه وجعته بس مبيّنش: ده اللى عندى و متخلنيش اقولهالك ان ده المتاح قدامك إنك تستنى و إلا انسى ثروت بحده: يبقى هى هتعرف مالك ضحك قوى: إثبت ثروت إتنرفز من بروده: لاء لو ع المتاح قدامى ف هو كتير و انت اللى هتجبرنى ألجأله.
مالك ضحك بصوت عالى: و ايه هو بقا المتاح قدامك ده ؟ إنك تروح تقولها ؟ و هتقولها ايه بقا ؟ إنى طلبت من جوزك يشتريكى منى و يدفعلى تمنك و تمن تربيتى ليكى و هو وافق عشانك و حاليا عايز التمن و لا هتقولها مالك مضّاكى على تنازل عن حقوقك و انت معكش حتى اللى يثبت كلامك و انا ببساطه ممكن اقطع حتة الورقه اللى معايا و ساعتها هى اللى هتختار تصدق مين و اعتقد إنك عارف إختيارها كويس قوى ثروت بصّله قوى و عرف إن كلامه منطقى و مالك حب يكسر سمه عشان هو حاليا مش حِمل يفتح على نفسه جبهه جديده: انا قولتلك اما ألقى فرصه مناسبه هفتح معاها الموضوع.
ثروت لهجته إتغيرت: انا قدامى حاليا مشروع كبير و داخل فيه شراكه مع واحد تانى و محتاج احدد موقفها بشكل قانونى عشان اعرف امشى فى المشروع و بالشكل ده انا هخسر ...ده غير مروان مكنش يعرف حاجه عن إتفاقنا و اما ضغط عليا قولتله و ممكن ببساطه يقولها مالك بصّله قوى بحده و عايز يخنقه مكنش ناقصُه هو كمان: انت بتلوى دراعى ؟ ثروت فهم ان مالك هيخاف ع الاقل على اللى بينه و بينها: لاء انا بفهّمك مالك حس ان كل حاجه بتتلغبط منه و مش عارف يلم ايه و لا ايه .. إتفتحت قدامه كذا جبهه و كل جبهه محتاجه يحارب فيها و كل حرب محتاجه مجهود منه و هو حاليا معندوش طاقه لأى مجهود او محتاج طاقته عشان يركز ف حاجه تانيه تخلص الاول ..
بص لعمها بتردد: هديك نسختك من العقود بس قسما بالله لو راحلها حرف منك او من إبنك مش هتعرف تتخيل حتى انا ممكن اعمل فيك ايه ثروت هز راسه بغضب كتمه و مالك شاورله: يلا هاخدك ف سكتى نعدّى ع البنك اجيبهالك مالك خده و راح البنك إداله نسخه من العقود و النسخه التانيه فضلت معاه .. بعدها سافر على مينا بورسعيد اللى هتطلع منها الباخره الجديده اللى رتّب السفر عليها .. و ساب رجاله على الباخره اللى ف مينا العريش اللى كان عليها عادل و إداهم اوامر هيعملوا ايه و يتحركوا بيها فاضيه امتى بالظبط ..
مروان قابل العميل الجديد اللى جايله بصفقه جديده للشركه .. متردد يكلم حلم .. عايز يقولها بالإتفاق اللى عمله مالك من وراها مع أبوه و مش عارف عشان يضربهم ف بعض و لا عشان فعلا بيحبها و عايزها تعرف او يمكن الاتنين واحد ..مسك موبايله و رن عليها تانى ..
حلم بعد ما مالك نزل قعدت ع السرير و دموعها نزلت غصب عنها .. حسّت إنها زوّدتها مع مالك .. لازم تعمل حاجه .. تلحق اللى بينهم .. تقفل الفجوه دى قبل ما توسع بالشكل اللى مينفعش تنتهى عنده .. لبست لبس بيت مقفول و نزلت عند فهد و روفيدا اللى إتفاجأوا بيها .. حلم إتحرجت: انا جيت ف وقت غلط و لا ايه ؟ اطلع ؟ فهد: لا احنا كنا صحينا اصلا .. بس اصل إستغربت مش اكتر إنك سايبه مالك بدرى كده و نازله حلم ضحكت بهزار: شوف انت مستغرب إنى سيباه مع إنه مش موجود اصلا و هو بيتهمنى إنى على طول بستناه هو اللى يجيلى فهد بصّلها و هو بيعمل قهوه و هى قاعده مع روفيدا: انتوا متخانقين و لا ايه ؟
حلم سكتت بزعل: لاء بس بردوا مش متصالحين فهد ضحك: هى فزوره ؟ فى ايه يا بت مالكوا ؟ حصل حاجه و لا ايه ؟ روفيدا إتكلمت بتلقائيه: انا بردوا ملاحظه ان فى حاجه مش مظبوطه بينكم بس مردتش اقولك حاجه لا تتضايقى .. مالك يوم ما كنتوا هنا الصبح اما انا كنت تعبانه كانت عينيه متعلقه بيكى و كإنه بيلومك او عايز يقولك حاجه .. انتى مزعلاه و لا ايه ؟ حلم إفتكرت بس محبتش تتكلم ف تفاصيل: سوء تفاهم خفيف و هصلّحه فهد جه قعد جنبهم: لاء واضح فعلا إنه خفيف.
حلم حدفته بخداديه من جنبها: ما تخليك ف نفسك .. و لا اقولك لا خليك معانا عشان اقولك انا عايزاك ف ايه بالظبط فهد بصّلها بغيظ: ايوه انا قولت جايه ف مصلحه .. مجيتك ع الصبح دى مش لله ابدا حلم حدفته بكمان واحده و هو لقفها و حدفها بيها: انطقى عايزه ايه ؟ حلم بحماس عيونها لمعت: عايزه اعمل حاجه جديده لمالك .. فهد رفع حاجبه: جديده زى ايه ؟ و جيالى انا ليه هو انا اللى مزعّله و لا انا اللى هعمل ؟
حلم نفخت بغيظ: نسافر مثلا .. نروح اى حته .. و اه انت اللى هتعمل .. عشان عايزه ارتبها عقبال ما يرجع و اول ما يوصل نروح على طول ف انت اللى هترتبهالى فهد لقط من كلامها كلمة السفر: هو مسافر فين و ليه اصلا ؟ حلم: عادى تبع شغله و بيقول كام يوم و راجع .. يمكن على اخر الاسبوع .. و من هنا لأخره تكون جهزتلى حجز لإسكندريه و انا هتصل احجز فى الشاليه اللى هو حجزهولنا للفرح .. عايزه اخده نغيّر جو يومين .. ممكن ؟ فهد: دى بسيطه بس انتى متأكده إنه راجع اخر الاسبوع ؟
حلم لسه مردتش روفيدا إتكلمت: طب ما تسافروا برا مصر حلم كشّرت: مرضيش ساعة شهر العسل و خايفه افاجأه يتضايق و ابوّظ السفريه فهد سرح لإنه هو كمان كان مستغرب مالك إنه رفض السفر برا .. حلم نبّهته: هاا ؟ فهد: خلاص هحجزلكوا ( بص لروفيدا ) نسافر احنا كمان ؟
روفيدا حسّت ان حلم عايزه او محتاجه تنفرد شويه بمالك يتصافوا: لا بلاش انا لسه ف اول الحمل و خايفه اتعب فهد إبتسم و قام فعلا يرتبلها اللى عايزاه و بعدها عملوا فطار و فطروا سوا و فهد سابهم و نزل شغله .. حلم موبايلها رن و خدت نَفس بحماس بس لقته مروان ف خرّجت نَفسها بإحباط .. رن مره ورا التانيه و بعد ما مسكت الموبايل ترد إفتكرت مالك و زعله ف إتراجعت و مردتش ..
مروان حدف الموبايل بغيظ: تستاهلى .. انا غلطان قابل العميل و إسمه اسعد و اللى كان عارض عليه شراكه ف مجموعة مصانع اجهزه كهربائيه و هو كان موقّف كل حاجه على حلم .. مروان بتفكير: بس مجموعه بالحجم ده هتحتاج لراس مال ضخمه و انا حاليا مش مستعد اسعد: و لا انا كمان مروان رفع حاجبه: نعمم ؟
اسعد ضحك بهدوء: انا قصدى إنى عندى فكرة المشروع و دراسته و كنت اخدت المكان اللى هيبقى مقر له و عيّنت الناس اللى هتشتغل عليه و كل حاجه بس السيوله مغطتش و محتاج شريك و انا كنت إتعاملت معاكم قبل كده ف كذا شغل ف رجعتلك لو موافق نتشارك و اذا كان ع السيوله ناخد قرض بضمان المشروع و اما يتنفذ يبقى نسدد مروان فكّر: هو فعلا المشروع يستاهل بس هيحتاج قرض كبير اسعد: اى واسطه لبنك من البنوك الكبيره و هتوافق مروان تفكيره راح عند أبوه: خلاص سيبلى الموضوع ده.
إتفقوا ع المشروع و مضوا عقود شراكه بينهم بعد ما شاف دراسة المشروع و شاف المقر بتاعه.. بعدها قدّموا على قرض من البنك و أبوه كلّم اكتر من حد تبعه إتوسطله و وافق ع القرض و خدوه و فتحوا حساب بإسم المشروع و حطوه فيه ..
عدّى كام يوم ف الشركه عند مروان راح عنده ظابط امن دوله و مروان قابله بإستغراب: خير فى حاجه ؟ الظابط: انت مروان ثروت الدينارى ؟ مروان بقلق: ايوه فى ايه ؟ الظابط: معايا امر بالقبض عليك
مالك سافر على بورسعيد .. كام يوم و هو بيرتب المكان و جهّزه للسفر و تمم ع الباخره و إدّى الاوراق اللى خلّصها لحد تبعه معاه هناك هيسلمها للناس قبل ما يطلعوا .. وصل الناس اللى هيخرّجهم من البلد و وزّع عليهم باسبوراتهم اللى خلّصها و راحوا يتمموا ع الباخره .. و إدّى امر لرجالته اللى على باخرة العريش تطلع فاضيه لمجرد إنه عايز يتأكد فى حد متابعه و يشغل الوضع و فعلا جهزوا يطلعوا ..
عادل كان سايب حد تبعه يراقب اى جديد او اى حركه للباخره و فعلا اول ما إبتدت تجهز و يتمموا على صيانتها تطلع الراجل تبعه إتصل بيه بلّغه .. عادل بغضب: يعنى ايه بتجهز تطلع ؟ مين طالع بيها ؟ الراجل: معرفش بس اللى عرفته إنها هتطلع اخر النهار عادل تفكيره راح عند مالك او بالأصح عند الشخص اللى صفوت خلاه هرّبه: يبقى اكيد الحيوان اللى شغال مع صفوت و هرّبنى صفوت حطّه مكانى الراجل: طيب اتصرف ازاى ؟
عادل بغلّ: لاء انا اللى هتصرف .. انا قريب منك و هجيلك بس امّن المكان و إتأكد ان مفيش حد متابعهم عادل قفل معاه و إبتدى يتحرك لعنده ف المينا معتقد ان مالك اللى هناك .. هو ميعرفش مالك شخصيا .. هو بس اما مالك هرّبه كان ملثّم و وداه عند صفوت و دخل قعد مع صفوت و خرج عادل وقتها بس شاف وشه من بعيد من غير ما مالك ياخد باله .. بعدها اما روفيدا إتخطفت و هو كان كلّف رجالته يخلوها ف المكان لحد ما يروحلهم و قبل ما يوصل مالك راح خرّجها و هو يدوب وصل بعربيته كان مالك خرج بيها ملحقهومش بس ضرب عليهم نار من بعيد و هنا شاف مالك معاها و إتأكد ان هو نفس الشخص اللى هرّبه .. بعدها إبتدى يسأل عنه و عرف إنه اخو الظابط اللى قبض عليه و فهم هو ليه حتى مضربش عليه نار .. عادل وصل المينا و إبتدى يتحرك برجالته حوالين الباخره بشكل متخفى يوصل لمالك ..
عند فهد ف المديريه بيجهز و يتمم على حاجته و طلب القوه معاه .. اللوا مدحت دخل عليه: فهد انت اللى طالع المأموريه دى ؟ فهد بحماس: اه اللوا مدحت سكت بس وشه قلقان و فهد بصّله و حاول يهزر: لا انا كده اتغر .. انت بقا قلبك ضعيف من ناحيتى كده ليه ؟ اللى يشوفك دلوقت ميشوفكش كل يوم الصبح عايز تجيبنى ببوكس و اتنين عساكر من حضن بنتك اللوا مدحت ضحك بغيظ و إستفزه: ماهو انا بخاف عليك عشان بنتى .. انتى فاكرنى ميت فيك ؟
فهد ضحك بغيظ: اه قول كده .. بعدين مانا اصلا طالع عشان بنتك .. المأموريه دى بالذات عشانها .. انت ناسى ان الزفت بتاع الباخره هو اللى ورا خطفها؟ اللوا مدحت قلق: انت لسه متأكدتش فهد بإصرار: انا مكنتش ماسك غير قضيته وقتها و هو اللى هرب منى ف مفيش غيره يعملها يشغلنى عنه .. ده غير روفيدا قالتلى إن واحد من اللى كانوا ف المكان كان بيتصل بحد بيقوله خطيبة الظابط معانا .. يبقى ده معناه إنها متاخده عشانى و انا مكنتش مختلف إلا ف القضيه دى ف ده معناه ايه بقا ؟ فهد بتلقائيه عقله فكّره بكلام حلم اللى قالتله ان مالك مسافر و هيرجع اخر الاسبوع و شرد ..
اللوا مدحت: طيب هابعت معاك عدى و فهد بصّله بجمود: لاء .. انا اللى هجيبه ده تار بايت من قبل خطف روفيدا .. هو هرب منى انا و انا اللى هجيبه المهم خد انت بس بالك من بنتك اللوا مدحت سكت بقلق و متوتر فهد جهز و مشى سافر العريش بسرعه بالقوه معاه .. اللوا مدحت طول اليوم فى قلق لحد ما فهد طمّنه إنه يدوب واصل و لسه هياخد خطواته بالقوه اللى معاه ..
عند مروان ف الشركه الظابط راحله معاه امر بالقبض عليه .. مروان: نعممم ؟ و ده ليه ان شاء الله ؟ الظابط: هناك هتعرف فى التحقيق ف يلا بهدوء عشان متضطرنيش ألجأ لإسلوب تانى مروان حاول يتواصل مع أبوه بس معرفش ف راح معاه و من هناك طلب من الظابط يكلّم محامى .. و اما خد إذن المكالمه إتصل بأبوه اللى راحله على طول .. أبوه زعّق: يعنى ايه يتقبض على إبنى و يتاخد قدام الناس و من وسط شغله ؟ انت فاهم انت عملت ايه ؟ الظابط: اقعد يا سيادة اللوا خليك تفهم الموضوع.
أبوه بغضب: انا مش عايز افهم زفت .. انا اللى فاهمُه ان إبنى لازم يخرج حالا الظابط: لا مش هيخرج و مش حالا إلا لو برّأ نفسه .. إبنك متاخد فى غسيل اموال .. يعنى مش اى قضيه .. و لازم نحقق أبوه بص لمروان اللى إتصدم: غسيل اموال و تهريب فلوس ايه ؟ انت إتجننت ؟ أبوه: هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
الظابط: اللى انا بحاول اوصّلهولك من ساعة ما جيت .. إبنك قدّم على قروض بمبالغ ضخمه من البنك المركزى و خد المبالغ دى بضمان مشروع جديد بيعمله و الموظفين اللى شغالين معاه فى المشروع قدموا كمان على قروض بأساميهم بضمان مقر المشروع الجديد و شغلهم فيه و خدوها و تانى يوم حسينا ان فى حاجه مش مظبوطه لمجرد ان كمية القروض دى كلها جت مره واحده فى وقت واحد و اما بدأنا نتحقق من الموضوع إكتشفنا ان لا فى مشروع و لا مقر.
مروان وقف بصدمه: نعمم ؟ انت إتجننت ؟ لا طبعا انا اللى متفق ع القروض و انا اللى ماضى ع المشروع أبوه إبتدى يفهم ان دى لعبه و إتنصبتله: و بعدين ايه اللى حصل ؟ الظابط: حساب البنك الخاص بالمشروع إتصفّر و المبالغ اللى فيه إتسحبت منه و فضى و حسابات الموظفين إتصفّرت و قروضهم إتسحبت هى كمان .. روحنا مقر الشركه لا لقينا شركه و لا مقر و مجرد مبنى متأجر .. يبقى ده إسمه ايه لو مش نصب ؟ أبوه وقف بعنف و تفكيره راح ف إتجاه واحد عند واحد بس: ااه يا ابن الكلب لعبتها و حياة امك ما هسيبك اللوا ثروت خرج من القسم و هو ف دماغه واحد بس اللى ورا اللى حصل و حالف مش هيسيبه .. كلّم حد تبعه يجيبله تفاصيل مالك الهجام و اخباره بالظبط ..
عند مالك قبل ما يتحرك بالباخره جاله تليفون و إتنفض بقلق و قفل و نزل من الباخره قبل ما تتحرك .. كلّم حد من رجالته راح وراه: انا مش هعرف اطلع معاكوا .. انت عارف كويس قوى هتعمل ايه الراجل: اه متقلقش يا باشا مالك بتأكيد: خد بالك الغلطه بفوره الراجل: ان شاء الله و هبقى اكلمك اطمنك مالك حاول يهزر: لو انت إتمسكت معرفكش الراجل ضحك و مالك ضحك بغيظ و مشى ..
الراجل رجع ع الباخره يطلع بيها و يدوب إتحركوا و الباخره وقفت .. القبطان بتاعها راح يشوف الماتور لقاه وقف و بيطلّع شرار .. يدوب بيحاول يلم الموقف ثوانى كان الماتور مكهرب و الشرار بيزيد و شويه و الشرار لقط من البنزين و النار مسكت فيه و إبتدت تتسرب للباخره و النار مسكت فيها و الدخان عتّم الجو و كل اللى فيها إبتدوا ينطوا ف المايه كإنهم بيهربوا من الموت للإنتحار و الموقف بيغمق شويه بشويه لحد ما حوّل النهار لعتمه شبه الليل و كل حاجه خلصت !
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الثلاثون
مالك قبل ما يطلع بالباخره جاله تليفون من الحراسه اللى سايبها على فهد و هو اول ما بص ف الموبايل قلق .. الراجل: مالك باشا .. فهد طالع على طريق العريش .. تقريبا كده مأموريه مالك غمّض عينيه بعنف و عرف ان حركة الباخره اللى هتطلع بشكل وهمى من العريش دى هتبقى ضده مش معاه .. هو كان عاملها قاصد بيها ان عادل يقع تحت رجله و يعرف يوصله من خلالها بس مقالش كده لصفوت ..
هو كان عارف ان واحد زى عادل طالما حط فهد ف دماغه رغم إنه هرب منه يبقى مبيسبش حقه و ده معناه إنه لو لقى حد اخد مكانه عند صفوت هيبتدى يطلع من جُحره و يتحرك و عشان كده مالك كان سايب الناس اللى تبعه و موصيّهم عليه اول ما يظهر يجبهوله .. خاف لا يقف لفهد تانى و المرادى يأذيه بجد .. بس كده هتيجى معاه بالعكس ..
الباخره بتستعد و اكيد كانت متراقبه و صحيح معلهاش حاجه تدينه او تثبت إنه له صله بيها بس ظهور عادل ف الصوره و فهد اللى ف المأموريه ممكن يقعوا ف بعض و يا اما هو اللى يأذى فهد و ده مش مقبول نهائى يا اما فهد اللى يوقّعه و ساعتها ممكن هو كمان يقع معاه .. مالك نده على واحد من رجالته و سابه يطلع بالباخره و فهّمه كويس قوى هيعمل ايه و مشى .. الراجل رجع ع الباخره يطلع بيها و يدوب إتحركوا شويه للمايه جوه و الباخره وقفت ..
القبطان بتاعها راح يشوف الماتور لقاه وقف و بيطلّع شرار .. يدوب بيحاول يلم الموقف ثوانى كان الماتور مكهرب و الشرار بيزيد و شويه و الشرار لقط من البنزين و النار مسكت فيه و إبتدت تتسرب للباخره و النار مسكت فيها و الدخان عتّم الجو و كل اللى فيها إبتدوا ينطوا ف المايه كإنهم بيهربوا من الموت للإنتحار .. الكل نزل ف المايه و الكل بيغرق او غرق و محدش بيلحقهم عشان ف نص المايه و النار مسكت ف الباخره مسابتش فيها حاجه لحد ما قضت عليها ..
عند مالك كلّم المسئول عن الحراسه لفهد: اسمع اللى هقولك عليه كويس .. سيب جزء من حراستك مع فهد .. اوعى يحصله اى حاجه .. اى حاجه مهما كانت انت المسؤل قدامى الراجل: تمام .. و الباقى ؟ مالك إتنفس بضيق من الموقف اللى بيتعقد: الباقى عايزهم يلفّوا المكان على واحد هبعتلك صورته اول ما اقفل .. إسمه عادل يسرى .. مش عايزه يفلت منك .. المهم تجيبه بأى تمن و الاهم اوعى يقع تحت إيد فهد .. اوووعى .. انا بحذرك الراجل: طب لو حصل و فهد وصله ؟ مالك: خلّصه من فهد من غير ما تقرّبله او تلمسه .. المهم تخلصه و تخليه تحت إيدك لحد ما اقولك تعمل ايه مالك قفل معاه و خد طريقه يرجع ..
فهد وصل العريش و راح ع الباخره و حاوط المينا بالقوه اللى معاه و إدّى امر تقف و وقفت .. طلع بترقب و خلاهم فتشوها حته حته و إتفاجئ ان مفهاش حد .. مفهاش اكتر من العمال اللى عليها و اللى طالع بيها و واحد معاهم .. فهد إتنرفز: مين اللى معاك يلا ؟ الراجل: ايه مين اللى معايا ؟ انا طالع اجيب بضاعه هاخد مين معايا يعنى ؟ بعدين الاوراق كلها مظبوطه و انت فتشتها ملقتش حاجه مش مظبوطه فهد إتنرفز: مش انت يلا اللى هتقول ايه المظبوط و ايه اللى لاء .. هات الزفت بتاعها.
الراجل إداله اوراقها و التصاريح و اجراءات السفر اللى مالك كان مخلصهاله بشكل قانونى سليم عشان متوقع ده .. فهد نفخ لمجرد ان مفيش حد و مفيش حاجه تتمسك عليها: الباخره دى بتاعة عادل يسرى الراجل: كانت بتاعته و اما وقع و مبقتش تلزمه باعها فهد بصّله قوى: و اما هو وقع بعهالك ازاى ؟
الراجل: هى بإسم اخوه اصلا و اخوه عرضها للبيع و انا إشتريتها و عقود البيع ف الاوراق اللى معاك فهد إتآكد ان العقود سليمه بس مش مقتنع .. لفّ المكان حواليه بعينيه و نزلو إدّى امر للقوه اللى معاه تفضل ف المكان شاور ل عدى اللى كان راح معاه: إقلبوا المكان حوالين هنا و اى حته قريبه و اقفلوا الطرق و الاشارات و كلّم لجان المرور اللى هنا و إديهم إشاره ان اول ما عادل يظهر يكلمونا عدى: انت ليه متأكد إنه هيجى ؟ فهد شرد بتفكير: عشان هيجى.
عادل كان وصل و بمجرد ما وصل العريش الراجل بتاعه إداله خبر باللى حصل .. مش عارف يرجع من الطرق المقفوله و القوه اللى فهد سايبها و مش عارف يفضل ف المكان .. حاول يتحرك بحذر لحد ما الراجل بتاع حراسة مالك اللى سايبه على فهد قدر يوصله .. تابعه بالعربيه و عادل خد باله و حاول يفلت منه و هو بيزنّق عليه .. عادل طلّع مسدسه و إبتدى بضرب النار .. الراجل بتاع مالك كان واخد اوامر من مالك ميضربش رصاص عشان الموقف ميتصاعدش خاصة إنه متوقع فهد متابع المكان و اى قلق فيه هيوصله ..
بس اما عادل إبتدى بالضرب و حس إنه هيفلت إضطر يتعامل بالرصاص و الاتنين طلّعوا مسدساتهم و إبتدوا يضربوا نار على بعض .. صوت الرصاص قلب الدنيا و حركتهم ورا بعض و حراسة مالك بتحاوطه بعربياتهم خلّت الاتنين كسروا اللجنه اللى عدّوا عليها و مشيوا .. الظابط اللى ماسك اللجنه عرف ان فى حاجه مش مظبوطه رغم إنه متأكدش منه بس إتصل بفهد: فهد باشا ف عربيه لسه كاسره اللجنه من دقيقتين تقريبا و يدوب عدّت.
فهد خد حاجته و طلع بعربيته: اوعى تفلت منك الظابط: لا متقلقش انا طلعت وراه و القوه اللى معاك مش هتسيبه فهد إستغرب: انا سايب القوه ع الباخره مش ع اللجان .. انا معتمد ف اللجان على العساكر اللى واقفين عليها الظابط إستغرب: امال مين دول ؟ ده فى اكتر من كذا عربيه وراه و بيخبّطوا ف بعض و بيضربوا على بعض نار فهد شرد و تفكيره راح ف إتجاه واحد .. معقوله ؟
الظابط: انا هقفل معاك دلوقت فهد إنتبه: انا قرّبت اوصلك .. المهم خليك وراهم اوعى حد منهم يفلت .. الاتنين عايزهم قفل معاه و كمّل طريقه و بيتلفّت ع الطريق على اى حركه مُريبه .. لحد ما لمح عربيات بتخبّط ف بعض و بيلاحقوا بعض و طار ناحيتهم .. الكل بيضرب بعربيته فى التانى و كلهم طلّعوا مسدساتهم و بيضربوا على بعض .. فهد لمح عادل من وسطهم بعربيته و بيحاول يقرّب منه و عادل شافه و بيحاول يفلت او بيحاول يقلب عربيته و الاتنين بيتعانفوا على بعض ..
فهد طلّع مسدسه و وجّهه ناحية عجل العربيه اللى فيها عادل و قبل ما يضرب كان جاتله رصاصه عارفه مكانها كويس قوى .. الرصاصه جات ف إيده وقّفتها للحظات و ثوانى و لسه هيتحامل على نفسه كانت جاتله رصاصه تانيه و عادل طار بعربيته بعيد .. فهد حاول يتحامل على نفسه و يطلع بالعربيه وراه بس إيده بتنزف و حركته وقفت و العربيه بتختل .. عِند سيطر عليه يقاوم و بيحاول يتحرك بالعربيه و هى بتختل منه ..
الراجل بتاع مالك إتصل بيه بلّغه: فهد إتصاب ف إيده بس مصمم يكمّل بالعربيه .. مش هيلحق عادل بس العربيه هتتقلب بيه مالك إتقبض: روح عليه .. حاوطه لحد ما يقف و خده على مستشفى الراجل إتردد شويه: بس كده ممكن يفهم إننا عملنا كده نهرّب عادل .. ده ساعة خطف المدام انت عارف كويس عمل ايه مالك زعّق: اخلص يا زفت اعمل اللى قولتلك عليه .. يفهم اللى يفهمه المهم هو دلوقت .. إلحقه قبل ما يجراله حاجه هقتلك الراجل قفل معاه و إدّى إشاره لعربيه تطلع ورا عادل و هو راح ورا فهد و حاول يحاوطه بس فهد مصمم و بيزيد من سرعته بغلّ و العرببه بتخبّط ف الطريق .. ظابط المرور لاحظه و شاف عربية الراجل وراه و عشان ميعرفش مين ده قلق و راح عليه و الاتنين حوالين فهد لحد ما اجبروه يقف تماما ..
فهد وقف بعربيته بعد ما الراجل كسر عليه الطريق و وقف قدامه و فهد نزل بعنف: انت مين با ابن الكلب ؟ راح ع الراجل فتح الباب بعنف و شدّه نزّله مسكه من هدومه حدفه ع العربيه و قبل ما يقرّب يضربه إتحقق من وشه كويس قوى .. نفس الشخص اللى كان موجود ساعة خطف روفيدا و مالك كلّمه و دخل لروفيدا و هو إتهجّم عليه و بعدها عرف ان مالك حاططهوله حراسه .. فهد نزل فيه ضرب بعنف و بيضربه ف وشه مره ورا مره لحد ما وشه كله بقى دم و الراجل مستسلم عشان عارف ان ده تبع مالك .. فهد زعّق: انطق يلا انت مين ؟
الراجل: مالك باشا حاططنى حراسه عليك و امرنى اتدخّل لو حصل اى حاجه و انا لقيتك إتصابت و العربيه هتتقلب بيك فهد زعّق: حاطك تحرسنى و لا تراقبنى ؟ الراجل إستغرب: يا فندم احنا حراسه عليك و العربيه كان لازم اوقّفها و إلا كانت هتولّع فهد زعق لمجرد إنه مش مقتنع او مش عايز يصدق: و انت مال اهلك بِعد عنه بضيق و إتصل على عدى: عدى اطلع ع الطريق .. زفت هنا زى ما قولتلك ...حاول توصله بأى شكل .. اذا كنت الاول عايز اوصله قيراط دلوقت 24 .. هاتهولى بأى شكل.
قفل معاه و الراجل راح عليه بتردد: لازم تروح على مستشفى .. إيدك بتنزف و فهد زقّه بحده: غور من وشى سابه و الظابط راح عليه: متقلقش هيقع فهد دوّر وشه و مش عارف يبطّل تفكير و لا عارف يفكر اصلا .. الظابط بهدوء: لازم تروح مستشفى دلوقت .. انت واخد اكتر من رصاصه و إيدك إبتدت تنزف اكتر و اكتر من كده هتتأذى فهد نفخ بعنف و بص لإيده اللى بتصب دم زى ما يكون مكنش حاسس بيها اصلا و الظابط خده بهدوء على عربيته و راح بيه ع المستشفى ..
عادل بعد ما فهد إتصاب و طلع بعربيته حراسة مالك طلعوا وراه و حاوطوه و ضربوا نار على عجل عربيته لحد ما فرقع و العربيه إبتدت تتخبّط و تحك فى الارض و قبل ما تقع حاوطوها وقّفوها و نزلوا منها حواليه .. كسروا باب العربيه و شدّوه نزّلوه منها و خدوه معاهم على عربيتهم و مشيوا ..
فهد راح المستشفى دخل العمليات طلّعوا الرصاصتين و خيّطوا جرحه و خرج من العمليات .. الراجل إتصل بمالك بلّغه .. مالك نفخ بضيق: خليك معاه متسيبهوش مهما يعمل الراجل: عادل وقع و مع الحراسه مالك إبتسم غصب عنه: خليهم يرجعوا بيه القاهره و انا قرّبت اوصل الراجل قفل معاه و إتصل بالحراسه يرجعوا بيه و مالك كمّل طريقه للقاهره لحد ما وصلهم .. قابلهم ع الطريق و شاورلهم يطلعوا وراه لحد ما راح على مكان و ركن و هما ركنوا و نزلوا بيه .. مالك راح عليهم و شدّه نزّله و جرجره على جوه و نزل فيه ضرب كإنه بيفرّغ فيه طاقته و كل غضبه المكتوم جوه منه او من اى حاجه تانيه ..
لحد ما حدفه ع الارض و شاور لرجالته: خليكوا معاه و اياك يفلت سابهم و طلع ع المجموعه و هناك إنتبه لموبايله اللى مبطلش رن و كان حد من اللى تبعه ف بور سعيد عرّفه باللى حصل ف الباخره و إنها إنتهت .. مالك نفخ بعنف و قفل معاه و قبل ما يعمل حاجه صفوت إتصل بيه و تقريبا فهم إنه عرف .. مالك فتح عليه: عرفت باللى حصل صفوت بقلق: و هنعمل ايه ؟
مالك سكت بخنقه: احنا ف السليم .. الباخره جديده بإسم مزيّف و اللى عليها كمان بأسامى مزيّفه صفوت مفهمش: يعنى ايه يا مالك ؟ مالك خد نَفس عنيف: يعنى قانونا معلناش حاجه .. محدش ماسك علينا حاجه صفوت بردوا مش فاهم: ايوه بس إتعرف ف المينا ان فى باخره ولّعت ف المايه و غرقت مالك وضّح: هيدوّروا وراها مش هيلقوا اى حاجه .. لا اى اوراق لها و لا للناس اللى كانوا عليها صفوت: طب و البنات اللى كانوا عليها ؟
مالك إتخنق: هنعمل ايه طيب ؟ قانونا معلكش اى إثبات يدينك ده حتى انت مخلّص سفر اسامى معينه ف لو إتدوّر عليهم مالهومش وجود صحاب الاسامى و لو حتى إتدوّر ورانا مفيش ربط بينا و بينهم .. ده غير انت عايزهم ف ايه ؟ انت كنت مجرد هتسفّرهم و نصيبهم كده .. يعنى حتى لو هتسفّرهم قانونا و ماشى ف السليم و حصلت الحادثه بردوا مكنش هيبقى عليك حاجه .. دى حادثه و وارد تحصل ف اى طياره طالعه بمسافرين او ميكروباص او اى باخره ف اى مينا .. صفوت عايز يقوله ان هامر كده هيشك فيه اكتر و إنه كان ربطه بالعمليه و إتمامها بس مش عارف يجيبهاله ازاى: طب و هامر يا مالك ؟
مالك مط شفايفه ببرود: و ده ماله ؟ هو كان كل شغلته يسفّرهم و ياخد نسبته و ده حصل و فلوسه وصلتله .. وصلوا بقا و لا لاء و حصلهم ايه دى مش بتاعته متخصهوش .. هو كان مسئول عنهم ؟ صفوت ملقاش حاجه تانيه يقولها ف قفل معاه و إبتدى يقلق بجد ..
حلم عرفت من أمها باللى حصل مع مروان و راحتله القسم تشوفه .. مروان بصّلها بعتاب: لسه فاكره ؟ حلم إستغربت: انا لسه عارفه دلوقت من ماما و جيتلك على طول .. انت فاكر إنى هبقى عارفه و اسيبك ؟ مروان إبتسم غصب عنه: ماهو حضرتك مبترديش ع الموبايل .. هتعرفى ازاى اصلا ؟ حلم إفتكرت إنه بيرن عليها من فتره و هى مردتش و إبتدت تلوم نفسها: معلش يا مروان بس انا حقيقى مكنتش اعرف و الله .. بعدين انت بترن من فتره ف انا إفتكرت حاجه بخصوص الشغل مروان إتغاظ من ردّها: و حتى لو حاجه ف الشغل ف ده معناه إنك مترديش ؟
حلم سكتت شويه بعد ما إفتكرت اخر موقف: مالك زعل منى اخر مره إتقابلنا و حس إنى كنت بستفزه بيك .. انا كنت قاصده اغيظه بس مش بالشكل ده و لا ازعّله كده و حسيت إنى زوّدتها ف خوفت اكلمك يزعل تانى و هو اصلا مسافر مروان بصّلها و إفتكر كلام أبوه و حس إنه غبى او إتغابى بمزاجه ف دوّر وشه و غمض عينيه بضيق .. حلم حسّت إنها جرحته من غير ما تحس ف ضربته برجلها بزهق: إنجز يلا فهّمنى ايه اللى حصل و انت هنا ليه و مين الناس دى ؟ مروان بصّلها بتريقه: ابقى اسألى جوزك حلم بصّتله قوى: و ايه علاقة مالك بيك او باللى حصلك ؟ مالك كان مسافر اصلا .. هو انت فاكر عشان قولتلك إننا إختلفنا بسببك يبقى هيكون له يد ؟ انت اهبل يلا؟
مروان مردش عليها بس بصّلها بتأكيد او إتهام و هى سابته و قامت مشيت بغضب: تصدق انا غلطانه إنى جيتلك .. انت وراك أبوك و هيعرف يخرّجك مروان إتكلم و هى بتخرج: اه أبويا بس متزعليش بقا اما يقفوا تانى قصد بعض هو و البيه بتاعك و ابقى عرّفيه ان مش كل مره هيطلع ناصح حلم إلتفت ناحيته و بصتله قوى و مفهمتش الجمله الاخيره .. امتى وقف هو و عمها قصد بعض ؟ اذا كان عمها اصلا متدخّلش ف الجوازه كلها؟ مروان وقف خرج مع العسكرى و مدهاش فرصه تسأل ..
مالك مشى من المجموعه روّح ع البيت .. إفتكر حلم .. حس إنه محتاجلها قوى .. ف اللحظه دى نسى كل الخلافات اللى بينهم و مش فاكر و لا عايز غير حضنها و بس.. رجع ع البيت دخل و لقاه هادى و ضلمه .. حس إنه مفهوش روح زى حياته بالظبط من غيرها .. بعد ما كان هيتصل بيها إتراجع و قرر يستناها و تخيل شكلها اما تشوفه و قرر يقولها إنه راجع عشانها و يرضيها او يرضى غرور قلبها و بردوا هيبقى ف كلامه جزء من الحقيقه ..
دخل خد حمام و خرج و فضل قاعد كتير لحد ما عينيه غفيت و سمع الباب بيتفتح ف فتّح على صوته و إبتسم .. بص ف ساعته كانت قربت من 12 .. قلق و قام فتح الاوضه خرج و هى فتحت باب الشقه دخلت و الاتنين إتقابلوا او إتقابلت نظراتهم .. حلم إستغربت: مالك مالك معرفش ميبتسمش و راح عليها من غير كلام حضنها .. حلم خرجت من حضنه و لسه مستغربه: انت هنا من امتى ؟ و رجعت امتى اصلا ؟
مالك خدها تقعد بس هى لسه بصاله مستنياه يجاوب: لسه راجع من شويه ...دخلت خدت حمام و غيّرت و إستنيت حضرتك حلم بردوا مش عارفه تشيل عينيها من عينيه و هو هنا اللى إستغرب: ايه هو انا قولت إنى مش راجع و لا ايه ؟ حلم سكتت شويه: انت مش قولت مش راجع إلا اخر الاسبوع ؟ مالك: عادى خلصت ف جيت .. ايه اللى هيخلينى اقعد تانى ؟ وحشتينى مش اكتر حلم مش عارفه تقتنع و فتحت الموضوع من غير تمهيد او من غير ما تفكر قبل ما تتكلم: مروان إتنصب عليه ف مشروع كان داخل فيه شريك مع واحد نصب عليه و اخدوا قروض بإسم المشروع و سحبها كلها و هرب برا البلد و هو إتقبض عليه و شال الليله لوحده مالك مستغربش لمجرد ان عمها كان مديله فكره سطحيه عن إنهم داخلين مشروع جديد مع شريك ..
حلم بصت ف عينيه: انت ليه متفاجئتش ؟ واضح إنك كنت عارف مالك بص ف عينيها مباشرة و شاف فيهم إتهام واضح ف ده خلاه إتكلم من غير ما يفكر: عمك كان قايلى إنه داخل مشروع مع حد و انتى دلوقت بتقوليلى إتنصب عليه ف مشروع كان داخله مع حد ف ربطت ده ب ده .. مجرد إنى إستنتجت حلم كلامها و لهجتها بقوا واضحين جدا: عمى ؟ و هو عمى هيقولك كده ليه ؟ و من امتى بيتكلم معاك ف شغل و من امتى ليكوا كلام مع بعض اصلا ؟ مالك معجبهوش لهجتها اللى شبه قلبت بهجوم و قرر ميردش او معرفش يرد و حس إنه إندفع .. حلم: انت مردتش عليا على فكره.
مالك: و انتى مش ملاحظه بتتكلمى ازاى و بتقولى ايه ؟ مش واخده بالك إنك بتتهمينى ؟ حلم زعقت: انتوا كنتوا مختلفين .. من قبل البدايه و انتوا واقفين لبعض .. انت ناسى إنه حرقلك المجموعه قبل كده ؟ مالك: و المفروض ايه اللى يحصل ؟ اردهاله و ده اللى حصل ؟ ده اللى عايزه تقوليه يا حلم ؟ انا كده ؟ انتى بجد شيفانى كده ؟ حلم سكتت و مش عارفه تفكر: انا بس مجرد فكرت فيه كإحتمال مش تأكيد.
مالك بصّلها جامد: حتى لو إحتمال .. كفايه إنك معندكيش الثقه الكافيه فيا .. انا دخّلتك حياتى ف وقت مكنش ينفع تدخلى فيه و لا كان ينفع اصلا بس ثقتى فيكى هى اللى دخّلتك يمكن قبل حبى ليكى .. ثقتى فيكى يا حلم .. ثقتى اللى مخلتنيش اسألك عن شكل علاقتكوا قبلى .. ثقتى فيكى اللى خلتنى مستنى الاقيها عندك انتى كمان و بتعامل ع الاساس ده .. إنك واثقه فيا .. واثقه إنك لو شوفتينى بخنق حد قدامك هتقولى ده بيفوّقه .. و دخّلتك حياتى ف الوقت اللى مينفعش بسبب كده .. إنك هتبقى واثقه و بس.
حلم معرفتش ترد .. فى صدق غريب ف كلامه هى حسته او تقريبا لمسته: انا مقولتلكش على فكره إنك عملت كده مالك إتريق: بس عينيكى قالت .. حضنك الفاتر قال .. زقة إيدك قالت .. لهجتك و صوتك اللى بيترعش و نظراتك اللى بتبص ف عينيا و هى بتتكلم كإنها مستنيه تكتشف كذبهم قالوا .. قالوا كتير يا حلم حلم لسه هتتكلم سابها و دخل الاوضه و قبل ما يدخل إتكلم بوجع من غير ما يبصلها: و على فكره انا مسألتكيش انتى كنتى فين لحد دلوقت و راجعه متأخر ليه رغم إنك مبتعملهاش و انا هنا ف ايه اللى يخليكى تعمليها و انا مش هنا ؟
حلم بصتله بضيق من الفجوه اللى بتزيد بينهم و مش عارفه الغباء من مين فيهم و هو سابها و دخل .. دخلت وراه و مش عارفه تقول ايه و لا تعمل ايه و لا ايه اللى ممكن يتعمل هنا ..دخلت غيّرت هدومها و دخلت ف السرير جنبه بس كل واحد فيهم شارد .. تانى يوم فهد خرج من المستشفى و صمم يرجع القاهره و رجع ع البيت .. وصل و روفيدا مكنتش تعرف و اول ما شافته إتخضت .. فهد إبتسم بإرهاق: انا كويس على فكره .. دى تعويره بسيطه مش تقلق يعنى روفيدا عيطت: انا بقالى يومين منمتش و قلبى مقبوض فهد غمزلها بهزار: يسلملى قلب الحلوين روفيدا رفعت حاجبها من بين دموعها: حلوين ؟ و مين دول بقا ان شاء الله ؟
فهد ضحك بغيظ: وديتى إبنى فين ؟ و لا فاكره نفسك حلوه لوحدك ؟ روفيدا ضحكت قوى على هزاره اللى بيجى ف اى وقت و اى ظروف و هو شدها عليه و هى بتجرى منه لحد ما دخلت اوضتهم و هو دخل وراها و شدها ف حضنه و ضمها جامد ضمه مالهاش علاقه بالهزار اللى قبله ..ضمة إحتياج .. لغبطه .. وجع .. توهه و هى حست بيه: حبيبى انت كويس ؟ فهد و هو لسه ف حضنها هز راسه لاء و هى قلقت اكتر: طب عايز حاجه اعملهالك؟ فهد بهمس: حضنك روفيدا ضمّته اكتر و حست ان ده مش دلع ابدا و إنه فعلا محتاجلها برغم إنه إتحرك بحضنها للسرير و نزل عليه بضمتهم لبعض و إبتدى يترجملها إحتياجه لها ..
مالك صحى على تليفون الراجل بتاع الحراسه و عرف إن فهد رجع ف قام بيلبس و نازل و حلم قامت و قبل ما تتكلم رد هو على سؤالها اللى مسألتهوش: فهد لسه راجع من شغله
حلم إبتسمت: اه جاتله مأموريه مفاجأه و انت مسافر و سافر هو كمان و سيبتونا انا و البت السهنونه دى لوحدنا مالك ضحك غصب عنه و هى قامت معاه و إكتشفت اد ايه واحشاها ضحكته و لسه هتتكلم مالك إفتكر: فهد إتصاب و كان ف المستشفى و خرج على هنا .. لازم انزل اشوفه حلم إتخضت بجد: بجد ؟ امتى ؟ مالك: يوم ما سافر .. الحراسه بلغتنى و انا خليتهم نقلوه المستشفى و خرج على هنا حلم عيونها دمّعت لوحدها: عشان كده جيت بدرى ؟
مالك بصّلها بعتاب و هى حاولت تتكلم: مالك انا مكنش قصدى بس مالك: مش وقته .. عايز انزل لفهد عشان اتطمن عليه و ميزعلش عشان عارف إنى عرفت حلم: طيب ثوانى انزل معاك حاولت تلبس اى حاجه بسرعه ونزلت معاه شقة فهد .. روفيدا خرجت فتحتلهم و فهد كان دخل بعدها ياخد حمام و اول ما فتحت إبتسمت: مالك حمد الله ع السلامه .. ايه ده انتوا ظابطين نفسكوا تسيبونا سوا و ترجعوا سوا مالك إبتسم بقلق: فهد فين ؟ هو كويس ؟
روفيدا إستغربت إنه عارف بس خمنت إن فهد قاله او إتصل بيه: اه كويس بيقول تعويره بسيطه مالك بقلق: بجد بسيطه و لا هو اللى بيقول كده ؟ قبل ما روفيدا ترد فهد رد من وراها: اه كويس و لا البيه بتاعك اللى ممشيه ورايا مقالكش؟ مالك زى اللى مسمعش كلامه او لهجته و راح عليه بلهفه سلّم و حضنه: حبيبى سلامتك عامل ايه ؟ فهد قابل حضنه بفتور: كويس.
دخلوا و قعدوا و روفيدا و حلم هما اللى بيتكلموا و هما اللى شغلوا حيز القاعده .. مالك و فهد كل ما عيونهم تتقابل كل واحد يهرب بعينيه بعيد .. حلم ملاحظاهم و عشان فاهمه منحنى علاقتهم من الاول كانت متفهّمه نوعا ما الفتور اللى بينهم و اللى شايفاه من ناحية فهد بس .. للحظه لامت نفسها .. حست ان مالك لواحده .. ركزت مع ملامحه و حركات وشه و شافت ف عينيه وحده غريبه على وجودها و اخوه و شغله كإنه ف عالم مش بتاعه .. حست إنها بعيد عن العالم ده .. بعيد قوى .. ابعد ما يكون .. او هو كان مستنى منها الاكتر .. مالك إنسحب ينزل: طيب انت مش عايز منى حاجه ؟
فهد جامد: متشكر مالك إبتسم و سلّم عليه بحضن جه بالغصب: خلاص انا هنزل اخلّص شوية حاجات ف شغلى و ارجع على طول لو إحتاجتلى او إحتاجت حاجه كلمنى هتلاقينى عندك فهد مردش و حلم متابعاهم و مالك نزل و هى نزلت وراه .. حلم حاولت تصلّح اللى بينهم او تحتويه بس متعرفش ان الحاجات اللى مبتجيش ف وقتها كإنها مجتش: مالك لو مواركش حاجه خليك معايا إنهارده نقضى اليوم سوا حتى لو ف البيت مالك برغم كل اللى حصل بس عجبته الفكره او حس إنه محتاجها: عندى كذا حاجه لازم تخلص حلم بسرعه عينيها دمّعت قوى لدرجة العياط و لفّت بوشها تمشى ..
مالك حس إنه جرحها او مجرد محاولتها رضت قلبه فقرر يخرج هو منها و يسيبها مع قلبه يتعاتبوا بلغتهم .. بسرعه شدّها عليه و لف وشها له و قبل ما يتكلم لمح الدمعه المحبوسه نزلت .. شافها دمعة حرمان منه و مش عارف يلومها و لا يلوم نفسه .. حلم بسرعه مسحتها و إبتسمت و باسته من خده و طوّلت قوى و مالك غمّض عينيه و إتكلم بصوت مبحوح زى الهمس: هخلّص و ارجعلك حلم إبتسمت بس لسه على وضعها: طيب ما تمشى مالك همس: بالشكل ده مقدرش .. مبعرفش اسيبك قدام اى حاجه مهما كانت .. و زى ما قولتلك قبل كده طول ما انتى ماسكه فيا عمرى ما هسيب إيدك لا تسيبنى و لا تقع حلم همست: طب و عايز تسيبنى دلوقت ليه ؟
مالك حرّك وشه لفّه بسيطه و شفايفها اللى كانت على خده جابهم على شفايفوا و إتقابلوا ف شوق مجنون و غريب كإنهم مهاجرين من عُمر بحاله مش مجرد ايام .. كإنه مراهق بيدوقهم لأول مره .. باسها بهدوء مره ورا مره ورا مره لحد ما الهدوء إتجنن من جنانهم و إتقلب زلزال شقلب كيانهم .. مالك مش عارف يخرج من حضنها بس فعلا لازم يمشى: هجيلك .. مهما ابعد إتأكدى إنى راجع إلا لو انا اللى قولتلك مش راجع حلم رفعت وشها بالعافيه و بصّت ف عينيه شافتهم رايقين او صافيين: متتأخرش مالك إبتسم بصفا: انتى نازله ؟
حلم فكرت شويه و لمعت ف دماغها فكره بس مقالتش: اه مشوار سريع و راجعه مالك: طب يلا اخدك معايا حلم بسرعه: لالا انا لسه قدامى شويه مالك متكلمش بس رفعها ف حضنه و إبتسم لحد ما دخّلها شقتهم و كل خطوه بيبوسها بمناغشه .. لحد ما سابها و نزل بالعافيه راح المجموعه عمل كذا حاجه و كذا تليفون .. و هى نزلت بعده على طول عملت حاجه بحماس .. مالك كلّمها بس هى محبتش تقوله هى فين او حبت تفاجئه: إسبقنى انت مش هتأخر عديت على ماما مالك: ماشى حبيبتى و انا عندى حاجه هخلصها و ارجع.
قفل معاها و خلّص كذا حاجه و رجع .. عرف إنها لسه مرجعتش .. غيّر هدومه و إبتسم بحماس و دخل عمل غدا خفيف و روّق الشقه خلاها هاديه و حط شمع كتير و كان جايب ورد معاه كتير جدا فرده ف كل فازه ف اماكن كتير ف الشقه و رش معطر و هدّى النور و دخل ياخد حمام .. حلم وصلت و من اول ما فتحت باب الشقه إبتسمت قوى .. لمساته فى الشقه واضحه زى لمساته فيها هى شخصيا .. بتتنفس مره ورا مره و مش عارفه من ريحة الشقه و لا من هدوءها .. دخلت اوضتهم و سمعت صوت المايه و عرفت إنه جوه .. غيّرت هدومها و هو خرج و إبتسملها: انتى هنا من بدرى ؟ حلم ضحكت على سؤاله: ده انت على كده جوه من بدرى.
مالك إبتسم و هو بينشف وشه: اه تقريبا .. معرفش حسيت إنى محتاج افوق حلم ردت بتلقائيه: و محتاج تفوق من ايه بقا ؟ مالك بصّلها من المرايه و لهجتها خلته سكت .. حلم: هو انت كنت عارف باللى حصل لفهد ؟ مالك متابع اسألتها سؤال ورا سؤال و مش عايز يرد غير بحاجه واحده و هى يروح يخنقها .. مش وقته ابدا .. حلم: اصل فهد بيقولك البيه بتاعك مقالكش .. بيه مين ؟
مالك بصّلها قوى بعتاب: الحراسه يا حلم اللى انا سايبها عليه حلم كإنها إفتكرت: اه انا مخدتش بالى إنك قايلى على حاجه زى دى مالك إتكلم و هو خارج: انتى مبقتيش تاخدى بالك من حاجات كتير خرج و هى حست إنها إتغابت بس الشفره اللى بينهم هى اللى خلتها سألت .. خرجت وراه كان ف المطبخ بيحط الاكل و هى إبتسمت: انت جايب اكل كمان و قطعت كلامها اما وصلت جنبه و شافته بيحط من حلل ف عرفت إنه عاملهولها: انت اللى عاملُه ؟ مالك إتكلم من غير ما يبصلها و هو بيحط الاكل: مش بقولك مبقتيش تاخدى بالك.
حلم سكتت و حست و كإن كل الكلام خلص و قرّبت حطت معاه الاكل .. خلّصوا و كلوا ف صمت غريب ع الحاله اللى كانوا فيها من ساعات .. بعدها هى قامت تشيل الاكل و مالك دخل الاوضه و هى خلصت و دخلت وراه .. لقته ف السرير ف دخلت جنبه بهدوء و الاتنين راقدين و كل واحد وشه للسقف .. مش عارفين يدوّا وشهم لبعض و لا قادرين يدوّا ضهرهم لبعض .. حلم حاولت تتكلم: مالك .. انت نمت ؟ مالك عايز يتكلم و مش عايز: يعنى.
حلم عارفه ان الكلام كتير بس حاولت تبتدى من عند النقطه اللى ينفع هى اللى تتكلم فيها: انت كنت معاها ليه يا مالك ؟ مالك رد بإجابته ورا سؤالها على طول من غير وقت: كنت رايح وراكى يومها عشان اقولك على فكره حلم إستغبت نفسها على رد فعلها و إبتسمت غصب عنها: و مقولتليش ليه ؟ مالك كشّر: حسيت إنك مش عايزه تسمعى .. شوفتك عايزه تاخدى حقك و بس و خدتيه على فكره بطريقتك و اعتقد كده إرتاحتى ف مكنش له لازمه بقا اتكلم حلم رفعت نفسها نص واحده ناحيته بسرعه: لاء طبعا بس انا متوقعتش إنك هتيجى ورايا اصلا بعد ما وصّلت الهانم لبيتها مالك خد نفس حركتها و إلتفت ناحيتها نص واحده و بصّلها قوى: انتى عرفتى منين إنى وصلتها بيتها ؟
حلم نفخت بغيظ و مش عارفه منه و لا من نفسها و معرفتش ترد .. مالك بصّلها بخيبة امل بعد ما فهم: انتى مستنتيش تسمعى يا حلم و دى غالبا المشكله بينا .. بتاخدى ردود افعالك من طرف واحد .. من نفسك حلم إتعدلت قعدت و ربّعت قصاده: ع اساس إنك بتتكلم ؟ مالك انت كنت بتدوّر على حاجه تقولها .. معندكش حجّه و بتحاول تلاقى إجابه مناسبه مالك لسه هيتكلم هى سبقته بسرعه تمنعه: و ارجوك اوعى تقولى لاء لإنك مبتعرفش تكذب .. انت بتعرف تخبى لكن تكذب لاء و ف الحالتين عيونك بتفضحك مالك كان عايز يبعتلها رساله صامته او مغلفه: طب مش يمكن انا اللى بسيبهم يقولولك كل حاجه مش هما اللى بيفضحونى ؟
حلم معرفتش ترد: بردوا مقولتليش كنت معاها ليه ؟ مالك مش عارف يلاقى إجابه مناسبه فجاوب بجزء من الحقيقه: صدقينى مش زى ما انتى فاهمه .. هو فعلا و الله شغل بجد و خلصنا و جات هنا البنك تخلّص حسابات حلم إتريقت بلهجه مش مصدقه: تخلص مش نخلّص يا مالك.
مالك برغم الموقف إبتسم لغيرتها: ما الحسابات واحده بحكم الشغل و كنا هنخلّص و نمشى حلم بصتله بعتاب: ع البيت ؟ تمشوا ع البيت يا مالك ؟ مالك بصّلها بذهول: انا مدخلتش على فكره حلم: مش يمكن كنت عارف إنى متابعاكوا ف اختصرت مالك رجع ف رقدته تانى: براحتك .. عايزه تفهميها كده براحتك حلم مقتنعه بكلامه .. مش مالك ابدا اللى يخون عينيه جاوبتها اصلا بس بردوا متضايقه: انت اول مره تتقابلوا صح ؟
مالك كتم إبتسامته و رسم تكشيره: و الله لو هتصدقى هجاوبك حلم رقدت جنبه بغيظ بس قريب منه و بتتعمد تقرّب مع الكلام: ماهو اصل هتقولى اه اول مره و عايزنى اصدقك إنها اول مره و بتعزم عليك تدخل معاها بيتها بعشم كده مالك كتم ضحكته جامد على الطريقه اللى إتكلمت بيها اكتر من الكلام و حب يستفزها: و مين قالك إنى كنت هقولك اه اول مره مش يمكن كنت اقولك لاء ؟ مالك كان عايز يقولها إنتى جاوبتى عنى بثقتك فيا او من عينيا و هى فهمت إنه خلّاها قالت اللى هو عايز يسمعه او يوصّلها للنقطه اللى عايزها.. مسكت المخده من جنبها و حطتها على وشها و كتمت بإيديها بغيظ و هو فك حبس ضحكته من تحت المخده و كل ما يضحك اكتر تكتم وشه بغيظ اكتر لحد ما إستسلمت لضحكه و إيديها رخت من على وشه اما ضحكت معاه ..
مالك إتجاهل كل حاجه و رفع نفسه لورا ع المخده و شدّها لحضنه و ضحكتهم خلصت و المفروض يتكلموا .. بس عتاب الحبايب دايما بيبقى صعب يتترجم فى كلام.. مالك لف وشه لها مبتسم و مش عارف يتكلم من وشهم اللى بقا تقريبا بيلامس بعض مع حركة انفاسهم .. معرفش يقول ايه هنا او تقرييا نسى كان هيقول ايه و هى غمضت عينيها و لفّت دراعها حواليه قرّبته بجسمه منها نفس قُرب وشه منها .. و ده كان تصريح لقلوب العشاق تتعاتب بطريقتها الخاصه .. مالك كان مستنى اللحظه دى من وقت ما كان مستنيها بعد ما رجع من عند هامر اول مره قابله و كلمها قالها انا محتاجلك ..
كان عايز يترجم لغبطته على جسمها و ف حضنها و بالطريقه دى مش بالطريقه ابدا اللى عملها وقتها بعد ما شاف البرشام .. اندمج معاها و فجأه إفتكر البرشام و جسمه إتخشّب ف حضنها ...حاول يندمج من تانى و يتجاهل تفكيره ده .. حاول مره بعد مره بس ده مخليه بيتعانف بشكل مترجم عنف تفكيره و هو مش عايز ده .. مش بالشكل ده .. مالك حاول ينسحب من حضنها و هى تقريبا فهمت إنها لسه مراضتهوش او مراضيتش كرامته او رجولته: انا محتاجالك .. كنت غبيه و غلطت و المفروض اما اغلط تصلّحلى غلطى قبل ما تعاقبنى .. ضعفت للحظه اما فكرت بالشكل ده و المفروض اما اضعف اخد قوتى منك مش اضعف على إيدك و تبعد مالك عايز يفكّرها و مش عايز، عايز يجبرها و عايز كل حاجه منها تيجى برضاها، ف لخّص الدوشه دى كلها ف كلمه: البرشام !
حلم همست ف رقبته: بحبك مالك بيعاتبها بعينيه و شفايفه اللى بتتحرك بهمس تقرّب و تبعد و كل جوارحه .. حلم همست تخطفه من تفكيره او زعله: هتسيبنى بردوا ؟ مالك غمض عينيه عن كل الكلام و إتجاهل كل حاجه: مينفعش اسيب حضنك مهما كان المقابل خطفها ف حضنه او تقريبا هى اللى خطفته لدنيتها و غرقوا ف جنونهم اللى له نوعه الخاص .. لحد ما خلّصوا و الاتنين بيروحوا ف النوم .. حلم تبتت ف حضنه و مع كلامها بتبت اكتر كإنها بتحجز على لسانه اى كلام منه و متعرفش إنها بتحجزه جواه و الحاجات اما بتكتر جواه بتكلكع: لسه زعلان منى ؟ مالك سكت كتير قوى: مش حكاية زعل يا حلم .. عشان الحكايه مش متشخصه ف موقف .. الحكايه فيكى انتى .. حلم رفعت وشها ف وشه او تقريبا عينيها بس و كإنها بتسأله انا ؟
و هو هزّ راسه اه بتأكيد: اه يا حلم انتى .. الحكايه فيكى انتى .. انتى عشوائيه يا حلم .. هوائيه و عشوائيه قوى كمان .. حلولك كلها عشوائيه .. بتحلّى اى مشكله بمشكله مش بحل .. بتضربى سالب ف سالب عشان يديكى موجب .. بتحطى قدام اى مشكله مشكله تانيه و تضربيهم ف بعض و المشكله إنك متصوره إنهم بكده هيدوكى حل .. حلم حاولت تعترض و مالك مدهاش فرصه و لصّم كلامه ببعضه: تفتكرى اول مشكله بينا ساعة المحضر بتاع الشركه ليا ؟ كانت مشكلتك مش ف اللى حصل لشركتك .. لاء انتى كانت مشكلتك ف الشك اللى كان جواكى ناحيتى بس بدل ما تيجى و نتكلم و تسمعى روحتى إتهمتينى .. عملتيلى مشكله مع اخويا و ف شغلى و قدام الكل .. ضربتى مشكلتك بمشكله قصادها من عندى و تبقى واحده قصد واحده يقفوا قصد بعض حلم سكتت: بس مش انا على فكره اللى قدمت البلاغ .. ده.
مالك كمّل عنها: ده مروان عارف .. بس انتى كنتى مصدقاه ...جايه لمجرد تحطينى قدام الامر الواقع تسمعى .. تجبرينى يعنى و مفكره بكده هتعرفى تسمعى منى حاجه مش عايز اقولها و دى مشكلتك على فكره إنك بتحاولى تشدّى بعنف الكلام منى فبيطلع مشوّه او يمكن بيتبت اكتر فيا مبيرضاش يطلع حلم سكتت و رجعت سابت نفسها ف حضنه بعد ما كانت قايمه بجسمها بتسمع ردّه و هو كمّل: او نقول من قبلها .. من لحظة ما إستدعوكى القسم تدافعى عن واحد انتى نفسك متعرفهوش و مع ذلك عشان كان عندك مشكله ف ان اى ظابط شايف نفسه من طينه تانيه و بيتعامل مع غيره من فوق حطيتى قدامى مشكله قصادها و هى إنك طلعتينى مفترى و ظالم و فاشل و مستهتر و تبقى مشكله قصد مشكلتك و الاتنين يحلوا بعض ..
و بعدها يوم اما عمك جه و شافنا كده انا مبلومش عليكى ف اللى حصل .. اللى حصل كله كان عندى و بسببى بس فاكره عملتى ايه ؟ حلم إبتسمت قوى ف حضنه بشبه ضحكه و هو إبتسم غصب عنه: حطتينا قدام مشكله تانيه و روحتى قولتلهم إنى لمستك فعلا و طلعتينى وحش و طلّعتى نفسك اوحش و عملتى مشكله زى دى لمجرد تحلى مشكله قصادها .. حتى اما أمك طلبت اكتبلك المجموعه و انا رفضت و كانت مشكله ف طريقنا طلبتى انفذ من سكات حلم ردّت بإستنكار: انا مقولتلكش تعمل كده يا مالك.
مالك صحح كلامها او يمكن كلامه هو: بعينيكى .. طلبتى بعنيكى يا حلم و لا انتى فاكره إنى مكنتش واخد بالى من عينيكى اللى طول الوقت كانت بترسم الحل ده فيهم .. انا مكنتش بتجاهلهم على فكره بس مكنش ينفع .. ع الاقل كنت هجيبلك الكومباوند اللى مقفول من ساعة ما اتفرش ده منين و لا البيت هيتفتح ازاى ؟ بس انتى اللى إتجاهلتى كل ده و حطيتى ده حل للمشكله و انتى مش واخده بالك إنك كده بردوا بتضربى مشكله بمشكله عشان تتحل .. و طبعا بما فيهم موضوع الحمل كانت مشكلتك إنك عايزه تدخلى جوايا فى حته انا بنفسى قولتلك انا اللى هاخد إيدك و هدخّلك فيها بس ف وقتها .. اما يجى وقتها .. و انتى مصبرتيش و دى كانت مشكلتك و اللى طول الوقت مشكلتك و عشان تحليها ضربتيها بمشكله تانيه تحطيها من ناحيتى قصادها و يبقى واحده تقف لواحده..
و طبعا يوم ما إتابلنا ف البنك .. شوفتى واحده معايا روحتى وقفتى مع واحد و تبقى واحده قصد واحده .. مفكرتيش لحظه إنى ف لحظة تهور كان ممكن ارمى عليكى يمين الطلاق عشان مبتعاندش و كرهت إنى انجبر على حاجه ؟ مفكرتيش ؟ انا نفسى فكرت لو مفيش مروان كنتى هتعملى ايه ؟ هتروحى تجيبى واحد من الشارع تضربينى بيه ؟انتى بس كل اللى فكرتى فيه إنى عملتلك مشكله عملتيلى قصادها و نبقى خالصين .. و طبعا موقف انهارده بالجمله .. بمجرد ما سمعتى من عمك او إبنه خدتى كلامهم امر مسلّم بيه .. مفكرتيش حتى تستعملى عقلك .. يا ستى انا مبتكلمش معنديش كلام بس انتى عندك عقل ممكن تلجأيله .. لو عايز اعمل ده كنت عملته من زمان .. من وقت ما حرق المجموعه و اهو كنت باخد حقى .. حقى اللى مخدتهوش ف حاجه زى دى هاجى دلوقت و اخده لمجرد إنك وقفتى معاه !
كل اللى فكرتى فيه إن إتعملت مشكله مع عمك اللى رباكى و بس ف حطيتى مشكله قصادها بينا .. و ده اللى بتعمليه ف كل مطب بيقابلنا .. كل ما بيتبنى بينا سور بدل ما تهدّيه بتبنى واحد زيه و تسيبيهم قصاد بعض .. الجسر اللى بيتبنى بينا مع اى مشكله بدل ما تعديلى عليه بتوصليه بجسر قصاده بينا عشان تبقى واحده بواحده و انتى مش واخده بالك إنك كده بتطوّلى المسافات بينا .. دايما بتدينى امل و ترجعى تخنقيه يموت من قبل حتى ما يحيينى .. بتدينى الحياه و بترجعى تسحببها منى و مبتعرفيش اللحظه اللى ما بين تاخدى و تدى دى بيحصل فيها ايه معايا و جوايا حلم بتسمعه ف صمت تام و عقلها مع كل موقف بيورّهولها قدام عينيها و حسّت فعلا إنها ماشيه عكس إتجاهه .. سكتت كتير او ملقتش حاجه ترد بيها و هو حس إنها حاليا ف هدنه مع قلبها ..
الاتنين سكتوا لحد ما إبتدت تعيط و هو هنا مقدرش يسكت تانى .. شدها عليه ضمّها و هى عياطها زاد و هو بيزيد قصاده ف ضمتها: ششش إهدى .. انا مش بحاسبك و لا حتى بعاتبك .. انا مبعرفش اعاتب .. اللى بيحصل امبارح يبقى بتاع امبارح إنهارده مالهوش ذنب يشيله .. بس خوفت اخسرك .. اخسر البيت اللى ما صدقت فتحته .. الحضن اللى إتدفيت بيه .. كنت خايف من الفجوه بينا و خايف و انا شايفها وخدانا ف سكه تانيه غير سكتنا او ع الاقل سكتى اللى حلمت بيها معاكى .. مكنتش حابب اشيل جوايا منك اكتر من كده .. اللى بيتعود يعدى كل حاجه مزعلاه من غير ما يقول عليها هو نفس الشخص اللى لما هيمشى مش هيرجع تانى ! و انا مش عايز اسيبك .. التكات الصغيره بتعدى بس صغير على صغير بيكبر و بعدين مش هيعدى و انا مش عايز اوصل معاكى للنقطه دى ..
حلم إبتسمت من بين دموعها: انا بحبك قوى .. قوى يا مالك .. فوق ما تتخيل .. انا كل خطوه من دول لو انت شايفها مشكله كنت بحطها قدامك ف انا مفكرتش فيها اكتر من خطوه تقرّبنى منك .. كنت عايزه ابقى معاك و بس ايا كانت الخطوه لكده .. مالك إبتسم: و الموضوع ينتهى بمجرد ما نبقى مع بعض ؟ لا يا حلم الموضوع عامل زى شوية سكر بترميهم فى كوباية شاى بدون تقليب و إنتى فاكره إن القصة إنتهت لما اتحطوا مع بعض!.. فين التقليب؟ فين المجهود اللى هيكمل الصوره ؟.. العمر الإفتراضى بتاع أى حاجة مرهون بشوية المجهود اللى بيتعملوا عشانها وهما برضه اللى بيدوها طعم..
حلم: حبى ليك هو اللى مخلينى كده .. مخلينى ف نظرك طماعه مالك إتكلم بجد: و انا مقولتش إنك طماعه و لا ازعل يوم ما تطمعى فيا و منى بس الحب ميزانه حساس و مظبوط بالمللى ..ﻻزم الكفّتين يعملوا المستحيل عشان الميزان يفضل متزّن و الكفّتين يبقوا باصّين و شايفين بعض كويس .. لو كفّه مالت بشوية حب و تضحيات زياده .. الكفّه التانيه هتفضل عاليه و مش حاسّه ﻻنها باصه للموضوع من فوق .. طول ما المعادله مظبوطه الاتنين هيبقوا مرتاحين و العلاقه اللى مفهاش راحه مبتدومش حتى لو مليانه حب.
حلم رفعت وشها من حضنه و قابلت وشوشهم ببعض و ردت بلهفه: و لا انانيه .. و الله عمرى ما حبيت ابقى انانيه معاك .. انا ممكن اكون مش بكتفى بالقليل بس منك مش معاك .. مبكتفيش بالقليل و لا بيرضينى القليل منك إنما القليل معاك انا راضيه بيه .. راضيه بالولا حاجه .. لكن منك انت انانيه ف حبك و يمكن ده اللى بيخلينى دايما استنى المزيد منك و اتوقع الاكتر .. انا بس كنت مستنيه نقف على ارض صلبه سوا .. مكنتش خايفه منك بس خايفه من القدر .. كنت محتاجه شوية وقت لحد ما احس انك انت اللى بتثق فيا .. ادخل عقلك زى ما دخلت قلبك ..انت بتزعل اما بتحس انى للحظه مش واثقه فيك مع انى طول الوقت واثقه فيك و ده اللى انا كمان محتاجاه منك .. ثقتك يا مالك ف مكنتش بلوى دراعك بالخلفه قد ما كنت مستنيه اوصل للنقطه دى معاك و جواك مالك معرفش يرد او ترجم رده على شفايفها اللى خطفهم للكهف اللى جواه و اللى بعد ما كان مضلم نوّر بيها ..
حلم بهمس: بتحبنى ؟ مالك إبتسم ف حضنها: بصى هو انا حاسس انى عايش عشان افرحك مش عارف بئا ده بتسموه حب و ﻻ ايه حلم إبتسمت بدموع: انت احلى صدفه و احلى قدر ربنا بعتهولى مالك ميّلها ع السرير و لف ناحيتها: انتى ف حياتى احلى من ان يتقال عنك صدفه ..انتى مش صدفه انتى نفس بتنفسه و انا كان لازم اعرفك و اقابلك عشان اعيش ماهو محدش بيعيش من غير ما يتنفس .. مينفعش ابدا تبقى طرف ف حكايه و تخلص عند خلاف او مشكله ف لازم تستحملي طاقة الحب اللي جوايا .. تستحملي غيرتي، خنقتي، إمتلاكي، تلاكيكي علي التفاصيل. إنتي لازم تستحملي الحاجات اللي مطلعتش غير ليكي و مبتكملش غير بيكى.
حلم دموعها نزلت و للحظه دى حست إنها كانت هتخسر خساره متتعوضش .. مالك ميّل بوشه على وشها مسح دموعها بخده: ممكن بقا تبتسمى ؟ حلم غمضت عينيها و هو باسهم و هما مغمضين: يعنى لو ف إبتسامتك صدقه ف انا افقر خلق الله و الله و محتاجها .. ده بيقولوا الضحكه ف وش اليتيم صدقه و انا يتيم و الله حلم بحب: لاء انت حبيبى .. مالك قلبى و روحى و كل حته فيا.
مالك باس إيديها: و انا لو كنت خايف الاول تطلعى حلم ف انتى بقيتى احلى حلم .. عارفه زى الدقايق اللى الواحد بيصحى فيهم من نومه و يفضل فاصل و مغمض كإنه بيوهم نفسه إنه لسه نايم مع إنه بيبقى خلاص فاق و لحظتها بقا بيفضل يألف حلم على مزاجه و مش عارف هو نام بجد و ده حلم و لا منامش و ده عقله الباطن و لا فايق و دى حاجه اللى نفسه فيها ف عقله رسمها قدامه حلم ضحكت بدموع على تشبيهه و هو إتغاظ من ضحكتها اللى مش مناسبه خالص كرد على كلامه .. لحد ما إفتكرت بحماس: مالك ممكن طلب ؟ مالك إبتسم: شاورى حلم عيونها لمعت: ممكن اخطفك ؟
مالك ضحك بصوته كله على لهجتها و هى كمّلت: انا حجزت يومين ف اسكندريه .. عايزه شهر عسل تانى .. حجزت ف نفس الشاليه بتاع فرحنا و رتبت رحلة سفارى هناك و عايزه نقضى يومين .. ممكن ؟ مالك إبتسم و عارف إنه مضغوط بالذات اليومين دول بس حس إنه مش عايز يكسر خاطرها او يمكن راضى بالقليل منها او دى اول خطوه تاخدها هى ناحيته: بس كده ؟ عنيا .. عايزه تسافرى امتى ؟ حلم قامت ربّعت جنبه ع السرير بحماس: دلوقت.
مالك شدّها عليه رجّعها و ضحك غصب عنه: دلوقت ايه يا مجنونه انتى عارفه الساعه كام ؟ احنا بعد اتنين بالليل حلم حايلته بطفوله: و حياتى يا مالك .. هو السفر اصلا يحلى غير بالليل و بالعربيه مالك إبتسم: كمان بالعربيه ؟ تصدقى فكره لذيذه خاصة ف الجو ده .. قعدت تحايله و هو مستمتع بحماسها: تدفعى كام ؟ حلم ضحكت و قرّبت رفعت نفسها فوقه و ركزت إيديها الاتنين حواليه ع السرير: اللى عايزُه مالك شقلبها و خلّاها مكانه و جاب نفسه مكانها: يبقى استلم الاول.
نفدت من تحت دراعه و جريت ع الحمام و هو وراها و كمّلوا معركتهم او إبتدت معركه تانيه من نوع تانى مجنون .. خلّصوا و لبسوا و جهّزوا شنطه بحاجاتهم و مالك خدها و نزل .. خد عربيته و خدوا طريقهم لإسكندريه .. طول الطريق مبطلوش كلام و ضحك و سهرايه و مالك مستمتع جدا بعلاقتهم اللى بايناله إنها بتاخد منحنى تانى او هو اللى إتهيأله ده و كل ما بيسكتوا و يتقفل حوار يفتح حوار تانى لحد ما وصلوا الصبح .. إتفاجئ إنها فعلا حاجزه شاليه بتاع الفرح سابوا حاجتهم و خرجوا فطروا برا و إتمشوا كتير ع البحر .. مالك ضحك: حد يتمشّى ع البحر ببلوفر بهايكول و جينز ؟
حلم بتربّع إيديها جامد بنَفس عالى: البحر ف الشتا احلى من الصيف مالك ضمّها عليه اكتر و دفس راسها بين رقبته و صدره .. حلم: مالك عايزه اروح حلم المالك مالك إبتسم: طيب ما تقولى اسهل إنك جايه عشانها مش عشانى حلم زقّته برخامه و هو مش عارف يقرّب منها من كتر ما بتجرى او مستمتع بتنطيطها حواليه ف ميّل رش عليها مايه و هى بتتنطط من البرد ..
مالك خدها البلّوره و إبتدوا من تانى يعيدوا ذكرياتهم فيها .. و كل ما بيطلعوا من المايه بتتحايل عليه و هو بيضعف قدام طفولتها او مش عارف زى اللى حاسس إنه عايز يشبع منها او يحفرها جواه .. فضلوا فيها يومين لحد اخر النهار و خدها و طلع تانى ع الشط .. روّحوا غيّروا و خرجوا يتعشوا ع البحر .. قابلتهم واحده كبيره شكلها غريب مش عارفها من بتوع الله و لا من بتوع الودع .. مالك قلق من هيئتها مش اكتر مع إنها إبتسمتله بصفا و كإنها تعرفه من سنين ..
حلم: مالك تعالى اخليها تقرالى إيدى مالك ملحقش يعترض و حلم شدّته و راحتلها و هى كانت بتمشى: ممكن تشوفيلى إيدى الست مسكت كفّها و بصّت فيه كتير .. كتير قوى و زى ما يكون مش عارفه تقولهم اللى شايفاه ازاى: انتى زى الجليد .. طول ماهو ف الايد برده بيلسع و مش هيدوب إلا اما يتلسع حلم مفهمتش و بصّت لمالك اللى بيشقلب كلامها ف دماغه و الست بتلقائيه مدتله إيدها: هات.
مالك لسه هيطلعلها فلوس بإيده ف هى مسكت إيده التانيه و فتحت كفّه و ملامحها كلها ضلّمت لدرجة دمّعت: سيب الامر للمالك يا مالك مالك إتخض و مش عارف من جملتها اللى حدفت تفكيره عند جهه معينه و لا من إسمه اللى نطقته عايز يسحب إيده يمشى و عايز يفضل و هى مدتهوش فرصه و كملت: الاقارب عقارب .. عقااارب .. خاف منهم مالك ساكت تماما مش عارف نفسه ليه مش عايز يمشى .. هى اللى وقفت بعد ما كانوا قعدوا ع الارض: ليه مصمم تشوف الكوابيس احلام ؟ قلبت الكابوس لحلم و قلبت الحلم لواقع ف كان لازم يتقلب الواقع لكابوس ع الاقل عشان يرجّعك للاصل.
مالك منطقش و هى سابتهم و مشيت و هى ماشيه بتتكلم بهزيان من غير ما تبصّلهم: اوعى الكابوس يا مالك .. الكابوس خليته حلم و الحلم عملته واقع و الواقع هيرجع لأصله يا مالك .. هيرجع كابوس يا مالك .. اوعى الكابوس يا مالك .. ابعد يا مالك لحد ما تروح للمراد و تنول المراد .. اجرررى .. سيب امرك لمالك الأمر مشيت و سابتهم و مالك شرد كتير لحد ما إنتبه على صوت حلم اللى مش فاهمه حاجه: مين دى يا مالك انت تعرفها ؟ مالك معرفش يبتسم: لاء حلم إستغربت: بس هى شكلها عارفاك .. دى قالت إسمك .. و يعنى ايه اللى قالتهولى ده ؟ و ايه المراد اللى انت عايز تنوله ده و ايه اللى عايزُه و بتقولك ابعد لحد ما توصله ؟
مالك فاق من سؤالها الطويل قوى و هزّ راسه كإنه بيفوّق نفسه: معرفش .. معرفش .. المهم يلا فى سهره ع الرمله و مولعين نار و حفلة شوى تعالى نروح حلم حاولت تنسى الموقف و خدته و راحت بس مالك الكلام واخده ف سكه تانيه و بيحاول يركّبه على صوره تانيه .. خلّصوا سهرتهم و رجعوا البيت ناموا و تانى يوم نزلوا .. حلم: مالك عايزه اطلع بباخره و نلّف بيها و نقضى اليوم ف المايه مالك إبتسم: خلاص إدينى ساعه ارتبها.
راح حجز باخره و جهّز كل حاجه و طلعوا بيها و عشان مالك بيعرف يتحرك بيها و عشان حلم معاه طلب واحد بس يكون معاهم يسوقها معاه مش اكتر .. طلعوا و طول اليوم بيلفّوا و اليوم كان حلو لأخره لحد ما الجو ليّل و ضلّم و الباخره فجأه وقفت .. حلم مع مالك على ضهرها من فوق و لاحظوا إنها وقفت و فى خبط مكتوم و رزع تحت .. حلم إنتبهت: مالك فى ايه ؟ هى وقفت و لا ايه ؟
مالك إنتبه للصوت اللى جاى من تحت: مش عارف فى حاجه مش مظبوطه .. ثوانى اشوف فى ايه خليكى حلم نزلت معاه كإنها مسمعتهوش و هو نزل بقلق لحد ما وصل غرفة التحكم تحت اللى فيها الماتور و يدوب بيفتحها إتفاجئ بالراجل اللى طالع بيهم مضروب على دماغه و محدوف ف الارض غرقان فى دمه .. مالك إنتبه لإن حد معاهم ع الباخره او ف الغرفه و بيتحرك لجوه بحذر حد لفّ من وراه و مسك دراعه من ورا بإيد و لف دراعه التانى حوالين رقبته .. مالك رفع رجله و نزّلها على رجل الراجل بعنف و بإيده ضرب بيها دقنه لفوق كذا مره ورا بعض لحد ما بوقه ضرب دم .. مالك فلت منه و لفّ وشه ناحيته و ضربه ف وشه مره ورا مره و التانى بيضرب ..
مالك طلّع مسدسه من جيبه بسرعه و ضرب طلقه بس نط عليه واحد من وراه و الرصاصه حادت و جات ف ماتور الباخره إنفجر بصوت زى البركان و حلم صرخت .. مالك شاولها بعينيه تختفى ف اى مكان بس واحد لمحها و قبل ما تتحرك راح عليها مسكها .. و هنا ظهر اكتر من واحد و كإنهم كانوا متخفيين فى المكان .. واحد منهم نطق: احنا مش عايزينها هى مالك بلع ريقه بتوتر و بينقل عينيه بين حلم و بين الراجل اللى ماسكها و الكل محاوطها: انت عايز ايه ؟ اللى عايزُه ايا كان هديهولك بس سيبها الراجل شاور على مالك و شاور على رقبته و مالك فهم: تمشى هى الاول.
الراجل ضحك بصوت عالى: انت فاكرنى غبى ؟ انا معايا امر اخلّص عليك .. الباشا قالى مسيبش فيك نَفس و لا حته جنب بعضها و انا ممكن ببساطه اخدها ف سكتى معاك .. بس هى متلزمنيش اذيتها .. تسيبها تمشى و لا تاخدها معاك ؟ و اى حركة غدر هى اللى هتدفع تمنها الراجل كان حاطط مسدس على دماغها و لافف دراعها ورا ضهرها و مخليها ناخه على ركبها ع الارض .. مالك بصّلها كتير كإنه بيودعها و هى غمضت عيونها اللى بمجرد ما غمضتهم نزلت منهم دموع كتير و هو عايز يعيط معاها .. مالك صوته إتهز و عقله رافض يسعفه او يمكن مستسلم تماما للنهايه اللى تعب يقاومها كتير بس خلاص فرضت نفسها: و انا ايه يضمنلى تسيبوها بعدى ؟
الراجل مط شفايفه ببرود: ملكش عندى ضمانات يمكن لإن ملكش فرص الراجل شاورلهم و مالك مستسلم تماما و عينيه متعلقه بيها و نطق بشفايفه من غير ما يطلّع صوت: سامحينى حلم هزّت راسها بحركه خفيفه لاء .. لاء ربطوه بحبل و كتّفوه و حطّوا على بطنه كوره حديده ربطوها فيه و إتحركوا ناحية باب الغرفه قصد سور الباخره و محاوطينه بحذر .. مالك لفّ وشه ناحيتها و إتمنى بس لو مسموحله يموت ف حضنها .. يموت يموت بس ف حضنها ..
و هى عينيها متعلقه بيه و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه قوى و المشهد كله كإنه متحرك صامت .. الراجل شاور للرجاله اللى كان عددهم كبير بشكل غريب حوالين مالك و هما خدوه على خوانه وسط نظراته المتعلقه بحلم و رفعوه من رجله حدفوه ف المايه .. مالك اول ما نزل ف المايه إبتدت المايه تسحبه بسرعه غريبه لتحت و مش عارف عشان مستسلم و لا من الحديد اللى حطوه فيه بس غمض عينيه و إستسلم للنهايه.. حلم صرخت بجنون صرخه كسرت صمت الموقف او صمت الليل و بتهز راسها بعنف و...
رواية مخابرات خلف الأسوار للكاتبة أسماء جمال الفصل الحادي والثلاثون
الراجل شاورلهم و مالك مستسلم تماما و عينيه متعلقه بحلم و نطق بشفايفه من غير ما يطلّع صوت: سامحينى حلم هزّت راسها بحركه خفيفه لاء و هما ربطوه بحبل و كتّفوه و حطّوا على بطنه كوره حديده ربطوها فيه و إتحركوا ناحية باب الغرفه قصد سور الباخره و محاوطينه بحذر .. مالك لفّ وشه ناحيتها و إتمنى بس لو مسموحله يموت ف حضنها .. يموت يموت بس ف حضنها ..
و هى عينيها متعلقه بيه و إتلاقت عيونهم ف نظره غريبه قوى .. الراجل شاور للرجاله اللى كان عددهم كبير بشكل غريب حوالين مالك و هما خدوه على خوانه وسط نظراته المتعلقه بحلم و رفعوه من رجله حدفوه ف المايه و هو بيختفى ضربوا عليه رصاصه ف رجله بحيث ميعرفش يقاوم .. مالك اول ما نزل ف المايه إبتدت المايه تسحبه بسرعه غريبه لتحت و مش عارف عشان مستسلم و لا من الحديد اللى حطوه فيه بس غمض عينيه و إستسلم للنهايه .. حلم صرخت بجنون صرخه كسرت صمت الموقف او صمت الليل و بتهز راسها بعنف و حاولت تجرى و قبل ما حد من الرجاله يمنعها او يقرّب منها سمعوا صوت المايه بتندفع قوى لجوه الباخره و غرفة التحكم إبتدت تتملى مايه .. الماتور بتاعها اما جات طلقه ورا طلقه فيه إنفجر و عطل ف وقفت و المايه إبتدت تدخل للباخره من مكانه و الباخره شويه شويه بتنزل و المايه بتسحبها لتحت .. الرجاله إنتبهوا لإن الباخره بتغرق و شاوروا لبعض و إبتدوا يتحركوا واحد ورا التانى ينطوا من سور الباخره للانش اللى كانوا سايبينه قريب منهم .. هما اه كانوا متابعين مالك من اول ما دخل إسكندريه و دخلوا الباخره بعد ما مالك تمم عليها و سابها ع الشط و راح يجيب حلم لكن كانوا عاملين احتياطهم فى لانش قريب من المكان يرجعوا فيه تحت اى ظروف ..
واحد منهم شاور للريس بتاعهم على حلم: و دى هنعمل معاها ايه ؟ الريس شاورله يمشى: متلزمناش .. احنا اوامرنا عليه هو الراجل بعد ما مشى خطوتين رجع بص عليها: انا هجيبها تلزمنى راح ناحية حلم و هى كانت واقفه جنب سور الباخره بتبص ع المايه مكان ما حدفوا مالك بتوهان .. من نظرات الراجل لها فهمت و طلعت منها صرخت شبه الجنون و بترجع لورا .. الراجل حاول معاها و جرجرها من شعرها و هى بتضرب فيه برجلها من رجله و بتهبش فيه لحد ما يأس منها ف حدفها بعزم ما فيه: تستاهلى الموت و إتحرك مشى و سابها .. حلم صرخت جامد: ماالك
مالك كان بينزل شويه شويه لتحت بدون ابسط مقاومه منه و يمكن إستسلامه بيساعد المايه تدفنه جواها .. عقله عمال يوريله لقطات و لقطات من اللى عدّى و كل اللى فات من حياته .. و كل لقطه تعدّى تتوّه عقله و جسمه يتنفض عليها نفضه تشده لتحت .. لحد ما سمع صرخه فوّقته بجد .. صرخة حلم بتنطق بإسمه .. عقله رافض المقاومه بس قلبه بيصرخ و مش قادر يستسلم اكتر من كده .. خد نَفس ف المايه هو نفسه مش عارف خده ازاى و إبتدى يتحرك لفوق و عشان كان بيتحرك عكس إتجاه المايه كان زى اللى بيجرى لحد ما سمع صوتها تانى بتصرخ او صوت هبد ف المايه و جسمه إتنفض مره اعنف و كان فاق تماما و إبتدى عقله يسعفه ..
جمّد عضلات إيده جامد و إبتدى يفك ربطتهم اللى متكتفين ورا ضهره بحبل و اول ما فكهم نزل بيهم يفك ربطة رجله ف بعض لحد ما فكهم .. و هنا مسك الكوره اللى كانوا رابطينها ف وسطه بطرف سلسله حديد و طرف السلسله التانى ف سور الباخره و سايبنها تنزل بيه لتحت عشان يكتفوا حركته ف المايه ميعرفش ينجد نفسه و يوصل عند اخر طول للسلسه فى المايه و ميعرفش يتحرك فيفضل لحد ما يموت ..
بس بمجرد ما الباخره إبتدت المايه تدخلها و تغرق و تنزل لتحت هو كمان السلسله بتتحرك بيه موقفتش .. مسك طرف السلسله و حاول ف المايه مره و التانيه و اكتر من عشر مرات لحد ما فك وصلة السلسله بالكوره الحديد و اول ما فكها ساب الكوره ف المايه و مسك طرف السلسه و إبتدى يتحرك ف المايه بيها يطلع لفوق ف إتجاهها .. بمجرد ما إبتدى يظهر على وش المايه لمح الباخره تقريبا بتختفى فى المايه و حلم بتنهج جامد و بتقاوم ترفع راسها لفوق ..
مالك حاول يتكلم بس بينهم مسافات بعيده: حلم .. حلم فوقى .. انا جنبك .. مش هسيبك .. إستحملى .. قاومى اوعى تستسلمى حلم مش سامعاه او حاسه إنه متهيألها او ماتت مثلا و إتقابلوا بين إيدين ربنا .. مش عارفه حلم كانت شافت الباخره بتختفى تماما بإندفاع لتحت من غير تفكير نطّت منها لوسط المايه و بتتحرك بعيد عنها بس حركتها عكس تيار المايه .. مالك بيكرر كلامه مره ورا مره اعلى و اعلى: حلم فوقى انا جنبك .. مش هسيبك .. جنبك.
كان بيسابق المايه رغم جرحه لحد ما قرّب منها و هى كانت خلاص بتنزل لتحت و المايه بتشدها تختفى ف كان هو اسرع و خطفها من ضهرها ضمّها عليه .. حلم خايفه تلف وشها لورا تشوف مين و تطلع بتحلم مثلا .. معقوله مالك ؟ لالا مالك خِلص بس هى حاسه بضربات قلبه من صدره اللى ضاممها من ضهرها .. دى حفظاهم دقه دقه .. مالك لفّ وشها له و إتقابلوا ف حضن غريب اغرب من الموقف نفسه .. حضن بطعم جنون اللهفه و كإن عمر فراقهم سنين و سنين مش دقايق و بس .. مالك بيحاول يرفعها بجسمها كله لفوق بحيث وشها يترفع عن المايه و كل ما جسمها ينسحب لتحت يرفعها بلهفه لفوق و بيتحرك بيها .. مسك وشها بعشق: حبيبتى فوقى .. فوقى انا معاكى .. هنخرج من هنا .. و الله هنخرج بس انتى ساعدينى حلم بصوت تايه: انا مبعرفش اعوم .. هتسيبنى ؟
مالك جه يتكلم صوته طلع بعياط: اسيبك ؟ اسيبك ؟ ده انا ما صدقت لقيتك .. انا و الله ما صدقت لقيتك حلم صوتها إترعش: انت سيبتنى لهم فوق مالك بيهز راسه لاء لاء و لسه دموعه مشاركه نبرة صوته عشان يطلع الكلام عياط: كنت عارف لو قاومت هتبقى انتى ف خطر .. يا موتى يا موتك و انا اخترت اموت عشان انتى تعيشى حلم بتتكلم و هى عينيها متعلقه بعينيه: مين دول يا مالك ؟ ليه عايزينك تموت ؟ و مين باعتهم ؟
مالك مش عارف ينطق من رجله اللى إبتدى جرحها يصرخ من المايه فيه و لا من إنه بيتحامل عليها عشان يرفع حلم متغرقش و لا من الكلام اللى مش عارف يرتبه ازاى عشان هى تستوعبه: هقولك كل حاجه.. بس مش دلوقت .. مش دلوقت يا حلم .. نخرج الاول .. اخرج و اخرّجك من الضلمه دى حلم بصتله بنظره تايهه و هو بص قوى ف عينيها المتعلقه بيه و اللى بتنطق له بألف سؤال و سؤال و شاف جواهم وجع و خوف و غضب و حيره و غيظ و شك و قلق و حب و لهفه و امل و خيبة امل فى نفس الوقت و مش عارف يواجه كل دول ازاى .. بس مش مهم ده دلوقت .. المهم دلوقت يخرج و يخرجها من الموقف و ده المهم حاليا ..
بيرفعها لفوق و بيتقدم بيها ف المايه و كل ما ترخى منه لتحت يتحامل على نفسه و يرفعها اكتر و بيتلفّت حواليه يستنجد بأى حاجه و بيعمل كل حاجه ف وقت واحد.. لحد ما إبتدت يغمى عليها و هو تبّت فيها بجنون عنيف و ميّل عليها شالها زى وضع البيبى على صدره .. إبتدى يتحرك اسرع و اسرع و بيتلفّت حواليه من وقت للتانى يلمح اى حاجه او اى باخره تلحقهم بس مفيش .. على صدره بتفوق ثوانى و لحظه و ترجع تغمض بإغماء و ترجع تفوق ف نفس اللحظه و هو ما بينهم بيضمّها اكتر كإنه عايز يدخّلها جواه .. حس ان حركته كده صعبه و مش هيوصل .. حاول ينزلها ف المايه و هى حسّت بيه ف إتعلقت برقبته اكتر ..
مالك إبتسم غصب عنه رغم الموقف: قولتلك مش هسيبك .. قولتلك متخافيش معايا .. ليه مش عارفه تثقى فيا ؟ متكلمتش و هو نزّلها بحذر ف المايه بس ماسك ف وسطها و ف حركه سريعه قلب نفسه ف المايه بحيث وشه للمايه و ضهره للسما و شدّها عليه فوقه و هى تبتت ف ضهره و هنا كانت حركته اسرع و اخف .. كان بيتحرك بجنون: امسكى فيا متقلقيش .. امسكى جامد يا حلم .. اوعى تسيبينى تقريبا الليل كله عدّى عليهم كده لحد ما اذان الفجر صوته شق صمت الجو و هو صرخته طلعت مكتومه: ياارب النهار إبتدى ينوّر و الشمس بتفرد نورها عليهم و هو إبتدى يتطمن مش عارف عشان الجو اللى نوّر و لا عشان قطعوا مسافه كبيره ناحية الشط اللى إبتدى يظهر قدامهم على مدد عينيهم ..
بيتقدم بيها و كل ما يحس إنه هيتعب عقله بيفكّره بإنه شايل حملها على ضهره .. لحد ما فعلا قرّبوا من الشط و هنا كذا حد لمحهم و نزلولهم المايه و فيه اللى إتحرك ناحيتهم بلانش صغير لحد ما وصلوا عندهم و ميّلوا يرفعوها من على ضهره .. مالك برغم ان الموقف ميستحملش بس رفض حد يلمسها و ف حركه بسيطه نزّلها جنبه ف المايه و رفعها على حرف اللانش و هى إتحدفت لجواه و هو خد نَفس عنيف قوى يكتم بيه الألم و نط ع اللانش وراها و إتحركوا بيه لحد ما خرجوا من المايه طلعوا ع الشط و هنا نزّلها منه ع الرمله و إبتدى يفوّق فيها او يفتش فيها لحد ما إتطمن إنها كويسه مفهاش إصابات ..
و هنا سمح لنفسه يحس بتعبه هو .. ألم صعب ف رجله و بتنزف كإنه مكنش حاسس بيها .. حد قرّب منه: تعالى اوصّلكم مستشفى مالك كان هيقول حاجه و بدّلها: معاك موبايل ؟ الراجل إداله موبايل و مالك وقف بتعب و إتحرك بعيد شويه و عمل تليفون مرتين و رجع للراجل إداله الموبايل: متشكر الراجل: كلمت حد يجيلك يودوكوا مستشفى ؟ مالك كإنه كان ناسى إنه لازم يروح مستشفى و رجله متصابه: هاا ؟
بص على رجله بضيق من الموقف اللى إتأزّم: مش لازم دلوقت الراجل إستغرب الكائن اللى قدامه ده معقوله مش حاسس بيها ؟: ايه ده اللى مش لازم ؟ انت رجلك بتنزف و متعوره و المايه الكتيره و مالحه خلتها إلتهبت قوى .. كده هتتأذى .. امال كنت بتكلم مين ؟ مالك بصّله و سكت و عقله شارد ف إتجاه معين و الراجل إتكلم فوّقه: انا إفتكرتك بتكلم حد يجيلك ينقلك مستشفى .. طب يلا اوصلكم حتى عشان البنت اللى معاك مالك إنتبه لحلم اللى قاعده زى التايهه ف الارض و دماغها متلغبطه و افكارها متزاحمه .. عمها قالها بلّغى جوزك إنى مش هسيبه .. معقوله يكون هو ؟ و لا مالك له عداوه بحد ؟ و له علاقه مشبوهه ؟ كلام الناس معناه ايه ؟ باشا مين اللى باعتهم بأمر يخلّصوا عليه ؟
مالك ميّل عليها و قعد ع الارض جنبها: حبيبتى انتى كويسه .. احنا كويسين مفيش حاجه .. ربنا سترها حلم سألت سؤالها بتوهان: ربنا ؟ انت تعرف ربنا يا مالك ؟ مالك بصّلها قوى و من عينيها قدر يقرا تفكيرها .. حلم بلهجه ناشفه: انت مخبى عليا ايه يا مالك ؟ مالك ساكت و بيفكر ف حاجات كتير جدا .. مش عارف عشان خايف من تأثير اى حاجه هتتقال عليها و لا عشان هو غلط من الاول اما خبى .. بس اللى عارفُه ان كلامها كان لازم يترد عليه من زمان قوى: مفيش حاجه صدقينى من اللى ف تفكيرك .. انا بس دلوقت الاهم اتصرف مش اتكلم .. لكن مفيش حاجه .. مفيييش حلم بصتله بنظره لأول مره من عُمر علاقتهم يشوفها فى عينيها و هو غمض عينيه و عايز يصرخ يمكن تحس بألمه .. حلم إتجاهلت ملامحه اللى بتتوجّع او تقريبا مشافتهاش ..
مالك بصدق لهجته شبه المحايله: صدقينى مش زى ما فاكره .. انا بس مكنش ينفع اقولك حاجه وقتها .. كنت هأذيكى معايا .. عشان كده مكنتش عايزك معايا من الاول فى سكتى حلم بجمود بتترجم الكلام على افكارها القديمه و الجديده: و دلوقت ايه اللى مانعك تتكلم ؟ مالك بصّلها بصدق: مش وقته .. صدقينى مش وقته .. انا دلوقت لازم اتصرف و إلا هنبقى انا و انتى ف خطر .. ف خطر يا حلم و حد فينا هيفقد التانى .. انا و انتى ف خطر مالك بيعيد ف الجمله كإنه بيكلم نفسه او بيفوّق عقله يسعفه ..
حلم بصتله بجمود و وقفت: مفيش انا و انت ؟ انت لوحدك اللى ف خطر .. انت اللى عملت و انت اللى هتتحمّل نتيجة اللى عملته ايا كان ايه هو مالك حس كإنه بيتهيأله إنها بتتكلم .. لالا هى مش بتتكلم .. لايمكن تكون بتقوله هو الكلام ده.. مستحيل تتخلى عنه .. مد إيده تساعده يقف و هى بصّت لإيده بجمود قوى: بتقولى مكنتش عايزك فى سكتى ؟ انا دلوقت اللى مش عايزاك مالك مش عايز يصدق او مترجم زعلها على اخر جمله و هو مكنتش عايزك ف سكتى ..
وقف بتعب واضح و قرّب يمسك وشها و هى بعدت لورا بعنف و هو الكلام إتحجز على لسانه لحد ما طلع بالعافيه: انا مكنتش اقصد مش عايزك .. انا قصدى مكنتش عايز وجودى معاكى يأذيكى .. مكنتش هتحمّل خسارتك .. انتى متخيله انا حسيت بإيه و انا بنزل ف المايه ؟ و انا بموت ؟ انا مكنتش شايل هم الموت قد ما شايل همك .. صوتك هو اللى صحّانى .. هو اللى رجّعنى اقاوم و اقف على رجلى من تانى .. و اما وصلتلك حسيت إن روحى لضمت ف جسمى من تانى .. حسيت إنى رجعت اتنفس ..
و اما كنا ف المايه انا كنت ف لحظات و لحظات هغرق بيكى بس كلبشتك ف ضهرى اللى كنتى بتكلبشيها اول ما تحسى إنى بنزل لتحت كانت بتفوّقنى .. بتحسسنى إنك متعلقه فيا .. حملك على ضهرى و لازم اوصل بيكى لمرسى .. للأمان .. قاومت عشانك و إتحديت الموت بيكى .. اوعى تسيبينى دلوقت .. لو سبتينى مش هيبقى عندى المولّد اللى بيشحنى عشان اعيش ..
حلم قفلت قلبها تماما قدام نظراته المتعلقه بيها و حتى عقلها خرسته قدام اى محاوله منه .. مش شايفاه قدامها .. هى بس عماله تشوف اكتر من مشهد و مشهد لمواقف كتير عدّت بس هى كانت بتغمض عينيها عنها .. بس دلوقت خلاص عينيها تعبت من كتر ما غمضتها .. لازم تفتّحها .. لازم تشوف الحقيقه بقا .. مالك شايفها قدامه و متابع حركات وشها لحد ما عينيها قابلت عينيه ف وسط شرودها و اشتبكت عيونهم ف ملحمة عتاب طويله و الصمت كان السلاح الوحيد فيها بصّتله ف نظره شبه الوداع .. لا دى محصّلتش وداع .. مبيودّعش حد إلا اللى بيسيبه لكن هى هنا زى اللى بترميه بعزم ما فيها ..
وقفت و مشيت من غير كلام قدام مالك اللى غمض عيونه بمنتهى العنف كإنه عايز يمسح وجودها قدامه دلوقت عشان ميشوفهاش بتمشى و تسيبه او يمسح وجودها من اصله معاه .. و هى مشيت و هى مش عارفه إنسحبت عشان تجبره ينطق و تخنق صمته اللى تعبت منه و لا فعلا تعبت !
مالك بلع ريقه بالعافيه من كمية المرار اللى فيه و لأول مره يحس إنه مش عارف يعمل ايه .. طب ينده عليها يقولها اي حاجه ؟ يقولها ايه ؟ لو كانت بتحبه كانت بقت عليه مهما كان التمن .. ضحّى مره ورا مره ورا مره تمن ثقتها فيه بس هى دلوقت خلاص مبقتش واثقه فيه .. باعته هيبقى ايه التمن و لا ليه و لا هيفيد بإيه الكلام لو نطق ؟ الراجل اللى إداله الموبايل كان متابع الموقف بينهم من بعيد و اما مشيت و هو فضل جامد مكانه او تايه لحد ما رجله نزلت لوحدها بيه ع الارض كإنها رفضت تصلبه او تشيله تانى ..
الراجل راح عليه و حط إيده على كتفه: يلا يا إبنى اوصلك اى مستشفى مالك متكلمش بس عينيه بتبص حواليه بتوهه و مش محدده نظرتها او وجهتها .. الراجل كرر عرضه تانى: يلا هى يا بنى مشيت .. سابتك و مشيت .. متبصش وراك و امشى انت كمان .. ايا كان اللى حصل معاك او اللى حصل بينكم ف مكنش ينفع تسيبك و انت ف الحاله دى .. مكنش ينفع تمشى ابدا و انت تعبان كده.. كان لازم تبقى جنبك حتى لو هتموت انت او هتموت هى بسببك مالك غمض عينيه و هنا دمعه هربت منها و جريت و هو محاولش حتى يمسحها ..
الراجل ساعده يقف و سنده لحد ما وصل عربيته و خده على مستشفى قريبه .. خدوه و دخّلوه العمليات خرّجوا الرصاصه و لفّوا رجله و خرج على اوضه و فاق .. مالك بشكر: انا تعبتك معايا .. ممكن تمشى انت خلاص و اعتبر ده دين لك ف رقبتى .. لو ربنا اراد هردهولك و لو متلقيناش تانى اعرف إنه غصب عنى الراجل إبتسم: و مين قالك إنى مستني منك ترده ؟ سيبها على الله هتفرج من حيث لا تدرى مالك سكت بس وجع مميت بينهش فيه ..الراجل فضل معاه لتانى يوم و مالك قرر يخرج ..
الراجل إتردد شويه: متزعلش منى يا إبنى من الكلمتين اللى قولتهوملك امبارح عن البنت اللى كانت معاك انا بس صُعب عليا محايلتك لها و ترجيك ليها .. شوفتك زى العيل الصغير اللى أمه بتسيب إيده بخاطرها و تمشى و ياريت سيباه مع حد او فى ملجأ حتى الا سيباه لواحده و فى الضلمه .. مالك زى ما يكون عايز يسمع كلامه يمكن يفوق من حلمها او كابوسها اللى شافه حلم و ف نفس الوقت مش عايز يسمع .. الراجل بصّله بسؤال: الا هى تبقالك ايه يا إبنى ؟
مالك إختصر ردّه: مراتى الراجل حس إنه عك الدنيا: معلش يابنى مكنتش اعرف و لا قصدى اخرب الدنيا بينكم بس مالك قاطعه: لا و لا يهمك و بعدين انت مقولتش حاجه غلط .. مش ذنبك إنك قولت كلمة حق و صح الراجل حس ان مفيش حاجه تتقال: يبقى روح للخالق و سيبك بقا من الخلق .. كلم ربنا قوله ان مفيش حاجه عادت نافعه، و ان كل الادويه اللي جربتها بعيد عنه مبتعالجش، و ان عالجت فالأثار الجانبيه اسوء من المرض نفسه، قوله يحميك من متاهة نفسك، قوله انك تايه، و عمال تخبط ف الطريق، قوله انك مخنوق، و لوحدك، و انهم خذلوك، و الدنيا جايه عليك بزياده، قوله انك محتاجه جنبك، و انك محتاج رسايله تكتر، قوله نورلي السكه، قوله دلني، قوله الحقني ..
لو فاكر الراحه ف الناس، روح جرّب رب الناس، و قول يااارب و هو هيفهم كل اللي جواك .. مالك بصّله كتير قوى و إفتكر إنه للحظات نسى ربنا من حساباته و إفتكر بردوا يوم ما إفتكره و لجأله .. خد موبايله تانى كلّم يونس حكاله بإختصار اللى حصل ان فى بلطجيه طلعوا عليه فى وسط المايه و هو نفد منهم بالعافيه و لواحده .. يونس قفل معاه و جاله جرى.. يونس بمجرد ما وصل ركن عربيته قدام المستشفى بشكل عشوائى و نزل يجرى إتفاجئ بمالك قدام المستشفى من غير تمهيد إترمى ف حضنه و طوّلوا ف الحضن قووى ..
يونس بقلق: ليه بِعدت كده ؟ ليه صممت تكمّل لوحدك ؟ قولتلك انا واثق فيك بس مش واثق ف الظروف و الدنيا اللى عماله تخبّط فينا .. قولتلك بس انت قولتلى مالك نطق و يونس بيكمّل كلامه و الاتنين طلّعوها ف صوت واحد: سيبها على الله يونس خرج من حضنه بالعافيه و فتّش فيه: انت كويس يا حبيبى ؟ مالك هز راسه لاء: انا تعبان قوى يا يونس .. قوى .. كل حاجه عماله تقع ورا بعضها .. كل حاجه بتروح من جنبى .. حتى حلم .. حلم... يونس بتلقائيه متكلمش بس شدّه عليه حضنه من تانى .. هو عارف ان صاحبه هنا مش محتاج كلام .. هو سمع بما فيه الكفايه .. محتاج حضن و بس ..
مالك نطق بمنتهى التعب: مشيت حتى ما يونس رفع وشه: فى داهيه .. اللى متبقاش جنبك ف وقت زى ده متستاهلش انت تبقى عليها و لا معاها مالك حط إيده على وشه مسحه و خد نَفس طويل قوى كإنه بيفوق: معاك فلوس ؟ حاجتى كلها راحت ف المايه و يونس طلّع محفظته بسرعه و من غير ما يفتحها إدهاله .. مالك إبتسم بحب لصاحبه شريك الزنقات الصعبه ..
خد فلوس و حاول يدى الراجل بس هو رفض تماما: عيب عليك يا ابنى .. بعدين انت لو إعتبرته دين ف مكنش فلوس عشان ترده فلوس .. سيبها على الله قادر يجمعنا تانى و يمكن ساعتها انا اللى أحتاجلك مالك إبتسم ربع إبتسامه: ربنا ما يحوجك ليا و لا لغيرى و لا لحد و تبقى مع نفسك بنفسك و لو وقعت انت اللى توقّف نفسك الراجل حس ان مالك بيدعى لنفسه او بيدي غيره اللى كان محتاجه .. إبتسمله و مشى و يونس خد مالك فى عربيته و رجعوا القاهره تانى .. مالك ساكت تماما و مكنش على باله ان الرحله اللى إبتدت بصلح تخلص بفراق ..
وصلوا و مالك نزل بالعافيه: يونس انا محتاج ابقى لوحدى شويه يونس رفض: انا مش هسيبك تانى .. كفايه بقا .. هيحصل ايه اسوء من اللى حصل و بيحصل مالك إبتسم بإرهاق: صدقنى محتاج اعمل كذا حاجه بنفسى بعدها هنقعد مع بعض يونس وافق غصب عنه و مشى بعد ما طلّعه شقته ..
عند هامر صفوت إتصل بيه اكتر من مره بكتير و اما مردش راحله مكانه اللى نزل فيه اجازته لمصر .. هامر كان متوقع مجيه: ايه يا صفوت ؟ مالك كإن الدنيا إتهدت صفوت بقلق: هى كده متهدش ؟ ده لو متهدتش يبقى هتتهد و ع الكل هامر حاول يبقى بارد: حصل ايه لكل ده ؟ صفوت مش مقتنع إنه ميعرفش و مش مصدق نهائى: يعنى متعرفش اللى حصل مع مالك ؟ عايز تقول إنك مش انت اللى وراه ؟ و هو مالك هيصدق اصلا ده ؟ هيقتنع إنك ملكش يد ؟
هامر وقف و ولّع سيجارته: و هو انا كنت قولتلك اصلا إنى مش انا اللى وراه ؟ صفوت إتجمّد و افكاره راحت ف إتجاه رافض حتى التفكير فيه: يعنى ايه ؟ طب ليه ؟ هامر وشه ضلّم بغضب: عشان غبى صفوت بصّله قوى و خايف من اللى هيسمعه او معندوش استعداد يقبله .. هامر زعّق: و انت اغبى منه .. فاكر نفسه هيعرف يضحك عليا .. يضحك عليك انت ماشى .. لكن انا لاء .. يبقى ميعرفنيش.
صفوت قعد و بصّله بيستفهم بقلق و قال كلام زى اخر مسكه لأى حبل و هو بيتقطع: بس مالك مضحكش عليك هامر حدف السيجاره جات ف وشه: تبقى انت اللى اغبى منه .. مالك ضحك عليك فى موضوع الهجره .. و معنى إنه ضحك عليك مره يبقى ضحك عليك الف مره قبلها و ده اللى خلاه يضحك عليك و هو متطمن صفوت بلع ريقه بالعافيه: ايش عرّفك ؟ هو قال غرقت و إحنا بعتنا رجالتنا المكان و إتأكدنا فعلا إنها غرقت و الغواصين طلّعوا اجزاء من الباخره ف المايه و إتأكدوا منها بس مكملناش طلوعها عشان مش هتفيدنا بحاجه ده غير هتشد العين علينا و ابسط حاجه هنتسأل ليه مبلغناش و مين اللى كان عليها و مسافرين ازاى اصلا ؟ هامر مش مقتنع اصلا: و مش يمكن ده اللى شككنى فيه ؟
ليه متحققش ف الموضوع ؟ و عادل اما ظهر إختفى فين ؟ كان طالع ورا الواد الظابط اخوه اللى كان قبض عليه قبل كده و رجالتنا هناك شافوه .. إختفى فين بقا ؟ اكيد وقع تحت إيد واحد من الاتنين يا هو يا اخوه صفوت: ما يمكن وقع تحت إيد مالك و خلّص عليه عشان ميكشفهوش هامر: طيب و اذا كان هو اصلا مشافش مالك و لا عرف إنه هو اللى هرّبه يبقى مالك هيخاف من وجوده ليه ؟ صفوت سكت بقلق: يمكن اخوه فهد ؟
هامر ولّع سيجاره تانيه: و ودّاه على فين إذا كان مش موجود ف القسم و لا بيتحقق معاه ؟ صفوت مش فاهم: عايز تقول ايه ؟ انت تقصد ايه بالظبط ؟ هامر: عايز اقولك ان مالك يا بيلعبها عليك يا هو اللى بيتلعب عليه من أخوه .. مالك يا ظابط مخابرات محترف قوى يا بلطجى عشوائى قوى .. يعنى يا اما هو ظابط ذكى جدا و عارف بيعمل ايه كويس قوى يا إما بلطجى مش عارف بيعمل ايه و الظروف بتخبّطه ..
يا هو ظابط محترف و بيرتب الظروف جنب بعضها بالشكل اللى يقنعك بيه إنه شمال معاك ف سكتك و بيخبّط ف اخوه عشان بس يقنعك إنه معاك و يمكن متفق معاه لحد ما يوصل للى عايزُه و يمكن حركة مراته اللى سابته بعد ما انقذها ف إسكندريه دى مترتبه منه و متفق معاها.. يا اما فعلا شمال بس مش عارف بيعمل ايه و عمال يخبّط ف اللى حواليه مره و ف الظروف مره .. صفوت بيحاول يخلق امل لمجرد إنه مش قادر يتقبّل فكرة إنه يخسر مالك اكتر من عدم تقبّله لفكرة إن الاحتمال ده لو صح يبقى هو كده بيقع: طب و هتعرف هو انهى فيهم ازاى ؟
هامر بجمود: انا اللى هثبتلك .. عادل لازم يظهر صفوت إستغرب: ما انت لسه بتقول إختفى هامر: هو وقع تحت إيد واحد من الاتنين يا هو يا اخوه .. و لو الاتنين مش سكه واحده و قصد بعض يبقى بمجرد ظهور عادل هيخبّطوا ف بعض .. لكن لو الاتنين متفقين هيبان من رد فعلهم و ساعتها هتتأكد ان مالك فى سكة اخوه و أخوه سكته قانونيه صفوت: و هيظهر ازاى بس ؟
هامر: مالك انت قولت حاطط على أخوه حراسه و اكيد الحراسه دى من عندنا و اكيد هما اللى انقذوا أخوه و اكيد هما اللى وقّعوا عادل و هما اللى هيدلوك عليه .. اوصلهم بأى طريقه صفوت بلع ريقه و خايف من الخطوه دى و هامر مدهوش فرصه و شاورله بالموبايل: إتصل بكامل يجيبلك كشف الحراسه ف المجموعه و الشغالين فيها و يوصل لمين لجأله مالك صفوت إتصل بكامل قاله و كامل شاف الكشوفات و معرفش يوصل لحاجه و بلّغه .. هامر شكوكه بتتأكد: كده بتبان اهى .. ايه اكتر مكان او أمن مكان يخصّه صفوت سكت كتير: صالة التدريبات و هامر زعّق: ما تفوق يا زفت.. هيخبيه ف صالة التدريبات ؟
صفوت كإنه إفتكر حاجه: مالك عنده مخزن ف حته ع الطريق كده مهجوره كان مصنع قديم و إتهجر و كان خد فيه عزّام بعد ما سلّمتهوله بفتره هامر و كإنه متأكد من كلامه: كلّم الرجاله تروح و تجيب عادل من هناك و تخرّجه و اوعده إنك هتسفّره برا لحد ما الامور تهدى و تقنعه إنك باقى على شغلك معاه و مالك طلع بيلف عليك صفوت: و هعمل ايه بعدها ؟ هامر: هقولك بعد ما تخرّجه
حلم كانت رجعت القاهره و راحت عند أمها .. مترددتش لحظه .. هى خلاص إكتفت من مالك و من شكوكها فيه .. أمها حاولت معاها تعرف مالها: زعّلك ف ايه البيه بتاعك ؟ حلم مفهاش دماغ اصلا تتكلم او مش عايزه تتكلم من نظرة الشماته اللى ف عينيها .. أمها إتريقت: طبعا ملكيش عين تتكلمى .. اصل هتقولى ايه ؟ هتقولى ف الاخر اللى انا قولتهولك ف الاول ؟ ليكى عين ؟ حلم زعّقت: خلصنا بقا .. قولتلك قبل كده انا اللى هتحمّل نتيجة إختياراتى مش حد تانى أمها ضحكت بإستفزاز: و اديكى بتتحملى زعلانه ليه بقا ؟
حلم دارت وشها مسحت دمعه متكتفه على حرف جفنها: انا مش زعلانه بس ارحمينى بقا .. ارحمينى .. انتى ليه مش حاسه بيا ؟ أمها مالهاش ف جو العواطف ده ف غيّرت مسار الحوار بينهم: المهم ناويه على ايه ؟ حلم دوّرت وشها و أمها وضحت كلامها: قصدى ف موضوع مروان .. مش ناويه تصلّحى اللى جوزك عمله معاه ؟ حلم إتنفست بضيق: هو انتوا ليه مصرّين ان مالك اللى عمل كده ؟ هو لمجرد إختلف معاه او حصل موقف بينا بسبب مروان يبقى هيرده و بالشكل ده و بالبلطجه دى ؟ ما جوزك و إبنه قبل كده حرقوله المجموعه و أذوه ف شغله ليه مردهاش ؟
آمها ربّعت إيديها ببرود: و مين قالك إنه معملش كده بيردها بس سكت ف وقتها لحد ما يوصلك و اما اتمكّن فضى للى عايزُه حلم مش عارفه تقتنع نهائى بكل ده .. مش عارفه تشوف مالك كده .. هى اه زعلانه منه و معاه .. و اه جواها ناحيته شكوك كتير و علامات إستفهام اكتر بس لسه محتفظ جواها بحته لنفسه بتدافع عنه و بتحطله اعذار و بتخانقها اما تيجى عليه .. أمها ملاحظه شرودها و عرفت إنها معندهاش رد او إبتدت تتلجلج: ع الاقل مش هتمسكى القضيه؟ عمها ثروت كان ف البيت و نازل و سمع اخر جمله: لا متشكرين انا مقوّم لإبنى اكبر محاميين ف البلد .. بس لو ثبت ان اى حد سواء مالك او غيره اللى زق الراجل ده على مروان انا مش هرحمه.
حلم سكتت شويه بتوتر و خايفه تسأل: انت ليه شاكك ف مالك كده ؟ عمها رمى كلامه بغموض: لنفس السبب اللى انتى شاكه فيه عشانه حلم دوّرت وشها بضيق: انا مش شاكه فيه عمها: عشان كده انتى هنا ؟ و عشان كده سيبتيه لوحده ف اللى حصله ؟ حلم بصتله قوى بشك: انت ازاى عرفت اللى حصله ؟
لسه عمها مردش ف هى زعقت: انت اللى عملت فينا كده ؟ انت اللى ورا اللى حصلنا ف إسكندريه مش كده ؟ انت اللى بعتله الناس دول يخلّصوا عليه حلم من جواها بتدعى يكون ده صح حتى لو مش عارفه هتواجه مالك ازاى بس ع الاقل لو ده صح يبقى هتعرف تواجه شكوكها .. بس عمها قضّى على كل ده: انا معرفش حاجه من اللى بتقوليه ده و لا اعرف اللى حصله .. انا بس كلّفت حد يتابعه و عرفت إنه دخل مستشفى ف اسكندريه واخد طلقه ف رجله و إنك سيبتيه لوحده و رجعتى من غيره .. حلم إتنهدت بخيبة امل و أمها بصتلها قوى: هو ايه اللى حصل معاكوا هناك ؟
حلم هربت من سؤالها و من الحوار كله: و لا حاجه .. انا هطلع ارتاح شويه أمها شدتها و زعّقت: انتى مش هتمشى إلا اما تقوليلى ايه اللى حصل .. فاهمه .. و لا مكسوفه ؟ حلم شدّت إيديها بخنقه و مشيت: انا ماشيه خالص مش قاعده هنا .. إرتاحى بقا بعد ما راحت عند الباب بصّت لعمها: مالك مش كده و لا هيعمل كده و اعرف كويس ان لو ليك حق عنده انا اللى هجيبهولك بس لو هو اللى له الحق ده انا اللى هاخده.
خرجت من البيت مخنوقه و مش عارفه تعمل ايه و لا تروح فين .. بس قررت تحقق ف الموضوع يمكن توصل لحقيقه تريّحها .. بس ياترى الحقيقه هتريّحها فعلا ؟ راحت قابلت مروان تانى ف الحبس .. مروان إبتسم اما شافها حتى لو فرحته مؤقته: كنت عارف إنك هتيجى تانى حلم إبتسمت إبتسامه خفيفه: و ايش عرّفك بقا ؟ انا نفسى مكنتش متوقعه و لا عامله حسابى اجي مروان: قلبى بقا حلم إتضايقت بس إتجاهلت إجابته و ضيقها و إبتدت تتكلم معاه ف تفاصيل اللى حصل و مروان شرحلها اللى حصل كله مع الراجل شريكه من اول ما ظهر لحد ما خد القروض و إختفى ..
حلم بتفكير: يعنى انت عايز تقول إن مقابلاتكم كانت عندك ف الشركه ؟ مروان: اه اول مره جالى ع الشركه و تقريبا مره كمان حلم وقفت بحماس: يبقى كده هتتحل .. لقينا طرف خيط ممكن يوصلّنا بيه و بمجرد ما هنوصله يبقى إتحلت مروان وقف معاها: ازاى ؟ حلم: متشغلش بالك انت سيبها عليا مروان بإصرار: لاء فهّمينى بس حلم: طالما جالك الشركه كذا مره يبقى اكيد الكاميرات صوّرته و لو مره منهم و طالما راح معاك البنك حتى لو القروض انت اللى واخدها و أبوك اللى موصّى عليها يبقى اما نربط بين مقابلته ليك ف الشركه و وجوده معاك ف البنك هنعرف نوصله مروان: و لو موصلنلهوش ؟
حلم: دى شغلة النيابه و حتى لو محصلش ف ع الاقل هتثبت إن الموضوع ملعوب فيه و هتخرّجك حتى لو بكفاله حلم سابته و مشيت و قررت تكمّل ف الموضوع .. راحت ع الشركه و طلبت مهندس كومبيوتر و جابته فك الكاميرات و إبتدى يفرّغها و فعلا جاب مقابلات الراجل ده مع مروان .. حلم إدته فلاشه: نزّلى الفيديوهات دى عليها المهندس قطع الفيديوهات دى من ع الكاميرات و نزّلهالها عليها و إدهالها و مشى ..
مالك طول اليومين دول افكاره متزاحمه و عقله مش راحمُه .. رجع شقتهم بس حسّها ساقعه .. مش دافيه زى وجودهم فيها سوا .. حسّها مهجوره .. كإن اللى راح منها روحها مش حلم .. إبتدى يحطّلها اعذار .. شويه يتقبّل الاعذار دى و شويه ينكرها و من بين كل ده مش عارف ينكر إحتياجه لها ..
حلم خلّصت مع المهندس و اخدت منه الفلاشه .. بعدها راجعت كذا حاجه ف الشغل بدل مروان ف غيابه .. خلّصت و راجعه تاخد حاجتها من مكتبها بتستعد تمشى إتفاجئت بمالك قدامها و بيمشى بعشوائيه ف المكان .. عينيه زى التايهه و بتلف المكان زى العيل الصغير التايه و بيدوّر عليها لحد ما عينيه وقعت عليها او إتعلقت بيها و إتقابلوا ف نظرة عتاب شبه المعركه .. حلم للحظات صُعب عليها شكله بس رجعت لجمودها بسرعه و دخلت أخدت شنطتها و إتحركت تمشى لحد ما إتخطته .. بمجرد ما عدّت من جنبه مالك غمض عينيه بوجع .. كان عنده امل هشّه إنها راجعت نفسها .. هتفضل جنبه .. بس هى قضت عليه .. خد نَفس بصوت عالى كإنه بيتنفسها مثلا او كان محروم حتى من النَفس فى غيابها .. راح عليها بهدوء و هى وقفت بس ضهرها له: عايز ايه يا مالك ؟
مالك صوته إتهز: عايزك حلم حسّت بإنتصار بسيط إنه لسه محتاجلها بس إنتصار ملهوش لازمه عندها و هو حاول يمسك إيديها بس حسّهم باردين مش بنفس الدفا بتاعه: انا محتاجلك يا حلم .. محتاجلك قوى دلوقت .. انا ف ازمه حاليا .. ف ازمه و محتاج اتسند على حد .. استقوى بيه لحد ما اقف على رجلى .. متتخليش عنى حلم سحبت إيديها من إيده بجفا: و انا تعبت .. تعبت منك و معاك يا مالك و كان لازم تعمل حساب يوم زى ده و تخاف منه .. الواحد لازم يعمل حساب ان هيجي يوم والناس اللي كانت و هى معاه بتغمي عينيها و تمشي بإحساسها هتفوق وهتعرف تنسي احساسها معاه من كتر الصدمات ما قوّتها .. مش تملّي الصدمات بتكسر لا دي ممكن تعمل حصانه من الوجع و توجع اللى قدامها و ينقلب السحر ع الساحر ..
مالك حاول يحتفظ قد ما يقدر بوجودها: عارف إنى كان لازم احطّك معايا فى الصوره من الاول و كان لازم اقولك كل حاجه و كان لازم اسيبلك حرية الاختيار .. عارف كل ده .. بس انا مخدعتكيش .. مخدعتكيش يا حلم .. عارفه ليه ؟ عشان وثقت فيكى .. وثقت إنك هتختارينى قدام اى حاجه تانيه و بمجرد ما ثقتى فيكى وصلت للنقطه دى إختارتك و كمّلت معاكى نيابة عنك .. إختارت نكون سوا ف اى ظروف و قدام اى حاجه و انا واثق فيكى و ف وقفتك معايا و إنك هتسندينى.. سندت عليكى ف الوقت اللى الطبيعى فيه انتى اللى تسندى عليا بس كنت باخد قوتى منك .. ف متجيش و تتخلى عنى دلوقت .. متمشيش و تسيبينى اقع .. حلم إتجاهلت كل محاولاته و سكتت قدامه جامده ..
مالك بيعمل محاوله اخيره: طيب انا هقولك كل حاجه و من الاول بس اوعدينى تبقى جنبى .. تفضلى جنبى للاخر حلم خافت من اللى هتسمعه او اللى بقت متأكده إنها هتسمعه: و انا مبقتش عايزه اسمع منك حاجه و لا اعرف حاجه .. و لا مستنيه منك حاجه .. كان لازم تعرف ان طول ما انت ماشى ماسك حاجه ف ايديك و تبص هنا شويه و هناك شويه و تتابع هنا شويه، هيجيلك وهم انك ماسك لسه نفس الحاجه و هى هتكون وقعت، من كتر مانت ضامنها ! وقعت منك يا مالك مالك: انا ما صدقت اتلصّم فيكى عشان اعرف اقف على رجلى ...عشان اعرف اعيش اصلا ف بلاش القسوه دى.
حلم قفلت قلبها و عقلها قدام كل محاولاته و قدام اى نقاش: و انا مبقتش عايزاك يا مالك مالك نطق بأخر كلام قبل النهايه: هتندمى .. صدقينى هتندمى .. بلاش يا حلم .. انا قولتلك قبل كده مبرجعش لباب إتقفل ف وشى مره حلم إفتكرت كلامه و إفتكرت احلام و ضحكت بتريقه: و مسألتش نفسك ليه كل باب بيتقفل ف وشك ؟ معقوله كلنا غلط و انت اللى صح ؟ مالك متشعلق ف طرف الخيط اللى بينهم و متبّت عليه قبل ما يتقطع: لا مش غلط بس فى حاجات كتير كان صعب تتقال و ادينى جايلك عشانها .. ادينى بين إيديكى تعالى نرجع بيتنا و نقعد مع بعض و هرضيكى باللى عايزاه مهما كان حتى لو على حساب روحى انا بس كنت خايف عليكى .. انا ممكن اكون غلطت بس صدقينى انتى اللى خلتينى.
حلم قاطعت كلامه و زقّت إيده بغباوه: و انا قولتلك مبقتش عايزاك .. واحد زيك مبقاش يلزمنى .. الغباء كان عندى من الاول و انا اللى هصلّحه .. انت ملكش ذنب انا اللى كنت غبيه مالك بلع ريقه بترقّب: يعنى ايه ؟ انتى ناويه على ايه ؟ حلم بصّت ف عينيه مباشرة و شافته متوتر خايف و فسرت التوتر ده على مزاجها شافته خايف من اى حاجه و معرفتش ان الخوف ده سببه هى: هتعرف اما احب اكون عايزاك تعرف .. من عاشر القوم بقا .. مش ده اسلوبك ؟ تخبّى وقت ما تعوز و تتكلم وقت ما تحب إستعدت تمشى و مالك مسك إيديها ف شدتها و مشيت من غير ما تبص وراها و هو غمض عينيه قوى و حس إنها خذلته ف وقت صعب ..
صفوت بعت رجالته المخزن بتاع مالك و فعلا لقوا عادل فيه و إشتبكوا مع الحراسه اللى ع المخزن .. مالك كان سايب حراسه مش كتير ع اساس محدش يعرف المكان و متوقعش صفوت اللى قاله اجيبهولك هو اللى يخرّجه .. و صفوت كان عامل حسابه ف بعتله رجاله كتير جدا و فعلا قدروا يخلّصوا ع الحراسه و يخرّجوه و إتصلوا بيه بلّغوه .. هامر: إتصل بلّغ عنه صفوت بقلق: بس هامر: كلّم اخوه بلّغه صفوت: و لو وقع ف إيد أخوه و بعبع بكل حاجه.
هامر ببرود: مش هيتكلم غير فى محاولة تهريبه و اللى وراها عشان ده اللى هيتحقق معاه فيه قبل اى حاجه كانوا عايزينه من الاول فيها و سواء يعرف مالك او لاء هيديله مواصفاته و اخوه هيعرفه و لو متفق معاه مش هيتصرف و هيبان جدا صفوت: ده ظابط و بطريقة تفكيرك دى مش سهل يقع كده .. ما يمكن متفقين اه لكن يعمل نفسه متفاجئ او يعملوا حاجه متفقين عليها .. بشكوكك دى ناحيته ده معناه إنه ذكى هامر: الثبات الانفعالى ملهوش علاقه بالذكاء .. يعنى مهما كان ذكى هيبان على إنفعلاته و ده اللى هيوقّع مالك صفوت خلّى حد من رجالته كلّم فهد بلّغه فعلا بمكان عادل ..
فهد زعّق: انت بتقول ايه يالا ؟ الراجل عاد كلامه تانى: بقولك عادل يسرى ف العنوان اللى بعتهولك لو عايزُه هتلاقيه هناك فهد محاولش حتى يتحقق: و انت مين و بتبلغ عنه ليه و تعرفه منين اصلا ؟ الراجل: طلب منى اخلّصله على حد تقريبا مختلف معاه و اما دوّرت ع الحد ده عرفت إنه اخوك ف إتصلت ابلّغك فهد بشك: مالك ؟ و متصلتش بمالك ليه اصلا ؟ الراجل: عشان و انا بدوّر عرفت إنك انت اللى بتدوّر عليه مش أخوك فهد لسه هيتكلم ف الراجل قفل ف وشه و طلّع الخط كسره و مشى .. فهد زعّق ف الموبايل: انت مين يالا ؟ الووو .. ولاا.
حدف موبايله و اللوا مدحت دخل عليه كان عايزُه بس شافه واقف بغضب .. اللوا مدحت بص ع الموبايل المتكسر ف الارض: فى ايه ؟ ايه اللى حصل و مين كان بيكلمك و عصّبك كده ؟ فهد بصّله قوى بشرود و لسه هيتكلم سكت و خد سلاحه من ع المكتب و مفاتيحه و خرج .. راح ع العنوان اللى الراجل إداهوله و وقف من بعيد متابع المكان بحذر لحد ما لمح عادل خارج منه بيتكلم ف الموبايل .. فهد بصّله بغل و قعد يقرّب بحذر و يختفى لحد ما وصل وراه قريب منه و نط عليه كتّفه من ورا: اخيرا وقعت يا ابن الكلب.
عند صفوت بعد ما قفل مع الراجل بلّغه إنه كلّم فهد من قدام المديريه و ان فهد نزل على طول بعد تليفونه و راح ع العنوان .. بص لهامر: ده راح يجيبه .. ده معناه ان مالك هامر كمّل: ان مالك يا زى مانا شكيت هيوقعنا يا هو اللى وقع و ف الحالتين معدش يلزمنى صفوت بقلق: و العمل ؟ هامر: بعت حد المجموعه زى ما قولتلك جاب كل حاجه تلزمك ؟ صفوت إفتكر إنه خلّى حد يحاول يدخل مكتب مالك او يفتح الخزنه بس ملقاش حاجه .. هامر: متقلقش كل حاجه معمول حسابها و لو معاه حاجه يبلها و يشرب ميتها صفوت قلق من ان بنته الشيكات بإسمها و تحويلات البنوك كمان: و ميرنا ؟ هامر: انت معاك لها باسبور امريكى بإسم تانى و هى خلاص هتسافر و الفلوس خلاص سافرت و احنا ساعتين بالكتير و هنحصّلهم .. هتقلق ليه ؟
حلم خدت الفلاشه و راحت المحكمه يوم جلسة مروان و إبتدت الجلسه .. حلم وقفت: مروان قال ان فى حد جاله يشاركه ف المشروع و فكرة القروض كانت إقتراحه و هو اللى لعبها القاضى: و ايه اللى يثبت ؟ و مين الحد ده اذا كان هو نفسه ميعرفهوش و لا يعرف عنه حاجه ؟ حلم: انا معايا اللى ممكن يوصّلنا له ؟ فتحت شنطتها تطلّع الفلاشه إتفاجئت إنها مش موجوده .. دوّرت مره و اتنين و عشره بس مفيش .. بصّت بقلق حواليها و للقاضى: انا كان معايا فلاشه عليها فيديو من كاميرات الشركه مصوّره الراجل و هو داخل و مقابلاته القاضى: طب هى فين ؟ حلم متوتره بصوت مهزوز: معرفش .. معرفش إختفت .. تقدروا ترجعوا للكاميرات تانى تشوفوها .. سيادة القاضى انا بطلب التأجيل.
فهد راح ع العنوان و اول ما لمح عادل راح ناحيته بحذر و بمجرد ما قرّب منه إتحدف عليه من ورا ضهره و كتّفه و عشان يضمن يخرج بيه رش على وشه مخدر و جرجره لحد عربيته حدفه فيها .. صفوت كان ممهدله الجو و سايب رجاله بشكل صورى بس عشان ميشكش ان الموقف مترتب بس يسيبوه يخرج بيه .. فهد خده و طلع ع المديريه ..وصل و خلّى اتنين عساكر شالوه على مكتبه حدفوه جوه و خرجوا و هو ضربه برجله ف وشه مره ورا مره لحد ما فاق .. عادل فاق و بمجرد ما بص حواليه فهم و فهد بصّله بغلّ: و حياة أمك ما هسيبك نزل فيه ضرب لحد ما وشه جاب دم و مش راضى يسيبه: انت اللى ورا خطف مراتى يا ابن الكلب .. ده انت مش بس هربت ده انت إتشطّرت على مره عادل زعّق بتريقه: زى ما انت جاى تتشطّر عليا دلوقت و سايب اخوك .. روح إتشطّر على اخوك.
فهد إتجمّد مكانه .. هو اه كان عنده شكوكه بس إنه يشك حاجه و إنه يسمعها مباشره كده حاجه تانيه خالص .. إنقض عليه بعنف ضربه بوكس ف وشه: أخويا مين يا ابن الكلب ؟ أخويا اللى كنت عايز تقتله ؟ عادل زعّق: و جاى تحاسبنى إنى عايز اقتله عشان كان عايز يقتلنى ؟ انت بتكايل بمكيالين يا حضرة الظابط المحترم ؟ طالما بتطبّق القانون قوى كده روح طبّقه على أخوك و اسأله كان عايز يقتلنى ليه و هرّبنى منك ليه ؟ فهد إتلجّم و عقله إبتدى يوريله لقطات و لقطات من كل حاجه عدّت و افكاره كلها راحت ف إتجاه واحد ..
عادل إستغل فرصة شروده و فهم إنه كان شاكك و كلامه بيأكدله شكوكه و مش محتاج اكتر من إنه يتكلم: ايوه هو اللى هرّبنى منك يوم مأمورية العريش ...صحيح مشوفتهوش بس و هو خارج من عند صفوت بيه لمحت وشه من بعيد و عرفته و يوم خطف مراتك شوفته و هو بيرجّعها و بعدها سألت عنه و عرفت إنه اخوك فهد إتوتر: مين صفوت ده ؟ عادل سكت بقلق و خاف يجيب ف الكلام اكتر بس مقدمهوش حل و فهد ضربه برجله ف وشه: انطق يالا عادل بخوف: صفوت ده واحد شمال .. له فى كل سكه شمال شغل بس و لا شغل و لا حاجه بإسمه و كل شغله بإسم اللى بيخلّصهوله بس بضمانات و اخوك شغال معاه.
فهد إفتكر المجموعه اللى كان شاكك فى اصلها و منين مالك عملها ف بصّله و سأله: إسمه ايه زفت ده و شغال ف ايه تانى ؟ عادل: إسمه صفوت الراجحى او ده إسمه اللى بيستعمله هنا مع الشغل و معتقدش ان ده إسمه و شغال ف كل حاجه بس اساسهم السلاح و بيتعامل مع تقريبا كل تجار السوق بما فيهم خليل اللى أخوك قتله فهد شرد بغلّ و إفتكر عملية السلاح اللى فشل فيها و شكّه وقتها ف مالك و شكّه اصلا من الاول ف قتل خليل ان مالك اللى وراه و يا عالم ممكن كان شغال معاه من وقتها و حس ان خليل هيكشفه ف قتله .. إفتكر موت أبوه و أمه بسببه .. إفتكر فشله مره ورا مره بسببه ..
إفتكر و إفتكر كتير قوى لحد ما إنتبه على عادل اللى متكوّم تحت رجله بخوف: مين اللى وراه ؟ عادل: و الله ما اعرف اكتر من صفوت .. صفوت الراجحى لكن اللى فوق صفوت معرفهوش بس اخوك اللى يعرفه لإنى و انا متابعُه عرفت ان فى واحد نزل مصر تبعهم و هو اللى كلّف اخوك بتهريب البنات ع الباخره بدالى و ده اللى وقّعنا انا و اخوك ف بعض إنه زاحنى و خد مكانى فهد حس بقرف و مرار فى نفسه: تهريب بنات ؟ للدرجادى يا مالك ؟
فهد بترقّب: الاقيه فين زفت ده ؟ عادل بخوف: مالك ؟ فهد ضربه برجله ف وشه و عادل إتكلم بالعافيه: صفوت ؟ معرفش بس اكيد لو مش فى المجموعه هيبقى ف فيلا المنصوريه بتاعته فهد خد منه عنوانها بالظبط و نزل خد عربيته و راح عليها و هو معندهوش ادنى فكره ايه اللى ممكن يتعمل و لا اللى هيعمله ده هيوصّله لإيه ..
مالك راح ع المجموعه و دخل مكتبه و بمجرد ما دخل حس بحاجه غريبه .. زى ما يكون حد دخل قبله .. الحاجات اللى ع المكتب رغم إنها مترتبه بس مش ترتيبه .. عينيه راحت ع الخزنه بس مقفوله .. فتحها و حس إنها إتفتحت بردوا رغم إن مفيش لغبطه و لا حاجه ناقصه .. فتح اللاب بتاعه و شاف كشف الحراسه كان مفتوح فى وقت هو مكنش هنا فيه .. حس ان فى حاجه غلط او حد عايز يوصل لحاجه .. كلّم الحراسه اللى على عادل بس مبيردوش .. تقرييا قدر يفهم او يستجمع اللى حصل .. نزل خد عربيته و راح على فيلا المنصوريه لصفوت .. حاول يكلّم فهد بس مبيردش .. رن كتير بس موبايله مقفول غمض عينيه اللى لأول مره يتحوّلوا لشر بجد و إتمنى إنه ميكونش وصل متأخر ..
حلم خدت موافقة تأجيل القضيه و طلبت فحص الكاميرات من تانى .. و فعلا راح الظابط اللى بيحقق فى القضيه و جاب حد من المعمل الجنائى فك الكاميرات و فرّغها بس إتفاجئ ان مفيش حاجه من اللى قالت عليها نهائى .. حلم إتصدمت: يعنى ايه ؟ انا اللى مفرّغه الكاميرات دى و انا شايفاها بنفسى .. فى فيديوهات للراجل مع مروان انا شوفتهم الظابط: مفيش حاجه فى الكاميرات زى ما شوفتى حلم زعّقت: و انا بقولك فى .. فى انا شوفتهم الظابط سجّل تقارير المعمل الجنائى و هى مشيت .. مشيت مخنوقه و حست ان فى حاجه مش مظبوطه .. شكوكها و افكارها راحوا ف إتجاه معين .. موبايلها رن و كانت واحده صاحبتها .. كنسلت مره ورا التانيه و الاخر ردّت ..
مروه: ايه يا زفته مبترديش ليه ؟ حلم بزهق مفهاش دماغ للكلام: مروه ممكن نتكلم بعدين انا مش فايقه دلوقت مروه: خلاص زى ما تحبى .. انا كلمتك بس عشان قولتيلى لو مالك او البت اللى جات معاه قبل كده البنك جوم تانى عندنا اقولك حلم إنتبهت لسيرة مالك و برغم اللى حصل بينهم الغيره سيطرت عليها: هو جه معاها تانى ؟ مروه ضحكت بهزار: انتى مش قولتى مش فايقه ؟ لحقتى فوقتى ع السيره ؟ حلم نفخت بغيظ و زهق: إنجزى يا مروه .. جه معاها تانى ؟ و قدرتى تعرفيلى هما كانوا مع بعض ليه اصلا المره اللى فاتت ؟ مروه: كان معاها المره اللى فاتت اه عرفتلك ليه .. كان بيحوّل فلوس لحسابها حلم إستغربت .. ازاى هو اللى بيحوّل فلوس لحسابها ؟ مين شغّال عند مين عشان يديه فلوس ؟ و ليه مالك كدب اصلا ده قالها إنها هى اللى بتحاسبه على شغله ؟ مروه: بس بعدها بيومين هى جات سحبت الفلوس كلها مره واحده .. رغم إن مكنش فى سيوله تكفى بس وفّرولها المبلغ و خدته حلم إستغربت اكتر: هو المبلغ كان كبير و لا ايه ؟
مروه: جداا .. ده البنك كان مقلوب و خدوا فرصه منها فتره لحد ما وفّروه تانى .. ده فوق الربع مليار حلم إتخضّت من الرقم .. مالك هيجيب مبلغ زى ده منين و هيحوّلهولها من حسابه ازاى و ليه ؟ مروه: و بس معرفش عنها هى تانى حلم بشك: يعنى ايه متعرفيش عنها هى تانى ؟ هو فى حاجه عن مالك تانى ؟ مروه: معرفش .. هو اللى اعرفه إنى شوفته هنا عندنا من يومين و جه و مشى مخدش وقت حلم بقلق: امتى بالظبط و معرفتيش كان جاى ليه ؟
مروه: يوم التلات اخر النهار حلم إستغربت و شردت كتير .. يوم التلات مالك كان معاها اصلا .. راحلها الشركه يصالحها و كان بيقولها إنه محتاجلها .. راح البنك امتى و ليه اصلا ؟ و ليه مستعجل اما هو كان عايز ياخدها ع البيت و يتكلموا ؟ مروه زى ما يكون سمعت سؤالها: اما سألت حد من زمايلى عرفت إنه مش جاى للحسابات .. ده يدوب للخزنه بتاعته و مخدش وقت حلم مش عارفه تفكر نهائى: خزنه ؟ هو مالك عنده خزنه تبع البنك عندكوا ؟ مروه: امال انا بقولك ايه يا بنتى من الصبح ؟ حلم شردت قوى: طيب إقفلى دلوقت قفلت معاها و إترددت شويه و خدت نَفس طويل كإنها بترتب افكارها و رجعت مسكت موبايلها تانى إتصلت بعمها .. حلم: عمى ممكن خدمه ؟
عمها مفهوش دماغ اصلا لها و لا عايز و لا طايق يكلمها: انا مش فاضى حلم حاولت معاه: محتاجه حاجه من البنك و عايزاك تكلملى حد تبعك عمها إتريق: انتى فاكره بعد الفضيحه اللى جوزك عملهالنا دى حد هيبص ف وشك ؟ حلم إتجاهلت إتهامه و حاولت تانى معاه: مش ف البنك اللى معاه مشكلة مروان .. بنك تانى و محتاجه منه حاجه عمها إستغرب: حاجة ايه اللى محتاجاها ؟ حاجه تخص قضية مروان ؟
حلم كانت هترد لاء بس عارفه لو قالتله تخص مالك هيسأل اكتر و يصمم يعرف مقابل مساعدتها ده غير إنه مش هيساعدها ف غيّرت إجابتها .. حلم بتهتهه: اه فى سكه كده همشيها و يمكن توصّلنا بحاجه.. هشوف اذا كان الشخص ده له قروض تانيه او مشاكل تانيه مع اى بنك تانى و نحاول نربط بينهم عمها رد بحماس: خلاص إقفلى و انا هكلملك مدير البنك يكون معاكى ف اللى عايزاه و شويه و هجيلك قفل معاها و إتصل بمدير البنك و قاله إنها هتجيله يعملها اى حاجه محتاجاها ضرورى و مدير البنك عشان معرفه وافق على طول ..
فهد كان خد عربيته و وصل فيلا المنصوريه اللى خد عنوانها من عادل .. وصل و ركن و خرّح مسدسه من جيبه و إتحرك بحذر ناحية جوه .. مالك كان بيسابق الريح بعربيته و بيتمنى لو ميوصلش متأخر .. بس بمجرد ما وصل و شاف عربية فهد راكنه على جانب الطريق ضرب الدريكسيون قدامه بعنف و قفلها و نزل و حاول يدخل بحذر من جانب خفى يمكن يعرف يلحق حاجه .. و الاتنين دخلوا جوه متخفيين بحذر و الاتنين مش شايفين بعض ..
حلم وصلت البنك و قابلت مدير البنك .. مروه بقلق: حلم انتى عارفه هتعملى ايه ؟ انتى هتتجسسى على خصوصياته .. جوزك لو عرف عمره ما هيسامحك إنك عملتى كده حلم كانت افكارها خلاص إتملّكت منها: اى حاجه على مسئوليتى انا .. انا اللى هتحمّل نتيجتها مش انتى مروه: مش هتراجعى نفسك ؟ يابنتى ارجعى هتلاقى ايه يعنى ؟ هيكون مخبى واحده جوه ؟ حلم بصتلها زقتها بغيظ و دخلت قابلت مدير البنك و معرفتش تبتدى منين .. مدير البنك: ثروت بيه كلمنى و قالى إنك جايه محتاجه حاجه .. إتفضلى انا تحت امرك حلم خدت نَفس متوتر: فى عميل عندكوا له خزنه هنا و عايزه افتحها.
مدير البنك مستغربش لإن طالما اتوصّى عليها يبقى حاجه مش قانونيه بس قلق: و ده مين ده ؟ و عايزه ايه من خزنته ؟ حلم بمحايله: انا مش هاخد حاجه .. انا بس هشوف ايه اللى جواها و ليه فى خزنه اصلا و مقاليش ؟ مدير البنك بصّلها بإستغراب: مقالكيش ؟ حد تبعك يعنى ؟ حلم ردت من غير ما تفكر: جوزى مدير البنك قلق و إتطمن ف نفس الوقت .. قلق عشان قدر يوصل لهى تقصد مين بالظبط و إتطمن ان الموضوع ميتعداش غيرة واحده على جوزها ..
حلم حاولت تطمنه اكتر: الموضوع مش هياخد دقيقتين تلاته اشوف اللى فيها و اتطمن و هتقفلها تانى بالكود من غير ما يعرف و اكيد انا مش هقوله مدير البنك وافق و خدها و راح على مكان الخزن و فعلا جاب الكود و الرقم السرى و المفتاح التانى اللى مع البنك و فتحهلها .. حلم إتنفست بصوت عالى و هو سابها و وقف ع الباب .. إترددت تمد إيديها بس الفضول خدها و طلّعت الحاجات اللى جواها و إتسمّرت بجمود مكانها .. حسّت ان الدنيا بتلف و تلف و تلف بيها و مش راضيه تقف .. لحد ما الدنيا وقفت بيها و هى كمان وقفت معاها و سابت كل حاجه و مشيت من غير كلام ..
خرجت فضلت تلف بالعربيه و تلف و تلف و تلف لحد ما لقت نفسها واقفه قدام اخر مكان تتوقع تروحه فى وقت زى ده بس كان خلاص الغلّ إتملك منها و رسملها سكه قدامها .. خدت نفس عنيف و قفلت عقلها و قلبها قدام اى نقاش او محاولة اقناع منهم و دخلت بجمود و...