<br class="entry-title" />
أبو هريرة
أبو هريرة واسمه الكامل عبد الرحمن بن صخر، صحابي جليل ويعد واحدا من أكثر الصحابة حفظا ورواية للحديث النبوي الشريف، تمتع بذاكرة قوية للغاية، وظل بجوار النبي الأكرم لفترات طويلة.
ولد في العام 19 قبل الهجرة، في اليمن وبالتحديد في قبيلة دوس الأزدية وفيها نشأ، وعندما وصل الرسول الذي أرسله النبي إلى قبيلته سمع منه دعوته واستجاب له.
وفي السنة السابعة للهجرة سافر برفقة وفد من قبيلته نحو المدينة المنورة، ودخلها في عام خيبر، وبعض المؤرخين يقول أنه شارك في معركة خيبر، بينما يقول البعض الآخر أنه وصل بعدها.
بعد أن التحق بالنبي محمد في المدينة المنورة التزم المسجد النبوي، وظل يرافق النبي محمد، وكان زاهدا في حياته، ونعم الصديق للنبي محمد، وشارك مع النبي في عدد من المعارك وأبرزها فتح مكة.
تميز هذا الصحابي بامتلاكه لذاكرة قوية، استطاع من خلالها حفظ عدد كبير من الأحاديث عن النبي الأكرم، كما كان يسأل الرسول أسئلة يتحرج الناس في سؤاله عنها.
أبو هريرة
وبعد وفاة النبي الأكرم شارك أبو هريرة في حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق، كما شارك في فتح فارس في عهد عمر بن الخطاب، والذي ولاه بعد ذلك ولاية البحرين.
بعد ذلك تولى ولاية البحرين في عهد عمر بن الخطاب، وعاد منها وفي حوزته عشرة آلاف درهم، فاتهمه الخليفة بأنه اغتصبها، فغضب أبو هريرة وقال بأن هذه الأموال هي نتاج تجارته والعطايا التي جاءته، وعندما تأكد عمر بن الخطاب رغب في إعادته واليا على البحرين، ولكنه رفض ذلك.
بعد هذه الحادثة أقام أبو هريرة في المدينة المنورة، وكان يروي أحاديث الرسول، ويفتي الناس في أمور الدين.
كانت هذا الصحابي كريما، كثير العبادة والاجتهاد، ويروى العديد من القصص عن عبادته، ومن هذه القصص أن له خيط به ألف عقد، وكان لا ينام إلا حتى يسبح به، كما روي أيضا أنه كان وزوجته وخادمه يقسمون الليل إلى ثلاثة أقسام فيصلي الأول الثلث الأول، ويوقظ الثاني ليصلي الثلث الثاني، ومن ثم يوقظ الثالث ليصلي الثلث الثالث.
لقد روى هذا الصحابي الجليل عددا كبيرا من الأحاديث، ولقد بلغ عدد الأحاديث المتفق عليها 5374 حديثا شريفا، روها خلال أربع سنوات من ملازمة النبي.
توفي أبو هريرة في العام 59 للهجرة عن عمري يناهز ثمانية وسبعين عاما قضاها برواية أحاديث النبي الأكرم، ليكون بذلك أكثر الصحابة رواية للحديث الشريف.