<br class="entry-title" />
عبد الله بن عمر
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاخ بن عدي بن كعب القرشي، صحابي جليل يعد واحدا من رواة الحديث، كما كان عالما من علماء الإسلام، ووضع عددا كبير من الفتاوي.
ولد في العام 10 قبل الهجرة في مكة المكرمة، والده هو الخليفة والصحابي الجليل عمر بن الخطاب.
أسلم هذا الصحابي في مكة مع إسلام والده، ومن ثم هاجر معه نحو المدينة، ورغب في المشاركة في القتال في غزوتي بدر وأحد، ولكن النبي لم يسمح له بذلك لصغر سنه، وكانت غزوة الخندق أول مشاركاته في الحروب.
وبعد أن توفي النبي الأعظم شارك عبد الله بن عمر في عدد من الحروب والمعارك التي ساهمت في نشر الإسلام في بلاد الشام وفي فارس، ومن أبرز المعارك التي شارك فيها معركة اليرموك.
وبعد أن انتشر الإسلام عاد عبد الله بن عمر إلى المدينة المنورة، وفيها أقام لفترة من الزمن، كما أنه كان مع عثمان بن عفان ودافع عنه يوم الدار، وبعد مقتل عثمان بن عفان وقف هذا الصاحبي موقف الحياد من الخلاف الذي حدث بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، ولم يرغب في أن يقحم نفسه في هذا الخلاف.
عبد الله بن عمر
كان عبد الله بن عمر واسع العلم وغزيره قوي الحفظ والذاكرة، ولقد روي عن النبي الأكرم عددا كبيرا من الأحاديث التي سمعها منه ومن رواة الحديث، وكان دقيقا في روايته للحديث، حيث أنه كان لا يروي حديثا إلا بعد أن يتأكد من صحته بشكل كبير، ويتأكد من سنده ومتنه.
كما أنه كان عالما وفقيها، وكان يؤخذ برأيه، وكان الخلفاء يلجؤون إليه لمواجهة كافة المسائل الشائكة التي تواجههم فكان يحلها لهم، وكان يتميز بأنه لا يفتي إلا بعد أن يتأكد من فتواه من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ويعتمد عليهما في الفتوى، كما كان يأخذ بقياس النظير ويعتمد عليه في بعض الحالات من الفتوى.
عرضت عليه الخلافة عدة مرات ولكنه رفضها وذلك لكي لا تحدث مشاكل ويقتل بسببه أي إنسان، فكان حريصا على عدم سفك دماء المسلمين لأي سبب كان.
توفي عبد الله بن عمر في العام 73 للهجرة عن عمر يناهز أربعة وثمانين عاما بعد أن طعنه بقدمه أحد جنود الحجاج بن يوسف الثقفي في موسم الحج، ودفن في مقبرة المجاهدين، وبوفاته يسدل الستار على حياة صاحبي جليل عمل على حقن دماء المسلمين.