<br class="entry-title" />
استطاع الفنان الراحل عبد السلام النابلسي أن يخطف قلوب الجماهير منذ إطلالته الأولى على شاشة السينما بخفة ظله وتلقائيته وأيضًا غروره المضحك، وقد تميز بأدوار الفتى المدلل الثري أحيانًا والفقير في أحيان أخرى، كما قدم أدوار صديق البطل ببراعة متناهية ما جذب إليه نجوم السينما آنذاك مثل فريد الأطرش و عبد الحليم حافظ و أحمد رمزي.
عبد السلام النابلسي من مواليد إحدى قرى عكار اللبنانية في 23 آب/أغسطس العام 1913 لعائلة من أصول فلسطينية، وعمل والده قاضي نابلس الأول، ثم سافر إلى القاهرة وهو شاب ليلتحق بالأزهر الشريف لذلك حفظ القرآن الكريم وتمكّن من قواعد اللغة العربية، وبدأ حياته العملية في الصحافة الفنية والأدبية فكتب في مجلة مصر الجديدة واللطائف المصورة والصباح، ثم قدم أول أفلامه السينمائية “غادة الصحراء” العام 1929، ولكن فيلم “وخز الضمير” هو نقطة تحوله الحقيقية.
وخلال تلك الفترة عمل مساعد مخرج في الكثير من الأفلام لاسيما أفلام عميد المسرح العربي يوسف وهبي وشاركه تمثيلًا في “ليلى بنت الريف” مع ليلى مراد و”الحب الكبير” مع فاتن حمامة، كما ظهر مع صديقه الأطرش في نحو 11 فيلمًا كان أشهرها “تعالى سلم” و”عفريتة هانم”، وكذلك شارك العندليب الأسمر أفلام “فتى أحلامي” و”ليالي الحب”، بالإضافة إلى بطولة عدد من الأفلام مثل “حبيب حياتي” مع صباح و”حلاق السيدات” مع إسماعيل ياسين.
عبد السلام النابلسي
اشتهر النابلسي بلقب “أشهر عازب في الوسط الفني” ولكنه عدل عن ذلك في الستين من عمره، إذ تزوج إحدى معجباته في لبنان وكانت تُدعى جورجيت سبات بوساطة صديقه فيلمون وهبي، ولكن ذلك الزواج أدخله في صراع مرير مع أسرتها التي أجبرته على تطليقها بعد فترة قصيرة قبل أن تؤيّد المحكمة هذا الارتباط ويتم التصالح بين الطرفين.
وبعدما ازدادت مشاكل الفنان الكوميدي مع مصلحة الضرائب المصرية سافر إلى لبنان وبعدها قررت الضرائب الحجز على أثاث منزله، وفي بيروت عاش حياة رغدة وتولى إدارة الشركة المتحدة للأفلام وقدم الكثير من الأعمال البارزة مثل “باريس والحب” و”أفراح الشباب” و”أهلاً بالحب”، ولكن ذلك لم يستمر طويلًا؛ فبعد إعلان بنك “أنترا” في بيروت إفلاسه أصيب النابلسي بصدمة كبيرة إذ كان يضع أمواله كافة هناك.
تدهورت الحالة الصحية للنابلسي بعد ذلك وأصيب بمشاكل في القلب، ولكنه كان يخفي ذلك عن زوجته وأقربائه حتى لا يتهرب منه المنتجون، وقبل وفاته بأيام قليلة امتنع عن تناول الطعام حتى رحل في 5 تموز/يوليو العام 1968 وتكفّل صديقه الأطرش بمصاريف جنازته.