ملامحه السمراء شديدة المصرية كانت بوابة عبور الفنان الراحل عبد الله محمود إلى التمثيل، إذ وقع عليه الاختيار من قِبل المخرج العالمي يوسف شاهين لتجسيد دور صديق البطل “يحيى” في فيلمه الشهير “إسكندرية ليه؟“، إلى جانب زميله محسن محيي الدين، ومن تلك اللحظة لفت إليه أنظار المخرجين، وقدم خلال رحلة حياته القصيرة أكثر من 100 عمل في السينما والمسرح وعلى شاشة التلفزيون.

ولد عبد الله محمود سعيد في محافظة القاهرة يوم 6 كانون الأول/ ديسمبر العام 1959، وشارك في الكثير من المسرحيات وهو طفل، وبعد إنهاء دراسته في معهد التعاون الزراعي عمل موظفًا في كلية الزراعة، ولكن حلم التمثيل كان يراوده فالتحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه العام 1986.

شارك الفنان المصري أولًا في برامج الأطفال التلفزيونية مع المخرجة إنعام الجريتلي، ثم قدم أول مسلسلاته العام 1974 باسم “البوسطجي” مع حمدي أحمد، ثم طلب يوسف شاهين من الفنان محسن محيي الدين ترشيح شخصين لدوري صديقيه في فيلم “إسكندرية ليه؟” فرشح زميليه أحمد سلامة وعبد الله محمود، ووافق عليهما شاهين سريعًا.

توالت الترشيحات على عبد الله محمود بعد نجاحه في فيلم يوسف شاهين، وقدم الكثير من الأفلام التي اختير بعضها ضمن أهم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية، ومن أبرز هذه الأفلام “الطوق والأسورة” مع شيريهان، و”سواق الأتوبيس” مع نور الشريف، و”المواطن مصري” مع عزت العلايلي، و”عرق البلح” مع محمد نجاتي، و”الحريف” مع فردوس عبد الحميد، و”الإمبراطور” مع أحمد زكي، و”شمس الزناتي” مع عادل إمام، و”حدوتة مصرية” مع يسرا و”حنفي الأبهة” مع فاروق الفيشاوي و”الطريق إلى إيلات” مع نبيل الحلفاوي و”المصير” مع محمد منير و”ديسكو ديسكو” مع نجلاء فتحي و”العاصفة” مع محمود حميدة.

عبد الله محمود

شارك الفنان الراحل في الكثير من المسلسلات الناجحة، مثل “عصفور النار”، و”الوتد”، و”الطاحونة”، و”نبع الحب”، و”ذئاب الجبل”، و”الفرسان”، و”بوابة المتولي”، و”مازال النيل يجري” و”وجع البعاد” و”أحلام سارة”.

كما قدم مسرحيات “حضرات السادة العيال”، و”عش العميان”، و”قطب الرجال”، و”الليل لما حلي”، و”باب التوفيق”، و”دليلة وشربات”، و”قصة الحي الغربي”.

تزوج عبد الله محمود من زميلته في المعهد السيدة حنان البنبي العام 1981 وأنجبا ولدان هما “أحمد” و”عمر”، واحترف الأول التمثيل وقدم نحو 30 عملًا منها “حرام الجسد” مع ناهد السباعي و”كرم الكينج” مع محمود عبد المغني.

وقبل رحيل الفنان المصري في 9 حزيران/يونيو العام 2005 عن عُمر يناهز 46 عامًا، إثر إصابته بمرض السرطان، اتجه إلى الإنتاج السينمائي وقدم فيلم “واحد كابتشينو” من بطولته مع حسن حسني ونشوى مصطفى، ثم توفيّ قبل عرضه في دور السينما.