يجمع الفنان المصري سمير صبري بين صفات الجيل الذهبي للسينما من حيث الموهبة المميزة والحضور الطاغي على الشاشة، وبين صفات جيل الوسط والذي شهد نضج موهبته وانتقاله من أدوار الكوميديا إلى الأدوار الجادة، هذا إلى جانب مواهبه الفنية المتعددة فهو ممثل ومطرب ومقدم برامج لا يختلف عليه اثنان، فكان ذلك من عوامل تزايد نجاحه وشعبيته.
ولد سمير صبري في محافظة الإسكندرية يوم 27 كانون الأول/ ديسمبر العام 1936، تلقى تعلميه الأوليّ في مدرسة فيكتوريا كوليدج المرموقة، تعلق بالفن منذ صغره واكتشفت عائلته مواهبه المتعددة مثل التمثيل والغناء؛ إذ كانت والدته تجيد العزف على البيانو، ولذلك اعتاد الذهاب إلى دور السينما والمسرح بشكل دوري.
وبعد انفصال والديه انتقل إلى القاهرة برفقة أبيه وعاش في حي العجوزة وتصادف أن العقار كان يسكنه أيضًا العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، والذي ظهر معه للمرة الأولى في السينما من خلال فيلم “حكاية حب” ضمن “الكومبارس” في أغنية “بحلم بيك”.
التقى سمير صبري ذات مرة الفنانة لبنى عبد العزيز في مبنى الإذاعة والتلفزيون، وكانت آنذاك تعمل في ركن الطفل فطلبت منه أن يقدم معها إحدى مسلسلات الأطفال باللغة الإنجليزية، ووافق على ذلك مرحبًا.
سمير صبري
وبعد تخرجه في الجامعة قرر العمل مقدم برامج إذاعية وبدأ ببرنامج “ما يطلبه المستمعون” باللغة الإنجليزية، ثم انتقل إلى التلفزيون من خلال برنامج “النادي الدولي” وحقق من خلاله شهرة واسعة،”، كما خاض تجربة تقديم البرامج التلفزيونية أخيرًا في “الفرقة 16″ و”هذا المساء” و”وكان زمان” و”ماسبيرو”.
بدأت مسيرة سمير صبري في عالم التمثيل مطلع الستينات، وغلبت على أدواره سمة الكوميديا، فشارك في أفلام “من غير ميعاد” و”اللص والكلاب” و”المتمردة” و”زقاق المدق” و”العبيط” و”لعبة الحب والزواج” و”هارب من الزواج” و”عدو المرأة” و”الراهبة” و”30 يوم في السجن”.
تزايدت مساحة الشخصيات التي يجسدها فبرز في “الراجل ده هيجنني” و”أخطر رجل في العالم” و”إضراب الشحاتين” و”معسكر البنات” و”الحلوة عزيزة” و”نص ساعة جواز” و”أبي فوق الشجرة” و”المراية” و”حب وكبرياء” و”البحث عن فضيحة”.
وفي منتصف السبعينات وحتى نهاية التسعينات نضجت موهبة سمير صبري التمثيلية وشارك في أفلام قوية، منها “الأخوة الأعداء” و”الوفاء العظيم” و”بمبة كشر” و”حكايتي مع الزمان” و”الأحضان الدافئة” و”المذنبون” و”بالوالدين إحسانًا” و”عالم عيال عيال” و”لا يا من كنت حبيبي” و”الموظفون في الأرض” و”التوت والنبوت” و”الجلسة سرية” و”جحيم تحت الماء” و”دموع صاحبة الجلالة” و”القتل اللذيذ”.
شارك أيضًا في الكثير من الأعمال التلفزيونية الهامة، مثل: “ملكة في المنفى” و”بفعل فاعل” و”أدهم الشرقاوي” و”ورقة توت” و”أيام الرعب والحب” و”أولاد عزام” و”قضية رأي عام” و”حق مشروع” و”حضرة المتهم أبي” و”يا ورد مين يشتريك” و”أم كلثوم” و”كاريوكا” و”نظرية الجوافة” و”المرافعة” و”عدى النهار”.
أسَّس سمير صبري شركة للإنتاج الفني وقدم عددًا من الأفلام، مثل: “جحيم تحت الأرض” و”إنذار بالقتل” و”في الصيف الحب جنون” و”دموع صاحبة الجلالة” و”جحيم تحت الماء” و”منزل العائلة المسمومة”.
