
همسات بين الفراشات المتنقلة بحديقة الجارحي، كأنها تنقل شيء ما بألغاز ومجهولا خفى، كانت تتأملها بحزنٍ دافين نعم تشعر بأنقباض قلبها لمجرد التفكير بأنها لم تعد تراه قلبها يهاجمها بالصمت والعيش لجواره لتتشبع عيناها به، وعقلها يصارعها لتحرير قيوده.
<a name=\'more\'></a>
ظلت هكذا تتطلع للحديقة الينعة بالحياة بصمت يقتلها، هرب منها حينما إستمعت لخطوات تدنو منها، أستدارت ببطئ لتراه يقف أمامها بكبريائه وسكونه المعهود مستند بجسده على الحائط، نظراته المذهبة ترمقها بغموض، شعرت بأنها على الوشك الأنهيار فحاولت الهرب من نظراته الفتاكة، ولكن هيهات أبى ذلك وأقترب منها أكثر لتلمع عيناه بأشعة الشمس التى عكست لونها الذهبى بأحتراف لتجعله أشد جاذبية، تراجعت للخلف بأرتباك وغضب دافين فهى لم تنسى صفعته لها، نعم ألتزمت الصمت وتباعدت عنه بقدر المستطاع ولكن بالنهاية تقع أسيرة عيناه...
------
أقترب منها فتراجعت للخلف بذعر حتى أصبحت محاصرة بين ذراعيه وحافة شرفته المميزة، تطلعت للحرس المطاوف للمكان وله بخجلا شديد، فأبتسم إبتسامة هادئة، ثم رفع يديه يشير لهم فأنسحبوا على الفور، تطلعت له بغضب نجحت رسمه على وجهها بعد معانأة ليخرج صوتها بعصبية شديدة:_أنت عايز منى أيه ؟
رمقها بنظرات متفحصه ثم قال بهدوء:_لسه زعلانه منى
تطلعت لتلك العينان الساحرة بأرتباك، حتى أنها حاولت التحرر من بين يده ولكن من تكون تلك الفتاة أمام قوة الحفيد الأكبر لعتمان الجارحي، لم تستطع التحرر فرفعت يدها تحاول تدفعه بعيداً عنها ولكنها توقفت ما أن لامست يدها يده المعتصرة لذراعيها، شعرت أنها ليست بهذا العالم، حتى هو تأمل تلك العينان التى أخترقت قلباً قد فقد مزاق الحياة ...
كانت لحظات كتوقف الزمان يدها تلتمس حباً بلامسته وعيناه تنقل عشق متوج لعيناها قطعت تلك اللحظات حينما أستمعوا لصراخ قوى يأتى من حديقة القصر، أرتعبت آية وأخذت تبحث بعيناها عن مصدر الصوت كذلك فعل ياسين فأتى الحارس على الفور ليلبي نداء ياسين له.
الحارس وعيناه أرضا:_تحت أمرك يا ياسين بيه
ياسين بثبات:_أيه الصوت دا ؟
الحارس:_ عز بيه وحمزة بيه بيتنافسوا بصالة الرياضة يا فندم
أشار له ياسين بالمغادرة فغادر على الفور، ثم أستدار لها ليجد القلق ينهش قسمات وجهها
ياسين بثبات مخادع فهو يبتسم خفاء لخططته التى قدمت على طبق مذهب:_ كنا بنقول أيه ؟
آية بصدمة ؛_أنت مش هتروح ؟
تطلع لها قليلا ثم جلس على الأرجيحة الموجودة بشرفته ببرود ينجح ياسين الجارحي بالتحلى به قائلا بثبات:_المفروض أروح فين ؟!
أسرعت بخطواتها إليه قائلة بنبرة متسرعة:_حمزة وعز بيتخانقوا المفروض أن حضرتك تروح تشوف فى أيه
حرك الأرجيحه وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالي وكبرياء:_يحيى ورعد هيفضوا الخناق متقلقيش
آية بغضب:_أنت عارف ان محدش هيقدر يعمل كدا غيرك
إبتسم إبتسامة هادئة ثم قال:_أنا نفسى أعرف شجاعتك دي بتروح فين لما بقرب منك.
أخفضت نظراتها بخجل شديد ثم قالت بأرتباك:_ من فضلك متغيرش الموضوع
إستمتع برؤية خجلها وأرتباكها الملحوظ فقال بخبث:_أوك
نهض عن الأرجبحة ثم أقترب منها قائلا بمكر:_هنزل بس بشرط
آية بخوف:_شرط ايه ؟
فضل التحلى بالصمت لدراسة تعبيرات وجهها ثم قال بنبرة هادئة:_أنك متزعليش منى صدقينى أنا مقصدتش أرفع أيدى عليكى أنتى الا عصبتيني
رفعت عيناها المغمورة بالدمع لتذكرها ما فعله ثم قالت بسخرية:_عصبتك ! يعنى لو عملتلك أي حاجة هترفع إيدك عليا وترجع تقولى أنا الا عصبتك
ياسين بهدوء:_آية أسمعيني
قاطعته بعصبية شديدة:_أنت الا تسمعنى أنا قبلت أساعدك مش خوف منك ولا من سلطتك أنا لما وفقت وقتها عشان حسيت أنك فعلا بتتعذب عشان تعرف الحقيقة، ساعدتك وأنا عارفه أنى هواجه مصاعب وأنا فعلا بواجهها لحد دلوقتى، مش ندمانه أنى دخلت حياتك دي بالعكس أنا متحملة عشان دا كان غلطى من البداية والغلط دا هفضل أسدد فيه لحد أما أخلص من سجنك دا .
قالت تلك الكلمات بشجاعة لأول مرة ثم توجهت للخروج ولكن يده كانت الأسرع لها .
جذبها لتتأمل عيناه الغاضبة فدب الخوف بقلبها، فألتمسه ياسين فخرج سريعاً من الغرفة قبل أن يفقد أعصابه مرة أخري ...
بالخارج
خرج من غرفته، يجاهد لفتح عيناه، يحاول ظبط قميصه المهمل على جسده الرياضي ليتفاجئ بيارا أمامه
حمدت الله كثيراً لرؤيته فقالت مسرعة بالحديث:_أبيه رعد ألحقنا بسرعة
أعاد خصيلات شعره المتمردة على عيناه الرومادية بضيق قائلا بعدم فهم:_فى أيه على الصبح ؟
تلفتت خلفها بزعر ثم قالت بخوف:_عز وحمزة بيتخانقوا ومش عارفة أعمل ايه ؟
رعد بنوم:_ولا حاجة يا حبيبتي أنتى تروحى ذي الشاطرة كدا تريحى بأوضتك عشان البيبي العسل دا والا يحصل لأخوكى أنا متنازل عنه
يارا بعدم فهم:_أخويا مين وبيببي مين ؟!
أنا يارا مش ملك
رعد بنوم وهو يتجه لغرفته مرة أخرى:_مفرقتش ياختى على أوضتك
ركضت خلفه قائلة بزعر:_عز هيقتل حمزة
رعد:_ياررريت والله هعمله تمثال شكر
ودلف لغرفته وأغلقها بوجهها، صدمت يارا وتطلعت لباب تارة ولصوت حمزة الصادح تارة أخري ثم ركضت لغرفة يحيى
بغرفة يحيى
شعر بسعادة العالم بأكمله وهو يلامس جنينه ثم وضع أذنيه لعله يستمع لنبضات قلبه الضعيفة ولكنه لم يستمع لشيء، افافت من نومها لتجده يتأملها بعشق فخجلت للغاية
ملك بخجل ؛_أنت صحيت أمته ؟
أنفجر ضاحكاً ثم قال من وسط ضحكاته ؛_كل يوم كدا مفيش صباح الخير
تأملت ضحكته الفتاكة التى تجعله أكثر وسامة ثم قالت بتذمر طفولى:_بتتريق حضرتك ؟
كاد أن يبدأ مشاجراته اليومية معها ولكن دقات يارا المسرعة حالت بينهم
دلفت يارا ثم ركضت لتقف امامه قائلة بسرعة كبيرة:_أبيه يحيى الحقنا الله يكرمك عز هيقتل حمزة
ملك بزعر:_أخويااا
وضع يحيى يديه على أذنه بأزعاج قائلا ببرود هو الاخر:_بره أنتى وهى وياريت تخدوا الباب وراكم
تطلعت يارا لملك بصدمة ثم تحاولت النظرات ليحيى الجاذب للغطاء ببرود تام فلم تجد الفتيات سوى ياسين ...
توجهت يارا وملك لغرفة ياسين برعب، تقدم قدماَ وتأخر الأخرى قدماً، إلى أن وصلوا للغرفة، دقوا بخوف، عاد التنفس بشكل منتظم حينما فتحت آية الباب ...
هبطت للأسفل ثم توجهت للمكتب بأرتباك، دلفت لتجده يعتلى مكتبه بكبرياء يأبى ترك هذا الغامض فقتربت بتوتر حينما رمقها بنظرات تعجب
آية بأرتباك ؛_موافقة بس شوف المسكين الا بره دا
إبتسم بثقة وغرور فهو يعلم أن يارا وملك سيكون لهم تأثير قوى عليها .
وقف ياسين الجارحي ثم أقترب منها قائلا بسخرية:_قلبك الطيب مش هين عليكى حمزة وزوجك كدا عادي
تطلعت له بأهتمام ثم قالت بتأكيد:_زوج مؤقت
كاد أن يتحدث ولكن صيحات عز وصراخ حمزة تمادت الحدود فهرولت آية سريعاً للخارج فأتبعها ياسين بنفس خطاه المحفورو بالثقة والهدوء التام
بمكان منعزل عن القصر قليلا يشبه الصالات الرياضية
كان يصرخ بفزع حتى يتركه ولكن هيهات ما أرتكبه هذا الأحمق يحقق موت وهلاك
حمزة بألم:_ااااه يا ناااااس الحقونى هموت أنتوا أيه يا ظالمه
كان يوجه حديثه للحرس المقيدون بأوامر عز الجارحي، هل منهم أحمق ليخالف تلك القوانين...
يارا:_سيبه يا عز كفاياااااا
عز بغضب جامح:_والله مأنا سايبه يأنا ياهو النهاردة
ملك بعصبية:_والله يا عز أنت فاكرها سايبه ولا أيه سيبه بقولك.
لم يستمع عز لأى منهم وظل يكيل الضربات بشكل عشوائي لحمزة الذي تتعالى صراخاته، أتت آية على الفور فشهقت فزعاً من هول ما رأت
حمزة بألم شديد:_والله ما راضى أمد أيدى عليك عشان أنت أكبر منى ااااه
عز بسخرية:_لا محترم يالا
ولكمه لكمة قوية أوقعته أرضاً فرفع عيناه ليجده يقف أمامه ونظراته توشك على الدمار، حتى عز تخشب محله حينما رأى من يقف أمامه
تطلع بكبريائه يتأملهم بصمت، فأسرع عز بمساعدة حمزة ومعاونته على الوقوف
ياسين بغضب مغلف بهدوئه الفتاك:_وقفتوا ليه ! كملوا
حمزة بوجع:_أنا معملتش حاجه المفترى دا هو الا نازل ضرب فى مخاليق ربنا
عز بغضب:_أنا يالا طب والله لأكمل عليك
نظرة من ياسين جعلته يتراجع عن حديثه قائلا بصوت منخفض:_بس أما ياسين يمشي
حمزة:_شوفت بيقول ايه ؟
عز:_بص يا ياسين محدش سأل فى الحيوان دا لانه ببساطة حيوان
آية بصوتاً غاضب:_هو عمل أيه لكل داا
عز بسخرية:_عمل أيه !قولي معملش أيه الزفت دا دخلى هنا وقالى أنه عايز يتدرب ويكون قوى
يارا بصدمة:_وهو الا أنت بتعمله دا تدريب !
عز بعصبية:_هو أنا لحقت أدربه الغبى دا جايب كرتونتين بيض و4علب لبن وقال أيه أستنا لما سيادته يخلص الاكل الصحى بتاعه
ملك بصدمة:_نهار أبيض دا فطار ولا أنتحار
حمزة بحزن:_حتى انتى كمان هتبصيلي فى الأكل
يارا:_هو دا أكل ؟!ثم أنك عمرك ما أكلت الكميات دي كلها
حمزة بغرور:_ذكية البت دي هقولك ليه
ملك:_يارريت
حمزة:_جوزك أنتى وهى مربين عضلات من أيه ؟!
حل الصمت على الفتيات فتحدث قائلا بغضب:_أغبية ياسين ويحيى ورعد والزفت الا جامبي دا بيأكلوا كل يوم بيض ولبن عشان كدا أفتروا على خلق الله فأنا قولت بقا بعد أما أكتشفت السر الخطير دااا لازم أخد الكميات الكتيرة دي عشان افوقهم أضعاف مضاعفة
تطلعت يارا لملك ثم لآية المنصدمة فأغلقت فمها حينما رأت بسمة ياسين المحفورة بسخرية
غز بغضب:_هندم طول عمري أنى صدقت واحد غبي ذيك وقولت دا عايز يدرب فعلا.
وجذب عز المنشفة ليجفف قطرات العرق المبللة جسده بفعل التمرينات الشقة ثم غادر بهدوء فأتبعته يارا وملك على الفور فلم يتبقا سوى ياسين العاقد لذراعيه أمام صدره بكبرياء وتلك الفتاة التى توزع نظراتها بين هذا الاحمق والغامض الفتاك فلم تجد سوى الرحيل الحل المناسب لها فرحلت سريعاً
تطلع حمزة لياسين بخوف شديد فأستغل نظراته المغيبة عنه تراقب تلك الحورية فأنصرف سريعاً للداخل يحتمى بغرفته حتى لا يقع فريسة لبراثين أحفاد الجارحي ...
وقفت تنتظر الباص اليومى لها لتذهب للعمل، بعد أن أستلمت عملها منذ بضعه أيام بشركات الجارحي وخاصة بشركة زوجها رعد الجارحي، توقف قلبها عن النبض حينما إستمعت لصوته لا لم تتخيل ..
أستدارت دينا لتجده يقف أمامها بطالته الجذابة كالمعتاد فتحلت بالهدوء لعلمها بأن الحرب التى عزمت دلوفها على وشك ان تبدأ
أقترب منها بخطى ثابت ولكن عيناه فاقت الحدود بالعشق نعم لم ينتظرها لتأتى له فأتى سريعاً ليراها قبل الذهاب للشركة
رعد بنظرات عاشقة:_صباح الخير حبيبتى.
وضعت عيناها أرضا تخفى الخجل الساطع بعيناها ثم أكملت مسيرتها بحرب المتعجرف فرفعت عيناها تنظر لجوارها بخوف قائلة بغضب:_أيه الكلام دا الماس تقول ايه ؟
رعد بستغراب:_نعم مراتى يعنى أقولك الا أنا حابه وفى أي مكان
أقتربت دينا منه لتصبح امام عيناه نعم أقسمت أن الهلاك اوشك على الأقتراب على يد هذا المتعجرف فقالت بغضب ذائف:_وهو كل الناس الا هنا عارفين أن حضرتك جوزي طب هقولك حاجه حط قسيمة الجواز فى أيدك وكل ما حد يبصلنا بستحقار طلع القسيمة.
تطلع لها بغضب وصمت دافين فتلك المشاكسة تنجح فى أثارة غضبه منذ اليوم الأول لها بالعمل ولكنه تمالك نفسه فقال بهدوء وبسمة كاذبه:_أوك يا دينا مش هقول الكلام دا تانى هنا، ممكن تتفضلى بقا عشان أتاخرنا على الوفد
دينا بصدمة وزهول:_أتفضل ! أتفضل فيين
رعد بعصبية:_هتتفضلى فين يعنى أكيد بالعربيه
دينا بصوت مرتفع:_والله أنا فاهمه سعاتك كويس محدش قالك أنى مش بسمع بس الا حضرتك متعرفهوش أنى مش بركب عربيات مع حد
رعد بصدمه:_هو حضرتك فاقدة الذاكرة ولا أجبلك القسيمة أنتى كمان
دينا بغرور مصطنع:_لا مفيش داعى تجبلي حاجه بس انا مش بركب عربيات مع حد، عايز تركب معنا أوك أتفضل
رعد بعدم فهم:_معنا مين ؟!
دينا بخبث:_معنا يعنى مع الشعب المصري فى الأتوبيس
رعد بصدمة الجمته عن الحديث:_نعم أنتى مجنونه صح أنتى عايزة رعد الجارحي يركب باص
دينا بسخرية:_أولا أسمه أتوبيس مش باص على فكرة
ثانياً أنا مأجبرتش حضرتك وقولتلك تيجى تركب أنا أقترحت
ثالثا الباص جيه أقصد الأتوبيس جيه عن اذن سعاتك
ثم اكملت بخبث:_كنت أتمنى أنك تكون موجود معيا بس يالا مرة تانيه بقا عن أذنك
وغادرت سريعاً للباص أما هو فوقف يتطلع لها بغضب لا يعلم ما عليه فعله فهل سيلقى تعجرفه أرضاً ويلحق بها أما سيلتزم بغروره المعتاد ؟!
دلفت للمكتب بتوتر شديد، فلأول مرة يطلبها عتمان الجارحي بشكل شخصى، خطت للداخل بأرتباك لأحظه عتمان فأبتسم بخفوت، تقدمت لتجلس على القعد المقابل له، بعدما أشار لها بالجلوس...
جلست آية ويدها تفرك على الأخرى بخجل شديد، قرر عتمان الجارحي الا يختبر صبر تلك الفتاة الخجولة فقال بنبرة الثبات الملاحق له:_أنا مطلبتش أشوفك عشان أخوفك منى بالعكس، أنا طلبتك عشان اشكرك لأنك السبب فى تجميع أحفادى من جديد.
تطلعت له ببلاهة، فسترسل حديثه قائلا بجدية:_أول لما ياسين اتجوزك أنا أستغربت جدا بس أول ما شوفتك هنا عرفت هو عمل كدا ليه، ببساطة كان فى خطوة مهمة لازم أتاكد منها عشان كدا بدءت أضايقك بالكلام عشان أعرف إذا كنتى فى حياته ذي البنت الا قبلك ولا ألا أنا شايفه بعيونه صح
صدمت آية فلم تستطيع الحديث، هل كان على علم بزواج ياسين من روفان من البداية ...والصدمة الأكبر كان يعرف بأمرها منذ دلوفه للقصر
تطلع لها عتمان قليلا ثم قال بنبرة هادئة:_كنت عارف بس فرحت أكتر لما ياسين اتحدنا كلنا ووقف أدام الكل وأعلنك زوجته
باتت نظراتها تملأها الذهول، فلم تعد تفقه شيء مما تستمع إليه...
وقف عتمان ثم توجه للشرفة يتأمل أزهارها بغموض، فخرج صوته الثبات كشموخه المعتاد:_تعرفى أنى كنت متعصب أوى أن حفيدى أذي يتجوز من ورايا لا ولتانى مرة أول ما جيت هنا أتفاجئت بس بيكِ أنتى، لقيت بنت بسيطة متدينه جدا، والأغرب الشبه الا بينك وبينها، ساعتها فهمت دماغ ياسين وكنت هقلب الليلة دي عليه
كانت تتابعه بأهتمام فأكمل حديثه:_ بدءت أهدا أول ما شوفت ياسين ونظرات الخوف بعيونه الا لأول مرة أشوفها، هنا عرفت أنك مش ذيها أنتى نجحتى أنك توصلى لقلبه، ودا ميمنعش أنى أشكرك أنك قبلتى تساعديه عشان تكشفى حقيقة البنت دي الا خفاها عنه يحيى طول الفترة الا فاتت...
آية بصدمة:_حضرتك كنت عارف كل داا ؟!
إبتسم إبتسامة باهته ثم توجه ليجلس على مقعده الذي لا يناسب سواه قائلا بمكر:_كنت بسمع كتير من بعض الناس أن ياسين بيشبهنى، عايزك تتخيلى الشبيه دا طلع بالمكر والخبث الا شوفتيه من كام يوم، طب المشابه بقا هيكون طبعه أيه ..
هنا تفهمت ما يريد عتمان قوله فتطلعت له ببسمة بسيطة ولكن علامات الدهشة مازالت محفورة على وجهها ...
عتمان بخبث:_أكيد الكل هنا ادوكى فكرة عن طباعى .
آية:_أيوا
عتمان بهدوء "_طب مستغربتيش أنى وافقت على جوازة رعد بسهولة ليه كدا ؟!
نعم طرحت هذا السؤال كثيراً ولم تجد أجابته
أسترسل حديثه قائلا بجدية لا تحتمل نقاش:_عشان ذي مأنتى غيرتى ياسين أكيد دينا هتغير رعد للأحسن وفعلا ألا بقوله بيحصل حاليا .. ثم أكمل بحزن:_ أنتى وعيلتك فتحتوا عيونى على حاجات كتيرة أووي كنت فاكر أنى هقدر أعملها هى كمان بالفلوس والسلطة ..
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثها دلوف ياسين لغرفة المكتب فتعجب كثيراً لوجودها ولكن نجح فى التحكم بقسمات وجهه لتضح الثبات والهدوء
عتمان:_تعال يا ياسين
دلف ياسين ثم جلس على المقعد المقابل لها، نظراته ترمقه بستغراب
عتمان بخبث:_خلاص كدا فهمتى ؟
آية ببسمة فشلت فى أخفائها:_أيوا يا جدو
تطلع لها عتمان الجارحي بسعادة فلأول مرة تنطقها منذ دلوفها للقصر، أما حال ياسين فصدمة مصحوبة بهدوء شديد
وقفت آية قائلة بستأذن:_عن أذن حضرتك
عتمان:_أتفضلى يا بنتي
إبتسمت بسعادة ثم خرجت بخطى بطيئة بعض الشيء كحال عقلها الشارد...
بعد خروجها أستدار ياسين لعتمان قائلا بستغراب:_هى بتعمل أيه هنا ؟
عتمان بمكر:_يعنى أيه الكلام دا حرام أقعد معها ولا أيه ؟
ياسين بغضب دافين لعلمه ما يتمكن منه عتمان الجارحي:_لا طبعاً مقصدش، عموما أنا كنت جاى لحضرتك فى موضوع مهم
عتمان بأهتمام:_موضوع أيه ؟
ياسين بنظراته الصقرية الغامضة:_أنا حابب أستلم مصانع وشركات الخاصة بالمكينات لأن أدهم وعز مش عارفين يديروا المشروعات دي لوحديهم ...
صمت عتمان قليلا لعلمه بخطة حفيده ثم قال بجدية:_والمقر ؟! ياسين بهدوء:_حضرتك موجود وتقدر تديره على أكمل وجه ثم أكمل بخبث:_ أو ممكن عمى
قاطعه صوتاً قادم من خلفه يعرفه جيداً
أحمد:_محدش هيعرف يديره غيرك يا ياسين لا أنا ولا حد فينا يعرف لأنك ببساطة محترف فى شغلك يا ياسين ودى حقيقة لازم الكل يعترف بيها وأولهم أنا ..
أقترب أحمد منه قائلا بحزن:_أنا عارف أنت ليه طلبت كدا من جدك بس صدقنى أنا أتغيرت معتش فى دماغى أملاك ولا أي حاجة يكفى أحراجى لما بفتكر أنت عملت أيه علشانى...
ياسين:_ متقولش كدا يا عمى وصدقنى أنا فعلا مش حابب أكمل بالمقر دا لأنه مسؤلية كبيرة أوي
أحمد بتصميم وثقة:_وأنت أدها ذي ما كنت من سنين وهتفضل كدا
تطلع له ياسين بصمت وإبتسامة تزين وجهه الوسيم فقترب أحمد منه قائلا بندم:_سامحنى على الا أرتكبته بحقك يابنى أرجوك
أجابه مسرعاً:_فى أب بيطلب السماح من أبنه ؟
أحتضانه أحمد بسعادة وفرحة تزف لقلبه المشتعل بنور أنطفئ لسنوات وعاد للحياة من جديد ...
أما عتمان فلم يجد ما يوصف سعادته لتجمع عائلته من جديد ...
بالباص
رعد بغضب:_أنا مش فاهم دماغك دي بجد ؟!
دينا بأنتصار:_دماغ أيه هو أنا غصبت حضرتك تيجى تركب مغيا
رعد بعصبية:_ماشي يا دينا أنا وأنتى والزمن طويل
وجذب هاتفه بغضب يلهى نفسه حتى لا يحطم رأس تلك الحمقاء، بينما هى أخرجت مصحفها الشريف لتكمل واردها اليومى كالمعتاد لها كل صباح ..
وزع رعد نظراته بينها وبين الهاتف بأعجاب ولكنه ألتزم الصمت ليرى نهاية لتلك المشاكسه .
لفت إنتباهه الحديث المتبادل بينهم بالباص، لم يكتفوا بالحديث حتى الطعام الخفيف يتداول بينهم بمحبة وسعادة ...نعم تلك السمات بين المصريين منبثة بدمائهم ...
هنا علم لما أردت فتاته المشاكسة صعوده للباص لترى بعينه الطيبة بأناس بسطاء ولكنهم ملوك بأخلاقهم وطيبة قلوبهم ...
بغرفة ياسين
كانت تجلس على الفراش شاردة بحنين أشتياق والدتها، تريد رؤيتها والجلوس معها ولو دقائق مبسطة ...
دلف ياسين الغرفة فوجدها تجلس بهدوء، أكتفى بنظراته الساكنه لها ثم دلف لخزانته ليستعد للذهاب للعمل ...
بغرفة عز
أرتدا سروال أسود اللون وقميص بنفس اللون ضيق يبرز جسده بوضوح، مصففاً شعره الأسود بعناية، فكان فائقاً للجمال ...سحر معشوقته بجماله الهادئ فأبتسم إبتسامه هادئة ثم قال بخفوت:_ليه البسمة دى كل ما بتشوفينى ؟
وضعت يدها على رقبته بأبتسامة فرحة ثم قالت بمكر:_مش جايز بسمة أعجاب
لوى فمه قائلا بسخط:_إعجاب ! أمممم ءوك لما أرجع نبقا نشوف الموضوع دا
وأزاح يدها بحنان غمزا لها بعيناه الساحرة ثم غادر لعمله ...
بغرفة ياسين
لم تستطع رفع عيناها من عليه، فكان يتألق بحلى سوداء جعلته ملكاً للوسامة بل تاج تتزين به، شعره البنى الغزير مصفف بأحترافية، عيناه المذهبة تعلن قوة كبريائه المعهود ...رائحته المميزة برفنيوم خااص بياسين الجارحي يجعله مميزاً عن غيره...
ظلت تتأمله ببلاهة ولكنها نجحت فى العودة لوعيها قبل أن يراها، فأقتربت منه بأرتباك وهو يصفف شعره بعدم مبالة بها ولا بخطاها الذي يزداد تقرباً ...
آية بتوتر:_هو ينفع أروح عن ماما شوية ؟
أستدار لها بعد أن أنهى ما يفعله بنظراته الغامضة:_ليه ؟!
قالت بحزن شديد:_حرام أشوف والدتى !
دع عيناه ترمقها بنظرة متفحصة شملت عيناها التى تتأمله بحب دافين، حركات يدها المرتباكة منه .. فقال بهدوء حتى تعتاد عليه:_ألبسى وأنا هوصلك هناك
قال كلمته وتوجه للخروج ولكنه توقف عن الحركة حينما قالت بتوتر:_مينفعش أخرج لوحدي أنا مخرجتش من زمان أوي وبعدين أنا بحب المشى
أستدار لها بثباته المريب لها فوضعت عيناها أرضاً خوفاً من ردة فعله، ولكن كانت الصدمة حليفتها حينما أقترب منها يتأملها بصمت، ثم خطى لخزانته الموجودة بالغرفة فأخرج مبلغ كبير من المال وقدمه لها ..
تطلعت ليده الممدودة بذهول فقال بصوت هادئ حتى لا تفزع منه:_خدى الفلوس دي معاكِ عشان لو أحتاجتى حاجه .
نعم هى بحاجة لها ولكن كالمعتاد قالت بصوت منخفض:_ مش محتاجها
"ياسين "بنفس النبرة:_بس أنا طلبت منك تخديهم حتى لو مش محتاجهم
"آية":_هعمل بيهم أيه ؟ دا مبلغ كبير جدا
لم يجد أمامه سوى الخبث الدائم له فقال بخبث وهو يعيد المبلغ للخزانة:_أوك براحتك بس مفيش خروج غير بالحرس.
ركضت سريعاً وجذبت المال من بين يده فتلامست القلوب ودقت بصدح عالى وطرب يشيع بعشق دافن بعيناها له، فأبتسم بهدوء لرؤيته بعيناها فهو ينجح دائما بقرءة شفرات عيناها، على عكسها فحالها يشبه الكثير ممن يريد معرفة ما برأس ياسين الجارحي ...
بقيت النظرات كما هى ويدها تتلامس مع يده ...ثوانى ...دقائق ...لم تشعر بالوقت كل ما تشعر به أنه ترى جنة مذهبة بعسل صافى بعيناه، فشلت فى تحديد لون تلك العينان الغامضة، هل هى لون الذهب ؟!
أما قطعة ألماس تشع بنور وتحدى للجميع ؟!
...رأى بها نسمات تحل عليه فتزيح كبريائه بتعمد ليقع أسيرها ...رأى عين تسطر عشقه بأحتراف رغم ما أرتكبه بها...
نبض قلبه بشدة كأنه يعلن تمرده عليه ويعلنها المعشوقة المتوجه لم يرد البعاد عنها ...لحظات سطرت بنظراتهم المعاتبة ...تعاتبهم لأعتراف محتوم بالعشق المبجل ...
شعر بشيء ما يخترق قلبه فعاد لأرض الواقع حينما رأى دموعها تنسدل بصمت، دمع يعتب عليه قسوة قلبه فى حين أنها تعشق تمرده...
حاول لأخراج صوته المرتجف من الخوف فتلك الفتاة أصبحت من أقوى نقاط الضعف لدى ياسين الجارحي ...علم ما تخبره بها نظراتها فرفع يديه يزيح دموعها بحنان، تطلعت له بعدم تصديق هل يعرف ياسين الجارحي كيف حنين القلب ؟!
تعمد النظر لعيناها طويل ثم قال بصوت جادى:_بحبك
توقف قلبها عن الخفقان وأنصتت له جيداً لعلها لم تستمع جيداً لما يقول فأبتسم بخفة ليكون ملكاً للوسامة ثم رفع يديه يتأمل ساعته بمكر قائلا بخبث تام:_أوبس أتاخرت على الmeeting أشوفك بعدين ..
وتوجه للخروج فتبعته مسرعةٍ قائلة بغير وعى:_ياسين
تخشب محله بعدم تصديق هل تنطق أسمها بحقيقة أما مجرد وهم ؟!
ألتفت ياسين لها بذهول حينما رددت إسمه مجدداً من بين نغمات شفاها نعم صاحت بأسمه فزادت من نبض قلبه، خجلت كثيراً حينما أفاقت على ما تفوهت به فتراجعت للخلف، أقترب منها لتنعدم المسافات كحال القلوب هامساً بجانب أذانها:_عيونه
لم تستطع الحديث فكتفت بالنظرات الهادئة فقط...
حمدت الله كثيراً عندما صدح هاتفه معلن عن أدهم ليخبره بتأخيره الغير معهود، تأملها بنظراته الثابته ولكن بقلب يترنم بالعشق الدافين ...
ارتدا نظارته السوداء ليخفى موجات العشق الصادحة كالبركان ثم قال بهدوء:_خدى التلفون معاكِ عشان هكلمك
أكتفت بالأشارة له فغادر على الفور...
بعد رحيله، جلست على الفراش تسترد خفقان قلبها المتسرعة من قربه المهلك لها ...
مازالت الغرفة معبأة برائحة البرفنيوم الخاصة به ...جاهدت لأستعادت ذاتها ففكرت أن عليها الأسراع بالخروج من الغرفة لا بل القصر بأكمله ...
بغرفة يحيى
خرجت من المرحاض تبكى بشدة من وجع بطنها المؤلم، لم تستطع الوقوف أو حتى الصراخ، شعرت بأن سكين حاد يخترق خصرها...
أستسلمت أخيراً لمصيرها المجهول الذي سيجعلها تعش بكأس مرير من العذاب، فسطت مغشى عليها وسقط معها حلمها الصغير بأن تصير أم ...نعم فقدت جنينها الذي لا يتعدى أيام...
بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
كان ادهم يعمل بجد وتعبٍ
شاق لينسى ما حدث على يد والده ...
دلفت حوريته للداخل بالملف قائلة بصوت منخفض بعض الشيء:_الملف يا أدهم بيه ..
رفع عيناه القرمزية ليراها بعد أيام طالت بالبعاد ..
أدهم ببسمة بسيطة:_ أذيك يا شذا
شذا بوجهاً خالى من التعبيرات:_الحمد لله يا فندم
ناولته الملفات فرفع يده ليلتقطه منها ولكنه تركه ليهوى أرضاً كحال قلبه
أدهم بصدمة لرؤية ما بيدها:_أيه الا بأيدك دا ؟
شذا بستغراب لطريقته:_دى دبلة
أدهم بغضب:_هو حد قالك أنى أعمى أنتى أذي تعملي كدا؟!
شذا بعدم فهم:_أعمل ايه ؟مش فاهمه ليه حضرتك بتكلمنى كدا ؟
أدهم بعصبية شديدة ولم يرى من خلفه:_لا أنتِ فاهمة كويس أنا أقصد أيه
شذا بدموع وصراخ:_ايوا فاهمه بس الا حضرتك بتفكر فيه مينفعش لانك مديرى بالشكل مش أكتر أنا مجرد بنت عادية مستحيل يربطنى بيك أي علاقة
أدهم بصدمة:_أنتى مجنونه صح
شذا بسخرية مصحوبة بدمع:_بالعكس عاقلة جدا.
أقترب منها أدهم ونظراته تفتك بها للجحيم، ثم رفع يديها جذباً هذا العاق الذي تشكله ليعيق المسافات بينهم، ثم ألقاها أرضاً قائلا بغضب:_أنتى ملكى أنا الدبلة دي مش هتكون لحد غيرى فاهمه
تطلعت له بدمع يلمع بعيناها، فوزعت عيناها بينه تارة وبين الدبلة تارة أخرى ...
تحكم بغضبه حينما شدد على شعره بقوة فقال بهدوء:_ أنا عارف أنك بتحبينى ذي ما بحبك يا شذا عشان كدا مش هسمح لأى شيء يبعدنا عن بعض ...
تطلعت له بصدمه هل يعلن لها حبه ؟!...
لا طالما كانت تظن أنها تكن له الحب وهو لا يبالي بها ...
أتاه صوت والدته المستمعه لما حدث من البداية فقالت ببسمة صغيرة:_زوقك جميل
تطلعت شذا خلفها بفزع لتجد تلك المرأة الجميلة، تشبه ادهم بشكل كبير فعلمت أنها من المحتمل ان تكون والدته...
وبالفعل علمت منها ذلك، سعد أدهم حينما اخبرته رحاب أنها ستذهب معه لتطلب يدها لتدلف لعائلة الجارحي...
بالمقر الرئيسي
جلسوا جميعاً للأستماع لأرشادات عتمان الجارحي، أبدى أحمد أعجابه بأقتراحات ياسين ويحيى وخططتهم الناجحه بالتصديرات فأعلن عتمان توالى ياسين ويحيى المقر الرئيسي بالأفرع الخاصة به...
كانت سعادة يحيى وياسين كبيرة بأنهم عادوا كسابق عهدهم للعمل مرة أخرى تحت سقف واحد ...أما رعد فكان مغيب عنهم بمشاكسته العنيدة ... التى دلفت بأمر من عتمان ليطمئن عليها بالعمل فأخبرته أنها بأفضل حال وتبادلات الحديث المرح معه ومع أحمد الجارحي وياسين بطبيعتها المشاكسة .الخاطفة للأنظار ...
ضحك عتمان عندما أخبرته دينا عند صعود رعد معها بالباص فى حين غضب رعد منها للغاية..
عز:_هههههه نهار اسوووح رعد ركب الباص هههههههه مش مصدق
أدهم:_ مش عارف ناوين يعملوا فينا أيه تانى ؟
يحيى بخبث:_ناوين ؟تقصد مين أعترف ؟
رحاب:_ههه والله كويس أن حضرتك يا بابا جبتنى معاك الشركة عشان اكتشف الحب الا حول ابنى لروميو
أحمد بأهتمام:_حب ؟أنت كمان طب مين سعيدة الحظ
دينا:_هههههه عرفت مش محتاجة ذكاء مدير وسكرتيرته أكيد بينهم حاجه حب بقا ونظرات وربنا هينتقم منهم هههههه
ادهم:_نعممم ينتقم طب ليه ؟!
دينا بغرور مصطنع:_حلو السؤال وطبعاً لازم اجاوب
ياسين ببسمة جاذبة:_أكيد
دينا لرعد:_وسع كدا يا أخينا الأجابة طويلة ومحتاجة أقعدة
تطلع لها رعد بغضب دافين فأنصاع لنظرات ياسين وتنح جانبا، فجلست تقص لهم عن محارم النظرات بدون زفاف او عقد شرعى ...
أعجب عتمان والجميع بها وبتفكيرها على عكس رعد المتهوج للقتال مع تلك الحمقاء ...
بمنزل آية
ظلت مع والدتها طويلا تتبادل الحديث الطريف معها تبتسم تارة حينما تقص لها عن سعادتها بالقصر وتلمع عيناها بالدمع لتذكره تارة أخرى ...
جلست معها ساعات ثم قررت العودة للقصر فودعتهم وأنصرفت، وصلت لمنتصف الطريق سيراً فوقفت حينما لمعت لافتة بأسم طبيبة خاصة بالنساء بالطريق، وقفت تنظر له قليلا ثم حسمت أمرها وتوجهت بالصعود للأعلى ...
وصلت للطابق الموجود به العيادة ثم سجلت أسمها مع عدد من النساء ..
جلست تنتظر دورها ولكن كانت المفاجئة الصاعقة لها حينما وجدتهم يجلسون أمامها، صدفة غريبة حقا ولكنها بشعة للغاية ..
رمقتها تلك المرأة بتعجب وغضب لرؤيتها أما الشاب فكانت نظراته تتشبع بها بطريقة مقزازة
مالت المرأة على زوجة إبنها ثم قالت بصوت تتعمد رفعه ؛_شايفه الا قاعده دي ياختى
تفحصتها الفتاة جيداً ثم قالت:_مالها دي ؟!
المرأة:_كانت خطيبة المحروس جوزك بس فسخنا الخطوبة أصلهم ياختى عيلة كحيانه لطعوا الواد كتير معرفوش يجهزوا فى الوقت دا .
رمقتها الفتاة بكره ثم قالت:_ودى بتعمل أيه فى مصر ؟
المرأة:_معرفش ياختى جايز ذي حالاتنا بتدور على الخلف فجيه عند الدكتوره دي أكمنها كويسه ذي ما جينا من بلد لبلد
الفتاة بحقد وعيناها تنظر لها:_مش حلوه يعنى
المرأة بسخرية:_هنعمل أيه ياختى تنقيته سمعت انهم جوزها واحد عنده65 سنه عشان ميطلبش منهم جهاز
الفتاة بشماته وحقد:_ طب كويس أنه رضى بيها ..
حاولت تخفى دموعها ولكنها لم تستطيع ذلك، حديثهم يمزق القلب إلي عدة شطائر ولكن عليها التحمل .ولكن لم تستطع تحمل نظراته التى تغمسها من حجابها لقدماها ..
وقفت على الفور وتوجهت للخروج تحت نظراتهم ولكنها توقفت بصدمة حينما رأته يقف أمامها ..تحاولت نظراتها لندهاش
أما هو فجذب إنتباه الجميع بطالته الساحرة التى تدل على أنه ذات مال وسلطة فاحشه دلف ليقف أمامها
آية بتعجب:_أنت جيت هنا أذي ؟
ياسين بثبات وعيناه على الهاتف بيدها:_مش بترودي على التلفون ليه ؟
آية بأرتباك:_مأخدتش بالى
ياسين بثباته المعتاد:_ولا يهمك
ثم قال:_أقعدى مكانك لما أشوف دورك أمته
أشارت له برأسها وعادت لمكانها مرة أخرى تحت نظرات الجميع وخاصة تلك المرأة والشاب ..
أتى بعد قليل وأنضم للجلوس جانبها .ثم خلع نظراته ليكون بطالة أكثر وسامة، لم تستطع تلك الفتاة ترك نظراتها المسلطة عليه .
جنت المرأة لتعرف من هذا الشاب الثري وقلبها مفعوم بالخوف لتاكيد شكوكها ..
ياسين:_مش كنتى عرفتينى
آية بحزن:_اديك عرفت من الحرس الا مشيتهم ورايا
زفر بهدوء ثم قال بحنان:_مكنش ينفع يا آية مش هسمح للحصل يتكرر تاني
آية:_هيتكرر تانى أذي والرجل دخل السجن ؟
ياسين:_دخل السجن بس أبنه حر يعنى نتوقع مهاجمته فى أي وقت
:_ياسين بيه الجارحي
ألتفتوا جميعاً على صوت الرجل
تقدم منه رفعاً يده قائلا بسعادة:_أنا أتشرفت بحضرتك أووي يا فندم أنا شغال فى شركات حضرتك بس الا مش بتديرها بنفسك فى الحقيقة طلبت كتير اشوف حضرتك بس معرفتش
ياسين بثبات وتعجب:_ليه طلبت تشوفني ؟!
الرجل:_فى حاجات كتيرة بتحصل فى شركات الاسمدة اتمنى اشرحها لحضرتك
أشار له بتفهم قائلا بهدوء:_عدى عليا بكرا فى المقر
الرجل بفرحة:_حاضر يا فندم وألف سلامه على أخت حضرتك
تطلع ياسين لها ثم قال بحب:_زوجتى
الرجل بصدمه:_حضرتك متجوز ؟!
أكتفى بالأشارة له فغادر الرجل على الفور ..وكان الهلاك لتلك المرأة والشاب والفتاة...
طالت الجلسة بتوضيح ياسين لها عن صعوبة الموقف فتفهمت ما يود أخباره به ...
أتى دورها فدلفت للطبيبة التى اخبرتها بضرورة تناول الأدوية التى دونتها لها ..فغادرت معه بالسيارة ...أما هو فكان شاردا بجنينه الصغير الذي رأه عبر شاشة العرض الخارجيه فلم يرد أحراجها حينما رفضت دلوفه للداخل بغرفة الكشف فجلس بمكتب الطبيبة يتأمل الشاشة بسعادة...
بقصر الجارحي
عاد يحيى من الخارج ليعلم من الخدم أن الجميع بالخارج حتى يارا ذهبت للمنزل الخارجى للقصر القاطن بها تالين لتراها بأمر من ياسين نعم هى بحدود قصر الجارحي ولكن بمسافة كبيرة بالقصر الداخلى ...
صعد لغرفته بتعب شديد، ثم دلف للداخل يبحث عن معشوقته بحماس ذاهد حينما وجدها ملفاة أرضاً غارقة بدمائها ..
فزع يحيى وتوقف قلبه عن الخفقان فهرول إليها مسرعاً قائلا بصراخ:_ملك
ملك
لطمها على وجهها برفق ولكن لم تستمع له فأحتضنها بزعر والهاتف بيده ينتفض بفعل نفضات جسده لا يقوى على فكرة خسرانها...
أعلنت الطائرة عن هبوط شيء ما لمستقبل تلك العائلة ..فخطى خطواته الواثقة بالهلاك على أرض مصر بعيناه التى تشبه الجحيم بل ألعن منه ...تفكيره كفحيح الأفعى يبخ السم بمن يريد ببروده ولكن هيهات هل سيسطيع الوقوف امام أحفاد الجارحي ؟!
خطط من نسله ستدمر تلك العائلة فهل سيستطيع يحيى وياسين التصدى له ؟
يارا _عز
محتوم بالفراق كيف ذلك ؟
كيف ستكون على مقربة منه ولكنها أبعد من الأميال ؟!
يحيى _ملك
مجهول مؤلم سيمزق ما بينهم هل سيحول بينهم ام سيتمكن يحيى منه ؟
دينا _رعد
حرباً بين الغرور والمشاكسة الى اين ستصل ؟!
ياسين _آية
هل سيكون المجهول منصفاً لهم ام سيحطم ما تبقى من أمال ؟!
واخيرا من الذي هبط لارض الانتقام ؟!
توقف قلبه حينما رأها غارقة بدمائها، شعر بأنه أقترب من حافة الموت، حملها يحيى ثم وضعها بحرص على الفراش، فشل فى محاولة إيقاظها...
لم ينتظر وصول الطبيب فحملها ثم أسرع للسيارته . فأسرع الحارس بفتح بابها ..
بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
وبالأخص بمكتب رعد
كان يتابع عمله بحرافيه شديدة وخاصة على الملفات الهامة لعتمان الجارحي ..
دلف عز للداخل والقلق ينهش قسمات وجهه، فجلس على المقعد بأهمال وشرود .
رعد بستغراب:_مالك يا بنى ؟!
عز بتعب:_مفيش يا رعد تعبان شوية
رعد بسخرية:_ يخربيت الجواز وسنينه والله يابنى أنت كنت بنعمة .
عز بهيام:_بالعكس من غيرها جحيم، نظرة الخوف الا بعيناها بتعيشنى ميت سنة فوق عمرى، لمست إيدها بتنقلى الحب الا جواها ليا .بدعى أنى أفضل جانبها لأخر نفس بعمري
رعد بجدية:_ بعد الشر عليك بلاش الكلام دا فاهم
عز بنظرات تحمل الغموض:_حاسس بحاجة غريبة يا رعد ممكن تفرقنا بأي لحظه
رعد بسخرية:_حاجة أيه دي الا ممكن تخلى عز الجارحي يتخل عن عشقه الطفولى ؟!
رفع عز عيناه المفعمة بذكريات الطفولة فأرتسمت بسمة بسيطة لذاكره ما مرء .
بالمشفى
بدءت ملك بأستعادة وعيها بتعب شديد، فبدءت الرؤيا تتضح أمامها شيئاً فشيء ...
تأملته بصمت وخوف ...
نظراته، سكونه، يوحى بشيء ما لم تفقه ملك ما يحوم به .
حاولت القيام ولكن آلمها كان الأقوى فسقطت على الفراش مجدداً تصرخ ألماً .
أفاق يحيى على صوتها فأسرع إليها قائلا بفزع:_أنتى كويسة يا حبيبتي
لم تستطع الحديث فتركت الدموع تعبر له عما بداخلها .
رفع يده بحنان يزيح دموعها قائلا بثبات مصطنع:_ليه الدموع دى يا ملك دا قضاء ربنا يا حبيبتى مش هنعترض عليه ولا أيه ؟!
أشارت له برأسها بمعنى تأييد كلماته ولكن لم تستطيع رسم الخداع أكثر من ذلك .
فنهارت بأحضانه تبكى بشدة تستمد قوتها من أمان أحضانه، تشدد بألم لعله يتمكن من تخفيف الآلآم المطعونة بقلبها...
أخترقت دموعها قلبه فذرفت عيناه القاسية دمعة هاربة على مجهوله الأليم الذي ينجح دائما بوضعه أمام مدفع الخذلان فيحتم عليه السوء وحصاد الافواه...
أتابعته للأسفل، فأسرع السائق بأستقبلهم بفتح باب السيارة.
وقفت تنظر للسيارة تارة ولياسين تارة أخرى، فعلم ما تريده .
اقترب من السيارة، وأغلق الباب المرصع على أخره قائلا ببسمة صغيرة:_هضطر أتمشى معاكِ
تطلعت له ببلاهة ياسين الجارحي يترك كبريائه وسلطته لأجلها !
هل هى على أرض الواقع أم بحلم من المستحيل المحتوم ؟!
جذبها برفق ومشى لجوارها فخطت خطوات بطيئة ومغيبة عن الواقع تنظر له ببلاهة وتعجب ..
رفع عيناه القاتمة فتلك العينان تمزح بالذهب مع أشعة الشمس وليلا لون غامص كحال شخصيته المجهولة...
رفع عيناه فأبتسم بخفوت على نظراتها الملازمة له فجذبها برفق لتقف أمامه مباشرة ..
أمواج البحر لجوارها ترتطم بسعادة وحيويه كأنها تزف عاشقان يستمدان العشق من الغموض ...
توقف العالم من حولهم كأنهم بحالة أستعداد لتأمل نظرات العيون ...
قطع الصمت صوته الهادئ كحال عيناه الصافية:_بتبصى لي كدليه ؟
آية ومازالت نظراتها تتأمله بصمت:_مش مصدقة أنك بتعمل كدا بجد !
ياسين بخبث:_بعمل أيه ؟!
تطلعت للأرض بهدوء تخفى خجلها ثم قالت:_أنك تسيب كل دا وتتمشى معيا .
طال الصمت فرفعت عيناها لترى ما به ولكنها كانت الكبش لعيناه الساحرة فتماسكت بالصمت وتركت العينان بلقاء طويل ..
خرج صوته اخيراً فقال بنبرة عاشقة تذهب العقول:_ممكن أسيب الدنيا كلها عشانك يا آية، ممكن أكون أتاخرت بالكلام دا بس صدقينى كنت حاسس أنك فزتى بقلبي من أول نظرة شوفتك فيها ..
أبتعد عنها قليلا وتقدم من المياه يتأملها بتحدى وكبرياء كأنه يعلن لها أن الماضى قد خفاه الأمواج ..
تتابعته بعيناها تتأمله وتستمع له بأهتمام فأكمل ومازالت عيناه تتنقل بين البحر الفسيح:_أول ما شوفتك حسيت أن فى حاجه غريبة بتربطنى بيكِ، حاولت أقنع نفسي أن الشبه الا بينك وبينها ممكن يكون أجابة لسؤالى
أقتربت لتكون على مقربة منه قائلة بخوف يلمع بعيناها:_دي الحقيقة
أستدار بعيناه ليتفحص تلك الملاك التى أستحوءت على قلب كبرياء الجارحي...
أنقبض قلبها من صمته المريب ولكنه ترقص بصوتاً مرتفع حينما رفع يديه يلتمس وجههاً بحنان يزيح تلك الدمعة الهاربه من عيناها ..
وقف الزمان لتلك اللحظة الحاسمة ...لحظة تجمح بين عشق فاق الحدود وحطم القواعد...
أغمضت عيناها بخجل شديد لثوانى تحاول التحكم بأخر ما تبقى بعقلها المجنون ولكن هيهات فقدت زمام الأمور فتحت عيناها حينما إستمعت لهمساته بجوار أذناه:_الأجابة كانت العشق يا آية .
أنتى ملكتى القلب الا محدش قدر يوصله ...
كلمات جعلت الدموع تتسرب من وجهها كشلالات من أنهار هل استجاب الله لدعائها وحصلت عليه .؟
بقيت تتأمله ببسمة ممزوجة بدموع وسرعان ما تحاولت لخجل من نظرات الناس المتابعة لهم، فأبتسم ياسين إبتسامة بسيطة لا تليق سوى به ...
جعلت للجاذبية عنوان واحد مميز بياسين الجارحي...
رفع يديه يشير للسائق الذي يتابعه بالسيارة على بعد مسافات قليله فأسرع إليهم على الفور ...
لم تتردد آية بالصعود فهى بحاجة للتخفى من نظرات الناس ولكن لم تنجو من العشق
رفع يده يحتضن يدها فوزعت نظراتها بينه وبين السائق بخجل فلم تجد مهرب سوى الاستسلام له ...
بالمقر الرئيسي للشركات
توجهت دينا لمكتب شذا لترى أن كانت أنهت عملها أم لا ولكن تفاجئت بالمكتب فارغ فتذكرت أنها أخبرتها أنها ستغادر قبل الميعاد المحدد لهم بالخروج حتى تذهب مع شقيقها للطبيب أستدارت لتغادر ولكنها توقفت حينما إستمعت لزميلها يناديها
حسام ؛_أنسة دينا
أستدارت قائلة بثبات:_أيوا
حسام بنظرات أعجاب:_غريبة أنتى لسه هنا ؟ مش
قاطعته بحذم:_فى حاجة يا أستاذ حسام ؟!
حسام بأحراج:_لا بس استغربت لانك المفروض تكونى ببيتك
دينا بهدوء:_والله دى مشكلتى أنا مش مشكلة حضرتك عن أذنك
وتركته دينا ثم توجهت للخارج بأنتظار الباص
خرج رعد فأتى حارس المقر بسيارته على الفور ..
تقدم رعد منها بملامحه الثابتة فقدم لها الهاتف بوجه متخشب
تطلعت له بزهول ثم تناولت منه الهاتف لتتفاجئ بوالدها الذى نهرها بشدة على ما ترتكبه بحق زوجها، كما أنه طلب منها الصعود معه بالسيارة ..
أغلقت الهاتف ثم صعدت للسيارة لتجده يتطلع أمامه ببرود وما أن صعدت حتى أنطلق على الفور ..
بقصر الجارحي
وصلت سيارة ياسين فهبطت آية ثم صعدت سريعاً للأعلى لتتخفى من نظراته الجياشة .
لحق بها ولكنه لمح نور ساطع من مكتب عتمان الجارحي فتوجه للمكتب بزهول .
صعدت آية للأعلى فتوجهت لغرفة ملك ولكنها توقفت حينما رأت أحمد بملامحه الحزينة
أقتربت منه بقلق فقالت بصوت يحمل الخوف فى طيغاته:_مالك يا عمى
رفع عيناه بتعجب فقال بزهول:_عمك ؟!
بعد الا عمالته معاكِ وعمك
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثهم صعود حمزة المسرع للغاية قائلا بفزع:_أيه الا حصل ؟!
أحمد ؛_أهدا يابنى قضاء الله
آية بعدم فهم:_فى أيه ؟!
قص أحمد عليها ما حدث فدلفت على الفور لترى رفيقتها
بغرفة تالين
تناولت منها يارا المياه بعدما أرتشفت الدواء ..ثم وضعته على الكوماد
تالين بخجل شديد:_مش عارفه أشكرك أذي يا يارا بعد كل الا عملته معاكِ واتخلتيش عنى
جلست لجوارها على الفراش الصغير قائلة بغضب:_مش قولنا بلاش الكلام دا تاني ثم أنك كنتِ مجبورة تعملى كدا يالا بقا أرتاحى شوية وأنا هرجع القصر أشوف آية وملك عشان ننفذ اتفقنا ونخرج كلنا بكرا تصبحي بقا على خير
تالين ببسمة بسيطة:_وانتى من أهله حبيبتى
وتركتها يارا وعادت للقصر لتتفاجئ لما حدث مع ملك فنهلع قلبها بزعر وتوجهت لغرفتها سريعاً
بمكتب عتمان
دلف ياسين للداخل فوجده يجلس مع إبنته يتحدث عن ما مرء بذكريات محفورة بألم الهجر والفراق ...
ياسين بمزح محدود ؛_أنا جيت بوقت غلط ولا أيه ؟
رحاب ببسمة رضا:_تعال يا حبيبي
أقترب ياسين ليجلس على مقربة منه ببسمة تجعل الوسامة لا تليق بسواه
تأملته رحاب قليلا ثم قالت بدموع ؛_تعرف يا ياسين لما ببصلك بحس كأنى شايفه أبوك أدمى نفس الطباع ونظرات القوة الا بعيونك
زفر عتمان بحزن:_عندك حق يا بنتى ياسين أخد طباع أبوه ومش بس كدا وذكائه بالشغل كمان.
ياسين بتعجب:_ دا أطراء (بمعنى أعجاب)
عتمان بعينا غامضة:_سميه ذي ما تحب مش حفيد عتمان الجارحي لازم تخد راحتك بس افتكر ان عتمان بيحب الحدود
أنفجر ياسين ضاحكاً قائلا من وسط ضحكته الوسيمه ؛_الحدود مع كبير عيلة الجارحي محفوظ من زمان يا عتمان بيه
عتمان بخبث:_كدا تعجبنى
رحاب بأبتسامة سعادة ؛_كدا بقا دماغين هو أنا عارفه أفهم بابى لما هفهم اتنين !
بمنزل محمد
لم تستطيع النوم بعدما أوصلها لمنزلها وغادر بصمت رهيب، لم يتفوه بكلمة واحدة فجعل الحزن يتشكل على قسمات وجهها
جذبت هاتفها بصراع بين عقلها وقلبها المرتجف فأنتصر القلب ...
أتاها صوته الجاف قائلا ببرود ؛_نعم
صمتت قليلا تتحكم بغضبها ثم قالت بهدوء ذائف:_أيه نعم دي ؟!
رعد ؛_بحاول أكون رسمى بتعاملى معاكِ ذي ما حضرتك عايزة
دينا بغضب:_على فكرة أنت مغرور اووي
رعد:_ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالك
دينا بعصبية ؛_ومستفز جداا.
رعد ببرود:_حاجه كمان
دينا:_اه بارد ومغرور ومستفز وعيونك جميلة اووي
رسمت البسمة على وجهه فقال بخبث:_وأنتِ مالك ومال عيونى
علمت ما تفوهت به نعم اردت ان تبوح عن مشاعرها ولكن أخجلها تعبيره فتحلت بالصمت القاتل
رعد بسخرية ؛_أيه دلوقتى لسانك أتقطع
دينا بغضب:_ما تلم نفسك يا أخينا أنت
رعد:_فى واحده محترمة تقول لجوزها أخينا.
ثم اكمل بخبث ؛_ولا جوزها ايه بقا خدى راحتك مأنتى مش معترفه بجوازنا فبفكر أتجوز واحدة كدا تكون رسمية شوية
دينا بغضب جامح:_عشان يكون اخر يوم فى عمرك وعمرها
إبتسم رعد ثم قال ؛_أنتِ جايبه القوة دي منين يا دينا يعنى ملامحك بريئة أووي على عكس طبيعتك
دينا بخجل:_وهى أيه طبيعتي ؟
رعد:_أنتِ شايفة أيه ؟
دينا:_شايفه أنك متكبر وأنا لازم أغيرك.
أنفجر رعد ضاحكاً بصوته الجذاب فخفق قلبها بقوة وظلت تستمع له بأهتمام ليكمل من وسط ضحكاته:_مش عارف ليه أخده الفكرة دي عنى والله أنا الوحيد المتواضع عن الا هنا ههههه يعنى متصور بعد الفرح لما تيجى هنا وتشوفى عز او ياسين فكرتك هتتغير عنى جدا
دينا:_ياسين متواضع جدا على فكرة أنت الا متكبر كدا وواخد فى نفسك مقلب عشان حلو حبتين
صمت قليلا ثم قال بمكر:_أيه دا أنا بتعكس صح ؟!
خجلت للغاية فلم تجد سوى الجدال لتهرب من حديثها المندفع .وكالعادة يفوف الحديث بينهم بالجدال والمشاكسة..
بغرفة ياسين
دلف لغرفته بعدما أطمئن علي ملك ليجدها ترتل القرآن الكريم بصوتاً يملأه الخشوع
فقالت بصوت خاشع
بسم الله الرحمن الرحيم
فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل
قاطعها صوتاً عزفت أوتار الألحان لأجله يزلازل الأبدان بقوته تجويد صحيح جعلها تستشعر حلاوة كلمات الله المذهبة
ياسين:_
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ ْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إ?