<br class="entry-title" />
زرقاء اليمامة
زرقاء اليمامة فتاة كان يطلق عليها اسم عنز، تنتمي إلى قبيلة جديس والتي كانت تعيش في منطقة جو في اليمامة، وتميز بقدرتها على التنبؤ ورؤية الناس من على مسافة ثلاثة أيام.
سيرة حياة زرقاء اليمامة :
كانت زرقاء اليمامة من عرافات قومها، وكانت كثيرة ما تضع الكحل على عينيها الجميلتين، بالإضافة إلى ذلك فإنها كانت نافذة البصر والبصيرة، تستطيع التنبؤ بالأشياء قبل أن تحدث، كما كان تستطيع أن ترى الناس عن مسيرة ثلاثة أيام.
كانت هذه الفتاة الجميلة خير عون لقبيلتها، وكانت كثيرا ما تصعد على الجبل في أوقات الحروب لترى الجيوش الغازية، وكثيرا ما حذرت قبيلتها من هجوم القبائل الأخرى الأمر الذي أدى إلى انتصار قبيلتها عليهم.
زرقاء اليمامة
وكثيرا ما لعبت هذه المرأة دورا في انتصارات قبيلتها، مما جعل أطفال القبيلة يهتفون باسمها بشكل دائم ويشيدون بها.
ولم تتزوج زرقاء اليمامة في حياتها قط، بل بقيت عذراء، وذلك لأن الزواج سوف يفقدها قوة البصر والبصيرة التي تمتلكها، فآثرت العزوف عنه للحفاظ على قواها ومزاياها الرائعة.
وبعد أن تقدم العمر بها حدثت حروب بين قبيلتها وإحدى القبائل العربية، وأرادت قبيلة حمير أن تغزو قبيلة الزرقاء، وكان مع حمير رجل يدعى رياح بن مرة، وكان يعمل كوزير للملك حسان، إن أعلم بوجود فتاة في مدينة جو تدعى زرقاء اليمامة بنت جديس، وتستطيع أن ترى الإنسان على مسافة يوما وليلة كاملة، وفي حال رأتنا فإنها سوف تخبر قومها فسيأخذون حذرهم ويعدون العدة لملاقاتنا، فقال له الملك سوف نسير في الليل، فأجابه رياح بأن بصرها في الليل يكون أقوى، ففكر الملك وأعوانه في حيلة وتوصلوا إلى أن يقوم بقطع الأشجار والتخفي خلفها من أجل أن يقوموا بتضليل زرقاء اليمامة.
وعندما اقتربوا من اليمامة ومن مدينة جو رأت زرقاء اليمامة الأشجار تتحرك، فقالت لقومها: يا قوم جديس لقد رأيت الأشجار سارت إليكم وخلفها جيش حمير، فسخر منها قومها وقالوا لها: هل الأشجار تسير، لقد تقدم بك العمر يا زرقاء، ويبدو أنك بدأت بفقدان بصرك، فعادت وحذرتهم، ولكن قومها استمروا في السخرية منها إلا أن فاجأهم جيش حمير، وارتكبوا بهم مذبحة عظيمة.
وعندما أسرها الملك سألها ماذا شاهدتي يا زرقاء؟ فقالت: رأيت الأشجار تتحرك ومن خلفها جيشك فأمر الملك بقلع عينيها، ومن ثم قام بصلبها على باب مدينة جو، وأصبح يطلق على هذه المدينة اسم مدينة جو عوضا عن مدينة اليمامة، ولقد تم ذكرها في الشعر وتعد قصيدة البكاء بين يدي زرقاء اليمامة لأمل دنقل أشهر القصائد التي ذكرتها، وبذلك يسدل الستار على حياة زرقاء اليمامة الفتاة صاحبة النظر الثاقب.