لاحظ احد الملوك أن جندياً مملوء غيرة وشجاعة في كل معركة يختار أكثر المناطق خطورة ليذهب بكل شجاعة و يُحارب بكل قوة. كانت تصرفاته تلهب زملاءه ورؤساءه بالجهاد الجاد بلا رخاوة، وراء كل نصرة يحققونها.<a name=\'more\'></a> أعجب الملك بالجندى فاستدعاه وشكره على شجاعته، وكشف له عن إعجابه بأمانته لوطنه. أما هو فقال له : " إني أحب وطني و اشتهى الموت من أجله". سأله الملك إن كان يطلب منه شيئا ً. وفى نهاية الحديث قال له الجندي إنه مُصاب بمرض ٍ خطير، وأنه يترقب موته بين يوم وأخر. إنه يُعانى من الآم شديد. كانت آلامه تدفعه للعمل فى معارك فلا يهاب الموت، الذى حتماً قادم بسرعة، أن لم يكن بسبب المعركة فبسبب المرض. قدم الملك الجندي لأحد أطبائه الماهرين جدا. الملك اختفاء الجندي من المعركة، وبعد أن تمت النصرة سأل عن الجندي لعله قد مات. قيل له : إنه لم يمت، لكنه قد شفى تماماً على يدي طبيبك الماهر وبعد شفائه صار حريصا على صحته و عائلته وراحته، فصار يتهرب من المعارك. حزن الملك على الجندي الذى كانت الالام تملأه شجاعة فلم يكن يخاف، وعندما شُفي فقد شجاعته و أمانته فى عمله معه. #العبرة الكثير منا يصبح متدينا لظرف يمر بها وعندما تذهب الظروف يذهب التدين والكثير منا يتصف بالنزاهة والامانة لعوامل خارجية ليست نابعة من ذاته عندما تزول العوامل تزول الامانة والنزاهة يجب ان تكون صفات الخير نابعة من ذواتنا لا من الظرف الذي نمر بها
https://archive.janatna.com/