في أسيوط حقيقة انتشار الذئاب المسعورةاستيقظ «علوة البدري»، 38 عامًا، يقطن في مركز صدفا بمحافظة أسيوط، مبكرًا كعادته كل يوم، تناول فطوره سريعًا، وذهب إلى أرضه الزراعية التي يعمل بها، وأثناء ريه لأشجار الرمان، إذ بذئب يهجم عليه، ويعقره في ذراعه إلا أن الشاب تمكن في النهاية من الهرب منه.<a name=\'more\'></a>ذهب «علوة» على الفور إلى مستشفى المركز العام، إلا أنه لم يجد المصل المخصص له، وأعطاه الطبيب بضعة مسكنات لم تجدِ معه، وبعد صراع شديد مع المرض والألم المُصاحب لارتفاع درجة الحرارة لفظ الشاب أنفاسه الأخيرة. "علوة" هو واحد ضمن كثيرين من ضحايا الذئاب المفترسة، التي انتشرت بشكل مفاجئ في مركز صدفا بمحافظة أسيوط، دفع "الدستور" إلى التحقيق في الأمر من خلال شهود عيان وضحايا إلى جانب التفسيرات المنطقية لذلك الانتشار المفاجئ.يقول سمير مصطفى، ابن عم "علوة" الذي توفى بعقر ذئب، لـ"الدستور" أن ابن عمه لا يملك أي شيء، وكان يعمل فلاحًا باليومية في أرض أحد المزارعين بالمركز، وحاليًا بعد وفاته يعول هو أسرته المكونة من الزوجة وثلاثة أبناء أشقائه.سماح نوح، طبيبة بيطرية، تقول إن الذئب بطبيعته حيوان مفترس ويشكل خطرًا جسيمًا على حياة البشر والحيوانات؛ إذ تحتوى أجسامها على الكثير من الفيروسات والسموم والتي قد تعرض فريستها للإصابة بالكثيرة من الأمراض الفتاكة.توضح أن السعار من الأمراض التي تسببها عضة الذئب للإنسان، والذى يجب أن يسرع المصاب فى علاجه قبل أن ينتشر الفيروس في أجزاء الجسم، ويتمكن من الوصول للخلايا العصبية، لن تكون هناك إمكانية في السيطرة عليه.تؤكد نوح أهمية العلاج الفوري للجروح الناتجة من مهاجمة أي حيوان مفترس، موضحة أن العلاج الموضعي ما هو إلا وسيلة لإبعاد لعاب الحيوان المؤذي وتحييده.تضيف: "من خلال غسل كل المنطقة المصابة بشكل جذري وبأسرع وقت ممكن، بواسطة مياه وصابون وتعقيمها بمحلول ملح وبيداتين مطهر، مع سرعة التوجه لأقرب مستشفى حتى يتم علاج الجرح بالشكل اللازم بأخذ أمصال مضاد للفيروسات".بحسب نوح، فإنه ليس من الشائع تواجد الذئاب في القرى والمدن، وحدوثه يكون نتيجة تغيرات أو مشاكل في مناطق إيواء الذئاب، كانتشار أمراض بين القطيع أو اشتعال النيران بأماكن استوطانها، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يعد من الأسباب الرئيسية في ترك الذئاب مواطنها بالجبال وغزو المناطق القريبة؛ بحثًا عن فريسات وبيئة ملائمة لها.لم يكن "علوة" الضحية الوحيدة لتلك الذئاب المفترسة، فـ"أحمد بندور فلاح مركز طما بمحافظة أسيوط، 35 عامًا، ضحية أخرى، يروي لـ"الدستور" واقعة مهاجمة الذئب له، قائلًا إنه بأحد الأيام عقب انتهائه من أعمال الزراعة وقبل الغروب بدقائق معدودة أثناء تواجده بأرضه، فوجئ بخروج ذئب من بين الحشائش.انقض الذئب عليه فأخذ يصرخ صراخًا هرع على إثره أهل القرية إليه لإنقاذه، ولكن بعد أن نجح الذئب في قطع ذراع أحمد اليمنى بعد عقره فيها، ومن يومها لم يستطع الشاب ممارسة أعماله بالزراعة بشكل طبيعي، ما دفعه إلى استئجار أحد العمال للحرث بدلًا منه، فضعفت المصروفات رغم إعالته لأسرة تتكون من ثلاثة أبناء ووالد ووالده.علاء صالح، أمين شئون العضوية في حزب مستقبل وطن بأسيوط، يقول إن الذئاب تهاجم معظم قرى ومدن المركز، أمثال المغربي وأولاد إلياس والدوير والبارود، مؤكدًا أن هناك حالة من القلق والرعب تسيطر على الأهالي خوفًا من انقضاض الذئاب في أي وقت، وخاصة الأطفال.يوضح أنه قبل سنوات كانت الوسيلة الأقرب في يد الأهالي هي إطلاق النيران عليهم، لكن الآن تم تجريم هذا الأسلوب في الدفاع عن النفس، مطالبًا بتدخل الجهات المعنية ضد خطر انتشار الذئاب المسعورة في المحافظة.أما محمد حجاج، 35 عامًا، راعي أغنام بجزيرة طما في محافظة أسيوط، يقول إن أثناء سيره بقطيع أغنامه خرج عليه 3 ذئاب، وهاجموا أغنامه ونجحوا في افتراس عدد كبير منهم، ولم يتمكن هو من الفرار منهم قبل أن يعقروه في قدمه.الأمر أدى إلى قطع في منطقة "الأنكل" أسفل القدم، وبسبب تلك الإصابة أصبح قعيدًا، واعتمد على مساعدة ذويه المادية حتى يستطيع توفير مصروفات بيته، والإنفاق على زوجته وابنه الذي لم يتجاوز عمره العامين
https://archive.janatna.com/