[/p][p]
جبر الخواطر هي من أعظم وأجل الصفات التي يمكن أن يتحلى بها كل إنسان على فطرته التي فطره الله – عز وجل- عليها ، وهو عكس كسر الخواطر، ويعتبر جبر الخواطر من أجمل الصفات التي يمكن أن يتصف بها الإنسان المسلم وغير المسلم ، فأن جميع الأديان السماوي التي خلقها الله – عز وجل – وجميع الرسل يدعون من أرسلوا إليهم أن يكونوا ذو رحمة وخلق مع بعضهم البعض في مختلف التعاملات الإنسانية ، ومن أعظم أهم الأديان التي تحث على ذلك هو الدين الإسلامي الشريف حيث ذكر في القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث المسلمين على هذه العبادة العظيمة ، بمختلف الأقوال ، والأفعال الممكنة .
توجد الكثير من العبارات التي تتحدث عن جبر الخواطر ومن أجمل هذه العبارات :
لا يمكن لأحد أن يجبر بخاطر العباد كما يفعل رب العباد ، فهو الذي خلقهم وهو الأعلم بشؤونهم ، وما يجبر بخاطرهم ، يغيثهم ويعينهم على كل بلاء ويجبر بخاطرهم ، والتقرب إليه أهم من التقرب إلي غيره وليس هناك وسيلة أقرب من الدعاء والابتهال إلى الله – عز وجل – :
الدين الإسلامي هو من أعظم الأديان التي دعت إلى جبر خاطر العباد ، والإحسان إلى من نعرف ، و إلي من لا نعرف لذلك فأن هناك الكثير من المواقف التي دعت إلى جبر الخواطر في الإسلام ومن أهمها :
حيث ذكرت قصة الأعمى مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في بداية سورة عبس في قوله تعالى : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى) .
حيث أن هذا الأعمى جاء للنبي – صلى الله عليه وسلم – وهو في مجلس مع كبار قريش يدعوه إلي الإسلام ويعظهم ، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – مشغولاً بذلك في هذا الوقت ، ولا يعلم هل يرد على تساؤل الرجل الذي فقد بصره أم يكمل حديثه المهم ، فقاطع الرجل النبي أكثر من مرة فعبس النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكن الرجل لم يرى النبي لأنه فاقد للبصر ، فأنزل الله – عز وجل – خطاب لوم النبي – صلى الله عليه وسلم – على عبوسه في وجه هذا الرجل ، وأن الأولى أن نجبر بخاطر المنكسرة قلوبهم ، وذوي الاحتياجات الخاصة في المقام الأول قبل أي شئ .
هناك العديد من المواقف التي تحدث وحدثت في هذه الدنيا تدل على أن جبر الخواطر من أعظم العبادات عند الله – عز وجل – وأن كل إنسان يجب أن يعلم أن جبر الخاطر يمكن أن يساعده في أمور لا يتخيلها وأكبر دليل على ذلك هو قصة هذه الفتاة :
فقد كان هناك فتاة من الفتيات تذهب إلى دار الأيتام كل يوم جمعة ، وتأخذ معاها بعض الحلوي ، وتشتري لهم أثمن الأشياء ، وتساعد في إدخال السرور على قلوبهم ، وجبر خاطرهم المنكسر ، وكانت هذه عادة لها لا تنقطع أبداً ، وينتظر الأطفال هذه الزيارة من الجمعة إلى الجمعة وفي يوم من الأيام مرضت والدة الفتاة ، وفي ذات اليوم التي كانت وسوف تذهب فيه لزيارة الأيتام ، وقد علمت أن والدتها لديها مرض خطير جداً ، وهو في مرحلة متأخرة وليس له علاج ، ومع ذلك فلم تتأخر الفتاة عن الأطفال الأيتام وذهبت حتى تقابلهم ، وتهدى لهم الهدايا التي اشترتها ، وفي صباح اليوم التالي ذهبت الفتاة مع والدتها إلى طبيب آخر ، فأخبرهما أن هناك علاج لهذا المرض الذي لدى والدتها ، وأنها يمكن أن تشفى منه بعد فترة قصيرة من العلاج .