لقد تم تداول مفهوم الفراغ العاطفي كثيرًا بين الأشخاص، وبالتأكيد يوجد العديد ممن يشعرون به، ولكن من الممكن ألا يكونوا قادرين على شرح هذا الشعور الموجود لديهم لعدم معرفة على ماذا يدل.
الفراغ العاطفي هو عدم القدرة على الإحساس بأي مشاعر تجاه الأشياء، وفي الغالب ما يُصاب به معظم الأشخاص بصورة مؤقتة في أحد مراحل عمرهم، ومن أمثلته:
التعرض لصدمات أو فواجع كأن يتوفى أحد أفراد العائلة، ولكن يجب الحذر من الإحساس بالفراغ بصورة دائمة، إذ أنه من المحتمل أن يدل على أحد علامات الأمراض النفسية التي تُصيب الناس كمرض الاكتئاب، انفصام في الشخصية، الاضطرابات النفسية.
لذا يكون من المستحسن أن يتم مراجعة أخصائي نفسيّ من قبل الشخص، وخاصة في حال كان من العسير عليه أن يهتم بالجوانب الأخرى للحياة
ومن الغريب في الموضوع أنّ بعض الأشخاص قالوا أن الفراغ العاطفيّ من الأشياء التي يمكن الشعور بها في أجسادهم، كالإحساس بالفراغ في الصدر، أو الارهاق والرغبة في البقاء ساكنين وصامتين، وآخرون قاموا بوصفه على أنه إحساس داخلي كالشعور بالملل لوقت طويل وعدم الاهتمام بأي شيء.
غالبًا ما يزيد الشعور بالفراغ العاطفي عند الرجال الذين بلغوا من العمر الأربعين عامًا، في حال كانوا عازبين أو منفصلين عن زوجاتهم وخاصة عند عدم وجود أي أصدقاء في حياتهم، أو توقفهم عن العمل، أو حتى إذا كانوا يعملون في مهنة لا يحبونها ولا يمتلكون هواية محددة يقضون بها أوقات فراغهم.
في بعض الحالات ما يصل الأمر بهؤلاء الرجال إلى الدخول في أمراض الاكتئاب، إذ أن الدعم العاطفي والاجتماعي وبالأخص الدعم الذي يُقدمه الشريك يكون له تأثير كبير في الحالة النفسية بشكل خاص والحياة بشكل عام للأفراد.
إن الإنسان بفطرته وطبيعته ما يميل إلى كونه كائن حساس، يحب التفاعل مع الغير وتبادل المشاعر والعواطف، وفي الكثير من الأوقات ربمايتعرض الشخص إلى الشعور بالفراغ العاطفي بسبب التعرض لعدة مواقف مؤلمة.
في قول الدكتورة (أميرة هابر) الاختصاصية النفسية والخبيرة أن ( الفراغ العاطفي يؤثر على أشياء كثيرة في حياتنا ويحدث مع العديد من الآثار الجانبية الخطيرة والفراغ العاطفي لدى المرأة ينشأ من شعورها بأنه لا قيمة لها بالنسبة لزوجها سوى الاهتمام بالمنزل والأطفال نتيجة عدم الاهتمام بها وإهمالها بشكل كبير مما يجعلها تبحث عن بديل لملء الفراغ العاطفي الذي تعيش فيه).
ومن الأشياء الواجب مراعاتها أن الفراغ العاطفي الذي يحدث بين الأزواج يُعد من الحالات الخطيرة التي تشعر فيها الزوجة بفقد مشاعر الحب المتبادلة من الشريك الآخر مما يتسبب لها في حدوث حالة من القلق والتوتر المستمران بحيث لا يتوقفان أبدًا إلى أن تنتهي تلك الحالة.
من ثم تبدأ المرأة في البحث عن طرق لإشباع تلك الحاجات العاطفية بصورة خاطئة وقد تكون غير لائقة مما يؤدي إلى فساد العلاقة الزوجية بينهما، وباعتبار أن مشكلة عدم الإفصاح عن المشاعر والأحاسيس من أكثر الأشياء التي تتسبب في الفراغ العاطفي عند الزوجة.
إذ أن المرأة تعاني من سكوت زوجها فقدان المشاعر بينهما، ومن الجدير بالذكر أن تلك المواقف في الغالب ما تؤدي على المدى البعيد إلى الانفصال الناتج عن قلة المشاعر وانعدام تبادل الحديث، إلى جانب غياب الحنان المتبادل والإحساس بالأمان والاكتفاء العاطفي، ونظرًا لأن المرأة مخلوق حساس جدًا فإنها تعاني من الفراغ العاطفي أكثر من الرجل.
إن فترة المراهقة تكون الفترة الزمنية ما بين الطفولة حتى الوصول إلى مرحلة البلوغ، وفي تلك الفترة ما يشعر المراهقون بمزيج من المشاعر المختلطة نظرًا لما يمرون به من تغيرات في جميع النواحي الجسمية والاجتماعية والانفعالية أيضًا، وكل هذا بدوره أن يؤثر على الحالة النفسية لهم.
في هذا الوقت يكون لديهم رغبة في خوض المشاعر العاطفية والإحساس بها، وكذلك يرغبون في الحصول على المزيد من الاستقلالية عن أسرهم، وفي الغالب ما يكون لمرحلة الطفولة تأثير على مرحلة المراهقة.
فعند إشباع الطفل بحاجاته من الحب ،الاهتمام، الاحتواء، الحنان، التقدير فإن كل ذلك ينعكس على حالته النفسية ومشاعره أثناء المراهقة، مما يجعله قادرًا على تخطي تلك المرحلة بسهولة والقدرة على مواجهة الفراغ العاطفي والسيطرة عليه.
إن العواطف التي يشعر بها الفرد تُعد جانبًا أساسيًا من التجارب الحياتية التي يمر بها، وعلى الرغم من أهمية الاعتراف بها إلا أن العديد من الأشخاص يحاولون عدم حدوث ذلك حتى لا يشعرون بالضعف بينهم وبين أنفسهم أو مع غيرهم من الأفراد.
عند كبت تلك المشاعر وعدم الإفصاح بها فإنها تظل عالقة في العقل، وفي النهاية تتسبب في العديد من الاضطرابات النفسية، ومن أجل ذلك يجب التفكير في حل لتلك المشكلة بدلًا من تجاهلها، ومن بعض الحلول التي يُمكن ذكرها ما يلي: