الحياة الثرية "حتى عندما تتحدى ظروفك ذلك".
أذكر أنني عندما كنت أعمل في الهند ، حصلت على درس مجاني في السعادة.
فعلى طريق الفندق الذي كنت أقيم فيه ، كانت هناك قرية من القرى التي تبدو و كأنها شبه خالية من الخدمات الضرورية .
كانت القرية مزدحمة، والمباني متهالكة، وبدا أن إمكانية حصول الناس على الخدمات الأساسية محدودة للغاية.
كانت النساء اللائي يعشن هناك يستيقظن مبكراً كل صباح .
و كن يرتدين ملابس أنيقة تتماوج بالألوان الزاهية عليها.
لقد كن يعملن طوال اليوم في الطهي و بيع الأطعمة في الشوارع.
كما كن يعملن إلى جانب أخواتهن وأقربائهن وأصدقائهن.
بينما كان أطفالهن يلعبون بجانبهن في الشوارع.
كنت أعرف مدى قلة ما لديهم، وصعوبة حياتهم.
ومع ذلك ، فقد كن يضحكن و أكثر من معظم الناس الذين أعرفهم في حياتي.
لقد بدون قادرات على تكييف ظروفهن للعمل معهن ومساعدتهن ، وهي مهارة تحسد عليها في عالم قد يقف حائلاً ضد كل شيء.
و لا أعتقد أن هناك شك في أن المال يجعل الحياة أسهل فهو يوفر خيارات كثيرة ، و لكن مقياس الحياة الثرية لا يكمن في حسابك المصرفي أو في حجم أو جمال المنزل الذي تعيش فيه.
بل"يكمن مقياس الحياة الثرية في عيش أيامك بقدر ما تستطيع، حتى عندما تتحدى ظروفك ذلك".
و هذا ما تعلمته من خلال التأمل في هذا الطريق الذي كنا نعبره مروراً بتلك القرية.
يقول جون ريفرز Joan Rivers : "إنني أستمتع بالحياةعندما تحدث الأشياء.
و لا يهمني إذا كانت أشياء جيدة أم سيئة. فهذا يعني أنك على قيد الحياة ". .
و لا شك أن معظمنا يقضي ما لا يقل عن ثماني ساعات في العمل، وغالباً ما يكون هذا وقتاً أطول مما نقضيه في المنزل.
و هذا كثير من الوقت - وغالباً مع أشخاص لم نختر أن نكون معهم!
و عندما يقول الناس إنهم يكرهون وظائفهم ، فعادة ما يكون ذلك بسبب معاناتهم مع رؤسائهم أو زملائهم في العمل.
فهم لا يحبونهم أو لا يشعرون بالتوافق في التواجد معهم .
و كونك قادراً على الاقتناع بقولك : "أنا أعمل مع مجموعة من الأشخاص العظماء" فهذا يحدث فرقًا كبيراً في وظيفة مملة أو متكررة بشكل يومي.
و لا يجب أن يكون سبب ما تفعله عظيماً أو كبيراً. فقد يكون لتوفير احتياجات عائلتك أو لخدمة الآخرين.
و لا يهم ، طالما أنه مقنع بالنسبة لك. فقد يكون أي سبب مقنع يخرجك من منزلك و يبقيك منشغلاً.
أما إذا لم يكن لديك سبب قوي يدعم ما تقوم به، فستجد صعوبة في تحفيز نفسك، و ستجد صعوبة في الاستمرار بمرور الوقت.
و لكن : "هل تعرف لماذا؟ لأن الدافع يعطي معنى لحياتك".
أنت لا تتهرب أو تذهب بعيداً لمحاولة خداع نفسك. فقد اعتدت على خوض يوم عمل جاد، و ذلك سواء أكان ذلك لنفسك أو لشخص آخر.
و حتى عندما تكون وظيفة لا تحبها، فأنت تعلم أن العمل الجيد يمنحك شعوراً بالإنجاز، بغض النظر عن ماهية ما تقوم به. كما أنه لا يضر بسمعتك.
حتى لو لم يكن لديك الكثير، فأنت على استعداد لمشاركته مع الآخرين على أي حال ، أو حيثما أمكنك تقديمه فأنت لا تتردد ، فهي طريقة حياة خاصة بكو ليست خياراً تقوم به.
و من المعروف أنه و في عالم تنافسي شره، غالباً ما يكافح الأشخاص للمشاركة دون وعد بأنهم سيحصلون على شيء في المقابل .
إلا أن هذا قد يؤدي إلى صراع و نشوب الأزمات المختلفة. لذا ، فالأغنياء حقاً هم أولئك الذين يشاركون وقتهم و طاقتهم و "أشياءهم" ودعمهم وكل شيء بحوزتهم دون توقع أي شيء في المقابل.
و لسبب ما فإنهم سيجنون فوائد عطائهم يوماً ما.
كما أنك تهتم بنفسك جسدياً و عقلياً و روحياً . و تتأنق و ترتدي ما يظهر ماهيتك الحقيقية . و أنت تعلم أن المظهر الجسدي هو إحدى طرق إظهار الاحترام لنفسك ولمن حولك أيضاً.
أنت تحاول تحسين حياتك من أجل نفسك ومن أجل عائلتك، وليس لأن شخصاً ما على الانستغرام Instagram لديه أكثر مما تملك .
و من المعروف أن هنا كالعديد من الأشخاص المتميزين بحياتهم لا يستمتعون لأنهم عالقون في الرغبة بالحصول على المزيد .
و يشتهون ما في أيدي الآخرين.
إن الحسد شعور عديم الفائدة ، ناهيك عن كونه شيئاً غير أخلاقي. أما الأشخاص الأصحاء فهم يقدّرون ما (ومن) لديهم، وعندما يرون في أيدي الآخرين أشياء لا يملكونها ، فإنهم يسعدون بها.
أو على الأقل لا يسمحون لأنفسهم بالدخول في حالة جنون بسبب رغبتهم فيها أو بالحصول عليها.
فتستيقظ في الصباح وتنخرط فيما عليك القيام به . و لكنك تظل منفتحاً على أي فرص قد تأتي في طريقك.
و أنت عفوي و مستعد لتغيير "أفضل الخطط الموضوعة" لأنك تعرف كيف تأتي بأفضل اللحظات في الحياة - تلك التي ستتذكرها عندما تستلقي على كرسي هزاز لممارسة بعضاً من التأمل- غالباً ما تكون غير متوقعة.
أنت تضحك غالباً، و ليس كثيراً.
فأنت تدرك أنه حتى أثناء المعاناة، هناك لحظات رائعة في كل مكان إذا كنت حقاً تبحث عنها.
لذا ، تأكد من أن كل يوم يحتوي على قدر جيد من الأشياء الممتعة بالنسبة لك.