و فيه يتصاعد الغضب إلى حد الثورة و الهيجان عندما نشعر بالاعتداء أو التهديد. و قد يكون جسدياً أو عاطفياً أو مجرداً ، مثل الهجوم على سمعة الشخص .
فعندما نتفاعل بشكل غير متناسب مع ظروفنا الحالية ، فذلك لأننا نتفاعل حقاً مع شيء ما في حدثنا الماضي - غالباً ما يكون منذ الطفولة.
و هناك الكثير من الناس يعانون من مشاكل الغضب لسبب وجيه. إنهم لا يعرفون كيفية التعبير عنها بشكل فعال.
فهو يزيد من العلاقات السامة و / أو العلاقات مع الأشخاص الذين يساهمون بشكل أقل مما نقوم به ، والذين يخلفون الوعود والالتزامات ، أو ينتهكون حدودنا ، أو يتسببون بالخيبة لنا أو يقومون بخيانتنا .
و قد نشعر بأننا محاصرون و مثقلون بأعباء العلاقات أو بالمسؤولية عن الأطفال أو بمشاكل مالية.
كما أن الكثير منا لا يرى مخرجاً ومع ذلك لانزال نحب شريكنا أو نشعر بالذنب الشديد فيما لو حاولنا تركهم أو مغادرتهم .
و يمنعنا الإنكار من قبول الواقع والتعرف على مشاعرنا واحتياجاتنا.
و يؤدي الاعتماد على الآخرين إلى محاولات للسيطرة عليهم من أجل أن نشعر بالتحسن ، و ذلك بدلاً من الشروع في اتخاذ إجراءات فعالة.
ولكن عندما لا يفعل الآخرون ما نريده ، فإننا نشعر بالغضب ، و بأننا ضحية ، ونشعر بعدم التقدير أو عدم الاهتمام ، والضعف - أي أننا نكون غير قادرين على أن نكون وكلاء أو عوامل التغيير لأنفسنا.
كما تؤدي التبعية أيضاً إلى الخوف من المواجهة. أي أننا نفضل عدم "هز القارب" وتعريض العلاقة للخطر. و مع وجود ضعف الحدود ومهارات الاتصال ، فإننا لا نعبر عن احتياجاتنا و شعورنا ، أو أننا نفعل ذلك على نحو غير فعال.
ومن ثم ، فإننا نكون غير قادرين على حماية أنفسنا أو الحصول على ما نريده ونحتاجه. أي أننا و باختصار نغضب ونستاء ، لأننا:
في بعض الأحيان يؤلمنا الغضب أكثر من أي شيء آخر.
و قد كتب مارك توين في هذا قائلاً :"إن الغضب حمض يمكن أن يضر الوعاء الذي يتم تخزينه فيه أكثر من أي شيء يُسكب عليه."
إذ من الممكن أن يساهم الغضب في اعتلال الصحة والأمراض المزمنة. كما تؤدي المشاعر المتوترة إلى إضعاف جهاز المناعة والجهاز العصبي و قدرته على إصلاح نفسه وتجديده.
و تشمل الأعراض المرتبطة بالتوتر أمراض القلب (ارتفاع ضغط الدم ، والنوبات القلبية والسكتة الدماغية ، واضطرابات الجهاز الهضمي و النوم ، والصداع ، وتوتر العضلات وآلامها ، والسمنة ، والقرحة ، والتهاب المفاصل الروماتويدي ، والمفصل الفكي الصدغي ، ومتلازمة التعب المزمن).
<blockquote class="blockquote">يولد الغضب غير المعلن (المكبوت) الاستياء أو ينقلب على أنفسنا. و يقال أن الاكتئاب عبارة عن غضب قد تحول إلى الداخل.</blockquote>و من الأمثلة على ذلك الشعور بالذنب والعار ، وأشكال كراهية الذات التي تؤدي إلى الاكتئاب عندما تكون مفرطة.
من الممكن أن يتسبب الغضب في إرباكنا عندما لا نستطيع إدارته .إذ أن الكيفية التي نتفاعل من خلالها مع الغضب تتأثر بمزاجنا الفطري وبيئتنا العائلية المبكرة.
وبالتالي ، يتفاعل الأشخاص المختلفون بشكل مختلف.
و لا يعرف معظمهم كيفية التعامل مع غضبهم بشكل مناسب. حيث ينفجر البعض أو ينتقد أو يلوم أو يقول أشياء مؤذية يندم عليها لاحقاً. و قد يحتفظ به الآخرون ولا يقولون شيئاً .
فهم يرضون أو ينسحبون لتجنب الصراع ، مخزنين ذلك الغضب على شكل استياء في دواخلهم .
و لكن الغضب دائماً ما يجد طريقاً للخروج . فعندما لا نعبر عن غضبنا بشكل مباشر ، يمكننا أن نصبح عدوانيين سلبيين.
حيث يأتي غضبنا بشكل غير مباشر بالسخرية ، والغضب ، والتهيج ، والصمت ، أو من خلال السلوك ، مثل النظرات الباردة ، أو إغلاق الأبواب ، والنسيان ، والحجب ، والتأخير ، وحتى الغش.
أما إذا كنا ننكر غضبنا ، فإننا لا نسمح لأنفسنا أن نشعر به أو حتى نعترف به عقلياً. و قد لا ندرك أننا نشعر بالغضب لأيام أو أسابيع أو بعد سنوات بعد الحدث.
و كل هذه الصعوبات التي تتواجد مع الغضب ترجع إلى وجود قدوة سيئة.
لذا يجب تعليم كيفية إدارة الغضب في مرحلة الطفولة ، و لكن والدينا و لسوء الحظ غالباً ما يفتقرون إلى المهارات اللازمة للتعامل مع غضبهم بنضج ، وبالتالي لم يتمكنوا من نقل هذه المهارات إلينا .
و إذا كان أحد الوالدين أو كليهما عدوانياً أو سلبياً ، فسنقلد أحد الوالدين أو الآخر.و إذا تعلمنا ألا نرفع صوتنا ، ويطلب منا ألا نشعر بالغضب ، أو يتم توبيخنا للتعبير عن ذلك ، فقد تعلمنا أن نقمعه.
و قد يخشى البعض منا أن نتحول إلى ذلك الوالد العدواني الذي كنا قد نشأنا معه. كما أن هناك الكثير من الناس ممن يعتقد أن الغضب ليس أمراً إنسانياً أو لطيفًا أو روحياً و هم يشعرون بالذنب عندما يكونون كذلك.
<blockquote class="blockquote">الحقيقة هي أن الغضب هو رد فعل طبيعي و صحي عندما لا يتم تلبية احتياجاتنا أو عندما يتم انتهاك حدودنا أو ثقتنا.</blockquote>و هنا يجب على الغضب أن يتحرك. فهو طاقة قوية تتطلب التعبير وأحياناً العمل لتصحيح الخطأ. و لا يلزم أن يكون مرتفعاً أو مؤلماً. أما إذا كان الغضب مخيفاً في الطفولة ، فقد تخشى أن يقوم غضبك بأذية أحدهم أو حتى أن يدمر شخصاً تحبه.
و لكن ليس على الأمر أن يكون كذلك بالضرورة.لأنه إذا ما تم التعامل مع الغضب بالشكل الصحيح ، عندها يمكن أن يحسن ذلك من جودة العلاقة.
يتم التعرف على العلامات الجسدية للغضب ، والتوتر العضلي عادةً ، بما في ذلك الانقباض والحرارة. لذا عليك أن تبطئ من أنفاسك و أن تدخلها في بطنك لتهدئتك .و خذ وقتك في التهدئة.
إن تكرار القبضات أو الحجج في أذهاننا هو علامة و دليل على وجود الاستياء أو الغضب "المُعاد إرساله". لذا فإن الاعتراف بأننا غاضبون ، و أن نتبع ذلك بالقبول ، سيجعلنا مستعدين للحصول على استجابة بناءة .
و قد يشير الغضب إلى مشاعر أعمق أو وجود ألم خفي أو احتياجات لم تتم تلبيتها أو أن هذا الإجراء مطلوب. و قد يغذي الاستياء في بعض الأحيان ، شعور بالذنب لم يُحل.
و يتضمن فهم رد فعلنا تجاه الغضب اكتشاف معتقداتنا و مواقفنا حيال ذلك وما الذي أثر في تكوينها. و بعد ذلك ، يجب علينا فحص وتحديد ما يثير غضبنا.
فإذا كنا كثيراً ما نبالغ في رد الفعل وننظر إلى تصرفات الآخرين على أنها مؤذية ، فهذه علامة على تقدير الذات المهتز .
أما عندما نرفع من تقديرنا لذاتنا ونعالج الخجل الداخلي ، فلن نبالغ في رد الفعل ، لكننا سنكون قادرين على الاستجابة للغضب بطريقة مثمرة وحازمة.
و قد نتجاهل في خضم الغضب ، مساهمتنا في الحدث أو أننا مدينون بالاعتذار. لذا ، فإنه من الممكن أن يساعدنا الاعتراف بدورنا في التعلم وتحسين علاقاتنا.
إن المسامحة لا تعني أننا نتغاضى عن السلوك السيئ أو أننا نقبله. و لكن هذا يعني أننا تخلينا عن غضبنا و استيائنا. و يمكن أن تساعدنا الصلاة وتنمية التعاطف مع الشخص الآخر في العثور على المغفرة.