أنماط التفكير المشوهة ، تكون الحياة كما نتعقد أنها تكون، فالمشاعر التي ترادونا ونشعر بها تجاه الأمور تؤثر على رؤيتنا لكل شيء حولنا كما أنها تؤثر أيضًا على أنماط التفكير الخاصة بنا، وإذا كان الشخص لديه مشاعر سبية عن نفسه فالطبع سوف تؤثر تلك المشاعر عليه وعلى قدرته وأيضًا ستعوق استمتاعه بالحياة، فالمشاعر يكن لها سلطة أكبر من المنطق، وفي هذا الموضوع سوف نتعرف على أنماط التفكير المشوهة وكيف يمكن تغييرها.
<a name=\'more\'></a>[/p][p]ومعظم الأفراد يظنون أن السعادة تأتي عندما يحصلون على شيء ما أو يحققون مكانة ما، وينسون أن الساعدة تكمن في الطريقة التي نرى بها العالم، والأهم في الطريقة التي نرى بها انفسنا وإلى أي درجة يتحكم ذلك في طريقة تفكيرنا.
هي بكل بساطة الطرق التي تستخدمها عقولنا لكي تقنعنا بأشياء غير صحيحة لكي تظهر منطقيًا، وهذه الأفكار الغير دقيقة عادة ما تستخدم لتعزز التفكير السلبي، أو المشاعر السلبية وكأن الشخص يقول لنفسه بان الاشياء هي دقيقة وعقلانية ولكن في الحقية هي تخدم فقط بقاء الشعور السلبي عن انفسنا، ومن هذه الأنماط والتشوهات المعرفية أو الإدراكية ما يلي..
في هذه الطريقة من التفكير يقوم الشخص بأخذ التفاصيل السلبية ويصفي كل الجوانب الإيجابية التي توجد بالحالة حتى لا يبقى إلا السلبية، وعلى سبيل المثال يمكن للشخص أن يختار ويركز على حادثة غير سارة ويلغي أي شيء إيجابي حتى تصبح رؤيته للواقع مشوهة أو مظلمة.
يجب أن يسأل الشخص نفسه تلك الأسئلة هل هو يقوم بالتصفية، ومتى قام بهذا؟ ويجب على الفرد أن يدون إجاباته ثم ينظر هل هذا النوع من التفكير أدى إلى قلق أم لا؟ وما هو السبب وراء قيامه بذلك؟ والأسئلة والأجوبة من شأنها أن تجعل الفرد يرى تفكيره فهي تساعده على رؤيتها ويتغلب عليها.
أيضًا يعد التفكير الاستقطابي أحد أنماط التفكير المشوهة، حيث يرى فيها الشخص الأشياء إما أبيض أو أسود ولا يرى وجود لأي حلول وسط، فيظن الشخص بأنه مثالي أو فاشل، ويضع الناس أو المواقف في فئات “أو، إما”، ولا توجد أي درجات أو ظلال رمادية، وهنا لا يفكر الفرد في تعقيدات الموقف أو أي احتمالات أخرى له.
يسأل الشخص نفسه هل تفكيره مستقطب؟ وإذا كان الأمر كذلك فيسأل نفسه متى حدث ذلك؟ وهل هذا النوع من التفكير تسبب له بالقلق؟ وما السبب وراء قيامه بذلك؟ ويحاول أن يضع احتمالات أكثر ويقتنع بأن الأمور كلها ليست إما أبيض أو أسود.
في هذ النمط هناك تشويه معرفي، حيث يتبع الشخص استنتاج عام على أساس حادثة واحدة، أو يتبع دليل واحد من الأدلة، فمثلاً إذا حدث شيء سيء لمرة واحدة فقط، فالشخص يتوقع أن يحدث هذا الشيء السيء مرارًا وتكرارًا، وغذا رأى الشخص حد غير سار واحد يصبح هذا الحدث جزء من نمط لا ينتهي من الفشل والهزيمة.
تسأل نفسك عما إذا كنت تعمم الأمور، وتتوقع تكرارها، ومتى قمت بهذا وما السبب لذلك، وإلى أي مدى يزعجك هذا التفكير، عندما تلجأ للتعميم راقب نفسك وحاول أن تفكر في بقية الأمور والحوادث ولا تعمم أمر واحد.
من أنماط التفكير الشائعة هو القفز إلى الاستنتاجات، فالشخص يستطيع أن يحدد كيف يشعر الناس تجاه دون أن يخبروه بذلك، وهو من الأنماط السائدة من التفكير، فانت تعرف ما يشعر به الناس تجاهك وتعرف السبب وراء تصرفهم معك بهذه الطريقة.
مثلاً قد يستنتج الشخص أن شخص ما يعامله بشكل سلبي لكن لا يكلف نفسه ليعرف عما إذا كان الاستنتاج صحيح أم لا، وهو ما يحدث كثيرًا في الصداقات والعلاقات.
لكي يتغلب الفرد على هذا النمط من التفكير يسأل نفسه عما إذا سبق وقفز للاستنتاجات؟ وهل كانت تلك الاستنتاجات خاطئة؟ ومتى قام بهذا؟ ويحاول ألا يتسرع في استنتاجاته ولا يفترض شيئًا لم يحدث، ويحاول أن يفكر قليلاً قبل أن يقوم بالاستنتاجات.
وفي هذا النمط يضخم الشخص الأمور ويتوقع حدوث كارثة، فإذا شعرت أو سمعت بمشكلة تستخدم عبارات مثل: “هل سأموت، ماذا لو حدث لي، إنها كارثة”، ويبالغ الشخص في أهمية الأحداث الغير الهامة، وربما يقلص بشكل غير مناسب من حجم الأحداث الهامة حتى تظهر صغيرة، كأنما يرى عيوب غيره كبيرة، أما عيوبه فهي قليلة ولا تقارن بالآخرين.
يجب أن يسأل الشخص نفسه عما إذا كان يقوم بذلك؟ ومتى يقوم به؟ ولما يلجأ لهذا النمط من التفكير؟ وربما يستعين بدفتر صغير ليسجل فيه كل هذه الأنماط والمواقف التي تحكم تفكيره لكي يلاحظها ويبدأ في تغييرها.