[/p]
[p]
الجميع يعبر عن الحب بصورةٍ مختلفة، إلا أنهم لا يتيحون لهذه الاختلافات أن تستمر.
عادةً ما تشيع قلة التواصل بعد الزواج، والتي تنشأ في أغلب الأحيان نتيجة الفهم الخاطيء لأفعال أزواجنا أو إساءة تفسيرها.
و نحن نعلم أن جميع العلاقات تتطلب الإلتزام والتعهد، والعمل الجاد، والمرونة، والصبر، وأحياناً المعاناة الطويلة. وقد بات اليوم الكثيرون منا يواجهون صعوباتٍ في علاقاتهم وضيّعوا البهجة التي اعتادوا أن يستشعروها.
<a name=\'more\'></a>[/p][p]و ليس مستبعداً أن تكون أنت أيضاً لا تلبّي الاحتياجات التي تتطلبها العلاقة؛ وقد يبدو هذا القول مألوفاً ومبتذلاً، بيد أن علاقة الزواج لا تختلف عن الحديقة الغنّاء التي تحتاج إلى العناية والاهتمام الدائمين.
و في حال كنا لا نرغب أن يذبل زواجنا كحديقةٍ مهجورة؛ فإنه يجدر بنا إذن فعل شيءٍ ما قبل الوصول إلى هذه المرحلة. وهنا ينبغي أن تكون على دراية بلغة الحب خاصتك.
إذ أنه إذا لم تعرف لغة حبك الأصلية، فلن يكون بمقدورك أبداً ملء المساحة الفارغة. و نستطيع القول أن هناك 5 لغات حب رئيسية، وبدون أن تعرف أيٌ من هذه اللغات هي التي يمثلك، فقد لا تشعر قط أنك محبوبٌ كلياً.
ونحن لا نقول أنكم لا تحبون أزواجكم أو أنهم لا يحبونكم، إنما بكل بساطة نقول أن الناس لديهم أساليب مختلفة في التواصل وإظهار عنايتهم واهتمامهم بالآخرين.
ويخبرنا (غاري تشابمان Gary Chapman ) في كتابه الرائع (لغات الحب الخمس The 5 Love Languages ) أن اللغات الخمس التي يشيع استخدامها تتضمن الكلمات التي تعبر عن: تأكيدات الحب، والوقت الرائع ، و تلقي الهدايا، التلامس الجسدي، والأفعال الخدمية.
و استناداً إلى كتاب تشابمان ، إليك عزيزي القارئ الكيفية التي تساعدك معرفتك بلغة الحب خاصتك في تحسين زواجك.
ربما تحب وقع كلمات التأكيد اللطيفة على أذنيك. حيث يغمرك ذلك في الواقع بشعورٍ عظيمٍ من السعادةوالنشوة.
و في حال لم تكن تلك هي اللغة التي يتحدث بها زوجك معك، فربما سيسيطر عليك شعور بأنه لم يدعمك أو يمدك بكلمات التحفيز قط. و بالطبع ، فإن هناك سبباً وراء ذلك – وقد تكون هذه ليست طريقته في التعبير عن حبه لكِ .
أما إذا كانت هذه لغتكِ أنت، فعليك أن تباشري بترك ملاحظات في كل مكان لتشجعيه. و قد يكون من المفيد أيضاً أن تقومي بمشاركته اقتباساً ما بغية إلهامه قبل أن يبدأ يومه.
وابحثِ عن قصة ملهمة تشاركينها معه لتزويده بالتحفيز. كما يتوجب عليك أن تجعلي المديح والثناء الدائمين جزءاً من علاقاتكما. و تجدر الإشارة أن ثمة أمثلة على تأكيد الحب من ضمنها "تبدو مذهلاً" أو "أنتَ نعمةٌ عظيمة"، سيكون رائعاً لو بدأتِ بهما.
وعلى الصعيد الآخر، إذا كان كلامه عنيفاً وقاسياً أو كان معتاد على السب و الشتم ، فقد تكون هذه الخطوة مزعجة بل ومدمرة بالنسبة له. وكما يقول المثل: "يمتلك اللسان قوة الحياة والموت." أي أن للسان قوةٌ لفعل الخير أو لإلحاق الألم.
يُقال أن هبة الوقت هي أفضل ما يمكن أن تقدمه على الإطلاق لشخصٍ ما . و إننا لا نقصد بالوقت الرائع النظرة السريعة التي تلقيها على هاتفك لمتابعة مباراة كرة سلة أو مراجعة البريد الإلكتروني للعمل.
إنما نقصد الخوض في محادثة ممتعة سوياً، أو الذهاب للتمشية، أو قراءة كتاب جيد مع بعضكما البعض. و قد وضح (تشابمان Chapman ) هذا في مقالٍ آخر يتحدث فيه عن الشئون العائلية بقوله: إن الوقت الرائع يعني أن تقوم بمنح زوجتك كامل تركيزك.
"وأنا لا أعني الجلوس على الأريكة ومشاهدة التلفاز سوياً - فعندما تقضون الوقت على هذه النحو، ستكون نيتفليكس Netflix والقنوات التليفزيونية الأخرى هي ما تحوز على اهتمامك وليس زوجتك".
آهٍ! بوسعنا جميعاً أن نقع في مشكلة الروتين الذي لا يجعلنا حتى قادرين على بدء محادثة بسبب انشغالنا. لذك فكّر في ممارسة التمارين الرياضية معاً والبدء في الاستمتاع بالمزيد من الهوايات سوياً لخلق المزيد من التواصل الممتع بينكما.
إذا كنت ممن يحب تقديم الهدايا مثل الأزهار، والملابس، والطعام، والخمر، والسيجار، والحُليّ لتعبر عن عاطفتك؛ إذن فتقديم واستقبال الهدايا هي لغة الحب خاصتك. حيث أنك تشعرعند حصولك على هدية ما تشعر بالدعم والحب.
كما تشكل الهدية رمزاً يدل على تفكير زوجتك بك وأنها جسّدت هذا التفكير في شكل هدية. و لذلك ، فإن المهم بالنسبة إليك هو أنها فكرت فيك. إذ أن التفكير والفعل اللذين يُعبَّر عنهما سوياً يعدان إعلاناً عن الحب.
وعوضاً عن الهدايا الضخمة، جرّب الإتيان ببعض الأشياء الطيبة والبسيطة والتي لها تأثير قوي أيضاً. مثلاً إذا علمت أن زوجتك لم تتناول الغداء أثناء العمل، احضر لها وجبة غداء تحتوي على طعامها المفضل أو قدّم لها القهوة.
يعدّ استخدام التلامس الجسدي وسيلةً شديدة التأثير في الزواج. فهو أكبر من مجرد ممارسة ال**، وإن يكن جزءاً منه.
و نحن نتحدث هنا عن الإمساك بالأيدي، والعناق، والقبلات، وإظهار العاطفة. و يعتبر إظهار العاطفة إحدى لغات الحب الأساسية التي إن غابت حتماً ستصاب زوجتك الاستياء جراء ذلك .
لذلك قم بتجريب أن تتعانقا قبل وبعد الذهاب للعمل. وجرّب أن تستمر القبلات أو العناق لوقتٍ أطول. واجعل إحدى عاداتك أن تقوم بالقليل من الأفعال التي تُظهر العاطفة يومياً وسترى كيف سيقوي ذلك من علاقتكما بمرور الوقت.
تتنوع الأعمال الخدمية بين القيام بالأعمال المنزلية المختلفة مثل ترتيب الأسرّة، وغسل الأطباق، والكنس، وطهي وجبة طعام ، وإعداد المائدة.
حيث سيمثل هذا تعبيراً قوياً عن الحب الذي لن تحتاج معه لأية كلماتٍ أخرى.كما أتعتبرهذه الأعمال إحدى المواقف التي تتحدث فيها الأفعال حقاً بصوتٍ أعلى.
لذلك ، اسعَ لفعل هذه الأشياء بدافع الحب وليس لأنك عبد. إذ أن هناك فرق بينهما، حيث أن مساعدتك في بعض الأعمال المنزلية من شأنه أن يعين زوجتك وأسرتك.
كما تدعونا الكتب السماوية لخدمة بعضنا البعض و بالطبع فإن هذا يشمل زوجاتنا. و أود أن أطرح عليك سؤالاً مهماً : ما العمل إذا كانت الزوجة / الزوج تعيش في حالةٍ من الفوضى ولا تتمتع بالنشاط أبداً ؟ حسناً، إن هذا يعني أن الزوجة كسولة، كما أن هذا يخبر المتحدثين بهذه اللغة من الحب أن مشاعرهم لا تهم.
يقول تشابمان: "بوسعك أن تصبح الشخص الذي تستحقه زوجتك. فالله يحب السعي لتغيير نمط الحياة. لذلك عليك أن تدعو الله ليعطيك القوة اللازمة حتى تتخلص من العادات القديمة و تستبدلها بأفعال الطيبة والحب.
يعلمنا الله الكثير من الأشياء المتعلقة بزواجنا. احرص على ألا تسمح بضعف التواصل أو جهلك بلغة الحب خاصتك أن يعيقانك عن الاستمتاع بالزواج الذي منحك إياه الله.
