مع تقدم النساء في السن ، يملن إلى ممارسة الجنسبشكل أقل. وقد يجدنه أيضاً أقل متعة من ذي قبل. وحتى الآن ، أوضحت الدراسات هذه الاتجاهات من خلال تسليط الضوء إلى التغيرات الفيزيولوجية أثناء وبعد انقطاع الطمث menopause. فما هي العوامل الأخرى؟
لقد وجدت الكثير من الأبحاث -بشكلٍ متكرر- أن النساء يخبرن الأطباء (أو أقرانهن) بأنهن يمارسن الجنس بشكل أقل، ويحصلن منه على قدرٍ أقل من المتعة pleasure عند بلوغهن سن انقطاع الطمث menopause أو ما حوله.
<a name=\'more\'></a>[/p][p]وقد خلصت إحدى الدراسات، و التي أجريت عام 2015 في مجلة عيادات الغدد الصماء والاستقلاب في أمريكا الشمالية Endocrinology & Metabolism Clinics of North America إلى أن "الخلل الوظيفي السابق يزيد مع تقدم العمر وينتشر بشكل كبير بين النساء بعد انقطاع الطمث".
و في حين قد أشارت الدراسة نفسها إلى بحث سابق نوَّه إلى أن 42 ٪ من النساء اللائي ينتقلن إلى سن اليأس أبلغن عن أعراض الخلل الوظيفي ، وبعد 8 سنوات ، ارتفعت النسبة إلى 88 ٪.
لماذا يحدث هذا؟
يميل الأطباء إلى التركيز على الجوانب الفيزيولوجية ، مثل جفاف المهبل vaginal dryness والتغيرات في مستويات هرمون الاستروجين estrogen ، والتي قد تجعل ممارسة الجنس أكثر صعوبة أو أقل متعة أثناء انقطاع الطمث وبعده.
ومع ذلك ، فإن هذه العوامل ليست الوحيدة التي لها تأثير مهم على الرغبة الجنسية للمرأة a woman\'s libido أو على الحياة الجنسية بشكلٍ عام.
إذ أن بحثاً جديداً - أجرته فرق من جامعة ساسكس University of Sussex في برايتون Brighton بالمملكة المتحدة ، وجامعة كلية لندن University College London (أيضاً في المملكة المتحدة) ، وجامعة نيو ساوث ويلز University of New South Wales في سيدني Sydney ، أستراليا - يُظهِر أن الحياة الجنسية للعديد من النساء تتراجع مع تقدم العمر بسبب الضغوطات النفسية psychological stressors وغيرها من العوامل النفسية والاجتماعية psychosocial factors خارجة عن إرادتهن.
وتستند النتائج - التي تظهر في مجلة مينوبوس Menopause - إلى بيانات 4,418 امرأة يبلغ متوسط أعمارهن 64 عاماً ، وجميعهن شاركن في التجربة التعاونية البريطانية لفحص سرطان المبيض (UKCTOCS) واستكمال الاستبيانات ذات الصلة حول حياتهم الجنسية و الصحة الجنسية.
ففي الاستبانة التي أجريت لفحص سرطان المبيض، أجاب النساء عن الأسئلة المتعلقة بمستويات النشاط الجنسيوالوظيفة الجنسية ، وكذلك على الأسئلة المتعلقة بأسباب عدم المشاركة أو الانخراط في نشاط جنسي بشكل أقل تواتراً.
وفي الأساس ، رأى الباحثون أن 65.3% من النساء المستطلَعَات لديهن شريك رومانسي ، في حين قال 22.5% فقط أنهن كُنَّ نشيطات جنسياً.
وقد انخفضت هذه الاتجاهات بمرور الوقت ، حيث أبلغت النساء النشيطات جنسياً عن ممارسة الجنس بشكل متكرر أقل وأنهم وجدنه أكثر غير مريحٍ بشكل أكثر.
ويُذكر أن التحليل النوعي للفريق قد كشف أنه، مع مرور الوقت ، كان السبب الرئيسي وراء عدم ممارسة النساء الجنس هو عدم وجود شريك لها. في معظم الحالات ، كان الأمر يتعلق بالترمل (فقدان الزوج).
وقالت إحدى المشاركات: "لقد كنت أرملة منذ 17 عاماً. وقد كان زوجي، هو حبيب منذ طفولتي ، ولن يكون هناك أي شخص آخر يحل مكانه".
و إلى جانب عدم وجود شريك ، ذكرت بعض النساء أيضاً ، أن المسؤوليات الأسرية المرهقة تعتبر سبباً قوياً لعدم السعي للحصول على المتعة و الرضا الجنسي sexual gratification.
و كانت قد أجابت إحدى النساء المشاركات أيضاً أنه: "لا يوجد أي نشاط جنسي في حياتي في الوقت الحالي لأنه ليس لدي شريك ، وأشعر أن دوري في الحياة في الوقت الحالي هو تربيتي لابني البالغ من العمر 12 عاماً ، وتأتي العلاقات (الجنسية) في المرتبة الثانية".
ومع ذلك ، ذكرت النساء المشاركات أيضاً أن العديد من العوامل الأخرى أثرت على وتيرة ممارسة الجنس في حياتهن. وحسب الأهمية لهذه العوامل نورد ما يلي:
• حقيقة أن شريكها يعاني من حالة طبية أثرت على الرغبة الجنسية أو الوظيفة الجنسية
• الضعف الجنسي لدى الشريك
• القضايا الصحية المتعلقة بالمرأة
• الأعراض الجسدية المتعلقة بانقطاع الطمث
• وصفة الدواء التي تؤثر على الرغبة الجنسية الخاصة بـ النساء أو الوظيفة الجنسية
فقد ذكرت العديد من النساء أن المشاكل في علاقاتهن الرومانسية romantic relationships ، واللوجستيات التي تتعلق بتنظيم الجنس ، و كذلك بالطريقة التي تؤثر بها الشيخوخة aging على صورتهن الذاتية، وثقتهن بأنفسهن، كانت عادة ما تسبب ذلك.
وقد كتب الباحثون في بحثهم أن "أقلية صغيرة (3%) فقط أبلغن عن تجارب جنسية متفائلة وإيجابية". بالإضافة إلى أن الباحثين لاحظوا أيضاً أن "[ واحدة 1 من أصل ثمانية 8] نساء في [الدراسة] عانين من مشاكل جنسية ، لكن 2% فقط أشرن إلى [العلاج الهرموني]".
ففي خصوص العلاقة مع الشريك يلاحظ الدكتور ستيفاني فوبيون Stephanie Faubion ، المدير الطبي لجمعية انقطاع الطمث في أمريكا الشمالية، "أن التحديات المتعلقة بالصحة الجنسية شائعة بين النساء مع تقدمهن في السن ، وعوامل الشريك تلعب دوراً بارزاً في النشاط الجنسي للمرأة ورضاها ، بما في ذلك عدم وجود شريك ، وكذلك الخلل الجنسي لدى الشريك ، وضعف الصحة البدنية للشريك ، والقضايا المتعلقة بالعلاقة العاطفية و النفسية أيضاً ".
ويضيف الدكتور ستيفاني: "بالإضافة إلى ذلك ، تم تحديد المشاكل المتعلقة بانقطاع الطمث مثل جفاف المهبل والألم أثناء ممارسة الجنس على أنها مشاكل تؤثر على الوظيفة الجنسية ، لكن قلة من النساء يسعين للعلاج من هذه المشكلات ، على الرغم من توفر علاجات فعالة".
يشير المؤلفون إلى أن النتائج الجديدة التي توصلوا إليها "لها آثار على الممارسة السريرية" ، خاصة وأن ممارسي الرعاية الصحية يجب أن يعترفوا، بكل نطاق الصعوبات التي تواجهها النساء المسنات (كبيرات العمر) ، والتي تؤثر معاً على حياتهن الجنسية و على رضاهن الجنسي sexual satisfaction.
ويحذر الباحثون أيضاً من أن "الصعوبات الجنسية sexual difficulties غالباً لا يتم الإبلاغ عنها ، ولا يتم التعرف عليها ، ولا يتم التعامل معها".
وفي نهاية استنتاجات الباحثين ، يشجع المؤلفون ممارسي الرعاية الصحيةعلى إجراء مناقشات مفتوحة مع مرضاهم من النساء الأكبر سناً بشأن هذه الجوانب ، والهدف من ذلك أن يصبحن أكثر معرفة:
فيقول مؤلفو الدراسة أن "التواصل المفتوح حول النشاط الجنسي ، بما في ذلك الرغبات والاحتياجات والاختلالات الوظيفية أمر مهم،
وهذا من شانه أن يقلل من ممانعة المرأة لمناقشة الوظيفة الجنسية. ويضاف إلى ذلك انه لابد من تثقيف جنسي إضافي [لممارسي الرعاية الصحية] لتسهيل هذه العملية."