الثقة بالنفس ليس معناها أنك تثق بأنك تملك كل الإجابات بكل شيء، أو أنك تؤمن بأنك ستفعل الأشياء الصحيحة دائمًا، لكنها في الواقع عبارة عن اقتناع داخلي بأنك ستكون لطيفًا ومحترمًا لنفسك بغض النظر عن نتيجة جهودك.
<a name=\'more\'></a>[/p]
ولأنهم يثقون بأنفسهم فإنهم ليسوا أشخاص عقابيين عندما يرتكب شخص أخطاء في حقهم، ويمكنهم النظر بصراحة إلى تجربتهم دون خوف من عقاب الذات أو جلد الذات، فالشخص الذي تكون أولويته هي حماية نفسه من الاتهامات الخارجية أو الداخلية ، لن يتمكن من فحص تجربته الشخصية لأن هدفه الأساسي ليس التعلم بل حماية نفسه وخاصة من انتقادات الغير اللاذعة.
قد يعاني الأشخاص الذين يتجنبون المواجهة بأي ثمن من مشاكل الثقة بالنفس، فالأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يشكون في تفسيراتهم ، وغالبًا ما يتجنبون مواجهة مشاكل حقيقية جدًا خوفًا من أنهم قد يخسروا المواجهة، وكما يقول نيكولاي ديانا بلينو ،مستشار الصحة العقلية المرخص : “من المحتمل أن يكون لدى الأشخاص الذين لديهم شعور أكبر بالثقة في النفس وقتا أسهل في مواجهة أي مواقف صعبة”.
بالتأكيد ، لا يمكن لأحد أن يكون مثل كرة من أشعة الشمس المشتعلة طوال 24 ساعة من اليوم، لكن الافتقار إلى الثقة بالنفس يمكن أن يجعل من الصعب على الإنسان الهروب من الأفكار السلبية التي تتردد دائمًا داخله.
عندما لا يمكنك الوثوق بنفسك ، فإن ذلك يخلق مشاعر الخزي والحزن، وهذا يساهم في زيادة العقلية السلبية ، والأشخاص الذين لا يثقون في أنفسهم يريدوا أن يكونوا أشخاص أكثر إيجابية لكن تمنعهم أفكارهم السلبية الداخلية من المضي قدمًا فيعانون حتى أثناء قيامهم بالمهام اليومية العادية ويمكن أن تتحول السلبية لديهم إلى عادة، أما الشخص الواثق في ذاته ثقة صحية يملك دائمًا عقلية إيجابية معظم الوقت.
ما مدى صعوبة التزامك بأي شيء جديد؟ عادة ما يجد الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم أنه من السهل الالتزام ، سواء كان ذلك التزامًا في الوقت المحدد ، أو الالتزام باتخاذ إجراء معين أو الالتزام بتحقيق هدف ما، ففكرة الالتزام بوجه عام لا تمثل لهم صعوبة كبيرة عندما يفكرون بها، أما الشخص الذي لا يثق بنفسه فغالبًا ما يمتنع أي التزامات لتجنب الفشل، قد يستخدم لغة مثل” أتمنى “أو” سأحاول “، وهي كلمات تسمح بالفعل بالفشل ولا تجعلهم يعترفون بالمسئولية الكاملة عن أفعالهم في المستقبل.
إن الشخص الواثق من نفسه لا يتورع عن تجربة تحديات جديدة، والأشخاص الذين يثقون في أنفسهم يبحثون عن تحديات جديدة في حياتهم بشكل مستمر ولا يمنعهم الخوف من الفشل من المضي قدمًا في أي تحدي أو مواجهة جديدة.
ربط العديد من الخبراء القدرة على اتخاذ القرارات بمقدار شعور الشخص بالثقة في نفسه “الأشخاص الذين يثقون في أنفسهم هم صناع قرار جيدون، فهم يحتاجون إلى مدخلات أقل من الآخرين قبل اتخاذ القرارات ولا يسعون للحصول على موافقة الآخرين على قرارهم مسبقًا.
فهم غالبًا ما يثقون في شعورهم الغريزي وقدرتهم على اتخاذ قرارات حكيمة، وحتى عندما يتخذون قرارًا سيئًا من وقت لآخر ، فإنهم قادرون على التعافي ولا يحبسون أنفسهم مع شعور الندم لفترة طويلة.
إن أهم صفة للشخص الواثق في نفسه أنه يفهم جيدًا أن الأخطاء أمر لا مفر منه مادمنا أحياء، والأشخاص الواثقين من أنفسهم يمكنهم قبول كونهم مخطئين بشكل أسهل ولا يحاولون إنكار أنهم مخطئين إذا كانوا يشعرون بالفعل بذلك
ويمكن أن يكون التعامل مع الأخطاء بطريقة إيجابية حركات تدل على قوة الشخصية والثقة بالنفس واحترام الذات الإيجابي ، وإذا كان هناك أي شيء خاطيء تم ارتكابه فسوف يتعلم منه في المستقبل ليثقل خبرته بالحياة، أما الشخص غير الواثق في نفسه، فغالبًا ينكر أخطاؤه.
يمكن أن يكون الضعف علامة على القوة والثقة في نفسك، فالشخص الواثق من نفسه بحق يمكن أن يشعر بمعاناته الخاصة ويكون ضعيفًا في بعض المواقف دون خجل لأننا كبشر نمر جميعًا بلحظات ضعف، وإخفاء تلك الأوقات أو بمعنى أصح محاولة إخفائها والادعاء بغير ذلك قد لا يكون أمر صحي، بل ربما يكون الشخص الذي يفعل ذلك غير واثق في نفسه تجعله يخشى الانفتاح على الآخرين وإخبارهم بمعاناته.
إن كلمة الندم تحمل بداخلها كلمة جريمة، وكثير من الناس يعيشون مع الكثير من الأسف والندم بداخلهم تجاه الكثير والكثير من المواقف، والبعض الآخر لديه فكرة مضللة مفادها أنك لا يجب أن تندم أبدًا على أي قرار أو فعل مهما كان،
لكن في الحقيقة طالما أنك إنسان فيجب أن تشعر بالندم، والشخص الذي لا يشعر بأي ندم هو إما مريض نفسي أو شخص غير قادر على تعلم أي شيء جديد.
الندم في حد ذاته ليس هو المشكلة، وفي الواقع إن ما يبقينا في حالة ندم دائم هو مقاومة الإحساس بعمق الحالة التي نمر بها وهذا يزيد الإحساس بالندم دون أن نشعر، وهو أمر ساحق للروح عندما لا يكون لدينا الموارد الداخلية لتحمل حجم الندم، لكن الشخص الواثق من نفسه يجب أن يملك الكثير من الوسائل للتعلم من الندم ومسامحة نفسه،لان الندم إذا زاد واستمر لفترة طويلة سوف يجعلك تشعر بالخزي الدائم، وهذا سوف يضر بنا كثيرًا ويفقدنا الثقة بالنفس، لكن إذا أثبتنا لأنفسنا أننا تعلمنا من الخطأ فإن ذلك سوف يزيل الشعور بالندم ثم يحدث التسامح الذاتي وتزداد ثقتنا بأنفسنا بشكل تلقائي.[2]
إن الحفاظ على علاقة جيدة مع نفسك أمر لا يقل أهمية عن الحفاظ على علاقة جيدة مع من حولك، لذلك يجب أن تعمل جيدًا على بناء ودعم ثقتك بنفسك، ويمكنك بالفعل عمل ذلك من خلال تمارين زيادة الثقة بالنفس ، والتي تشمل: