logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:57 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء عليالفصل الرابع عشر بعنوان: اعترافجلس أمام ورشته لتصليح السيارات وهو يتممتم بضيق:--استغفر الله العظيم مال الحال واقف كده بقاله يوميين !...مسح علي شعره المجعد بيده المتسخة ثم دس يده في جيب بنطاله يخرج لفائف تبغه قبل أن تتسع عيناه بصدمة وهو يري ذاك الذي يتقدم نحوه بغضب جم ليلكمه في وجهه ويسقط من مقعده ثم أخذ "فارس " يسدد له اللكمات والركلات في أجزاء متفرقة من جسده ! فأخذ الأخير يصيح بقوة مما جعل الناس تتجمهر حول فارس في محاولة لمنعه وإبعاده ! إنتشل "فارس " نفسه من بينهم وتقدم مذ ذاك المسجي ارضاا والدماء تنفجر من فمه وصاح به بغضب محذرا إيااه:--أقسم بالله لو أيدك أتمددت علي أمي تاني ياحقير ماهخليك تعيش ثانية !.واختتم حديثه بركلة أسفل أحشائه جعلت الأخير يتلوي من الإلم ومن ثم بصق عليه ورحل يزيح من يقابله في وجهه !..وحينما أستقل سيارته وتحرك بها لمح سيارة شرطة تقتحم المكان وأفرادها تتجه نحو ورشة ذاك الحقير،اصطف سيارته جانبا ثم أخذ يتابع مايحدث من خلف زجاج سيارته بإهتمام ! ...جلس في غرفته منعزل عن الجميع يفكر في تلك الورطة التي حلت علي رأسه، فدلفت نادية حامله صنية الطعام ثم جلست علي الفرأش بعدما وضعت الطعام علي الكومود،وتنهدت:--وبعدين ياحسين هتفضل حابس نفسك كده كتيير ومش ناوي حتي تأكلك لقمه !..زفر "حسين " بثقل محمل بالهموم:--ومين ليه نفس يأكل يانادية في الظروف دي ؟..-ياحبيبي أزمة وهتعدي والله وإن شاء الله براءتك هتظهر !..أبتسم ساخرا:--براءتي !بقا انا علي أخر الزمن يتهموني في حاجة زي دي وابقا قاعد مستني براءتي ! ..ثم تابع:--ده انا طول عمري حاطط بنات الناس في عنيا وبعتبرهم بناتي معقول يفكروا فيا إن ممكن أيدي تتمد علي واحده فيهم بالسوء في يوم !..نادية بإشفاق:--انا عارفة ياحسين ومتأكده إن عمرك ماتعمل حاجة زي دي! ومتاكدة ان البنت دي كدابة والحقيقة هتبان ! ...ثم تبسمت وتناولت بعض اللقيمات ومدت يدها له:--طب عشان خاطري ممكن تاكل دي وماتكسفش ايدي !..لاحت علي ثعره نصف إبتسامة ثم أومأ برأسه إيجابا:--حاضر !..تناول الطععام من يدها ولكن بدون شهية فتناوله فقط من أجلها! فتسأل بإهتمام بعدما أبتلع الطعام:--هي ليلي فين ؟ راحت المدرسة ؟!..طرقت علي باب غرفتها بعدما حاولت فتحه ولكن كان موصد جيدا بواسطة المفتاح مما أثأر اندهاشها ! وبعد برهة فتحت لها "ليلى " الباب لتدلف متساله بإستغراب:--ايه ياليلى ! من امتا وأنتي بتقفلي الباب بالمفتاح يعني ؟!ابتعدت عنها بتوتر تعبث بشئ ما:--لا ابدا مفيش حاجة كنت نايمة!..تنهدت" نادية " ومن ثم عقدت ذراعيها أمام صدرها:--ماروحتيش مدرستك ليه ؟!.نبرة تهكمية صدرت منها قبل أن يتبعها قولها:--هو أنا بقا ليا عيين ارووح المدرسة بعد عملة جوزك دي !...اتسعت عيناها بشدة وفلتت ساعديها:--أنتي مصدقة الكلام اللي اتقال علي حسيين ده ياليلي !معقول ما أنتي عارفة حسين وعارفة أخلاق البنت برضه اللي أتبلت عليه! ...رفعت كتفيها لﻹعلي ومطت شفتيها للإمام قائلة:--وليه لا ؟! وحتي لو الكل عارف أخلاق البنت دي فده برضه ماينفيش عن جوزك التهمة !..ثم رمقتها بنظرة ذات مغزي:--ماهو مش ملاك برضه !.مازالت الصدمة تعتلي وجهها فوزعت نظرها بينها وبين الباب وقالت بإنفعال:--عشان كده قافلة علي نفسك بالمفتاح ! خايفه من حسين ؟! حسيين اللي مربيكي ؟! ...أشاحت "ليلي " بوجهها بعييدا من نظرات والدتها ومن ثم أبعدت خصلاتها عن وجهها !..نادية وهي تهز رأسها بعدم تصديق:--مش معقول ! بجد مش معقول ! ربنا يهديكي يابنتي !.ومن ثم رحلت وأغلقت الباب من خلفها بقوة !.ما أن خطي بقدميه للداخل أقبلت عليه والدته وجدته بتلهف فبادرت جدته بالتساؤل:--ايه يافارس عملت ايه ؟!.فتحدثت والدته بحذر:--اوعي تكون مديت أيدك عليه ؟!...لم يعيرها إنتباه ومر من جوارها مرور الكرام بعدما القي نظرة ذات مغزي عليها فسارت خلفه بهلع:--طب ااا طب هو فيييين ؟!...التوي فمه بتهكم ساخر ثم جلس علي الأريكة وفك ازرار سترته قائل:--في القسم !..هي بصدمة:--ق قسم ليييه ؟!..مال بجسده لإمام وثبت نظره عليها دون أن يرمش وبجمود:--ده علي أساس إنك مش عارفة إن جوزك بيتاجر في السم اللي بيشربه ؟!..شحب لونها بشدة ثم أبتلعت ريقها بتوتر:-- اااا انا اااا...ضرب بكفه الطاولة امامه وصاح بغضب:--أنتي أيه؟! بتعملي في نفسك كده ليه أنا عاوزة أعرف؟!؟..نكست رأسها بخزي ثم تساقطت دموعها واحدة تلو الأخري، فضيق عيناه واردف بضييق وهو يشير بيده:--عشان خاطر ولادك ! وهو ده أب ليهم ؟! ده ينفع يتقاله أب ؟! تاجر مخدرات ورد سجون حاجة تشرف مش كده ؟!..لم تجيبة وظلت تبكي بقوة فأقتربت منها والدتها تحاول تهديئتها ! مسح هو علي خصلاته ثم أنتصب في وقفته ودنا منها يرفع رأسها بسبابته فتنهد بصوت مسموع قبل أن يهتف بجدية:--لأخر مرة هقولهالك عاوزة تتطلقي منه من بكره هطلقك !..ثم نظر نحو الصغار جانبا وتابع:--وولادك أنا هتكفل بيهم ! وبيتي مفتوح ليكم !..فأنكمشت ملامحه وهو يعرض عليها خيار أخر ولكن بجمود:--اما بقا لو عاوزة ترجعيله ! أرجعيله بس ساعتها ماتلوميشش غير نفسك !...رمقته بصمت ولم تعقب فتناول متعلقاته ورحل تاركها بين خيارين لا ثالث لهما !...لم تتحسن حالة زوجها النفسية مطلقا ففكرت اللجوء إليه لعله يستطيع إخراج والده ومساعدته في تلك المعضلة ! فلم تتمهل وقامت بمهاتفته علي الفور !..-وفي إحدي مقاهي وسط البلد !..جلس برفقة إبيه فتنهد قبل أن يبتسم ويهتف:--إدينا بعيييد عن البيت اهو ! مش ناوي تقولي مالك ؟!..رفع "حسين" عيناه من الأرض بخزي وصمت فتابع "فارس " بحذر:--هي كلمتني ومحكتليش حاجة كل اللي قالته انك واقع في مشكلة ومحتاجني جمبك !..حسين وقد خرجت منه تنهيدة مثقلة:--هحكيلك يابني ! ...تهيأ "فارس" لسماع أبيه، اما "حسين " كان في وضع لايحسد عليه لم يتمني أن تهتز صورته أمام إبنه الوحيد حتي لو كذبا وافتراء !..دقائق معدودة ثم سرد ماحدث علي مسامع إبنه ! اصطدم الأخر في البداية ثم هتف علي الفور بعد إنتهائه:--والبت دي اللي يخليها تقول كده وتتبلي عليك ؟!حسين وقد هز رأسه بنفي:--مش عارف يابني،وده اللي مجنني ! انا طول عمري حاطط حدود مع طالبالتي وربنا يعلم انهم زي بناتي وأكتر !..فارس بضييق:--اكيد البت دي حد وزها علييك !..حسين وقد قطب مابين حاجبيه بتعجب:--حد ! حد مين ! ده انا مليش اعداء في المدرسة وكل اللي هناك علاقتي كويسه معاهم لا مظنش !..صمت "فارس " وقد شرد في أمر ما ثم هز راسه بنفي قاطع رافضا تلك الشكوك التي تحوم في رأسه !ثم تابع "حسين" بمنطقية:--ويمكن البنت خافت لاحسن اقول لوالدتها بجد فقامت عملت الفيلم ده ؟! ...فارس بتنهيدة:--ده أحتمال برضه وارد !..ثم اكمل بجدية وهو ينظر امامه بغموض:--عالعموم أنا هعرف مين اللي ورا البنت دي وايه اللي خلاها تعمل كده !..حسين بتسأل:--ناوي تعمل أيه ؟!ابتسم الأخر ثم تناول لفافة تبغه وقال بطمأنينة وهو يربت علي كفه:--ماتقلقش أنت بس !..وقبل أن يشعل سيجارته إنتبه لحضور والده امامه مما جعله يتراجع ويضعها كما كانت بجوار رفاقها ثم تنحنح ووأشاح بوجهه بعييدا بعدما القي قدحته علي الطاوولة بإهمال !..لم يغفل "حسين " عن ذاك المشهد مما جعلت الإبتسامة تعرف طريق ثعره ولأول مرة منذ فترة ! وحمد ربه علي مازرع بداخل إبنه رغم غياب أبويه !...ومن ثم التفت علي صوت أبيه وهو يهتف بصدق:--انا مش عارف أزعل من المصايب اللي بتحط علي دماغي دي ! ولا أفرح اكمنها انها بتقربني من أبني أكتر !...إبتسم له "فارس" بحب ثم أنحني يقبل كفه المجعد ويربت عليه قائل:--انا علي طول هبقي معاك وفي ضهرك يابابا !...تراقص قلبه فرحا فالأول مرة منذ زمن يسمع إبنه يتلفظ ب "بابا " وكأنه نسي ماحدث له ومامر به واراد أن الزمن يتوقف عند هذه اللحظة !.. بعد مرور أيام !..إصطف "فارس " سيارته جانبا أمام المدرسة الثانوية يراقب خروجهن بإهتمام شديد حتي وقع بصره علي هدفه فضيق عيناه بتفحص ليتأكد من هويتها ! فملامحها تطابق تماما مع الوصف الذي حصل عليه من والده ! كانت تسير بمياعه محكمة وهي تقبض علي حقيبتها في أحضانها ولكن توقفت فجاءة حين لمحت إحدهم بعترض طريقها بدراجته النارية ظهر علي وجهها الغضب واقتربت منه وصاحت:--إنت إيه اللي جابك انا مش قولتلك ماتظهرش قدامي الفترة دي أمي بقت تشك فيا !..-ما أنتي مطنشاني خالص وانتي عارفة انا محتاج الفلوس دي قد ايه !..تنهدت بضييق ثم دست يدها في جيب حقيبتها وأخرجت بضعة ورقات واعطتتها له لتقول بعدها بحنق:--ده كل اللي معايا دلوقت ما اصل أمي شد إيدها شوية الفترة دي حتي الدروس مبقاش فيه !..فهتف وهو يتفحص المال بعينيه:--طب ياحلوة ماتبقيش تتأخري عليا تاني !..ثم أختتم حديثه بغمزة:--وكمان بتوحشيني !..نظرت حولها بريبة قبل أن تهتف:--طب أمشي بقا لأحسن حد يشوفك معايا وتبقي مصيبة !..-تمام،سلام ياحلوة !..إنصرف بدراجته النارية فتفحصت الطريق جيدا قبل أن تتنحنح وتسير في طريقها !..التقطت كاميرا هاتفه هذا المشهد ثم القاه جانبا وانطلق بسيارته خلفها ! وفي إحدي الشوارع الخالية دنا بسيارته منها حتي قارب علي دعسها مما جعلها تصيح عاليا:--مش تحااااااسب يا أعمي !..اصطف سيارته وترجل منها بهيبة طاغية ! ثم دنا منها وتفحصها بنصف عين من رأسها لأخمص قدميها قبل أن يهتف بجمود:-- أنتي نانسي ! ...-هاا، اااه اااه انا نانسي !..خلع نظارته الشمسية ووضعها في جيب سترته وبنبرة قائمة:--طيب من غير كلام كتير وزي الشاطرة كده عاوزك تقوليلي مين اللي وزك تشتكي مستر حسين ؟!..ارتبكت في البداية ولكن صاحت بغضب:--انت مين ياجدع انت، واوعي من سكتي كده بدل مالم عليك خلق الله !..ثم اسرعت تسير في طريقها ولكن قبض علي رسغها بقوة المتها وجز علي أسنانه بغضب:--قسما بالله لو ما نطقتي لهندمك !هي بتلعثم:--ااا أنا ااا انا معرفش انت بتتكلم عن ايه ؟! ...زاد من قبضته عليها:--لا عارفه كويس ااوي !..- سيب دراعي اأ انا معرفش انت بتتكلم عن اااا أيه اااه !-تمام انا هعرفك !..دس يده في جيب بنطاله واخرج هاتفه ليضعه امامها ليظهر ماتم التقاطه بينها وبين ذاك الشاب ليردف بتهديد صريح:--لو مانطقتيش اعتبري الفيديو ده وصل لأهلك !..ثم تابع بلهجة ذات مغزي:--واهو بالمره يعرفوا الفلوس دي راحت لمين !اتسعت عيناها بصدمة كما شحب لونها بشدة حتي حروفها ابت ان تخرج من بين شفتيها:--هااا انا ااااا انااا !..فصاح بها مجددا:--هاتنطقيييي ولالا!اومأت برأسها عدة مرات إيجابا بهلع بعدما ابعدت نظرها عن الهاتف:--هقول هقول ! ..ترك ذراعها ووضع هاتقه في جيب بنطاله ليتسأل مجددا بصرامة وقد كشر عن جبينه:--مييييين ؟!...إبتلعت ريقها بصعوبة قبل ان تنطق بحذر:--ليلى، ليلى بنت اخو المستر هي اللي وزتني اعمل كده !..


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:58 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء عليالفصل الخامس عشر بعنوان: صدمة-دي مابقتش عيشة، أنا مش عارف أرضيكي إزاي!، في كل الحالات أنا بخونك!هتف -شريف- والغضب يعصف به عصفًا، بينما هي تبكي وترد عليه بمرارة:-أنا مش حاسة بيك، مش حاسة بقلبك!،نفسي يا أخي تحس بيا، هو مش كلام وبس، فين الفعل دا أنت حتى عمرك ما افتكرت تجبلي وردة تقدرني بيها..هو بنبرة ساخرة:-وردة!، أنتِ ليه محسساني إنك مراهقة لسة في ثانوي...أطلقت ضحكة متهكمة مع قولها:-لا أنت اللي محسسني بكدا.. أنت اللي مراهق و...قاطعها صائحًا:-بلاش تكملي عشان أنا صبري عليكي خلص.. وإذا مكنتش عيشتي عجباكي يا بنت الناس أنا مستعد أطلقك..تطلقني!-أيوة عشان أنا زهقت وقرفت..أردفت وهي تبكي بلا توقف:-قرفت مني يا شريف..فرد متعمدًا جرحها:-أيوة منك ومن غيرتك اللي ملهاش معنى، أقولك حاجة، أنا سايبلك البيت وغاير في داهية..بالفعل ختم جملته وبرح المكان فورًا، وتركها في دوامة قاسية تدمي قلبها.. قلبها الذي يُخبرها دوماً أن قلبه ليس معها.. ولم يكن معها يوماً..-أنا نازلة يا ليلى، مش هتأخر عشان عندي معاد مع الدكتورة خدي بالك من نفسك وعلى ما يجي مستر شريف هكون جيت إن شاء الله..قالتها -نادية- التي توجهت صوب الباب لتخرج ووقفت لثوان تنتظر أي رد من ليلى.. لكنها لم ترد عليها وكأنها لم تتحدث!فخرجت زافرة وأقفلت الباب خلفها، بينما نهضت ليلى إلى مرآتها ركضا كي تتجهز ريثما يأتي -شريف-، مر من الوقت نصف ساعة تقريبًا، وطرق الباب فانطلقت تفتح وكان هو.. كان يبدو هادئاً كعادته رغم اعصار قلبه.. ابتسمت بحب وهي تفسح له المجال وكأنه حبيب بالفعل ليس معلما لها.. مشى بصمت بعد أن منحها ابتسامة كذلك وراح يجلس على المقعد واضعا متعلقاته على الطاولة بينما هي جلست جواره قائلة بنبرة مرحة:-حضرتك جاي بدري النهاردة..أومأ لها ونظر إلى الكتب وعزم على فتحها، لكنه توقف حين سألته بلهفة:-حضرتك مالك؟، زعلان ولا إيه؟ابتسم لها وقال مغازلا:-ينفع ازعل وأنا معاكِ يا ليلى؟، كفاية ضحكتك..ثم أنهى جملته ووضع إبهامه يداعب وجنتها الناعمة، فارتعش جسدها بالكامل للمسته المفاجئة، فابتعدت عنه قليلًا وأردفت بتلعثم:-ه.. هجيب لحضرتك حاجة تشربها..ونهضت تحاول تهدئة خافقها الذي كاد يخرج من مكانه من شدة ضرباته العنيفة، لكنها لم تكد تسير خطوتين حتى شعرت بدوار يجتاحها فاختل توازنها وكادت تسقط لولا ذراعيه.. حيث نهض بسرعة الفهد وتلقاها بين ذراعيه هاتفا في قلق:-ليلى مالك في إيه..همهمت بإرهاق شديد:-م مش عارفة..حملها في خفة وهو يقول بصوت هادئ للغاية:-سلامتك يا ليلى..شعر برأسها يوضع على صدره تلقائياً، وأنفاسها اقتربت من وجهه بخطورة.. ازدرد لعابه يحاول السيطرة على نفسه.. لكنه لم يستطع... لم يستطع..وجد نفسه يقبلها من جبينها مروراً إلى وجنتها.. ويبدو أن مشاعره الجياشة التي حُبست بداخله منذ كثير.. الآن قد فلتت من عقالها..شعرت هي بقبلاته ففتحت عيناها وفمها مستغربة!رفست برجليها رغم اعيائها وحاولت الوقوف قدما..بالفعل أنزلها لكنه اعتقل خصرها مرددًا بنبرة عنيفة.:-مش قادر أمثل دور الأب أكتر من كدا، أنا بحبك يا ليلى، بحبك ونفسي أكون معاكِ دايمًا..حاول تقبيلها مرة أخرى لكنها دفعته بانتفاضة، وصرخت بهستيرية:-مستر شريف... مالك!اقترب منها مجددًا.. مصرا.. بينما يهتف:-بقولك بحبك مستغربة ليه مش انتي كنتِ بتتمني كدا! أنا أهو بعترف لك.. بحبك يا ليلى .حركت رأسها سلباً بعنف، وهي تردد:-مش بالطريقة مش بالطريقة دي، أبعد عني أرجوك...لم يصغ لها.. لم يتركها.. وكأنه فقد عقله تماما في هذه اللحظة.. صوت شيء ما انشق فجأة؟نظرت إلى نفسها بذهول لتجده قد مزق كنزتها! فصرخت بأعلى صوت وقاومته بكل ما تمتلك من قوة..-الحقوني... الحقوني يا ناس...أسرعت نحو الباب بأعجوبة.. واستطاعت فتحه لكنه عاد يغلقه مرددًا بلا وعي:-متخافيش.. أنا بحبك.. بحبك...لم يرحمها ولم يشفق عليها.. كادت تفقد وعيها من شدة ضعفها وشدة قوته.. لكنه أخذت تدعي الله.. مرارًا وتكرارًا بأن ينجدها...طرقات قوية على الباب، جعلتها تقاوم أكثر.. مؤكداً أنها والدتها.. شعرت بالاطمئنان قليلًا وركضت نحو الباب بصعوبة مرة أخرى.. استطاعت فتحه.. وهو لم يستطع قفله مجددًا حيث وجد ما لم يتوقع مجيئه..لقد كان فارس الذي فتح عيناه على اتساعهما، بينما هي أسرعت إليه تمسك ذراعه هاتفة بضعف:-الحقني.. الحقني بالله عليك..ذهل حينما رأى ملابسها الممزقة!، وبدون تفكير كان شريف تحت قدمه.. كيل له الضربات وسبه بعنف..بينما لم يستسلم شريف ونهض ضاربا اياه فتراجع فارس للخلف فصرخت ليلى ضاربة على وجنتيها، أمسكه فارس من تلابيبه ودفع رأسه بالحائط فاصطدم رأسه بقوة فهبط فاقدًا وعيه.. أما هي فقد ركضت نحوه متشبثة به به بقوة ومازلت تبكي بهستيرية.. تفاجئ من تصرفها فربت على ظهرها قائلًا بهدوء رغم غضبه وأنفاسه اللاهثة:-متخافيش!ولم يسمع منها حرفا اخر فقد سقطت فاقدة وعيها هي الاخرى، فحملها بقلق ولم يتردد في أن يبرح المكان محاولا اسعافها، هبط درجات السلم ومن ثم إلى سيارته وأدخلها برفق ثم انطلق بالسيارة إلى أقرب مستشفى..وبعد مرور ساعة..كان يقف بصُحبة الطبيب الذي قال له باطمئنان:-مافيش حاجة ماتقلقش، حضرتك أخوها؟أجاب فارس:-أنا إبن عمها..-هي دلوقتي كويسة خالص بعد المحاليل وعمل اللازم الظاهر إنها مش منتظمة في علاجها..فارس بتساؤل:-علاجها؟، علاج ايه؟!-علاج القلب.. حضرتك ماتعرفش إنها مريضة قلب!فارس بذهول وقد فتح فاه مستغرباً:-قلب!انصرف الطبيب وتركه في صدمة كبيرة وهو يبتلع ريقه بغير استيعاب..تحرك بخطواتٍ بطيئة إلى الغرفة المتواجدة بها وتأملها عن بعد بتفرس.. منذ أن رأها أول مرة وهو لم يشعر بذرة لطف نحوها.. كانت ثقيلة تماما عليه..ولكن الآن...هناك شيء ما يتحرك في اليسار.. في تلك اللحظة تحديدًا.. لحظة انكسار تام تحاوطها.. وضعف لم يرَه من قبل.. أخذ يتأملها ويتأملها.. وجدها تبكي بصمت ولم تنتبه لوجوده بعد..تبدو صغيرة ورقيقة.. هزيلة..كأنه يراها من جديد.. هذه ليست الفتاة التي رأها من قبل.. هذه ليست المتمردة صاحبة الأسلوب الفظ!لاحت منها التفاتة نحوه فابتلعت ريقها بخجل وحاولت مسح عبراتها لكنها لم تستطع جراء اعيائها..فاقترب منها متنهدًا وهو يسألها بجدية:-أخبارك إيه دلوقتي؟هزت رأسها قائلة:-الحمدلله..أومأ برأسه وصمت ولم يتحدث.. فأردفت هي بنبرة متحشرجة ودموعها آخذة في ازدياد:-أنا آسفة..نظر لها قائلًا بهدوء:-آسفة على ايه؟تحدثت مرة أخرى:-عشان أنقذتني وبهدلتك معايا..ابتسم ساخراً والتفت موليها ظهره قائلًا:-اللي عملته من شوية هعمله مع اي بنت تتعرض لكدا.. انما آسفة دي المفروض تتقال لكل الناس اللي كنتي عايشة معاهم وبتكويهم بكلامك كل يوم وهما استحملوا وسكتوا..اغمضت عيناها وصدر منها شهقة قوية بسبب بكائها المتزايد.. فالتفت لها فارس وقال:-أنا مش من حقي أعاتبك على حاجة.. بس أتمنى يكون اللي حصلك درس يفوقك..ثم اقترب منها ودنا من وجهها قائلًا بنبرة ذات مغزى:-وتبطلي أذية في خلق الله!نظرت له باستفهام، فضاقت عيناه وردد رافعاً حاجبه:-صاحبتك نانسي اعترفت بكل حاجة..ابتلعت ريقها الذي جف بشدة وحملقت به دون كلام، فقال مبتسما:-ايه!، مستغربة ولا خايفة؟لا رد منها سوى أنها حاولت تهرب بعينيها عن أسر عينيه، بينما يتابع فارس:-أنا مش عارف ليه كرهتي بابا بالشكل دا، عملك إيه؟.حركت راسها سلباً دون كلام ووضعت يديها على وجهها، اما هو كان ينظر لها بإشفاق.. فقال متنهدًا بعمق:-أنتِ مبسوطة باللي عملتيه؟، يعني فكرتي في شكلك هيبقى إيه لما صاحبتك تقول لمدرستك كلها إنك أنتِ اللي قولتي لها تعمل كدا في عمك؟بالطبع لم تجد إجابة ترد بها عليه.. الصمت كان ردها.. وقبل أن يتكلمتفاجئ بدخول والده بعد ذلك و 'نادية' التي اندفعت نحو ابنتها هاتفة:-ليلى حبيبتي، حصل ايه..بينما قال حسين بقلق:-في ايه يا فارس؟قص عليه فارس ما حدث هناك في المنزل، فرد حسين بصدمة جلية:-شريف!، أنت متأكد من اللي بتقوله دا! مش معقول..-ماتستغربش واتوقع اي حاجة من أي حد!نظر لها حسين بأسى وقد قال متأثراً:-لا حول ولا قوة إلا بالله، دا كان صاحب ابوها لا دا كان زي اخوه!بينما قالت نادية بانفعال:-أنا هوديه في ستين داهية الحيوان دا.. هي سايبه!فأخبرها فارس بثبات:-أنا عملت محضر بعد ما جبتها هنا ع طول وهتابع الموضوع دا ماتقلقيش..بينما قال حسين:-ربنا يسترك يا فارس يابني، بس أنت كنت رايح البيت تعمل إيه؟أجاب بعد أن نظر إلى ليلى مطولا:-كنت جاي أقولك إن أنا قابلت البنت اللي اسمها نانسي دي وعرفت مين وراها..حسين بفضول وتلهف:-مين يا فارس؟ازدردت ليلى لعابها وتصارعت دقات قلبها وهي تغمض عيناها بشدة، فقال فارس بنبرة صارمة:-مافيش حد وراها، هي اللي اخترعت كدا عشان متكشفش نفسها وانها بتصرف فلوس الدرس والكلام دا.. عموما ماتشغلش بالك أنا خلصت الموضوع دا وخلتها اعترفت لمديرة المدرسة وطبعا المديرة بلغت والدتها.. اطمن..ابتسم حسين في اعجاب وعانق ابنه قائلًا:-ربنا يخليك ليّا يا بطل.بينما كانت ليلى في حالة صدمة من أمره لكن نظرات الاعجاب بموقفه كانت واضحة بعينيها..


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:59 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء عليالفصل السادس عشر بعنوان: هدوءخرجت من المشفي بعدما أستعادت عافيتها ولكنها حبست حالها في غرفتها وإنعزلت تماما عن مايدور بالخارج ! والحقيقة أنها في أشد الأحتياج لتلك العزلة لكي تعيد حساباتها من جديد ! وأن الحادثة ماهي إلا جرس إنذار لها !..في المساء جلست الجدة "سعادة " برفقة إبنتها علي الأريكة أمام التلفاز حتي أقتحم تلك الجلسة النسائية "فارس":-- مساء الخير !الجدة بإبتسامة ملأت وجهها المجعمد:--مساء النور ياحبيبي حمد الله علي السلامه !..-الله يسلمك !..أردف بها وهو يلقي نفسه علي أقرب مقعد بإرهاق فتابعت الجدة بتسأل جاد:--ها طمني ليلي بقت كويسه وخرجت من المستشفي !..أومأ براسه إيجابا مرتين وقال:--أيوة !..تدخلت "سهير " في حديثهما بفضول:--ليلى مين دي ؟!..أبتلعت الجدة ريقها وقالت بحذر:--بنت نادية مرات حسين !..سهير وقد استشاطت غضبا وراحت تنقل بصرها بينهما:--أيه مرات حسين ؟! طب وهو ماله ومالهم ؟ .ثم ثبتت نظرها علي إبنها وسألته:--أنت بتروح عندهم ولا أيه ؟!..رمقها بقوة قبل أن يميل بجسده نحوها وقد ضيق عيناه وهتف:-- ولنفرض،أيه ناوية تمنعيني مثلا ؟أرتبكت ملامحها وعادت تستكين في موضعها علي الأريكة مرة أخري، فزفر بضييق قبل أن ينهض من مجلسه ويتجه لغرفته:--تصبحم علي خييير !..ترددت في البداية ولكنها حسمت أمرها في النهاية ولحقت به، كان مازال واقفا يخلع ملابسه عنه فدلفت هي بعدما طرقت علي الباب ! فدخلت بإهتياااج وقد عقدت ساعديها أمام صدرها:--أنت هتفضل تعاملني كده كتير ؟! ..القي قميصه الذي خلعه اللتو علي الفرأش ولم يجاوبها ! فاكملت بنزق:--انا أمك !..هو بجمود:-وأنا مش ناسي ! ..ثم تابع بذات النبرة:--ومش ناسي برضه إني مديكي خيارين ولحد دلوقتي ماخدتش منك جواب !..رمقته بصمت ثم مرت من جواره وجلست علي الفرأش بتنهيدة:--الموضوع مش بالسهولة دي يابني ! انا لازم افكر في ولادي قبل أي خطوة هاخدها ! وغير كده أنا هبقا مطلقة للمرة التانية الناس هتقول عليا أيه بس!..التوي فمه بتهكم ساخر وراح يهتف:--انا بجد نفسي أسالك سؤال ! هو انا زمان ماكنتش ضمن حساباتك اللي تفكري فيها ؟!..اكتسي وجهها خجلا وحزنا وقالت وهي تفرك كفيها معا:--انا يافارس و آآآ الله ااااا..لم تتم جملتها حيث قطع حديثها فجاءة:--انا مش عاوز أسمع تبريرات زمن التبريرات أنتهي وعدي خلاص !..فألتفت واولها ظهره ليقول بنبرة قائمة وقد أنشغل بشئ ما:--عالعموم انتي حره، وفكري كويس واللي أنتي شايفاه صح اعمليه ! وانا هنفذهولك !..اعدت لها طعامها المفضل وحملته بنفسها إلي غرفتها،طرقات خفيفة علي الباب لتدخل عقبها مبأشرة ! كانت إبنتها جالسه علي الفرأش بشرود يشوبه الحزن حتي إنها لم تنتبه لدخول والدتها، جلست أمامها وقد زينت ثغرها بإبتسامه هاتفه:--ليلى،يلا ياحبيبتي عشان تتغدي أنا عملتلك الأكل اللي بتحبيه !...أفاقت من شرودها علي صوت والدتها فألتفتت صوبها بصمت ! فتابعت بمرح:--بامية ورز بشعرية وكمان قطعتلك الفراخ عليه زي مابتحبي !...لم تتلقي منها إجابة سوي عبرات بدأت تلمع في مقلتيها استعداد لنوبة بكاء تداهمها، أمسكت "نادية" بيد إبنتها بكلتا يديها وتنهدت بحنو:--ممكن ننسي اللي حصل ! ونعتبره كابوس وخلص خلاص،وترجعي تروحي مدرستك من تاني وتلتفتي لدروسك ومستقبلك ! ...ثم تابعت بعاطفة أمومية لتبث الأطمئنان بداخلها:-- وبعدين أنا جمبك ! أوعي تخافي أبدا !...كانت مقلتيها قد تكدست بالعبرات فلم تجد لها ملجأ في هذا الحين سوي حضن والدتها التي إندفعت نحوه بعد هجران دام طويل! تشبثت ليلي بها وتعالت شهقاتها وبكائها بقوة ضمتها "نادية " إليها جيدا واحاطتها بذراعيها بينما يدها تربت علي ظهرها لتهدئئها وسط رفرفت قلبها فرحا!..ولجت "نادية " بحزن إلي غرفتها فكان "حسين" قد أنتهي اللتو من أداء فريضته فنظر نحوها وسألها مبأشرة بإهتمام:--ها يانادية ليلي أكلت ؟! .تهاوت علي الأريكة بعدما أومأت برأسها إيجابا وبحزن:-يدوبك معلقتين بعد ماهريت نفسها عياط ونامت !..نظرت نحوه وقد لمعت الدموع في مقلتيها وبإختناق:--بنتي إنكسرت اووي ياحسين،ليلي خلاص إنطفت خلاص ..جلس "حسين " بجورارها وقد تنهد بجدية ليقول:-- فارس كان عرض عليا لما كنا في المستشفي دكتور صحبه،دكتور نفسي يعني ممكن يساعدنا في حالة ليلي !.. ..انكمشت ملامح نادية ونطقت بإستغراب:--دكتور نفسي !فهزت رأسها بعدم رضا عدة مرات:--لالا ياحسين مش للدرجادي يعني !..حسين:--لا للدرجة دي واكتر يانادية وأنتي عارفة كويس إن بنتك محتاجه لده من ساعة وفاة حسن الله يرحمه !..نكست "نادية " رأسها ثم عادت تهتف بضييق:--ايوة بس ليلي عمرها ماهترضي ابدا !حسين بلهجة جامدة:--لازم تحاولي تكلميها وتقنعيها ياليلي خلاص مش هنستني لحد مالبنت تضييع مننا !..صدقت "نادية " علي حديثه بإيماءة من رأسها:--حاضر هكلمها وهحاول أقنعها !..ثم همست بغيظ وغضب:--منه لله اللي كان السبب !..ثم رأحت تسأله بعنف:--صحيح هما عملوا معاه أيه ؟!..-اديه محبوس علي ذمة القضية وبيحققوا معاه !..ثم تابع بعقلانية:--أحنا المهم دلوقت ليلي يانادية ! لازم تكلميها وانا هكلم فارس يحددلنا ميعاد مع الدكتور ده في أقرب وقت ممكن !..-حاضر !ثم أبتهجت ملامحها وهي تثنو في إبنه:--انا مش عارفة ارد لفارس جميله ده ازاي ده لوله كانت بنتي ضاعت علي يد اللي مايتسمي !..اتسعت إبتسامة حسيين بفخر:--فارس رجلي يانادية اللي ربنا بعتهولي في الوقت المناسب عشان يبقي جمبي ويثبت برأءتي قدام الكل !..خطرت في بالها فكره فأسرعت تقولها علي الفور:--بقولك أيه ياحسسين ! ايه رأيك نعزمه عندنا الأسبوع الجاي واهو تبقا فرصه أشكره بيها !..حسين بحيرة:--مش عارف يانادية وكمان الظروف دلوقت مااا ..قاطعته علي عجالة من أمرها:--اعزمه انت بس وسيب الباقي عليا انا هتصرف !..أستجاب" فارس " لدعوة أبية ووعده بالحضور وفي ذالك اليوم وقفت" نادية " منذ الصباح الباكر في المطبخ لتعد أشهي الماكولات وتقدم أحسن مالديها من مهاراة ! وبيننما هي منشغله في ذالك دلفت " ليلي " إليها بخطوات متمهله ورغم الشحوب البادي عليها إلا انها هتفت بحذر وإرتباك:--ينفع أساعدك في حاجه ؟!تهللت أسارير نادية لرؤية إبنتها أمامها ولخروجها من قوقعتها حتي لو كان مؤقتا !:--طبعااااااا ينفع...أزاحت " ليلي " خصلاتها ثم بدأت تجوب المطبخ بعينيها بحيرة ولم تدري ماذا تفعل فهي لاتجيد الطبخ مطلقا، فهمتها والدتها علي الفور وتبسمت بينها وبين نفسها ولم تعقب، فهمست ليلي بحرج:--ه هاقطعلك السلطه !..ضحكت نادية بقوة ثم قالت:--ده كده كتير عليااااااا ا!..أبتسمت "ليلى " ملئ شدقيها ثم تحركت لتبدأ بعملها حيث بدأت بغسل الخضروات جيدا ! وبدأت في تقطعيها بتركيز تام،فدنت منها والدتها بفرحة:--انا بجد مبسوطه اوووي أنك خرجتي من أوضتك والفرحة مش سيعاني والله !.تبتسمت علي حديثها بهدوء وأيضا بصمت فأستغلت نادية الموقف وهتفت بحذر:--بقولك ايه ياليلى أيه رأيك لو تروحي يعني لدكتور نفسي !تركت ليلي مافي يديها وقطبت مابين حاجبيها معا قبل أن تلفظ:--دكتور نفسي ! ..فأسرعت نادية بالحديث:--ده مجرد اقتراح ياحبيبتي انا مش بجبرك والله كل الحكاية إني عاوزة أساعدك تلاقي اللي تتكلمي معاه ويقدر يساعدك تخرجي من أزمتك، وبعدين في الأول والأخر ده مجرد اقتراح والقرار ليكي !..صممتت "ليلي " قليلا تفكر في حديثها فهي ربما حقا تحتاج لذلك ! فتنهدت بصوت مسموع قبل أن تستأنف عملها من جديد قائلة بدون أكتراث:--هفكر في الموضوع !..نادية بإرتياح والابتسامة مازالت عالقه علي وجهها:--مااااشي ياحبيبتي براحتك !...أجتمع حسين مع عائلته علي مائدة الطعام بحضور إبنه الوحيد في صورة نادرة لهما ! والأغرب من ذالك وجود تلك معهم علي المائدة فكانت تجلس بالجهة المقابلة له بجوار والدتها بهدوء علي غير المعتاد منها ! رأقب الإنطفاء البادي عليها بإشفاااق رغم عنه، فانتقل ببصره نحو والده الذي قال:-- ايه يافارس مابتأكلش لييه ؟! خلي في علمك نادية شيف هايل وأكلها لايعلي عليه يعني ماتقلقش!..أبتسمت "نادية " بخجل ثم هتفت:--مش اووي كده ياحسين !..أبتسم لها فارس وهو يمسك بمعلقته المعدنية ويثتو برأيه:--لا بجد تسلم أيدك، هو مش بيبالغ ولا شهادته مجروحه ولاحاجه !..- ربنا يخليك ياحبيبي !...ثم أكملت بحرج وتنهيدة بعدما نظرت لإبنتها:--الحقيقة أنا كنت عاوزة أشكرك علي اللي أنت عملته مع بنتي يافارس والحقيقة جميلك ده فوق رأسي لولاك محدش عارف كان ممكن يحصل أيه !تركت "ليلى " معلقتها أثر هذه السيره وكذلك فارس ليقول بخشونه:--انا معملتش حاجه ! واي حد مكاني كان هيعمل كده وأكتر!..أنهي جملته وهو يثبث نظره عليها فشعرت بالإختناق يفتك بها فهمست قبل أن تنهض:--الحمد الله !..ثم نهضت علي عجالة وأتجهت صوب غرفتها !..أختفت تماما بعد الغداء فلم يلمحها في الشقة مجددا ! فأنتهز أقرب فرصة ليهرب إلي شرفة المنزل ليشعل سيجارته ! وبينما هو يزفر دخان تبغه ! تفأجي بها تدلف له علي أستحياء وتفرك كفيها معا بتوتر بالغ ! كانت تبدو جميلة ومختلفه خصلاتها الناعمة تستكين علي جانبي كتفيها وفي المقدمة رابطة رمادية ! وثوب أسود طويل منقوش وأخيرا خرج صوتها بإرتباك:--أنا كنت عاوزة ااا أشكرك !..التوي فمه بسخريه وتهكم قائلا:--ما أنتي سبق وشكرتيني في المستشفي قبل كده !..هزت رأسها بنفي وبخفوت:--مش عشان كده !...رفع حاجبه الأيسر بإستغراب:--أومال ؟!..أبتلعت ريقها بصعوبة ثم همست بإرتباك:--إنك مجبتش لحد ااا سيرة يعني عن اللي اا حصل مع نا ااانسي !..أومأ برأسه إيجابا ثم أخذ نفس من سيجارته وزفره ببرووود:--أنا عملت كده عشان عشان خاطر أبويا ! مفيش داعي يتصدم فيكي اكتر من كده !..لمعت عيناها بالعبرات مما جعلته يلؤم حاله وبشدة علي ماتلفظ به فنكست رأسها بخزي واستدارت لكي تغادر فسمتعته يهتف بجمود:--أستني !.وقفت موضعها دون حراك، فزفر بضييق بعدما القي سيجارته ارضا وقال بجدية تامة:--عايزة اقولك انهم مايستاهلوش منك كده بالعكس ده أنتي عمرك ماهتلاقي اللي يحبك قدهم !ده غير إنهم مش وحششين اووي كده زي ما أنتي متصوره، أمك وكان عندها أستعداد تضحي بحته منها عشانك وعشان زعلك ومفكرتش ساعتها في نفسها ولافي جوزها ولا حتي في ابنها اللي جاي قد مافكرت فيكي وفي زعلك!..أغمضت عيناها بألم وهي تستمع كلماته فتنهد بصوت مسموع قبل أن يكمل بعدما لانت نبرته:--ياريت تراجعي نفسك وبلاش تخسريهم أكتر من كده ياليلى! ...وكأنها المرة الأولي التي ينطق بها أسمها دون القاب تثير أستفزازها ! تدحرجت دموعها علي وجنتيها وقبل أن تفر هاربه ! برح هو المكان لها !.. بعد مرور أيام..._ وقف أمام سيارته ينتظر قدومها فقد أوكل أبيه إليه مهمة توصيلها إلي رفيقه الطبيب النفسي ومرافقتها لإنشغاله في زوجته التي تعاني من الحمل ! رغم أن موافقتها أثارت أستغرابهم ولكنها في الحقيقة خطوة جيدة للغاية لها ! نظر في ساعة هاتفه بنفاذ صبر من تأخرها حتي لمحها قادمة نحوه وهي مرتديه بالطو وردي اللون وقبعة قماشية من نفس اللون وخصلاتها تنسدل من أسفله كما انها تعلق حقيبة ظهر لإغراضها الصغيرة ! بدت هيئتها له وكأنها طفلة و ليست فتاة من المفترض أنها ناضجة ! ..لم يستطع إخفاء الإبتسامة التي تكونت علي ثغره أثر هيئتها إلا حينما وقفت امامه فتنحنح بخشونه:--أحم أحم انا جاااي عشان بابا اااا ...قاطعته بهدوء ونعومه:--عندي علم !اوما برأسه إيجابا ثم أشار نحو سيارته:--تمام أتفضلي!.سارت تستقل سيارته بجواره بعدما القت حقيبتها علي المقعد الخلفي ! واتخذ هو موضغه خلف المقود وانطلق بسيارته !.._كان الطريق خاليا مما شجع "فارس " علي زيادة سرعة سيارته والتسابق بها لكي يقتل الوقت ! وبعد مرور برهة وبينما هو يدير رأسه نحوها لاحظ ترنج رأسه بحركة غير طبيعية بالإضافة إلي شحوب وجهها! فاوقف سيارته بقلق ودنا منها قليلا يتفحصها:--ليلي انتي كويسه !..ليلى بإعياء:--ك كويسه كويسه بس دوخت شويه !..فسرعان ماتذكر أمر مرضها مما جعله يمسح علي وجهه بضييق من حاله ثم سألها بإهتمام:--طب أنتي اخدتي دواكي ؟!-باااين اا نسييت !..زفر بصوت مسموع وضيق جلي علي ملامحه ثم قال:--طب هو معاكي !..أومأت برأسها إيجابا وببراءة قالت:--اه في الشنطة بتاعتي!..ثم اشارت إلي حقيبتها في الخلف، فجز علي اسنانه بغضب وصاح:--بيعمل ايه في الشنطة ؟ ها بيعمل ايه ؟ مش المفروض تاخدي ادويتك في ميعادها ؟!..ارتجفت من صياحه المفأجي بها وأنكمشت في مقعدها! فمد يدها وتناول حقيبتها من الخلف ليلقيها علي قدميها بضجر:--اتفضلي سيادتك خدي علاجك !..وقبل ان تفتح سحاب حقيبتها سمعته يهتف بنزق وقد قطب مابين حاجبيه:--أستني ! أنتي فطرتي الأول ؟!توقفت عما تفعل وعضت علي شفتيها بتوتر وهلع فكيف تخبره بأنها لم تتناول شئ منذ الصباح ! ولكنها فعلت وهزت رأسها نافية ذلك !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
كيف تحافظين على هدوء أعصابك في معركة خضوع طفلك للنوم بأيام الدراسة؟ لهلوبة
0 208 لهلوبة
تعرف علي اسعار الدولار اليوم السبت 2-11-2019 بالبنوك ... وسط هدوء تراجعات العملة الخضراء Moha
0 269 Moha
اثيوبيا علي صفيح ساخن .. بعد وفاة 16 في اشتباكات.. ناشط إثيوبي يدعو إلى الهدوء في إثيوبيا Moha
0 306 Moha
بهدوء ومن غير زعيق أو خناق .. طرق التعامل مع طفل بطىء التعلم Moha
0 240 Moha
صور معبرة عن الصمت silence-expressive توبيكات عن الصمت والهدوء Moha
0 687 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، هدوء ، العاصفة ،










الساعة الآن 11:25 PM