logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:48 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل الثامن بعنوان: صفعة

وقعت الجملة علي مسامعها كالقنبلة المدوية فهدأت خطواتها قليلا وأستدارت بجسدها تواجهها وهي تهز رأسها بإستفهام
اومأت "نادية " برأسها عدة مرات وتحركت يداها لتحيط أحشائها قائلة:-
-ايوة ياليلى ! أنا حامل !...
أتسعت عيناها بصدمة قبل أن تهتف:-
-ايه اللي أنتي بتقوليه ده ؟! ازاي يعني ؟!...

-ليلى أنااااا آآآآ
قاطعتها بهمس وهي تنظر نحو أحشائها:-
ح ح حامل !
ثم رفعت رأسها بقوة لتهتف بحدة:-
-أنتى ازاي تعملي فيااا كده ؟! مافكرتيش فياا مافكرتيش في أحساسي هيقي عامل ازاي ؟!..
نادية مدافعة عن ذاتها:-
-ربنا اراد أن يكون لك أخ ياليلى ايه هتعترضي علي إرادة ربناااا ؟!

ثم تابعت حديثها بجدية:-
-وبعدين حسين من حقه يكون له أبن يشيل اسمه ويبقي سنده !
صاحت بهاا وقد بدأت تلمع في مقلتيها:-
-ماهو عنده ابن ! اآآ ايوة عنده ابن كان عند تينه النهاردة معرفش هو كان مختفي فين وليه كل السنين دي بس طلع عنده أبن اهو !...
فتساقطت دموعها بغزارة وراحت تهمس بوجع:-
-لكن انا معنديش غيرك ! معنديش غيرك وهو مصر ياخدك مني !..

وقفت "نادية " محلها عاجزة عن الرد امام ماتتفوه به إبنتها وفي ذلك الوقت دلف "حسين " خصيصا ليسمع ماقالته !..

إنتبهت " ليلى" لحضوره فطالعته بكره شديد قبل أن تهتف ببكاء حاد:-
-انا بكرهكم انتم الأتنين،بكرهكم بكرهكم !
توقفت عن صراخها وركضت نحو غرفتها باكية !

القت جسدها علي الفرأش باكية وراحت تهتف:-
-قولتلك ياحسين ليلى لايمكن تعدي الموضوع كده انا كنت عارفة !
صمت ولم يعقب فنهضت وهي تكفف دموعها بحزم:-
-انا لازم أنزل اللي في بطني ده انا مش حمل ان عداوة بنتي ليا تزيد اكتر من كده !..
دنا منها بغضب:-
-انت اتجننت ولا أيه ؟ عاوزة تقتلي أبني يانادية قبل مايشوف النور ؟!...

رمقته بخزي ونكست رأسها أرضا فتابع مجددا بحدة:-
-انا مش هسمحلك تعملي كده وتحرميني من ابني،كفاية واحد اتحرمت منه زمان بسبب حقد وكراهية امه مش هسمح ان الزمن يعيد نفسه واتحرم من التاني طول ما انا عايش سامعه !...
ثم غادر الغرفة بل المنزل بأكمله وتركها في حيرتها تقذفها الرياح كما شاءت !..

-في اليوم التالي...
خرجت من غرفتها بوجه شاحب وجمود لا مثيل له حتي أنها توجهت مباشرة نحو الباب دون أن تلتفت لتلك الواقفة تنتظرها منذ الصباح الباكر لتبدأ معها الحديث،تنهدت "نادية"بخيبة أمل وهي تردد:-
-ربنا يهديكي يابنتي !..

وبعد إنتهاء اليوم الدراسي ذهبت مباشرة لمنزل جدتها فهناك الكثير تريد أن تعلمه منها..

جلست الجدة بجوارها علي الأريكة قائلة:-
-ياااه ياليلى أنتي بتسألي في مواضيع فات عليها زمن يابنتي !
ليلى بضجر:-
-يعني ياتيته مش من حقي أني أعرفها ! فجاءة كده يطلعلي أبن عم معرفش هو فين ولاجه منين !..
ابتسمت الجدة بهدوء:-
-لاياست من حقك تعرفي وانا هحكيلك ..شوفي ياستي ...

تهيأت ليلى لسماع حديثها بكل تركيز فبدأت الجدة سردها:-
-أنتي طبعا عارفة ان حسين زمان كان متجوز واحدة قبل أمك !..
اومأت برأسها إيجابا لتتابع الجدة حديثها:-
-فضل معاها سنين بس مكنوش متفاهمين مع بعض وعلي طول في خناق ومشاكل لحد ماقرروا أنهم يطلقوا وساعتها كانت حامل في فارس !...
انكمشت ملامح ليلى بتهكم:-
-طلقها وهي حامل منه !

هزت الجدة "تحية" رأسها بنفي:-
-مكنش يعرف ساعتها انها حامل دي فجائتنا بعد الطلاق بشهرين أنها طلعت حامل !..
وبعد ماولدت منعت حسين انه يشوف الواد غير مرة كل شهر ..
ثم تابعت بضيق وحزن:-
-ومش بس كده الله يجازيها كانت بتسمم بدن الواد من ناحية ابوه لحد ماخليته كاره ابوه !
وجات هي اتجوزت وفارس فضل مع جدته لحد ماكبر وسافر بره ولسه راجع من فترة بس دي كل الحكاية ...

ليلى بذهول:-
-معقول كل ده، وانا معرفش حاجه ..
-انتي فين والكلام ده فين يابنتي،كنتي لسه في علم الغيب !..
-ده مينمعش اني كان لازم اعرف اني عندي ابن عم ياتيته ..
ثم همست بين طياتها:-
-والله أعلم مخبين عليا ايه تاني !...

معقول اللي أنتي بتحكيه ده ياليلى ده ولا في الافلام...
هتفت بها "علا"بذهول امام ليلى التى لم ترغب في العودة إلي المنزل وفضلت المكوث مع رفيقتها المقربة .
ليلى بتهكم جلي علي ملامحها:-
-شوفتي بقا اللي بيحصلي !..
علا بإندهاش:-
-بقا حد يصدق إن البطل المغوار اللي دافع عنك يبقا إبن عمك !
ليلى:-
-ما انت كنت زيك كده مش مصدقة لحد ماروحت عند تيته وهي االلي حكتلي !.

-طب ومامتك مقالتلكيش ازاي عن حاجة زي دي؟!..
تنهدت بصوت مسموع:-
-عمرهم ماجابولي سيرة الموضوع ده ولما روحت من عند تيته عشان أسالها ماتدنيش فرصة وقامت رمت في وشي قنبلة الحمل ..
علا وهي تملس كتفيها بشفقة:-
-ليلى انا مش عايزاكي تزعلي عشان موضوع الحمل ده،وبعدين انتي مش كان دايما بتقولي نفسي يبقي ليااا أخ ! .
ليلى:-
-كان نفسي في اخ من أمي وابويا مش من حسين !...
علا بهدوء:-
-طب ماهو مش في مقام باباكي برضه !

..اشتعلت عينا ليلى وراحت تهتف بغضب:-
-ده عمره ماهيكون في مقام بابا ابدا،محدش هيقدر ابدا ياخد مكان بابا !...
-انا اسفه ياليلى حقك عليك مقصدش والله !...
ليلى:-
-حسين كل اللي عاوزه ياعلا انه يضمن وجوده في البيت وبحمل ماما منه خلاص بقا وجودة نهائي معانا..
ثم تابعت بسخرية مريرة:-
-ماخلاص بقوا أسرة كاملة !

ربتت "علا "علي كفها بموأساة فقالت ليلى بضيق:-
-انا مابقتش طايقه البيت ولا طايقه اقعد فيه ياعلا بفكر أكلم مستر شريف يخلي الدرس عندك اهو ابقا بره البيت اكبر قدر ممكن !..
علا بأيجاب:-
-تمام وانا معنديش مشكلة خلاص !..
ثم تابعت بغمزة:-
-واهو بالمرة نقرب المسافات مابين ولاد العم !..
ليلى بعدم فهم:-
-قصدك أيه ؟!..
وقبل أن تجيبها قاطعها دخول والدتها كالزوبعة قائلة بأنفاس لاهثه:-
-الحقوني يابنات،الست سعاد وقعدت من طولها علي السلم..

عاد "حسين " إلي منزله ليجد زوجته في أنتظاره ويحتل القلق ملامحهااا فهتف بإستفسار:-
-في ايه يانادية ! واقفه كده ليه ؟!
نادية وهي تفرك كفيها معا:-
-ليلي ياحسين من ساعه ماخرجت الصبح للمدرسة مرجعتش لحد دلوقتي !
قطب مابين حاجبيه:-
-طب كلميها علي تليفونها يمكن مع صحباتها ولا حاجه !..
-كلمتها كتييير ومابتردش !...

زفر حسين:-
-طب اهدي كده وهي زمانها جاية يعني هتروح فين !
نادية بخوف تسرب إليها:-
-انا خايفه احسن تكون سابت البيت وهربت ياحسين .
حسين بأنزعاج:-
-ماتخليش قلقك يأثر علي دماغك يانادية،ليلى مايوصلش بيها الأمر لكده ...
-اومال هتكون راحت فين بس !
-ماتقلقيش كلها نص ساعه مجتش هنزل ادور عليها بنفسي ..

في المشفي الحكومي..
وقفت ليلى بجوار علا ووالدتها في إنتظار خروج الطبيب وفي ذالك الوقت اقبل عليهم "فارس"بطالته المعتادة ولكن بملامح قلقة بعض الشئ:-
-فين جدتي ! وحصلها ايه ؟!
نظرت الفتاتان لبعضهما فتحدثت والدة "علا " بهدوء:-
-الدكتور لسه معاها جوا يابني وإن شاء الله هيطلع يطمنااا ...

تنهد بصوت مسموع قبل ان ينظر لليلي التي اخفضت رأسها سريعا أرضا فهمست لها علا:-
-هو لحق يعرف ازاي ؟!..
رفعت كتفيها لأعلي:-
-معرفش !...
قطع حديثهما خروج الطبيب ليقبل عليه فارس مباشرة:-
-خير يادكتور ؟!
الطبيب بعملية:-
-مفيش داعي للقلق ياجماعة، كل الحكاية أن السكر علي شوية شكلها ماكنتش بتاخد الدوا في ميعاده ومابتهمش بأكلهااا ...

تنهدت والدة علا بإرتياح:-
-يعني هي كويسة يادكتور نقدر ندخل نشوفها !..
الطبيب:-
-هي نايمة حاليا تقدروا تشوفوها بكره إن شاء الله ..
فارس بجدية:-
-لو في حاجه يادكتور انا ممكن أنقلها مستشفي خاصة دلوقتي حالا !
ابتسم الطبيب وهو يخبره:-
-مش مستاهلة حضرتك احنا هنا عملنا الازم وان شاء الله بكره هتفوق وتبقي زي الفل ..عن أذنكم..

غادر الطبيب من امامهم فإلتفت فارس لهما بملامح خشنة:-
-انا متشكر اووي ياجماعة تعبناكم معايا..
والدة علا بود:-
-عيب يابني ده احنا والست سعاد جيران والجيران لبعضيها ولا ايه !..
وزع نظراته بينها وبين ليلى قبل ان يهتف:-
-طبعا !...
اشاحت ليلى بوجهها للناحية الأخري فسمعت والدة "علا "تهتف مجددا:-
-احنا مضطرين نمشي بقا والصبح هنيجي نطمن عليها ..يلااا يابنات ..

أومأ فارس برأسه ثم قال:-
-متشكر للمرة التانية !
ابتسمت والدة علا بصمت قبل ان ترحل ويلحق بها الفتاتان وأثناء سيرهما همست علا بتهكم:-.
-ياخبيتك واقفه زي الصنم كده مش كنتي قولتيله الف سلامة عليها !
ليلى بأعتراض:-
-لاطبعا،انت عايزاة يقول عليا اني بتلكك عشان أكلمه وبعدين اتكسف !
علا بنزق:-
-وفيها ايه مش أبن عمك ده !

كادت ان تجيبها فجاءهما صوت والدتها:-
-يلااا يابنااات مدوا شوية عشان نلحق نروح اتاخرنا !
علا وهي تزيد من سرعتها جاذبة ليلي:-
-حاضر ياماما جااايين اهو !..

امام المشفي !...
سمعت "ليلى" رنين هاتفها أخرجته من جيبها لتجد العديد من المكالمات من والدتها زفرت بضيق ولم تجيبها ثم وقفت تخبرهم بجدية:-
-انا أتأخرت اووي ولازم اروح !..
التفتت لها علا:-
-هتروحي لوحدك دلوقتي !
تدخلت والدة علا في الحديث:-
-طب تعالي روحي معانا ياحبيبتي وانا اتصل بماما أستاذنها ..

أبتسمت ليلى إبتسامة مصطنعة:-
-مش هينفع ياطنط انا لازم امشي دلوقتي !.
ثم التفتت لعلا تخبرها:-
-هكلمك اطمنك اول ما اأوصل، سلام !...

بعد مرور ساعة غادر "فارس " المشفي بعدما أطمئن علي أحوال جدته فأستقل سيارته بعدما فتح له السائق الباب الخلفي وعاد يجلي موضعه لينطلق بالسيارة بعيدااا كان ينظر من النافذة ويتطلع علي الخارج بدون أكتراث حتي جذب أنتباه تلك الجالسة علي الاريكة الخشبية تضم جسدها بيدها وتجهش بالبكاء دقق النظر لتتضح له الرؤية جيدا فلم تكن سوي هي يييي !

اتسعت عيناه علي وسعهما قبل ان يأمر سائقه:-
-اقف هنااا ياسعد !...
نفذ السائق سريعا واصطف السيارة جانبا قريبا منها ليتتمكن فارس من مراقبتها فهتف بحنق:-
-بتعمل ايه دي في وقت زي ده هنا !..
كانت جالسة تبكي بقوة وكأنها لم تبقي من قبل حتي إنها لم تنبه لهاتفها الذي يضئ بجوارها لم تعلم سبب لبكائها سوي رغبتها داهتمتها فأستجابت لهااا!
ظلت هكذا لفترة من الوقت فما كان عليه سوي ان يترجل من سيارته بضيييق ويذهب إليها..

أنتبهت فجاءة للظلام والسكون االذي يحيط بها فمسحت دموعها سريعا واستعدت لكي تغادر المكان نهضت وهي تشعر ببعض الدوار يداهمها فتغاضت عن ذلك وحملت حقيبتها المدرسية وبينها هي تلتفت بجسدها رأته أمامها بملامحه الجامدة وطوله الفارغ يرمقها بغضب..
تراجعت عدة خطوات للخلف قبل ان يدنو منها متسائل بغضب:-
-انتي بتعملي ايه هنا في وقت زي ده ! وازاي مروحتيش لحد دلوقتي ؟!..
ابتلعت ريقها الجاف وخرج صوتها بصعوبة:-
-ماكنتش بعمل ااا حاجه واديني مروحه اهو !

دقق النظر في عيناها ليجد سحابة من الدموع تحيط بهما فهتف بحنق:-
-اومال معيطة بالشكل ده لييه ؟!..
مسحت وجهها بكفها قائلة بإيجاز:-
-انا كويسة !
رمقها مطولا قبل ان يتحدث بلهجة أمر:-
-طب اتفضلي قدامي عشان اروحك !.
هزت رأسها بنفي وتحركت وهي تترنج قليلا:-
-لا مفيش داعي انا كويسة وهاروح لوحدي !

تفاجئت بذاك الذي يقبض علي رسغها ويخبرها بصرامة:-
-انا مش بعرض عليكي ولا بأخد رأيك انا بعرفك أني هوصلك !.
رمقته بإستنكار:-
-ياسلام وتبقي مين انت عشان تتحكم فيا كده ..
التوي فمه بتهكم ساخر:-
-ابقا ابن عمك يا أنسة ليلى ولا المعلومة جديدة عليكي ولسه ماستوعبتهاش !
-وده يديك الحق ان تت..

قاطعها بحده:-
-يديني الحق لما اشوف بنت عمي المحترمة في الشارع في نص الليل والله اعلم كانت فين ولا بتتسرمح مع مين اكسر دماغها !
اشتعلت عيناها من الغضب وراحت تصرخ في وجهه:-
-بطل تلميحاتك دي انا محترمة غصب عنك يا متخلف أنت.
اتسعت عيناه من فرط وقاحتها فكور قبضة يده بغضب هاتف:-
-الظاهر انك قليلة الادب وعاوزة تتربي من اول وجديد !
فرفع كفه عاليا وهبط علي وجهها بصفعة مدوية كان لها أثرها حيث أرتمت أسفل قدميه فاقدة وعيهااا


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:49 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل التاسع بعنوان: تمرد

ركضت نادية بقلبٍ واجل للغاية في رواق المستشفى ووجنتاها مغرقتان بالعبرات الساخنة، بينما يتبعها "حسين" بقلق حتى وصلا معا إلى "فارس" الذي كان يقف مستندًا على الجدار رافعًا رأسه للأعلى وواضعا يديه في جيبيه بهدوء، أسرع "حسين" إليه متسائلًا بلهفةٍ:
-فارس!،إيه اللي حصل وفين ليلى؟!
فأجابه وهو يمسح على وجهه بملل:
-جوا في الأوضة دي.

هتفت نادية بخوف ودموع منهمرة:
-أكيد نسيت تاخد الدوا بتاعها، كدا برضوه يا ليلى.
فارس وقد تساءل بفضول:
-دوا إيه هي تعبانة؟!
خرج الطبيب في هذا الحين قائلًا بعملية:
-الحمدلله هي كويسة يا جماعة، واضح بس إنها مأكلتش أي حاجة من فترة طويلة ودا أدى لهبوط حاد..

أومأ حسين برأسه قائلاً بجدية:
-ربنا يستر الحمد لله على كل حال.
بينما ولجت نادية إلى الحجرة كي تطمئن على ابنتها، وفي لهفةٍ اقتربت منها متسائلة:
-ليلى حبيبتي أنتِ كويسة يابنتي؟
رمقتها ليلى بنظرة عدائية وجميع خلاياها ترتعش رغم ارهاقها مع قولها:
-أنا عاوزة أروح من هنا..
-الدكتور قال لازم تستني شوية لما المحاليل تخلص عشان إنتِ مش هتقدري تقفي على حيلك دلوقتي.

تأففت بانزعاج وهي تشيح بنظرها للجهة الأخرى مع قولها:
-يارب ياخدني عشان أرتاح من الدنيا دي بقى..
تعجب -فارس- الذي ولج إلى الغرفة الآن من طريقتها العجيبة في التحدث وعصبيتها الزائدة مع والدتها وولده، وما لبث أن سمع صراخها ما إن وقعت عيناها عليه:
-إطلع برااااا إيه اللي جابك هنا عاوز إيه تاني؟
تصلبت ملامحه ورمقها بقسوةٍ، فقال حسين بعتاب:
-إيه يا ليلى عيب كدا يا بنتي، إهدي في إيه!
-مش عاوزة أشوف وشه مش عاوزة أشوفه قدامي!

بينما هتفت والدتها بضيق:
-عيب يا ليلى..
دمعت عيناها وهي تخبرهما بمرارة:
-دا واحد ميعرفش يعني إيه عيب، اللي يضرب بنت وفي الشارع ويخليها تدخل المستشفى يبقى ميعرفش حاجة اسمها عيب!
اتسعت عينا حسين وكذلك نادية التي هتفت:
-إيه!، ضربك؟
فيما نظر حسين إليه قائلًا بحدة:
-إيه الكلام دا يا فارس..
بينما لم يجد فارس ما يقوله.. مستفزة هي.. وتثير غضبه بطريقة عجيبة.. لكنها لم يجد المبرر الكافي لضربها..
لذا انسحب بهدوء ولم ينبس بحرف واحد..

قاد سيارته بوجوم وهو يتذكرها فزفر بضجرٍ، فيما يحدث نفسه بعتاب قليلًا:
-مكنش ينفع أمد إيدي عليها،..
ثم زفر بعنف وعاد يحدث نفسه بعند:
-بس هي اللي مستفزة...
ويكرر:
-وعاوزة كسر رقبتها والله..

ترجل من السيارة وسار بخطواتٍ بطيئة على كورنيش النيل وفكره مشتت لا يعلم متى سيستقر ويستقل؟، متى ستكون علاقته بمن حوله طبيعية بلا تكلف..
راقب العائلات من حوله وهم يضحكون بسعادة ويتبادلون المزاح في دفئٍ، وابتسم بحزن دفين جراء وحدته الدائمة وعتمة حياته المظلمة..
زفر زفرةٍ قصيرة قبيل أن يبرح المكان ويركب سيارته مجددًا وينطلق بها، قاصدًا من يرتاح معها، جدته الحبيبة..
عاد إلى المستشفى وتوجه إلى غرفتها، راح يجلس جوارها بينما ينحني ويضع جبهته على كف يدها وتنهد بهمٍ، استيقظت الجدة على حركته ولمسته، فنظرت له وقالت:
-فارس، كنت فين يابني، أنا عاوزة أروح بقى.

رفع وجهه إليها متحدثا برفق:
-بكرة إن شاء الله يا حبيبتي، كان لازم تباتي النهاردة عشان يعملولك اللازم ومتتعبيش تاني..
ابتسمت له وقالت بنبرة حنون:
-ماشي يا حبيبي، قولي بقى كنت فين ومالك زعلان كدا وشكلك مهموم، في إيه إحكيلي..؟
قص عليها ما حدث وألقى بهمومه عندها، فكان ردها عليه:
-ليه كدا يا فارس بس، دي ليلى دي بنت كويسة أوي ومحترمة والله..

-بس أفعالها بتقول غير كدا وكلامها مستفز بتتكلم وكأن مافيش حد مالي عينها!
-ما أنت برضوه كلامك قاسي أوي يا فارس وجارح بصراحة.
صمت ولم يرد بعد ذلك، فابتسمت له بهدوءٍ وأردفت:
- أقولك على حل؟
-قولي..
-لما يطلع النهار روح بص عليها واعتذرلها.

كشر عن جبينه فيما يهتف محتدًا:
-أنا اعتذرلها! أنتِ بتقولي إيه بس لا يمكن طبعاً.
قالت بصبر:
-طب بلاش اعتذار، على الأقل طيب خاطرها بكلمتين وإعمل اللي عليك.. وكمان عشان أمها ماتزعلش، هي قالتلهم حاجة؟
أردف مؤكدًا:
- أيوة قالت.. بس مايهمنيش هي محتاجة تربية أصلا يربوها الأول وبعدين يتكلموا..
رمقته بعتاب وأكملت بحزم:
-وبعدين يا فارس، مش كدا.

زفر بقوة:
-خلاص لما يطلع النهار يحلها ربنا.. نامي أنتِ تصبحي على خير..
-وأنت مش هتنام؟
-هنام جنبك هنا على الكنبة دي.
بالفعل استلقى على الأريكة مغلقا عيناه بإرهاق، بينما تمتمت الجدة بنحو:
-ربنا يهديك يا فارس..

في الصباح الباكر، ذهبت -علا- إلى المستشفى ما إن علمت بوجود رفيقتها هناك، واصطحبت معها -شريف- ليطمئن عليها كذلك بناء على رغبته..
جلست إلى جوارها تقول مازحة:
-خضتيني عليكِ يا ست لولو، وأديكي طلعتي زي الفل أهو!
ابتسمت ليلى بإرهاق وتابعت:
-أنا كويسة اهو بس مش عارفة إيه الهبوط اللي حصل دا فجأة..
-معلش يا حبيبتي.

بينما ابتسم -شريف- بود وقال:
-ألف مليون سلامة عليكي يا ليلى..
خفق قلبها جراء ابتسامته الرائعة، وقالت برقة تناقض فظاظتها مع الجميع:
-الله يسلمك يا مستر..
ثم وكزت رفيقتها علا قائلة بارتباك:
-هاتي للمستر عصير يا علا..
قامت علا تقول بمزاح:
-حالااا
ثم خرجت وتركتهما بمفردهما!، وما أجمل هذه الخلوة ل ليلى، التي وهجت ملامحها بحب خاص.. حبا يخصه وحده وكأنها بشخصيتين شخصية للعالم دونه.. وشخصية له دون العالم كله!..

-شكراً أوي يا مستر شريف على زيارتك، زيارتك دي غالية أوي..
جلس جوارها بعفوية وأمسك بيدها قائلًا مبتسما:
-على إيه يا ليلى دا أنتِ بنتي..
امتعض وجهها فجأة جراء كلمته السخيفة الأخيرة.. ثم استأنفت بضيق واضح:
-متكبرش نفسك.. حتى لو انت كبير فشكلك صغير..
ضحك على حديثها قائلًا:
-ماشي يا بكاشة..

ثم تفاجئ بأنها ارتمت بين ذراعيه محتضنة إياه بقوة وهي تهمس بنبرة دافئة أفقدته صوابه:
-بحبك أوي يا عمو شريف، أنا مبحسش بالأمان غير وأنا جنبك ومعاك، ربنا يخليك ليا.
ازدرد ريقه وحاول أن يبعدها عنه بهدوء لكنها تشبثت به بإصرار مع قولها:
-لو ماكنتش أنت موجود في حياتي كنت انتحرت..
وضع يده على ظهرها بتوتر مردفا:
-ليلى ماينفعش ك...

لم يكد يكمل جملته حتى وجد الباب يفتح ويلج منه "فارس" الذي فتح عيناه على وسعهما واحتقن وجهه بالدماء..
ما هذا المنظر!، من هذا؟!..
تساءل فارس في وليجة نفسه ورمق ليلى بنظرة متوحشة بعثت الرعب في أوصالها، بينما يهتف بصوته الجهوري:
-إيه دا؟
ابتعد شريف على الفور ووثب قائماً، ثم قال بتوتر:
-أنا شريف مدرس ليلى وجيت أطمن عليها..

ومد يده له كي يصافحه، فلم يبادله فارس ورمقه بغضب قائلًا باستهجان:
-مدرس من أي اتجاه!، هو فيه مدرس يحضن الطالبة زي ما أنا شوفت كدا يا محترم!
شريف وقد هتف محذرا:
-من فضلك حاسب على كلامك، ليلى دي بنتي!
بينما قالت ليلى بحدة:
-أنت مالك أصلا!
وهجت ملامحه بشراسة قاسية قبيل أن يصيح بها:
-أنتِ سافلة..


look/images/icons/i1.gif رواية هدوء بعد العاصفة
  06-04-2022 08:49 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية هدوء بعد العاصفة للكاتبتان فاطمة حمدي و شيماء علي

الفصل العاشر بعنوان: مجازفة

احتقن وجهها بالدماء جراء كلمته الأخيرة فحين هتف شريف بإنفعال:-
-لو سمحت تلزم حدودك وعيب اووي اللي أنت بتقوله ده !..
لم يشعر "فارس " بذاته إلا وهو يقبض علي يااقته بقوة .شهقت "ليلي " وهي تحاول النهوض من فرأشها رغم الإعياء البادي عليهاا وفي ذالك الحين دلفت "نادية" بصحبة زوجهاا فصعقا من المنظر قبل أن يصيح حسين:-
-فاااارس ايه اللي بتعمله ده ؟!..

فحين ركضت "نادية"لمساعدة إبنتها أما حسين حاول ابعد إبنه بشتي الطرق حتي نجح:-
-أنت اتجنننت ولا ايه! مايصحش كده أحنا في مستشفي!...
فارس وهو يلهث من فرط غضبه:-
انا برضه ولاالبيبه اللي دخلت لقيته في حضن الهانم !...
حسين بصدمه:-
-ايييه !...
ثم نظر لشريف بإنفعال:-
-ايه الكلام ده ياشريف ؟!..
أخذ شريف يسعل بقوة قبل ان يهتف بضييق:-
-جرا ايه ااا ياحسين ااا انت هتصدق التخاريف اللي بيقولها دي.ما ااا أنت عارف ليلي يي بنتي واكترر كمان !

فارس بتهكم:-
-بنتك ! اه وماله ماهو العيب مش عليك العيب علي الهانم اللي مش متربيه كويس !.
وهنا نهضت "نادية " بإندفاع:-
-لامسمحلكش انا بنتي متربيه أحسن تربيه ومش هسمحلك تتمادي اكتر من كده مش كفايه انها هنا بسببك وانك مديت إيدك عليها من غير سبب!...
رمقها فارس بقسوة قبل ان يهتف ببرود لنادية:-
-والله لو الهانم فعلا متربية ماكنتش مديت إيدي عليها،اصلا شكلها ناقص رباايه !.
حسين بحده:-

-فااااارس ! مش ملاحظ إنك زودتها اووي و إنك مش عامل احترام حتي لوجودي ! وليلي بنتي انا مربيها كويس وعارف اخلاقها واوعي تفتكر إني هسمحلك تجرح فيها واسكت ولو فعلا عملت حاجه تقولي وانا اربيها مش تمد إيدك عليها !...
نظر له " فارس " بجمود ثم قال:-
-والله تربيها ولالا مش مشكلتي ومايهمنيش !..
ثم القي نظرة أخيرة مشمئزة عليها وغادر الغرفه علي الفور ثم لحقه "حسين"...

فنظرت "ليلي " لشريف بهلع وأخيرا قالت:-
-مستر شريف انت كويس ! انا أسفه بجد حقك عليا !
شريف وهو يعدل من ياقته بحرج:-
-لامحصلش حاجه ! بس انا مضطر امشي دلوقت والحمد الله اطمنت عليكي ..عن اذنكم !

سار "فارس " في الرواق يتبعه "حسين" مناديا عليه دون أن يبالي الأخر ومع كثرة ندائه وقف "فارس " علي مضص حتي وقف قبالته والده وقال:-
-هتفضل تعاملني كده كتيير ! انا ابوك ولا الظاهر نسييت كده !..
فارس بسخرية مريرة:-
-أبوياا ! تصدق جديدة الكلمة دي علياا ..
تنهد "حسين " بحزن قبل ان يشرع في حديثه:-

-انا عارف اللي جواك من ناحيتي لكن وحياتك عندي يابني انا عمري مارميتك وكل كلمة امك قالتهالك عني غلط، ده انا كنت بحلم باليوم تعيش فيه معايا لكن الله يجازيها امك هي اااا
قاطعه بصرامه:-
-الكلام ده ملهوش لازمه خلاص ومش محتاج اسمعه دلوقت جايز زمان كنت محتاجلك لكن دلوقت أنا مش محتاج لحد انا كبرت نفسي بنفسي !..
رمقه "حسين " بنظرة أبويه قبل ان يهتف بضعف:-
-بس انا محتاجلك يابني، محتاجلك بعد كل السنين دي اللي اتحرمت فيهم منك !..

فارس بتهكم:-
-صدقني الكلام ده معدش ينفع ! ولو جاي ورايا عشان تقولي الكلمتتين دول فا أنا أسف !...
وقبل أن يتحرك منعه مرة أخري حيث قبض علي رسغه وهو يؤمي برأسه بخيبة امل:-
-حاضر يابني اللي تشوفه وانا مش هضايقك تاني ..
ثم تسأل مرة أخري بجدية بعد صمت لثوان:-
-ايه اللي خلاك تضرب ليلي ؟!
التوي فم الأخير متهكما ثم ابعد يد والده بهدوء:-
- أبقا أسالها، عن أذنك !..

لم يتمهل ثانية واحدة ورحل تاركا "حسين " من خلفه يهز رأسه بندم !...

معقول يافارس اللي عملته ده،يعني جيت تكحلها تعميها كده ...
هتفت بها السيدة العجوز الماثله امامه ليجيبها بحنق:-
-انا اصلا غلطان أني روحتلها انا سبق وقولتلك دي واحدة مش متربية ..
الست سعاد بعدم رضا:--
-تاني يافارس ! حرام يابني الظلم ماجايز تكون انت فهمت غلط ولاحاجه !..
فارس بغضب:-
-بقولك شوفتها بعنيا وبعدين ماتولع انا شاغل دماغي بيها ليه اصلا !..

كادت أن تتحدث مرة أخري فقاطعها حيث وثب قائما:-
-انا هاروح اشوف الدكتور ده عشان يكتبلك علي خروج بقا وترجعي بيتك النهاردة !.
ثم نظر حوله بضييق:-
-ولا عجبتك قاعدة المستشفيات دي ! ..
انهي جملته وغادر علي الفور لتتمتم بتنهيدة وإبتسامة:-
-ربنا يصلح حالك ويهديك يابني !...

كانت "نادية " تلملم أغراض إبنتها لتغادر المشفي هي الأخري بعدما أستعادت عفيتها فأمسكت بمعطف شتوي واقتربت من إبنتها لكي تساعدها في إرتدائه قائلة بود:-
-يلا ياحبيبتي البسي ده لأحسن الجو تلج بره !..
إنتشلته " ليلي " من يدها بجمود وقالت:-
-انا بعرف ألبس لوحدي ..شكرا !..
لم تعقب "نادية " بل أبتسمت وراقبتها وهي تشرع في إرتدائها وقالت:-
-معاكي حق ما أنتي كبرتي وبقيتي عروسة مش ليلي الصغنونه اللي كنت بلبسها حته حته بأيدي !..

لم تحصل منها علي رد فتلاشت الأبتسامة من وجهها سريعاا ولكنها لم تصمت وبعد تردد تسألت بحذر تام:-
-مقولتليش ياليلي هو ايه اللي حصل بينك وبين فارس ؟! وانتي قابلتيه فين ساعتها ولاتعرفيه منين ؟! ..
احتدت ملامح " ليلي " ثم نهضت وصاحت:-
-افهم من كده أنك صدقتي البيه واني واحدة مش متربيه زي ماقال وخلاكي تشكي فيا !
نادية علي عجالة:-

-لاياحبيبتي، انا واثقه فيكي والله وعارفه انك استحاله تعملي حاجه غلط وإلا ماكنتش سألتك عشان اعرف اللي حصل مش اكتر والله !..
-عاوزة تعرفي هو هضربني ليه ؟!..
هزت "نادية " مستفهمه لتتابع "ليلي" بمرارة:-
-عشان عارف اني يتيمه ومليش حد يجبلي حقي !..
دنت منها والدتها نافيه ذلك:-
-ايه اللي انتي بتقوليه ده ! احنا معاكي ياليلي وعمرنا ماهنسمح لحد ايان كان يضايقك واديكيى شوفتي حسين مسكتلهوش !..
لوت "ليلي " فمها بتهكم فتابعت "نادية " بعاطفة وحزن:-
-انا مليش غيرك يابنتي،ومعنديش حد اغلي ولا اعز منك في الدنيا دي والله !..

رمقتها "ليلي " بقسوة وقالت:-
-لاعندك ! عندك حسين واللي في بطنك !
انهت جملتها واشارت بعينيها نحو احشائها !..
نظرت لها "نادية " بقهر قبل أن تحيط أحشائها بيديها، فقررت تنفيذ ماجال بخاطرها فلم تغامر بخسارة إبنتها الوحيدة أفاقت من شرودها علي قول "ليلي " بضيبق:-
-مش هنمشي بقا،انا زهقت من المستشفي دي وعاوزة اروح البيت !..
اومأت والدتها برأسها إيجابا هامسه وقد حسمت أمرها:-
-حاااااضر !...

-في العيادة النسائية ..

جلست "نادية" بترقب امام الطبيبة وهي تتفحص اوارقها الطبية بإمعان وبعدما أنهت قالت:-
-التحاليل بتاعتك كلها كويسه جدا،مفيش سبب صحي عشان ننزل الجنين !..
نادية وقد إبتلعت ريقها بتوتر:-
-لا ماهو انا مش اا عاوزة الطفل ده وعاوزه أنزله !..
هزت "الطبيبة "رأسها بتفهم ثم هتفت بجمود:-
-اااه فهمتك ! متأسفه انا مش بعمل عمليات من النوع ده دي تعتبر جريمة لأن الجنين خلاص بقا فيه روح ..

نادية بإستعطاف:-
-ارجوكي ساعديني انا لازم اتخلص من الطفل ده بأي طريقه !...
الطبيبة بعملية:-
-متأسفه لحضرتك مش هقدر أساعدك !...
تنهدت "نادية " بخيبة أمل ثم نهضت بعدما سحبت حقيبتها وقبل ان تغادر هتفت الطبية بجدية:-
-ونصيحة مني ماتحاوليش لانك خلاص جايه متأخر اووي والإجهاض في الوقت ده خطر جدا عليكي خصوصا إنك كبيرة في السن !..

اومأت "نادية "برأسها بصمت وغادرت كالمغيبة دون ان تتفوه بكلمه ولم تدري ماذا تفعل !..

كانت تسير في شارع مسكنها بشرود !فماذا عليها أن تفعل كم يعز عليها قتل قطعة من روحها كما يعز عليها أيضا خسارة إبنتها فهي في حيرة أمرها ولكنها الأن عليها أن تضحي بأحد منهما وقد أختارت وأنتهي الأمر فأتجهت صوب الصيدلية التي أمامها دون تفكير فقد تعطلت جميع حواسها وعواطفها الإن ولم تري سوي فقدان إبنتها !..
وقفت البائعه أمامها بتهذيب:-
-تومرئ بأيه حضرتك ؟.
فركت كفيها معا بتوتر قبل أن تجيب بحسم:-
-بعد إذنك عاوزة اي برشام أجهاض !...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
كيف تحافظين على هدوء أعصابك في معركة خضوع طفلك للنوم بأيام الدراسة؟ لهلوبة
0 246 لهلوبة
تعرف علي اسعار الدولار اليوم السبت 2-11-2019 بالبنوك ... وسط هدوء تراجعات العملة الخضراء Moha
0 312 Moha
اثيوبيا علي صفيح ساخن .. بعد وفاة 16 في اشتباكات.. ناشط إثيوبي يدعو إلى الهدوء في إثيوبيا Moha
0 398 Moha
بهدوء ومن غير زعيق أو خناق .. طرق التعامل مع طفل بطىء التعلم Moha
0 369 Moha
صور معبرة عن الصمت silence-expressive توبيكات عن الصمت والهدوء Moha
0 725 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، هدوء ، العاصفة ،











الساعة الآن 01:16 PM