logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 13 < 1 5 6 7 8 9 10 11 13 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية وعاد من جديد ندوب من الماضي
  23-03-2022 12:02 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثاني

توقفت انجلينا طويلا امام غرفة تبديل الملابس تنظر الى ثوب السهرة الشفاف والذي كان يظهر الكثير من المفاتن بقلق، مارك لم يتردد في قبول دعوتها وبل كان سعيدا بتلبية الدعوة مما جعل تملصها من صوفية يصبح امرا مستحيلا، تنهدت باستسلام قبل ان تضع الثوب العاجي والذي اصرت صوفية على ان تقتنيه رغم رفضها الشديد.
وضعته بعناية فوق السرير، قبل ان تدخل لتتمتع بحمام ينعشها ويقلل من ارتباكها ويخفف قلقها الكبير.

بعد نصف ساعة قضتها انجلينا مرتخية تحت شلال المياه الساخنة، خرجت اخيرا لتجرب الفستان والتي لم تكن واثقة بانه يلائمها.
فالفستان كان من الشيفون الرقيق بحمالة صدر واحدة باللون الذهبي، وفتحة واسعة عند الصدر، كانت لتفضل فستانا اكثر احتشاما لسهرتها مع مارك خصوصا وقد تغيرت نظرتها له منذ ان اصبح المسؤول عنها، اخر شيء ترغب فيه هو ان يعتبرها شقراء غبية تحاول اغوائه.

حاولت ان تقفل السحاب دون مساعدة، قبل ان تقع عيناها مجددا على الندوب التي تركها نصل ديمتريوس على جزء مهم من جسدها، ارتعدت فرائصها قبل ان تزم على شفتيها بعنف تحاول طرد الذكريات البشعة والتي عاودتها مجددا تعصف بها دون رحمة
علا طرق على الباب اخرجها من الافكار القاتمة التي بدات تطفو على السطح، قبل ان تدخل صوفية حاملة علبة كبيرة من مستحضرات التجميل
- انجلينا، انت لم تجهزي بعد
قالت صوفية بخيبة امل.

نظرت انجلينا اليها باعتذار قبل ان تغلق السحاب بسرعة وتقترب منها، بابتسامة باهتة:
- انا جاهزة
- حسنا الان، لكن عديني انك لن تتدخلي في عملي
- موافقة
قالت انجلينا قبل ان تغلق عينيها وتترك للصوفية الحرية التامة في الاهتمام بها.
في لندن عاصمة الضباب: اندفع ليون بقوة مزيحا مديرة المكتب من امامه وكان لا وزن لها، ليدخل مكتب لوشياس في ثورة من الغضب الصعب احتوائه.

حدق لوشياس في اخيه ببرود قبل ان يطلب من الفتاة المذهولة والتي حاولت تبرير موقفها الخروج.
اغلق الباب، لكن لا احد من الرجلين كان مستعدا للكلام بعد، استمر الصمت لدقائق، كان ليون يحاول العودة فيها الى اتزانه وهو ينظر الى اخيه الاصغر والذي رفض مقابلته او الرد على أي من اتصالاته قبل ان يتكلم بهدوء:
- هل هكذا اصبحت الامور الان لوك؟ اترفض مقابلتي يا اخي؟!

نظر لوشياس بتمعن الى مخاطبه قبل ان يقترب من النافذة الكبيرة لمكتبه ويتأمل السماء الداكنة، قبل ان يقول ببرود:
- انا لم يعد لدي اخوة ولا عائلة، ما الذي تريده ليونايدس؟
شعر ليون بنصل حاد يغرس بقلبه وهو يستمع لكلمات لوك القاسية، يعرف انه كان السبب في هذا التحول، يعلم جيدا ما فعله به ابتعاد انجلينا ونبدها له، رغم انه لم يكن مسئولا بأي طريقة عما حدث، عصر على يديه بشدة قبل ان يقول:.

- ما الذي تعنيه بأننا لسنا عائلتك، هل اصبت بالجنون اخي؟
- لا، الجنون صفة تركتها لك ولابن عمك فقط. اشكرك جزيلا.
رد لوشياس بسخرية، محاولا اثارة غضب ليون والذي ظل ساكنا دون حراك
- اسمعني لوك قال ليون برجاء
- لا اريد سماع أي شيء خصوصا منك انت، قل لماذا اتيت ثم غادر مكتبي ليس لدي النهار بطوله لاستمع للسخافات.
سخافات أهذا ما يعتبر عائلته الأن؟

ضغط ليون على فكه بقسوة ليبعد الاغراء الشديد الذي انتابه لتسديد لكمة قوية الى الوجه الساخر لشقيقه، قبل ان يتمالك نفسه ويقول بصوت سيطر على نبراته باستماتة
- والدنا مريض.
- وما الجديد، انه عجوز قوي و سيتخطى الامر. رد لوك بجفاف
اندفع ليون نحو لوشيوس ليمسك بتلابيب بدلته الفاخرة، قبل ان يزار في وجهه والغضب يعميه:
- اقول لك ان والدي على وشك ان يموت، وهذا كل ما لديك لتقوله؟

دفعه لوشياس بقوة، لكن هذا الاخير لم يتزحزح ظل ممسكا به قبل ان ينفضه عنه باحتقار،
- انت فعلا لم تعد لوشياس الذي اعرفه، انت حقا لست اخي.
رفع لوشياس راسه وضاقت عيناه وهو يحدق الى ليون قبل ان يقول بصوت غمرته المرارة.

- اكنت دائما بهذه الدرجة من الحقارة ليون؟، اكنت اعمى كل هذا الوقت حين اعتبرتك مثلي الاعلى، بعد كل ما فعلته بحياتي تاتي اليوم دون أي ندم او خجل لتطالبني بالولاء لاسرتي، لاسرة دمرتني ودمرت المراة التي احببت بكل جوارحي؟
- توقف! نهره ليون بقسوة
لا احد كان يقصد تدميرها، هي من فضلت الرحيل
انفجر لوشياس ضاحكا قبل ان يقول: - هل تصدق فعلا ما تقوله. دعني استوضح الامر.

ابتعد عن النافذة واقترب من مكتبه قبل ان يشعل سيجارة اخرى ويكمل بسخرية: - انت تقول ان انجلينا هي من طلبت من السافل ديم ان يطعنها، وهي ايضا من طلبت منه محاولة وقف انعاشها في المستشفى ليتركها تموت.
ضرب على مكتبه بعنف حتى ارتج كل ما عليه.

كان ليون يتامل ردة فعل اخيه بثبات: -لا. انا من قرر، انا من ضحيت بسعادتي قال ليون بمرارة قبل ان يقترب من اخيه وينظر في عينيه محاولا البحث عن لوشياس بداخل الرجل البارد الذي استحال اليه:
- ضحيت بحبي اخي، ضحيت بولدي من اجل العائلة، ضحيت بكل شيء جميل في حياتي ولاء لعائلتي.

- كف عن ذلك ليون صرخ لوشياس بعصبية وهو يلقي بعقب السيجارة التي احرقت يده انت لم تضحي باي شيء لطالما كنت وغدا أنانيا. انا من ضحيت بكل شيء اتفهم؟
انا منحتك انجلينا بيدي، ظننت انها ستكون سعيدة بقربك، فضلت الاحتراق بنار بعدها وحيدا فقط من اجل سعادتكما، لكننك دمرت كل شيء. كل شيء ايها الغبي.
هيا ارحل من هنا، غادر ليون انا لم يعد لدي اخ.
دفعه في صدره محاولا اخراجه.

- بل ستعود معي الى البيت قال ليون وهو يمسك بكتفه ليشل حركته، والدك يحتاج اليك، يحتاج الى ان يطلب الصفح، لا تحاول ان تظهر قسوة ليست بقلبك انه والدك.
انت غاضب الان، فليكن يمكنك ان تغضب مني بالقدر الذي تريده، انا لست ناقما لذلك، لكن والداك لا يستحقان كل هذا الكره.
زفر لوك بالم قبل ان يقول: - لدي شرط لأعود.
- بالطبع قال ليون وهو يرمق اخاه بنظرات مترقبة.

- ابعد ابن عمك الحقير عني، لاني لن اتوانا لحظة واحدة عن اقتلاع قلبه من بين ضلوعه
- موافق قال ليون
قبل ان يتجه نحو الباب ويتوقف ليلقي نظرة اخيرة على اخيه ويقول: اثق بكلمتك لوك
- ساتي كن على ثقة.
رد لوك قبل ان يتهاوى على كرسيه بشعور من التعب المفاجئ
واخيرا انتهيت صرخت صوفية وهي تتامل تحفتها باعجاب
ستذهلين الجميع بجمالك انجلينا، كالعادة ستخطفين مني الاضواء.

فتحت انجلينا عينيها و لتنظر الى انعكاسها في المراة بذهول قبل ان تلتفت الى صوفية معاتبة
صوفية ما الذي فعلته
ما الذي فعلته، اخرجتك من جو المومياء الذي تعيشين فيه، اتعلمين منذ متى لم ارك بهذه الفتنة، اظن منذ كنت انت وليون سويا
تحولت الابتسامة في وجه انجلينا الى كدر شديد وخيمت سحابة من الحزن على عينيها لتظهرهما بلون اغمق.
انا اسفة انجي لم اكن اقصد.

لا داعي للاعتذار، ردت انجلينا وهي تحاول مغادرة الغرفة وكبح الدموع التي بدات تتكون في عينيها
هيا فل نسرع لابد ان مارك وباتريك سيصلان بعد لحظات
نظرت صوفية الى المراة متاملة فستانها باعجاب قبل ان تلحق بانجلينا والتي كانت تتاكد من نوم الولدين، قبل ان تعطي تعليماتها الصارمة لسامنتا
لديك هاتفي ورقم استدعائي ايضا، لا تتواني على الاتصال اتفقنا
اذا شعرت بالقلق يمكنك ايقاظ بيلار في أي وقت.

اتفقنا قالت سامنتا وهي تبتسم لانجي مطمئنة
لاداعي للخوف انجلينا، هي تعرف كيف تعتني بهما
كما ان بيلار قد عادت الان، ولا داعي للخوف
قالت صوفية وهي تضع ساعتها الماسية قبل ان تنزل الى الطابق السفلي
حيث كانت مدبرة المنزل تهم بفتح الباب لمارك والذي اتى لاصطحابهما.
نزلت انجلينا لاستقبال ضيفها والذي كان واقفا ببدلته التكسيدو سوداء والمفصلة بعناية على جسده الفارع والقوي.

كان يبدو اقرب الى الممثليين السينيمائيين منه الى جراح مشهور
ابتسم لها، فظهرت غمازة رائعة بجانب فمه لتزيده وسامة قبل ان يقترب من حيث وقفت انجلينا ويقول بصوت خافت
تبدين فاتنة انجي
ردت انجلينا على مجاملته الرقيقة بابتسامة قبل ان تلتفت الى صوفية والتي كانت ترمق مارك بنظرات اعجاب
الن ننتظر باتريك
لا، لقد اتصل منذ قليل، لديه مشكلة بالعمل يجب عليه حلها شخصيا، سيوافينا الى الحفلة لاحقا.

اذا لا داعي للانتظار اكثر اقترح مارك.
قبل ان يمد يده لانجي مبتسما.
وصلوا اخيرا الى فندق الفور سيزن حيث كانت الحفلة قد بدات بالفعل، احست انجلينا بالضيق فجاة خصوصا وقد تعرف عليها العديد من الضيوف، فقد كانت الملاك في عروض فيكتوريا سيكرت لموسمين.
ابتسم لها مارك وهو يضغط على يدها، محاولا التخفيف من توترها قبل ان ينحني ليهمس في اذنها.

لا داعي لكل هذا التوثر انت لست هنا لكونك عارضة، خدي نفسا عميقا وتذكري من تكونين بالفعل
اخدت انجي نفسا عميقا، قبل ان تبتسم لمارك بعرفان
في أي وقت قال مارك وهو يمر بها وسط القاعة المليئة بالنخبة المخملية نحو حلبة الرقص.

كانت انجي تدير راسها في كل مكان، بحثا عن صوفية والتي اختفت وسط المدعوين، وفجاة شخص بصر انجلينا وامتقع لونها وهي تنظر اليه بقامته المديدة وحضوره القوي والذي لا يضاهيه أي حضور اخر، تاملها بنظراته المستفزة قبل ان تعلو الابتسامة الشيطانية وجهه، مجرد رؤيتها له مرة اخرى اصابتها بالدوار، امسكت بمارك محاولة التشبت بذراعيه القويتين وقد جف حلقها من الرعب
انه هنا، انه هنا.

من سال مارك وهو يمسك بوجهها يرفعه نحوه
، ليون لقد شاهدته لتو
اين سال مارك وهو يدير وجهه يبحث عن سبب رعبها الشديد
فتحت انجي عينيها لتنظر الى حيث كان ليون يقف بابتسامته الشيطانية المتوعدة، لكنها لم تجده
يا الهي اظن انني اتخيل
هل انت على ما يرام سال مارك باهتمام وهو يديرها للجهة المقابلة ويلتقط كاسا من احد الندل، اشربي هذا سيفيدك
ابتلعت انجلينا السائل دفعة واحدة قبل ان تباغتها نوبة سعال شديدة.

احتاج الى الجلوس قالت انجلينا من بين شهقاتها، اخدها مارك الى اول صوفا متوفرة، حيث جلست تستعيد هدوء انفاسها اللاهثة.
قبل ان ياتي صوته المميز من ورائها
هل انت بخير اجابي مو
رفعت انجلينا راسها سريعا وشخص بصرها في ليون يتاملها بعجرفته المعهودة
اظن اننا لم نتعرف من قبل
ادعى.
وقبل ان يتم جملته جاء صوت ليون المتغطرس مقاطعا
مارك كزافير شيبرد، جراح القلب المعروف والمسؤول عن تعليم انجلينا مؤخرا.

ظهرت الدهشة على وجه مارك للمعلومات الدقيقة التي يعرفها غريمه عنه، قبل ان يستمر وابتسامته الواثقة لا تفارق شفتيه
نقوم بالكثير من التبرعات من اجل ابحاث القلب في مستشفاكم، لهذا فانا اعرف جميع العاملين في تلك الابحاث
ابتسم مارك بديبلوماسية قبل ان يقول
انا ايضا على معرفة مسبقة بك
احقا قال ليون بصوت تشوبه السخرية، قبل ان يرمق زوجته بنظرات قاسية، ويضيف.

اظن ان الشهادة ستكون مجروحة في حقي بما ان المصدر هو زوجتي الجميلة
اخرصت الكلمات التي تفوه بها ليون صوت انجلينا فلم تستطع التعليق على كلماته الوقحة والمبطنة.
حاولت النهوض والتحجج بالذهاب الى الحمام، لكن يدا قوية اطبقت على معصمها قبل ان يجذبها اليه لتقابل نظراته الفولاذية القاسية
الى اين تحسبين نفسك ذاهبة زوجتي العزيزة
اتركني فورا ليون قالت انجلينا من بين اسنانها
وماذا اذا قررت عدم تركك.

سافتعل فضيحة قالت انجلينا بصوت واثق
لا اظن ذلك قال ليون وهو يجذبها اكثر اليه ويطوق كتفها بذراعه، قبل ان يلتفت الى مارك بابتسامة ديبلوماسية ويقول
ارجو انك لاتمانع بان اختلي بزوجتي لبعض الوقت
تصلب فك مارك، قبل ان يقول بصوت بارد
بالتاكيد اذا كانت ترغب بذلك، قال وهو يوجه خطابا صامتا لانجلينا، والتي اومات براسها موافقة، تعلم جيدا ما يمكن لليون ان يفعل وهو غاضب، وهي لا تريد الاذى لمارك تحت اي ظرف.

سحبها بهدوء نحو باب الفندق، قبل ان يجرها بعنف ويفتح باب سيارته ليلقي بها، قبل ان يصفق الباب وينطلق بسرعة فائقة.
ما الذي تفعله ايها المجنون،
تحولت عينا ليون من على الطريق ليصوب نحوها نظرة نفذت الى اعماقها، ونشرت الرعب في كيانها، ففضلت عدم مجادلته. لتنزوي في ابعد مكان من المقعد.
ابتسم ليون بسخرية لوضعها دون ان ينبس بكلمة.
واخيرا قرب شاطئ البحر توقف ليون بسيارته، قبل ان يطلب منها الترجل
انزلي من السيارة.

وحين رفضت الامثتال لاوامره. امسك يدها بعنف واخرجها بالقوة، استمر بسحبها الى ان وصلا الى فيلا صغيرة منعزلة، ادار ليون المفتاح في قفل الباب قبل ان يسحب انجلينا وراءه في وسط العتمة
صرخت انجلينا من الرعب، قبل ان تضاء الانوار على صالة كبيرة.
اجلسي قال ليون مشيرا الى الصوفا الجلدية والتي توسطت المكان
افضل البقاء واقفة ردت انجي بعناد، قبل ان تندفع نحوه مهاجمة.

ما الذي اتى بك الى هنا مجددا، أي جزء من لا تقترب مني مجددا لم تستطع الفهم
ضاقت عينا ليون يتاملها من راسها الى قدميها في صندالها الذهبي الرقيق، قبل ان يمسكها ويديرها نحو مراة كبيرة لم تنتبه انجي لوجودها ويقول
احقا تسالين ما الذي افعله هنا، وماذا تفعلين انت بلباس الساقطات هذا وسط حفل يضم جميع معارفنا وبجانب رجل اخر، أي مثال تعطين لاولادك ايتها الام المحترمة.

ايها الحقير كيف تجرا صرخت انجلينا في وجهه وهي تحاول جاهدة التملص منه، لكنها كانت كمن تحرك جلمودا، امسك بها بسهولة ويسر وادارها لتواجهه قبل ان يقبض على وجهها، ويمسح احمر الشفاه الفاقع بانامله ويتاملها مجددا.
هكذا افضل قال بارتياح.

طافت عيناه على الجسد الملتصق به، قبل ان يمسك راسها باحكام وياخد شفتيها المنفرجتين في قبلة متوحشة، حاولت انجلينا التملص والصراخ. لكنه لم يسمح لها، اخرس صرخاتها بتغطرسه المعهود، قبل ان ترتفع حرارة الجو فجاة ليحملها الى الطابق العلوي نحو غرفته.
كانت انجلينا مغيبة وهي تنظر الى بريق عينه، لكنه ما ان مددها على السرير حتى عادت الى وعيها لتنتفض سريعا وتقفز محاولة الفرار.

الى اين ايتها القطة الشرسة، الم تكوني منذ دقائق تتحرقين شوقا الى ان اضمك
في احلامك فقط صرخت انجي وهي تعيد وضع حمالة ثوبها محاولة الفرار
ضحك ليون بصوت عال، قبل ان يقول
الباب مغلق ولا مفر لك مني اليوم انجي، لذا ما رايك ان تهدئي وتسمعي ما جئت لقوله قبل ان تتصرفي كمراهقة ساذجة
توقفت انجلينا لتستدير ببطء وتحدق في ليون بنظرات محتقرة.

انت لن تلمسني ايها الحقير، افضل ان ارمي بنفسي من على الشرفة قبل ان تصل يدك إلى
ابتسم ليون قبل ان يجلس بارتخاء على السرير وهو يرمقها بتسلية
يدهشني انك تمكنت من دخول برنامج مهم لجراحة القلب، فعقلك الصغير بحجم جوزة ملاكي، اعترف ان لقب الشقراء الغبية يليق بك اكثر
كيف تجرا ايها الحقير صرخت انجلينا بوجهه قبل ان تندفع محاولة وشم اظافرها على جسده.

لم يخيل لها ان الحركة الخرقاء التي قامت بها باندفاع ودون تفكير قد تكون لها مثل تلك النتائج الوخيمة، فليون استغل اندفاعها ليمسك بها بثبات ويرفعها لتقابل صدره الرخامي الصلب، حاولت التملص ودفعه بعيدا، صرخت فيه محاولة ابعاده، لكنه لم يبتعد، كانه كان يستمتع بمقاومتها الشرسة له والتي بدات تضعف تلقائيا من الكيمياء التي تجمع جسديهما.

سقطت كفريسة وسط النسيج المخملي الذي كان يلفها به بتمهل نحو شرك حاكه باتقان، واستسلم جسدها الخائن اخيرا للمساته المتمهلة و الخبيرة، قبل ان ياخدها دون مقاومة الى سريره ليبثها الحب الذي حرما منه لخمس سنوات كاملة
لفهما الجو السحري لليلة اكتمل فيها القمر فظهر لها ليون تحت اشعته بلون بشرته البرونزية وكانه خارج للتو من احد كتب الاساطير القديمة.

فظهر لها كايروس وكانت له افروديت، واختفت كل الاصوات من حولهما، فلم يعد يسمع الا صوت انفاسهما الدافئة.
بعد وقت طويل عادا الى الواقع، لتغفو انجلينا سريعا بين ذراعيه من التعب.
استمرليون يداعب بشرتها البيضاء بلون الحليب قبل ان تتقلب بهدوء مبتعدة عن دفئ ذراعيه تبحث عن وضع مريح، ولينزاح الغطاء الحريري عنها كاشفا ندبة غائرة امتدت من اعلى ذراعها وصولا الى منتصف ظهرها.

غلت الدماء في جسده كالجحيم، وهو ينظر الى ما اقترفته يدا ابن عمه في حق زوجته وحبيبته. قبل ان ينهض نحو الشرفة ومنها الى حمام السباحة المتجمد، ليقطع فيه اشواطا محاولا اغراق عذاب الضمير الذي يسيطر عليه لعله بذلك ينسى انه خذلها في الماضي كثيرا واليوم ايضا اتى ليفتح جراحها الغائرة ويخذلها من جديد.


look/images/icons/i1.gif رواية وعاد من جديد ندوب من الماضي
  23-03-2022 12:03 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث

بعد ساعة وسط المياه المتجمدة، خرج ليون من بركة السباحة مباشرة الى الحمام، فتح شلال المياه الدافئ على جسده المتصلب، يشعر بانه قد اقترف خطئا جسيما لا يغتفر، لم يكن غرضه من المجيء بها الى الفيلا المنعزلة اغوائها او اعادة ما كان بينهما في الماضي، كان يريد اخبارها بمرض والده، بانه قد طلب منه بل كان اقرب الى الرجاء منه الى طلب، كان والده يريد طلب الغفران وهي الوحيدة التي بيدها ان تمنحه اياه، لكن الاهم كان اعلامها بانه يريد البدا من جديد.

فجاة تذكر ليون شيئا مهما، اللعنة شتم من بين اسنانه وهي يتذكر انه لم يستعمل أي حماية مع انجلينا، اوليس اندي كان وليد ليلة هوجاء كالتي تقاسماها الليلة.
وضع يديه في شعره يتخلله، قبل ان يضرب الحائط الرخامي بيده، يعلم انه غير قادر على خوض معركة تنتهي بفقدانه لطفل اخر وسط نزاعهما الدامي.

امسك ليون بفوطة لفها حول خصره، قبل ان يترك الحمام ويدلف الى الغرفة، حيث كانت حبيبة الامس تغفو كالملاك فوق شراشف سريره الحريرية.
تمطت انجلينا وحركة راسها علامة على الاستيقاظ قبل ان تفتح عينيها، ويقع بصرها على الرجل الواقف امامها بجسده المغري والذي لم تكن تستره سوى فوطة لفها حول خصره، بين تناثرت قطرات مياه على صدره الرخامي الصلب والذي وقف يتاملها بنظرات مختلفة عن النظرات التي رمقها بها بالامس.

طغت حمرة الخجل على وجه انجلينا رغما عنها، تعلم انها قد اخطات كثيرا حين سمحت له بفرض سيطرته عليها مرة اخرى، لكنها تعترف ان الرغبة القوية بينهما لم يستطع حتى الكره وسنوات الفراق اطفائها.
اقترب ليون من السرير قبل ان يجلس الى جانبها، غطت انجلينا جسدها لا اراديا متحاشية نظرة الغرور في عينيه الداكنتين، قبل ان تشعر بصدمة قوية من الكلمات الجارحة والتي هدمت الامل الصغير الذي كان يلوح في الافق.

انجلينا، بخصوص ما حصل البارحة، لقد كانت لحظة ضعف واعترف انك كنت لتغوي قسيسا بتلك الملابس المستهترة، اتمنى لو تقبلين اعتذاري ونحاول تناسي الموضوع
بعد الكلمات اللتي نطق بها، ليون بكل هدوء
اخرست الصدمة انجلينا، حاولت ان تبدو متماسكة، عكس الالم الفظيع الذي بدا يمزق احشائها.
اكمل ليون يقول: لم اتي الى هنا وفي نيتي اغوائك
ولماذا اتيت بي اذا قالت انجلينا بصوت حاولت ان يبدو طبيعيا، وقد نجحت في ذلك.

زفر ليون بقوة قبل ان يقول: هناك ما اريد طلبه منك
علا حاجب انجلينا باستغراب وهي تنتظر سماع الطلب الذي كلفها فتح اقسى جروحها وأعنتها.
اريد منك مرافقي الى باروس انت والولدين، ابي في حاجة ال رؤيتك
انتفضت انجلينا من مكانها، تشعر بالغثيان لمجرد التفكير في انها قد تعود الى اليونان مجددا
انت تمزح اليس كذلك قالت انجلينا بصدمة.

كنت لاتمنى ذلك انجلينا، لكن في الظروف الحالية، انا احتاج الى ان تعودي معي، وضع والدي الصحي حرج للغاية وهو يريد رؤيتك
انا لن اعود، قالت انجلينا بعناد قبل ان تلتحف بملاءة السرير وتنزل من عليه بخطوات سريعة محاولة انهاء الحوار، قبل ان ياتي صوته القاسي ليشل حركتها.
بل ستاتين
ادارت راسها بهدوء، قبل ان تقول بسخرية ومن سيجبربني، انت؟
بالطبع سافعل، قال ليون مواكبا عنادها والتي بدا يتزايد مع كل كلمة يضيفها.

حاول اذا. ردت انجلينا، قبل ان تدلف الحمام، منهية الحوار العقيم والذي اصابها بالمرض
بعد 10 دقائق قضاها ليون في ترقب ينتظر خروجها، خيل اليه انها لن تخرج مجددا من ذلك الباب، او انها قد رحلت بالفعل.؟
خرجت انجلينا تلف فوطة كبيرة حول جسدها الرائع التفاصيل، قبل ان تتوقف وتنظر الى ليون والذي كان بكامل ملابسه يتاملها بعينين كالصقر، قبل ان يلتقط فستانها المرمي على الارض ويقول:.

ارتدي ملابسك انجي، سانتظرك في غرفة الجلوس، هناك ما يجب علينا مناقشته
تشبتت انجلينا بفوطتها باحكام، قبل ان تفجر احباطها وجرحها في وجهه
ليس هناك ما نناقشه ليون، انا سارتدي ملابسي وساخرج من هنا حلا، اذا كنت تريد مناقشة امر بيننا فسيكون الطلاق فقط ما سنتحدث عنه.
اطرق ليون قليلا، قبل ان يمرر يده في شعره المبلل بعصبية ويقول: على ذكر الطلاق انجلينا، هناك ايضا ما علي اخبارك به.

تغيرت نظرات انجلينا الى الترقب وظهر التوتر جليا على صوتها قبل ان تقول، ما الذي لديك لتخبرني به بعد، اخبرني الان
نظر ليون اليها يتامل وجهها وقد ظهر عليه الارتباك قبل ان يقول: اريد ان نوقع اوراق الطلاق ايضا، هناك امراة اخرى
احست انجلينا بحرارة غريبة، تكتسح جسدها، تلالات عيناها بالدموع ونبض قلبها بعنف شديد، حتى احست انه سينفجر.

تمالكت اعصابها باعجوبة، لكي لا تسمح له برؤيتها منهزمة قبل ان تقول: تهاني القلبية، لم تترك له مجالا للرد، التقطت فستانها والباقي من ملابسها ودخلت الحمام مجددا.
فور اغلاقها لباب الحمام، انفجرت انجلينا في بكاء مرير، كيف لها ان تشعر بمثل هذه الاحاسيس المتضاربة في نفس الوقت، بالامس القريب واعدت نفسها على كرهه الى الابد، واليوم تشعر انها لم تكرهه يوما، وان مشاعر الحب القوي مازالت تنبض بداخلها.

بالامس احبها باجمل الطرق الممكنة واليوم، يخبرها انه سيتركها من اجل اخرى.
تبا لك ليون صرخت انجلينا، قبل ان تتمالك نفسها، رفعت انجلينا راسها لتقابل في المراة عينيها الدامعتين والمنكسرتين، فتحت الماء وحاولت ان تخفف من الاحتقان الذي كان يظهر نوبة بكائها الشديدة.
بعد مده من الهدوء، خرجت بعد ان ارتدت ثوبها الرقيق، والذي ظهر فاضحا في ضوء النهار قبل ان تنزل الدرج نحو الصالة الفسيحة، لتواجه ليون مجددا.

كان يعد فنجان من القهوة لكليهما، اقترب منها ومنحها قدحا، قبل ان يجلس على احد المقاعد ويشير الى اخر مقابل له.
امسكت انجي بالقدح ورشفت من السائل الاسود قبل ان تعيده الى الطاولة امامها، لتنظر الى ليون بعينين مصممتين وتقول
اذا متى سنوقع اوراق الطلاق
زفر ليون بعصبية قبل ان يقول، ليس الان انجي، وليس هذا ما جئت للحديث عنه، موضوع الطلاق ذكر فقط في سياق الكلام ليس الا.

احقا سالت انجلينا بسخرية، قبل ان تقول بصوت قاس
انا لن اعود الى اليونان مهما قلت او فعلت.
انجلينا حاولي ان.
انا لن اذهب واقفل الموضوع
نهض ليون نحو الشرفة يتامل البحر الهائج بامواجه العالية، قبل ان يلتفت الى انجلينا وقد تغيرت نبرة صوته فصارت اقسى ويقول،
لم اكن ارغب في ان تسير الامور بهذا الشكل. لكن بما انك مصرة فليس لدي خيار سوى ان اجبرك
عفوا ماذا قلت تجبرني، ردت انجلينا على تهديده بتهكم وسخرية.

اقترب منها بتمهل الى ان صار بمحاذاتها، ارتسمت نظرات عناد على الوجه الملائكي الصغير، قبل ان تنظر الى عينيه الفولاذيتين ببريقهما الغريب والذي اصبحت عاجزة عن فهمه
استمر يتاملها بنظرات مفعمة بمشاعر متناقضة قبل ان يقول بصوت جليدي
يمكنني ان ادمر حلمك الصغير في ثوان، قد تغادرين البرنامج الجراحي بكلمة مني، و بنفس الطريقة التي دخلت بها اليه.
ظهرت علامات الدهشة جلية على وجه انجلينا وهي تسال بفضول.

عن أي مكالمة تتحدث ليون
ضحك ليون بسخرية مريرة وهو يقول
اوه انجلينا كفي عن التمثيل تعلمين انه كان من المستحيل ان تعودي الى البرنامج بتلك السهولة بعد ان غادرته بمحض ارادتك
انت تعني ان.
بالطبع ماتيا مو، ماذا تظنين انهم استقبلوك عن طيب خاطر فقط لانك طبيبة موهوبة
اوه كيف تجرا صرخت انجلينا
بالطبع اجرا قال ليون ببرود، لاداعي لتبدي متفاجئة هكذا ولا تحاولي استفزازي اكثر فانت ادرى بالنتائج.

بالطبع قالت انجلينا، ليون وكبريائه العظيم لا يستطيع ان يقبل المعارضة من أي كان
اذا اسمع ما ساقوله لك، للمرة الالف انت لن تبتزني مجددا، لقد وقعت على عقدك اللعين بشرط ان تبتعد عن حياتي الى الابد، لست انا من يخل بشروط عقده اليوم
زفر ليون محاولا اخراج كل الاحباط والقلق اللذان يعتملان بصدره قبل ان يقول
ابي سيموت انجي، استسامحين نفسك ان حرمته من رؤية ولدينا للمرة الاخيرة.

ولداي قالت انجلينا بقسوة، انت لا تملك أي حق في ان تلومني على ما افعله الان ليون، وفر كلماتك فانا لم اعد اصدقك
هيا انجي، اعترفي انك لن تستطيعي ان تعيشي مع ذنب مماثل، انه ليس والدي انا فقط، هو يكون والد صوفية ولوشياس
فور ذكره للوشياس احست انجلينا بان قلبها ينبض بالم داخل صدرها، كانت قد قررت الابتعاد عنه باجحاف، تلاثية الحب التي ادت الى كل الالم الذي شعرت به طوال سنوات كان لابد لها ان تنتهي اخيرا.

استمر ليون بالحديث، لكن كل ما كانت انجلينا تراه هو شفتاه اللتان كانتا تتحركان، بينما سرحت في عالم اخر تتذكر كيف ان ليون خانها بكل بساطة.
اخرجها من ذكرياتها صوته الحازم وهو يقول: هل ما زلت مصرة على عدم الذهاب انجي.

اووه ليون انت بالفعل انسان لا تطاق، ردت انجلينا بثورة غضب، كان ليون الوحيد الذي يمكنه اخراج طبعها الناري وعنادها وحتى التوتر القوي الذي يجعل انفها الصغير يحمر من الحنق، وكانه كان يقوم بذلك متعمدا، فقط ليتامل ذلك الوجه الملائكي و تلك البشرة البيضاء المحمرة من الغضب والعينين الخضراوتين والذي يتغير لونهما مثل احاسيسها المتقلبة.

اقترب منها دون شعور وقد غلبته العاطفة مرة اخرى الى حب حرم منه لوقت طويل، امسك بخصرها وقربها اليه بقوة انستها الكلمات الجارحة التي حاولت التفوه بها ولتتوه في بحر الاحاسيس العميقة والتي لن تشعر ابدا بها بقرب أي رجل سواه.
بعد مدة طويلة ابتعد ليون عن شفتيها دون ان يترك خصرها، لم تكن قادرة على الوقوف وكان قدميها اصبحتا من القطن، اسندها ليون الى صدره القوي بثبات.

امسك بخصلة ذهبية من شعرها، قبل ان يقول، لما قصصته انجلينا، كان شعرك رائعا لم تحتاجي يوما الى قصه
رفعت انجلينا راسها تتامل وجهه بملامحه القوية والتي كانت تذوب فيها حبا في السابق، لطالما احبت ليون، احبته حتى حين دمرها بانتقامه، عشقته رغم كل العذاب الذي اذاقها اياه. كان حبا مؤلما لكنها لم تكن تملك القوة الكافية للابتعاد عنه، حتى حين اتهمها ظلما فضلت مسامحته ونسيان الماضي من اجل بداية جديدة.

شعر ليون فجاة بان انجلينا تصلبت بين ذراعيه رفع راسها لتواجه نظراته المخملية والمليئة بالحنان
قبل ان يقول بصوت دافئ بعيدا كل البعد، عن الصوت المهدد والساخر الذي بعث فيها الرعب منذ لحظات
اتمنى لو ننسى كل ما حدث انجلينا، اتمنى ان انسى اخر 5 سنوات من حياتي
ابتسمت انجلينا ابتسامة باهتة وكانها تشاطره نفس الرغبة في النسيان.

لكنه بدل الاعتراف بذلك ابتعدت عن دفئ صدره القوي مزيحة ذراعيه اللتان كانتا تضمانها بتملك وتقول
اخشى انني لا اشاطرك هذه الرغبة ليون، انا لا اريد ان اتذكر الماضي، هذا يعني انني لا اتمنى الاستمرار من حيث توقفنا منذ خمس سنوات، حملت حقيبة يدها الموضوعة فوق طاولة المطبخ الرخامية وتحولت نحو الباب محاولة الخروج قبل ان يوقفها صوته الحازم
انتظري انجلينا لا يمكنك الخروج هكذا.

التفتت انجلينا الى مخاطبها ورمقته بنظرة تحدي قبل ان تقول، انا امراة حرة الان، ومنذ اليوم ساتصرف على هذا الاساس، مارك يريد مني ان اصبح حبيبته وانا افكر في ذلك بجدية.
تحولت نظرات ليون الهادئة الى ثورة من الغضب البركاني قبل ان يقترب منها بلمح البصر ويمسكها بيدين متملكتين قبل ان يبتسم بانتصار وهو يرى تاثير كلماته عليها.

او تعلمين شيئا انجلينا مو يمكن لمارك ان يذهب الى الجحيم انا لم اعد اريد الطلاق، انت زوجتي وستظلين كذلك لفترة طويلة، لقد تركت لك الخيار في السابق وانت لم تستغلي الفرصة جيدا، ربما لم اعد احتاج الى غفرانك او حتى الى حبك الان وبعد اليوم ربما سيزداد كرهك لي، اكرهيني لو شأت بيتي مو فالكره عاطفة قوية كالحب وهذا ما كل احتاجه في سريري.

حاولت انجلينا ان ترد على هجومه المفاجئ وهي تستوعب ببطء كلماته، لكنه كان الاسرع، حملها بخفة نحو الطابق العلوي وهو يقول، ليلة واحدة لا تكفي انجي، معك انت انا دائما ارغب في المزيد.
في لندن
خرج لوشياس من مكتبه بعد ان امر مديرة مكتبه ان تحجز على الطائرة المتجهة الى اثينا، لديه ساعتان ليصل الى المطار قبل ان تقلع طائرته.

بعد نصف ساعة من القيادة المتوترة وسط الازدحام الشديد، وصل لوشياس اخيرا الى مطار هيثرو، حيث صف سيارته في المراب وانطلق سريعا نحو بوابة المطار.

في اليونان على جزيرة باروس.
كانت كانديس جالسة على الشرفة المطلة على بحر ايجة الرائع بلونه الازرق الداكن، حين وصلها اتصال من ليون يخبرها انه تمكن من اقناع انجلينا بالعودة معه، تهلل وجهها من السعادة وهي تنظر الى سيزار الجالس بقربها دون حياة قبل ان تقفل الخط وتقول بصوت ملئه الفرح
اخيرا سيزار اخيرا ستعود انجلينا وحفيدينا الى الديار.

تغيرت ملامح سيزار من الدهشة الى ابتسامة اكتفاء اكتستها معالم المرض التي انهكت رجلا قويا مثله، قبل ان يتنفس بعمق ويقول اخيرا كانديس، اخيرا ساموت بضمير مرتاح
امتعضت كانديس من كلمات زوجها المتشائمة قبل ان تمسك يديه بحنان شديد وتقول
انت رجل قوي سيزار لقد اجتزنا عقبات شديدة في الماضي، ونحن قادران اليوم على اجتياز هذه العقبة من جديد
اتعتقدين قال سيزار
بل انا متاكده من ذلك ردت كانديس وفي عينيها بريق امل.

استيقظت انجلينا بشعور غريب، احساس من الالم ممزوج بتعب شديد حركت راسها بتمهل قبل ان تفتح عينيها وتنظر الى ديكور الغرفة الملكي والذي كان يسبح في الظلام، ثوبها العاجي الرقيق ممزق بعنف قرب السرير.

وللحظة عادت ذكريات اليوم تضربها بقوة، لتنهار في بكاء مرير، تتذكر كيف صرخت ومزقت اظافرها كتفيه وصدره وكيف ان يداه انتزعتا ثوبها بوحشية لتصبح بدون أي دفاع امامه. توسلت في الاخير وذرفت دموعا مريرة ترجته ان لا ياخذها بتلك الطريقة المهينة، لكنه ظل جامدا مستمتعا بثورتها الضعيفة امام اصراره القوي، كان عنيفا في حبه، قاسيا ثم محبا وكانه ينتقم للسنوات الطويلة التي حرم فيها من حبهما او علاقتهما الجسدية، فهي بعد ما فعله لم تعد تكن له سوى الاحتقار، انهارت انجلينا على السرير مجددا واغلقت عينيها بشدة، بينما انسابت دموع مريرة على الوسادة الحريرة تغرقها بدموع الخيبة والندم.

فتح الباب وظهر ليون بتجينز ازرق باهث بينما ظل صدره الصلب عاريا، رمقته انجلينا بنظرات احتقار وكره اقترب منها بهدوء ووضع الصينية الصغيرة قربها.
قهوة وخبز محمص لعروسي الجميلة، هذا كل ما استطيع صنعه.

طاطات انجلينا راسها محاولة الابتعاد عن نظراته وكلماته الساخرة، ازاح ليون خصلة من على وجهها المحمر من كثرة البكاء ووضعها وراء اذنها قبل ان يهمس بصوت هادئ، منذ اليوم ستعيشين كما اريد، رفضت ان تكوني زوجة في الماضي وفضلت الهروب اليوم وبما انك تفضلين دور العشيقة فهذا كل ما ستنالينه اتمنى ان تتمتعي بذلك فانا عاشق افضل من مارك بكثير والان انهضي يمكنك ان تاخدي حمامك فانا قد اكتفيت منك لليوم.


look/images/icons/i1.gif رواية وعاد من جديد ندوب من الماضي
  23-03-2022 12:03 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ندوب من الماضي الجزء الثاني للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع

توقفت سيارة ليون الفارهة امام منزل انجلينا قبل ان يامرها بصوت بارد
انزلي
تمسكت انجلينا بيد ليون برجاء وهي تنظر الى وجهه القاسي والذي كان يرمقها بنظرات غريبة قبل ان تقول بتردد
ليون اتوسل اليك، انت لا تعرف ماسيفعله هذا بالولدان، انهما لا يعرفانك جيدا ستكون هذه بمثابة الصدمة بالنسبة لهما
احقا رد ليون وهو يرمقها بسخرية، لم اكن لاعرف هذا، اذا ما رايهما في مارك فهو ياتي بصفة رسمية الى البيت.

تكونت غصة مؤلمة في حلق انجلينا منعتها من الرد، تعلم انها كانت مخطئة حين تركت مارك ياخد مكان ليون في حياتهما، تعترف انه كان صديقا مخلصا منذ زمن ويشهد القدير انه ساعدها للخروج من الازمة النفسية التي كانت ستعصف بحياتها خمس سنوات مضت.

تحركت من المقعد قبل ان تفتح الباب بيدين مرتعشتين وهي تنظر الى ليون والذي كان ينتظرها واقفا امام الباب يتاملها بغطرسة. الا انها توقفت في اللحظة الاخيرة وتحولت نظرة الانكسار في عينيها الى نظرة تحدي وهي تقول:
ليس قبل ان نتفق.
ارتفع حاجب ليون بسخرية وهو يقول: نتفق على ماذا انجلينا، لا اظن انني سمحت لك ان تبرمي أي اتفاق
صرخت انجلينا فيه بعناد وهي تنظر الى ملامحه الواثقة.

انت لن تملي علي ما سافعله بحياتي افهمت
اقترب منها بلمح البصر وامسك بيدها التي كانت تلوح بها امامه، ليصر من بين اسنانه بغيض وهو يعصر معصمها بيد فولاذية.
بل سافعل، وانت ستقومين بكل مايطلب منك بفم مطبق مفهوم
اذهب الى الجحيم صرخت انجلينا بعصبية والم
انا اعيش هناك منذ سنوات رد ليون بمرارة، هيا الى الداخل قال وهو يدفعها امامه، لن تماطلي اكثر
لا لن ادخل من ذلك الباب قبل ان تسمع شروطي
اذا تفضلين البقاء خارجا.

في مثل هذا الجو قال وهو يتاملها في معطفه الاسود الطويل والذي يعلم جيدا انه الشيء الوحيد الذي ترتديه.
نظر اليها ليون بضيق قبل ان يقول، حسنا ماذا لذيك بعد
اريد منك ان تعاملني باحترام قالت انجلينا بتردد، لاارغب في ان تعاملني باستهتار امام عائلتك، لن اكون ابدا عشيقتك امامهم
ظهرت على وجه ليوم نظرة اندهاش، من تحسبينني لاعاملك كعشيقة امام والدي، أي وغد تضنيني لاقوم بذلك.

انا اعرف أي وغد تكون ردت انجلينا وظهرت الحسرة في عينيها الخضراوين
زفر ليون بضيق قبل ان يقول اهذا كل ما في الامر
لا ردت انجلينا باصرار، انا لن ابقى في اليونان لاكثر من شهر، عدني انك ستعيدني الى بوسطن مجددا
اعدك بذلك قال ليون بهدوء وبرقت عيناه بنظرات ذات مغزى.
الان انت من سيستمع الى شروطي.

ستتعاملين بكل الاحترام اللازم مع والدي، وستعرفين الولدين الى جديهما بطريقة لائقة، كما ستادين واجبك كاملا كعشيقة لي طوال الفترة التي ستقضينها بباروس سكت ليون قليلا ينتظر ثورتها لكنها ظلت ترمقه ببرود.
زفر بعمق قبل ان يضيف، اذا وافقت على شروطي كاملة، سامنحك حريتك في ظرف شهر من الان.
ارفض ان اكون عشيقتك تحت أي ظرف قالت انجلينا من بين اسنانها.

هذا العرض اما ان تاخديه كاملا او تتركيه هذا يعود لك رد ليون وهو يتامل شفتيها المنتفختين من الحب الجارح اللذان تبادلاه منذ ساعات قليلة.
موافقة قالت انجلينا باحتقار.
بعد رحلة طويلة وصلت طائرة لوشياس الى مطار اثينا، كان الحارس الشخصي للليون في انتظاره.

ظهرت نظرة امتعاض على وجه لوشياس، فهو لم يكن يرغب في أي طاقم حماية، في لندن تعود ان يكون لوشياس فقط دون رسميات ودون كلفة، كان يشعر اخيرا بانه حر بعيدا عن ما يفرضه عليه لقب عائلته العظيم.

فتح الحارس باب السيارة بابتسامة مقتضبة اعادها لوشياس، قبل ان يدلف الى الداخل، طوال الطريق كان لوشياس يتامل شوارع والابنية البيضاء، كان يقارن دون وعي جمال اثينا بشمسها دافئة وبحرها بلونه الازرق البراق، ببرودة عاصمة الضباب.
توقفت السيارة اخيرا امام مجموعة شركة اورليوس، ليفتح الحارس الباب وياخدا المصعد الى اخر طابق حيث تاهبت طائرة الهيليكوبتر استعداد للذهاب الى باروس.

كان لوشياس غائب الذهن الى المياه الزرقاء لبحر ايجه، يتذكر كيف انه رحل عن وطنه دون أي ندم تاركا وراءه عائلة تندب رحيله منذ ذلك الحين، لكنه كان قد اكتفى، لم يعد قلبه يتحمل كل الظلم الذي سقط عليه خصوصا من اعز شخصين الى قلبه والده وليون.

توقفت الطائرة اخيرا في المهبط المخصص لها ولاحت الاعمده البيضاء المميزة لقصر اورليوس، تنفس لوشياس بعمق قبل ان يترجل من المروحية ويقترب من القصر بخطى حثيثة ينتظر رد فعل زيارته المؤجلة منذ وقت طويل.

بعد دقائق من الصمت قضاها ليون يتامل الاثات الناعم لمنزل انجلينا، توقف اخيرا يستمع الى الصرخات المميزة من الطابق العلوي والتي كانت تعلو الى وصلت اخيرا بقربه، كان اندي كالمعتاد يشاكس لوسيا الحانقة والتي تغضن انفها كوالدتها وهي تصرخ فيه بحنق
اندي اعد الى لعبتي هذا ليس عدلا
حرك الفتى الشقي راسه وهو يقول، انت من راهنت عليها وانا فزت و اللعبة اصبحت لي الان.

ابتسم ليون وهو ينظر الى ولديه، كل ما يملكه عنهما مجرد صور بعيدة التقطت بايدي محققين لاول مرة يقف عاجزا ينظر الى هذه البراءة والتي تركته دون انفاس، انتبه اخيرا الى ان الصغيرين قد توقفا عن الشجار واقتربا يتاملانه بدهشة
انا اندي من انت؟ سال اندرياس الغريب بفضول
ابتسم ليون لسرعة بديهة الصبي، وهم بالاجابة لكن صوتا قاطعا من الدرج اوقفه.

اندي لوسيا، الى فوق، كانت انجلينا قد غيرت معطف ليون الى ملابس العمل قبل ان تنزل الدرج وتطلب من الولدين الصعود على الفور.
اسفة قالت انجلينا وهي تنظر الى ثورة الغضب في عيني ليون
يجب ان تترك لي مهمة شرح من تكون بالنسبة لهما فهذا سيكون صعبا
ومن جعله صعبا جاليكيا مو لا اظن انه انا رد ليون بسخرية باردة.

عصرت انجلينا على اصابعها بعنف قبل ان تقول، ليون لا داعي للغوص في الماضي مجددا، انت تريد للولدين ان يتعرفا على جديهما وانا وافقت لاداعي اذا لمناورات كلامية نحن نعرف مسبقا انها ستنتهي بالمزيد من الالم لكلينا
اوما ليون براسه موافقا، رغما عنه كان يعلم انه قد اذاها سابقا حين فضل عائلته لكنه كان مصمما على التشبت بعناده الى النهاية.

اذا متى ستعود؟ سالت انجلينا بقلق انت تعلم احتاج الى ان اخبر المستشفى بغيابي.
رن هاتف ليون في تلك اللحظة، اشار اليها بالانتظار قبل ان يرد على الهاتف وتتحول نظراته الى نظرات مقلقة قبل ان تظلم عيناه ويتصلب فكه بطريقة عصبية، خلال زواجهما القصير ومعرفتها بليون كانت تعلم ان وراء تلك النظرات خطبا جللا. وان هناك مصيبة حقيقية.

استمر ليون يتحدث بلغته الام مما جعل من الصعب على انجلينا معرفة سبب غضبه والتي وقفت بذهول تنتظر نهاية المكالمة، و اخيرا اقفل ليون الهاتف وزفر بقوة قبل ان يغرس اصابعه في شعره الاسود
هل هناك من خطب قالت انجلينا، هل هو والدك
لم يستطع ليون الا ان يلاحظ القلق الحقيقي في عينيها الخضرواتين واللتان كانتا تنتظران تفسيرا.
لاباس بيتي مو، والدي بخير، انها مشاكل في العمل ليس الا.

أي نوع من المشاكل سالت انجلينا باهتمام.
ناقلة النفط اطلانتيس قد غرقت في المحيط.
يا الهي صرخت انجلينا بدون شعور، تعلم جيدا ان اطلانتيس من اكبر الناقلات واهمها في اسطول اورليوس غرقها قد يكلفهم الكثير.
ما الذي حدث ليون، هل اخبروك
ليس بعد قال ليون باظطراب.

لقد اتصل اميرال السفينة قبل نصف ساعة من غرقها بالمكتب الرئيسي باثينا. لكنهم فقدوا الاتصال به بعد ذلك. علي الان ان اتابع الوضع بنفسي. اطلانتيس كانت تحمل الاطنان من براميل النفط غرقها بحد ذاته يعتبر كارثة ايكولوجية، يجب التصرف بسرعة قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة.
هل يمكنني المساعدة قالت انجلينا بصدق.

فنجان قهوة في الوقت الراهن سيكون كافيا رد ليون، وهو يضغط على فكه محاول اخفاء الجانب العصبي من شخصيته والذي كان يهدد بالخروج.
ساعات بعدها قضاها ليون في اتصالات عديدة اخرها من رئيس الوزراء والذي اكد له ليون على انهم قادرون على احتواء الكارثة. زفر ليون بعنف، كان بالفعل رغم امتعاضه من الفكرة يحتاج الى خبرة ومعرفة ديمتريوس في مثل تلك الاوضاع.

في مكان بعيد، وسط الجزر الاستوائية كان ديمتريوس مستلقيا تحت اشعة الشمس الدافئة بينما التفت يدان خبيرتان تمسدان كتفيه القويتين بنعومة.
رن الهاتف بجانبه فجاة، ليفتح عينيه مشيرا للفاتنة السمراء بالابتعاد قبل ان ياخد المكالمة وتتحول ملامحه الى دهشة قوية
هل تقول اطلانتيس، هل انت متاكد انها فعلا كارثة، قال ديم وهو يرفع يده ليضعها على جبهته يمسدها بعصبية قبل ان يسال مخاطبه
هل علم ليون.

زفر ديم بعنف قبل ان يقول: اسمع ما عليك فعله، اتصل بكل من خفر السواحل، ثم بهيئة حماية الحياة البحرية سيعرفون ما عليهم فعله ثم خد 20 من اكفئ المهندسين والعاملين بالصيانة، اطلانتيس لا يمكنها الغرق بمثل تلك السهولة، تحتاج الى ايام لكي تهوي كليا في المياه، هناك فرصة قوية في تلحيمها واعادة قطرها الى اليابسة، سكت قليلا قبل ان يضيف، اريدك ان تبعث إلى بجميع المعلومات عن رحلة اطلانتيس، طاقم القيادة العاملين كمية براميل النفط التي كانت تنقلها. كل شيء، ثم لا تخبر ليون بانك اتصلت بي فانا ساعود اليوم.

بعد تاكيد من الطرف الاخر، وضع ديميتريوس الهاتف وزفر بعنف لياخد قميصه الصيفي بالوانه الزاهية و يطلب من السمراء الفاتنة ان تجمع اغراضها.
انتهى وقت الاستجمام بريانا سنعود الى اليونان اليوم، هناك امر مهم علي الاشراف عليه بنفسي.

اطلانتيس كانت تعني لديمتريوس الكثير، يتذكر كيف احب تلك الناقلة العظيمة منذ الصغر، هي من جعلت رغبة تصميم السفن تغزو عقله، ثم بعد ان اصبح مهندسا صغيرا في اسطول اورليوس، كانت اول سفينة ساعد في ترميمها غرقها بالنسبة اليه يعتبر كارثة شخصية اكثر منها مادية كليون.

ليون هل انت بخير
سالت انجلينا وهي تحرك كتفه ببطء، كان ليون قد غفا على الصوفا دون ان يشعر
انتفض ليون من اللمسة الهادئة على كتفه قبل ان يفتح عينيه ويتامل الفاتنة التي كان تنظر اليه بقلق، تحرك ليون من على الصوفا ليعود الى الجلوس مجددا قبل ان يعتذر باقتظاب،
اسف انجي، اظنني غفوت.

اظن انك كنت متعبا بشكل كبير، قالت وهي تحدق فيه باضطراب، كانت مشاعرها غريبة تريد ان تكرهه بكل جوارحها على ما فعله البارحة على ما فعله طيلة سنوات زواجهما، ظنت اخيرا انها نجحت في ذلك لكن بمجرد ان عاد يغزو حصون قلبها الضعيفة حتى استسلم قلبها الخائن دون دفاع، حتى حين حاولت رد صفعته بكذبة حول علاقتها بمارك، كانت فقط تريد اثارة غيرته، لكنها لم تتوقع ان يتصرف بمثل تلك القسوة، مع انه لم يكن قاسيا طوال الوقت، وضعت انجلينا يديها على شفتها السفلى تتحسس الجرح الصغير من جراء قبله العنيفة واحمرت خداها للذكرى القوية.

قبل ان تنتبه الى انها قد شردت بعيدا، بينما هو يتاملها بصمت
كنت اقول ان الوقت قد تاخر
سارحل الان اذا كان هذا ما تريدينه انجلينا
تنفست انجلينا بعمق قبل ان تقول، لاداعي لذلك انت متعب، القيادة في مثل هذا الطقس ليست فكرة صائبة بالمرة اكملت وهي تتأمل النافذة الكبيرة المطلة على الحديقة والتي ملات افريزها ندف كثيرة من الثلج المتساقط حديثا، كنت فقط اريد اعلامك بان العشاء صار جاهزا.

اشكرك قال ليون بهدوء وهي يتامل نظراتها البريئة، كل تلك السنوات لم تغير في انجلينا ولو قليلا، ما زالت رغبته في حمايتها ومنه بالخصوص تظهر كل ما نظر الى وجهها الملائكي والقريب الى الطفولة منه الى زوجة ناضجة، زوجته...
ازاح ليون عينيه من عينيها فقط لكي يكبح رغبته القوية في حملها بين ذراعيه بعيدا حيث لا التزامات ولا وعود ولا مشاكل عمل.
هل غادرت صوفية، اظننني لم ارها طوال تواجدي هنا اليوم.

صوفية في العمل قالت انجلينا بتوثر
كانت قد تفاجئت بسيل من البريد الصوتي. مكالمات قلقة منها ومن مارك يسالان عنها، تشعر بالثوثر لمجرد فكرة ان تشرح حقيقة الموضوع لها، لمارك خصوصا وانها قد تترك البرنامج الجراحي مجددا، كم كانت متحمسة.
لتتعلم على يد جراح مثله، ربما ليس مقدرا لها ان تصبح جراحة يوما
تنهدت باسى وهي تصحب ليون الى غرفة الطعام حيث كان ا لولدان قد جلسا ينتظران انجلينا وزائرهما الغامض.

في مستشفى بوسطن العام.
ها قد اتى اخيرا، اعرفك بمارك جزافير شيبرد رئيس قسم جراحة القلب بالمستشفى قال رئيس الاطباء وهو يعرف مارك بالرجل الجاد التعابير والذي وقف باحترام لمصافحته قبل ان يعود الى الجلوس بهدوء ويضع الملف امام مارك والذي ظل واقفا.
من دون ان اطيل عليك دكتور شيبرد. انا اعاني من تضيق في الاورطي واحتاج الى تغيير صمام مزدوج ولاصلاح جدار القلب.

هل انت متاكد سال رئيس الاطباء وهو ينظر الى سيزار بدهشة.

بالطبع، في الملف ستجدان المخططات وصور الصدى والاشعة الصدرية وكل شيء، ربما املك نصف مستشفاكم لكنني ما كنت لاسافر كل هذه المسافة من اليونان الى هنا لو لم يكن الوضع قد تدهور بشكل خطير، والطبيب مور في لندن قد رفض بالفعل اجراء العملية لانني مصاب بتدهور قلبي، ارتفاع كبير في ضغطي الرئوي اضافة لاصابتي بجلطة في الاذين الايسر، الجميع يظن انني ساموت على طاولة الجراحة اذا قاموا باجراء العملية لي.

وما الذي يجعلك تظن اننا سنفعل ما قد رفضه اطبائك بالفعل، سال مارك وهو يقلب محتويات الملف باهتمام.
انا لست اكبر المساهمين في مستشفايتهم رد سيزار بهدوء وهو يرمق رئيس الاطباء بنظرات ذات مغزى.
يمكنهم الرفض، لكن ريتشارد لا يمكنه ذلك.
بعد هذه المحادثة القصيرة اعتذر سيزار ليخرج من المكتب ويترك لمارك حرية مناقشة حالته مع رئيس الاطباء
قطعا لن اقوم بعملية مماثلة كرر مارك بعناد.

انتظر لحظة مارك قال الاخير محاولا تغيير رايه نحن حتى لم نناقس الموضوع.
هل قرات الملف قال مارك بحنق، ضغطه الرئوي قد وصل الى مرحلة خطيرة
انه يدرك جيدا المخاطرة
اوه في هذه الحالة لاباس، لا اعرف سبب قلقي الشديد رد مارك بسخرية ربما ستتذكرني هذه المستشفى بانني كنت السبب وراء قتل اهم مستثمريها، لكن هيي على الاقل سيتحدثون عني بعد ان اكون قد خسرت رخصتي في ممارسة الطب بالفعل.

مارك يكفي قال الرئيس بحزم واجلس قليلا فانت ثتير اعصابي
دعني اخبرك شيئا، سيزار كان كريما جدا مع المستشفى، شركته تتبرع بالملايين من اجل الابحاث التي نقوم بها، خصوصا ابحاثك مارك، رفض طلبه يعتبر كاهانة قاسية لرجل لم يقم سوى بمساعدتنا.
المعذرة هل هذه ستكون محاظرة حول مواردنا المحدودة وكم نحتاج الى المزيد من المساهمين كسيزار اورليوس لكي يبقى المستشفى ابوابه مفتوحة.
أجل.

مازلت لن اجري الجراحة قال مارك بهدوء يثير الاعصاب
كفى مارك، نحن نحتاجه انت تحتاجه بحثك يعتمد بالكامل على الرجل.
اطرق مارك قليلا، فهو يعرف ان بحثه يحتاج الى ملايين الدولارات ليصبح حقيقة ملموسة.
حرك راسه دون اقتناع قبل ان يقول، حسنا ساقوم بالجراحة لكن انت من سيتحمل النتائج
بالتاكيد، امر اخر قال الرئيس، سيزار يريد ان يخضع للجراحة في اليونان.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 13 < 1 5 6 7 8 9 10 11 13 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
صور رمضان وعادات لابد من القيام بها في رمضان وأخرى لابد من تجنبها princess
0 1015 princess
يا جارة الوادي طربت وعاداني - فيروز Moha
0 346 Moha
المكتبة وعادة القراءة عند الأطفال Moha
0 272 Moha
امور وعادات تجعل حياتك أكثر سعادة janatna
0 453 janatna

الكلمات الدلالية
رواية ، وعاد ، جديد ، ندوب ، الماضي ،











الساعة الآن 01:41 PM