رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامن
صدحت الموسيقى الحالمة في جوانب الحديقة الفسيحة لقصر عائلة اورليوس اليوم احتفال كبير احتفال بزواج ليون من حبيبته انجي حفل الاستقبال ضم العديد من الاسر اليونانية المعروفة ورجال الاعمال والسياسين كانت عائلة اورليوس عائلة عريقة يرجع مجدها الى ماركوس اورليوس القيصر الروماني نفسه الكل اراد ودهم كانوا قوة بحد ذاتها كانت همهمات الحضور تصل الى مسامع انجي وليون بعضهم كان سعيدا برؤية الزوجين الرائعين.
البعض الاخر اعتبر انجي صائدة ثروات وليون وغدا ونذلا لهجره أاناركي قبل اسبوعين متزوجا الفاسقة التي حملت بابنه سفاحا لكنهما لم يهتما كانا سعيدين مشغولين باكتشافهما الجديد و الذي لم يخمد منذ تلك الليلة العاصفة في نيويورك حيث بثها حبه بطرق لم تكن لتعرفها مع رجل. ليمنحها حياة صغيرة متمثلة في ابنها. اقترب مجموعة من حيث يقفان انجي قبلتها فتاة يونانية رائعة على: تهانينا القلبية لك.
شكرا. ردت أنجلينا وعلى معالمها القليل من الدهشة طوني وكارمن: - قال ليون بابتسام وهتان هما تانيا و لوسيا ابنتا عمنا من لندن سمعنا الكثير عنك من صوفية قالت الفتاتان مرحبا بك في العائلة قال طوني مبتسما ابتسمت له انجي بود قال طوني بمزاح مخاطبا اختيه وزوجته لن نحتكرهما لوقت اطول يا فتيات. تهانينا.
- ابتسمت ليون لانجلينا وهي تختلس النظر اليه. لقد أصبح زوجها منذ ساعات قليلة وهي تتود خجلا كلما نظر اليها بنظراته التي اذابت عظامها من الحرارة لكم تعشقه وكم تعشق وجهه الوسيم.
اخيرا اتى وقت تقديم نخب العروسين، استقر الجميع بترتيب دقيق من ابداع صوفية التي حرصت على أن تكون الخيمة كقصر خرج من قصص الجنيات بلون ستائره البيضاء والكريستالات التي تتذلى من السقف بابداع فني رائع، كانت طاولة العروسين تضم كلا من ليون وانجي والسيد سيزار وزوجته وصوفية بين بقي كرسي ديمتريوس فارغا لم يره احد بعد مراسيم الزفاف كانت انجي تجيل راسها بحثا عنه دون جدوى وقف طوني ليقول اول نخب للعروسين.
علقت صوفية بانزعاج كان المفروض ان يكون ديمتريوس هو من يرفع اول نخب لكن الغبي غير موجود سادق عنقه عندما اراه قالت صوفية بحنق مكورة قبضة يدها الصغيرة بعصبية كان والدها هو من اجابها اتركي ديم وشانه انه رجل بالغ لم تحاول انجي التعليق على الوضع كانت مرتبكة. لا تفهم سبب ابتعاد ديم عنها في الفترة الاخيرة.
علاقتهما كانت مثينة في نيويورك، كان اول من منحها الاحساس بالامان وسط العائلة تمنت بكل جوارحها ان لا يكون وراء اختفاءه شيء سيء.
المعذرة هل يمكنني الحصول على انتباهكم طرق طوني كأس نخبه مبتسما للجميع تنحنح قليلا قبل ان يرفع الكأس مرة أخرى امامه ليقول: اريد ان اقدم نخبا لقريبتنا الجديدة انجلينا اورليوس اتمنى انك حصلت على كفايتك من النوم هذه الايام لانك مع ليون لن تحضي به لفترة طويلة جدا. ضحك الحاضرون للمعنى المبطن لكلام طوني احمر وجه انجلينا خجلا، اقترب ليون منها ليهمس بصوت خافت: هذه حقيقة، انا اتحرق شوقا لاضمك بين ذراعي.
ليون يكفي عاتبته بصوت غير مسموع وازداد خجلها واحمرار خديها اما السيد سيزار فرمق طوني بنظرة قاسية شباب اليوم لا يملكون أي حياء غمغم بضيق نحو كانديس التي كانت تضحك بدورها اقتربت منه تتامل ملامحه الوسيمة والتي لم تغيرها السنوات لتقول بدلالها الفطري: و انت كيف كنت في شبابك سيزار دعني اتذكر. امم. كنت اوقح من طوني بقليل، ضحكت كانديس لنظرة الامتعاض التي علت وجه زوجها.
بعدها جاء دور السيد سيزار نهض رغما عنه. غصوفية من زجت به في هذا الموقف واصرت على ان يقدم تهنئته للعروسين: ليون. سيكون زوجا جيدا اعلم ذلك لانني انا من ربيته وايضا لانه يعرف انني امتلك سلاحا. وهو يعرف جيدا انني يمكن ان استخدمه في أي وقت، لذلك سيبقى عاقلا لفترة طويلة من الزمن. اليس كذلك بني؟ اومئ ليون براسه علامة الموافقة ولاحت ابتسامه واهية على شفتيه اختفت بالسرعة التي ظهرت بها وهو يطوق انجلينا بذراعه.
بعده كانت السيدة كانديس: كانت سعيدة وانهمرت دموع فرح من عينيها. خنقتها الدموع لدرجة ان صوتها خرج مبهما وهي تتقبل انجلينا في العائلة. وتتمنى لو كان لوشياس معهم اليوم. ظهر بريق غريب في عيني ليون واختفي بسرعة وهو ينهظ ليقدم نخبه لعروسه الجميلة - انه شيء نادر معرفة شخص يمكنك ان تدفن نفسك فيه بالكامل شخصا يقبلك، يحبك رغم كل عيوبك انتظرت ما يبدو لوقت طويل لاتغلب على مشاعري انجلينا.
اشعر انه اخيرا يمكنني ان ابدا الأن كانت انجي تنظر اليه بحب كبير بينما كانت نظراته غائمة يصعب سبر اغوارها اريد ان اقدم نخبا لزوجتي الفاتنة: ليست هناك فترة من الزمن تكفي لاعبر لك عما اشعر نحوك لكن لنبدأ بالابد رفع الجميع كؤوسهم لكلمات ليون الرقيقة وترقرقت عيون الفتيات بدموع الحسرة كانوا يحسدون انجي على حب ليون الكبير.
صدحت الموسيقى مرة اخرى، ليراقص ليون زوجته مفتتحا بذلك حلبة الرقص. وهو يديرها بخفة وتنساب هي على الحلبة برشاقة وعيناها تنظران اليه بعشق لم تعد تخفيه. بعد تقطيع قالب الحلوى اعتذرت انجلينا لتصلح من مظهرها فقد تعمد ليون اغراق وجه انجي بالحلوى. كانت تمر بالرواق المؤدي الى غرفتها عندما رات شبحا واقفا ينظر الى البعيد اقتربت قليلا لتستوضح هوية الغريب كان ديمتريوس صرخت انجي بفرحة كبيرة: ديم هذا انت!
قال ديمتريوس بسخرية يشوبها الالم: الاشبين لم يكن بحالة جيدة ليرفع لك نخبه ديم لا تقل هذا انت تعرف مقدار محبتي لك اسف اني رحلت ملاكي. ليس مهما كل شيء كامل الان ديم ما كنت لاحلم باكثر مما اعيشه الان اقترب منها ليسألها بحنان: هل تسمح العروس بشرف مراقصتي بالطبع ديم هتفت بسعادة اخد يدها برقة وادارها دورة كاملة. بدت كأميرة خرجت من احدى قصص الخيال. خلابة وثوبها الأبيض الطويل ينساب بحفيف على ارض الشرفة الرخامية.
اين كنت طوال هذه الفترة قالت انجي بعد ان توقفت محاولة العودة لتوازنها: ضحك باستمتاع وظهرت اسنانه البيضاء المتناسقة. كنت في نيويورك نيويورك؟ لماذا لاشيء اعمال عالقة أضاف بدون مبالاة هل انت بخير ديم لم يعد يستطيع كبح نفسه. وهي تنظر اليه بعينيها الجميلتين اللتان اشعتا ببريق خلاب اقترب منها يدفعه شوق بدائي ليضمها بقوة الى صدره ويستنشق عبير شعرها الحريري.
علت الدهشة وجه انجلينا من تصرفه الوقح والمستغرب. لتدفعه عنها باستهجان بادرها ديم بقوله: ماذا؟ هل تظنين ان هذا سيدمر زواجك من ليون. يعتبرك خائنة لعهوده مثلا. اه انتظري انت لم تقولي أيا منها. صحيح؟ لا داعي للقلق انجلينا. لست الوحيد الذي يمكن ان يفعل ذلك صدقيني ماذا تعني؟ لا شيء ادارها الى الجهة المقابلة مكملا الرقصة اظن انه علي ان اودعك قال ديم بغموض.
بدات الدموع تتجمع في عيني انجيلينا مهددة بالانهمار. حتى بتصرفه الوقح وكلامه المبهم لم يكن ديم قادرا على دفعها لكرهه او حتى معاثبته. فالبنسبة لها كان الأمل. طوق النجاة الذي سحبها من الضياع الذي كانت تعيشه. هيا لا تبكي المفروض ان تكوني سعيدة اليوم، على الأقل. من اجل ابنك. مهما كان هذا الزواج مجرد مزحة الا انه مهم لأندي ليحصل على ما يستحقه.
ذكرتها كلماته بابنها قالت وهي تبتعد عن كتفه بسرعة: يجب ان اذهب لارى اندي قبل ان نسافر لشهر العسل شهر عسل؟ عن أي شهر عسل تتحدثين؟ وم الفائدة من وراء ذلك؟ سأل بغرابة لن يصبح شهر عسل حقيقي. اضاف بابتسامة ساخرة سيكون حقيقيا كاي شهر عسل اخر، ردت انجلينا بحده يا لها من مزحة سيئة، رد ديم باشمئزاز انت وليون لابد وانك تمزحين.
لا يمكنك ان تكوني جادة هل انت بهذا الغباء هل صدقت انه يحبك؟ ليون لا يعرف كيف يحب لم يعد له قلب منذ زمن طويل هذا ليس من شانك ديمتريوس، نفضت يده بقوة لكنه عاد ليمسك ذراعيها باصرار ليهزها بعنف.
لا، لايمكنك فعل هذا بنفسك لن اسمح لك بذلك مستحسل ديم، قالت متوسلة بصوت شابه الالم اسمعيني انجي، انت لا تفهمين كان يزيد من ضغطه على كتفيها دون شعور ابتعد عني ديم انت تؤلمني صرخت بصوت باك ابتعد عنها ديميتريوس، الم تسمع ما قالته: جاء صوت ليون من ورائها كطوق نجاة. اتى في اللحظة المناسبة يبحث عنها اقترب من ديم ونظرة قاتلة تعلو وجه، كرجل خبير اكتشف ان ابن عمه ثمل اهدا ديمتريوس اهدا يا اخي.
هل انت مجنون ليون ستقتلها اذا اتخدتها زوجتك لن تتحمل كل هذا، ليست بالقوة التي تظن اهدا ديم اعاد ليون نفس الكلمة بصبر لا، لن افعل يجب لها ان تعرف لن اسمح بأن تؤلمها لهذه الدرجة وقبل ان يقول مالديه. عالج ليون فكه بضربة قوية افقدته الوعي صرخت انجلينا من الرعب لا عليك حبيبتي، قال برقة منافية لما فعله وهو يمسح يده من اثر الدماء التي علقت عليها.
، ديم احتاج الى ضربة ليستعيد رشده. سيتفهم ذلك حين يستيقظ اعدك شرح ليون بصوت بارد هيا حبيبتي بدلي ملابسك لنذهب من هنا. تكفلت صوفية بتوضيب حقيبة سفرك، تركت انجي الشرفة وهي تحدق في وجه ديم الغائب عن الوعي لكن هل سنتركه هنا! رد بعدم اهتمام سابعث احدا في طريقنا ليتفقده لكن.! ليس هنالك من لكن انجلينا. الطائرة ستقلع بعد نصف ساعة.
ودع الجميع انجي وليون برمي الارز عليهما علامة للخصب والفال الحسن عانقت انجلينا كلا من صوفية والسيدة كانديس بدموع حارة اعتني بطفلي امي لا تقلقي اهتمي فقط بسعادتك ودعي أمر حفيذي لي حركت انجي راسها بالموافقة وهي تمسح اهدابها الكثيفة من الدموع التي علقت عليها. استمتعي بشهر عسلك قبلتها على خدها لم تمتد الرحلة بالطائرة المروحية لمدة طويلة اخيرا نزلا انها رودوس صرخت انجي بفرح لا قال ليون ليس تماما.
رافقهما الحارس الشخصي لليون الى ميناء ميندراكي التاريخي وصلا اخيرا الى قارب سريع كان راسيا في الميناء بعدها استغنى ليون عن حراسته الن يرافقنا؟ ضحك ليون باستمتاع على تعليقها. كانت اول مرة تراه يضحك وبانت غمازتان رائعتان في وجهه، كان يبدو اصغر سنا بكثير.
الان بعد ان غير ملابسه الى ملابس عادية مستغنيا عن بذلة رجل الاعمال المتغطرس، لكنه كان وسيما في أي شيء يرتديه.
كانت قوة رجولته تبعث القشعريرة في نفسها وجوعا قديما للحب في قلبها. ركبا المركب السريع الذي شق الماء في ثوان ليصلا بعد نصف ساعة من الابحار الى وجهتهما كانت جزيرة صغيرة وسط المحيط هدية ابي لنا قال ليون مبتسما فتحت انجي فمها من الدهشة منحك جزيرة؟ بل منحنا اجابي مو كان اول مرة يستعمل فيها لفظ حب بلغته الام الفيلا التي اهذاهما سيزار كانت ساحرة بكل المعاني.
مطلة على البحر، فرشت بالوان زاهية وازدانت بالورود في كل مكان لا بد وانها صوفية فهي التي تعشق الورود الى هذا الحد فكرت انجي وهي تهم باستكشاف غرفة النوم وقبل ان تفعل صرخت من الدهشة حين استولت عليها ذراعا ليون ليرفعها نحو صدره وكأنها لاتزن شيئا. ويفتح الغرفة امام وجهها الذاهل: ما الذي تفعله ليون. سألت والكلمات تخرج مخنتنقة بخجلها. انا رجل تقليدي حبيبتي كان علي حملك وضعها برفق بمحاذات صدره.
امسك براسها رافعا وجهها لمقابلته. بدت بريئة في فستانها الازرق بلون صفاء عينيها والذي اختارته صوفية خصيصا لها قبلها قبلة حانية تحولت بسرعة الى قبلة وحشية بثها كل شوقه لم يتركها الا لحاجتهما الماسة للهواء اصبح وجه انجي موردا من اثر قبلته حاول ان يقبلها مرة اخرى لكنها صدته بحنان حبيبي. هل تستطيع منحي بعد الوقت لاستعد، فقط لوقت قصير ابتسم لها كانه يعرف مايدور بداخلها ساذهب للسباحة وافيني عندما تنتهين.
تنفست الصعداء قبل ان تقصد حقيبتها لتخرج بعض الملابس يا الهي صوفية ما الذي فعلته صوفية لم تجمع سوى ملابس لا تترك شيئا للخيال. جريئة ورائعة. خصيصا من اجل عروس تريد ان تبهر. تنفست بقوة قبل ان تقرر قرار جريئا اخدت وشاحا من القماش الناعم لفته بمهارة حولها وذهبت لتبحت عن حبيبها بسرعة قبل ان تغير رايها. وجدته حيث اخبرها. يقطع حمام السباحة بمهارة سباح متمرس سحبت الوشاح من عليها وقفزت وراءه في الماء.
اقترب منها يشدها اليه علت الصدمة ممزوجة بالاثارة وجهه كانت عارية تماما أمام صدره... قال وهو يقبل عنقها بتملك ورغبة: سيدة اورليوس انت لا تكفين عن ابهاري.
اول ليلة كانت كالحلم لانجي ليون بثها حبه بطرق لم تتخيل يوما وجودها قبلها بحرارة اذابت عظامها واحرقت روحها، كان خبيرا في عاطفته جعلها تتحرق الى لمساته وهمسه. تنهدت بشوق وهي تنطق باسمه كاملا ليونايديس -.
نعم هكذا، قوليها اجابي مو قولي اسمي، خرج صوته مثاترا من فرط رغبته. اشعلت فيه نارا لم يعد يقدر على كبحها قبلها، لمسها كانت لمساته لمسات رجل خبير على جسم امراة ثتير فيه كل المتناقضات غابا معا اخيرا في عالم سحري لن يدخله احد سواهما.
بعد مدة عادا اخيرا الى الواقع بانفاس متقطعة، لتضع راسها على صدره تستمع لخفقات قلبه الصاخبة. بعد ان استكان تنفسهما، حضنها اليه بقوة مقبلا راسها انت ليقول بصوت أجش: أنت رائعة الجمال انجي. كان ردها هي مختلفا وعيناها رطبتان بالدموع من شده الاثارة التي منحها احبك ليون احبك من كل قلبي.
قبلها قبلة رقيقة تحولت بسرعة الى شيئ بدائي اقوى واعمق. انه يرغبها يريدها لا يستطيع انكار حاجة جسمه اليها يحتاجها كما يحتاج انفاسه هذه المرة عادا من عالمهما لتنام بين ذراعيه بتعب واستكانة.
كانت رحلة شهر عسلهما رائعة تمكنت فيها انجلينا من التمتع بجمال رودوس التي لم تبعد عن الجزيرة سوى باميال قليلة تكفل ليون بشرح كل شيء لها حول الجزيرة وعن تاريخها كانت مندهشة من كل شيء كانت ترغب في زيارة كل المعالم من متحف الاثري ومتحف الفن البيزنطي الى تمثال رودوس الذي شرح لها ليون انه نصب منذ عام 293 قبل الميلاد لإحياء مقاومة استمرت عشر سنوات ضد الحصار المقدوني.
لكن كل هذا لم يكن بجمال وادي الفراشات حيث قضيا يوما كاملا في تامل تلك المخلوقات الرائعة المتواجدة بآلاف. استمرا على هذه الحال لاسبوعين كاملين قبل ان يصيب انجي التعب والتقرر البقاء معه في الفيلا الرائعة قرب البحر. بعد ثلاث اسابيع. استقيضت انجلينا برغبة شديدة في التقيؤ هرعت مسرعة الى الحمام لتفرغ كل ما بذاخلها. اصابها الدوار بالعجز كانت على حافة البكاء حين ظهر ليون حاملا صينية الفطور.
وضعها باهمال قبل ان يسرع نحو الحمام ليطمئن عليها ابتعد ليون لا اريدك ان تراني في مثل هذا الوضع. من فضلك ارحل من هنا عاودها الغثيان بحدة اكبر هذه المرة زمت على شفتيها بقوة مانعة نفسها من التقيئ غسلت وجهها واسنانها سريعا قبل ان يقترب ليون ليرفع شعرها المبلل بالعرق عن وجهها الشاحب امسك فوطة وجعل يمررها على وجها برقة. لمست قلبها في الصحة والمرض انجي هذا ما وعدنا به بعضنا في الصحة والمرض.
ابتسمت انجي بضعف انها تشك في ما يحصل معها لكنها غير مستعدة بعد لاخباره ظلت جالسة تنعم ببعض السكينة على ارض الحمام البارد مستندة كتفه أفضل الان؟ سال ليون بقلق انا بخير لاتهتم اظنني فقط لم اعتد طبخ الجزيرة هل تريدين ان احضر شخص اخر ليقوم بالطبخ لا قالت بصوت قاطع. اريد ان نعود الى البيت قطب ليون جبينه باستغراب: هل مللتي مني بهذه السرعة ايتها الحبيبة الصغيرة.
تأملت ملامحه الوسيمة باغراء متعمد: لا انت حبيب لا باس به لاباس به! صرخ ليون بذهول وعلت ضحكته مستمتعا باغاظتها: اذا علي تحسين مهارتي المتواضعة. وقبل ان تعرف ما الذي كان يفعله. كان قد حملها نحو السرير العريض ساريك حبيبتي كيف يكون ادائي المتواضع لا ليون كانت تضحك وهي تحاول منعه من فتح ازرار قميصه لم يسمعها اخرس اخر كلمة في حلقها بعناق جارف.
رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسع
عادت انجلينا من زيارتها للطبيب تحمل مفاجئة متوقعة لليون بعد كل الحب المتقد اللذان تبادلاه. سيصبح ابا للمرة الثانية. في الماضي كان حملها هو ما اعاد لها الحياة واليوم سيعيد لها الرجل اللذي كرهته بعمق واحبته بعمق اقوى نزلت دموع الفرحة على وجهها. الهي سترزق بطفل، هي لا تصدق انها تجاوزت الماضي وكل المه لتنعم اخيرا بالسعادة.
استرخت اخيرا على السرير وهي تتأمل ساعتها بفروغ صبر. كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة عندما عاد ليون الى المنزل. دخل راسا الى جناحهما. كانت انجلينا تستريح من التعب ومن الغثيان الذي اصبح مرافقا لها بصورة رسمية قبل ان يفتح الباب.
تهلل وجهها وقرعت دقات قلبها كالطبول حاولت ان تبدو طبيعية لكنها لم تستطع، انه الرجل الذي تعشقه الرجل الذي اخرج كل الخوف والذنب من قلبها هو نفسه الذي منحها الحياة التي تدب بداخلها اقترب ليون منها بابتسامته الساحرة - ارى انك لم تنامي بعد، أبتسمت انجي بدورها ابتسامة رقيقة. لم تعد تستطيع ان تكتم الخبر تتحرق شوقا لتنظر الى تعابير وجهه الوسيم وهي تخبره عن حملها.
وقبل ان تضع يدها تبحث عن الصورة في حقيبتها، اول صورة لابنهما كان ليون قد رفعها من على السرير ليضعها على السجاد الفاخر لغرفة النوم ويمددها بين ذراعيه نظرت الى عينيه. كانتا تشعان ببريق ساحر ممزوج بالبرود تكلمت اخيرا وهي تتحسس وجهه بحنان. تمسح قسماته بأصابع مرتعشة قصتنا غريبة ليون ابتسم بسخرية وعيناه لا تفارقان وجهها بدايتنا معا كانت موجعة بشكل كبير.
موجعة! قطبت انجلينا جبينها وتجعد انفها الصغير المنمش كانت فاتنة. وهي تستغرب توظيفه للالم في شرح بدايتهما معا. موجعة قليلا ردت محاولة اثارة الخبر السعيد، لقد غيرتني ليون ظهرت علامة حيرة اختفت سريعا وهو يسيطر عليها بهالة القوة التي تشع من كل انش منه. والتي جعلتها ترتعش غيرتك كيف؟
لم يعد يهمني أي شيء لقد نسيت احقاد الماضي كل ذلك ما عاد يهم كانت تكلمه وهي تمرر اصابعها على شفتيه بخفة بينما ارتاح راسها على السجاد الناعم كل ما يهمني في العالم هو انت وابننا لأول مرة في حياتي احس بانني لست خائفة من المستقبل ان هناك املا في وجود النهاية السعيدة ابتسم ليون وظهرت اسنانه البيضاء لتظهر صلابة فكه انت سعيدة انجي لم اسعد بحياتي مثل اليوم.
تحولت ابتسامته الجميلة الى ابتسامة متغطرسة وهو يقول: اذا تذكري جيدا هذه اللحظة. لا تنسيها ابدا لانك لن تحسي بهذا الاحساس مطلقا بعد اليوم سنكون سعيدين اكثر من ذلك ردت انجلينا بحب انت؟ وضحك من دون مرح وعيناه تمسحان وجهها بازدراء شديد: انت لن تكوني سعيده ابدا في حياتك تعرفين لماذا نهض من مكانه نافضا يدها التي تلمس وجهه باشمئزاز: لان اللعبة قد انتهت!
أي لعبة؟! لا تمزح معي ليون قالت وهي تنهض ببطء من على السجاد ليون، بدات علامات الصدمة عليها وهي تتأمل تصلب وجهه الذي أظلم بخوف حقيقي اقترب منها قليلا حدق في عينيها ليرى تاثير كلامه ليبصق تصريحه في وجهها الشاحب: اردت ان اري بعيني وصية لوشياس تتحقق اردت ان يرى العدالة من مثواه لتستريح روحه اخيرا ليون ما الذي يجري؟ انجلينا انت خنت لوشياس معي أليس كذلك؟ هرب الدم من وجه انجلينا وهي تقول ليون انت لا، لا تعرف؟
رد ليون بشكل قاس بل اعرف كل ما فعلته ايتها الساقطة الجشعة لا انت لا تعرف. لا تعرف كل شيئ اعرف ماذا، انك كنت تلعبين باخي وتستغلينه؟ لم تجدي لنفسك ارخص من هذه اللعبة؟ ألم ترسمي وتخططي لكل شيء منذ اول لقاء الم تشتغلي على نقاط ضعف لوشياس لتوقعي به في حبالك بعدها نبذته و تركته منهارا لتعطيه الضربة القاضية باغوائي، ولما نضب ماله وما عاد يكفي جشعك وبحثك عن المال. قتلتيه وسلبت كل شيئ منه.
لكنه لم يكن لعبة انجلينا، كان اخي قال بصوت جليدي ارعبها حتى النخاع رمى نفسه من على تل من اجلك وضع حدا لحياته بسببك كل هذا من اجل ماذا من اجل المال من اجل حفنة نقود ايتها الساقطة. اهذا ما احتجته لتسلبي مني اعز انسان لدي؟ وانا الان ساعيد لك الثمن كاملا. سلبتك كل شيء، حياتك، ابنك، و حتى قلبك لماذا؟ لماذا؟ كانت تدير راسها بحسرة كانها تنذب كل ما يحصل معها اياك انت ثرثي لحالك صرخ بجنون.
اياكي ان تفكري ولو للحظة بذلك كان يعصر فكه حتى اصبح مشدودا بعنف ليضيف بمرارة: اليس هذا ما فعلته تماما بلوشياس تكلمي الم تفعلي ذلك اعترفي هزها بقسوة من كتفيها كانت الدموع تسيل من عيني انجي انهارا، قالت وهي تصرخ بهستيرية اجل لقد فعلت. لقد فعلتها انا من قتل لوشياس امتدت يد ليون لتصفع وجه انجي صفعة قوية اسقطتها ارضا.
اصيبت انجلينا بالدوار من هول الصفعة، تحس بفكها قد كسر من قوة صفعته وبطعم لزج معدني على شفتيها.
ارايت الان، هذا كان اسعد يوم في حياتي كان يتكلم بمرارة وبدا الألم واضحا في نبرة صوته اخي لوشيوس احبك من كل قلبه، هل تعرفين كم كان مقدار حبه لك؟ يا فهمانه، يا من تظن نفسها ذكية هل فكرت للحظة كم عشقك. وكم تحدانا من اجل وضيعة مثلك ثم تقومين بخيانته بهذه الطريقة البشعة تقومين بخيانته ونبده من اجل المال اللعين بعد ان احبك كل هذا الحب.
سرقت اخي مني وسرقت اخي من امي وابي هل يعرفون سألت انجلينا برعب كان قلبها الان ينتفض بين ظلوعها بشكل غريب الكل يعرف بما فعلته الكل يعرف بحقارتك وشرورك. كان يصرخ بعصبية مرعبة. اخذتي اخي مني اخذته ايتها اللعينة! لم يعد يستطيع السيطرة على اعصابه، انقض على عنقها ليزهق روحها بين يديه، كانت يداه تطبقان اكثر فاكثر على عنقها. انتبه الى ماكان يفعله في اللحظة الاخيرة قبل ان تلفظ انفاسها امام عنفه.
نفضها عنه باشمزاز وكأنها يشعر بالقرف من مجرد لمسها. ظلت راكعة تتنفس بصعوبة وهي تختنق بدموعها ليون ذهب ليجلس على الاريكة أمامها وقد استعاد بروده القاتل كانت نظراته قاسية، وحشية، متعطشة للدماء. اردف ببرود كانت لعبة انجلينا نظرت انجلينا الى عينيه محاولة البحث عن حبيبها لم ترى سوى نظرة كره واشمئزاز لا! صرخت بقوة رغم ألمها. لم تكن لعبة لقد شعرت بك بلمساتك بحبك لي.
اجابها دون اكثرات لمشاعرها وابتسامة متهكمة تعلو شفتيه: انا ايضا شعرت، اتعلمين بماذا شعرت كلما وضعت يدي على جسدك الرخيص. كنت أشعر بالقرف كنت اتحرق للحظة التي ساتخلص فيها منك اخيرا. ليون قالت متوسلة والدموع تسيل من عينيها دون توقف نهض من على الاريكة ليقول ببرود: والان ارحلي من بيتي ظلت انجلينا جالسة على السجاد بخضوع.
لم اعد قادرة على النهوض، اذا وقعت الان ليون مطلقا لن استطيع النهوض مرة اخرى ابتسم ليون بتشفي اعرف هذا وهذا يسعدني كثيرا ليون. حبا بالله اعدني اليك افعل بي ما تريده لكن لا تطلب مني الرحيل اقترب منها مادا يده نحوها وابتسامة باردة على شفتيه ظنت لوهلة انه سيسامحها او حتى يؤجل عقابه لكنه امسك معصمها الرقيق يعصره بين يديه بقسوة ساحبا اياها من الغرفة نحو الدرج كانت تبكي بخضوع وحزن وهي تزحف على السجاد.
لا تتركني ليون اتوسل اليك لم يعد لدي احد لم يعد لدي جيد هدر بحزم الان سنعرف كيف وباي قدر ستحبين قفي هيا أمرها لكنها لم تستجب قواها خائرة من الصدمة قلت قفي على قدميك ارجوك ليون حبا بالله اقترب ليون من وجهها الباكي امسك بذراعيها واوقفها على قدميها المتخاذلتين يكفي، ما قد حصل قد حصل ليس هنالك ما يمكن ان يجمعنا لا يمكن ان نكون معا بعد الان.
زفر بقوة: ستتعذبين انجي. ستتعذبين كثيرا يجب ان تتحملي ولن يكون هناك احد لمواساتك ولا احد سيتفهم سبب ألمك.
سكت للحظة قبل ان يضيف بصوت منخفض: لكن انا افهم. بدت نظراته مختلفة، اشاح بوجهه عنها امسك بمعصمها وهو ينزل بها الدرج مسرعا اخيرا فتح باب القصر ورمى بانجي صافقا الباب في وجهها الباكي ظلت انجلينا تطرق على الباب بقوة صارخة لا تفعل هذا بي ليون لن اتحمل ابدا افتح لي الباب افتح لي ارجوك لا تتركني ليون. صرخت وخذلتها ساقاها لتسقط منهارة امام الباب الكبير.
ظل واقفا يسند ظهره الى الباب المقفل يستمع الى توسلاتها وفي عينيه نظرة غريبة اللعنة على كل ما لم يعد يستطيع السيطرة على اعصابه، انقض على عنقها ليزهق روحها بين يديه، كانت يداه تطبقان اكثر فاكثر على عنقها. انتبه الى ماكان يفعله في اللحظة الاخيرة قبل ان تلفظ انفاسها امام عنفه.
نفضها عنه باشمزاز وكأنها يشعر بالقرف من مجرد لمسها. ظلت راكعة تتنفس بصعوبة وهي تختنق بدموعها ليون ذهب ليجلس على الاريكة أمامها وقد استعاد بروده القاتل كانت نظراته قاسية، وحشية، متعطشة للدماء. اردف ببرود كانت لعبة انجلينا نظرت انجلينا الى عينيه محاولة البحث عن حبيبها لم ترى سوى نظرة كره واشمئزاز لا! صرخت بقوة رغم ألمها. لم تكن لعبة لقد شعرت بك بلمساتك بحبك لي.
اجابها دون اكثرات لمشاعرها وابتسامة متهكمة تعلو شفتيه: انا ايضا شعرت، اتعلمين بماذا شعرت كلما وضعت يدي على جسدك الرخيص. كنت أشعر بالقرف كنت اتحرق للحظة التي ساتخلص فيها منك اخيرا. ليون قالت متوسلة والدموع تسيل من عينيها دون توقف نهض من على الاريكة ليقول ببرود: والان ارحلي من بيتي ظلت انجلينا جالسة على السجاد بخضوع.
لم اعد قادرة على النهوض، اذا وقعت الان ليون مطلقا لن استطيع النهوض مرة اخرى ابتسم ليون بتشفي اعرف هذا وهذا يسعدني كثيرا ليون. حبا بالله اعدني اليك افعل بي ما تريده لكن لا تطلب مني الرحيل اقترب منها مادا يده نحوها وابتسامة باردة على شفتيه ظنت لوهلة انه سيسامحها او حتى يؤجل عقابه لكنه امسك معصمها الرقيق يعصره بين يديه بقسوة ساحبا اياها من الغرفة نحو الدرج كانت تبكي بخضوع وحزن وهي تزحف على السجاد.
لا تتركني ليون اتوسل اليك لم يعد لدي احد لم يعد لدي جيد هدر بحزم الان سنعرف كيف وباي قدر ستحبين قفي هيا أمرها لكنها لم تستجب قواها خائرة من الصدمة قلت قفي على قدميك ارجوك ليون حبا بالله اقترب ليون من وجهها الباكي امسك بذراعيها واوقفها على قدميها المتخاذلتين يكفي، ما قد حصل قد حصل ليس هنالك ما يمكن ان يجمعنا لا يمكن ان نكون معا بعد الان.
زفر بقوة: ستتعذبين انجي. ستتعذبين كثيرا يجب ان تتحملي ولن يكون هناك احد لمواساتك ولا احد سيتفهم سبب ألمك.
سكت للحظة قبل ان يضيف بصوت منخفض: لكن انا افهم. بدت نظراته مختلفة، اشاح بوجهه عنها امسك بمعصمها وهو ينزل بها الدرج مسرعا اخيرا فتح باب القصر ورمى بانجي صافقا الباب في وجهها الباكي ظلت انجلينا تطرق على الباب بقوة صارخة لا تفعل هذا بي ليون لن اتحتمل ابدا افتح لي الباب افتح لي ارجوك لا تتركني ليون. صرخت وخذلتها ركبتاها لتسقط منهارة امام الباب الكبير.
ظل واقفا يسند ظهره الى الباب المقفل يستمع الى توسلاتها وفي عينيه نظرة غريبة اللعنة على كل ما يحصل. اللعنة! شتم بغيظ.
رواية وعاد من جديد الجزء الاول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشر
كانت انجلينا جالسة بشرود تحدق في سقف الغرفة، فقد وجهها لونه وبرزت عظام خديها كانت شاحبة وهزيلة كالاموات مر عليها اليوم سبعة اشهر منذ ان حبسها ليون في جناحها القديم بعد ان استرجعها بالقوة من فيلا ديمتريوس حيث ذهبت بعد طرده لها ديمتريوس حاول بكل ما اوتي من قوة ان يثني ليون عما يفعله هذا الاخير فقد كل تعقل لديه منذ ان عرف بحملها يلومها على ربط مستقبله بها عن طريق طفل اخر.
اخر مرة كان بغرفتها جاء لتهديدها بعد ان علم من مارتا انها ترفض قطعا تناول الطعام. اقترب منها عيناه تلمعان برغبة في القتل احضر صينية الغذاء هذه المرة بنفسه كلي! قال بجفاء - رمقته انجلينا باحتقار شديد قبل ان تشيح بنظرها عنه هل انت صماء. انظري إلى ايتها اللعينة عندما اكلمك! عندما لم تتكلم وضع صينية الطعام امامها وهو يزفر: يجب ان تاكلي رفعت رأسها لتقابل عيناها عينيه. نظرت اليه بحقد عميق.
قبل ان ترمي بالصينية على الارض بقوة اجفلته لثوان. فل تذهب انت و اوامرك الى الجحيم. وفر غطرستك لشخص اخر ليونايديس انا لم اعد اخافك لن اكل ابدا. ولن ترغمني اظلمت عينا ليون بطريقة مفزعة. صفعها بقوة حتى انفجرت الدماء من جيوب انفها بغزارة.
ليقترب منها يهزها بعنف وحشي: لا تعانديني ايتها الحقيرة ستأكلين رغما عنك صمت للحظة اعطاها فيها ظهره. تنفس بقوة محاولا استعادة هدوءه قبل ان يلتفت اليها مجددا. ويقترب منها ليقول: اتعرفين ما الذي سافعله بك ان لم تاكلي ظلت عيناها مركزتان عليه في تحد واضح. وكأن صفعته وجهت لشخص اخر غيرها. سادخلك مصحة نفسية اتعرفين ماذا يفعلون بأمثالك هناك. سيربطونك ثم يزجون بالطعام في فمك كأي حيوان قذر.
اهذا ما تريدينه. اهذا ما ترغبين به انجلينا. لانني سأكون سعيدا جدا بتلبية هذا الطلب! سخر بقسوة. خارت قوى انجلينا اخيرا وبدات بالبكاء بهستيرية، قبل ان تقفز على وجه ليون محاولة تمزيقه بأظافرها، امسك يديها الاثنين بيد واحدة بسهولة قربها منه ليهمس كلماته التي كانت تقطر حقدا: ما زلت نفس القطة المتوحشة الوضيعة التي اتيت بها من احقر احياء نيويورك.
لم تتغيري أنجلينا. كل الرقي اللذي كنت تحاولين الظهور به ليس سوى قناع لوجهك الحقيقي المقرف. كان بطنها اللذي اصبح ظاهرا بمحاذاته حاول ان يمسك بها لكي لا يؤديها، بينما لم تكف عن التلوي محاولة فك حصاره. تسمر من الصدمة حين احس بركلة قوية وصلت الى يده. تاوهت على اثرها انجلينا من الالم لتنحني قليلا الى الامام ضربته الصدمة بعنف لتعيده الى الواقع. يا الهي ما الذي يفعله هل اصبح مجنونا. انها زوجته ام طفله.
طفله البريء اللذي يتعذب في احشائها من سوء معاملته لها كان هذا كثيرا عليه اقترب منها يلمس وجهها الذي ذاق للتو عنفه. ابعدته عنها بحركة مشمئزة كان انفها مازال يسيل بالدماء من اثر الصفعة القوية التي تلقتها. انا اسف قال دون شعور اسف على ماذا؟ على احتجازي ام على حرماني من رؤية ابني ام ضربي الان. لا أدري ما الذي تأسف عليه حقا ليون.
تهكمت بسخرية مريرة. اقترب منها ليمسك بها يحاول ان يضمها اليه. دفعته بكل قواها لكنه لم يتزحزح.
قاومت وقاومت وفي الاخير استسلمت تضع راسها على صدره تبكي بحرقة ربت على شعرها برفق يكفي أجابي مو! انا لا استحق دمعة واحدة من عينيك الجميلتين استمر بكاءها ليصبح هستيريا كان ابنها الذي يحس بضغط امه يرتفع اصبح هو الاخر منزعجا احس ليون ببضع ضربات خفيفة على يده انه ابنه الذي يتحرك بداخلها كيف تمكن، متى اصبح بدون رحمة احس بان انجلينا ترتخي بين ذراعيه، كانت قد فقدت وعيها من الصدمة والخوف.
خرج الطبيب وفي عينيه اسئلة كثيرة: سيد اورليوس زوجتك قد تعرضت للتعنيف لقد عاينت بنفسي اثر ذلك على وجهها. ومن مسؤوليتي التبليغ عن ماحدث. انا من فعلت ذلك. قال ليون ببرود.
هل هناك شيء اخر تريد ان تضيفه ايها الطبيب كان الطبيب ينظر الى ليون بنظرة غريبة لكن من كان هو ليتحدى ليون شرح الطبيب باظطراب: - سيدي ان زوجتك في طور التعرض لانهيار عصبي حاد ضغط دمها مرتفع واذا كان يهمك ان تعرف فهي قد تفقد الطفل في أي لحظة. تحول وجه ليون الى وجه شيطاني كان صدره يهتز من الغضب وما الذي تفعله انت اوقف ذلك! قال امرا انصح ان تحاولوا تهدئتها قدر المستطاع هذا هو السبيل الوحيد.
ليس لدي ما افعله، اعطيتها مخدرا لترتاح لكن هذا ليس حلا، عليها ان تنقل الى المستشفى فورا . رحل الطبيب تاركا ليون في حالة صدمة.
بعد اربع ساعات.
فتحت انجلينا عينيها كانت ام ليون جالسة قربها ظنت انها تحلم حاولت يدها لمس كانديس اللتي ابتعدت عن يدها لا اراديا ابتسمت انجي ابتسامة يشوبها الالم اذا انت حقيقية لست من نسج خيالي ما اللذي تريدينه انجلينا سألتها بجفاف لاشيء بالمرة انا لا اريد الاعتذار منك على ما فعلته ماذا سيفعل لك الاعتذار وما كنت لاطلب الصفح، انا ايضا ام ما كنت لاسامح قاتلة طفلي.
لكن هل تريدين ان تعرفي شيئا اذا كان فيه عزاؤك انا ايضا ادفع الثمن الان انا احترق في الجحيم، عرف ليون كيف يجعلني اتمنى الموت كل يوم دون ان اجد سبيلا اليه كانت السيدة كانديس ضد كل ما يفعله ابنها بزوجته وقفت في وجهه مرار السيد سيزار الذي كان من الممكن ان يتصدى لابنه، كان في لندن يتعافى من ازمته القلبية التي اصيب بها اياما قليلة بعد معرفته بالحقيقة.
لقد احب انجي كأبنته لم يتخيل يوما ان تكون المسؤولة عنموت ابنه صوفية كانت قد رحلت قبل ذلك عائدة الى لندن من اجل دراستها لم يكن في البيت سوى ليون والسيدة كانديس حاولت ان تخفي المها مما يحصل لهذه الفتاة اللتي قتلتابنها لكنها لم تكن تستطيع كان لها قلب ينبض عكس ابنها لقد تقبل الله دعائك سيدتي قالت انجي بوهن انا الان اتمنى الموت كل يوم اعرف انك لن تسامحيني يوما لكني اريد ان اطلب طلب اخيرا.
ماذا انجي، ماذا تريدين اريد رؤية ابني لمرة واحده فقط اتوسل اليك اطرقت السيدة كانديس قليلا قبل ان تضغط على الزر طالبة من مارتا احضار الطفل احضرت مارتا الطفل اللذي اصبح في سنته الاولى الان، حبست دموعها وهي تعانقه وتلثم اصابعه وتشتم رائحته ابنها اللذي اصبح كبيرا الان بكى الطفل لانه لم يعد يعرف امه اعطته للسيدة كانديس بحنان قبل ان تقول انا اخدت منك ابنك في الماضي اليوم ساعطيك ابني بدلا عنه.
لم تفهم كانديس شيئا وقبل ان تستطيع الاستفسار قفزت انجي من السرير مسرعة نحو الباب اللذي كان مفتوحا خرجت الى الرواق اللذي لم تره منذ شهور ركضت بسرعة نحوالسلم كان ليون يخرج من غرفته حين صدم بانجي تركض في الرواق محاولة الهرب. حاول الامساك بها لحقها كانت على حافة السلم المؤدي الى الردهة الفسيحة اقترب ليون وعلى وجهه ارتسم الخوف لاول مرة كانت واقفة على الحافة اقترب خطوة قبل ان يتراجع كانت تقترب اكثر.
كلما اقترب منها حاول ان يستخدم المنطق معها لكنها لم تستمع كل القهروالالم الذي عانته جعل افكارها متبلدة كانت على شفير الانهيار انجي حبا بالله لا تفعلي - - لا ليون لا تحاول معي ولا تقتربمني اكثر لم اعد استطيع الاحتمال، انا اسفة لموت لوشياس لكنني احببتك بصدق وظننت ان لوشياس سامحني لذلك اتيت انت لتنقدني مما كنت اعيشه لكنك انتقمت مني قالت بمرارة والان انا سؤتم لك انتقامك كاملا اتمنى ان تكون سعيدا.
وقبل ان يفهم ما يحصل تركت انجلينا نفسها تهوي على الدرج في سقطة حرة دوى صراخ كانديس ومارتا اللتان كانتا تشاهدان المنظرالمخيف اتسعت عينا ليون غير مصدق هل هي حقيقة ام انه يحلم انجي رمت بنفسها من على الدرج تنشد الموت لتبتعد عنه ركض باتجاهها كانت فاقدة للوعي في اخر الدرج وقد غطت دماء غزيرة ساقيها حملها راكضا الى سيارته نحو المستشفى يلعن نفسه الف لعنة لما فعله بها.