رواية القاسيان الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس
انطلق يوسف الى غرفة سهوة حيث كان يقدم قدم ويؤخر الأخرى ولكن استقر به الوضع فى الغرفة وقام بإغلاق الباب وعاد إليها ليجلس بجوارها بينما هى لم تلتفت له وكانت تتابع التلفاز دون اى اهتمام له... وضع يده على يدها قائلاً بحب: - سهوة ممكن تسمعينى اجابته سهوة ببرود شديد: - مش فاضية، زى ما انت شايف بتفرج على التلفزيون اثارت تلك الجملة غضبه وامسك الريموت وقام بإغلاق التلفاز وعاد النظر اليها قائلاً بغضب:.
- لا هتسمعينى يا سهوة، انا بقالى اسبوع مش عارف اكلمك ولا حتى المسك وانتى مش مديانى اى وش نهائى، حرام عليكى ابتسمت سهوة ابتسامة سخرية ونظرت اليه:.
- حرام عليا! وانت مكانش حرام عليك لما اتجوزت عليا وجبتها تعيش معايا علشان تدمرنى! مكانش حرام عليك وانا مش مخلياك محتاج حاجة وتتجوز عليا! تصدق انا مصدومة انت عارف لية؟ علشان كنت فاكرة ان حبنا حب اسطورى وانك اتغيرت وبقيت ليا انا وبس بس للأسف عمرك ما هتتغير ولا هتبقى حاجة تشرف، انا بقيت بقرف منك ومن وجودك، انت عارف لو كنت انا مقصرة مكنش هيبقى ده احساسى ومشاعرى من ناحيتك لكن انا كنت قايدة صوابعى العشرة شمع علشان اسعدك ودايما كنت باجى على نفسى علشان اخليك مش محتاج حاجة وسعيد.
انت انسان انانى وعمرك ما حبتنى ولا هتحبنى حتى ربع الحب اللى بحبهولك، قولتلك الكلام ده قبل كدا بس كنت غلطانة لكن هقولو دلوقتى تانى وانا واثقة منه، انا بكرهك يا يوسف، بكرهك كان كل حرف يخرج من فم سهوة كالرصاصة يخترق قلب يوسف، كان يسمع ويتمنى ان يكون هذا حُلم، كان قلبه يتحطم لسماع تلك الكلمات القاسية من سهوة، قست عليه بطريقة لم يكن يتصورها. وقف يوسف ونظر الى سهوة بعينان دامعتان واردف:.
- بتقولى انى مش بحبك ربع حبك ليا! ربنا وحده يعلم انتى اية بالنسبة ليا ومكانتك اية فى قلبى، انا عمرى ما حبيت ولا هحب حد فى حياتى غيرك، بتقولى انك كنتى فاكرة ان حبنا اسطورى بس انا عمرى ما هتغير! انا اتغيرت اصلا علشانك يا سهوة، بتقولى بكرهك! عمرى ما فكرت ولا تخيلت انى اصلا اقولك الكلمة دى مهما حصل بينا، اللى بيحب فعلا حب اسطورى زى ما بتقولى عمره ما يكره الشخص اللى بيحبه مهما كان السبب، كنت واخد قرار نهائى انى مقولكيش سبب جوازى من سمر بس للأسف حصل اللى مكنتش متوقعه، انا هقولك يا سهوة يمكن تستريحى ويمكن اموت فى المهمة الجاية واستريح...
سمر تبقى بنت رئيس أكبر مافيا وتاجر مخدرات فى مصر بس عايش حياته كلها فى المانيا ووصلت لينا معلومات انه شغال مع المخابرات الإسرائيلية وهو اللى بيمول الجماعات الارهابية فى مصر، جتلى مهمة انى اخليها تقع فى حبى بما انها فى زيارة لمصر واتجوزها واقرب لأبوها وابقى ايده اليمين فى كل حاجة علشان أوقعه بس كان لازم تعرف عن حياتى كل حاجة اكنى مش مدسوس ودى حياتى فعلا وتعرف انى متجوز وطلبت انها تتعرف عليكى وتعيش هنا بس نيتها كانت سليمة والبنت بريئة من ابوها بس ده كله شغل، استريحتى! هديتى بعد ما عرفتى الحقيقة؟
وقفت سهوة بصدمة ونظرت الى يوسف بعدم تصديق واردفت: - انت عارف اللى بتقوله ده لو حقيقى يبقى كارثة، انت فاكر باللى قولته ده هفتكرك مظلوم ودى مهمة تبع شغلك واساعدك! ده انت زودت الجرح اكتر واكتر انت بكدا دخلت شغلك فى حياتك الشخصية، فاهم يعنى اية! انت بكدا مكانش همك انا اضيع من ايدك المهم الشغل بتاعك الجديد وبس وانا مش مهم..
انت بكدا ضحكت على واحدة بريئة وخليتها تحبك وانت اصلا مبتحبهاش وبعد ما تخلص مهمتك هترميها وهى ساعتها هتتدمر وهتموت... انت بكدا اثبت ان اهم حاجة فى حياتك هى الشغل مش انا وبدليل اللى انت عملته ده، دى مصيبة اكتر انت بكدا قطعت كل اللى بينا يا يوسف واذا كنت الاول قولتلك كلام قاسى وقولتلك بكرهك فأنا دلوقتى بقولك انا بكرهك اوى، طلقنى يا يوسف نظر لها يوسف بعدم استيعاب وعدم تصديق وضم حاجبيه:.
- اطلقك! انا مش مصدق ودانى من اللى بسمعه ده، انتى عارفة يعنى اية طلاق يا سهوة ابتسمت سهوة: - ايوة عارفة يعنى اية طلاق، مانت طلقتنى قبل كدا لما قتلت ابنك وظلمتنى فاكر! نظر اليها يوسف بعدم تصديق: - يااااه انتى قلبك اسود اوى كدا! مش فاكرة الحلو وفاكرة الوحش بس! مش مصدق انك سهوة اللى عرفتها، انتى اتغيرتى نهائى، مبقاش فيه ثقة فى حبنا.. ضحكت سهوة واردفت:.
- ثقة! كانت فين الثقة دى لما خبيت عليا ان عمر مش مسجون وشغال معاك، حتى لما سألتك نفيت الكلام ده كانت فين الثقة دى لما ضربتنى وهينتنى واتهمتنى فى شرفى! كانت فين الثقة دى لما خبيت عليا شغلك الجديد! واضح انك اللى محتاج تجدد ثقتك مش انا ابتسم يوسف ونظر الى سهوة وكأنها النظرة الأخيرة:.
- فعلا مينفعش نقاش تانى خلاص، انتى قطعتى كل اللى بينا يا سهوة، كلامك ده دمرنى فعلا، مكنتش متخيل ان قلبك كدا، انا مسافر النهاردة ولو رجعت هبقى اطلقك، يارب ما ارجع رحل يوسف بعد ان انقطعت جميع الحبال بينهم، جلست سهوة وانفجرت فى البكاء وبينما كان يخرج يوسف اصطدم بإبنته الصغيرة سهوة فصرخت: - اهاا مش تحاسب يا بابى ابتسم يوسف وانخفض الى طفلته بإبتسامة: - معلش يا حبيبتى مكنش قصدى ابتسمت سهوة ببراءة واردفت:.
- خلاص ماشى، صحيح يا بابى النهاردة عيزاك تيجى معايا بليل علشان اشترى فستان علشان عيد ميلاد صحبتى اروى بكرا وانت زوقك حلو ابتسم يوسف ومسك وجه ابنته بحب: - معلش يا حبيبتى خلى مامى تروح معاكى علشان انا مسافر النهاردة بليل ظهرت علامات الحزن على وجهها واردفت: - اية ده يا بابى انت مسافر! نطق يوسف بنفس حالته: - ايوة يا حبيبتى مسافر نطقت سهوة الصغيرة بحزن شديد: - وهتيجى امتى يا بابى.
ضمها يوسف بحب شديد وعينان دامعتان واردف: - مش عارف يا حبيبتى بس مش هتأخر، المهم انتى تخلى مامى تنزل تشترى معاكى الفستان، عايزك تبقى احسن واجمل واحدة فى الكون كله ابتسمت سهوة الصغيرة ببراءة ثم تعجبت من شكل ابيها: - اية ده يا بابى انت بتعيط! انتبه يوسف ومسح دموعه وابتسم كي يدارى هذا عن ابنته واردف:.
- لا يا حبيبتي ده فيه حاجة دخلت فى عينى، يلا بقى ذاكرى علشان بليل مامى تجيبلك الفستان عايزك زى مامى وبابى احسن مهندسة ابتسمت سهوة الصغيرة: - حاضر يا بابى ضمها يوسف بحب وتوديع ونهض وتركها وتحرك الى غرفة سمر ليجدها قد اعدت جميع الحقائب ونظرت اليه بتعجب واردفت: - مالك يا يوسف نظر اليها يوسف بإنتباه وابتسم: - لا مفيش يا حبيبتى، جهزتى كل حاجتك! اجابته سمر بإبتسامة وسعادة بالغة:.
- ايوة، اخيرا هشوف بابا، بقالى شهرين مشفتهوش من ساعة ما اتجوزنا نظر يوسف الى الارض ثم عاود النظر اليها مرة اخرى: - انا رايح مشوار كدا يا حبيبتى ولما اجى الاقيكى جاهزة علشان نتحرك تمام اجابته سمر بحب: - تمام يا حبيبي تحرك يوسف وانطلق بسيارته الى مكان عمر وبعد عدة طرقات فتح له عمر واردف بمزاح: - اية ياعم براحة على الباب ده مش قدك دلف يوسف الى الداخل دون ان ينطق بكلمة واحدة فضم عمر حاجبيه بتعجب: - مالك!
نطق يوسف دون ان ينظر الى عمر: - حكيت لسهوة كل حاجة عن سمر ابتسم عمر واردف بسعادة: - ياااه طب كويس ياعم، اديك كدا هتستريح وهى هتعرف ان ده شغل حرك يوسف رأسه بالرفض واردف بحزن: - بالعكس، حصل عكس كدا خالص، سهوة اتبدلت 180 درجة، كرهتنى اكتر وقالتلى كلام مكنتش اتخيل انه يطلع منها، سهوة طلبت الطلاق ضم عمر حاجبيه بصدمة: - اييية! طلاق؟ حرك يوسف رأسه دون ان ينطق جلس عمر واردف:.
- قولتلك يا يوسف المهمة دى مش هتنفع بالطريقة دى وانت اصريت على اللى فى دماغك وادى النتيجة وضع يوسف يده على رأسه واردف: - اللى حصل حصل بقى، المهم انا مسافر النهاردة ألمانيا لكارم ابو سمر علشان اكمل المهمة نطق عمر محذرا: - يوسف، كارم ده مش سهل ابدا، ده بيشك فى بنته نفسها ولو كشفك هتموت، فاهم يعنى اية! اجابه يوسف بلا مبالاه: - فاهم! انا قبلت المهمة دى وعارف عواقبها كويس اوى بس اللى معملتش حسابه سهوة...
المهم قولى مفيش اخبار عن حسام الشيمى؟ مسك عمر بكوب العصير وارتشف منه ثم اجاب: - لا معملش اي حاجة ولا ابوه نفسه خد خبر وكل اللى ابوه عرفه ان ابنه طلع عليه بلطجية وضربوه وطبعا ابوه اتعصب وقال انه هيجيب العيال دى والخ... حسام ساكت بس معرفش سبب سكوته بس متقلقش ده عيل ملوش اي ستين لازمة نظر يوسف الى عمر واردف: - لا اقلق، متنساش انه معاه لسة الفيديوهات حاول عمر ان يهدئه قليلا:.
- اللى زى حسام ده ميعرفش يعمل اي حاجة، سافر انت وانا هراقبه وقف يوسف واستعد للرحيل ونظر الى عمر بتوسل: - عمر لو حصلى حاجة عايزك تخلى بالك من امى واختى وبنتى ومن سهوة اردف عمر بسرعة: - بعد الشر عليك يا يوسف، بأذن الله ترجع بالسلامة حضنه يوسف وودعه وانطلق عائداً الى الفيلا وصعد الى غرفة اخته ليودعها... دلف يوسف الى غرفة اخته ليجدها تشاهد التلفاز وعندما رأته ابتسمت وقامت بغلقه.
جلس يوسف بجوار اخته واردف بأبتسامة: - الجميل عامل اية اجابته جودى بإبتسامة: - الحمدلله امسك يوسف بخصلات شعرها بإبتسامة: - انا جيت اودعك علشان مسافر كمان شوية تغيرت ملامح جودى للحزن واردفت: - هتسافر! وهتسيبنى لوحدى ابتسم يوسف وحاول ان يطمئنها: - مش هسيبك لوحدك، انتى هنا مع اهلك، ماما وسهوة ونيرة وكلهم بيحبوكى اردفت جودى بحزن: - طب هتتأخر، اسبوع! نظر يوسف الى الارض:.
- احتمال اكتر بس متقلقيش مش هيزيد عن اسبوعين وهرجعلك تانى بس مش عايز اشوفك زعلانة كدا، فين ابتسامتك اللى بتنور المكان! ابتسمت جودى ببراءة فأردف يوسف: - ايوة كدا، يلا اشوف وشك بخير وضمها يوسف بحب وودعها بعينان دامعتان وانطلق الى والدته الذى أدارت وجهها عندما رأته. انطلق يوسف اليها وقبل يدها بدموع وتوسل:.
- ابوس ايدك يا ماما انا مش عايزك تزعلى منى، انا من غيرك ولا حاجة، انا عارف ان اللى عملته الفترة اللى فاتت دى كلها غلط فى غلط بس والله غصب عنى، عايزة تعرفى سبب جوازى اسألى سهوة انا حكيتلها كل حاجة بس بعد ما اسافر نظرت له رباب بتعجب: - اية ده انت مسافر! اردف يوسف بحزن: - ايوة سفر تبع الشغل وكدا، علشان كدا مش عايز اسافر وانتى زعلانة منى يا ماما بالله عليكى علشان لو حصلى حاجة اموت مستريح.
ضمته رباب بحب ودموع: - بعد الشر عنك يا حبيبي، تسافر وترجع بالسلامة، مسمحاك يا يوسف، انا مليش غيرك انت واختك من بعد موت رأفت الله يرحمه، ربنا يخليكوا ليا يارب و ميحرمنيش منكم ابدا ابتسم يوسف وسط بكائه: - ربنا يخليكي لينا يا ماما يارب، كدا اقدر اسافر وانا مستريح، اشوف وشك بخير يا حبيبتى ضمته رباب مرة اخرى وشعرت ان هذه اخر مرة ستراه فيها لاتعلم لماذا يأتيها هذا الشعور. اردفت رباب بحزن:.
- لازم السفر ده يا يوسف يعنى! اردف يوسف بسرعة: - ايوة يا ماما، صفقة للشركة ولازم اخلصها، معلش مش هتأخر بأذن الله قبل يوسف رأسها وانطلق بسرعة قبل ان تنهمر دموعه امام والدته فيقلقها اكثر واكثر وانفجر فى البكاء عندما خرج من غرفتها فلاحظ قدوم ابنته الصغيرة فمسح دموعه بسرعة وتقدم إليها بإبتسامة: - سهوتى حبيبتى الصغنونة خلصتى مذاكرة! ابتسمت سهوة الصغيرة ببراءة: - ايوة يا بابى خلصت، انت مسافر دلوقتى!
اجابها يوسف بحزن: - ايوة يا حبيبتى مسافر دلوقتى، هتوحشينى اوى اردفت سهوة: - وانت هتوحشنى اوى يا بابا، متتأخرش ابتسم يوسف: - حاضر يا حبيبتى مش هتأخر ضمها يوسف بحب وودعها بقلب محطم وقبل رأسها وانطلق الى غرفة سمر - يلا بينا يا سمر، انا جاهز حمل يوسف الحقائب ورحل مع سمر متجها الى مطار القاهرة ومنه الى ألمانيا...
دلفت سهوة الصغيرة الى غرفة والدتها سهوة واردفت: - مامى مش هتجبيلى الفستان بقى! بابى قالى انك هتجيبيه علشان هو مسافر ابتسمت سهوة واردفت: - طيب يا حبيبتى نص ساعة البس وانزل انا وانتى نشترى احلى فستان لأحلى سهوة فى الدنيا ابتسمت سهوة ورحلت فى فرح شديد ولم يمر وقت حتى دلفت رباب الى غرفة سهوة - سهوة انا حاسة ان يوسف مخبى عنى حاجة، اية موضوع مراته ده هو قالى انه قالك الحقيقة وقالى اعرفها منك.
صمتت سهوة لبعض الوقت ثم اردفت: - يوسف شغال فى المخابرات يا ماما شهقت رباب: - اية! يوسف ابنى؟ حركت سهوة رأسها بالإيجاب: - ايوة، من ساعة موضوع المنظمة ده وموت عمى رأفت وهو شغال وكان مخبى عنى وقالى من فترة صغيرة حركت رباب رأسها بعدم فهم: - واية موضوع الجواز ده! اغلقت سهوة عينيها وبدأت فى سرد كل شئ على رباب التى كانت تستمع فى صدمة كبيرة وعدم تصديق... نطقت رباب بعد ان علمت بكل شئ:.
- يعنى يوسف سافر علشان المهمة مش شغل زى ما قالى! حركت سهوة رأسها بالرفض: - لا يا ماما مش شغل انهمرت الدموع من عينيها خوفاً على ابنها واحتضنتها سهوة لكى تهدأ من روعها...
دلفت نيرة الى غرفة جودى وجلست بجوارها بإبتسامة قائلة: - خدى يا ستى، الرز بلبن اللى بتحبيه اهو ابتسمت جودى واخذت الطبق من يدها واردفت: - شكراً يا نيرة ابتسمت نيرة: - على اية يا جوجو، انتى صاحبتى الانتيم نظرت جودى اليها بحزن واردفت: - انا لو صاحبتك الانتيم زى ما بتقولى كنتى قولتيلى اية اللى حصلى وخلانى افقد الذاكرة نظرت نيرة الى الارض بتوتر وتردد شديد ثم عاودت النظر الى جودى واردفت:.
- لو ده هيريحك هقولك...
بعد رحلة سفر طويلة وصلا اخيرا الى ألمانيا ووجدا سيارة بأنتظارهم وانطلقا الى قصر كارم المهدى واستقبلهم كارم استقبال حار ثم نظر الى ابنته قائلاً: - اطلعى فوق يا سمر انا عايز يوسف فى موضوع شعر يوسف بالقلق، شعر بأن هناك شئ غير طبيعي يحدث ولكن فضل الصمت والانتظار نطقت سمر بفرح شديد وابتسامة تغطى وجهها: - ماشى يا بابا، هغير وانزل صعدت سمر الى الاعلى وجلس كارم واشار الى يوسف بالجلوس ثم بدأ حديثه:.
- انت سألت عنى يا يوسف! تعجب يوسف من سؤاله: - حضرتك طبعا معروف ومش محتاج اسأل عن رجل اعمال كبير زى حضرتك ابتسم كارم ابتسامة سخرية قائلاً: - انت عارف يا يوسف اللى محيرنى اية! ان مليونير زيك يكون شغال مع الحكومة المصرية فى تلك اللحظة أدرك يوسف ان كارم كشفه فنطق بإبتسامة يخفى خلفها قلقه: - حكومة اية يا كارم باشا! انا مش فاهم، هو لغز ده ولا اية!
ضحك كارم واشار الى احد رجاله فسحب سلاحه وشد أجزائه ووجهه الى رأس يوسف واستعد لأطلاق النار وبالفعل اتته الإشارة بإطلاق النار..
رواية القاسيان الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السابع
بعد ان استعد لأطلاق النار اوقفه كارم بإشارة ثم نظر الى يوسف بإبتسامة واردف: - قبل ما اخلص عليك عايز اعرف بس انت دخلت بنتى فى الموضوع ده لية! ده كله علشان توصلى! انت عارف ان بنتى دى اغلى حاجة فى حياتى! وانت ضحكت عليها وخليتها تحبك وبعد ما توقعنى تسيبها وهى تنهار وتموت بحسرتها.. حتى دلوقتى بعد ما اقتلك هتعيش حياتها كلها تعيسة بسبب انك سبتها، انت اذيت بنتى الوحيدة بس انا هعرف اعوضها...
قولى بقى مين الظابط اللى كلفك بالمهمة العبيطة دى نظر له يوسف نظرة استفهام وعدم فهم وحيرة: - انا مش فاهم حضرتك جبت الكلام ده كله منين واوقعك لية! انت حضرتك بتعمل حاجة غلط؟ انا معنديش اى فكرة عن اللى بتقوله ده ولا ظابط كلفنى بمهمة ولا يحزنون، لو شايف انى ضحكت على بنتك فدى وجهة نظرك انت، انا بحب سمر وهى بتحبنى ولو شايف غير كدا يبقى سامحنى انت مبتشوفش.
واللى بتقوله ده كله مش فاهم منه كلمة بس حاسس انه تبرير لأعتراضك على جوازى من بنتك ابتسم كارم واردف: - طبعا لازم تقول كدا، طالما مش هتقول مين اللى كلفك بالمهمة يبقى ملكش لازمة اشار كارم لأحد رجاله مرة اخرى وهذة المرة وجه المسدس الى رأسه مرة اخرى وانتظر بضع ثوانٍ...
استشهد يوسف وتذكر والدته التى كانت تبكى لفراقه وتذكر اخته الفاقدة للذاكرة وابتسامتها وتذكر ابنته وحضن الوداع قبل الرحيل واخيرا تذكر سهوة والان استعد للموت... صاح كارم بسعادة بعدما اشار لرجله بالرحيل واردف: - مبروك يا جوز بنتى، انت نجحت فى الاختبار ودلوقتى بثق فيك يا يوسف ضم يوسف حاجبيه بعدم فهم واردف: - انا مش فاهم حاجة ولية الاختبار ده والاول مكنتش واثق فيا! انا عايز افهم.
اشار كارم الى احد رجاله فأعد لهما كأسين من الخمر واعطى احدهما لكارم والاخر الى يوسف رفع كارم كأسه الى اعلى بإبتسامة: - اشرب فى صحتى الاول وانا هفهمك كل حاجة ابتسم يوسف ابتسامة خفيفة: - لا معلش انا بطلت الوسكى من زمان ومش عايز ارجعله تانى اختفت الابتسامة من على وجه كارم وصاح قائلاً: - جرا اية يا يوسف، بقى اول طلب اطلبه من جوز بنتى يترفض! ياجدع اشرب بقى علشان هيبقى فيه شغل كتير ما بينا.
لم يجد يوسف مفر فوافقه قائلاً: - علشان خاطرك بس ومد كأسه فى اتجاه كارم الذى مده هو الاخر وارتشف بعض الخمر منه ولكن اعجبه فشربه كله نظر يوسف الى كارم بتعجب: - اية نوع الوسكى ده! ده حلو اوى ضحك كارم واجابه على الفور: - ده نوع مخصوص مش موجود فى اى حتة واشار الى رجله مرة اخرى ليسكب بعض الخمر فى كأس يوسف الذى شربه هذه المرة بدون تردد! ضحك كارم واردف: - واضح انك مبطله من زمان علشان كدا متشوق ليه.
ابتسم يوسف ابتسامة خفيفة: - كانت ايام بقى حرك كارم رأسه واردف: - عارف عارف، انا عارف عنك كل صغيرة وكبيرة من ساعة ما اتولدت لغاية دلوقتى نظر له يوسف بتعجب فسارع كارم بتكملة حديثه: - ايوة، امال مش لازم اعرف كل حاجة عن جوز بنتى بردو ولا اية ترك يوسف كأسه وفرك يده من شدة البرد ونظر الى كارم: - طب حضرتك مش معترض على انى اتجوزت سمر وانا متجوز ومخلف! حرك كارم رأسه بالرفض واردف:.
- ميهمنيش اى حاجة غير سعادة بنتى وطالما هى سعيدة معاك فأنا مش هقف قدام سعادتها، هى وافقت بالوضع واتجوزتك يبقى تمام، ما دام هى معندهاش مشكلة فى كدا يبقى انا معنديش مشكلة وزى ما قولتلك قبل كدا ان مفيش حاجة تهمنى غير سعادة بنتى بس ابتسم يوسف واردف: - تمام، اية بقى الشغل اللى حضرتك كنت عايزنى فيه! ربت كارم على كتفه قائلاً:.
- بليل هسهرك سهرة كويسة وافرفشك وهعرفك الدنيا اية، دلوقتى اطلع استريح مع مراتك من السفر وبليل هتعرف كل حاجة.
افاقت جودى من نومها وظلت جالسة لبعض الوقت تفكر فى انها كيف جائت الى هنا، لماذا لا تتذكر عائلتها، تكاد ان تصاب بالجنون، جميع من حولها هم عائلتها ولكن تشعر بالغربة وكأنها لا تملك احد وانشقت الارض لتخرج هى منها..
كادت بالامس ان تعرف ما هو ماضيها وما الذى اصابها لتفقد الذاكرة لكن تراجعت نيرة فى اللحظات الأخيرة وتركتها ورحلت وبقت جودى حبيسة غرفتها لا تفهم شئ، بالتأكيد كان لها ماضى سئ وهذا ما يخفونه عنها حتى لا تحزن. ظلت تراودها الافكار حتى رن هاتفها برقم غريب فقامت بالرد: - الو! اتاها الرد الذى لم تفهمه: - ازيك يا قطتى، بقى ينفع اللى عملتيه ده! وكمان مبتجيش الكلية علشان مشوفكيش!
تعجبت جودى وصمتت لبعض الوقت ثم نطقت: - عملت اية وجامعة اية! انت مين؟ ضحك حسام بصوت عالٍ واجابها: - معقولة نسيتى صوتى يا جوجو! لا لا مش معقول، اكيد بتستهبلى صح؟ شعرت جودى بالخوف وتلجلجت فى الحديث: - انا معرفكش ولا اعرف انت مين وازاى عارف اسمى وياريت متتصلش تانى واغلقت الخط بسرعة شديدة وكانت دقات قلبها تتزايد...
لا تعرف من هو هذا الشخص، بالتأكيد هو من ماضيها الذى لا تتذكره ولكن لهجته تدل على انه ليس بشخص جيد وانه يريد ان يضرها وفى تلك اللحظة دلفت سهوة الى داخل الغرفة بعد ان طرقت الباب واقتربت من جودى بإبتسامة واضحة: - صباح الخير يا حبيبتى، عاملة اية النهاردة؟ ابتسمت جودى واجابتها: - الحمدلله، بقولك يا سهوة انصتت سهوة الى جودى: - ايوة يا حبيبتى! اشارت جودى الى هاتفها ونظرت الى سهوة قائلة:.
- فيه رقم غريب كلمنى وقعد يقول كلام غريب كدا ومش فاهمة منه حاجة وقفلت فى وشه، استنى هسمعك المكالمة وبالفعل سمعت سهوة المكالمة وظهرت على وجهها علامات الفزع والخوف ونظرت الى جودى محذرة: - ده حد بيعاكس يا جودى واكيد جاب رقمك من حد علشان يرخم عليكى، حطيه فى البلاك ليست او مترديش عليه خالص حركت جودى رأسها بالموافقة: - طيب ماشى، بس كنت ليا طلب كدا ربتت سهوة على يدها بإبتسامة: - طلب اية يا حبيبتى.
اجابتها جودى على الفور: - عايزة اشارك معاكى فى المطبخ وفى تنضيف البيت بدل ما انا قاعدة زهقانة كدا ابتسمت سهوة وامسكت بيدها واخذتها معها: - ماشى يا جوجو، يلا بينا.
ارتدى صابر ملابسه حتى يذهب الى شركته ولكن اوقفته سارة بسؤال - صحيح يا حبيبي انت جبت الاشعة اللى انا عملتها! تجمد صابر فى مكانه ولكنه اخفى ذلك بإبتسامة: - ايوة يا حبيبتى جبتها امبارح والحمدلله مفيش اى حاجة ابتسمت سارة بسعادة: - الحمدلله انطلق صابر ولكن وصلته رسالة خاصة عبر حسابه على فيسبوك وكانت ده فيديو للقطة اختك الصغيرة نيرة، اسيبك تتمتع وبعدها وصله فيديو وفتحه صابر بتردد وكانت الصدمة..
لم يصدق صابر ان اخته نيرة تفعل هذا وتجمد من الصدمة لبعض الوقت وبعدها انطلق بسيارته بسرعة شديدة الى فيلا يوسف الحسيني وبعد دقائق قليلة وصل ودلف ليجد نيرة تجلس فى حديقة الفيلا شاردة فأنطلق اليها بغضب واوقفها ونطقت نيرة بفزع: - صابر!
صفعها صابر بشدة على وجهها وظل يكرر صفعاته وصرخت نيرة باعلى صوتها فخرجت سهوة بسرعة شديدة لتمنعه عنها وظلت تدفعه حتى يبتعد عنها بصراخ وكانت جودى تتابع المشهد من بعيد دون ان تتفوه بكلمة.
ابعدته سهوة من امامه بشدة بعد ان نزف وجه نيرة بالدماء صرخت سهوة فيه قائلة: - انت اتجننت! انت بتعمل ايييية احضر صابر هاتفه بغض والقاه فى وجهها: - خدى شوفى بتعمل اية وانتى ولا هنا، طبعا مش عايشة معاكى ومفيش حد يحكمها صرخت سهوة فيه: - انا عارفة كل حاجة وهى اتضحك عليها هى وجودى اخت يوسف صاح صابر بصوت عالٍ يحمل الغضب الشديد:.
- يعنى انتى عارفة وده كله مقولتليش! ملكيش اخ يعنى ولا ايية! طبعااا هتعملى اية يعنى غير انك تطبطبى عليها ولازم تعمل كدا واوسخ ما هى عايشة معاكى ومفيش حد يحكمها ولا يوقفها عند حدها صرخت هذه المرة سهوة بغضب شديد:.
- اية يعنى عايشة معايا! ما هى طول عمرها عايشة معايا وكنت ليها اب وام واخت من بعد ما بابا وماما ماتوا، تقدر تقولى كنت فين الوقت ده وانا بربيها! تقدر تقولى انت عملتلها اية اكتر من اللى انا عملتهولها! انت يا صابر معملتش اي حاجة ليها وكنت مش موجود فى اكتر وقت كنا محتاجين فيه راجل يقف جنبنا وانا شغالة فى البيوت وانا اصلا مهندسة، كنت بهين نفسى علشان اربيها واعلمها وانت مكنتش موجود وعلمتها كل حاجة وانت بردو مكنتش موجود، فالح بس تعلى فى صوتك وتبين انك راجل، كلكم كدا، كلكم كدا، ياريت تغوور ومشوفش وشك تانى..
انا اخويا مات من زمان وانت معرفكش، كنت عايشة انا ونيرة لوحدنا وكافحنا لوحدنا وهنفضل نكافح ونعيش لوحدنا، مش عايزينك، غووووور كان صابر فى حالة صدمة من لهجة شقيقته التى لم يستطع الرد عليها فرحل دون ان يتفوه بكلمة وسط نظرات سهوة الغاضبة وبكاء نيرة التى يغطى الدماء وجهها ومتابعة جودى التى لم تفهم معنى جملة سهوة اتضحك عليها هى وجودى اخت يوسف.
ولكن تحركت بسرعة واحضرت بعض المعدات الطبية وانطلقت الى نيرة واخذت تمسح دمائها واخذت سهوة فى مداوتها...
فتح يوسف عينيه وظل ينظر الى سقف الغرفة لبعض الوقت ثم ادرك ان سمر ليست بجواره فنهض وتحرك الى اسفل ليجد كارم فتحرك واتجه وجلس بجواره واردف: - امال فين سمر يا عمى! اجابه كارم بتعجب: - مش تقول مساء الخير الاول، سمر يا سيدى راحت تعمل شوبينج حرك يوسف رأسه: - اهاا تمام اعتدل كارم ثم نظر الى يوسف: - اها صحيح كنت عايز اقولك على حاجة بما ان سمر مش موجودة ضم يوسف حاجبيه بتعجب: - حاجة اية؟ اجابه كارم بتحدى:.
- مجموعة هامر تعرف اية عنها! فى تلك اللحظة علم يوسف ان كارم اتته معلومات بعمله السابقة في منظمة هامر وعمله مع المخابرات المصرية فإبتسم بمكر قائلاً: - امممم طيب انا هقولك على السر اللى مخبيه مقابل انك تقولى على السر اللى مخبيه ضحك كارم قائلاً: - كنت عارف، انا سامع اهو ابتسم يوسف وبدأ في الحديث:.
- انا كنت عميل مزدوج لمصر ولمنظمة هامر، اشتغلت فى المنظمة وعملت مهمات فى سيناء وجبتلهم معلومات وكنت طبعا فى الوقت ده بقنع الحكومة المصرية انى شغال معاهم وكل ده تبع المهمة بس طبعا انت عارف انا عملت اية فى رئيس المنظمة دى فى مصر، قتلته بعد ما قتل ابويا وده مكنش ضرر للمنظمة بالعكس هم اكتشفوا خياته فى النهاية و خبر موته على ايدى فرحهم وطبعا بكدا اثبت براءتى فى قضية التخابر مع دولة اجنبية ومنظمة خارجية وفى نفس الوقت قدرت انهى عملى فى المنظمة بدون اي ضرر..
اعتقد انك عندك فكرة عن الموضوع ده كله بس اللى معندكش فكرة عنه هو انى شغال فى المخابرات المصرية ههههههه اية رأيك فى المفاجأة دى! شغال معاهم وفى نفس الوقت اقدر اعمل اللى انا عايزه تحت حجة انى ظابط، مفاجأة مش كدا! ابتسم كارم واشعل سيجارته ونظر الى يوسف: - انت طلعت اخطر مما اتخيل، وكويس انك صارحتنى، انت هتنفعنى فى الشغل جدا وهنعمل شغل كويس اوى مع بعض ضحك يوسف بخبث شديد واردف: - اللى هو اية بقى!
اخذ كارم نفس من سيجارته واردف: - عارف منظمة هامر! فاكر كنت بتعمل اية فيها؟ هو ده الشغل حرك يوسف رأسه بتعجب: - امممممم مقابل! اجابه كارم: - لو مكنتش قولت الجملة دى كنت هشك فيك بس تمام، مقابل ان بدل ما تبقى مليونير هتبقى ملياردير وكمان هبلغك بعمليات إرهابية لمنظمات تانية فى مصر وتقدر تمنعها وبكدا رتبتك هتعلى وتعلى وانت عارف يعنى اية رتبتك تعلى وكل ده حاجة وانك تبقى دراعى اليمين حاجة تانية خالص.
صمت يوسف قليلا وتظاهر بأنه يفكر فى عرضه ثم نظر اليه قائلاً: - وانا موافق بس الشغل اللى هعمله ميعرضنيش كظابط فى المخابرات للكشف حرك كارم رأسه بالنفى: - مفيش كلام من ده، انت هتبقى فى الامان حرك يوسف رأسه بالموافقة ثم تذكر شئ: - قبل ما نبدأ شغل مع انت شاكك فيا! علشان لو شاكك مش هنعرف نشتغل بجد ولو شاكك فيا بنسبة 1% تقدر تمسك مسدسك ده وتخلص عليا ابتسم كارم بمكر: - انا دلوقتي بس واثق منك 100%.
مسك يوسف زجاجة الخمر وملئ كأسين واعطى كأس الى كارم واخذ كأس واردف: - فى صحة الشغل اللى هيبقى بينا ضحك كارم ومد يده قائلاً: - فى صحة الشغل اللى هيبقى بينا، بالمناسبة دى بقى انا هسهرك النهاردة سهرة تفرفشك كدا وتخرجك من جو مصر الكئيب ده وقف يوسف واستعد: - وانا جاهز...
دلف عمر الى المطبخ ليعد الطعام بما انه يعيش وحيداً فى هذا المنزل وتأتى له ولاء كل اسبوع حتى لا يشك احد بوجود عمر او بزواجهم.. انشغل عمر بإعداد الطعام بينما فتحت ولاء باب بالمفتاح بهدوء شديد دون ان يشعر عمر ودلفت الى داخل الشقة وبحثت عن عمر لتجده فى المطبخ فتحركت بهدوء شديد ووقفت خلفه وقالت بصوت عالٍ: - هوباااااا صرخ عمر من شدة الخضة: - اعاااااااا اها يابنت ال...
ابتعدت ولاء بسرعة وظل عمر يطاردها حتى امسك بها ووقع الاثنين على الارض يضحكون نظر عمر الى ولاء بتعجب: - اية اللى جابك النهاردة، مش جيتى من يومين! لوت ولاء شفتيها: - انا غلطانة يعنى انى عاملة محشى وبط وجيباهولك يا عمر! انتفض عمر بفرحة: - محشى وبط! الله عليكى، حاسة بيا والله، ثانية واحدة هخش اجيب الاطباق عقبال ما تغيرى هدومك يا جميل انت.
انطلق عمر الى المطبخ وبعد فترة ليست بطويلة صرخ عمر بصوت عالٍ فأنطلقت ولاء الى المطبخ فى فزع شديد لتجده يخرج بسرعة شديدة من المطبخ فسالته بتعجب: - فيه اية يا عمر! اجابها عمر بخوف: - صرصار فى المطبخ نظرت له ولاء بعدم استيعاب: - صرصار! شعر عمر بالإهانة فحاول تغير الموضوع: - هههههه كنت بهزر واشوفك هتعملى اية بس طلعتى جدعة مش بتخافى منهم نظرت له ولاء بنصف عين: - مع انى اشك بس هعديها المرة دى.
ابتسم عمر ابتسامة واسعة ثم اردف: - خشى بقى هاتى الاطباق علشان نسيت حاجة اعملها رفعت ولاء حاجبيها بإبتسامة: - نسيت حاجة تعملها! طيب.
امضى يوسف الليل فى ملهى ليلى مع كارم والكثير من النساء واخذ يشرب الخمر ويرقص كعادته القديمة لا يهمه الأمر، كل ما يشغله فقط كيف يمتع نفسه فى هذا الوقت وعدم التفكير فى ما حدث فى مصر مع زوجته. هو لا يريد أن يتذكرها، كل ما يريده فقط هو الخروج من الحالة التى ادخلته فيها بما فعلته... اخذ يوسف إحدى الفتيات واشار الى كارم الذى لم يعترض وعاد الى القصر ودلف الى غرفته ليجد سمر نائمه.
خرج يوسف من الغرفة بهدوء واتجه الى الغرفة الاخرى وفى يده الفتاه التى حصل عليها من الملهى...
افاقت سمر من نومها فلم تجد يوسف، لابد انه لم يأتى بعد فقلقت وقررت النزول الى اسفل وسؤال والدها ان كان يعرف مكان زوجها يوسف. خرجت سمر من الغرفة ومرت من امام غرفة ولكنها سمعت صوت بداخلها فخافت ان يكون هناك شئ يحدث داخل الغرفة، ربما شخص غريب فتحركت ناحية الباب بهدوء شديد وترددت فى فتحه ولكنها قررت فى النهاية ان تفتحه... وبالفعل فتحت سمر باب الغرفة لتجد يوسف مع فتاه اخرى فى سرير واحد...
رواية القاسيان الجزء الثالث للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن
اعتدل يوسف بعدما انتبه لصوت سمر نظرت سمر له بتعجب وصدمة فى ان واحد: - ازاى تعمل كدا يا يوسف! بتخونى وكمان فى بيتى! اتى كارم من خلفها على صوتها العالى واردف: فيه اية يا سمر صوتك عالى ليه؟ اردفت سمر بدموع: - تعالى شوف يا بابا، يوسف بيخونى وفى بيتك لم يبالى كارم بما تقوله وقام بإغلاق باب الغرفة ونظر الى ابنته قائلاً: - احنا هنا مش فى مصر يا سمر نظرت الى والدها بتعجب:.
- يعنى اية يا بابا! علشان مش فى مصر يبقى يخونى عادى! ابتسم كارم ووضع يده على كتف ابنته قائلاً: - دى مش خيانة يا سمر، انا اللى عرضت عليه السهرة وانا اللى قولتله يعمل كدا ويوسف بيحبك ومش علشان شوفتيه مع واحدة تانية يبقى بيكرهك لم تستعب سمر حديث والدها فأنطلقت الى غرفتها والقت بنفسها على سريرها وظلت تبكى...
احضر يوسف بعض المال واعطاه الى تلك الفتاه وأشار لها بالرحيل ثم توجه إلى غرفة سمر وجلس بجوارها لا يعلم بماذا يبرر موقفه ولكنه وضع يده على كتفها ولكنها دفعتها بقوة - ابعد عنى، انت ليك عين تيجى هنا! صمت يوسف لبعض الوقت ثم نطق مبرراً: - انا كنت سكران يا سمر ومكنتش فى وعيى ومكنتش عارف بعمل اية، ازاى اخونك انتى وسهوة، انا مش قادر اتخيل انى رجعت تانى زى زمان نظرت له سمر بعينان دامعتان:.
- انت من ساعة ما جيت هنا وانت اتغيرت خالص، مكنتش بتشرب ودلوقتي بتشرب ومكنتش تعرف اى بنت ودلوقتي بتخونى انا وسهوة، انا عايزة اعرف فيه اية يا يوسف، اية اللى غيرك مرة واحدة كدا وضع يوسف يده على رأسه ولم يستطيع الرد.. على الرغم من انها رأته مع امرأة اخرى الا انها شعرت بمعاناته فأعتددلت ووضعت يدها على رأسه بحب واردفت:.
- مالك يا يوسف، حاسة ان فيه نار جواك، نار بتحرق فيك واحدة واحدة، حاسة انك بتموت بالبطئ، اية اللى جواك يا يوسف! مالك، احكيلى يمكن تستريح لما تفضفض ليا وكأن يوسف كان ينتظر قلب يشعر بما يشعر به فأنفجر فى البكاء وكأن هناك بركان بداخله وبمجرد اثارته انفجر هذا البركان..
ضمته سمر بحب بينما هو يبكى بشدة، لم يبكى فى حياته بهذا الشكل وعلى الرغم من قصة حبه بسهوة الاسطورية الا انها لم تشعر به هكذا ولم تحنو عليه هكذا ابدا، سمر وحدها هى التى كانت ترى ما يخبأه وما يكتمه...
ربتت سمر على ظهره وبكت لبكائه وكأنه طفل صغير... بدأ يوسف بالحديث وسط دموعه وبكائه:.
- كنت عايش فى حياه سهلة ومستريح، مكنتش شايل اى مسؤولية لغاية اما اتسجنت ظلم واتهمونى فى قضية قتل بسبب الشغل ومكنتش عايز ابيع ارض وبعدين خرجت وحصل حاجات كتير اوى وانتهت بجوازى من سهوة، كنت بحبها اوى ومكنتش متخيل يومى من غيرها واتجوزنا لغاية اما في يوم قالتلى انا حامل، مشوفتش قدامى وضربتها وهينتها واتهمتها فى شرفها وقتلت ابنى، كنت عارف انى مبخلفش بس سافرت وعملت تحاليل وندمت اشد ندم فى عمرى، خسرت حبيبتى وقتلت ابنى..
بعدها منظمة خطفتنى واعلنت موتى ودربونى بس كنت على تواصل مع ظابط فى مصر وحصل اللى حصل وخسرت جدتى وابويا وبعدها اشتغلت فى المخابرات بسبب اللى عملته، الصراحة انا كنت حاببها وكنت شايف نفسى فى الشغلانة دى بس مكنتش اعرف انها هتدمرنى كدا، سمر انا عايز اعترفلك بحاجة انا اتكلفت بمهمة انى اوقع ابوكى، ابوكى شغال مع منظمة إرهابية واكبر تاجر مخدرات فى مصر وهو اللى بيمول الجماعات الإرهابية فى مصر.
كانت تتابع سمر بصدمة شديدة واكمل يوسف حديثه:.
- كان الطريق الوحيد انى اوصل ليه هو انتى، قررت امثل عليكى الحب ورتبت كل حاجة علشان نتقابل واديكى فرصة تعرفينى وهو ده اللى حصل واتجوزتك وقررت اعمل اى حاجة فى سبيل ان المهمة تنجح وادى سهوة عرفت وكل اللى بينا راح ولما قررت اعرفها الحقيقة قطعت كل اللى بينا لما عرفت انى خدعتك علشان شغلى وانى ظلمتها بسبب شغلى بردو وانى فضلت شغلى عن اى حاجة، سهوة خسرتها خلاص بعد الوقت ده كله واللى هتتظلم هى بنتى، اقسم بالله يا سمر انا لما عرفتك كان علشان اوصل لأبوكى بس، بس لما قعدت معاكى وعرفتك حبيتك، انتى بتعرفى اية اللى مدمرنى وبتحسى باللى بعانى بيه، رغم كل اللى عملته النهاردة وانتى بتسمعينى وبتضمينى وبتطمنينى، مشوفتش فى حنيتك يا سمر، والله بحبك حتى لو هتروحى تبلغى كارم انى فى مهمة ضده، انا خلاص ضعت اصلا.
ظلت سمر شاردة لبعض الوقت تحاول استيعاب ما قاله يوسف فتابع يوسف حديثه قائلاً: - اقسم بالله كل كلمة قولتهالك حقيقة ومش بكذب عليكى وموضوع ابوكى انا عارف انك مش هتتقبليه بسهولة بس دى الحقيقة يا سمر، كل ده مكتوم جوايا وجت سهوة زودت الجرح اللى جوايا وقطعت كل حاجة بينا، ده اللى كاتمه وحاسس انه هيموتنى ضمته سمر بعينان دامعتان وهى تقول:.
- مصدقاك يا يوسف، موضوع بابا انا عرفته الصبح بالصدفة لما سمعته بيكلم حد فى التليفون وساعتها مفهمتش بس كلامك دلوقتى فهمنى، مش هقولك ليه ضحكت عليا ومثلت حبك ليا ولية تعمل كدا فى واحدة بتحبك بس اللى انت قولته دلوقتى انا مصدقاه ولو بجد بتحبنى يا يوسف متضيعش نفسك وترجع يوسف بتاع زمان، مينفعش الواحد بعد ما ينضف يرمى نفسه فى الطينة تانى، بالله عليك يا يوسف ما تضيع نفسك وتغضب ربنا تانى.
كان حديثها يزيد من بكائه وندمه تابعت حديثها: - بالنسبة لموضوع بابا اعمل اللى انت شايفه بس بالله عليك ما تقتله، هو اللى باقيلى فى الدنيا بعد موت ماما اجابها يوسف بحب: - حاضر يا سمر اوعدك...
مر اسبوع دون ان يتغير شئ، لا جديد يذكر وكأن الايام تشبه بعضها البعض... جلست سهوة فى غرفتها تبكى بشدة لما اصابها، اصبحت عنيفة ولا تتقبل اى حوار اصبحت وحيدة بعد رحيل يوسف اصبحت تبكى فى جميع اوقات اليوم وكأنها خلقت للبكاء فقط خسرت اخاها بسبب تهورها شعرت ان هذه النهاية المؤلمة، لم تظن يوماً بأن يحدث ما حدث كله، لم تظن انها ستصل إلى تلك الحالة.. لا تعلم اذا كانت هى المخطئة ام يوسف هو المخطئ!
لماذا قست عليه بهذه الطريقة! لماذا لم تقف بجواره وتنصحه بكل هدوء! ما فعلته ليس بحب، كانت طريقتها خاطئة تماماً.. الان لا تعلم مدى خطورة المهمة التى اقحم نفسه فيها، لا تعلم هل سيعود ام لا، كل ما تعرفه فى تلك اللحظة انها ليست بخير.. ليست بخير فى غياب حب حياتها يوسف. بينما كانت تبكى وتفكر فيما حدث رن هاتفها برقم غريب فقامت بالرد: - الو! اتاها رد عمر على الفور: - ايوة يا سهوة انا عمر.
فرحت سهوة لأن عمر يعرف كل شئ عن يوسف وربما يطمئنها: - ايوة ياعمر شعر عمر بأنها تبكى او يسيطر عليها الحزن فأردف: - ازيك يا سهوة انتى وجودى ونيرة وطنط رباب اجابته سهوة بحزن: - كويسين يا عمر، بس، متعرفش اى اخبار عن يوسف! صمت عمر لبعض الوقت ثم اردف:.
- لا يا سهوة لسة مكلمنيش بس متقلقيش هو هيبقى بخير ان شاء الله، معلش معرفتش اجى بسبب المهمة اللى انا فيها وكدا بس ولاء جاية ليكى دلوقتى بس صحيح حصل حاجة من الزفت اللى اسمه حسام ده! تذكرت سهوة ما حدث فأجابت مسرعة: - ايوة كلم جودى بس طبعا جودى مش فاكراه وقفلت فى وشه وخليتها تحط رقمه فى البلاك ليست، وبعت فيديو نيرة لصابر كمان فكر عمر قليلاً ثم اردف:.
- امممم طيب انا هتصرف بس لو حصل حاجة اديكى معاكى رقمى وكلمينى علطول وانا اول ما يوسف يكلمنى هكلمك واطمنك علطول ان شاء الله ابتسمت سهوة واردفت: - تمام شكرا يا عمر...
كانت تشاهد معها التلفاز حتى نطقت متسائلة: - هى سهوة كان قصدها اية من اسبوع لما قالت ان انا وانتى اتضحك علينا؟ صمتت نيرة ولم تعرف بماذا تجيب فعلمت جودى انها تخفى عنها امراّ فعاودت السؤال مرة اخرى: - ساكتة لية يا نيرة! انا سمعت اللى قالته سهوة وعايزة اعرف اية اللى حصل بدل ما انا حاسة انى عايشة فى دوامة كدا ومش فاهمة حاجة نظرت إليها نيرة بحزن ثم اردفت:.
- هقولك يا جودى لانى مش عيزاكى تفضلى مش فاهمة حاجة كدا، هقولك علشان تستريحى... ثم بدأت فى سرد القصة كاملة وكانت جودى تستمع بقلب محطم ما حدث حتى انتهت نيرة من سرد ما حدث تماماً لم تتحدث جودى بل ظلت شاردة تنظر الى نيرة بصدمة شديدة واخيرا انهمرت الدموع من عينها واردفت: - يعنى اللى كلمنى وقالى انه حسام هو ده! حركت نيرة رأسها بالإيجاب فتابعت جودى حديثها:.
- ويوسف مكنش عايز يقولى انه السبب فى اللى حصلى ده وانا كنت متطمناله! ازاى يعمل فيا كدا ويضربنى بالوحشية دى لغاية اما اتدمر وافقد الذاكرة! كان بيعاملنى حلو ازاى بعد اللى عمله؟ يوسف ده حيوان مش بنى ادم ونهضت من مكانها فصرخت فيها نيرة: - انتى رايحة فين! تحدثت جودى بثقة: - انا عايزة عنوان حسام ده ضمت نيرة حاجبيها بتعجب: - عايزة عنوانه ليه! فهمينى يا جودى انتى بتفكرى فى اية؟ اجابتها جودى بنفس الثبات:.
- هتقولى يا نيرة العنوان ولا اجيبه انا بطريقتى! حركت نيرة رأسها بالرفض: - لا مش هقولك يا جودى حاجة، متخلينيش اندم انى حكتلك كل حاجة اردفت جودى بإبتسامة: - طيب ثم اتجهت الى غرفتها واسرعت الى هاتفها وبحثت عن الرقم الذى هاتفها منه حسام وقامت بالإتصال به: - حسام معايا! ضحك حسام ثم اردف: - دمك خفيف يا روحى، امال رقم مين، مانتى عارفة انه رقمى اردفت جودى بثقة:.
- معلش يا حسام، اخويا ضربنى جامد اوى لما عرف موضوعى وفقدت الذاكرة ضم حسام حاجبيه بتعجب: - فقدان ذاكرة! امتى الكلام ده اظهرت جودى توترها وقلقها قائلة: - بص انا مش هعرف احكيلك كدا، ابعتلى العنوان فى رسالة وانا هجيلك دلوقتى احكيلك كل حاجة اردف حسام بجدية: - طيب تمام تمام، اقفلى وهبعتلك العنوان، انا مستنيكى اهو اجابته جودى بتوعد: - تمام، مسافة السكة.
اغلقت جودى الهاتف معه وانتظرت بعض لحظات حتى وصلت رسالة من حسام بالعنوان فنهضت جودى واتجهت الى الدولاب الخاص بها وظلت تبحث حتى وجدته اخيرا.. كان عبارة عن صندوق صغير يوجد بداخله مسدس ورصاصات كثيرة فأمسكت به بيد مرتعشة وقامت بملأه بالرصاص واتجهت الى حقيبتها ووضعته بها وانتظرت هدوء الاجواء بالأسفل ونزلت متخفيه واخيرا خرجت من الفيلا مسرعة دون ان يراها احد واوقفت سيارة اجرة واعطته العنوان...
وصلت ولاء الى الفيلا واستقبلتها سهوة بترحاب نطقت سهوة معاتبة: - بقى كدا يا ولاء تكونى عارفة ان عمر موجود وفى مهمة وانا قلبى متقطع عليكى! نطقت ولاء بحزن: - معلش يا سهوة غصب عنى والله، انا عرفت فى الاخر من فترة صغيرة كمان ولو كنت نطقت بكلمة مكنتش هشوف وش عمر تانى، يابنتى انتى صاحبتى الانتيم ومقدرش على زعلك ابدا ابتسمت سهوة: - لا مش زعلانة يا ولاء، المهم هو انك سعيدة ابتسمت ولاء ثم اشارت لها بالجلوس:.
- طيب اقعدى بقى علشان فيه مليون حاجة عايزة احكيلك عليها.
شعر يوسف بالقلق فقرر مهاتفة شقيقته ليطمأن عليها وبالفعل احضر الهاتف وقام بالاتصال بها... رأت جودى هاتفها فردت: - الو! ظهر صوت يوسف بحب: - ازيك يا جودى، عاملة اية يا حبيبتى بمجرد ان علمت انه يوسف اغلقت هاتفها على الفور مما اقلق يوسف وهاتفها مرة اخرى لكن هذه المرة لم ترد مما اقلق يوسف بشدة فهاتف صديقه عمر على الفور: - ايوة ياعمر صاح عمر بفرح: - يوسف، فينك يا جدع انا قلقت عليك صاح يوسف بقلق شديد:.
- اسمعنى يا عمر، انا كلمت جودى دلوقتى وردت عليا ولما عرفت انه انا قفلت علطول من غير ما تسمعنى ولما اتصلت بيها تانى مردتش، انا حاسس ان فيه حاجة شعر عمر بالقلق فرد مسرعاً: - فيه اية يا يوسف اهدى ياعم مش للدرجة دى، انا هتصل بسهوة دلوقتى واعرف فيه اية واطمنك نطق يوسف بتوسل: - علشان خاطرى ياعمر بسرعة وطمنى اجابه عمر: - حاضر حاضر سارع عمر بالاتصال بسهوة فتفاجأت برقم عمر فنطقت بتعجب: - عمر! فأنتبهت ولاء.
ردت سهوة: - ايوة يا عمر! سارع عمر فى الحديث: - سهوة هى جودى مالها، يوسف كلمها ولما عرفت انه هو قفلت ومردتش ترد عليه تانى، هى كويسة؟ نظرت سهوة بتعجب الى ولاء ثم نطقت: - اها كويسة قاعدة مع نيرة دلوقتى = طب معلش هاتيها كدا وافقت سهوة واتجهت الى غرفة نيرة فلم تجد الا نيرة فقط فسألت نيرة: - اية ده امال فين جودى يا نيرة؟ اجابتها نيرة بحزن: - فى اوضتها.
اتجهت سهوة الى غرفة جودى ولكن لم تجدها فبحثت عنها فى جميع أنحاء الفيلا ولم تجدها مما اقلقها بشدة.. صرخت سهوة مستنجدة بعمر: - الحقنا يا عمر جودى مش موجودة في الفيلا انتفض عمر من مكانه وصاح بقلق: - بتقولى اية! هتكون راحت فين يعنى؟ ظلت رباب تبكى وسهوة وولاء يهدئونها حتى وصل عمر وصعد الى غرفتها ليبحث عن اى شئ تركته او شئ يقوده لها فوجد دولابها مفتوح ويوجد فى داخله صندوق صغير مفتوح وبداخله عدة رصاصات.
وضع عمر يده على رأسه بصدمة وقال فى نفسه: - يلاهوى يا جودى انتى لقيتى مسدس يوسف اللى كان مخبيه فى دولابك ازاااى! هتعملى بيه اية يا مجنونة؟ ثم تحرك مسرعاً الى نيرة ليسألها عن اخر ما دار بينها وبين جودى وما الذى حدث فنطقت نيرة بعد ان انفجرت فى البكاء - انا حكيت لجودى كل حاجة، قعدت تسألنى وصعبت عليا وقولتلها فى تلك اللحظة لم ينتظر عمر وانطلق بأقصى سرعته بعدما عرف ما الذى تنوى جودى فعله...
وصلت جودى الى الفيلا وظلت تنظر حولها وتحاول ايجاد طريق الدخول حتى وجدته ودلفت الى الداخل لتجد حسام يصيح بفرحة: - جوووودى، عاااش من شافك، تصدقى وحشتينى لم ترد جودى وكانت يداها ترتجف خوفاً فأنطلق حسام اليها وامسك بذراعها وجذبها إليه واخذ يقبلها وهى تحاول منعه فتوقف ونظر إليها بتعجب واردف: - اية اللى حصل صحيح، وموضوع فقدان الذاكرة ده بجد؟ حركت جودى رأسها بالإيجاب:.
- ايوة، يوسف لما استنتج اللى حصل ضربنى جامد وكان هيموتنى بس اللى حصل انى فقدت الذاكرة حرك حسام رأسه بفهم: - اممممم علشان كدا لما كلمتك من اسبوع مكنتيش عارفانى، امال عرفتى الحكاية دى منين اجابته جودى بخوف شديد: - نيرة حكيتلى ابتسم حسام وقال بمغازلة: - طيب تعالى فوق وانا هرجعلك الذاكرة تانى يا حبيبتى صاحت جودى بغضب:.
- انا مش فاكراك بس واضح انك كنت شخص وسخ ومازلت وسخ، انت هتجيب الفيديوهات دى وتنسانى انا ونيرة يا اما... ضحك حسام بصوت عالٍ واردف: - يا اما اية!
فتحت جودى حقيبتها وامسكت بالمسدس ووجهته ناحية حسام بدون تردد وبدون اى مقدمات اطلقت الرصاص على جسده لتستقر اول رصاصة فى صدره ولكنها لم تكتفى فأطلقت الرصاصة الثانية فوقع حسام وعلى وجهه نظرات الصدمة، وقع حسام واغلق عينيه معلناً وفاته وفى تلك اللحظة دلف صديقه وائل بصدمة ورفع سلاحه وصرخ فيها: - جودى! انتى هببتى ايييية!
التفتت جودى واطلقت النار عليه دون تردد او سابق انذار فوقع وائل هو الاخر لتغرق الارض بالدماء.. وقعت جودى على الارض وعيناها مليئة بالدموع واعصابها بدأت فى الإنهيار ثم وجهت المسدس الى رأسها و...