logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية نجمة في سمائي
  13-03-2022 12:18 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نجمة في سمائي للكاتبة شاهندة الفصل الخامس

وجع بالقلب يؤلمني..يشعرني بضيق الأنفاس
فأنا مجبور أن أرحل..مبتعدا عن كل الناس
الذنب يدمر أوردتي، يستوحش كالوسواس
أخشى يوما أن أستسلم، أو أصبح دون الإحساس
قد أجرح او أقتل قلبا يلمع مثل الألماس
أخشى نفسا مظلمة تائهة بين الأقواس
تجبرنى حقا أن أرحل، و أن أغلق كل حواس
فالوحدة ملاذا قد تغدو.. تترك روحي.. دون مساس.

تأمل( يحيي) تلك الصورة التى يحملها، تسللت دمعة منه إلى تلك الصورة، فمد يده يمسحها، وهو يمرر يده على ملامح صاحبتها الضاحكة.
ضحكتها تشرق كالشمس وتنير نهاره، وعيونها تلمع كالنجمة فتنير عتمة ليله، شمسه هي أو نجمته لا فرق، المهم أنها كانت تشرق حياته بالضياء، تمنحه السعادة والأمل وتوقظ لديه الرغبة فى أن يعيش الحياة كما يحلو له.

أطلت صورة فتاة أخرى فى عقله، فهز رأسه ينفضها بعنف، يعلم أنها تتسلل إلى وجدانه، تأخذ مكان فتاته فى قلبه وهذا مالن يسمح به أبدا..

فبالرغم أنها أشرقت حياته مجددا وأنارت عتمة تلك الحياة، ورغم أنها منحته الأمل وأيقظت لديه الرغبة فى الحياة مجددا، ورغم أنها تشبه الشمس فى نهاره والنجمة فى ليله، تأخذ بيده إلى عالم يختلف عن هذا العالم البائس الذى يعيش فيه، تلون أيامه بألوان الحياة بعد أن كانت أيامه تحمل لونا رماديا فحسب، إلا أنها تظل رغم كل ذلك، فتاة أخرى..وليست هي...ليست (ياسمين )خاصته.

إنتفض على صوت عمه الذى إقترب منه ووقف خلفه تماما قائلا:
-إنسى بقى ياإبني، إنسى عشان تقدر تعيش.
وضع (يحيي)الصورة فى جيبه وهو يتنهد قائلا:
-إزاي بس تنسى روح سكنت روحك؟
أدار عجلات كرسيه ليواجه عمه مستطردا:
-لما بتغيب الشمس بياخد مكانها القمر، ولما بيغيب الشتا بييجى مكانه الربيع، لكن حبيبتي اللى غابت..

تنهد مردفا:
-نجمتي اللى كانت منورة سمايا لما غابت، غابت معاها كل حاجة حلوة فى حياتى، أحلامى كلها إختصارها كان إسمها هي وبس، ضحكتها كانت بتسعدني، وهمسها بيطربني، أيامى معاها كانت بتهون قسوة أيامي، أنا محستش بالحب غير لما حبيتها، محسيتش إنى قبلها مكنتش عايش غير لما قابلتها وساعتها بس حسيت بالحياة، اللى زي ياسمين ياعمي، مبيتنسيش ولو عشت عمرى كله، ذكرياتى معاها تكفيني.

ربت عمه على كتفه قائلا:
-معاك حق ياإبني..معاك حق.
تأمل(عزام)ملامح (يحيي)قبل أن يقول بهدوء:
-طب إيه أخبارك دلوقت مع (ميار)، أنا شايف إنها أحرزت معاك تقدم ملحوظ، وده أكيد شيئ يسعدنى.

أومأ (يحيي)برأسه قائلا:
-آه فعلا، ميار دكتورة شاطرة.
تفحص (عزام)ملامح (يحيي)بتمعن قائلا:
-دكتورة شاطرة بس؟!!

شعر (يحيي)ببعض الإضطراب، ولكنه تمالك نفسه وهو يعقد حاجبيه قائلا:
-قصدك إيه ياعمى؟
قال(عزام)بلهجة موحية:
-قصدى يعنى إنها حلوة وباين عليها بنت ناس و...

قاطعه (يحيي)قائلا بحزم:
-كل ده ميهمنيش فى حاجة، أهم حاجة عندى إنها تكون دكتورة شاطرة وبس، تخليني أمشى على رجلية عشان أقدر أزور قبر حبيبتي اللى ماتت وننقل شغلنا فى بلدها، كل اللى يهمنى إنى أكون كويس وبس عشان أقدر أكون جنب ياسمين.

رغم شعور (عزام)ببعض الإرتياح بالنصف الأول من كلام (يحيي)، إلا أن النصف الثاني من كلامه أقلقه، هل سيبيع يحيي كل شيئ ويرحل إلى المنصورة دون أن يخبره؟ والأدهى من ذلك هو أن قراره ذاك لم يستشره فيه، وتلك هي المرة الاولى التى يفعلها، قرر هكذا وحسب.

وماذا عن أوروبا؟هل انتهى الأمر؟!!!!

حسنا، لا يهم كل هذا الآن، فلديه أشياء أهم ليفكر فيها، لذا فقد أظهر هذا المستند فى يده، يناوله ل(يحيي) قائلا:
-بمناسبة الشغل، فيه ورق مهم محتاج إمضتك.
أخذه (يحيي)قائلا:
-هراجعه وأمضيه وأبعتهولك.
قال (عزام)بعتاب:
-لسة مش واثق فية وبتراجع ورايا يايحيي؟

قال (يحيي)على الفور:
-لأ طبعا ياعمى، انت عارف إن ثقتى فيك من غير حدود، أنا بس ماشى بوصية والدى الله يرحمه، كان دايما يقول"رجل الأعمال اللى ميراجعش اي ورقة كويس قبل مايمضيها، مع الأيام هيمضى على ورقة تضيعه ويضيع معاها سنين عمره اللى شقى فيها".

إبتسم (عزام)قائلا:
-الله يرحمه، طيب هسيبك دلوقتى تراجع الورق وأروح أشوف فوزية طابخالنا إيه، مكلتش حاجة من الصبح وعصافير بطني بتصوصو.
قال (يحيي)بإبتسامة:
-بالهنا والشفا ياعمى.

ربت (عزام)على كتف (يحيي)قبل أن يبتعد مغادرا الحجرة، أمسك (يحيي)الأوراق بيد، بينما باليد الأخرى حرك كرسيه بإتجاه المكتب ليبدأ مراجعة الأوراق، علها تشغل باله عن أفكاره ومشاعره المتصارعة.

قالت (ميار)فى حماس:
-برافو يايحيي، كمل..كمل للآخر.
قال (يحيي) بملامح منهكة، شابها الحزن وهو يستند على تلك المشاية المعدنية:
-مبقتش قادر ياميار، تعبت، الظاهر إنى ضعيف بجد، والظاهر إن حبى ليها مش كفاية عشان يخلينى أقدر أكمل.

قالت له بقوة:
-إنت مش ضعيف، إنت جواك قوة كبيرة تخليك تقدر تحقق أحلامك يايحيي، قوة تخليك تتحدى المستحيل، قوة خليتك تثبت لوالدك إنك أد ثقته فيك لما كتبلك كل حاجة بإسمك، وخلاك رئيس مجلس الإدارة بدل عمك.

عقد(يحيي )حاجبيه قائلا:
-إنتى عرفتى الكلام ده منين؟

شعرت(ميار)بالإضطراب ولكنها تمالكت نفسها قائلة:
-قلتلك قبل كدة، أنا لية مصادرى اللى هكشفلك كل حاجة عنها فى وقتها، لكن دلوقتى هنكمل جلستنا، لازم تمشى يايحيي، لازم ترجع لحياتك وترجع كل حاجة لمكانها الصح.

تأملها( يحيي )قائلا:
-أيوة بس...

قاطعته قائلة بحزم:
-مفيش بس، كمل يايحيي واوصل لية، لو مش عشان عمك يبقى عشان حبيبتك، حبيبتك اللى أكيد مكنتش تتمنى تشوفك بالشكل ده، حبيبتك اللى أكيد لو كانت عايشة كان مشيك على رجليك من تانى هيكون أغلى أمانيها.

تأمل (يحيي)ملامحها للحظات قبل أن يظهر على وجهه العزم وهو يكمل طريقه مشيا بإستخدام المشاية المعدنية، حتى وصل إليها، ليستند على يديها بدلا من المشاية، تهلل فرحا ويشاركها هو...فرحتها تلك.

كان يجلس فى شرفة حجرته يطالع تلك النجمة التى تلمع فى السماء، يناجي محبوبته كعادته كل يوم

ملهمتي..حبيبتي..يانجمة فى سمائي
يا من أنرتى حياتي وبددتى ظلمائي
عودى إلي، أنيرى دربي وأشعلى ضيائي
فهواكى يسرى فى شراييني ويجرى فى دمائي
ودونك أموت رويدا رويدا، ليكون المصير فنائي

تنهد لينتفض فجأة على يد ناعمة رقيقة توضع على عينيه، وهمس غير واضح يدوى فى أذنه قائلا:
-أنا مين؟!
عقد حاجبيه قائلا:
-ميار.

رفعت تلك اليد عن وجهه وصاحبتها تصمت فإلتفت ليراها، فتراجع مصدوما وقد تجسدت نجمته أمامه، تطالعه بشوق، تأمل ملامحها بعشق إمتزج بالدهشة وهو يقول:
-ياسمين !

إبتسمت وهي تومئ برأسها قائلة:
-وحشتني يايحيي.
قال بصوت اهتزت نبراته شوقا:
-إنتى وحشتينى أكتر ياقلب يحيي.

فتح ذراعيه مستطردا:
-تعالى فى حضني خلينى أتأكد إنى مبحلمش وإنك حقيقة أدامى، تعالى فى حضني وخليني أعيش من تاني.
إندفعت إلى حضنه ليضمها بقوة، يغمض عيناه وهو يستنشق رائحة الياسمين خاصتها، يقول بصوت متهدج:
-وحشتيني يابنت قلبى، كنتى فين المدة اللى فاتت دى كلها؟

تنهدت قائلة:
-كنت جنبك، دقيقة بدقيقة ولحظة بلحظة.
أخرجها من حضنه دون أن يخرجها من محيط ذراعيه يتأمل عينيها قائلا بحيرة:
-طب ليه خليتيهم يقولولى إنك موتى، ليه سيبتينى أتعذب العذاب ده كله ياياسمين؟

طالعته بعينين غشيتهم الدموع قائلة:
-غصب عنى والله غصب عنى.
مد يده يمسح تلك الدموع التى تساقطت على وجنتيها قائلا:
-ولا يهمك، إهدى ومتعيطيش، قلبى مبيستحملش دموعك وإنتى عارفة.

مالت تقبل يده الرابضة على وجنتها، ثم تطلعت لعيونه قائلة بحزم:
-إنت لازم تفوق يايحيي، سامعنى..لازم تفوق.
عقد حاجبيه وملامح (ياسمين) تتبدل، ليصرخ قائلا:
-ياسمين، ياسمين، ياسميييين!
ظهرت ملامح (ميار) أمامه، تردد دون توقف:
-فوق يايحيي، إنت لازم تفوق، يحيي..يايحيي.

فتح عيونه ليراها أمامه حقا، تميل عليه وتربت على كتفه وعيونها يشغلها القلق، تأملها للحظة ثم تأمل محيطه ليجد نفسه فى شرفة حجرته، لابد وأنه غفا وحلم بها كعادته، ولكن تلك المرة حلمه غريب، وليس ذكرى من الماضى كما إعتاد أن يكون سابقا، أفاق من شروده على صوتها وهي تسأله بقلق:
-إنت كويس يايحيي؟

أومأ برأسه وهو يبتلع ريقه بصعوبة قائلا:
-أيوة..كويس، متقلقيش.
إستقامت قائلة:
-أنا آسفة لو دخلت أوضتك من غير إستئذان، بس أنا كنت معدية من جنبها وسمعتك بتصرخ فإضطريت أدخل اتطمن عليك.

أومأ برأسه متفهما وهو يقول:
-شكرا لإهتمامك، الظاهر إنى نمت فى البلكونة من تعبى، هدخل دلوقتى الأوضة وأنام على سريري.
هزت رأسها قائلة:
-تحب أساعدك؟!

قال على الفور:
-لأ...
طالعته بحيرة، ليستطرد بإرتباك:
-أقصد يعنى شكرا، أنا دلوقتى بقدر أتحرك لوحدى.
إبتسمت قائلة:
-تمام، تصبح على خير يايحيي.

طالعها ملامحها الرقيقة للحظة قبل أن يقول:
-تلاقى الخير ياميار.
غادرت (ميار)يتابعها (يحيي)بعينيه، يشعر بدقاته تنتفض، يدرك من حلمه وإنتفاضة خافقه أنه لم يعد أبدا كما كان سابقا، و هذا ما يقلقه حقا.

طرقت(ميار)الباب ثم دلفت إلى الحجرة ماإن سمعت صوت (عزام)، يأمرها بالدخول، وجدته جالسا على كرسي مكتبه، يتطلع إليها بتلك النظرة الثاقبة والتى تثير الإضطراب فى نفسها، إقتربت منه قائلة:
-آفندم ياعزام بيه، حضرتك طلبتنى.

قال (عزام) وهو يلمس رقبته:
-الحقيقة يادكتورة، رقبتي واجعانى شوية ومش قادر أحركها بشكل طبيعي، قلت مفيش غيرك هيقدر يساعدنى، ممكن تشوفى هي ممكن ترجع طبيعية إزاي؟
إقتربت منه وهي تقول:
-آه طبعا..تحت أمرك.

توقفت خلفه تماما ومدت يديها إلى رقبته تدلكها برفق، بينما أغمض هو عينيه، يستمتع بلمساتها الرقيقة على رقبته، فتح عيناه وهي تقول:
-أنا شايفاها طبيعية على فكرة ومش محتاجة أي حاجة.
وجدته يسحب يدها فجأة ويقبلها بقوة قائلا:
-ده بفضل إيدك السحرية يادكتورة.

إجتاحتها مشاعر عاتية، إمتزج فيها الخوف بالقلق والغضب، خاصة وهي تحاول سحب يدها فوجدته يتمسك بها أكتر، لتقول بحدة:
-عزام بيه، سيب إيدى.
إلتفت إليها بكرسيه ليواجهها وهو يقول بنظرة شملتها كلها، نظرة أثارت إشمئزازها بالكامل وهو يقول:
-إيدك مش هدفى يادكتورة، هي بس البداية.

ترك يدها فجأة، لتمسك هي يدها بيدها الأخرى عاقدة حاجبيها وهي تقول:
-قصدك إيه؟
قال بإبتسامة أثارت القشعريرة فى جسدها:
-ولا حاجة، اتفضلى على أوضتك يادكتورة، قبل ماأغير رأيي وترجع رقبتي توجعنى من تانى.

عقدت حاجبيها وكادت أن تتفوه بكلمات جارحة ولكنها حبست كلماتها بصدرها وهي تبتعد عنه هاربة، لتتسع تلك الإبتسامة وهو يقول:
-هانت يادكتورة، أخلص بس من المشاكل اللى فى إيدى وهفضالك وساعتها مفيش حد فى الدنيا ممكن ينقذك منى.


look/images/icons/i1.gif رواية نجمة في سمائي
  13-03-2022 12:18 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نجمة في سمائي للكاتبة شاهندة الفصل السادس

بداخلى شعور يقتلني..
لم تعد عنى غريبا...
بل صرت إحتياجا يجبرني على الإستسلام...
أحتاجك كإحتياجي للماء والهواء...
كإحتياج جفاف الأرض للرواء...

كإحتياج الأزهار فى البساتين للشمس والضياء...
كإحتياج البشر للربيع بعد فصل الشتاء...
أدرك بكل ذرة فى كياني أنى أغرق وعشقك هو طوق نجاة
ولكن الذنب يقتلني، يجبرني على تجاهل العشق وإعادتك إلى خانة الغرباء.

فتح عيونه بقوة، يتجاهل ذلك الشعور الذى ينبض فى كيانه، لقد حلم بها البارحة لأول مرة، وفى حلمه تبدلت صورة حبيبته لتصير هي، تفتح ذراعيها له، تدعوه ليتقدم نحوها، ذلك الشعور الذى تملكه أجبره على النهوض من كرسيه، يخطو بإتجاهها بخطوات بطيئة تحمل مشاعر عاتية، يريد فقط أن يصل إليها...أن يضمها، وماإن فعل حتى شعر بأنه صار بالوطن.

لينتفض مستيقظا، يمسك سلسال حبيبته بقوة فى يد، بينما يمسك صورتها فى اليد الأخرى، يتمسك بذكرياته معها، يمحى تلك المشاعر التى تجتاحه، يبكى فى صمت مؤكدا لها أنه ملكها هي، وأنه لا إمرأة فى تلك الدنيا قد تحتل مكانها..

ولكنه حقا لا يدرى...
هل يؤكد لها هي أم يؤكد لنفسه تلك الفكرة التى مابات واثقا بها...البتة.
أفاق من أفكاره على صوت طرقة على الباب ثم دلوفها بملامح مشعة خطفت أنفاسه وهي تقول:
-صباح الخير.
عقد حاجبيه فى حيرة، وهو يرى إشراقة ملامحها.. لقد توقع العكس تماما، خاصة بعد تلك الكلمات التى قالها لها بالأمس، فهل كان مخطئا فى ظنه؟... ربما.

أفاق مجددا من شروده على إقترابها منه مرددة:
-هييييي..بقولك صباح الخير.
هز رأسه قائلا بهدوء:
-صباح النور.

ثم أدار عجلات كرسيه يتجه به إلى خلف المكتب قائلا:
-ممكن نلغى جلسة النهاردة، مشغو...
قاطعته قائلة فى حماس:
-إبن حلال على فكرة.

إلتفت إليها بكرسيه مجددا يطالعها بحيرة بينما تستطرد هي قائلة:
-أنا كنت جاية مخصوص عشان أقولك إن إحنا هنلغى جلسة النهاردة، عشان محضرالك مفاجأة.
عقد حاجبيه فى حيرة قائلا:
-مفاجأة !مفاجأة إيه دى؟

إبتسمت وهي تسرع إليه تمسك بكرسيه، تتوجه للخارج قائلة:
-لو قلتلك مش هتبقى مفاجأة، إصبر علية شوية وأوعدك إنك هتكون مبسوط...مبسوط جدا.
لم يستطع الرفض وصوتها الحماسي قد بعث فى روحه الحياة، يتركها تقوده إلى مفاجأتها دون مقاومة منه، يشعر بداخله برغبة قوية فى ترك مقاومته على جنب والإستسلام لمشاعره، حتى وإن كان... ليوم واحد

إتسعت عينا(عزام)قائلا ل(فوزية)بحدة:
-خرجوا؟يعنى إيه خرجوا؟إزاي يخرجوا من غير إذنى؟
قالت(فوزية)بإرتباك:
-معرفش ياباشا، أنا مشفتهمش وهما بيخرجوا، ده ماجد السواق هو اللى قاللى وقاللى كمان إن الدكتورة ميار رفضت إنه يوصلهم، وصممت إنها هي اللى تسوق.

جز (عزام)على أسنانه قائلا بغضب:
-إزاي تعمل كدة من غير ماتقولى؟ده أنا منبه عليها..يحيي مينفعش يخرج من البيت.
طالعته (فوزية )بدهشة، ليستطرد قائلا بحدة:
-انتى ناسية حادثة العربية بتاعته وإن التحريات أثبتت إنها بفعل فاعل؟وده معناه ان حياته دايما فى خطر، ومينفعش يخرج من غير حراسة.

ظهر الخوف على ملامح (فوزية)وهزت كتفيها بقلة حيلة، ليضرب (عزام)المكتب بقبضته فإنتفضت (فوزية)، طالعها بعينين مشتعلتين قبل أن يقول بصوت كالفحيح:
-أول مايوصلوا تبلغى الدكتورة إنى عايزها، مفهوم؟
أومأت برأسها قائلة بإضطراب:
-مفهوم ياباشا.

ليشير لها بالإنصراف ففرت هاربة من أمامه، بينما أمسك (عزام)تلك التحفة على شكل حصان من على مكتبه وألقى بها فى إتجاه الحائط فإرتطمت بقوة محدثة دويا شديدا وسقطت أرضا متحطمة، فلم يشعر بالراحة، ولم يهدأ قلبه الذى يشتعل الآن... باللهيب.

كان ينطلق بالكرة، بينما تنطلق (ميار) بكرسيه، يحاول أحد الشباب من الفريق المنافس أخذ الكرة منه ولكن (ميار) إستطاعت المراوغة بالكرسي فلم يستطع، لتقف فجأة هاتفة:
-سدد يايحيي، أوااام.

سدد (يحيي)الكرة بالفعل فأصاب الهدف، وإخترقت كرته السلة، لتظهر السعادة على وجه (ميار)وهي تهلل قائلة:
-فزنا يايحيي، فزنا.

ثم أسرعت تواجه( يحيي)، وهي تميل رافعة كلتا يديها ليرفعهما (يحيي)بدوره ويصفقا سويا...فتوقف الزمن فى تلك اللحظة وذكرى شبيهة تطل بالأجواء، أخفضا أيديهما وعيون (يحيي)تستقر على صفحة وجهها، تتأملها بمشاعر عجز عن إخفاؤها، بينما أشاحت (ميار)بناظريها عنه عندما اقترب منهم كابتن الفريق وهو يمد يده ل(يحيي) قائلا:
-مبارك يايحيي، الحقيقة أديت ماتش هايل، وساعدتنا فى الفوز.

سلم عليه(يحيي)قائلا:
-شكرا ياكابتن.
ترك الكابتن يده وهو يربت على كتفه قائلا:
-إحنا موجودين هنا كل يوم، لو حابب تشارك معانا فى مباريات تانية.
لينقل بصره بين (يحيي)و(ميار)مستطردا:
-انتوا اكيد مكسب لأي فريق.

إكتفى (يحيي)بإبتسامة حاول أن يخفى بها بعض مشاعر الغيرة التى إنتابته وعيون هذا الرجل تستقر على (ميار)بإعجاب، قبل أن يبتعد مرغما على مايبدو حين ناداه أحد أفراد فرقته، ليلتفت هو إلى(ميار)قائلا ببرود:
-مش هنروح بقى.

كادت ان تبتسم بداخلها وهي تشعر بذبذبات الغيرة تصلها، تريد أن تميل وتلف ذراعيها حول عنقه، تريح رأسها على كتفه هامسة له(لا تقلق..أنا لا أرى سواك ولا أريد من تلك الدنيا سوى شيئا واحد...أنت أيها الحبيب)، ولكنها إكتفت بأن قالت بهدوء:
-هنروح بس مش قبل مانعمل حاجة أنا واثقة إنها هتعجبك.

ليعقد حاجبيه بحيرة وهي تقود كرسيه وتتجه إلى هذا المكان، لتتسع عيناه... بقوة.

طرقات على الباب جعلته يفيق من شروده، أمر الطارق بالدخول، فدلفت دادة (فوزية)قائلة:
-فيه واحد برة طالب يقابلك ياباشا.

عقد (عزام)حاجبيه قائلا:
-واحد ! إسمه إيه ؟
أطل الرجل بوجهه من الباب قائلا:
-خدامك توفيق ياسعادة الباشا.

ظهر الغضب على ملامح (عزام)وهو ينهض مطالعا هذا الرجل، ليشير لدادة (فوزية )بالإنصراف، وماإن غادرت حتى بادر الرجل قائلا وهو يجز على أسنانه:
-أنا مش منبه عليك ميت مرة إنك متجيش هنا، إيه ؟!!حابب تحصل أخوك ياتوفيق.

قال (توفيق)بإضطراب:
-لأ ياباشا، أخويا إيه بس، كل الحكاية إنك إتأخرت علية، والدنيا زنقت معايا شوية، كلمتك كتير بس إنت مردتش.
ضرب(عزام)المكتب بقبضته وهو يقول:
-تقوم تجيني، إفرض حد شافك وإتعرف عليك.

قال (توفيق)بإضطراب:
-أنا آسف ياباشا، والله مادخلت غير ماأتأكدت إنك فى القصر لوحدك.
رمقه (عزام)بقسوة، فإستطرد قائلا على الفور:
-غلطة ومش هكررها تانى، إدينى الفلوس بس ومش هتشوف وشى هنا أبدا.

فتح (عزام)أحد أدراج مكتبه واخذ منه رزمة مالية ألقاها إليه قائلا بتحذير شديد اللهجة:
-إتفضل خدهم وغور من هنا، إن شفتك هنا تانى والله ياتوفيق لأرميك جنب أخوك وأهو تجمعوا مع بعض من تانى...فى زنزانة واحدة.
أخذ (توفيق)المال وهو يقول بإضطراب:
-خلاص ياباشا والله ماهكررها، أنا همشى من هنا حالا ومش هرجع تانى.

ليسرع بالمغادرة تتبعه عيون(عزام)الحانقتين، وهو يقول:
-غبي وعايز يودينا ورا الشمس، داهية لا ترجعه.
وبينما يسرع هذا الرجل بمغادرة القصر لم ينتبه لمتابعه، هذا الذى أدرك أن وراء هذا الرجل سر خطير ويجب أن يعرفه.

كانت تدرك أنه الآن يتطلع إليها، فوحدها نظراته المسلطة عليها من تشعل النار فى جسدها، رفعت عيونها إليها لتقابلها عيناه التى تأملتها بنظرة غامضة، شعرت بالإضطراب، إبتلعت ريقها قائلة:
-بتبصلى كدة ليه؟

قال لها مباشرة، دون مواربة:
-عرفتى عنى كل الحاجات دى منين يا(ميار)؟
شعرت بدقات قلبها تتسارع، ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول:
-قصدك حبك لكرة السلة.

لتشير إلى مافى يديها مستطردة:
-وعشقك للسوبيا.
لم يجيبها فإبتسمت قائلة:
-قلتلك عندى مصادرى اللى عرفتنى عنك كل حاجة.
أصابتها نظراته بالتوتر، فنهضت قائلة:
-بتهيألى الوقت إتأخر ولازم نروح، هرجع الكوبايات ل...آاااه.

قاطعها (يحيي)وهو يسحب يدها ليختل توازنها وتجد نفسها تجلس على حجره، يحاصرها بأحد ذراعيه، ويقترب بوجهه منها، شعرت بكيانها يتبعثر إلى أشلاء، فلم تشعر بالقرب من (يحيي)منذ أن قدمت لعلاجه كما هي الآن، ولم تكن نظراته بتلك الخطورة، تلفحها أنفاسه القريبة منها وهو يقول بهمس حار:
-مش بس الكورة او السوبيا، لأ..إنتى حافظانى، عارفة عنى أدق تفاصيلي، عارفة إزاي تمتصى غضبي وإزاي تحمسيني، محدش يعرف عنى كل حاجة بالشكل ده غير اتنين، واحد فيهم مش هيعري روحى بالشكل ده أدام أي حد والتانية ماتت، ماتت ومت معاها..شبهها أوى.

ليمرر يده على وجهها، يشعل النيران فى جسدها قائلا:
-وكأنك هي، بس مش هي.
قالت فى رجاء:
-يحيي، أرجوك سيبنى.
قال بصوت تملؤه المرارة:
-مش قبل ماتريحيني، قوليلى إنتى مين؟أنا بجد تعبت.

تطلعت إلى عيونه قائلة فى ثبات:
-أنا مجرد واحدة، واحدة شبهك، شافت فيك نفسها، وحبت تساعدك وبمساعدتك بساعد نفسي، صدقني، بس لو حقيقى شايفني شبهها يبقى حاول، حاول تتعالج عشان خاطرى.

ظل يتطلع إلى عينيها للحظات، يظهر هذا الصراع الذى يجتاحه على وجهه، قبل أن يغلف ملامحه قناع من البرودة، وهو يفك حصارها لتنهض على الفور وهو يقول:
-أنا لو هتعالج يبقى هتعالج عشانها هي، متديش نفسك حجم أكبر من حجمك، انتى بالنسبة لى ولا حاجة، انتى بالنسبة لى مش أكتر من دكتورة بتعالجنى وبس، ووقت ماتخلص مهمتها هخرجها برة حياتى للأبد.

رغم أنها تدرك أن كلماته لا تعكس أبدا تلك المشاعر الرابضة بقلبه والتى تظهر أحيانا بعينيه، إلا أنها لا تنكر أن كلماته هزت كيانها بالداخل، لتمسك بأسنانها الصغيرة شفتها السفلى تكبح دموع كادت تطفر من مقلتيها، بينما عقد (يحيي)حاجبيه بشدة، وهو يطالع ملامحها للحظات قبل أن يلتفت بكرسيه، متجها إلى السيارة، تتبعه (ميار)بخطوات...بطيئة.

باقى فصلين..لو لقيت تفاعل حلو على الفصل ده هنزل باللى بعده...وهكذا...يعنى ممكن أخلصها النهاردة...


look/images/icons/i1.gif رواية نجمة في سمائي
  13-03-2022 12:19 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نجمة في سمائي للكاتبة شاهندة الفصل السابع

قالت(ميار)ببرود:
-أنا مش شايفة إنى غلط لما خرجت(يحيي)برة جدران القصر اللى حابسينه فيه، وكأنه مسجون وبيقضى مدة عقوبته جواه.
ضرب (عزام)سطح مكتبه بقبضته فى قوة وهو يقول:
-لأ غلطى.

إنتفضت (ميار) ولكنها تمالكت نفسها بقوة وهي تواجهه بعيون متحدية، لينهض (عزام) ويتجه إليها، يقف قبالتها قائلا بصوت هادئ لا يظهر أبدا غضبه الشديد البادي على وجهه والذى ظهر فى هدرته منذ لحظات:
-اللى متعرفيهوش يادكتورة، إن يحيي حياته معرضة للخطر، وإن خروجه من غير حراسة فيه خطر كبير على حياته، أنا مش ضد خروجه، يحيي إبن أخويا، يعنى لحمى ودمى، وأكيد لما بمنع خروجه بدون علمى، ده سببه إنى خايف عليه، مش سجان حابسه فى زنزانة زي مابتلمحي.

قالت بنبرات ساخرة:
-والله ده اللى أنا شايفاه، يحيي فعلا محبوس جوة زنزانة، والسبب غريب طبعا، يعنى إيه حياته فى خطر؟مين اللى ممكن يبقى عايز يقتله، وهو كان إذى مين أصلا عشان تتولد جوة اللى آذاه الرغبة فى الإنتقام؟يحيي مش ممكن يإذى أي حد.

جز (عزام) على أسنانه غيظا، يتساءل عن سر إبن أخيه حتى تعشقه كل النساء اللاتى يمررن فى حياته، حتى وهو عاجز مازال يجذب إليه النساء.. خاصة تلك الطبيبة، تصله ذبذبات الإعجاب تجاه (يحيي)فى طيات صوتها، تشعل تلك الذبذبات لهيبه، ولكن مايريح قلبه هو إدراكه بإخلاص إبن أخيه لذكرى حبيبته الراحلة، لذا نفض حنقه جانبا وقال ببرود:
-مش لازم يحيي يإذى حد عشان ينتقم منه، مجرد امتلاك يحيي للفلوس دى كلها بتخليه هدف لأطماع البشر من حواليه، وده فى حد ذاته ممكن يإذيه بأي شكل من الأشكال.

كادت أن تصرخ قائلة...
(أعلم..ومن غيري قد يدرك طمعك الرابض بسواد قلبك)، ولكنها حبست صرختها بداخل صدرها قائلة بهدوء:
-معاك حق، عموما..فى المرة الجاية هبقى أقولك، عن إذنك.

أمسك يدها يمنعها من الخروج، يجذبها لتصبح بين حصار ذراعيه قائلا بلهجة ممطوطة تحمل غضبا:
-وهو لسة فيه مرة تانية؟
تملصت من بين يديه قائلة بألم:
-من فضلك ياعزام بيه، سيبني.

أمسك ذقنها بيده، يضغط عليها ويجبرها على النظر إليه، قائلا بمشاعر عاتية:
-مش قبل ماتوعديني بإنك متخرجيش يحيي تانى، ومش قبل كمان ماتفوقى بقى وتستسلميلي، انتى مش أول واحدة تقف أدامي بالشكل ده وتتحداني، بس أنا مش حابب يكون مصيرك زي اللى قبلك، هتبقى خسارة كبيرة أوى.

دفعته فجأة، فإختل توازنه وكاد أن يقع أرضا، ولكنه تمالك نفسه وإستقام حانقا ليجدها تطالعه بإحتقار قائلة:
-أنا مش زي أي حد وإحمد ربنا إن يحيي لسة متعالجش بالكامل وإنى خايفة صدمته فيك تنكسه وإلا كنت حكيتله على كل حاجة.

ضحك (عزام)ساخرا وهو يقول:
-مش هيصدقك ياحلوة، ده أنا عمه اللى بيحبه وبيحترمه ومستحيل يصدق أي حاجة وحشة عنه، ومش بعيد لو حكتيله يطردك من القصر كله.
طالعته بإشمئزاز حانق قبل أن تتركه وتغادر الحجرة، ليبتسم (عزام)قائلا:
-جميلة وعنيدة وقوية، إستسلامها هيكون نصر كبير لية، وطعمه أكيد هيكون أحلى من طعم أي إنتصار حققته فى حياتي.

تأمل هذا الشخص محيطه بريبة، وحين تأكد من أن أحدا لا يتبعه، حتى دلف إلى تلك الحجرة، ليقابله الشخص الآخر بلهفة قائلا:
-ها..إتأكدتوا من الكلام اللى قولتهولى؟

أومأ الشخص الأول برأسه قائلا بغضب:
-أيوة، سامى ابن أخويا جاب قراره، الموضوع طلع اخطر من ماكنا فاكرين..ربنا يجازي بقى ولاد الحرام.
ليقول الشخص الآخر بعيون تلمع بالغضب الممتزج بالتوعد:
-بإذن الله هيجازيهم قريب أوى، وده وعد منى.

عقد (عزام)حاجبيه بشدة وهو يطالع (منير )المحامى الذى يقف أمامه الآن، تبدو عليه ملامح الإضطراب، بينما يقول (عزام)بصوت كالفحيح:
-يعنى يحيي كلمك امبارح، وطلب منك تصفى كل أعمالنا هنا، وتشوفله كمان بيت فى المنصورة، وسأل على قبر ياسمين؟!

أومأ (منير )برأسه قائلا:
-آه والله ياباشا، زي ماقلتلك كدة بالظبط، كلمت حضرتك بعدها كتير عشان أبلغك بس تليفونك كان خارج التغطية وخفت أكلمك على الأرضى يحيي بيه يعرف أو يشك فى حاجة، إستنيت لما إنشغل مع الدكتورة وجيتلك جري.

تراجع (عزام)فى كرسيه، يستند برأسه إليه ناظرا لسقف الحجرة قائلا:
-بقى مش كفاية بتاخد قراراتك من غير ماتستشيرنى يايحيي، لأ وبتنفذ كمان، الظاهر إن مبقاش لية أهمية فى حياتك، ياترى مين ورا تغييرك ده؟!

قال (منير)بحقد على الفور:
-أكيد الدكتورة، اللى من يوم مادخلت حياته وهو بقى حاجة تانية خالص، رجع يحيي بتاع زمان.
عقد (عزام)حاجبيه بشدة وهو يعتدل قائلا:
-لأ بقى، لو على الدكتورة يبقى بناقصها خالص، نخلص منها زي غيرها، ولو إنها خسارة أوى فى الموت.
لترتسم إبتسامة شيطانية على ثغر (عزام)مالبثت أن تحولت إلى ضحكة شاركه فيها (منير).

كان (يحيي)يسير على عكاز واحد، بعد أن إستغنى عن عكازه الآخر، يمشي ببطئ ولكنه ويالسعادتها يمشي، وحده.. صفقت (ميار)بسعادة وهي تقول:
-وأخيرا عملتها، برافووو عليك يايحيي.

إكتفى (يحيي)بهزة صغيرة من رأسه، وهو يعاود الجلوس على كرسيه ليرتاح قليلا بعد هذا المجهود الذى أضناه بعض الشيي، أصاب برود(يحيي)(ميار) بالإحباط، فمنذ ذلك اليوم الذى أخذته فيه للعب الكرة وشرب السوبيا، منذ هذا اليوم الذى أخبرها فيه بأنه يسعى للشفاء من أجل حبيبته وليس من أجلها وهو يتجنب الحديث معها، فقط يرمقها بنظرات تثير إضطرابها، وكأنه يضعها تحت المجهر الخاص به ويدرسها جيدا، إجاباته مقتضبة على أسئلتها، لم يعد أبدا كسابق عهده معها، وهذا يقلقها بالطبع ولكن قرب شفاءه جعلها لا تلتفت لأسبابه، فقد بات ما حلمت به دوما أن يتحول إلى حقيقة، حقيقة تأمل أن تعيد كل شيئ إلى مكانه الصحيح.

لذا، تنهدت (ميار)قائلة:
-كدة ال٣ شهور خلصوا يايحيي ووفيت بوعدي ليك، العكاز مش هتقدر تستغنى عنه دلوقت، بس مع التمرين هتقدر.
قال ببرود:
-أنا متشكر أوى.
هزت رأسها بدورها، تبتسم إبتسامة باهتة، وهي تقول:
-لا شكر على واجب..أشوف وشك بخير.
رفع أحد حاجبيه قائلا:
-إيه..هتمشى أوام كدة..مش هنشرب مع بعض الشاي.

نظرت إليه متسائلة فإبتسم ساخرا مرددا بطريقة مسرحية:
-وما بينَ وعديْنِ، وامرأتينِ وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي هنالكَ خمسُ دقائقَ أدعوك ِ فيها لفنجان شايٍ قُبيلَ السَفَرْ هنالكَ خمسُ دقائقْ بها أطمئنُّ عليكِ قليلاً وأشكو إليكِ همومي قليلاً وأشتُمُ فيها الزّمانَ قليلاً..هنالكَ خمسُ دقائقْ بها تقلبينَ حياتي قليلاً فماذا تسمّينَ هذا التشتُّتَ ؟هذا التمزُّقَ ؟هذا العذابَ الطويلا.

لتتسع إبتسامته الساخرة وهو يقول:
-إزاي بس فى خمس دقايق هيطمن عليها ويودعها ويشكيلها همه، بذمتك الراجل ده مش أهبل؟
قالت له بغيظ:
-لأ كله إلا نزار، ده حبيبي...
قطعت كلماتها وهي تشهق واضعة يديها على فمها، بينما عقد (يحيي)حاجبيه بشدة وعيونه تتحول إلى صقيع بارد، قبل أن يقول بصوت جليدي:
-دلوقت تقدرى تمشى، الوداع يادكتورة، وشكرا مرة تانية على خدماتك.

رفعت يدها عن شفتيها، تطالع عيونه الباردة بحزن أدمى قلبها، قبل أن تتمالك نفسها قائلة:
-مش قبل ماتفاجئ عمك زي ماإتفقنا بإنك خفيت، خد شاور بسرعة وجهز نفسك وحصلني، أنا واثقة إنك هتفاجئ عمك النهاردة بمفاجأة عمره، ده غير إنى كمان محضرة مفاجأة لعمك عشان أشكره فيها على كل حاجة قدمهالى وسهلت علية مهمتى، وأكيد حابة تكون موجود.

هز رأسه قائلا بسخرية:
-الظاهر إن النهاردة يوم المفاجآت، عموما عمى يستاهل مفاجآته وأنا أكيد حابب أسعده، دقايق وأحصلك يا...يادكتورة.
طالعته (ميار)تدرك من نظرته لها ونبراته الباردة أن قصتها إنتهت هنا فى هذا المكان تحديدا، ولكن يبقى لديها أمل فى تغيير النهاية، أمل قوي تخشى أن يؤول إلى... سراب..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 3 < 1 2 3 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية نجمة الباشا زهرة الصبار
6 671 زهرة الصبار
استوحي إطلالة سهراتك من أجمل فساتين درة زروق النجمة التونسية Dora
0 676 Dora
ميغان فوكس – قصة حياة النجمة الأمريكية Megan Fox laila
1 1280 laila
منى زكي – قصة حياة منى زكي نجمة السينما المصرية laila
1 387 laila
دانيا شافعي – قصة حياة المذيعة السعودية المحبوبة نجمة mbc3 ART
0 725 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، نجمة ، سمائي ،












الساعة الآن 06:34 PM