logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي
  03-03-2022 01:28 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي الفصل الثامنطرقت الباب ففتح على الفور وظهرت على عتبته السيدة (ناهد)تطالعها بلهفة قائلة:-هبة..ثم سحبتها للداخل قائلة:-تعالى يابنتي ادخلى، ده انا وعمك مصطفى مستنيينك على نار.كان العم(مصطفى)ينتظرهما بالفعل في الردهة تعلو ملامحه اللهفة بدوره، لتريحه على الفور قائلة:-متقلقش عليه ياعمي، هو كويس وزى الفل.إرتاحت قسماته، لتضم (هبة)يدها على يد تلك السيدة التي شددت قبضتها عليها دون وعى، ترى دموع وجهها التي أغرقتها وهي تردد:-الحمد لله، الحمد لله.قالت(هبة)بحنان:-انا عارفة ان الصدمة كانت شديدة عليه بس هو قدها وقدود، اللى اتحمل كل العذاب اللى شافه وداقه على ايديهم وفضل صامد وصموده بان في جواباته اللى علقتنا كلنا بالأمل مش هيهزه ولا هيهده انه يكتشف خيانة حد مهما كان.قال(مصطفى)بحزن:.-لا يابنتى بتهيألك، اصلك متعرفيش كان بيحبها إزاي دى كانت روحه فيها، واكبر جرح ممكن الراجل يتصاب بيه هو جرح الحبيب، وقتها بيبقى طعنة في الضهر مفيش منها منقذ، طعنة موت.قالت(هبة)بحزن:.-عارفاها ياعمى ومجرباها بس صدقنى اللى اكتشفته إن الأمل دايما موجود طول مافى الواحد نفس، ربنا له حكمة في كل حاجة بتحصلنا ومبيقفلش باب قدامنا الا وبيفتحلنا باب أحسن منه، معظم الناس مبتشوفش الباب ده وبتفضل واقفة قدام الباب المقفول تنعى حظها وتندب، لكن العاقل بس والمؤمن هو اللى بيرضى بقدره وبيآمن ان ربنا عمره ماهيضره ويدور على الباب اللى هيجيله منه الفرج ويتمسك بيه.ربتت(ناهد)على يدها قائلة:.-معاكى حق يابنتي، محنة ابني كانت ابتلاء بس ابتلاء انقذه من إبتلاء أكبر، فخ كان هيقع فيه عمر بحاله، ربنا أنقذه منه و بعت لإبني الفرج وفتحله باب الامل وجسده فيكى انتى.قالت(هبة)بحزم:-وانا وراه، وراه لغاية ما أثبت برائته وأخرجه من سجنه عشان يبتدى من جديد، والمرة دى هيبتدى صح.لتصمت للحظة قبل ان تردف بتردد:-بس فيه خطوة لازم اعملها ومحتاجة إذنكم عشان أقدر أقوم بالخطوة دى.عقد (مصطفى )حاجبيه قائلا:.-خطوة إيه دى يابنتي؟قالت(هبة)بحزم:-هسافر بكرة زيورخ، عشان أقابل نسمة.قالت(ناهد)بحنق:-عايزة تقابلى الحرباية دى ليه بس ياهبة؟!فتحت (هبة)حقيبتها واخرجت منها رسالتين أشارت لهما بهما قائلة:-لازم تعرف هي خسرت إيه، ولازم اقولها الكلام اللى في قلبى، اعتبروه انتقام لسنين حمزة اللى ضاعت في حب واحدة زيها متستاهلش لحظة مش دقيقة بس حبها فيها واخلصلها.طالع(مصطفى)(ناهد)بنظرة رضا قبل ان يطالعاها سويا، بإمتنان.أمسكت (هبة)الهاتف مابين عضديها وهي تبحث في حقيبتها عن بطاقة السفر، قائلة:-متنساش ياعز، انا قايلة لماما انى مسافرة شرم الشيخ مع نور عشان أجيب اوراق مهمة لقضية عميل عندنا، كدة كدة مش هتقدر توصل لنور بسبب تليفونها المتاخد منها وانا مش هرد، مش هتلاقى غيرك تكلمه، فخد بالك، انا مش عايزاها تعرف حاجة.قال(عز):-متقلقيش مش هنسى ولا هلخبط الدنيا.وجدت بطاقتها، فمنحتها لعاملة الاستقبال بالمطار وهي تقول:.-في وسط اللى انت فيه لازم أقلق ياعز، بس وعد منى انى أحلهالك اول ماأرجع.قال(عز):-ربنا يسهل ياهبة، خدى بالك من نفسك.إبتسمت للعاملة التي منحتها البطاقة مشيرة إلى جهة اليسار قائلة:-البوابة ستة من هنا.هزت رأسها وهي تسرع باتجاه البوابة قائلة ل(عز):.-بالحق كنت هنسى، ميعاد مقابلة حمزة لأهله النهاردة، مش هوصيك تبقى معاهم خطوة بخطوة وتوصلهم لحد البيت، معلش بتقل عليك انا عارفة بس انت الاخ اللى مجابتهوليش الدكتورة مها.إبتسم رغما عنه قائلا:-قلتلك متقلقيش، طمنينى عليكى اول ماتوصلى، ومتتأخريش.قالت:-جاية في طيارة بالليل، انا هقفل الفون خلاص، أشوفك بخير.أغلقت الهاتف وهي تضعه بالحقيبة قبل ان تمر على البوابة الامنية، تدعوا الله ان يوفقها في مهمتها ويمر لقاء (حمزة)واهله بسلام لتلتفت إلى القضية التي ستمسك خيوطها جيدا لتحرر روح بريئة من ظلم جائر.ما أصعب الرحيل وما أقسى لحظاته..قلوبنا الضعيفة حين تجبر على الفراق تتمزق شوقا..ليتنا ندرك كيف يكون حالنا بعد الفراق..وقتها لم نكن لنرضى به إختيارا..فالفراق قاتل بطيئ للروح..يقهر بقسوة ويقتل بصمت..هو ذلك الجحيم الذي إخترناه طوعا فأذاقنا ويلاته وأذابتنا نيرانه..ستشكو للقمر شوقك ولكنه سيختفى ويتركك لسهادك وستصارع أمواج البحر، تمتزج دموع توقك بمياهه تأمل ان تأخذها لقراره وتحتفظ بها في أعماقه ولكنه لن يفعل وسيقذفها في وجهك يجبرك على إبتلاع علقمها، ستحاول قدر إستطاعتك النسيان كي تستطيع الحياة ولكنك ستدرك في النهاية ان النسيان هو المستحيل ذاته.كانت (هبة)تسرع في خطواتها، تضم ياقة معطفها وهي تتامل أهم مدن سويسرا على الإطلاق زيورخ التى حصلت على أفضل مدينة للعيش في العالم لثلاثة أعوام على التوالى، كانت ترى الآن السبب في ذلك، فهى افضل مدن العالم امنا ونظافة وهدوءا، تجمع بين الماضى والحاضر وتتميز بمحاذاتها للمياه وبمنظر رائع من جبال الألب المغطى بالثلوج في الأفق، الحياة فيها مرفهة وتعج بالحيوية والإثارة، ولكن هل تستأهل تلك المدينة وماتحمله من رفاهية التخلى عن قلب كقلب حمزة؟هذا مالا تستطيع إستيعابه مطلقا.أشارت إلى سيارة اجرة ومنحته العنوان، ليصل بها إلى بناية رائعة في وسط المدينة، تأملتها للحظات قبل ان تضغط جرس الانتركوم الخاص بإسم زوج (نسمة)، أجابتها الخادمة فأخبرتها ان تبلغ سيدتها بان المحامية (هبة)تنتظر بالباب، لتسمع صوتا آخر يسألها عما تريد؟وماإن نطقت إسم (حمزة)حتى فُتح الباب على الفور، وطلبت منها.(نسمة)الصعود، اتجهت(هبة)إلى المصعد وإستقلته ثم توقفت في الدور الثالث واتجهت إلى الشقة الوحيدة بالدور، والتي وجدت بابها مفتوحا، تقف على عتبته فتاة في اواسط العشرينات من عمرها، خمرية البشرة سوداء الشعر عيونها تماثل لون الليل الحالك، اشارت لها بالدخول وهي تنظر إلى الخارج لترى ان(هبة) قدمت دون مرافق قبل ان تغلق الباب وتتجه إلى الردهة حيث وقفت الأخيرة تتأملها قائلة ببرود:.-من غير مقدمات وعشان منضيعش وقت، لإنى عارفة إن جوزك بيرجع من الشغل الساعة ٥، ورغم كل شيئ مش حابة اكون سبب في اى مشكلة تحصل بينك وبينه، زى ماقلتلك انا إسمى هبة صديق المحامية اللى بترافع عن حمزة...قاطعتها قائلة:-هو اللى بعتك؟مال فم(هبة)بسخرية قائلة:-اظن إنك تعرفى حمزة كويس عشان تكونى متاكدة إنه مستحيل يبعتنى ليكى بعد ماعرف خيانتك لعهده.قالت(نسمة)بغضب:-من فضلك أنا مسمحلكيش...قاطعتها (هبة)قائلة ببرود:-وطى صوتك يامدام يمكن الخدامة تسمعك وتنقل الكلام.قالت(نسمة)بحنق:-مبتتكلمش عربى، ياريت بقى تنجزى وتقولى عايزة إيه منى بالظبط؟وضعت حقيبة صغيرة على الطاولة وفتحتها ثم اخرجت منها بعض الرسائل قائلة:-دى أمانة لقيتها وبما إنها مبعوتة لحضرتك تبقى تخصك وانا اتعودت لما ألاقى حاجة تخص غيرى برجعهاله.مدت يدها بالرسائل ل(نسمة)فاخذتهم منها تقلب نظرها بينهم وهي تقول بحيرة:.-الرسايل دى من مين؟قالت(هبة)بسخرية:-معقولة نسيتى خطه؟عموما الرسايل دى من قلب راجل حب بجد واخلص بكل ذرة في كيانه وفي الآخر مخسرش غير شوية سنين من عمره بس اللى خسر بجد هو إنتى لإنك عمرك ماهتعوضى راجل زي حمزة ولا هيحبك حد قد ماهو حبك، هسيبك مع رسايله وكلى امل إنك مع كل حرف تقريه عنيكى تبكى من الندم، سلام.لم تنتظر منها ردا وهي تغادر بينما فتحت(نسمة)إحدى تلك الرسائل بيد مرتعشة لتبدأ بقرائتها ومع كل حرف كانت تذرف حقا الدموع، تدرك كم خسرت وهي تسعى وراء المال فما جنيت غير حياة باردة لا روح فيها تختلف عن تلك الحياة التي عاشتها يوما مع (حمزة)لتستقر بالقلب حسرة وياكلها الندم، وقت لا ينفع الندم.قالت بصوت هامس:-بتكلم من تليفون ماما، خدته من وراها بالعافية عشان أكلمك.قال لها بلهفة:-انتى كويسة يانور؟قالت بألم:-هكون كويسة إزاى بس وهم بيبعدونى عنك وبيغصبوا علية اكون مرات واحد تانى غيرك..لتردف بحزم:-ده مستحيل يحصل ياعز، أنا ههرب خلاص، هروح فاقوس، لية خال هناك مش ممكن يرضيه اللى بيحصلى ده.قال(عز) ناهرا:-لأ يانور، إعقلى متكبريش المشكلة، اهلك صعايدة اصلا ومش هيسيبوكى.قالت ودموعها تغرق وجهها:.-خلاص ياعز، مش قادرة اتحمل اكتر من كدة، بابا ضيّق الخناق قوى حوالين رقابتي ومصمم يجوزنى هشام، ده انا سمعته النهاردة بيتكلم مع عمي وبيحددوا ميعاد كتب الكتاب والفرح، هيجوزونى غيرك، فاهم يعنى إيه الكلام ده؟أغمض عيونه بألم ثم فتحهما قائلا:-قلتلك قبل كدة انك لية ومش ممكن هتكونى لغيرى أبدا، بس الهروب مش حل، صدقينى أهلك مش هيرحموكى.قالت بحدة:-الهروب مش حل؟!امال ايه هو الحل؟!اوعى تكون خايف ياعز؟قال على الفور بنبرة ثابتة حملت إليها يقينا:-أنا مش خايف على نفسي أنا خايف عليكى انتى، لو خسرتك مش هقدر أعيش صدقينى، انتى روحى اللى عايش بيها وليها.تنهدت بصمت قبل أن تقول:-وحشتنى ووحشنى كلامك.أغمض عيونه مجددا يقول بإشتياق:-انتى كمان وحشتينى ياحبيبتي، هانت يانور، هبة راجعة النهاردة وقالتلى انها هتلاقى حل لمشكلتنا وانا هاجى لباباكى مرة واتنين وتلاتة لغاية مايتأكد انى مستحيل اتخلى عنك.قالت بلهفة:.-هستناك تيجى...ألقت هاتفها بجزع حين وصل إلى مسامعها صوت اباها الغاضب وهو يقول:-ييجى فين يافاجرة؟إستدارت إليه وقد ارتسم على وجهها الرعب وهي ترى ملامح أياها القاسية، تقول متلعثمة:-انت فاهم غلط على فكرة، أنا، هو، أصل...قاطعها بصفعة قوية على وجنتها، القتها أرضا لتتناثر خصلاتها الحمراء على وجهها تغطى تلك الدموع التي طفرت من عينيها ووالدها يقول بغضب شديد:.-من النهاردة لا مية ولا زاد ولا هتشوفى مخلوق لغاية ماارميكى لابن عمك وهو يربيكى من اول وجديد، فرحك بعد أسبوع، خلص الكلام يابنت تهانى.ليغادر ويغلق الباب بالمفتاح وسط صراخها بإسمه ان يرحمها ولكن ضاعت صرخاتها هباءا لتضع يدها على فمها وهي تشهق بقوة تردد إسم حبيبها من بين ثنايا ثغرها، تقول بصوت يقطع نياط القلب:-عز، إلحقنى ياعز.قالت(نوال)وهي تتلفت يمنة ويسارا قبل ان تمنح أخاها (يوسف)المال:-لو عايزة اوصلك هوصلك ازاى يايوسف؟قال (يوسف)وهو ياخذ المال ويضعه في جيبه:-أنا اللى هوصلك، المهم زي ماقلتلك تجهزيلى المبلغ اللى اتفقنا عليه ومتتاخريش يانوال، انا عايز الفلوس باسرع وقت.قالت(نوال):-شوية صبر عشان منير مياخدش باله، اسبوع بالكتير والفلوس هتبقى عندك.قال(يوسف)بحنق:-اسبوع كتير قوى.طالعته بنظرة ذات مغزى فزفر قائلا:.-خلاص اسبوع اسبوع المهم المبلغ يكون عندى.قالت(نوال)بريبة:-هو انت هتعمل بالفلوس دى ايه يايوسف؟اوعى تكون بتفكر تسافرلها مصر، انت واحد هربان بالعافية ولو مسكوك...قاطعها قائلا بعصبية:-ميهمنيش، المهم آخد ابنى وانتقم منها ولو كان آخر شيئ هعمله في حياتى.طالعته بحنق قبل أن تهز كتفيها بقلة حيلة وهو يسرع بالإبتعاد ضاما ياقة معطفه يخفى وجهه وقد تناهى إلى مسامعه صوت دورية شرطة.نادى(عزيز)بوجه مستبشر وهو يشير إلى (حمزة)الذي يركض بالساحة:-رسالة ياحمزة.اقترب منه (حمزة)بسرعة وهو يسأله بلهفة:-من هبة؟!اومأ الرجل الطيب براسه وقد اعتلت ثغره إبتسامة، يبعد الرسالة عن متناول يد(حمزة)مشاكسا وهو يقول:-بس ياترى الفرحة اللى مالية ملامحك دى بسبب زيارة أهلك اللى نورت وشك اليومين اللى فاتوا دول ولا بسبب الرسالة.اختطف (حمزة)الرسالة من يده قائلا:-بسبب الاتنين.ليركض بعيدا ويرتكن لاحد الأشجار يجلس تحتها وهو يفض الرسالة تجرى عيناه على محتواها بلهفة، بينما تابعه(عزيز)بإبتسامة واسعة قبل أن يردد قائلا وهو يغادر:-وبشر الصابرين، اللهم لك الحمد والشكر.حمزة.كنت اتمنى لو كنت معك حين التقيت والديك لاول مرة بعد كل تلك السنوات العِجاف، لأشارككم روعة اللقاء ويتذوق قلبى حلاوته، بالتأكيد كان امرا صعبا على والديك ان يريان كم اثرت سنوات العذاب على ملامحك، خاصة عينيك فصارتا باهتتين لا روح فيهما، لا يدريان أن عيونك تعكس دواخلك وقد صار داخلك مهترئا مهدما من قِبل الظلم والخيانة ولكن كل شيئ إلى صلاح، اثق في قدرتك على ان تقيم من الأطلال بنيانا قويا فربما هُدِم الكيان ولكن اعماره بالتاكيد ليس مستحيلا، ومادام الاساس قويا فإعادة التعمير بالإمكان.لقد أوصاك والدك بالتأكيد ان تصبر، وأخبرك ان ماحدث لك هو اختبار من الله يستوجب الصبر، وان الابتلاء لا يعنى ان الله يبغضك ولكنه يرى كيف تتعامل مع الإبتلاء، أتشكر ام تكفر؟أغمض عيناه يتذكر كلمات والده، لقد اخبره بكل هذا بالفعل واخبره ايضا حديث رسول الله صل الله عليه وسلم(المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير)فكلاهما مؤمن ولكن القوة في العزيمة والتعامل مع الابتلاء، واختتم قوله بالآية الكريمة(ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)تنهد ثم فتح عيونه يكمل القراءة...وبالتاكيد قد علقت والدتك على نحافتك واوصتك بتناول الطعام وعدم التدخين، لا تدرى انك بالتاكيد قد أقلعت عن تلك العادة فمصاحبة الأخيار تجلب الخير دائما ومن خير من العم عزيز لتصاحبه!إبتسم بهدوء، صارت تعرفه جيدا تلك الفتاة وكأنها صارت نفسه...عقد حاجبيه عندما استقرت تلك الكلمات في ذهنه، ولكنه عاد للقراءة تجرى عيونه على كلماتها..اخبرتها اليس كذلك؟حسنا لقد عدت ليلتها في وقت متاخر وذهبت إلى عملى باليوم التالى باكرا فلم أرها ولكن احتفالها وصل إلىّ في هيئة كعكة محلاة لأدرك انها تحتفل بإقلاعك عن التدخين وزيارتها لك؟ذكائي خارق اليس كذلك، تبا لتواضعى.إبتسم رغما عنه خاصة عندما قرأ..هكذا إذا؟ارأيت كم تصير خفيف القلب حين تبتسم؟ادام الله إبتسامتك وابعد عنك الحزن والهم، عندى لك بشرى ستضاعف سعادتك، لقد وجد عز بعض زملاء دراستك المستعدون للتقدم بالشهادة في صالحك، احدهم قد رأى عماد وهو يمنحك الحقيبة ويخبرك انها تخصه وان بها بعد الأبحاث، يوصيك بها وبالانتباه عليها حتى يعود، والآخرين سيشهدون بحسن اخلاقك وبُعدك عن السياسة، سيفيدنا ذلك في القضية بكل تاكيد، وستصير شهادتهم في صالحنا.هناك شيى آخر..لقد رأيتها..عقد حاجبيه بينما يقرأ كلماتها التالية..نعم هي...نسمةذهبت لها في زيورخ واعدت لها امانتها، تلك الرسائل التي كتبتها لها، أردت فقط أن أصفعها بكلماتك لعل تلك الصفعة تحمل لها ألما وندما يشفيان جرحك الغائر، لعلى اردت خاتمة لقصة كُتب لها نهاية حزينة لها وبداية مشرقة لك، لعلى أردت وأردت واردت...تقول وماشأنها هي؟ربما لديك حق، ربما لا شان لى بقصتك مع نسمة ولكنى بالتأكيد لى شأن بك.اعلم انك تفتقد اهلك خاصة بعد رؤيتك لهم فإفعل كما أفعل، أغمض عيناك وركز كل طاقتك ومشاعرك تجاههم وستراهم امامك، كما آمل.سازورك بعد يومان لننسق سويا مرافعتى الأولى والاخيرة عنك، قرُب إطلاق سراحك فإستعد، القادم أفضل بإذن الله.هبة.طوى خطابها وحمله في جيبه ثم إستند إلى جذع الشجرة واغمض عيناه وركز كل طاقته ومشاعره كما أخبرته ليرى والديه كما لو كانا متجسدان أمامه، شعر بقلبه ينبض حنينا لتتقافز دقاته وصورتها تظهر امامه وتحتل المشهد باكمله، فتح عيونه بقوة وهو يعقد حاجبيه بصدمة، وحيرة.


look/images/icons/i1.gif رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي
  03-03-2022 01:30 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي الفصل التاسعتتشبث الأغصان بأوراقها الصفراء التي لا تتوانى عن تركها بنفخة ريح خفيفة تشبث الجسد بروح ميتة لا خوفا من الفراق أكثر منه أملا في معيّة، لا يدري أي منهما أن في التخلي عن ماهو ميت سيأتي مكانه مايزهو ويزهر بحياة..هكذا (حمزة ) تشبث بالسنوات التي كانت كلما مضت أطفأت جزء من روحه وكذبة الحب الملمحي خوفا من التلاشي في منفاه، خوفا من أن يفقد وجوده المادي ويستسلم ليكون شبح من أشباح المقبرة كما يطلقون عليهم..الساحة التي كان يقضي فيها سويعات ينفض فيها جسده رطوبة المهجع ورائحة الغمالة عن روحه لمَ أصبح يقف بحماس عليها كأنها بوابة السماء التي ترتفع فوقه تنير أماله؟لمَ أصبح النسيم الذي يلاطف خديّه مثله مثل قبلات أمه الصباحيّة؟ لمّ أصبحت حرارة الشمس التي تنفذ إلى جلده دافئة ككف أبيه المربتة على كتفه؟ لمَ أصبحت زقزقات أسراب الطيور وهي تبتعد كصوت أصدقائه؟لمَ أصبح كل شيء حوله ينبض بالحياة وتحول هذا القبر فجأة إلى مكان يمكن الإستمتاع فيه نوعا منا؟راح يهمس بينه وبين نفسه ياترى ما الذي تغيّر؟ ..إنت ياحمزة!قالها (عزيز )ببشاشة وهو يقطع عليه خلوة تأمله فسأله (حمزة) بغرابة:أنا!، إزاي ياعم عزيز؟فشدً على ذراعه وسارا معا حتى نهاية الساحة وجلسا جنبا إلى جنب فقال:الكلمة ليها تأثير عظيم على النفس ياحمزة، عشان كده الكلمة الطيبة أسبق من العمل الطيب!إللي إتغيّر إنك كنت معزول عن العالم برا حاسس إنك مش إنسان عادي زيهم، شبح جوة مقبرة، كنت بتحاول تثبت لنفسك إنك عايش بالرسايل اللي كنت بتكتبهم لنسمة، الألم قتل كل حاجة جواك و الحب كان الطريقة الوحيدة عشان تعيش،بس رسايل هبة رجعت فيك الحياة، إنت كنت محتاج كلام، محتاج رد يخليك تحس إن فيه عالم تاني غير هنا، إنك مش منسي!، الرد!طب قولي إحساسك كان إيه لما مسكت أول رسالة بعد أربع سنين في المقبرة دى؟هز (حمزة )كتفاه وقال:لو قلتلك إني كنت عايز أعيط هتضحك عليّا؟ بس كنت فاكرها من نسمة.ضحك العم (عزيز )وقال:شعورك كان بسبب الرسالة نفسها مش هيفرق مين بعتها، نسمة، ولا أهلك، ولا هبة! إنت كنت في حالة من فرط الشعور، مرة وحدة صحيت جواك كل المشاعر دفعة وحدة مع بعضها وبقوةالفرح، الخوف، الانبهار، الدهشة، الشك، المفاجئة، الحزن، بقيت زي المنتشي بعد فترة انقطاع!قال (حمزة) بسخرية وهو يضحك، لأول مرة:.مدمن، ومنتشي!، أنا، مشكور ياعم عزيز!فقهقه العم (عزيز )وقال وهو يربت على ركبته:ودمك خفيف ومرح كمان! وعد هبة رجعلك الأمل بالحياة ياحبيبي وخلى وشك ينور بالضحكة الحلوة دي، يارب ترافقك دايما!فقال( حمزة )بحيرة:إزاي صدقتني وهي متعرفش حاجة عن حياتي، لاء وكمان راحت لأهلي واتبنت قضيتي وبتساعدهم وواخدة بالها منهم، حتى إنها راحت لنسمة.ضحك بسخرية وأردف:-نسمة! معقولة أنا كنت أعمى بحب نسمة؟!بدا على( عزيز) التفكير للحظات ثم قال:ظهر اليقين ، هرجع بيك ياحمزة لقصة سيدنا يوسف عليه السلام، السيدة زوليخة شغفها حبا حتى هامت على وجهها، بعدما كانت عزيزة فقدت كل شيء، مالها، جاهها، بصرها وصحتها وأخذت السنين جمالها وهي لاتزال تذكر يوسف حتى إذا مرت على مكان شمت فيه ريح يوسف فقالت والله إنه يوسف مر من هنا!وبعد الكفر آمنت فظهر يقين ربك وحدثت المعجزة فأوحى ربنا إلى يوسف فدعا لها فعادت صبية جميلة جدا جدا، فزال شغف الحب واعتكفت حتى صارت لاتشعر بيوسف وهو واقف أمامها بعد أن كانت تشم ريحه قبل أن تراه!شغفته ياحمزة ولم تعشقه! تعلقت بيه لأنها رأت فيه شيء غريب، وبهت الشغف حين أيقنت أن رب المعجزات فوق كل شيء!بالظبط زيك يا حمزة! كنت شغوف بنسمة لأنك كنت فاكر حبك ليها هيخلصك ويهون عليك العذاب ولما ظهر الحق بهت الحب وفضي القلب وزال الشغف، فيه وجع طبعا بس هيطيب مع الزمن..أما هبة فحكايتها زي الملك اللي قال أفتوني في منامي و سعى عشان يبريء يوسف ويخلي النسوة اللي اتبلت عليه تعترف بذنبها، صدق يوسف من كلامه زي هبة ماصدقتك من رسايلك إلى كانوا زي رؤية الملك بالنسبة ليها...صلي ياحبيبي صلاة حمد وشكر لربنا وخليك على يقين إنه هينصرك ويكرمك بعد السنوات العجاف اللي صبرت فيهم..أخذ( حمزة )يد العم (عزيز )وقبلها ثم قال:ربنا ما يحرمني منك، كإنك الوحي اللي بيثبت قلبي ياعم عزيز والعوض عن فراق أبويا...مسح (عزيز )على رأسه بحنان، سورة يوسف أحسن القصص يرجع إليها العم (عزيز) دائما لمواساة( حمزة) في ظلماته وطمأنة روحه، لم( حمزة) حصرا عن بقية المعتقلين؟ لأن( حمزة) هو الوحيد بدون قضية، الذي أدين ظلما، الذي ذنبه أنه لم يرتكب ذنبا، أما البقية فبطريقة ما قد أخطأوا رغم نواياهم ومعتقداتهم حتى العم (عزيز) الذي أعطى ثقته لحزب ظن أنه جُمع على كلمة الله فكان الله بريء منهم والعباد.الشرك الذي يقع فيه الحب هو الإنتظار بقلق وعذاب إلى اللاوقت، أتظنين أنك تستطيعين المقاومة دون أن ينكسر قلبك لذكرى وتتبلل وسادتك من شوق؟ أنا سأفعل، من أجلك لأنك تستحقين!لا تدري( هبة) لما قفزت في بالها كلمات (حمزة) التي قرأتها في إحدى رسائله فزفرت لتخرج مابصدرها من ضيق:حمزة، ياحمزة انا بفكر فيك أكتر من إبني سيف!عادت تنظر إلى ساعة يدها للمرة لم تعد تتذكر كم ثم حدثت نفسها مجددا:.اتأخر كده ليه؟ لا أنا ورايا طفل هينسى إني أمه كده!دقائق أخرى تمر وقد طلبت مشروبا ثالثا وبالها الواسع أصبح كثقب إبرة، وماهي لحظات حتى رأته يدخل متجها نحوها بعدما وزع نظره على الطاولات باحثا عنها...تقدم منها وجلس إلى طاولتها وهو يعتذر عن التأخير بسبب حالة طارئة في المشفى فقالت:ولا يهمك يادكتور هشام مش هاخد من وقتك كتير..فقال متسائلا:سامعك يا أستاذة هبة، قلتي هتكلميني بخصوص نور، خير، فيه حاجة!؟جمعت (هبة) يديها على الطاولة وقالت:نور بتمر بأوقات صعبة جدا، باباها بيضغط عليها عشان ارتباطكم وهي مش عايزة...قاطعها قائلا:مش عايزة إيه؟ بصي يا أستاذة دي حاجة تخصني أنا ونور...قاطعته (هبة) ببرود وهي تحمل كأس عصيرها:أووه. إنت منهم بقى!غضن حاجبيه وقال بنفاذ صبر:أفندم!فقالت:يعني، بتحط عينك على نور رغم إنك عارف إنها مش بتحبك بس راضي إنك تجوزها غصب..قال بغضب:.غصب! غصب إزاي، إنتي مجنونة ياست إنتي! نور بنت عمي...فقاطعته قائلة:وأنا أولى بيها من الغريب! مش كدة؟ده كلام الزمن الجميل مابقاش منه دلوقتي...هااا هتسمعني ولا هتخبط في الكلام؟طالعها (هشام )بغضب فأردفت:نور بنت حساسة جدا مش هتقدر تجبر نفسها تعيش معاك مجبورة حتى لو اتجوزتوا وبقيتوا ببيت واحد، حياتها هتبقى جحيم وحياتك ألعن، نور بتحبك كأخ وابن عم جدع بيقف جنبها فليه عايز تدمر العلاقة الجميلة بينكم!فكر كويس يادكتور المحبة مش بالعافية، هي بتحبك بس مش الحب اللى عايزه منها فإيه اللي يجبرك تعيش مع واحدة مابتحبكش، دي حياة كاملة وعيلة ومشاركات...قاطعها وهو يقف مغادرا:أبعدي عن نور أحسنلك لو شفتك جنب منها هزعلك!وغادر كالعاصفة بينما رددت:أبو شكلك رزعتني ساعة على الفاضي ماخدتش منك حق ولا باطل، قال دكتور قال، أقطع إيدي لو ماكنش بتاع بهايم بتفكيره ودماغه بتاعت ابو جهل دي!جمعت أشياءها من فوق الطاولة و وضعت ثمن المشروبات داخل الفاتورة وخرجت متوجهة إلى الموقف الذي ركنت فيه سيارتها...لايزال جالسا في سيارته ولم يشغلها حتى، حين رأته ابتسمت إبتسامة نصر وقالت:شكل دماغه بتستوعب بالبطيء هروح أزن شويتين كمان...اقتربت منه ومالت إلى الشباك وقالت:معايا حق مش كده!فقال بهدوء:أنا بحبها، من زمان جدا، ماقدرش أعيش من غيرها، هخليها تحبني، اكيد هتحبني لما تقرب مني وتعرفني أكتر!قالت بهدوء:ازاي يعني! تنام هشام تصحى حسن وهتعرفك وتقرب منك مثلا؟ إنتو في وش بعض من أول مااتخلقتوا، مش بتعرف حد أكتر منك، هي بتعتبرك أخوها، أخوها ياهشام!فقال بصوت عال عصبي:إنتي بتصعبيها كده ليه؟شعرت( هبة) بحزن في صوته، شعرت بصدق حبه، تبا! إنه حقا يحب (نور)، يالها من مصيبة كيف ستحلها إذن، هذا ال(هشام )لن يتنازل عن حبه كما هو واضح؟شغل محرك السيارة فهدرت لتستفيق (هبة) من شرودها وهي تبتعد عن طريقه بينما غادر يقود بسرعة كالمجنون..فعادت (هبة) تحدث نفسها من جديد:ياحظك يانور، حب ثلاثي يامفترية!هعمل إيه دلوقتي، هروح ل عز ولا أروح لنور؟أمممم، هروح لسيف أحسن!واستقلت سيارتها وغادرت إلى منزلها.وصلت (هبة) إلى المنزل وكالعادة استقبلها صوت (سيف) الباكي وصوت جدته التي تحاول تهدئته فأسرعت نحوهما وهي تردد أنا جيت ..وضعته والدتها بين يديها وقالت بامتعاض:بقيتي بتتأخري كتير ياست هبة!طبعت( هبة) قبلة على وجنة صغيرها وأخرى على وجنة والدتها وقالت وهي تهز (سيف) الذي سكن في حضنها:بعتذر ياماما، الأيام دي مضغوطة جدا، الشغل على مشكلة نور على مذكرة تخرجي، كل ده على دماغي فحاسة إني ضايعة مني...قالت( مها):هاتي سيف وادخلي خدي دوش يكون خلص الرضعة وتنامو سوا...ناولتها (هبة) الصغير بسرعة كأنها كانت بحاجة إلى ذلك وأمها قرأت أفكارها...وبمناسبة الأفكار، راحت (هبة )تفكر في خطة تجعل والد (نور) يلين قليلا، شخصا كهذا لن يلينه شيء سوى بعض تأنيب الضمير الذي يحفز ظهور طبعه الحنون فلمعت عيناها وأنهت حمامها بسرعة ثم أخذت هاتفها و هاتفت والدة( نور) واستحثتها كثيرا من أجل أن تحدث (نور) لخمس دقائق لا غير..انتظرت قليلا ليصلها صوت( نور) المتعب فقالت:عاملة إيه يانور؟قالت(نور):.وده بردو سؤال يتسئل ياهبة؟ هكون عاملة إزاي وأنا محكوم عليا الجواز غصب ومسجونة بين أربع حيطان في بيت أبويا!قالت(هبة)بشفقة:هانت يانور! اسمعيني كويس...وقالت( هبة) وسمعت( نور)، ثم أنهت المكالمة بسرعة فدخلت عليها والدتها تحمل (سيف) النائم وصحن به شطيرة لتسد بها (هبة) جوعها، فأخذت تقضم منها بتلذذ وعاد صوت هاتفها يرن من جديد برقم غريب فنهرتها والدتها قائلة:اذا البتاع ده صحى سيف هطردك برا البيت!ضحكت (هبة )وهي تضعه على الوضع الصامت ونهضت تسير إلى الخارج وهي تجيب:ألو مين معايا!جاءها صوت امرأة تقول:مساء النور يا أستاذة هبة! أنا وفاء عامر أم نسمة.شعرت( هبة )بالغرابة فقالت:أهلين بحضرتك!فأردفت (وفاء ):كلمتني نسمة عن اللي حصل لحمزة، أنا آسفة بجد عليه، من الأول قلت لنسمة إنك غلطانة في حقه بس ماسمعتش كلامي ومشيت ورا كلام أبوها واتجوزت جوازة بتدفع فيها تمن كسر قلب حمزة..المهم ده مش موضوعنا، أنا بكلمك عشان عايزة أساعد حمزة، أنا عرفت إن جوزي وأخوه كان ليهم يد في اللي حصل، بنفوذهم وعلاقاتهم منعوا تصريح الزيارات عن حمزة، وكانوا سبب في تلفيق اتهامات تانية، لأن جوزى كان بيمول جماعة عماد وأخوه بيساعده..فقالت( هبة ):كده القضية كبيرة ولبسوها لحمزة منتهزين فرصة الأحداث اللي كانت ملخبطة البلد..فردت (وفاء):.للأسف!، لو لقينا عماد واعترف - وهيعترف لأنه جبان ومالوش صاحب غير المصلحة والفلوس- هنطلع حمزة من أول جلسة..تدفق الحماس إلى قلب (هبة )وقالت:تعرفي عماد فين؟ يعني ممكن نلاقيه بسهولة؟فأجابتها (وفاء):خليها عليا أنا هدور عليه وأستدرجه بالفلوس وهلبسه في حاجة تخلي البوليس يقبض عليه وكده هنبتزه عشان يشهد..فقالت( هبة):.بس كده هو مش غبي عشان يعترف على نفسه ويلبس قضية كبيرة، وكمان جوزك هيتذكر اسمه ويتسحب على التحقيق..قاطعتها (وفاء) قائلة:جوزي مش بني آدم يا هبة! مايستاهلش أفكر فيه ولا أخاف على إسمه، أنا عايزة أريح ضميري مع ربنا وأكون بريئة من عمايله، ولو اتسجن هيبقى حقيقي عملت حاجة كويسة ونضفت البلد من شخص قذر...المهم، هشوف هتصرف إزاي وأكلمك تاني!فقالت (هبة ):الجلسة بعد أسبوع، مافيش قدامنا وقت كتير!فقالت( وفاء )تطمئنها:أنا اتحركت فعلا، أوعدك هتسمعي أخبار حلوة اليومين الجايين دول.انتهت المكالمة التي حملت إلى قلب( هبة) الكثير من السرور فراحت تردد بسعادة:هتطلع ياحمزة، هتطلع!ثم عادت إلى جانب صغيرها ونامت براحة.


look/images/icons/i1.gif رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي
  03-03-2022 01:30 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية نوفيلا أعترض حضرة القاضي للكاتبة شاهندة و جود علي الفصل العاشرمش هسيبك ياهبة، وابنى هرجعه لحضنى مش حبا فيه لأ، قهرة ليكى وانتقام منك مش أكتر.قرأت رسالته للمرة الخمسون وقلبها ينتفض خوفا، تلك هي رسالته السادسة لها منذ أن هرب من السجن كما علمت لاحقا من السيد( منير) الذي حدثها محذرا إياها من هروبه وإدراكه طبيعة نسيبه الإنتقامية والتي ستدفعه دفعاً للقدوم إليها، ألقت بهاتفها على الطاولة وهي تركز في تلك الأوراق أمامها تكتب مرافعتها المبدئية عن وكيلها (حمزة)، تحاول أن تبعد عن خاطرها القلق والخوف اللذان ينهشان قلبها، فقد باتت تعرف طليقها كما تعرف راحة يدها تماما، بالتاكيد هو في طريقه إلى القاهرة الآن إن لم يكن هنا في بلدتها-الزقازيق- بالفعل.تبا، لا تستطيع التركيز مُطلقا وهذا الهاجس يطوف بخيالها، تركت الأوراق وهي تنهض وتتجه إلى مهد طفلها تطالع ملاكها النائم بقلب وجل يخشى فقدانه، ففى الفقدان يصبح القلب فارغاً.أحاطت بها الذكريات فجأة فشعرت بدوامة تسحبها بعيدا، خاصة تلك الذكريات التي تركت أثرا على جسدها ونفسها وقيدتها بسلاسل من نار أحرقت القلب والوجدان.مدت يدها تلمس وجنة صغيرها بحنان امتزج بخوف، ارتعش قلبها وبرودة تتسلل إليه وتحكم حصارها حوله ولكن ثمة شيئ أعاد إليها الدفء رويدا رويدا، إنه أمان صوته الذي سمعته في كلماته ورسائله، تتردد كلماته في ذهنها مرارا وتكرارا..حينما يقسو الزمن نعرف الرحمة والتي تظهر لنا في أى شكل، تكون رحمة الله هبة وجسر أمل فوق بحر اليأس، التفاؤل والصبر والإيمان بقضاء الله يجعلنا نثق بأن القادم خيرا مادام القلب مُعمّرا بالطيبة والخير.نعم ستثق بأن الله لن يضرها وقلبها مُفعم بالطيبة والإيمان، ستتخذ حذرها فقط وتتوكل على الله الذي لا يغفل ولا ينام.مالت تُقبل صغيرها على جبهته قبل ان تعتدل وهي تسمع أزيز هاتفها يعلن عن اتصالا قادما لها، نظرت إلى شاشته ثم اجابته على الفور حين رأت إسم السيدة (وفاء)، التي ظهر البشر في صوتها وهي تقول:-مبارك ياهبة، الخطة نجحت وعماد اتقبض عليه خلاص، إلحقى إتحركى قبل سامى وأخوه ماياخدوا خبر.قالت(هبة)بإمتنان:-هتحرك علطول، انا مش عارفة أشكرك ازاي يامدام وفاء على اللى بتعمليه معانا.قالت(وفاء)بنبرة امتزج فيها الخجل بالحزن:-أنا اللى عايزة أشكرك لانك اديتينى الفرصة انى أكفر عن ذنبى، وربنا يوفقك يابنتي.ثم أغلقت(وفاء)الهاتف بينما ضمته (هبة)إلى صدرها بسعادة قبل أن ترفعه مجددا وتبحث عن رقم اللواء( رأفت)تتصل به وتخبره عن (عماد)وعن ضرورة إستجوابه والضغط عليه على الفور ليعترف قبل ان يتدخل كل من والد(نسمة) وعمها وتضيع فرصتهم للأبد.خرجت (تهانى)من حجرة ابنتها (نور)تحمل صينية الطعام لم تمس كما لاحظ زوجها الذي قال بقلق:-برده مش راضية تاكل؟هزت راسها بحزن وهي تغلق الباب خلفها قائلة:-لا راضية تاكل ولا تشرب كمان، اتصرف ياعبد الحميد، البنت بتضيع منى بقت بتجيب الكلمة بالعافية ووشها اصفر زى اللمونة.زفر (عبد الحميد)بقوة قائلا:.-هعمل إيه بس ياتهانى؟هروح أقول لأخويا أنا عيل ورجعت في كلامى، بنتى لوت دراعى وخليتنى أرفض اجوزها هشام ابنك، طب والأرض تروح مننا عشان خاطر دلع البنات الماسخ ده.قالت(تهانى)بحنق:.-بنتك مبتدلعش، الظاهر انها بتحب المحامى ده بجد ورافضة حياتها من غيره، تغور الأرض قصاد حياة بنتى، بص ياعبد الحميد أنا مش مستعدة أخسر البنت اللى طلعت بيها من الدنيا دى عشان انت عايز ترجع ورثك اللى أخوك طاويه تحت جناحه، بنتى تساوى عندى كنوز الدنيا كلها ولو فضلت بالشكل ده انا بنفسى اللى هجوزها لعز ويحصل اللى يحصل.قال(عبد الحميد)بعصبية:-انتى اتجننتى ياتهانى؟عايزة تجوزى البنت غصب عنى؟قالت بحنق:.-مش احسن ماتضيع منى.ثم تركته وهي تتجه إلى المطبخ تردف قائلة:-أنا قلت اللى عندى وعقلك في راسك تعرف خلاصك ياباشمهندس.نظر في إثرها وهو يضرب كفا على كف، قبل أن تحين منه نظرة إلى حجرة إبنته، شعر بروحه تختنق مابين شعوره كأب وبين رغبته في الحصول على إرثه الذي سيوفر لهم جميعا حياة كريمة دون قلق، هذا إلى جانب ثقته بأن ابن اخيه سيحافظ على ابنته ويكرمها، ربما يجب عليه ان ينفض قلقه فعلى الأرجح أن الجوع سيقرص إبنته فتعود إلى عقلها قبل نهاية اليوم.كانت تهبط الدرج متجهة إلى عملها، توقفت عند باب الشقة التي يقطن بها والدي (حمزة)، طرقت الباب بهدوء ففتحت لها السيدة (ناهد)التي ماإن رأتها حتى إعتلت البسمة ثغرها وهي تقول:-ياأهلا بالقمرة بتاعتنا، كنت لسة جايبة في سيرتك مع عمك مصطفى، بندعيلك يابنتى في كل وقت وآدان.إبتسمت (هبة)قائلة:-تسلمولى يارب.أفسحت لها(ناهد)الطريق قائلة:-تعالى إدخلى واقفة ليه على الباب؟قالت(هبة):.-معلش ياطنط مش هقدر أدخل متاخرة على الشغل، انا بس كنت جايبة الكتاب ده لعمى مصطفى، هو كان مرة قال إنه بيحب العراب جدا فده آخر عمل كتبه ولسة نازل السوق.تناولت (ناهد)منها الكتاب قائلة بإمتنان:-أكيد هيفرح بيه اوى، ربنا يسعدك ياهبة زى مابتسعدينا.إبتسمت (هبة)قائلة:-فيه خبر كمان حلو هيفرحكم جدا.قالت(ناهد)بلهفة:-قولى ياوش السعد.قالت(هبة):.-قبضوا على عماد وحاليا بياخدوا شهادته اللى اكيد هتكون دليل مهم جدا هيساعدنا في إثبات براءة حمزة.غشيت عيون(ناهد)بالدموع وهي تقول:-الله أكبر، ياما انت كريم يارب، الحمد لله، الحمد لله.ربتت(هبة)على كتفها قائلة:-وبشّر الصابرين ياطنط ناهد، الحمد لله على كل حال.قالت (ناهد):-ونعم بالله.قالت(هبة):-روحى بقى بشّرى عمه مصطفى وهستنى أحلى كيكة من إيد احلى طنط ناهد بالليل إحتفالا بالأخبار دى.قالت(ناهد) بسعادة:.-بس كدة، أحلى كيكة لأحلى هبة.أرسلت لها (هبة)قبلة هوائية قبل أن تغادر، لتنظر في إثرها (ناهد)بابتسامة حب قبل أن تغلق الباب وتذهب إلى (مصطفى)الذي قال:-أكيد اللى مخلى وشك منور بالابتسامة دى هي هبة.قالت(ناهد)بحنان:-بنت حلال قوى ربنا يسعدها دنيا وآخرة، لو كنت اتمنيت بنت مكنتش هتمنى غيرها.منحته الكتاب قائلة:-شوف جايبالك إيه؟تناول منها الكتاب قائلا وهو يقرأ عنوانه:.- إيكاروس لأحمد خالد توفيق، معقولة في وسط كل اللى هي فيه ده بتفكر فية وحابة انها تفرحنى كمان.قالت(ناهد):-فيه ناس كدة بيبقوا زى الملايكة، بيحاولوا يسعدوا كل اللى حواليهم حتى لو على حساب نفسهم.هز رأسه قائلا:-معاكى حق.قالت(ناهد):-فيه كمان خبر حلو هيفرحك قوى.قال بلهفة:-قولى بسرعة مستنية إيه؟جلست جواره قائلة:-هقولك يامصطفى.اقتربت من والدتها التي كانت مشغولة بالكامل، تصبّ جام تركيزها على هذا الحاسب أمامها، جلست قربها تشاهد والدتها وهي تقارن بين مجموعة من الحالات قبل ان تكتب تقريرها بسرعة ومهارة، انتهت (مها)من الكتابة فاحتفظت بالملف ثم إلتفتت إلى صغيرتها قائلة:-سهرانة ليه لحد دلوقتى منمتيش؟!قالت(هبة):.-مش جايلى نوم، إلا قوليلى ياماما احنا ليه جينا هنا سكنا في الزقازيق ومسكناش في مصر مع ان شغلك فيها كان هيكون مجاله أكبر وأحسن طبعا في العائد المادى؟أزالت(مها)نظارتها من على عينيها قائلة:-لأكتر من سبب، السبب الأول ان دى بلدى اللى اتربيت فيها وانا من النوع اللى بيألف المكان ومبيحبش التغيير، ثانيا القاهرة زحمة وانتى عارفة انى بحب الهدوء.قبل ان تردف قائلة:.-والسبب التالت ان شغلى أغلبه في البيت وع اللاب ومش محتاج لا أروح ولا آجى يبقى ليه الغربة؟ماهو المكان اللى متعرفيهوش ياهبة بيبقى وجودك فيه غربة يابنتى.قالت(هبة):-هو انتى كنتى بتعملى ايه دلوقتى؟اول مرة أركز في شغلك.قالت(مها):-بدرس حالات مرضية في مجموعة سكنية، دراسة رصدية يعنى لاسباب المرض وعوامل الخطر، تركيبهم الجيني والمناعي والسلوكي إلخ، عشان نقدر نسيطر على المشاكل الصحية هناك.قالت(هبة)بإعجاب:.-وظيفتكم مهمة ياماما، ومش سهلة وعلى أساسها بتقوم صحة البلد بحالها.ربتت(مها)على يد ابنتها قائلة:-كل واحد فينا ليه وظيفة مهمة، من غيرها المجتمع ينهار ياحبيبتى، من اكبر عامل في الدولة لأصغرهم فلازم نقدر ونهتم بكل المهن ونحترمهم، ولازم كل واحد فينا يقوم بوظيفته على اكمل وجه عشان البلد دى تقوم ومتقعش أبدا.قالت(هبة):-ربنا يباركلى فيكى ياامى وميحرمنيش منك، انا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه؟طالعتها (مها)بنظرة متفحصة قبل ان تقول:-لأ طقم الحنية ده مقلقنى، فيكى حاجة مش طبيعية، تعالى نعملنا اتنين نسكافيه ونتكلم، شكلها مفيهاش نوم الليلة دى.نهضت (مها)وتبعتها (هبة)على المطبخ تدرك ان الاولى لن تهدأ حتى تعرف مابها، فاستسلمت (هبة)وروت لها كل مافى قلبها، فهى لابد وان تعلم في النهاية حتى تأخذ حذرها وتحمى الصغير بدورها.إن غلب الخوف قلبي، وضاقت بي السُبل وتشتت مشاعري، فعدنى أن تكون مُرشدي، تأخذ بيدي وتسحبنى من غُربة قدري لأمانك فأصير نفسك أو تصير نفسي، لا يهم طالما قلبك، موطني.طالعت الأوراق أمامها قائلة بهدوء:.-المرافعة هي وسيلة بيسخّر فيها المحامى كل أدواته عشان يقنع القاضى بوجهة نظره، بتعتمد على اللغة وسرعة البديهة والأدلة الدامغة وكأنها حلبة مصارعة لازم طرف فيها يخرج منتصر والطرف ده هيكون احنا بإذن الله ياحمزة...قاطعها قائلا:-مش راضية تبصيلى ليه ياهبة؟رفعت إليه عيون مضطربة وهي تقول بإرتباك:-أبدا، أنا بس مركزة في المرافعة.تأمل عينيها الجميلتين قائلا:.-لغة العيون مهمة جدا وخصوصا عيون المراة، الواحد مننا ممكن يقرى قصة الواحدة من عنيها، الكلام بس اللى بتقوله عنيها بيحتاج كتير عشان نفسره.أطرقت برأسها مجددا فقال(حمزة):-عشان خاطرى متخبيهمش منى، محتاج أفهم فيكى إيه.رفعت إليه عيونها مجددا وهي تقول:-صدقنى مفيش حاجة أنا بس...قاطعها قائلا:-انتى قلقانة وخايفة ومش عارفة تعملى إيه، والموضوع اللى مقلقة منه ميخصنيش، بس يخص حد عزيز عليكى أو يخصك انتى شخصيا.طالعته بدهشة فقال بإبتسامة باهتة:-متستغربيش، قلتلك ان الواحد مننا ممكن يقرا قصة واحدة من عنيها، وعنين البشر الصافيين اللى زيك بتبقى مرايتهم اللى بتعكس كل مشاعرهم وبتقول كل المستخبى وبتكشف كل الأسرار.قالت بفضول:-وايه اللى خلاك متأكد انى قلقى وخوفى ميخصكش؟مش يمكن خايفة أخسر القضية.هز رأسه بإبتسامة قائلا:.-معتقدش، انتى شاطرة أوى في شغلك وحتى لو مكنوش قبضوا على عماد زى مابشرتينى، كنتى هتطلعينى بالشهود اللى جبتيهم من زمايل دراستى وانتى قلتيلى قبل كدة ان قضيتى بسيطة بعد ما عرفتى ان الظابط اللى لفقلى التهمة اتحال للتقاعد المبكر وانى مخفش لان كل ظلم وله آخر، يبقى مفضلش غير احتمال واحد لقلقك ده، وهو ان حد قريب منك في خطر، مامتك مثلا تعبانة؟هزت (هبة)رأسها نفيا قائلة:-ماما بخير بس ابنى هو اللى في خطر.عقد(حمزة)حاجبيه قائلا:-ابنك؟!ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول:-انتى متجوزة؟هزت رأسها نفيا وهي تتنهد قائلة:.-لأ مطلقة، مش انت لوحدك اللى اتخدعت واتخانت ياحمزة، أنا كمان اتخدعت واتخانت وعشان كدة حسيت بكل مشاعرك، حبيت واتجوزت وافتكرت انى عايشة قصتى الخيالية اللى هتنتهى بعاشوا سعداء للأبد لكن الواقع غير الخيال، الواقع مر علقم بيتحول فيه الأمير لشرير بيضرب ويهين ويجرح القلب بقسوة، الطعنة لما بتكون من حد قريب بتقتل بس لما يكون فيه أمل إتخلق جواك بيقويك وبيخليك رغم نزيفك تقوم وتقوى وتحارب عشان خاطره، وانا حاربت عشان خاطر طفلى اللى إتخلق جوايا وقدرت أسجن يوسف وأهرب على هنا بسيف، وافتكرت برده إنى خلاص هاخد نصيبي من السعادة بس من كام يوم لقيت رسايل منه على تليفونى، رسايل تهديد بالانتقام منى في ابنى، عايز ياخده منى، ولما سألت عرفت انه هرب من سجنه وده مقلقنى ياحمزة ومخوفنى على ابنى، خايفة يقدر ياخده منى، وقتها بجد هموت.قال بسرعة:-بعيد الشر عنك.أقالها بلهفة كما وصلت إليها نبراته؟!هل يهتم ان عاشت أو ماتت حقا؟!هل يحمل لها في قلبه بعض المشاعر كما تحمل له؟أم حالتها النفسية المسئولة عن تهيؤاتها تلك؟وجدته يردف قائلا:.-كل واحد فينا في ابتلاء شكل، اختبار من ربنا، بس صدقينى واقتباسا من كلام ربنا اللى قال في كتابه الحكيم(ان بعد العسر يسرا)، ربنا قادر يحميكى ويحمى طفلك ربنا قادر يبعد شر طليقك عنك، احنا بس نلجأله بالدعوات وهنكون بخير.وكأن كلماته كانت بلسماً مر على جرحها فطاب، لتشعر بسكينة تغمرها، يعكس راحة بالها صفاء عيونها التي عادت تلمع من جديد، ليردف قائلا:-هي دى عيونك اللى اتعودت أشوفها بتلمع بالأمل.أطرقت وهي تمسك الأوراق أمامها قائلة بخجل:-سيب عيونى في حالها وركز معايا ياحمزة في المرافعة مبقاش فيه وقت ولازم نظبط كل كلمة وكل حركة، دى مسرحية كبيرة وأقل غلطة فيها هتزعل الجمهور.إبتسم لإرتباكها وخجلها قبل أن يقول:-وأنا جاهز يافندم.نظرت إليه فوجدته يبتسم ابتسامته الخلابة التي تزيد من خفقاتها لتبتسم بدورها قبل أن تبدأ في شرح تفاصيل مرافعتها.كان يجلس على طاولته التي إعتاد الجلوس عليها أمامه فنجال قهوة بارد، فحين راودته الذكريات وغرق في بحر الحنين، لم ينتبه لشيئ سوى شعوره بهذا الأنين في مُضغته والذي يخبره دوما بأنه أخطأ حين رفض فكرة هروبه معها، روحه تتمزق في فراقها ولم تبعد عنه شهامته ذلك الألم الرابض بصدره، بل زادته هما وألما وضيقا في الروح يكاد يُزهق أنفاسه، ترى هل وجب عليه نسيانها وقد فرقهما النصيب؟وكيف ينسى وقد طُبع الهوى في القلب وسكن الروح؟حتى أن العيون ترى طيف المحبوب في عبق دخان القهوة وبين الجفون، كيف ينسى وقد باتت خفقاته تردد إسمها، تصرخ به...أعدها إلى وإلا مِت كمداً..أعدها إلى قبل أن نؤول إلى جماد متحرك..فالروح عالقة مابين الموت والحياة..حتى تعود هي او ترحل للأبد..أعدها إليك وإلا صرت جسدا بلاروح او خفقات..أعدها إليك أو مُت..هذا قرارك فإستعد.ظهر العزم في عينيه وهو يستقر على قراره الذي لن يحيد عنه أبدا، سيعيدها إليه أو يموت دون ذلك، لينهض بحزم وهو يضع بعض المال على الطاولة قبل ان يتجه بخطوات واسعة إلى منزلها، ووطنه.اندفع (عبد الحميد)لحجرة إبنته حين سمع صرخات زوجته بإسمه، ليقف مُتسمرأً وهو يجد (تهانى)تجلس ارضا تضم جسد(نور)إلى صدرها قائلة بجزع:-إلحقنى ياعبده، نور وقعت مرة واحدة وبحاول أفوقها مبتفوقش.طالع طفلته بصدمة أفاق منها على صوت (تهانى)التي صرخت:-ماتتحرك ياعبد الحميد وتتصل بالإسعاف البنت هتروح مننا.أسرع (عبد الحميد)يلتقط تليفونه ويتصل بالإسعاف وقلبه يرتعش وجلا، يدعو الله في سره ان ينقذ إبنته وسيحقق لها ماتريد، حتى لو اضطر للتخلى عن أرضه في سبيلها فهى أغلى عنده من كنوز الدنيا كما اكتشف الآن، ولكن يرجوا ان لا يكون اكتشافه هذا، بعد فوات الأوان.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 4 < 1 2 3 4 >





الكلمات الدلالية
رواية ، نوفيلا ، أعترض ، حضرة ، القاضي ،










الساعة الآن 07:11 AM