logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:58 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الحادي عشركان الأفق الرمادي يتنهد شوقا لتباشير الصباح القادمة من بعيد عندما وصل عبدالعزيز و روح لقرب غيط من القصب تسللا بين عيدانه ليلتقطا أنفاسهما و ما ان جذب عبدالعزيز كف روح لتنهض من جديد لمواصلة الهروب بعيدا عن النجع و من فيهالا وهتفت روح بوهن: -خلاص، معدتش جادرة يا شيخ عبعزيز..و ألتقطت أنفاسها في صعوبةلكنه رغما عن ذلك هتف فيها مشجعا: - معلش، تعالى على نفسك شوية عشان نبجى ف الأمان..و مد كفه لها يجذبها لتنهض و تتابع معه هرولتهما المحمومةفوجد كفها ببرودة الثلج ووجهها قد غطاه الشحوباقترب منها مذعورا هاتفا: - روح، مالك..!؟، انتِ حاسة بأيه..!؟.همست بحروف متقطعة وهنا: - روحى رايحة يا شيخو جسمى متلچ..و بدأت بالفعل تفقد وعيهافهتف عبدالعزيزبصوت يقطر رعبا: - روح، فوجى، انتِ بخير، متناميش، خليكى معايا، روووح..لكن روح لم تكن هنا لتسمع نداءاتهبل فقدت وعيها كليا.و تركته يتطلع حوله ليجد مكانا يحمل زوجته اليه..طالع من البعد عشة من الخوص قرر التوجه اليها..خلع قفطانه و ألقاه على جسد روح و ما ان هم بحملها حتى رأى كفه و قد اصطبغت بلون الدماء القانى..شهق في ذعر غير قادرعلى ادراك مصدر تلك الدماء..تمالك نفسه في صعوبة و حملها في سرعة باتجاه العشة الخوص.و ما ان دخلها حتى وضعها جانبا على ذاك الفراش الخشبي المبطن بالقش واندفع خارج الغرفة البوص يتلفت حوله طلبا للنجدة و العون وقد اضحى الصبح بين على حدود الأفق البعيدليجدها قادمة من بعيد..امرأة تتوشح بالسواد كعادة اهل القرى و النجوعتسحب خلفها بهيمتها و تتبختر قادمة على الطريق القريب منهما..اندفع تجاهها في لهفة من طالع طوَّق نجاة في خضم بحرهائج صارخا.يوقفها في توسل: - يا خالة، انجدينى يا خالة ربنا ما يوجعك ف ضيجة..هتفت المرأة بقلق و هي تراه يقف أمامها على تلك الحالة المزرية بجروحه و تورمات وجهه التي ارعبتها لا محالةالا انها تمالكت نفسها مجيبة نداءه الحار بنبرة لا تخلو من الريبة : - خير يا ولدى، ايه في..!؟.أشار عبدالعزيز للخص حيث تقبع روح بلا حراك..اندفعت المرأة للخص و ما ان رأت روح ممددة بهذا الشكل حتى توجهت اليها في لهفة تستطلع أخبارها هاتفة لعبدالعزيز: - مرتك دى..!؟.هتف عبدالعزيز مؤكدا: - اااه، مرتى يا خالة، مرتى..تطلعت المرأة للنزيف الذى يغطى جلباب روح و وجها الشاحب الذى غابت عنه ملامح النضارة..فسألت من جديد: - هي مرتك حبلى يا ولدى..!؟.هتف عبدالعزيز متعجبا: - حبلى.!؟، بتجولى حبلى يا خالة..!.هتفت المرأة و هي تعدل من وضع روح: - اه يا ولدى، ربنا يعوض عليكم، شكلها كانت حبلى و ربنا ما أردش و العيل نزل..و توجهت المرأة باتجاه باب الخص ليهتف عبدالعزيز متعجبا: - على فين يا خالة..هتسبينى معاها و انى معرفشاعمل ايه..!؟.اكدت المرأة: - لاه يا ولدى..انت ضيفى، و دى ارضى..بس مرتك محتاجة علاچ ضرورى عشان نلحجها..هروح اجيب لها جلبية چديدة نغيرولها و أكلة ترم عضمها و أبعت ام محمد الداية تطل عليها ضرورى..هتف عبدالعزيز شاكرا: - ربنا يعزك يا خالة، و انتظر ليعرف الاسمفهتفت المرأة مؤكدة: - وچيدة، أسمى وچيدة يا ولدى، ادخل لمرتكو توجهت لبهيمتها و جذبت منها منديل مغلق مطبق على ما بهناولته إياه هاتفة: - خد، فوجها و خليها تاكل، لازما تاكل على بال ما اجيب اللازم و اچى..هتف عبدالعزيز ممتنا: - ربنا يعزك يا خالة وجيدة، ربنا يسترك..ابتسمت الخالة وجيدة في أريحية و عادت القهقهرى مع بهيمتها لتفعل اللازم من اجل روح..ما ان استدار عبدالعزيز ليدخل الخص حتى سمع همهمات روح تعلن عن بدأ استفاقتها فاندفع اليها ملهوفا هاتفا باسمها: - روح، انت فوجتى..!.نظرت اليه نظرات هائمة مشوشة و أخيرا همست: - هو ايه اللى حصل يا شيخ عبعزيز..!؟.هتف مستنكرا: - ايه اللى حصل.!؟و لا حاچة، نشفتى دمى بس..وضع المنديل المصروم أمامها و فتحه ليخرج الطعام أمرا: - ياللاه لازما تاكلى، و متتحركيش من مكانك نهائي..هتفت روح: - ايه اللى حصل، انا مش حاسة بحالى يا شيخ..!؟.مد كفه بالطعام لهاهامسا في شجن: -طب بس كلى و انتِ تبجى احسن..تناولت من كفه الطعام تلوكه في قلقو هي تشعر انها ليست بخيرو انها فقدت شيئا عزيزا تشعر من جراء فقده بالخواء.لكنها لا تدرك كنه ذاك الشئ الذى تشعر به و قد غادرها مع بعض من روحها..كانت تأكل تلك اللقيمات التي كان عبدالعزيز يدفع بها لفيها في آلية..حتى أخيرا ظهرت امرأتان على باب الخص..مظهرهما المتشح بالسواد جعل روح تنتفضفيدرك عبدالعزيز وجود شخصا ما حيث توجه روح نظراتها..انتفض عبدالعزيز بدوره لكن مرحبا هذه المرة هاتفا فيهما: - اتفضلى يا خالة وجيدة، تعبناكِ معانا..هتفت الخالة وجيدة و المرأة الأخرى تتبعها للداخل: - مفيش تعب و لا حاچة يا ولدى..الحمد لله مرتك فاجت اهى..اطلع استنانا انت بره و كله هايبجى تمام..اومأ عبدالعزيز برأسه موافقاالا ان روح هتفت بإسمه مستنجدة به، لا تدرى ما سيحدث لها من جراء بقاءها مع هاتين المرأتين..الا ان عبدالعزيز طمأنها بايماءة من رأسه و غادر في صمت يقف على باب الخص مترقبا..مر الوقت بطيئا و هو لا يدرك ما يحدث داخل الخص.الا من خلال بعض الهمهمات من النسوة بالداخل و بعض الكلمات المتقطعة من هنا او هناك لا تحمل معنى مستقيم..حتى أخيرا طالعه محياهما خارجتين من الباب القشدافعين إياه في تؤدةاندفع إليهما يستطلع الأخبار هاتفا في ترقب: - خير يا خالة، مش خير برضك..!؟.اكدت الخالة وجيدة: - الحمد لله يا ولدى على عطايا ربك..هو اللى بيعطى و هو اللى بياخد..و احنا ملناش الا نطيع..اومأ برأسه مدركا لمغزى كلماتها هامسا بشجن: - يعنى كانت حبلى..و الحبل ربنا يعوض فيه..!؟.اكدت الداية بايماءة من رأسها دون ان تنطق بحرفو استطردت الخالة وجيدة هاتفةو هي تشير للباب القش المواربقليلا: - ادخل لمرتك يا ولدى و طيب خاطرها بكلمتين..ووكلها..لازما تاكل عشان تشد حيلهادى نزفت كَتير و ربنا وحده اللى سلم، دى المسكينة كانت ممكن تروح فيها، و ربنا يخلف عليكم..اكد عبدالعزيز بايماءة من رأسه موافقا كلام الخالة و هو يندفع للخصو لكن قبل ان يدلف للداخلهمس بصوت يملؤه الامتنان: - تسلمى يا خالة..ربنا يسترك زى ما سترتينا..همست وجيدة: - انى معملتش غير الواجب..دِه حج الضيف..و الضيف ضيف ربنا..و إنتوا ف ارض الحاچة وجيدة اللى مبيباتش عليها چعان..روح لمرتك يا ولدى، و اللى تطلبه كله مچاب..ابتسم عبدالعزيز في امتنان لتلك المرأة التي أرسلها الله رحمة منه لتنقذ زوجته من موت محقق و تستقبلهما في ارضها دون حتى ان تسألهمامن أين..!؟.و الى أين..!؟و كم كان هذا السؤال او ذاك صعب الإجابة، بل ان إجابة الأول بالأخص لابد و ان تظل سرا، اما إجابة الاخر فهى بيد الرحمن..


look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:59 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثاني عشرتطلع عبدالعزيز لروح التي كانت مطأطأة الرأس في حزن تنساب عبراتها في هدوء قاتل..كان يشعر بألمها و حزنها على فقدان جنينها كحزنه و اكثرلكن ما باليد حيلة..اقترب منها في تؤدة و جلس على أطراف الفراش الخشبي الذى اخذ يئن من ثقلهما معاربت على كتفها في تعاطف فأرتفعت تشنجات بكائها.المرير و الذى كانت تكتمه تعففا، جذب رأسها لصدره مطوقا إياها بين ذراعيه رابتا على رأسها التي كانت تهتزبينهما من جراء شهقاتها المتتابعة، انتظر ريثما هدأت نوبة بكائها و أخيرا همس بالقرب من اذنها: - خبر ايه يا روح..الله چاب، الله خد..الله عليه العوض..همست بين ذراعيه بحزن عميق: - كان نفسى فيه يا شيخ..كان نفسى ف حاچة من ريحتك تكون چنبى و انت غايب عنى..قرر مضاحكتها لاخراجها من حزنها فهتف مازحا: - حاچة من ريحتى!؟، يا شيخة أتمنى حاچة عدلة، مش كفاية عليكِ ريحتى انى..ابتسمت في وهن هاتفة: - ليه يا زيزو و الله دِه انت ريحتك مسك و عنبر..انفجر هو ضاحكا: - يا بكاشة، جال مسك و عنبر جااال..ابتسمت في ضعف و شردت من جديد و بدأت تترقرق الدموع في عينيها من جديد مما دفع عبدالعزيز ليهتف من جديد: - لاااه، بكا تانى لاااهالله يخليكِ..و رفع ذقنها لتواجه عيونها نظراته الشقية هامسا: - و اذا كان على العيل اللى راح..شدى حيلك انتِ بس و بعدين ابجى لاحجى على العيال اللى هنجيبهم..كل شهر هنجيب عيل ايه رأيك..!؟.ابتسمت من جديد هاتفة: - كل شهر يا شيخ..!؟.اكد مازحا: - اه كل شهر..امال عيال الشيخ عبعزيز ياجوا كل تسع شهورزى عيال الناس ياااك..!؟.انفجرت ضاحكة ليستطرد مازحا: - بس انتِ اللى متزهجيش منيهم..و حوش عيالك يا شيخ عبعزيز، جننونى يا شيخ..هدوا حيلى يا زيزو..استمرت في قهقهاتها التي انتهت مع نهاية كلماتهو نظرت اليه في محبةرابتة على كتفه في امتنانهامسة: - ربنا يخليك ليا يا شيخ و مايحرمنيش منك ابدا..المهم انك مش زعلان..هتف مستنكرا: - زعلان..!؟.مين اللى جال..!؟.هزعل من امر ربنا، دِه بدل ما نستخدمه انه نجانا من اللى كنّا فيه..الحمد لله على كل حال..و بعدين انتِ اللى تهمينى يا روح..دِه انا روحى راحت منى لما لجيتك وجعتى من طولك..هتفت في سعادة: - صح يا شيخ عبعزيز..!؟.اكد وهو يقبل جبينها: - صح يا عيون الشيخ عبعزيز..تنهدت في راحة و هي تلقى برأسها على صدره في دلالليهمس عبدالعزيز مشاكسا: - دِه باين ان العيال هاتاجى بدرى، بدرى..انفجرت ضاحكة لمشاكساته و هو يضمها اليه اكثرو قد بدأ كل منهما في ألتقاط أنفاسه بعيدا عن ما حدث لهما سابقا..هتفت روح في عبدالعزيز.و هي تراه يهم بالخروج من الخص مبكرا على غير عادته: - على فين العزم يا شيخ..!؟..هتف عبدالعزيز و هو يغسل وجهه من احدى القلل الموضوعة جانبا: - نازل اشوف اكل عيشى..هتفت روح في ذعر: - و تسبنى لحالى يا شيخ..!؟.ابتسم عبدالعزيز مشجعا: - و ماله حالك..!؟.يا بت ما انت بجبتى زى الفل اهو..ثم استطرد في جدية: - و بعدين يا روح..احنا أخرنا ف الضيافة تلت ايّام عند الست وجيدة الله يسترها..اخرهم كان امبارح..ده حج الضيف..اكتر من كِده مش هجبل اننا نعيش عالة على الست الكريمة دى..كتر خيرها لحد كِده..هتفت روح مستفسرة: - طب هاتنزل تشتغل ايه دلوجت..!؟.لسه بدرى على الزيارات لو نازل تجرا على الأموات ف الجبانات الجريبة دى..!؟اكد هو بهزة رأس نافية: - لااه مش نازل اجرا..و لا هجرب من الجبانة( المقبرة ) لحسن حد يعرفنى.انت ناسية احنا هربانين من ايه.!؟ موصلكيش موت عتمان مجتول، و اكيد اسمنا هياجى ف الموضوع و هايبجى فيها سين و جيمو حلنى لما يثبوا مين اللى عِملهاو احنا غلابة و ملناش ضهر يا روح، يعنى هنروح ف الرچلينتنهدت هي بلا إجابة مؤمنة على كلامه ليستطرد هوبنفس النبرة الجدية: -، انا نازل اشتغل ف ارض اى حد عايز أنفار..همست هي مشفقة عليه.و هي تنظر الى جروحه التي لم تندمل بعد: - و من ميتا ليك ف الفلاحة وشيلة الفاس يا شيخ!؟.هتف عبدالعزيز بعزم: - يبجى ليا، مادام بصحتى اشتغل اى حاچة و لا نبجى عالة على حدهمست هي في إشفاق: - ربنا يجويك يا شيخ و يسترها معاك..همس و هي ينحنى مقبلا جبينها: - ايوه كِده..دعوة حلوة من الحلو هي اللى انى محتاچه دلوجت..و خرج دافعا باب الخص متوكلا على رب كريم فطالعته الحاجة وجيدة تقترب في هوادة كعادتها ساحبة خلفها بهيمتها لتهتف مرحبة: - صباح الخير..كيفها مرتك النهاردةيا شيخ عبعزيز..!؟.هتف باسما: - الحمد لله بخير يا حاچة، يسلم سؤالك..استفسرت متعجبة: - امال على فين العزم الساعة دى يا شيخ و سايب مرتك لحالها..!؟.طأطأ عبدالعزيز رأسه محرجا: - رايح اشوف حالى بجى يا حاچة..كتر خيرك تجلنا عليكِ..هتفت الحاجة وجيدة متعجبة: - وااه، و هو انى كنت اشتكيت لك..!.ابتسم عبدالعزيز: - لاااه، و لا هتعمليها يا حاچة وچيدة..كلك كرم و خير..بس هو كِده تمام جوووى..اشوف حالى بجى..ابتسمت متسائلة: - طب و ناوى على ايه..!؟.هتف عبدالعزيز: - هنزل اشتغل ف اى ارض محتاجين فيها أنفار..قهقهت الحاجة وچيدةمشيرة لأرضها: - و هي الأرض دى كلها مش عچباك و لا ايه..!؟.انزل اشتغل فيها مع باجى الأنفار و رزجنا كلنا على الله..ابتسم عبدالعزيز ممتنا: - و الله الواحد ما عارف يجول لك ايه يا حاچةربنا يوسعها عليكِ كمان و كمان..ابتسمت الحاجة وجيدة في بشاشةهاتفة و هي تلتقط منديلها من فوق بهيمتها كالمعتاد: - طب خد ياللاه فَطورك و اتكل على الله..و انا داخلة لروح نفطوروا سوا..تناول عبدالعزيز منها المنديل المصروم على فطوره و غادر ممتنا و هي تدلف لداخل الخص..


look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:59 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث عشركان إنشاد الشيخ عبدالعزيز يصدح في جنبات الحقول المترامية على أطراف ارض الحاجة وجيدةو التي اصبح من اهم علاماتها، او بالأدق اصبح شدوه و إنشاده الذى لا ينقطع علامة مميزة من علامات ارض الحاجة وجيدةالتي احتضنته وزوجه وقت شدتهما و لازالت..تقدمت الحاجة وجيدة من أطراف ذلك الغيط الذى يعمل به الشيخ عبدالعزيز هاتفة منادية إياه في عزم: - يا شيخ عبعزيز، تعال، عيزاك ضرورى..ما ان سمع الشيخ عبدالعزيز نداء ربه عمله و التي غمرته و روح بكرمها حتى الثمالةحتى اندفع مهرولا اليهاهاتفا ما ان وصلحيث تقف بانتظاره: - خير يا حاچة وچيدة، أامرى..هتفت قائلة: - الامر لله وحده يا شيخ، انا كنت عيزاك ف موضوع كِده..اكد عبدالعزيز في سرعة: - اللى عيزاه انا موافج عليه من جبل ما اعرفه حتى، عنينا ليكِ يا ستنا..ابتسمت الحاجة وجيدة في امتنانهاتفة: - تسلم يا شيخ..بس اسمع الأول و بعدين جول رأيك..هتف عبدالعزيز: - اتفضلى يا حاچة جولى اللى عِندك..و انا اها مش هفتح بجى جبل ما تخلصى..تنحنحت الحاجة وجيدة في احراجقبل ان تهمس مترددة: - اكيد انت تعرف ان فرح بت اخوى الله يرحمهو اللى ربَّتها زى بتى كمان كام يوم..!؟.هز عبدالعزيز رأسه دون ان يقاطعها بحرف لتسترسل هي بنفس الاحراج هامسة: - بت اخوى دى كل اللى ليا ف الدنيا..ربَّتها زى بتى و اكتر.يمكن عشان ربنا مرزجنيش بالذرية من جوزى الله يرحمه فهى غالية عليا جوووى و نفسى افرحها و تبجى ليلة فرحها و لا ألف ليلة و ليلة..و جلت مفيش حد يجدر يجوم بالليلة دى و يخليها محصلتش غيرك انت يا شيخ عبدالعزيز..اتسعت حدقتا عبدالعزيز تعجبا لهذا الشرف و هتف في ذهول: - انى يا ستنا..!؟.دِه انى راچل على باب الله..و دى حاچة كبيرة جوووى عايزة منشد له اسمه و صيته.و انى مهما كان على كدى..هتفت الحاچة وچيدة: - بس انى مش عايزة حد يحيي الليلة غيرك..ايه جولك..!؟.هتف عبدالعزيز: - بس يا حاچة انى، يعنى، اصلك..و تلجلجت احرف عبدالعزيز على لسانه غير قادر على أخبارها بالسبب الحقيقى لرفضه احياء تلكك الليلة الكبيرة..ذاك السر الذى جعله يفر هاربا هو و زوجته حتى ألقت بهما المقادير على اعتاب ارض هذه السيدة الطيبةوالتي تترجاه لأحياء ليلة زفاف ابنة اخيها و ربيبتها بهذا الإصرار.و هو غير قادر على الإزعان و القبول..و لا يستطيع الرفض بسبب ذاك الجميل الذى يطوق عنقه تجاه تلك السيدة..انه ينشد داخل ارضها و هو يعلم ان شدوه لا يتخطى حدودهالكن ان ينشد في فرح كبير سيكون فيه من الأعيان و الشخصيات من له ثقله، و قد يتعرف عليه احدهم ممن حضروا فرح بن عتمان المشؤوم، و ساعتها فلن يسلم مرة أخرى من العقاب..و سيتم الدفع به في تلك الجريمة التي يعلم الله وحده انه طاهر من إثمها و برئ من دنسها..لكن ما باليد حيلةهكذا همس لنفسه قبل ان يقول في هدوء ينافىذاك الجدل الصارخ داخله: - من عنايا يا ست الكل..انتِ تأمرى واللى تجوليه سيف على رجبينا..هتفت الحاجة وجيدة في سعادة: - يعنى موافج يا شيخ..!؟.ابتسم عبدالعزيز لسعادتها هاتفا: - طبعا موافج..هو انى أطول أخدمك يا ست الناس..هللت هاتفة: - و الله انى جولت انك مش هتكسفنى..انى جولت لروح انك هتوافجو هي مصدقتنيش، جال ايه..منتش منشد متصيت..دِه انت تعجب الباشا يا شيخو هترفع راسى جدام ضيوفى و كبرات الناحية..ثم اندفعت راحلة و هي تهتف: - تسلم يا شيخ، ربنا يعلى مجامك..اما اروح اشوف اللى ورايا لحسن الليلة الكبيرة خلاص جربت..ولت الحاجة وجيدة له ظهرها مغادرة.و ما ادركت تلك الملامح المبهمة التي ارتسمت على ملامح عبدالعزيز و هي تتحدث عن الفرح و ضيوفهاو ما دب في نفسه من رعب و هو يدرك بل هو على يقينان ذاك الفرح المنشود قد يكون نهاية المطاف بالنسبة له..و انه هالك لا محالة..دخل عبدالعزيز للعشة الخوص حيث ترقد روح في انتظارهكعادتها كل ليلة عندما تهل التباشير الأولى للمساء..ألقى التحية و هو يلقى بجسده متمددا جوارها..ردت عليه في قلق و هي تدرك ان في الامر شيء ما يعكر صفوه على غير العادة..ربتت على كتفه في حنوهامسة: - شكلك تعبان يا شيخ..ايه شغل الأرض النهاردة كان شَديد و لا ايه..!؟.همس متمنيا: - يا ريتها جت على الشغل ف الأرضو الله كانت هانت..همست بريبة و كأنما تدرك بفراستها السبب لكنهالا تريد الإفصاح عنه قبله: - امال، خبر ايه..!؟.هتف و هو يحاول النهوض متحاملا على نفسه باتجاه إبريق به ماء..صب لنفسه منه و اخذ يغسل وجهه و كفيه ملتهياعن ملامح روح القلقة: -مفيش، الحاچة وجيدة عيزانى احيي فرح بت اخوها، ما انتِ عارفة، هي جالت لى انها جالت لكِ..ضربت روح على صدرها في ذعر هاتفة: - و انت وافجت يا شيخ..!؟.هتف في سخط: - و انى كان ايه اللى بيدى اعمله..كنت هجول لااه للست اللى نچدتناو اوتنا..كيف تاجى دى!؟.جوليلى كيف هجولها لاااه..و ليه..!؟.هجولها عشان انت اويتى ناس متهومة ف جضية جتل.و هربانين عنديكِو انى خايف لو طلعت أنشد في فرح بت اخوهاالطوبة تاجى ف المعطوبة و حد يعرفنى و يبلغ علىّ..تنهد في ضيق و هو يعاود التوجه لذاك الإبريقحتى يغسل عنه بعض من وعثاء العمل طوال النهار تحت ظل الشمس الحارقةصمتت روح و لم تعقب بحرف على ما قاله عبدالعزيز..و ماذا يمكنها ان تقول و قد قال ما دار بخلدها و أصاب كبد الحقيقة في كل حرف..نظرت اليه و هو يحاول استخدام الإبريق ليصب لنفسه الماء.و هو يولى لها ظهره..كانت المرة الأولى التي تراه فيها لا يجابه ما يلاقى بالدعابة و روح الفكاهة الفطرية التي يمتلكها و التي يشهرها دوما سلاحا في وجه نوائب الدهر..نهضت في تؤدة مقتربة منهحتى جاورته و انحنت تتناول منه إبريق المياه هامسة في حنو: - عنك يا شيخ..ترك لها الإبريق الذى لم يكن قد صب لنفسه منه قطرة..فقد كان يتشاغل به عنها ..و هي كانت تدرك ذلك كأنما تقرأ خواطره ككتاب مفتوح على مصرعيه امام ناظريها..وضعت الإبريق جانبا و مدت كفها لتتناول كفه اليمنى و تفك ذاك الرباط الذى يلفها ببطءحتى انتهت فنظرت لقروح كفه التي ادماها الإمساك بالفأس طوال النهارو هو الذى ما كان له قبل على الفِلاحة و لا العمل بالأرض الزراعيةفقد كرس حياته لحفظ كتاب الله و العمل به..رفعت كفه المتقرحة في محبة و قبلتها بكل امتنان.قبل ان تحمل الإبريق و تصب الماء عليها في حرصو هي تهمس متسائلة في دلال: - لسه چرح يدك مطبش يا زيزو..و كأنما نطقت بكلمة السر حتى تعاود أبواب بهجته فتح ضلفها على مصرعيهاليهمس مشاكساو قد استعاد روح مرحه: - بعد العلاچ اللى محصلش دِه لازما تكون طابت، انا ممكن انزل دلوجت اعزج لى عشر فدادين..و لو زودتى چرعة العلاچهنزل اعزج ارض الحاچة وچيدة كليهاانفجرت ضاحكة لدعابته.ليرقص قلبه طربا لمرأها أخيرا و قد دبت فيها العافية من جديد..لتستمر هي في وضع الماء بتؤدة على كفيه المتقرحتين و غسلهما برفق..ثم جمعت بعض الماء بكفها لتمد باطنه المبلل تغسل وجهه و تمرر أصابعها في لحيته التي استطالت قليلا منذ ان غادروا حجرة الحوش التي كانت تأويهما..وأخيراسحبت مداسه من قدميهو مد هو قدمه فوق الطشت حتى تصب الماء عليها و تدعكها في حماسةو في غفلة منه تداعبه فتدغدغ باطن قدمه.لينفجر ضاحكا زاجرا إياها في لوم محبب: - اختشى يا بت يا روح، انا بغير يابت..لتنفجر ضاحكة بدورها على ذاك الشيخ الوقور الذى (يركب الهواء) فزعا عند دغدغته..كانت تضحك و هي جد سعيدة لانها انتشلته من حزنه و همه..و كانت ذاك الطوق الذى تعلق به عندما حاولت تلك الدوامة من الغم جذبه الى أعماقها بلا رحمةفكانت هي لها بالمرصاد..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية الشيخ و المراهقة زهرة الصبار
14 748 زهرة الصبار
صور دعم لفلسطين.. غزة وحي الشيخ جراح Dora
0 390 Dora
لا داعي إلى عودة الشباب… فالتقنيات الحديثة أصبحت في خدمة الشيخوخة Soso
0 292 Soso
محمد عبده – قصة حياة الشيخ المصري محمد عبده ART
0 452 ART
يوسف القرضاوي – قصة حياة الشيخ الذي أثارت فتاويه جدلاً كبيراً ART
0 291 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيخ ، زيزو ،










الساعة الآن 04:49 PM