logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





11-01-2022 12:53 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D8%A9ما بين نوبات إفزاعها له وسط المقابر حيث يعيشان، و ما بين أمنية قلب كل منهما، مرت الأيام بحلوها و مُرها. وعندما اجتمعت أرواحهما على هدف واحد، ظهرت المنغصات لتفرقهما، فهل ستنتصر رغبات القلب على ما تخبئه لهما الحياة في جعبتها!؟رواية صعيدية (السرد بالفصحى والحوار صعيدي) بقلم الرائعة رضوى جاويش صاحبة الرواية الشهيرة ثلاثية ميراث العشق والدموع. دون تطويل إليكم فصول الرواية.فصول رواية روح الشيخ زيزورواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الأولانطلق يشدو بسلطنة عالية و بصوته الجهورى الذى تميز به بين زملائه من المقرئين و قد اخذه الإعجاب بصوته وهو يقلد ذاك المنشد الذى جلبه عمدة النجع المجاور في فرح ابنه البكر، و كان من بين المدعوين او بالأدق ممن نالهم بعض من نفحات تلك الليلة العطرة التي أقيمت فيها الولائم و ذُبحت فيها الذبائح فرحا بذاك الحدث الميمون..وضع كفه على مكان ما تحت ذراعه الأيمن يتأكد ان قطعة اللحم التي انتشلها من بين براثن الخفراء و هم يوزعونها هنا و هناك لازالت في موضعها لم تفارقه..تنهد في راحة عندما شعر بوجودها الدافئ بالقرب من قلبه فأكل اللحم مناسبة لا تتكرر في العام اكثر من ثلاث مرات و ربما اربع اذا طابت الأحوال و تهيأت الظروف و أرسلت مثل ذاك الزفاف السعيد لأحد العمد في احد النجوع التي ينشد فيها..ارتفعت عقيرته مرة أخرى بالإنشاد للأمام البصيرى رائعته الخالدة في مدح المصطفى صلوات الله عليه، نهج البردة: -مولاى صَل و سلم دائما ابدا..على حبيبك خير الخلق كلهم..و فجأة، انتفض الشيخ عبدالعزيز الفقى في موضعه عندما تناهى لمسامعه صوت جهورى لا يقل حدة عن صوته: - حمدالله بالسلامة يا شيخ عبعزيز...-سلام قول من رب رحيم، هتف الشيخ عبدالعزيز بالأية الكريمة وهو يقفز مذعورا، ثم هدأ قليلا عندما تنبه للخيال الأنثوي الذى استطاع تمييزه رغم الليلة الحالكة الظلام وسط المقابر التى كان عليه ان يسلكها دوما عند عودته حيث يسكن فى احد الغرف المتواضعة الواقعة على احد أطرافها..ثم هتف معاتبا في ضيق: -- انا مش جلتلك ميت مره يا بت متطلعليش فى الضلمة كِده ، هتجضى على مستجبلى يا بعيدة..- چرى ايه يا شيخ عبعزيز!، قالتها بلا اى حس انثوى وبصوت جهورى، واحدة اسميها (روح) عايزها تطلع لك فين يعنى، فى المولد!؟، ما هو لازم تطلع فى الضلمة...- يحظك يا بعيدة، قالها وهو غارق فى ضحكاته.ابتسمت بدورها عندما استطاعت انتزاع ضحكاته من قلب غضبته عليها و ضيقه لإفزاعها إياه..وصل عند باب حجرته و ما ان رفع ذراعيه ليفتح قفلها المعدنى الصغير حتى تذكر قطعة اللحم التي فاز بها الليلة، فترك القفل و المفتاح معلق به و دس كفه داخل جلبابه و اخرج القطعة الملفوفة بحرص و كأنها جوهرة ثمينة و استدار لروح و هي تهم بالرحيل لغرفتها على الجانب الاخر من الحوش الذى يضم غرفتيهما هاتفا بها: - يا بت يا روح..!؟.عادت ادراجها مسرعة في سعادة: - نعم يا شيخ عبعزيز، أامر..مد كفه بقطعة اللحم منتشيا: - خدى يا بت، دى لحمة عمر ما اللى خلفوكِ داجوها..انفجرت ضاحكة: - صدجت يا شيخ و لا بتهم حتى، بس يعنى، دى لحمة لحمة..و لا هتطلع نابت ف الاخر..!؟.أكد في فخر: - عيب يا بت، انت بتكلمى الشيخ عبعزيز الفجى، طبعا لحمة ومن عچل متأصل كمان، عايزك تعمليها لنا بجى، خلى الواحد يرم عضمه..أكدت في ثقة: - من عنايا يا شيخ..و استدارت راحلة ليهتف مستفسرا: - هاتعرِفى و لا هتحرجيها، جولى لو مش هاتعرفى، انى ف عرضك، الا اللحمة..انفجرت ضاحكة: - صحيح انا بسمع عنيها بس يا شيخ، بس متجلجش هعرف اطبخها، و هدوج احلى فتة من أيد روح..رفع الشيخ عبدالعزيز أكفه متضرعا الى السماء و هو يرى روح تغادر لغرفتها و بيدها غاليته: - يا خفى الألطاف نچنا مما نخاف..لتنفجر روح ضاحكة من جديد و قد وصلت لحجرتها على الجانب الاخر و أغلقت بابها خلفها..وضعت روح ذاك الطبق الواسع الملئ بالثريد يعلوه قطع اللحم الطازجة و المطبوخة بشكل جيد تثير لعاب اى من كان لمرأها و توجهت لحجرة الشيخ عبدالعزيز تطرق بابه و هي تعدل من وضع حجابها على رأسها في سعادة و ما ان فُتح الباب حتى اطرقت بنظراتها في خجل هامسة: - الاكل يا شيخ، يا رب يعچبك..مد كفه و قد سال لعابه و تناول منها الطبق العامر و ما ان همت بالرحيل حتى هتف بها في تعجب: - انتِ رايحة فين..!؟.مش هاتكلى معايا و لا ايه..!؟..أكدت في حياء: - بالهنا و الشفا على جلبك..ثم استطردت مازحة: - و بعدين أخاف أتعود على اللحمة و تبجى مشكلة، حلو عليا الفول النابت، نعمة..اندفع من باب حجرته خلفها هاتفا في تأكيد: - طب و الله ما ادوجها الا لما تكلى معاي، تبجى انتِ اللى عملاها و مدجيهاش، و أدى الطبج..و ترك الصحن جانبا، لتعود هي ادراجها في حياء لتجلس على ذاك الحصير الذى يضعه الشيخ عبدالعزيز أمام باب حجرته يتخذه موضعا في ايّام الشتاء الدافئة مستمتعا بالشمس و حرارتها بعيدا عن رطوبة الغرفة او يتمدد عليه في بعض الأحيان في ليالى الصيف التي يختنق فيها داخل حجرته من حرارة الطقس..ما ان رأها جلست حتى مد كفه يتناول الصحن و يضعه أمامها ليجلس بدوره هاتفا فيها: - بِسْم الله..و ناولها احدى قطع اللحم لتتناولها من كفه في سعادة و هي تراه يجود عليها بما يحب قبل ان يمسه..لطالما شعرت انها تكن لهذا الصعيدى الأسمر الكثير من المشاعر التي يعيها فهمهالا تدرى لما هو بالذات تستريح و تلجأ اليه عند حاجتها، على الرغم من وجود العديد من الشباب حولها يتمنى ان يحظى بزوجة مثلها الا انها لا تتمنى الا إياه..لا تدرى صدقا لما..!؟، ربما لانه الوحيد الذى لم يحاول مغازلتها او مراودتها عن نفسها، هو الوحيد الذى يعاملها كروح دون أدنى رغبة منه في مغازلتها او التقرب منها لأى غرض غير شريف، فهو يعرف حدود ربه و يحفظ كتابه..كانت شاردة في تأمله بين الفينة و الأخرى حتى تنبه انها لم تمد يدها على الطعام الا تلك القطعة التي دفع بها اليها و هو الذى أوشك على الإتيان على الصحن كاملا..فهتف بها مستفسراً: - ايه يا روح، مبتكليش ليه يا بت!؟، دِه الأكل اخر حلاوة، احلى من اللى دوجته ف دوار العمدة، تسلم ايدك..هتفت منتفضة من شرودها: - ما انى باكل اهو يا شيخ عبعزيز، متخدش ف بالك، المهم تاكل انت..ابتسم في مودة متسائلا: - ألا هو انتِ متچوزتيش ليه لحد دلوجت يا روح، مع انك ست بيت..و چدعة، و حلوة..!؟.هتفت بلا وعى منها: - انى حلوة يا شيخ عبعزيز..بچد انت شايفنى حلوة..!؟.انفجر ضاحكا: - وااه، دِه انتِ مش حلوة بس، دِه انتِ زى الجمر كمان..كادت تقفز فرحا لرأيه بها و هي التي لم تسمعه يذكرها بكلمة تريح قلبها المشتاق إلى اى بادرة منه تعطيها الأمل في قربه..تمالكت نفسها و هي تجيب في حياء: - و مين اللى هيرضى يتچوز واحدة زيي يا شيخ محلتهاش حاجة من الدنيا و مچطوعة من شچرة..!؟.هتف مؤكدا: - يا سلام، ده انتِ يتمناكِ الباشا، بكرة ياجيكِ عريس الغفلة اللى يستاهلك و ساعتها مش هيطلب يدك الا منىوهكتب كتابكم على يدى ..ما ان نطق بتلك الكلمات برغم انه قالها بكل محبة و ود الا انها شعرت بألم يعتصر قلبها.فتركت قطعة اللحم من يدها أمامها على الصحن و ابتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها الوردية و هي تهمس في استكانة: - لما يأذن ربك، اكيد مش هيكون الا غيرك يا شيخ يكتب كتابى و يكون كل عزوتى..وقفت تغادر، و رحلت، لتتركه يشعر بموضع ما فارغ هاهنا فى حنايا صدره، لا يدرك ما يحدث له لكنه لا يعرف لما شعر انه لو جاء ذاك العريس المزعوم لها، فهو لن يتقبله بالبشر و السرور كما ادعى..نظر بعيدا حيث غابت و أغلقت بابها خلفهاو قد ادرك ان هناك ألف باب قد فُتح للفكر و الانشغال بتلك المفزعة له دوما...تااااابع اسفل



look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:54 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثانيكعادته مر الشيخ عبدالعزيز بقلب المقابر حتى يصل لحجرته في أطرافها و هو يسلى نفسه بالإنشاد او قراءة بعض آيات الذكر الحكيم، و ها قد وصل لأعتاب حجرته دون ان ينال وصلة الفزع اليومي من جارته العزيزة روح، ثم تذكر انه في الواقع لم يحصل على نوبات فزعه منها منذ ثلاث ليال بالتمام و الكمال، ترى ماذا حدث حتى تكف عن تلك النوبات التي يعترف انه رغم ضيقه منها الا انه يشتاقها على غير العادة..تنهد في حسرة و هو يتذكر جارته البهية الطلّة، روح، تلك الفتاة الفقيرة الوحيدة والتى طالما انتظرت عودته لتطمئن على سلامته وتعطيه بعض مما تجود به من صنع يدها، كان يعلم انها تحبه وتتمناه زوجا لكن هو يحاول ان يغلق ذلك الباب بألف مفتاح وكيف له ان يفكر فى الزواج وهو رجل على باب الله يجد قوت يومه بالضالين وأحيانا لا يجد، ولولا ما يجود به اهل المتوفين من عطايا عليه لقراءته بعض آيات القرآن الكريم او ما يتحصل عليه من الإنشاد فى بعض المناسبات او الموالد ما أستطاع إطعام نفسه فكيف اذن يبتلى زوجة وأولاد بمثل تلك الحياة المقفرة، هو لا ينكر ان نفسه تشتاق لذلك الوليف الذى يؤنس وحدته ويرتاح معه ويكون نصفه الاخر، ان نفسه تهفو الى من يحبه ويحمل همه ويرعاه، هو لم يعدم النساء فى حياته، لكنه لا يريد كل النساء، يريد امرأة واحدة فقط، امرأة تحبه حقا لتتحمل معه حياتهما الوعرة وتهون عليه ما يلاقى من نوائب الدهر وتقلباته، انه يشتاق لروحه الاخرى، وفى هذه اللحظة قفزت صورة روح فى مخيلته، انه قلق حقا فلليلة الثالثة على التوالى لا تُمارس جارته الحسناء عادتها فى إفزاعه وتمنى ان تكون بخير، لكن الهواجس تلاعبت برأسه فترك غرفته وسلك طريقه حيث غرفتها، وطرق بابها فى رفق مناديا: - روح، انتِ يا بت يا روح.، لم يتلقى اجابة الا انين خافت...عاود دق الباب وهو يشعر بقلق بالغ : -انتِ جوه يا بت!؟، ردى..فتحت الباب وهى تترنح متألمة: - شيخ عبعزيز، هتفت فى فرحة غير مصدقة و هي تتطلع اليه يقف على بابها-فى ايه!، سأل فى لوعة، و استطرد و هو يتطلع لملامحها الندية زابلة، شكلك تعبانة..!هتفت في وهن غير قادرة على الوقوف لأكثر من ذلك فجلست على طرف اريكتها في تعب: -انا بموت يا شيخ عبعزيز.هتف في ذعر: - لا بعد الشر عليكِ تموتى ايه، دلوجتى أعملك شوية نعناع هتجومى بعدها زى الحصان.-هتعملهولى بيدك يا شيخ زيزوو، قالتها فى سعادة رغم وهنها..هتف محاولا مشاكستها و اضحاكها و هو يتوجه الى ذاك الموقد البدائى ليصنع لها كوب من النعناع: - جلتى ايه..!؟، شيخ زيزو..!؟، وچايه تجوليها وانتى بتموتى..!، كانت فين بدل شيخ عبعزيز اللى بتسرعينى بيها كل ليلة!، آه يا كئيبة...ابتسمت فى وهن، فعشق ابتسامتها الرقيقة فقال مستطرداً: - جلجت عليكِ، و اتوحشت فزعتك ليا كل ليلة، يا مفزعةضحكت فى دلال وقالت: - صحيح يا شيخ عبعزيز!؟- صحيح ايه!؟، سأل متصنعا عدم الفهم.- اتوحشتنى!؟، سألت في دلال-هو مش بالظبط يعنى!؟أجاب فى مكر، ثم استطرد عندما وجد خيبة الامل ترتسم على وجهها الصبوح رغم شحوب المرض، اتوحشت انك تفزعينى وانت واجفة فى عز البرد علشان تطمنى عليا، اتوحشت فولك النابت اللى بتدهونى وتحرمى نفسك منيه، عايزة حج ربنا، ايوه اتوحشتكابتسمت فى خجل، وهى لا تصدق ما تسمع، نظر اليها فى حب يستشعره بقوة وللمرة الاولى يعترف به لنفسه، لكنه لم يكتفى بذلك الاعتراف لنفسه بل صرح بما هو اكثر قائلا: - انا رايدك يا روح...تتچوزينى!؟فغرت فاها فى صدمة ولم تجب، فرد هو فى سخرية لمظهرها المصدوم : - لاااه، بالشكل اللى انى شايفه دِه، هغير رأيي.انتفضت كمن لدغته عقربة وأغلقت فمها بسرعة قائلة: - لاااه خلاص انى حلوة اهو، وموافجة كمااان.انفجر ضاحكا ثم هتف ساخراً -ايه دِه، انتِ مصدجتى يا بت، طب جولى هفكر الاول وأدللى زى البنات ما بيعملوا يا فجرية، وضحك من جديد.هتفت هي في ثقة: - أفكِر ايه!؟، هو انت تتعيب يا شيخ عبعزيز، دِه انت سيد الرجالة.هتف و قد انتفخت أوداجه من مدحها في شخصه: - شكلك هاتنفعى معايا يا بت، اااايون، انفخى كده وعظمى فيا على طووول.استطردت هى فى حماس منقطع النظير بعد كلماته المشجعة لها: - امال ايه!، هو أنت فى زيك يا شيخ عبعزيز، دِه انت سيد الناس كليها، وكماان، حافظ كتاب ربنا.انتشى الشيخ عبدالعزيز ثم تحدث أخيرا بعد وصلة من المديح المحترم قائلا: -خلاص يبجى كتب الكتاب بعد اسبوع باذن الله.تسألت روح منتفضة في سعادة: - و النبى صحيح..!؟.ضحك فى حبور هاتفا فيها: - يا بت انتِ مش كنتِ بتموتى من شوية..!؟، ردت فيكِ الروح فچأة!أجابت فى خجل ودلال: - الله، فرحانة، هابجى معاك طول عمرى بعد اسبوع يا شيخ زيزوو.طار عقل الشيخ زيزوو لدلالها فهتف فى سعادة معلنا: - طب وعشان الشيخ زيزو اللى جلتيها دى، هخلى كتب الكتاب بعد يومين، ثم استطرد فى صوت خافت، وربنا معاي بجى.فأطلقت هى زغرودة مجلجلة فجأة افزعته كالعادة وكانت أعجب ما يمكن ان تسمعه هناك، حيث الموت يعانق الحياة...اجتمع النسوة لتجهيز العروس و بدأ الطبل و الرقص إيذانا بذهاب العروس لبيت زوجها او بالأدق حجرة زوجها وتركها لحجرتها التي كانت تجمعها ووحدتها، من اليوم لا وحدة و لا حزن، ستعيش في كنفه ترعاه و يحفظها، ستكون له الحضن الدافئ و يكون لها سندا و ظهرا..انطلقت الزغاريد من جديد ما ان أعلن الرجال ان كتب الكتاب قد تم..غابت في خيالاتها الوردية، الان أصبحت زوجته امام الله و الناس، اليوم هي توأم روحه و شريكة حياته..حملت كل ما لها و تقاسمته معه في حجرته، اريكتها الخشبية ضمتها على أريكته ليكونا فراش واحد يجمعهما الليلة و كل ليلة معا، حللها النحاسية و مائدتها العرجاء و حصيرتها المهترئة، و أخيرا حملت ملابسها القليلة التي ما استطاعت ان تضيف عليها الجديد كعادة العرائس، لكنها أبت ان تطل عليه الليلة بالذات بما لا يليق..فصنعت لنفسها قميصا من قماش ناعم نوعا ما أهدته اليها النسوة متى علمن بنبأ زفافها السريع، لتسهر عليه الليل بطوله تنسجه بمحبة و كل غرزة فيه تصنع املا فى حياة تتمنى ان تسعد بها في ظله..ظل ذاك الرجل الصعيدى حامل كتاب الله، الذى ما رأت منه قط الا ما جعلها تتعلق به اكثر، منذ ان قدم من بلاده ليعيش هنا في نجعهم بالقرب منها، و قد تعلق به قلبها، لتسعد أخيرا بخطبته لها، و اليوم أصبحت زوجه، تحركت بقدم متخشبة على قدر الفرحة التي تملأ قلبها، على قدر الرهبة التي تعتريها كلما علت الزغاريد إيذانا بأقترابه من حجرتها الفارغة تقريبا الا من بعض الحصر المستعارة لتجلس عليها النسوة مجتمعات ليسعدوها بغنائهن و رقصهن قبل ان يأتي عريسها لاصطحابها لعشهم السعيد..وصل أخيرا و طل على دنياها لتختفى اى معالم أخرى سوى مرأه و قد ارتدى تلك الجبة و القفطان والعمامة و الذين لا يرتديهم الا في المناسبات الفاخرة، و هل هناك مناسبة تليق بهم اكثر من يوم زواجه!؟تناول كفها الباردة لتتأبط ذراعه و يسير بها باتجاه غرفته، غرفتهما، حتى اذا ما وصلاها علت الزغاريد مرة أخرى، ليتركها تدخل و يبدأ هو في وداع النسوة و الرجال شاكرا إياهم على مساعداتهم و حضورهم و ما ان رحل اخرهم حتى تنهد مغلقا الباب خلفه و هو يدلف الى الغرفة..توقف لحظات يتطلع لتلك التي انارت الغرفة بطلتها و حضورها و تساءل هل فعل الصواب حين طلب الزواج منها..!؟، هل ظلمها بذاك الطلب و هو يعلم اى حياة يعيش!؟.هل ستسطيع ان تتحمل تلك الحياة المقفرةو التي لا يملك سواها ليقدمه لها..!؟.كثير من الأسئلة دارت بخلده لحظتها لكنه ادرك انها أسئلة متأخرة عن أوانها و لا سبيل للإجابة عليها الان الا بالتجربة..تقدم منها ليجلس جوارها على طرف الفراش هامسا في صوت متحشرج: - ازيك يا عروسة !؟.همست في تلعثم: - بخير طول ما انت بخير يا شيخ عبعزيز..ابتسم لردها و تشجع ليقترب اكثر مادا كفه ليتسلم كفها الملقى في حجرها ليحتضنه بين كفيه لتضطرب هي في مجلسها و لا تقوى على رفع نظراتها اليه و قد علقتها بنقطة بعيدة على ارض الغرفة ..مد كفه ليدير وجهها اليه و ينظر لعمق عينيها من خلال تلك الغلالة الرقيقة من التل التي كانت تغطى وجهها الذى ما زال يشع نقاء و براءة من خلفه منيرا الغرفة بذاك البهاء الذى اصبح له وحده، مد كفيه و قد ترك كفها ليرفع عنها نقابها الشفاف متطلعا لملامح وجهها الصبوح الذى يغمره الوردى خجلا و حياءً، ليعاود احتضان كفها من جديد و هو يغمر وجهها بالنظرات يستزيد من حسنه، و أخيرا همس لها: - عايز اجولك كلمتين، تحطيهم حلجة ف ودنك يا بت الناس..تطلعت اليه متعجبة و لكنها أنصتت دون ان تقاطعه و اومأت برأسها تستحثه على الكلامحينها استطرد قائلا: - انى راچل على باب الله، رزجى على كدى، يعنى يوم هيكون فيه و يوم مفيش، عايزك تكونى معاي على الحلوة و المرة، تكونى معاي ع الدنيا، متكونيش معاها علي..صمت للحظة ثم استطرد و هو يضم كفها اكثر بين كفيه: - انى وحدانى، و انت كمان وحدانية، يعنى دلوجت ملناش الا بعض، مش عايز الا دعواتك ف ضهرى و انا عمرى ما هكون الا سند و ضهر ليكِ، هكون سترك و غطاكِ ف بردك و هكون نسمة الهوا ف صيفك، تجبلينى على الشروط دى يا بت الناس، و لا في حاچة مش عجباكِ..دمعت عيناها و همست في محبة: - اجبل يا شيخ، اجبل، و انا عايزة ايه من الدنيا غير كِده، بس في طلب واحد عيزاه منيك...أكد في ثقة: - اطلبى لو أجدر مش هتأخر..همست و هي تنظر لعينيه في سعادة: - عايزة مهرى يا شيخ عبعزيز..زم ما بين حاجبيهوهمس بضيق: - بدأنا الطلبات، يا بت الناس ما انتِ عارفة البير و غطاه، لو بيدى كنت تجلتك بالدهب، لكن..وضعت كفها على شفتيه ليتوقف عن استطراده في الحديث هامسة: - مهرى انك تحفظنى القرآن يا شيخنا..ابتسم في حبور و هو يضم كفها لشفتيه مقبلا إياه في فرحة غامرة ليهتف في نبرة مازحة هاتفا: - اذا كان على كِده من عنايا، و خدى كمان اهو الجسط الاول..و همس بجوار اذنيها بأية كريمة كانت العربون الأول لمهرها: - وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21).و جذبها بين ذراعيه لتحتمى بينهما من الزمن ونوائبه...


look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:54 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالثجلس الشيخ عبدالعزيز امام حجرته على ذاك الحصير المهترئ يكرر آيات القران الكريم لمجموعة من طلابه الذين جمعهم ليستطيع ان يستعين على المعايش بما يجود به أهاليهم من جنيهات قليلة..كان يكرر و الأطفال خلفه في صوت جهورى و توقف حين ظهرت روح متسائلة: - ممكن اجعد اسمع معاهم يا شيخ!؟اكد عبدالعزيز في فرحة: - امال ايه، تنورينا..وهتف في الأطفال زاجرا: - وسع يا واد انت و هي منك له، لها، اجعدى يا حرمى المصون..جلست بين الأطفال في اخر الصف، و أخذت تكرر معهم ما يجود به الشيخ من آيات عطرة، كانت مأخوذة به و هو يعيد و يزيد و ينهر و يعاتب تلاميذه حتى ان ذهنها شرد كثيرا و لم يعد يركز فيما يُقال..حتى انه هتف بها فجأة: - ها حفظتى يا روح، ياللاه سمعى، بارك الله فيكِ..تلجلجت و هي تحاول ان تسايره الا انها هتفت في احراج: - لاه، لسه محفظتش يا شيخ..صرخ بصوت هادر: - محفظتيش!؟، امال انا بنبح ف صوتى ف ايه من الصبح..!؟.و الله انتِ ما تستاهلى الا الفلكة، لازم تتعبطى عشان تركزى بعد كِده..صرخت روح و هي تنهض مسرعة تحتمى بباب حجرتهما: - خلاص يا سيدنا الشيخ، سماح النوبة..وانفجر الأطفال مقهقهين و هم يَرَوْن شيخهم الوقور يجرى خلف زوجته البليدة التي لم تحفظ الأيات التي بُح صوته في ترديدها و تكرارها..و لم يتوقف الضحك الا عندها عاد الشيخ لمجلسه زاجرا إياهم ليصمت الجميع و يبدأوا في الترديد من جديد حتى انتهى وقت الدرسليرحل الجميع، و يندفع هو هاتفا من خارج الغرفة: - انا رايح يا روح، عايزة حاچة!؟.هتفت بغيظ من داخل الغرفة: - لاااااه..هتف و هو يندفع لخارج الحوش ربما يجد من يريد مقرئ فيجود ببعض الأيات على احد القبور ينال من اهل المتوفى ما يساعدهما على قضاء اليوم: - طب سلام عليكم..غاب النهار بطوله و بعض من المساء ليدخل أخيرا حجرته ليجدها تنتظره على الفراش المجمع من اريكتيهما..وضع ما كان يحمله من عطايا و هتف مشاكسا: - چيبت لك كل ما لذ و طاب يا جمر..هتفت غاضبة: - مش عايزة حاچة، متشكرين..هتف معاتبا: - ليه كِده طيب، و انا اللى چاى چرى، عشان اجعد معاكِ و مسبكيش لوحدك..اكدت و هي تتمدد معطية له ظهرها: - تجعد معايا و لا تكمل عليا و تعبطنى..انفجر ضاحكا و هو يقترب منها محتضنا إياها من ظهرها: - من ناحية انى عايز اعبطك، فأنا هعبطك بس بطريجتى..استدارت دافعة إياه بعيدا عنها و هي تشير للحد الفاصل بين أريكة كل منهما التي تكون الفراش: - ارچع يا شيخ عبدالعزيز على كنبتك و متتخطاش الحد دِه، كل واحد ينام على الكنبة بتاعته..عاد القهقهرى بظهره ناظرا الى الحد بين اريكتيهما هاتفا بسخرية: - انت رسمتى الحدود يا فجرية بجيتى شبه عساكر الانچليز، طب و الله لأشتكيكِ ف الأمم المتحدة، و هفرض عليكِ الغرامات كمان..اندفعت هاتفة بضيق: - امّم مين..!؟، تعرفها منين دى بجى..يا سيدنا الشيخ..!؟، جولى حالا مين دى اللى هتشتكينى ليها..!؟.انفجر ضاحكا بقهقهات متتابعة دمعت لها عيناه ثم هتف ما أن هدأت حدة تلك القهقهات: - اجول ايه..!؟، الچهل يعمل اكتر من كِده..هتفت معاتبة: - چهل، سبنالك العلام يا شيخ..هتف مازحا: - انكرى!؟، مش حامل كتاب الله..فى احسن من كِده علام..!؟لم ترد عليه بل استمرت في إعطائه ظهرها غير راغبة في مجادلته من جديد..اما هو فقد تمدد على اريكته ناظرا الى ظهرها الذى توليه له في غيظ..فهو يريدها بحق..يريد ان يطيب خاطرهاو لا يريد تركها تنام بدون طعام و هي غاضبة منه..لكنه يعرف انه ستزجره من جديدفقرر مشاكستها حتى تأتى اليه بنفسها لذا هتف متنهداً و هو يولى لها ظهره بدوره: - على العموم الحج علي..و انا اللى كنت چاى اخدك ف حضنى عشان النهاردة بالليل بيجولوا دى سنوية الجتيل اللى مدفون ف الحوش الجريب و بيظهر ف الليلة دى، ماااشى، انتِ حرة..هتفت بصوت مهزوز: - انت بتخوفنى، مفيش جتيل و لا يحزنون..هتف مؤكدا: - ما انتِ مسكينة متعرفيش، دِه مدفون جريب من هنا، براحتك لو مش مصدجانى، انى هنام، تصبحى على خير..و تصنع النوم و علا غطيطه الوهمي بعد قليل..اما هي فقد بدأت ترتجف خوفا مع اقل صوت يتهئ لها سماعه بالخارجو مع عواء احد الذئاب كانت قد وصلت لقمة فزعها لتندفع ملتصقة بظهر عبدالعزيز هامسة بخوف: - شيخ عبعزيز..هتف بها متصنعا الضيق: - ايه اللى چابك چنبى، ليه عديتى الحدود..هتفت متضرعة: - معلش يا شيخ، انى خايفة و جتتى متلبشة..استدار لها مواجها إياها هاتفا: - ليه.!؟ ما انتِ مكنتيش مصدجانى..اندفعت تحتمى بأحضانه كقطة شيرازية مما جعله يبتسم بسعادة فقد حقق مراده و ها هي بين ذراعيه أخيرا..و همست من بين ثنايا جلبابه الذى اخفت فيه وجهها: - ما انا كنت واخدة على خاطرى منيك يا شيخ..كنت عايز تعبطنى جدام العيال و ضحكتهم علي..همس بالقرب من اذنها و هو يضمها اليه اكثر: - و انت محفظتيش ليه بعد ما صوتى اتنبح هااا..!؟.، ده انا جلت مراتى هترفع راسى جدام العيال، طلعتى أخيب منيهم..همست بخجل: - اصل يا شيخ، اصلهمس مستفسراً: - اصل ايه..!؟.همست من جديد مفسرة بصوت يقطر دلالاً أفقده صوابه: - اصل انا كل ما أبص لك اسرح فيك و أفتكر اللى كان بينا الليلة اللى فاتت..و اروح بجى و مركزش يا شيخ زيزو.همس مشاكسا إياها: - طب و هو ايه اللى كان بينا الليلة اللى فاتت!؟، فكرينى..همست معاتبة: - اختشى يا شيخ..ضمها اليه اكثروهو يهمس لها مازحا: - طب تعالى اما أفكرك انى..انفجرت ضاحكة و قد رحلت كل أشباح الخوف هاربة بعد ان عادت للأمان بين ذراعيه.


look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:55 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابعدارت حول نفسها كالتائهة لا تدرى ما يمكنها فعله في مثل تلك الحالة التي وجدته عليها صباحا..فها قد بدأ يهزى بصوت عال و الحمى ترتع ببدنه، جبينه الذى تضع عليه كفها المضطرب الان يغلى كمرجل، و هي لا تملك بالحجرة ما يمكنها من العمل على خفض تلك الحرارة المستعرة بجسده الا الماء..بحثت عن فص من الليمون او القليل من الخل لعلها تخفف بهما من حرارته التي تضطرد كل دقيقة..أخذت في دعك جسده بالليمون و عمل الكمادات بالماء و الخل و ما ان شعرت انه بدأ يستكين قليلا حتى جذبت حملها الذى أعدته مسبقا في لفة من قماش و خرجت و هي عازمة ألا تعود حتى تحصل على المال لتشترى به ما يعينه على مقاومة المرض..و بالفعل لم يمضى الكثير حتى عادت الى الحجرة و بيدها كيس بلاستيكى و برتقالتين و عدة ليمونات..بدأت في طهو ما أحضرته و هي تراه لايزل نائما على فراشه لم يبرحه منذ تركته..و ما ان انتهت و بدأت في غرف الطعام حتى بدأ هو يتململ في الفراش و يستفيق قليلا..اقتربت منه في سعادة هاتفة: - حمدالله ع السلامة يا شيخ..كده تجلجنى عليك..!؟.ابتسم في وهن هامسا: - بعد الشر عليكِ يا چميل من الجلج..بس هو ايه اللى حصل!؟.هتفت و هي تجلس على طرف الفراش تعدل له الوسادة خلف رأسه: - و الله ما انى عارفة..الصبح لجيتك زى النار و جاعد تخترف و حرارتك مولعة..عملت لك كمادات خل و لمون لحد ما الحرارة نزلت..هتف الشيخ عبدالعزيز وهو يتشمم نفسه: - خل و لمون..!؟.و انا اجول ريحة الفسيخ دى جت جبل أوانها ليه..!؟.انفجرت روح مقهقهة على دعاباته ليستطرد و هي تجلب طبق الطعام لتعاود الجلوس قبالته: - كان ناجصنى شوية زيت و فحلين بصل وابجى محصلتش..عاودت روح قهقهاتها هاتفة: - يا خسارة معنديش..و استطردت و هي ترفع الملعقة لفمه بذاك الحساء الذى صنعته من بعض هياكل الدجاج التي اشترتها: - ياللاه، اشرب الشوربة و رم عضمك..مد كفه يوقف كفهاو هو يتطلع اليها في تساءل: - جبتى منين فلوس الأكل دِه!؟.ابتسمت في سكينة هامسة: - بعت الحلتين النحاس..زم ما بين حاجبيه: - طب و هاتطبخى ف ايه دلوجت..!؟.انفجرت ضاحكة: - يا شيخ، جال يعنى الطبيخ مجطع بعضيه..و بعدين لسه باجى حلة، اهو نعمل فيها اللى ربنا يچود بيه..سيبك، المهم صحتك انت يا زيزو..اتسعت ابتسامة الشيخ عبدالعزيز لكلماتها و زادت سعادته بها و هو يتناول من كفها ملعقة الحساء يستطيبها لا لجمال طعمها و لكن لانها من يدها هي، تلك الجارة الغريبة عنه و التي كانت تترصده كل ليلة لتطمئن على مجيئه سالما و التي أثرته على نفسها كثيرا.و التي كانت ابعد ما يكون عن مخيلته كزوجة، الان يراها اقرب ما تكون اليه، اقرب من وريده ذاته، ينبض بحبها قلبه و يشعر ان وحدته التي عاشها متعففا قد عوضه الله بها، و رزقه روح، وهى ليست فقط روح، بل روح و ريحان و جنات نعيم لمثل من هم في حاله..انهى طبقه لتهم بالنهوض ليجذبها لتجلس من جديدناظرا اليها مشاكسا: - طب انا كلت اهو، فين العلاچ بجى..!؟.نظرت اليه متعجبة: -علاچ ايه يا شيخ!؟.نظراليها بمجون و هو يقترب منها راغبا في تقبيلها: - العلاچ يا بت..!؟.انتفضت مبتعدةهاتفة متصنعة الضيق: - اتهد يا شيخ، انت لسه تعبان..هتف فيها متصنعا الحنق: - و هو انا بطلب ايه دلوجت يا غشيمة!؟.مش بطلب العلاچ برضك..!.هتفت مؤكدة: - اما تخف ان شاء الله..هتف مؤكدا: - مش بجولك غشيمة، العلاچ بعد ما اخف ايه فايدته..!؟.ابتسمت و لم تعقب..ليهمس هو في هدوء و هو يتمدد على فراشه في استكانة مصطنعة: - هتروحى منى فين..!؟، روح الجتيل لساتها بتحوم، و الليل چاى..ثم هتف فجأة عندما لاحظ تجاهلها متوعدا في نفاذ صبر..و ملوحا بسبباته و هو يشير للحدود بين اريكتيهما: - و اياكِ تتخطى الحدود، يا كئيبة.ما ان انهى كلماته حتى انفجرت روح مقهقهة و هو ينظر اليها شذرا ينتظر الليل بفارغ الصبر حتى يأخذ بثأره منها...دخل مهللا في سعادة و هو يكاد يطير فرحا هاتفا بأسمها: - روح، شوفتى اللى حصل..!؟.هتفت و هي تستدير لمواجهتهيدفعها الفضول لمعرفةأخر الأخبار: - خير يا شيخ، فرحنى معاك..ليستطرد هو في سعادة غامرة: - و انى بنشد ف المولد زى كل ليلة.فچأة دخل علينا عمدة ايه، مجلكيش هيلمان ، راچل كِده كله هيبة و حواليه الغفر من اليمين و الشمال، عجبه صوتى و طلب منى اچى أنشد ف فرح ابنه بعد أسبوع ف بلد جنبينا، و ادانى دول عربون..و اخرج من جيبه عدة جنيهاتقفزت لها روحصارخة في سعادة: - ايه دِه كله يا شيخ عبعزيز..!.دِه انت هتبجى و لا المنشدين المتسيطين اللى بنسمع عنيهم..هتف عبدالعزيز في فخر: - أُمال ايه!؟، هو انى اچل منيها..هتفت في سعادة مفاخرة: - فشر، دِه انت سيد الكل، و بكرة تبجى الشيخ عبدالعزيز الفجى على سن و رمح..هتف عبدالعزيز متمنياً: - اه لو حصل دِه يا بت يا روح..لهغرجك ف العز..هتفت روح: - و الله ما عايزة حاچة يا شيخ، كفاية انى معاك..اقترب منها ينتشى سعادة: - اطلبى اللى نفسك فيه اجيبه حالا دلوجت..همست و هي تدلل عليه مطالبة: - عارف انى نفسى ف ايه..!؟.هتف مشجعا: - ايه..!؟، جولى..اتكأت على صدره هامسة: - نفسى اجى معاك و أسمعك و انت بتنشد..تردد الشيخ عبدالعزيز هامسا: - بس يا روح، المسافة مش جليلة..و ممكن ابيت هناك لو الفرح اتاخر، انتِ هتروحى فين..!؟.قفزت متعلقة به: - عشان خاطرى يا شيخ، هو الواحد بيحضر أفراح زى دى كل يوم..و اهو هروح اساعد الحريم و ابجى جنبك..وافج و غلاوتى عِندك..زاد من ضمه اليها هامسا: - و هو انا أجدر اجول لاه برضك، ده انتِ وش السعد علي..هللت روح و هي تتعلق به اكثر ليشاكسها هامسا: - باين الليلة عيد يا جمر..لتهمس له في سعادة: - هو في عيد احلى من كده يا شيخ زيزو..!.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية الشيخ و المراهقة زهرة الصبار
14 748 زهرة الصبار
صور دعم لفلسطين.. غزة وحي الشيخ جراح Dora
0 390 Dora
لا داعي إلى عودة الشباب… فالتقنيات الحديثة أصبحت في خدمة الشيخوخة Soso
0 292 Soso
محمد عبده – قصة حياة الشيخ المصري محمد عبده ART
0 452 ART
يوسف القرضاوي – قصة حياة الشيخ الذي أثارت فتاويه جدلاً كبيراً ART
0 291 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيخ ، زيزو ،










الساعة الآن 01:54 PM