logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:55 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل الخامس

تركها تنضم للحريم ما ان وصلا للنجع الذى يقام به الزفاف
و هي قدمت نفسها لحريم الدار متباهية و مدت يدها تساعد و تجود بما تستطيع و هي في قمة فرحتها منتشية و هي تخبر النساء انها زوجة الشيخ عبدالعزيز الفقى الذى جاء خصيصا لإحياء الليلة الميمونة بطلب من العمدة عتمان بذات نفسه..

تجمعت النسوة في تلك المندرة التي خصصتها ام العريس لتكون موضع فرحهن و رقصهن و غنائهن في تلك الليلة التي سيودع فيها ولدها البكر بيت ابيه مغادرا لبيته ليبدأ حياته كرجل مستقل..
كانت روح تزرع المندرة ذهاباً و اياباً رغبة في ابداء الفرحة و المساعدة في تقديم الشراب و التحية للجميع.

و ما ان خرجت من المندرة حتى اصطدمت بجسد ضخم كاد ان يسقطها أرضا لولا انه لحق بها هامسا في نبرة تحمل الكثير في طياتها: - اسم الله عليكِ، مش تحاسبى على نفسك..
كان يساعدها على النهوض و كفه تجول بصفاقة على ذراعها و كتفها
مما دفعها لتنتفض مبتعدة هاتفة في تأكيد حازم: - انا بجيت كويسة، كتر خيرك يا عمدة..
و اندفعت منصرفة بهرولة واضحة من أمامه متوجهة لجزء خفى من ذاك الصوان الذى أقامه العمدة للرجال.

و الذى تسمع منه صوتا مجلجلا ينشد بعذوبة رقص لها قلبها
و هي تدرك بفؤادها قبل مسامعها ان ذاك الذى يملأ مشارق النجع و مغاربه بصوته الشجى هو زوجها و مالك قلبها الوحيد
وقفت على طرف خفى من الصوان تتطلع اليه و هو يصول و يجول و ينشد بسلطنة عالية و جميع الحضور يهلل في سعادة مطالبين بالإعادة مرة تلو الأخرى..
دمعت عيناها فرحا و هي تدعو له في سرها و من أعماق روحها و.

تسللت لتعود حيث موضع اجتماع النساء من جديد..

هتف العمدة عتمان في خفيره الذى يلازمه كظله
و هو يتطلع بنهم لروح التي غادرت منذ لحظات أمامه حتى غابت: - مين دى يا واد يا مصلحى..!؟، دى أكيد غريبة..!، مش من النچع..
هتف الخفير مؤكدا فى سرعة: - مظبوط يا چناب العمدة..
دى روح مرت المنشد اللى اسميه عبعزيز الفجى..
همس عتمان في حقد: - بجى الجمر دى مرت الچربان دِه..!؟.

لكن خفيره وعى كلماته رغم همسه بها ليهتف مؤكدا: - اه يا چناب العمدة، حظوظ، سبحانه العاطى الوهاب..
اومأ العمدة عتمان برأسه مؤكدا على كلام خفيره دون ان ينبس بحرف واحد، لكن نظراته حيث غابت روح منذ دقائق
كانت ابلغ من آلاف الكلمات..

اندفع عتمان داخل داره يعتلى الدرج في غضب و صوت النساء و غنائهن يصم آذانه..
ليدلف بعنف لحجرة ما في اخر الرواق الذى وصله يلهث من فرط انفعاله..

وقف على اعتاب الحجرة يتطلع لتلك المذعورة لهجومه المفاجئ على غرفتها بهذا الشكل
و رغم ان هذا هو المعتاد منه الا انها في كل مرة تشعر بنفس الغصة و انقباض القلب..
أغلق خلفه باب الغرفة في عنف
و اقترب منها في بطء مدروس كفيل بإثارة الرعب في اعتى القلوب..
الا قلبها هي..
ظلت على حالها ساكنة تتطلع اليه يقترب منها كشبح الموت دون ان يطرف لها جفن حتى..

ما ان وصل اليها حتى انتزعها من الفراش من اعلى ذراعها لتندفع مصطدمة بصدره بقوة
ليهمس بالقرب من اذنها و بأنفاس متقطعة رغبة فيها: - لساتك على عيندك و نشوفية دماغك..!؟.
هتفت شوق و هي تدفع به بعيدا منتزعة نفسها من بين ذراعيه: - و لا بعد ميت سنة يا عتمان..
جلبى أرميه لديابة الچبل و لا اسلمه لواحد زييك..
اندفع كالمجنون بإتجاهها.

و ما ان وصل موضعها حتى هوى على وجنتها بكف يده ليترد صدى صفعته مدويا في جنبات الغرفة
لترفع كفها إلى خدها المصفوع في بطء و هي تتطلع اليه في سخرية لثوان
و أخيرا تنفجر ضاحكة بشكل هستيرى اثار شياطين جنونه
ليهزها صارخا فيها: - انتِ ايه..!؟، مخلوجة من ايه..!؟، من صوان..

و أخيرا يلقى بها على الفراش في عنف لتهتف به متطلعة اليه في تقزز سافر اثار المزيد من حنقه الذى وصل لذروته بالفعل: - انا بجيت صوان من يوم ما دخلت دارك غصب
و خدتنى غصب
و هفضل كده لحد ما تموت، يا اموت انى..
انتفض مندفعا اليها كثور هائج
يأخذها بين ذراعيه عنوة بغية امتلاكها هاتفا: - يبجى بتحلمى، لأنى ناوى ألين الصوان دِه و لو كان دِه اخر حاچة اعملها جبل ما أموت..

سخرت منه و هي يحاول كتم همساتها بقبلاته المقززة: - يبجى هموت انى و أحسرك علىّ و على حالك يا عتمان..
كتم المزيد من سخرياتها التي لا يطيقها
وقضى منها حاجته و نهض في غضب يسب و يلعن اليوم الذى رأها فيه و تعلق بها قلبه رغم عن زوجتيه
و تمنى امتلاكها قلبا و جسدا
الا انها ابت عليه ذلك
و ما يناله منها الا جسد متخشب و قلب لم يعد حتى بموضعه لتهبه إياه..

ما ان هم بمغادرة الغرفة حتى استدار أمراً: - جومى انزلى للحريم و جاملى ضرتك ف ولدها البكرى..
لم تعلق شوق بحرف
بل انها ما ان أغلق باب الغرفة راحلا حتى بثقت عقبه في غل..
ورغم ما يجيش بصدرها من مشاعر قهر و مرارة
الا انها لم تستطع البكاء قط..



look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:56 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل السادس

انتهى الزفاف على احسن ما يكون
و نام النجع في فرحة بزواج بن العمدة عتمان
و بدأت الأنوار تخفت و يرحل كل لموضعه الطبيعى..
و بدا كم كان الظلام منيرا بفضل كل تلك الأنوار و الزينات التي بدأت تغمض عيونها و تُغلق إجباريا بعد انتهاء دورها في تلك الليلة السعيدة..
تأبطت روح ذراع زوجها الشيخ عبدالعزيز الذى كان منتشيا بفعل استحسان الجمهور و السميعة لصوته العذب و إنشاده الذى يشفى العليل على حد قولهم..

كان كلاهما يسير الهوينى مرهقا لا يعلم ما عليهما فعله في تلك اللحظة
والظلام لازال مخيما على النجع
كخيمة معتمة لا رتق فيها ينذر بحلول النهار قريبا..
همست روح بنبرة واهنة: - هنروح فين دلوجت يا شيخ عبعزيز..!؟.
همس عبدالعزيز مؤكدا: - يعنى تفتكرى هنروح فين..!؟، هنستنى الساعتين الباجيين ع الفچر
و ناخد اى حاچة من ع الطريج توصلنا نچعنا..
همست روح بحسرة: - بس انى تعبانة جووى يا شيخ..!.

هتف بغيظ: - ما انى جلت لك هايبجى تعب عليكِ مجيتك معاي
و انتِ اللى ركبتى دماغك..
و انا مجدرتش ارفض لك طلب يا بت الناس..
تشبثت بذراعه هامسة: - تسلم لى يا شيخ، اتعب كد كِده عشر مرات بس اشوفك و انت بتنشد و الناس فرحانة بيك، و بعدين هو دِه فرح يتفوت برضك..!.
دِه و لا ألف ليلة و ليلة..
ربت على كتفها مبتسماً و هما يسيرا باتجاه تعريشة من خوص
ليجلسا بقربها ما بقى لهما..
و ما ان هم كلاهما بتناول أنفاسه.

حتى اندفع باتجاههما عدد من خفراء العمدة عتمان
والذين أحاطوا بهما في سرعة
و هتف احدهما بصوت جهورى لشيخ الخفراء مصلحى الذى كان في المؤخرة يتبعهم مؤكدا: - اهم يا شيخ الغفر، مسكناهم..
اندفع عبدالعزيز ناهضا في انتفاضة مداريا روح خلف ظهره
و التي انتفضت بدورها تحتمى به
و هو يهتف في غضب: - مسكت مين يا مخبل انت..!؟.
انت متعرفش انى مين ولا ايه..!؟.
هتف شيخ الخفراء مصلحى.

و الذى وصل في تلك اللحظة مواجها عبدالعزيز: - لاه، عارفين كويس و عشان كِده جايين ناخدك..
العمدة عتمان هو اللى امرنا نجيبك لحد عِنديه..
هتف عبدالعزيز في توجس: - ليه!؟، انا خدت اچرتى و عِملت اللى علي و الحمد لله..
جذبه مصلحى من ذراعه هاتفا في نفاذ صبر: - تعال معاي و بلاها كتر حديت.
تجمع الخفراء لجذب الشيخ عبدالعزيز بالقوة و لم يستطع مقاومتهم بالتأكيد.

و تبعته روح مولولة في ذعر على زوجها الذى لم يتسنى لهما الوقت للإحتفال بنجاحه في احياء الليلة
و التي يبدو انها لم تنتهي..
و لن تنتهي على خير ابدا..

صرخ الشيخ عبدالعزيز هاتفا في حنق و هو يُدفع به داخل احدى قاعات دار العمدة: - ايه اللى حصل لكل دِه..!؟، انى عِملت ايه..!؟.
دُفع بروح عقبه ليتلقفها بين ذراعيه قبل ان تسقط أرضا جراء دفعها بيد احد الخفراء.
و الذى كان الشيخ عبدالعزيز في سبيله للانقضاض عليه بسبب فعلته مع زوجه الا ان ذاك الخفير كان الأسبق وأغلق باب القاعة بسرعة و قوة مانعا عبدالعزيز من نيل ثأره..

عاد عبدالعزيز مسرعا لروح ليطمئن على حالها بعد ان وجدها تجلس في استكانة تلتقط أنفاسها في تعاقب يتصبب من جبينها العرق و ملامحها
تحمل هلع و ذعرا جعله يشفق عليها رابتا على كتفها في حنو
و لم يتفوه بكلمة، لانه يجهل بحق سبب ما يحدث لهما..
لحظات مرت و فجأة انفرج الباب مدفوعا بقوة من قبل احد الخفراء ليدخل العمدة عتمان في خطوات بطيئة واثقة ليقف امام كل من عبدالعزيز و روح.

قبل ان يشير لأحد الخفراء دون ان يحيد بناظريه عنهما والذى كان يقف خلفه ليتقدم
هاتفا به مشيرا لعبدالعزيز: - فتشه و طلع كل اللى معاه..
هم عبدالعزيز بالهتاف في ثورة و غضب واضحين الا ان الخفير اخرسه بضربة من عقب بندقيته الميري أسقطته أرضا ليجهز عليه عابثا بملابسه مفتشا إياها.

و الشيخ عبدالعزيز يتأوه في ألم غير قادر على دفعه و الزود عن نفسه، بينما تلاحقت شهقات روح الباكية على حالها و حال زوجها الذى لم تعرف حتى الان ما جريرته التي ارتكبها و التي دفعت بالعمدة لمعاملتهما بهذا الشكل..
أخيرا نهض الخفير مبتعدا عن الشيخ عبدالعزيز هاتفا بنبرة منتصرة: - اهى يا جناب العمدة، اهى..

و تقدم معطيا للعمدة ساعة ذهبية وضعها في كفه الممدودة و التي تطلع اليها لثوان متحققا قبل ان يعيد نظره مرة أخرى لعبدالعزيز و زوجه و اللذان كان كلاهما وجهه يحاكى وجوه الموتى شحوبا..
هتف العمدة و هو يحرك تلك الساعة الذهبية بسلسالها ذات اليمين و ذات الشمال في تشفى: - چت لك منين الساعة دى يا شيخ عبدالعزيز..!؟.
بجى دى اخرتها..
ادخلك دارى و تسرجنى..!؟.

هتف الشيخ عبدالعزيز في نبرة تملؤها الصدمة: - اقسم بالله يا عمدة ما اعرف ايه دى..!؟.
و لا كيف چت ف جيبى..!؟.
و لا دى ساعة مين من الأساس..!؟.
هتف العمدة ساخرا: - صادج يا شيخ، صادج..
هى چت لعنديك وحديها
و لا..!.
و صمت لثوان متطلعا لروح بنظرات ثاقبة ثم استطرد: - و لا حرمكم المصون..
كان ليها دور ف اللعبة دى..!؟.

هتف عبدالعزيز يزود عن روح التي اندفعت تحتمى به من نظرات العمدة الحقيرة المصوبة باتجاهها بلا اى قدر من حياء: - لاااه، مرتى ملهاش صالح..
و لا انى كمان ليا صالح بالساعة دى، و لا اعرف كيف وصلت لچيبى..
انا راجل اعرف ربنا و حامل كتابه
و مجبلش لا على نفسى او دارى الحرام..
انفجر العمدة ضاحكا في سخرية ضحكة طويلة مقيتة و أخيرا هتف في استهزاء: - اه، معلوم، بس دلوجت هي كانت ف جيبك..
يعنى محدش سرجها غيرك..

و انت متعرفش يعنى ايه تتچرأ و تسرج العمدة عتمان
يا چربوع انت..!؟.
و اندفع العمدة مغادرا و هو يأمر الغفر في غضب هادر: - خدوه و اربطوه ف الزَريبة لحد ما نشوف ايه اللى هنعمله وياه..
و مرته سيبوها ف الجاعة و اجفلوها عليها..
اندفع الخفراء لتنفيذ أوامر سيدهم لينتزعوا الشيخ عبدالعزيز بعيدا عن روحه..
و التي صرخت في لوعة و هي ترى روحها متمثلة فيه..
تغادرها مبتعدة بابتعاده عنها..



look/images/icons/i1.gif رواية روح الشيخ زيزو
  11-01-2022 12:56 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية روح الشيخ زيزو للكاتبة رضوى جاويش الفصل السابع

كانت الوحيدة التي سمعت تلك التحركات و الصرخات في تلك القاعة المتطرفة من ذاك البيت الشاسع الاتساع
و الذى تمقته حد الرغبة في حرقه و إشعال النار في جنباته
و التي لن تماثل تلك النيران التي تضطرم بصدرها منذ ان وطأته قدمها كزوج لعتمان في ليلة سوداء حالكة ما لها قمر..
باعها اأهلها او بالأدق تخلو عنها مرغمين لتكون زوج لذاك الوحش معدوم الضمير و الرحمة..

و هل كان لأهلها الفقراء القدرة على مواجهة ذاك الجبار او الوقوف أمامه دفاعا عنها..!؟.
بقدر ما تحملهم مسئولية ما تعانى
بقدر ما يتنازعها شعور بالشفقة عليهم و الرغبة في الصفح عنهم لقلة حيلتهم و ضعفهم..
اندفعت لتلك الحجرة التي كان يحتلها عتمان وحيدا..
غرفته الخاصة التي يقضى فيها معظم أوقاته بعيدا عن زوجاته الثلاث
و التي تعد هي الأخيرة بينهن..
دخلت بعنف لم يجفل له عتمان و لا لثانية.

و هو يتطلع اليها بنظرة متعجبة تحمل شوق الى محياها و أمل جائع في كلمة واحدة منها تحييه
لكنه كان واهما و ضاعت أحلامه ادراج الرياح حين هتفت في غضب مكتوم متسائلة: - الشيخ اللى جيبته ينشد الليلة و مرته، بيعملوا ايه ف الجاعة الجبلية يا عتمان..!؟.
مصيبة جَديدة من مصايبك..
و ظلم جَديد ف دفاتر جبروتك..!؟.

ابتسم في وداعة مصطنعة و هو يقترب منها في هوادة حتى وقف قبالتها لا يفصل بينهما الا بعض السنتيمترات، حتى ان رائحة أنفاسه اصابتها بالغثيان و رغم ذلك لم تتحرك للحظة متقهقرة عنه
بل وقفت في ثبات كان و لا زال يثير رغبته في تحطيم عنادها
بقدر ما يشعل نفس الرغبة و لكن في عناقها و امتلاكها
ربما يحصل يوما ما على ذاك القلب العصي الذى يسكن تلك المرأة التي يعشقها حد الجنون..
همس بنبرة ماجنة.

راغبا في الترفيه عن نفسه : - ايه، غيرانة انى هجيب لك درة..!؟.
شهقت و هي تضع كفها على شفتيها هامسة و قد ادركت مغزى كلماته الخسيسة: - انت اتجننت يا عتمان..!، هي حَصلَت..!؟.
هطلج المرة من جوزها عشان تتجوزها كيدا فيا..!؟.
انت أنجنيت اكيد، معلوم اتجننت و رسمي كمان..
هزها زاجرا: - ألزمى أدبك يا مرة، و كلمة زيادة هيكون فيها موتك النهاردة..

انفجرت ضاحكة و أخيرا هتفت: - طب يا ريت، إعملها يا عتمان لو راجل صح..
اندفع عتمان اليها في ثورة هادرة يضم عنقها بين أصابع كفيه معتصرا إياه في عنف
و العجيب انها لم تقاوم و لا حتى دفعتها حلاوة الروح لدفعه بعيدا عنها رغبة في الخلاص..
بل انها استسلمت في استكانة دفعته ليخفف الضغط رويدا، رويدا عن عنقها، بل جعلته باستكانتها تلك راغبا في قتلها عشقا..
فجذبها بين ذراعيه.

يقتل فيها جزء جديد من ادميتها التي ما عادت تعبء لها كما السابق..

فتح الشيخ عبدالعزيز عينيه بصعوبة شديدة و خاصة عينه اليمنى التى كانت شبه مغلقة ومتورمة
اما يداه فكانت لاتزل مربوطة لخلف ظهره مشدودة لعمود خشبى من أعمدة الزريبة و التى يطالع بهائمها الان..
و الذين كانوا يتطلعون اليه بدورهم فى تعجب من وجوده بينهم..

حاول التحرك و تخليص نفسه من قيوده لعله يستطيع الهرب و تخليص زوجه روح من براثن ذاك الوحش الذى لا يدرك ما يبغيه بالضبط من تلك التمثيلية السخيفة الخاصة بساعته المسروقة
و التى يعلم الله وحده انه برئ من اتهام ذاك العمدة الحقير بسرقتها
و الذى يدرك ذلك جيدا و لكنه يخطط لأمر اخر فى الخفاء لم يستطع عبدالعزيز إدراكه او كشفه..

حاول تخليص نفسه من جديد لكن بلا جدوى، القيد أدمى معصمه و لازال على حاله لاينفك ابدا..
تنهد فى ضيق و رفع رأسه المكدود شاخصا بناظريه للسماء يدعو سرا و يقذف بما يجول بصدره من ألام على هيئة كلمات يناجى بها المولى عز و جل فى خشوع، عالما، بل موقنا ان الفرج آت لا محالة و ان عفوه و رحمته سبقت غضبه و عقابه..
دمعت عيناه و هو يهمس: - يا ترى عاملة ايه دلوجتى يا روح..!؟.
.

دفع احد الخفراء باب القاعة التى تمكث فيها روح و التى انتفضت ما ان طالعت العمدة عتمان يندفع للقاعة فى سرعة ليقف فى منتصفها لتشعر هى فجأة بالاختناق لمرأه..
أغلق الخفير باب القاعة من الخارج و تركهما وحيدين..
لتنتفض ذعرا و هى تتقهقر لأحد أركانها هربا من تقدمه نحوها..
و ما ان ألتصقت بأحد الجدران خلفها و الذى أوقف تراجعها على أثر ارتطامها به بشدة جعلتها تتأوه رغما عنها.

حتى توقف هو بدوره يشملها بنظراته الحقيرة و المتفحصة لها بشكل اثار اشمئزازها مشعرا إياها برغبة ملحة فى افراغ معدتها..
هتف اخيرا بسخرية: - انتِ باجية ع چوزك الچربوع دِه..!؟.
تطلعت اليه فى دهشة
طالت حتى استوعبت ما يقصد
فهتفت متعجبة: - معلوم يا عمدة، ما انت لساتك جايلها، چوزى..
كيف يعنى مش هبجى عليه..!؟.

اقترب منها حتى أسند احدى كفيه على الجدار خلفها هامسا: - بصى بجى، من الاخر كِده، انتِ عچبانى و انا رايدك، جولتى ايه..!؟.
شهقت فى صدمة واضعة كفها على فمها
و استطاعت ان تندفع مبتعدة عنه
لأحد أركان الغرفة الاخرى
هاتفة: - كنك اتجننت..!.
و الله و لو رچالة الارض كلها ف كفة و..
چوزى الچربوع اللى مش عاجبك دِه ف كفة تانية..
لهختاره هو..

انفجر عتمان ضاحكا على الرغم من تلك الغيرة التى اشتعلت فى صدره من ذاك الاحمق زوجها
و الذى تهواه هى بهذا الشكل
و تمنى لو كانت شوق زوجه و حبيبته تعشقه بنفس القدر او حتى اقل
او حتى تنطق بكلمة واحدة تعبر بها عن بعض من عاطفة تجاهه
مهما كانت صغيرة
لكن هيهات فتلك المرأة قد قُدّ قلبها من صخر..
انهى قهقهاته المبتذلة و المصطنعة
فجأة
و هو يتطلع اليها من جديد.

هاتفا فيها: - و الله محظوظ عبدالعزيز دِه انه لجى حد يحبه..
بس يا ترى هتفضلى تحبيه كِده لحد ميتا..!؟.
و خصوصى..
لو حبك دِه ممكن يكون سبب ف سجنه، او موته مثلا..!؟.
شهقت روح من جديد لصدماتها التى تتوالى على مسامعها من هذا الفم القذر الذى لا يقذف الا احرف تنضح شرا..
لم تنبس حرفا..
و ماذا عليها ان تقول امام ما يتفوه به هذا الجبار الذى تتمنى لو انها لم تقابله فى حياتها قط..!؟.

انتفضت عندما نادى عتمان خفيره الذى يقف خارجاً بصوت كالرعد
و الذى لبى نداء سيده بسرعة البرق ليهتف به أمرا: - روح جيب اللى اسميه عبدالعزيز دِه من الزريبة..
و يا رب تكونوا اتوصيتوا بيه زى ما جلت لكم..
هتف الخفير مؤكدا: - حااضر يا چناب العمدة حالا، يكون جدامك
و انت هتشوف بنفسك اننا اتوصينا بيه احلى وصاية..
انفجر عتمان فى ضحكاته القميئة من جديد.

لتنتفض روح و ينتفض كل ما بها من حواس عندما ادركت انها سترى زوجها و حبيبها لمرة اخرى
لكن قلبها توجس خيفة مما فعله ذاك الطاغية و خفرائه به..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية الشيخ و المراهقة زهرة الصبار
14 890 زهرة الصبار
صور دعم لفلسطين.. غزة وحي الشيخ جراح Dora
0 560 Dora
لا داعي إلى عودة الشباب… فالتقنيات الحديثة أصبحت في خدمة الشيخوخة Soso
0 319 Soso
محمد عبده – قصة حياة الشيخ المصري محمد عبده ART
0 478 ART
يوسف القرضاوي – قصة حياة الشيخ الذي أثارت فتاويه جدلاً كبيراً ART
0 330 ART

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيخ ، زيزو ،











الساعة الآن 10:44 AM