logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية إلى تلك الرائعة أحبك
  09-01-2022 11:51 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الرابع عشر

أصوات عجيبة كانت تصل اليه ما بين الحين والاخر وخيالات بلون الحلم تومض و تختفى امام ناظريه واخيرا رأها هناك، دمعت عيناه شوقا و فرحا، انها هنا، انها لم ترحل كما كان يعتقد، لا زالت حية ترزق، هتف مناديا إياها فى لهفة: - انجيل، انجيل..
تنبهت الفتاة الصغيرة لمناديها فأسرعت فى سعادة باتجاهه و احتضنته فى شوق، كاد يطير فرحا لرؤيتها بهذه السعادة و كأن ما مر حزن عليها يكدر صفوها..

داعبت الفتاة لحيته كما كانت معتادة بالسابق واندفعت مبتعدة من جديد، هتف يسترجعها الا انها اكدت فى وداعة: - لا يجوز لى العودة يا ابى، علىّ اللحاق بأصدقائى هناك..
واشارت الى موضع كحديقة غناء وارفة واستطردت: - وانت عليك اللحاق بمن ينتظرك ايضا..
اكد يوسف هاتفا رغبة فى إبقائها: - ما من احد بانتظارى، مكانى هنا جوارك.
ابتسمت الفتاة وعادت تضع قبلة حانية على خده وهمست: - بل هناك، انصت جيدا، واذهب ابى..

اكد محتجا: - لا اريد تركك وحيدة..
همست الفتاة وهى تبتعد مودعة: - انا لست وحيدة، وكيف يكون وحيدا من هو فى معية الله، وداعا ابى..

اندفعت راحلة و اختفت خلف ذاك الغمام الابيض الذى ظلل المشهد امامه، بدأ فى مناداتها من جديد لكن ذاك الصوت الذى عاد يردد صدى نداءاته لم يكن صوت صغيرته، بل صوتها، نعم صوت غفران، كانت تقف امام فراشه بالعناية الفائقة التى تسللت اليها دون وعى من احدهم ووقفت تنظر اليه فى ذعر حقيقى لمجرد تخيلها انها قد تفقده، كان ممددا على فراش تمتد اليه الأنابيب الطبيبة من كل موضع و صدره العار يلتف حوله ضمادات بيضاء الا من بقعة قاتمة لجرح بالقرب من قلبه تدل على موضع اصابته..

همست فى تضرع متشنج: - أعده يا ألهى، أعده فما عاد لى سواه..
فتح عينيه فى تثاقل متطلعا اليها فى شوق هامسا بوهن: - أحقا يا اميرة البهار..!؟
انتفضت فى صدمة وشهقت فى سعادة و دموعها منسابة على خديها و هتفت متسائلة: - هل انت بخير!؟
لم تنتظر منه جوابا ما جعل الابتسامة ترتسم على شفتيه الشاحبتين وهى ترفع أكفها هاتفة: - الحمد و الشكر لك يا الله، الحمد و الشكر..

هتف يشاكسها بوهن: - هل من المنطقى وجود فتاة ملتزمة مثلك وحيدة فى حجرة رجل غريب عنها يتمدد هكذا عار الصدر!؟..
هتفت تشاكسه بدورها: - الضرورات تبيح المحظورات، ثم انك لست غريبا، ألست زوجى!، ام انك نسيت تلك الورقة التى أظهرتها لعمى رحمه الله!؟

ابتسم رغما عنه هاتفا يغيظها: - الان تتحجج بورقة كانت تضع عليها اسمها و احتفظت بها من تغفيلى لتواتينى فكرة الزواج العرفى قبل المجئ لمزرعتكم، ما اعجب النساء!؟، اعلم انى رجل لا يقاوم سحره و انى لا اتكرر فى حياة احداهن، لكن مهملا، ليس الامر بهذه السهولة يا امرأة..
قهقت رغما عنها وخبأت وجهها بين كفيها فى خجل ليهمس وقد اطار حياءها ذاك بلبه: - انا أريدكِ..

رفعت كفيها عن وجهها ببطء متطلعة اليه فى صدمة غير قادرة على الرد بحرف واحد فقد شل اعترافه قدرتها على النطق اوالتفكير..
ليستطرد بكلمات اسكرتها كليا رغم وهنها الباد فى نبرة صوته الرخيم: - اريد روحك الطاهرة ونقاءك اللامعقول، ارغب بك حد الجنون واتمناك حد اللانهاية...

هتفت مشدوهة بعدم تصديق: - انا!؟، استطرد يزدرد ريقه فى وهن: - نعم انتِ، انتِ هدايتى من بعد ضلالى، و قبلتى التى تهت عنها دهرا، انا راهب بمحراب عينيك و راغب للأبد فى وصالك، انااا، يااا انا، عاااشق فهل تقبليننى زوجا رغم كل آثامى، رغم كل أوجاعى، رغم كل ما كان..!؟.

كان رد فعلها على ذاك الاعتراف الرائع شهقة فرح ممزوجة بصدمة باكية لذاك السيل من المشاعر التى تلقتها دفعة واحدة لتهمس بكل عشق ولازال دمعها السخين يمتزج بشهقات الفرح منسابا على
خديها: - نعم اقبل، اقبل لانك رجل لا يتكرر بحياة احداهن، وعلى اغتنام الفرصة..
امسك ضحكاته حتى لا يؤلمه جرحه و اغمض عينيه فى راحة فما عاد يشغله شيئا و قد نال قبولها..

اما هى فظلت تتطلع اليه و هى تدرك بل توقن علم اليقين ان ذاك الرجل اضحى هاجسها الذى لن تستطيع يوما الشفاء منه، اضحى جزء من روحها بل هو كل الروح، وانها عاشقة، بل متيمة بهذا الضخم الذى يرقد ممددا لا يعلم شيئا عن تلك الحروب الضروس التى تدور رحاها بين جنباتها..
همست متضرعة: - يا الله، كيف و متى حدث هذا!؟.

لا تدرى، و لا علم لها متى كانت البداية حتى، فقد تسلل الي أعماقها كما يتسلل شعاع الصبح بين ثنايا العتمة فينيرها بوهج من امان كم كانت تتوق اليه..

غامت عيناها بالدموع و تنهدت وهى لا تصدق ما فعله لاجلها عندما وقف امام الجميع يصد عنها رصاصات ذاك المجنون نادر والتى اطلقها بعشوائية تجاهها رغبة فى الانتقام منها وكذا اطلقها على عمها الذى حاول حرسه حمايته لكن ما ان ادركوا ان الامر خرج عن السيطرة حتى تخلوا عنه مغادرين المزرعة خوفا من السقوط فى دوامة الاستجوابات عندما تأتى الشرطة..

لم تكن تعتقد ان هناك إنسان يمكن ان يضحى بنفسه فى سبيلها ورغبة فى إنقاذ حياتها لكنه فعل، فعل دون تردد، منذ اختطافها على يد رجال عمها بالاتفاق مع ذاك الحقير نادر وهى لا ترى امام عينيها الا صورته هو، و لم تعلم ان دادة نوال قد استطاعت الوصول اليه ليأتى لانقاذها، كان عجيب ان تنسى هاتفها بحجرتها ذاك اليوم على الرغم انها ما كانت تفارقه، لكنها تدابير الله حتى يستطيع الوصول اليها فى الوقت المناسب..

تنهدت من جديد و هى لا تحيد النظر عن قسمات وجهه الشاحبة التى ظنت لوهلة انها قد لا ترها من جديد و كم ارعبها الخاطر حد العذاب، لكن الله كان رحيما بها كعهدها به دوما، و أعاده اليها معترفا الان بحبها لتكتمل سعادة قلبها...

انطلقت الزغاريد مدوية من هناء و الدادة نوال وام رامى ما ان طالعهما محياها بثوب زفافها اعلى الدرج، بدأت فى الهبوط فى حذّر وهى ترتعش رهبة، و سعادة قلبها لا تضاهيها سعادة وهى تراه فى انتظارها بالأسفل عيناه معلقة بخطواتها التى تقربها اليه كل لحظة، حتى ما ان أصبحت قبالته حتى التقط انفاسه بعمق من فرط الفرحة و مد كفين حاول ان يشملهما الثبات وهو يرفع عن وجهها خماره التل الذى يغطيه، و انحنى فى عشق يقبل جبينها قبلة وعدها فيها بالكثير..

صدحت المزيد من الزغاريد من كل جانب واتجه الجميع الى قلب المقهى حيث اعد كل من هناء و منير احتفالا عائليا لزفافهما لم يتعد مدعويه الستة اشخاص، كلاهما بجانب الدادة نوال ورامى وامه واخته الصغيرة..

جلس العروسان فى ذاك الجانب المخصص لهما لتبدأ الموسيقى فى الانبعاث من سماعات جانبية لينهض كل من منير ورامى لإحياء الحفل و بدأت النساء فى توزيع الحلوى والطعام و انقضى الوقت فى المزاح والرقص حتى هتفت هناء امرة: - كفاكم، على العروسين الذهاب لعشهما السعيد فقد تأخر الوقت..
اكد منير مازحا: - لقد أعلنت الحكومة ساعة الرحيل وما علينا الا السمع و الطاعة..

نهض العروسان وخلفهما الجمع يلاحقهما بالزغاريد التى تبارى فى اطلاقها النسوة من هنا و هناك، حتى اذا ما خرج العروسان حتى تعالت الضحكات على ما فعله يوسف بدراجته البخارية فقد حولها تماما و أضاف اليها بعض الزينات، اعتلى يوسف دراجته المزينة و تبعته غفران فى صدمة هاتفة: - هل سنرحل على دراجتك حقا..!؟، ان هذا لجنون..
قهقه هاتفا: - ما اروع الجنون صدقينى، تمسكى جيدا يا عروسى..

تشبثت بسترته و هى تشعر بالخجل الشديد فلم تكن ابدا قريبة منه بهذا الشكل باستثناء تلك السقطة الثأرية عندما سكبت بعض الزيت على ارض المطبخ انتقاما منه..
انطلق يوسف بدراجته البخارية ليزداد تشبثها به وهتاف الجميع مودعين يتبعهما حتى غاب، كان انطلاقهما فى شوارع المدينة بهذا الشكل مدعاة لتعجب البعض وتشجيع البعض الاخر والذى امطرهما بتعليقات رائعة ودعوات بالسعادة..

توقف اخيرا امام تلك البناية الضخمة التى تشمل شقته التى لم تكن تعلم عنها شيئا من قبل، همست بعد ان تمالكت نفسها ما ان وضعت قدميها على الارض من
جديد: - لا اصدق انك كنت تملك شقة فى بناية فخمة كهذه و تجئ لتسكن معنا فى مجرد غرفة!؟.

احتضن كفها فى أريحية أربكتها تماما و هما فى اتجاههما للمصعد و ما ان اصبحا داخله و تحرك بهما صاعدا حتى همس فى صدق متطلعا لعينيها: - تلك الغرفة كانت عندى برحابة الدنيا، كانت حصنا من أسقام ملكت روحى، و كانت جارتى بالغرفة المجاورة هى ذاك الشعاع النوراني الذى أضاء لى عتمة الطريق الذى ضللت الوصول اليه كثيرا..

كانت غير قادرة على استيعاب كل ما ينطق به، هل كان يقصدها!؟، بالتأكيد يقصدها كم هى بلهاء!، فهى تلك الجارة التى أفقده صوت مذياعها القدرة على النوم لساعات كافية حتى اعتاده..
وصل المصعد للطابق المنشود ووقف كلاهما امام باب شقتهما، فتحها فى سعادة وهو يتطلع اليها فى شوق ما جعلها لا تقو حتى على ازدراد ريقها..
دفع الباب ودخل وافسح لها الطريق، كان يعلم انها ترهبه قليلا، و كان يحاول ان يطمئنها بدوره..

دخلت متطلعة للشقة بعين حائرة و هى تقف كالمسمار لا تعرف ما عليها فعله و لا اين يمكنها الذهاب..
هتف محاولا تلطيف الأجواء التى بدأ التوتر يشملها: - ماذا علينا ان نفعل الان..!؟.
ألتفتت اليه بنظرات مصدومة ولم تجب مما دفع القهقهات لتعلو من حنجرته
و قد شعر انه زاد الطين بلة فهتف: - اقصد، أليس هناك بعض الطقوس الدينية التى يجب أداؤها حتى تعم البركة حياة العروسين!؟

اكدت بايماءة من رأسها و اخذت تجلو من صوتها وهمست اخيرا: - بلا، علينا الصلاة و الدعاء بعدها، انا لازلت احتفظ بوضوئى..
هتف يشاكسها: - دوما طاهرة، اما انا فعلى الوضوء، فرجل بضخامتى يفسد اى شئ، حتى وضوءه..

ابتسمت رغما عنها وبدأ هو فى خلع سترته ورابطة عنقه و ألقى بعيدا بحذائه و جوربه واندفع فى عشوائية حتى الحمام، كانت تتطلع اليه وهو يتعامل بتلك الفوضى، ورغم محبتها للنظام الا ان فوضاه تلك كانت محببة اليها بشكل عجيب..
اخرجها من شرودها و هو يهتف
مؤكدا: - هاقد انتهيت..

كانت لحيته و ذراعاه تقطر ماء و شعره بعد ان قصه بتلك الطريقة مشعثا كطفل شقى، ازداد وجيب قلبها أضعافا، و همست بنفسها، يا آلهى ان مجرد النظر اليه يهلكنى، اعنى يا ربى على حال قلبى..
وقف فى اتجاه القبلة و تبعته هى فى سكينة وكبر للصلاة فى خشوع ليزداد وجيب قلبها فها قد تحققت أمنية حياتها برجل يأمها فى صلاتها و يعين كل منهما الاخر فى طريق الله..

انتهت الركعتان لتسمعه و قد رفع اكفه فى تضرع هامسا بصوت مسموع لها: - يااارب، تلك المرأة الرائعة التى ارسلتها اليّ فى احلك أوقات حياتى، و التى اصبحت سبب لهدايتى، هى كل ما املك الان، احفظها لى واجعلها دوما دافعا لطاعتك، و قدرنى على إسعادها ما حييت، فأنا، انا احبها يا الله، احبها فيك..

وصمت لترتفع شهقات بكائها خلفه ليستدير فى بطء مواجها لها، تطلع الى رأسها المنكس الباكى فمد كفا مرتعشة ليرفع وجهها ليقابل عينيها الدامعتان..
همس فى عشق: - ايتها الرائعة، و الله انى احبك..
وجذبها لتستقر اخيرا بين ذراعيه، سكنت هناك و دمعها لم يسكن وهو يطوقها الى أضلعه حتى باتت جزء منها و اخيرا حملها و توجه بها لحجرتهما..

رفعت رأسها من بين احضانه لتشهق فى سعادة وهى ترى تلك الغرفة الباردة التى رأتها سابقاً و لمرة واحدة عندما علمت بأمر هذه الشقة قبل زفافهما بأيام و قد تحولت الى حجرة غاية فى الروعة و النعومة بتلك الإنارات الخافتة على جوانب الغرفة و ذاك الفراش المخملي الواسع و تلك الستائرالحريرية والبسط على الارض توحى بدفء وألفة، لقد كان ذو ذوق راق بحق..

سار بها خطوات حتى قلب الغرفة و اخيرا انزلها فى رفق، سقطت نظراتها على ذاك الرداء الحريرى الابيض الذى يتوسد الفراش و كذا منامته على الجانب المقابل، تتبع وقع نظراتها فاندفع يحمل منامته الى الحمام الخارجى هاتفا: - سأذهب لأبدل ثيابى واتركك على راحتك تبدلين ثوب زفافك بدورك..
شكرت له تفهمه و ما ان اغلق الباب خلفه حتى شرعت فى تبديل الثوب..

غاب بعض الوقت و عاد طارقا الباب و لم ينتظر جوابها لينفرج عن محياه باحثا عنها بلهفة ليجدها تقف امام المرأة تعدل من هندامها..

شهق فى صدمة و اقترب كالممسوس فى اتجاهها، كانت هى تقف ترتعش حرفيا تنتظر رد فعله على مرأها دون حجابها، هل أعجبته يا ترى!؟، كانت هذه الشهقة وتلك النظرة التى يتطلع بها الان كافية للإجابة لكنه استفاض هامسا و هو يمد كفا الى شعرها المسدول بهذا الشكل الساحر خلف ظهرها: - ما هذا الجمال الذى
أرى!؟، اين كانت كل هذه الروعة!؟.
همست فى حياء: - كانت مخبأة بأمر من الله لأجلك وحدك..

اقترب مسحورا يرفع جدائلها فى تيه و يتركها تنساب من جديد على كتفيها لتهمس وهى لا تع ما تقول: - هو ليس بهذه النعومة فلا تنخدع، لقد اصرت هناء علىّ لكى أخضعه للزينة..
اقترب اكثر متطلعا اليها من عليائه
هامسا: - اى كان فهو لك، و انا احب اى شئ و كل شئ يتعلق بكِ، اعشق براءتك و طهرك و جنونك و طيشك و صراخك عليّ و سكونك و حلمك، اعشق شعرك الغجرى و قامتك القصيرة التى تسبب انحناء لظهرى..

و هنا طوق خصرها بأحد ذراعيه ليرفعها لتوازى نظراتها عينيه لتشهق فى صدمة ليستطرد وهو يداعب خصلات شعرها بالكف الاخرى: - اعشق نظراتك التى تشبه نظرات غزال شارد لا يعرف اين المفر من قوس الصياد حينما تشعرين بالخجل، و أذوب ولعا فى نظراتك النارية عندما تثورين فى تحدى..
طبق قبلة على جبينها هامسا: - انا عاااشق، عاشق يا اميرة البهار..

لم تشعر الا و هى تطوق رقبته بذراعيها و تلقى برأسها على كتفه فى سكينة و همست بصوت رخيم: - أحبك يا انا..
وكانت تلك الكلمات كافية و زيادة ليعلم انه على اعتاب مدينة النقاء و التى فتحت ابوابها على مصرعيها لتلقاه كفارس منتصر يرفع بيارق الفوز بذاك القلب الطاهر ويستوطن تلك الروح الشفافة الى الأبد..



look/images/icons/i1.gif رواية إلى تلك الرائعة أحبك
  09-01-2022 11:52 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الخامس عشر والأخير

تلفت ليجد شعرها يحاوطه بالكامل و يغطى وجهه كليا، اخذ بضع لحظات حتى تذكر اين يكون فخلص نفسه من جدائلها التى تسربله و اقترب منها هامسا فى مرح: - رابونزل، رابونزل، انهضى لتحضير الفَطور..
همهمت فى ضيق: - هششش، هل هذه طريقة توقظ بها عروسا صبيحة ليلة زفافها، اريد النوم..
استمر فى اغاظتها: - رابونزل، استيقظى، هنا وحش يتضور جوعا..
رفرفت برموشها وتثاءبت فى كسل هاتفة فى عدم اتزان: - كم الساعة الان!؟.

هتف مؤكدا: - انها السابعة صباحا..
هتفت بحنق: - انها ماذا!؟، الرحمة يا آلهى، و لما تستيقظ عروسا فى مثل تلك الساعة!؟.
هتف مبتسما فى براءة: - لتلبى احتياجات معدة زوجها الضخم و الا فسيحدث ما لا يحمد عقباه..
قهقهت رغما عنها مستسلمة للأمر الواقع و ما ان همت بالنهوض حتى جذبها اليه لتستقر بسهولة على حجره فى وسط الفراش مولية له ظهرها شهقت مصدومة من فعلته هاتفة: - ماذا تفعل!؟.

تناول جدائلها هامسا بالقرب من
مسامعها: - سأصنع من تلك الجدائل التى اذهبت بوقارى البارحة ضفيرة..
استدارت ببطء متطلعة اليه و قد وصل بالفعل لجدل الضفيرة حتى منتصفها و همست فى عشق: - انت رائع، تخاف ان تحترق خصلاتى و انا اعد لك الطعام!؟
همس بنبرة مشاكسة: - بل اخاف ان أتناول طعامى الذى تنوح من اجله معدتى الان و به بعض من شعيرات هنا و هناك..

زمت ما بين حاجبيها فى ضيق لينفجر هو ضاحكا و قد انهى صنع الضفيرة تاركا إياها خلف ظهرها فى حرية ليهمس: - رابونزل الحقيقة خاصتى هنا..
همست متعجبة: - ما قصتك مع رابونزل، هاااا!؟، أكنت تحب فتاة بهذا الاسم!؟ اعترف..
اتسعت ابتسامته و همس بوميض شجى يملأ مأقيه: - كانت إنجيل تحب ذاك الفيلم كثيرا..

ابتسمت فى شجن بدورها و شعرت بفرحة كبيرة فهى المرة الاولى التى يذكر فيها ابنته الراحلة بهذه الأريحية فقد كان ذكرها نوعا من المحرمات، استطرد فى سعادة: - كانت دوما تحب ان تمثل دور الأميرة رابونزل حتى انها اصرت علىّ لشراء شعر مستعار بطول عدة أمتار لها.
قهقهت غفران ليكمل هو مازحا: - و فى يوم ما رغبت فى لعب دور الأمير..
هتفت غفران و هى تدارى ضحكاتها متسائلة فى تخابث: - و من لعب دور الأميرة يا ترى!؟.

نظر اليها نظرة لائمة لخبثها لتمسك ضحكاتها الا انه اجاب فى نبرة مازحة: - بالتأكيد كنت انا البرج، و كنت انا الأميرة التى تدلى شعرها لتصعده هى، هل أرحت فضولك!؟.
لم تستطع إمساك ضحكاتها اكثر من هذا فبدأت تعلو رغما عنها و هى تتخيله يضع الشعر المستعار و يقف شامخا كالبرج الذى كان موضع محبس الأميرة، طفق الدمع من عينيها من شدة ضحكاتها ليشاركها إياها رغما عنه، و اخيرا هتف صارخا: - اموت جوعااااا..

هزت رأسها و لا يزل اثر الضحكات على شفتيها وما ان همت بالنهوض حتى اندفع يحملها كجوال من البطاطا مندفعا بها الى المطبخ لينزلها اللحظة التالية امام الموقد هاتفا: - هيا، فى خلال ثوان اجد مائدة رحمن ممتدة هاهنا، تحركِ يا امرأة..

بدأت فى إعداد الطعام بسرعة و مهارة و ما بين لحظة و اخرى تتسع ابتسامتها رغما عنها كلما تذكرت مظهره بالشعر المستعار، وضعت الطعام على الطاولة قبالته وهتفت ساخرة: - تفضل يا زوجى العزيز، بعض مما نملك فى المبرد فلو انك لم تنقض على تلك الصينية الضخمة التى صنعتها دادة نوال لنتشاركها، و ضع ألف خط تحت كلمة نتشاركها، ليلة عرسنا، لكنت الان تتناول ما لذ و طاب..

هتف وقد بدأ بالفعل فى إلتهام طعامه: -انا لا أغير مبدأى مطلقا، الا هذا..
تساءلت: - اى مبدأ!؟.
اكد والطعام يملأ فيه: - لا تؤجل طعام اليوم الى الغد..
قهقهت هاتفة: - يا له من مبدأ..
انهى طعامه واندفع يحملها من جديد على كتفه لتهتف فى حنق: - انت يا هذا، لدى قدمان بالمناسبة، ليس عليك حملى هكذا كحقيبة يد أينما ذهبت، انزلنى و فورا..

انزلها على طرف الفراش فى رفق و اقترب منها هامسا: - بالمناسبة، كان يمكننى صنع طعامى بنفسى، لكنى اشتقتك كثيرا، ليستطرد فى مجون: - اما بالنسبة للمبدأ الثانى..
همست متعجبة: - اى مبدأ ثان!؟..
استكمل مجيبا و هو يزيد من اقترابه: - لا تؤجل قبلات اليوم الى الغد..
هتفت شاهقة: - چووو، انت قليل الحياء.

قهقه يضمها فى شوق هاتفا و هو يتطلع لعمق عينيها: - غفرااان، احترمى مبادئى، فأنا رجل مبادئ من الطراز الاول، القليل من الحياء، الكثير من الطعام، هذا هو شعار المرحلة..
قهقهت رغما عنها و تنهدت فى عشق و هى تذوب بين ذراعيه حيث أمانها الذى عانقته اخيرا بعد عصور من التيه..

هتف يوسف و هى يتحسس معدته البارزة قليلا: - طعامك الشهى له مفعول سئ على معدة زوجك يا اميرة، انظرى، هذا لا يجوز ابدااا..
ابتسمت رغما عنها و هتفت ساخرة: - الطعام مظلوم حبيبى، من يتناول الطعام هو المشكلة، الناس تأكل لكى تعيش و انت چو منذ تزوجنا منذ شهران تعيش لكى تأكل..
قهقه فى أريحية هاتفا: - اقسم ان طعامك الذى لا يقاوم هو السبب..

واقترب خلفها بطريقة تنبئ بانه على وشك مفاجأتها كعادته وكان حدسها فى محله فقد شهقت فى صدمة هاتفة و هو يحملها كعادته لتكون بين يديه اشبه بسلسلة مفاتيحه: - ماذا تفعل الان!؟، انزلنى..
اكد وهو يذهب بها لبهو الشقة الواسع: - لن افعل حتى تكفرى عما فعله طعامك بمعدتى المسطحة الرشيقة..
هتفت وهو يحملها على كتفيه و يبدأ فى الصعود و الهبوط وهو يتمسك بالأعمدة الرخامية فى احد جوانب البهو..

هتفت فى ذعر: - يوسف انا خائفة، انزلنى ارجوك..
هتف يغيظها: - لن افعل، لم تكفرى بعد عن آثامك..
هتفت ترجوه: - چووو، اكاد ألامس السقف برأسى، انزلنى فورا..
نزل منحن الركبتين هاتفا فى مرح: - ابداااا..
هتفت تتوعده: - لن تنزلنى اذن..!؟.
اكد وهو لايزل على صعوده و هبوطه: - اجل، لن افعل..

مدت كفها و فكت ضقيرتها وأطلقت جدائلها لتتحرر وهو مستمرغيرعابئ بما تفعل امسكت احد أطراف جديلتها و انحنت و قربتها من انفه..
هتف محاولا التماسك صارخا: - كفى يا لئيمة، اشعر بالرغبة ف..
لم يكمل كلمته و انما اطلق عطاس قويا جعل استقرارها على كتفيه يهتز ثباته و تكون فى سبيلها للسقوط المدو، الا انه كان الأسبق ليتلقف جسدها قبل ان يتمدد ارضا و يكون وسادة تحميها من ألم السقوط..

ساد الصمت لحظات و كلاهما مستلق او بالأحرى هو ممدد و هى تفترش صدره، رفع رأسه متطلعا اليها و همس اخيرا فى غيظ: - غفراااان، انت خبيثة بحق..
رفعت رأسها و هى تخرج له لسانها مغيظة: - انت السبب فى إظهار خبثى، تحمل يا شقى..
همت بالنهوض الا ان دوار اكتنف رأسها استمر لثوان و اخيرا اندفعت للحمام، نهض يوسف خلفها مسرعا يتساءل فى تعجب: - هل حان وقت الصلاة!؟، لكن هذا ليس وقت اى صلاة..!؟.

توقف على اعتاب باب الحمام ليسمع صوتها متوجعا بالداخل، دفع الباب فى ذعر متوجها اليها: - ماذا هناك!؟، هل أذيتك!؟.
هزت رأسها نفيا فمد كفه يزيح خصلات شعرها جانبا ويضع حفنة من الماء البارد بكفه و يغسل وجهها لعلها تنتعش قليلا، حملها فى رقة الى غرفتهما ومددها على الفراش فى قلق هامسا وهو يمسد
رأسها: - هل انت بخير الان!؟، اشعر بالذنب لما جرى!؟.

ابتسمت فى وهن هاتفة: - بل عليك ان تشعر بالفخر لا بالذنب أيها الضخم..
هتف فى حنق: - اى فخر فيما يحدث، لق..
وضعت إصبعاً على شفتيه تمنعه الاسترسال فى تأنيب نفسه هامسة: - كنت اشك فى الامر منذ مدة، و تأكدت منذ ساعات و كنت سأخبرك بعد العشاء عند عودتنا من المقهى، لكنك سبقتنى برغبتك فى الثأر لمعدتك البارزة..
همس متعجبا: - تشكين فى ماذا!؟.

همست و هى تطأطئ رأسها خجلا: - ستكون أبا بعد سبعة اشهر على أقصى تقدير..
هتف مصعوقا: - أكون ماذا!؟.
رفع رأسها يتطلع لعينيها فى عدم تصديق هامسا: - انتِ متأكدة!؟.
هزت رأسها بالإيجاب هامسة: - لم أشأ اخبارك بشكوكى حتى تأكدت اليوم، انا احمل طفلك چو..

تاهت نظراته بملامح وجهها غير قادر على النطق بحرف واخيرا جذبها بين ذراعيه شاهقا يدارى فرحة جعلت الدمع يتأرجح بمآقيه، انه عوض الله، و عوض الله اذا أتى يذهلك العطاء حد العجزعن الشكر..
همس مغالبا دمعه: - احبك يا غفران، احبك كثيرا، و احبك اكثر يا آلهى ان منحتنى تلك الرائعة..
ابتعدت عن احضانه قليلا وضمت وجهه بكفيها و قبلت جبينه ليلقى برأسه بين أحضانها لتضمه لصدرها هامسة: - اتعلَّم!؟.

تنبه منصتنا لتستطرد فى عشق: - لو انجبت منك قبيلة، و اعتقد ان هذا ما تطمح اليه أيها الخبيث، قهقه لملاحظتها لتستطرد و هى ترنو اليه فى وجل: - ستظل انت ولدى البكر الذى لن يكون احد مهما كان فى غلاوته و ستكون الأثير لقلبى، و الأعز و الأغلى على روحى، والاروع فى نظرى...
تنهد فى عشق و دفن رأسه اكثر بأحضانها يتشارك و ولده احتوائها و حنانها الذى يفيض كنهر كوثر يسكره..

هتف يوسف حانقا: - ألا تعرفين للطاعة سبيل غفران! كم من المرات أخبرتك ان تقومى بعملك و انت جالسة على اى مقعد، ليس من المفترض بك الوقوف لفترات طويلة، انتِ فى شهرك الاخير حبيبتى و قد تضعين بأى لحظة، رجاًء حار، استمعى لنصائحى ولو لمرة واحدة..

هتفت غفران فى غيظ: - يوووسف، الرحمة، هذه ليست نصائح صدقنى، انها تحكمات تصل لدرجة الاستعباد، لا تنهضى بهذا الشكل، لا تقفى، لا تمشى، لا، و لا، و لا، افقدتنى صوابى طيلة تسعة اشهر، و الان اقولها انا بملء فمى، لاااااا، اتركنى ألد صغيرى فى هدوء..
انفجرت هناء ضاحكة على جدالهما الذى لا ينتهى وهى تجلس فى هدوء تتحسس بطنها المرتفع فقد كانت على وشك الوضع بدورها ليهتف يوسف مشيرا.

اليها: - لما لا تقلدين هناء!؟، فها هى تجلس و تنتبه لنفسها..
هتفت هناء من بين ضحكاتها: - انا استسلمت يا صديقى، فقد كان منير نسخة منك و انا ما عاد لى قدرة على الجدال، كلاكما اصبح مهووسا بشكل لا يصدق..
انفجرت غفران ضاحكة و هى تؤكد بايماءة من رأسها: - و أى هوس هناء!؟ انه جنون مطبق..

هتف يوسف ناظرا بعتاب لهناء وقد كان يتوقع ان تؤيده فإذا بها تشجعها: - حسنا، استسلمت هناء، لم لا تستسلمين بدورك وتريحى اعصابى المنهكة..
هتفت غفران مازحة: - لا تراجع و لا استسلام..
مرت لحظات من الصمت كان ينظر يوسف اليها فى إشفاق، و اخيرا استدارت غفران ممسكة بذراعه هاتفة: - يوووسف..
هتف متسائلا: - ماذا!؟، لم يحن وقت الصلاة بعد، ان..

صرخت غفران تهز رأسها وهى تتشبث بذراعه اكثر: - انه ليس وقت الصلاة، بل وقت الولادة، الطفل فى الطريق..
انتفض يوسف مذعورا صارخا: - ماذا!؟، الان، يا آلهى..

حملها بين ذراعيه مندفعا للخارج حيث المشفى لتنتفض هناء بدورها باحثة عن نوال و منير، و ما ان اخبرتهما بما حدث حتى اندفعت نوال بدورها خلف يوسف و غفران بحقيبة الطفل المعدة مسبقا وما ان هم منير باغلاق باب المقهى حتى كانت صرخات هناء تدوى هى الاخرى معلنة انها فى سبيلها للوضع هى الاخرى و ان اهل الارض فى سبيلهم للزيادة..
رواية إلى تلك الرائعة أحبك للكاتبة رضوى جاويش الفصل الختامي

انطلقت ألة التنبيه معلنة قدومه لتهتف غفران فى سعادة لأطفالها: -ها قد أتى بابا..
قررا الاستقرار فى فيلا المزرعة بعد ان رزقهما الله بأربعة اطفال خلال اربع سنوات زواج لتكون المزرعة المكان المناسب لبقائهما على ان تظل غفران تعمل على صنع قوالب الحلوى التى زاد الطلب عليها كثيرا لجودتها، كانت تصنع القوالب فى المزرعة و يتولى يوسف نقلها معه صباحا فى طريقه للمقهى..

اندفع يوسف لداخل الفيلا فى لهفة لتهتف غفران من الداخل: - انتبه يوسف، الاطفال جميعهم ارضا، كن حذرا، تعامل كأنك جلفر فى بلاد الأقزام حتى لا تطأ قدماك احدهما سهوا..
قهقه يوسف وهو يتطلع الى أطفاله الذين جاؤوه حبوا والأكبر قد جاءه مهرولا يترنح فى مشيته و اخرجاء يجرى ليكون الأسبق فى استقبال ابيه حملهما و دخل الى المطبخ هاتفا: - ها انا ذا دون اى خسائر فى الأروح.

صرخت غفران لطفلتها التى كانت تجلس بالقرب منها تلعق ما تصنع: - كفى عن لعق العجين، لقد اكلت ما يعادل صنع كعكة كاملة حتى الان..
وصرخت من جديد وهى ترى طفلها الاخر الذى تسلل من بين ذراعى يوسف الذى كان يحمله لتوه يمسك بكيس الطحين ويفرغه على ام رأسه مستمتعا بغباره.

انفجر يوسف مقهقها و ترك الاطفال ارضا واقترب منها يحتضنها من الخلف محاولا تهدئه غضبها هامسا و هو يتحسس بطنها المكورة قليلة: - لا عليك، اهدأى..
و قبل هامتها فى محبة هامسا: - لقد اكدت على مجئ مربية لمساعدتك فى عبء الاطفال، هل انت سعيدة الان!؟.
هتفت رافعة ناظراتها اليه: - حقا!؟.

اكد بايماءة من رأسه مسترسلا: - نعم، ان مسؤولية الاطفال تزداد و انا بالمقهى نهارا و كذا دادة نوال التى ما عادت صحتها بقادرة على تحمل عبء مساعدتك فى تربية الصغار و اصبحت تقضى معظم الوقت فى العمل ببعض المهام البسيطة بالمقهى، لابد لك من احد يعتاده الاطفال حتى يحين ميعاد الوضع فلا نكون فى قلق بشأنهم، أليس كذلك!؟.

اومأت برأسها ليهمس وهو يشاكسها: - اما الان، فدعينى اساعدك فى تنظيف تلك الفوضى ثم مهرجان الاغتسال للجميع..
قهقهت دون ان تعقب ليقترب من وجهها لاعقا بعض من عجين علق به هامسا و هو يتذوقها فى همهمات مستحسنة: - راااائعة..
هتفت متسائلة: - تقصد عجين الكعكة!؟
اكد وهو يغمز لها بعينه حاملا أطفاله للأعلى: - بل صانعة الكعكة..

واطلق قبلة فى الهواء ناحيتها قبل ان يختفى اعلى الدرج لتبدأ هى فى تنظيف المكان وقهقهات الصغار بحوض الاستحمام تصلها منتشية فى سعادة..
انتهت من التنظيف اخيرا وانتهى هو بدوره من كرنفال الاغتسال الذى كانت تسمعه بموضعها وخبا صوته فجأة فعلمت أنه بحجرة الصغار البعيدة بعض الشئ عن الدرج الذى اعتلته لتصل اليها مطلة برأسها لتراه ممددا يحتضن صغاره الأربع كلهن تقريبا على صدره و معدته و بين ذراعيه..

رأها فابتسم و بدأ يترنم بأغنية طفولية جميلة كان أطفاله يعشقونها حتى ان الأطفال ما ان بدأ في إنشادها حتى بدأوا في الاستفاقة وقفز اكبرهم يرقص في سعادة قهقه يوسف لأفعال صغاره و عاد للإنشاد من جديد: -
مرة في حينا زارنا فيل ظريف
برفق قال لنا ليس هنالك ما يخيف
نحن الخير بطبعنا لا نرضى ظلم الضعيف
لا يحيا بيننا الا الانسان الشريف.

نظرت غفران اليه شذرا هاتفة: - هل من الممكن تغيير الأنشودة اللطيفة من فضلك!؟.
هتف يوسف وقد بدأ في التقافز مع صغاره: - لما يا اميرة البهار!؟.
هتفت بغيظ و هى تشير إلى جسدها الممتلئ و بطنها المنتفخ: - لان اميرة بهارك أصبحت اشبه بسيدة القلوب، و أنت تزيد الطين بلة و تغنى للفيل، اشعر ان بالأمر سخرية مبطنة..

قهقه يوسف وهو يحملها بين ذراعيه يؤرجحها وهو لايزل يغنى للفيل الظريف وأطفاله في نشوة تامة يتمايلون ليهمس بالقرب من أذنها: - احبك يا سيدة القلوب..
انفجرت ضاحكة و بدأت في الأنشاد بصوت عال برفقته ليزداد الأطفال نشوة وتنقلب الغرفة إلى قاعة للغناء..

دوت صرخات الطفل لتنطلق الزغاريد فى فرحة لتخرج الممرضة تنبأهم بالخبر السعيد الذى أعلن عن نفسه مسبقا، و تطمئنهم على صحة الام..
انتشى يوسف وهو يحمل طفله بين ذراعيه لا يصدق انه اصبح ابا للمرة الخامسة على التوالى..
هتف الجميع حوله مهنئين، انحنى فى سعادة مكبرا فى اذن طفله مستمتعا بتلك التثاؤبات الصغيرة المنطلقة منه، والتى جعلت الدمع يترقرق بعينيه..

انه اصبح ابا لخمسة من الصغار وتلك الرائعة التى يعشق هى امهم، خرجت لتوها من غرفة العمليات ليترك الطفل بين ذراعى نوال و يندفع بجوار السرير حتى غرفتها، لم يدع احدهم يمسها بل رفعها فى رفق و وضعها على فراشها و دثرها فى حنو فى انتظار إفاقتها، و لم يدم انتظاره طويلا بل سمع همهماتها تعلن قرب استيقاظها، اقترب منها و جلس على طرف الفراش ممسدا على رأسها هامسا فى لين: - حمد لله على سلامتك يا رائعة..

رفرفت برموشها فى بطء واخيرا فتحت عينيها هامسة: - هل تم الامر!؟.
ابتسم يوسف مجيبا: - نعم، تم الامر بكل نجاح ونتج عنه اميرا يشبه الأحلام، رائعا وورديا..
ابتسمت رغما عنها لتشبيهه لينحنى مقبلا ظاهر كفها فى سعادة..
اندفع الجميع لغرفتها كل يحمل طفلا من أطفالهما..
امتلأت الغرفة بالصغار من كل حجم و سن، اكبرهم فى الخامسة و أصغرهم عمره ساعة بالضبط ينام الان بين ذراعى امه حيث أحضرته الممرضة منذ قليل..

كانت الغرفة اشبه بغرفة احدى الحضانات صراخ من هنا و بكاء من هناك و الكبار لا حول لهم ولا قوة يحاولون جاهدين السيطرة على ذاك الوضع و اخيرا، قررت نوال اخذ الصغار حتى يتسنى لغفران الراحة و تبعها منير و هناء بصحبة طفليهما..
ساد الهدوء من جديد ليتنهد يوسف فى سعادة: - صرت ابا لخمسة اطفال انتِ امهم غفران..

انحنى مقبلا جبينها و ما ان هم بالابتعاد قليلا حتى تشبثت هى فى سترته تقرب وجهه من وجهها هامسة و هى تجز على أسنانها: - انت سعيد هااا!؟، و ماذا عن جسدى الرشيق الذى اصبح اشبه بجسد مقطورة..
كتم قهقهاته باعجوبة و همس بدوره متطلعا لعينيها: - رجل ضخم مثلى لا يناسبه الا قيادة المقطورات، صدقينى تلك ميزة رااائعة..
جزت على أسنانها اكثر هامسة بوعيد: - انت لن تكف اذن عن طلب المزيد من الاطفال!؟.

شعر ان عليه اعطائها وعدا ما فهتف مؤكدا: - بلا سأفعل..
و انتظر قليلا وهمس ببراءة مقتربا من وجهها ناظرا لعينيها فى مشاكسة: - أعدك سأفعل، بعد ان نتم نص دستة الأشرار، اقصد الاطفال التى لدينا..
اخذت شهيقا قويا و أطلقته فى نفاذ صبر هاتفة: - يووسف، الى الخارج الان فأنا ارغب فى النوم قليلا، اخرج قبل ان ارتكب حماقة تكلفك الكثير..

نظر اليها وابتسامة على شفتيه و مد كفه فى هدوء واخرج قطعة من الشيكولاتة كان يحملها دوما بجيب سترته، كانت تلك الوسيلة الأكيدة والفعالة لامتصاص غضبها، مد كفه بها لتتمنع هى قليلا و اخيرا تمد كفها تتناولها فى شهية و استمتاع جلبت القهقهات لحنجرته ليقترب منها فى سعادة هامسا: - هل انت راضية الان!؟
اومأت فى سكينة بالإيجاب ليهمس مجددا فى عشق: - احبك كثيرا..

تطلعت اليه فى كأبة هامسة: - وانا بهذا الشكل و بعد انجاب خمسة اطفال!؟.
اكد فى إيماءة هامسا: - و لو بعد مئة طفل، انت رائعة و ستظلين، يكفينى انك ام اطفالى..
اقترب منها فى شوق لتهتف به متعجبة: - يووسف، نحن بالمشفى!؟.
قهقه مؤكدا: - اخذنى الحماس لإكمال النصف دستة، لابأس، ان غدا ناظريه لقريب..
قهقهت غفران بدورها: - انت لن تستسلم ابدااا حتى ننجب قبيلة تكون زعيمها، يا ابا الريش..

قهقه بدوره و اقترب يلثم جبينها هامسا فى عشق: - قبيلة بلون الحلم، يا حقيقة أضحت اروع من احلامى، ايتها الرائعة، أعشقك..
ألقت رأسها على كتفه ليضمها الى ذراعيه لتعود الى حيث موضعها الأمن منذ خلق الله الارض و من عليها، تعود لمستقرها و مستودعها بين أضلعه..
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 5 < 1 2 3 4 5 >





الكلمات الدلالية
رواية ، الرائعة ، أحبك ،











الساعة الآن 08:26 AM