رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الثالث
لم تتحمل كارما نظرات ادم الحاده نحوها وهو يتحدث مع صديقه ف الهاتف فكرت لثواني وقررت ان تستغل انشغاله وتهرب من امامه ف بتفكير طفولي من وجهه نظر ادم نهضت من علي الفراش وركضت بسرعه للخارج حيث غرفه اولادهم تحت نظرات ادم الغاضبه والمتوعده.
اتجهت الي غرفه خالد والتي كان يتواجد بها حنين وكان الاثنان يلعبوا سويا اما مكه فقد نامت منذ مده قصيره دخلت كارما الغرفه واغلقت الباب خلفها وقالت بابتسامه متوتره وهي تنظر لابناءها: بتعملوا ايه حنين بحماسه: بنلعب كوتشينه يامامي تلعبي معانا؟!
خالد بتهكم: اه ياماما تعالي العبي عشان هي مش بتعرف تلعب وكسبتها اكتر من عشر مرات لحد دلوقتي نظرت له حزين بحزن طفولي وقالت: انا بعرف العب علفكره ثم نظرت لوالدتها وقالت: صح يامامي مش انا بعرف العب كارما بحنان ههي تتوجه نحوهم: طبعا ياروحي، انتي شطوره وبتعرفي تلعبي كل حاجه جلست بجانب اطفالها علي الارض وقالت بحماسه: ايه رأيكم نلعب احنا التلاته.
وافق الاطفال بسرعه ولهفه وبدأو الثلاثه يلعبوا سويا وقد نست كارما ما فعلته منذ قليل وبعد مرور دقائق نظر ثلاثتهم الي الباب الذي فُتح بواسطه ادم فارتبكت كارما ولكن حاولت ان تطمئن نفسها بان ادم لم يفعل لها شئ بوجود الاطفال.
دلف ادم للداخل وقال وهو ينظر لاطفاله: انت بتعملوا ايه خالد بحماسه: بنلعب يابابا تلعب العب معانا ومع ماما ادم بابتسامه مصطنعه وهو ينظر لكارما: وهي ماما ليها نفس تلعب بعد اللي عملته؟! حنين بفضول: هي مامي عملت ايه يابابي ادم بنفس الابتسامه: ولا حاجه ياحبيبتي نظى لكارما وقال: تعالي ياكارما عايزك ف اوضتنا..
قالت كارما بقلق وهي تتحامي باطفالها: لا انا بلعب معاهم، بعدين نبقي نتكلم ادم بنبره حاده حاول اخفاءها قدر استطاعته لوجود الاطفال: وانا عايز اتكلم دلوقتي يااكارما، انا رايح الاوضه، الاقيكي ورايا ده لو مش عايزه تزودي اللي هعمله..
ابتلعت كارما ريقها بتوتر واومأت برأسها ببطء فخرج ادم من الغرفه وبعد خروجه نهضت كارما وقالت بتوتر مما هي مقبله عليه: العبوا انتو عبال ما اروح اشوف بابا وهجيلكم تاني اومأ الطفلان رأسهما فخرجت بعدها حنين من الغرفه متوجهه الي غرفتها هي وادم.
وقبل ان تدخل الغرفه اخذت نفس عميق ثم فتحت باب الغرفه واستطاعت ان تري ادم وهو جالس علي الفراش ويمسك هاتفهه وبمجرد ان رأها ترك الهاتف ونهض من علي الفراش وقال بنبره جامده عندما رأها تقف بعيدا عنه: قربي.. اقتربت منه كارما مسافه بسيطه وتجنبت النظر نحوه.
فقال ادم وهو يقترب منه ويعقد ساعديه أمام صدره: ممكن افهم بقا ايه اللي مسكك تليفوني وازاي تردي علي حد بيرن عليا لم ترد كارما فتابع ادم بصوت عالي نسبيا: انطقي ياكارما.
قالت بصوت باكي: انا مكنتش اعرف انه صاحبك، انا كنت برد علي اساس انها الحربايه اللي بتشغل معاك.. ادم بصوت غاضب: وحتي لو هي انتي ازاي تردي عليها، ايه تصرفات الاطفال اللي ملهاش لازمه دي، قولت ده زفت شغل وانا مش بتعامل معاها دلع وكلها مسئله وقت وهتخرج خالص من حياتي، لازمته ايه غيرتك الزياده دي.
كارما بانفعال منزوج ببكاء: انا مقدرش اشوفها بتتدلع عليك كده واسكت ودي مش تصرفات اطفال ثم تابعت بعند وبكاء: ولو رنت تاني هرد عليها واهزقها الحيوانه دي وخلي بقا الشغل يبوظ والعمليه المقرفه دي تخلص، وانا مش غلطانه ولو عملت حاجه زعلتني تبقي ظالم.
رفع ادم أحدي حاجبيه وقال: والله، يعني غلطانه وبتعندي ابعدت كارما وجهها بعيدا عنه فاثارت فعلتها غضب ادم اكثر فاقترب منها ومسكها من ذراعها ولم تكن قبضته بالقويه ثم قال بتحذير: اول واخر مره تمسكي تيفلوني ياكارما، مش بس تردي علي حد، ولو لمحته ف ايدك بعد كده هتزعلي.
بكت كارما بشده وقالت وهي تحاول سحب يدها: اوعي سيب ايدي حرام عليك نظر لها ادم بااستغراب فهو لم يضغط علي يدها بالقوه التي تجلعها تبكي بهذا الشكل فترك يدها وتفاجأ بقولها باكيه: حرام عليك وجعتني ادم بصرامه: بطلي دلع ياكارما انا مضغطش علي ايدك اصلا ولو بتعملي الشويتين دول عشان تنسيني اللي حصل ف محاولاتك فاشله..
نظرت له كارما بعتاب ثم تخطته واتجهت نحو الفراش وتسطحت عليها دافنه رأسها ف الوساده وظلت تبكي وادم يراقبها بعينيه ومستعجب من بكاءها المبالغ فيه رفعت كارما رأسها من الوساده عندما سمعت صوت رنين هاتف ادم الذي كان بجانبها كانت الاسرع منه ف جذبت الهاتف وعندما وجدتها ان تلك الفتاه من تتصل به نظرت لادم بغيظ ومازالت الدموع علي وجهها فقال ادم بنبره جامده: هاتي التيلفون ده.
نظرت كارما له بغيظ وغيره ولم تستجيب له بل فتحت الاتصال فاتاها صوت الفتاه قائله بدلع: مقدم ادم اوعي تكون نايم.
كارما بغيظ وانفعال: والله البني ادم لو عنده دم ورن مرتين والواحد مردش المفروض يبقي عنده دم وميرنش تاني، وااه ياحبيبتي جوزي نايم ومش عايز ازعاج خالص انهارده قالت الفتاه بنبره استفزت كارما اكثر: اووه بجد، سووري شويه كده هبقي ارن عليه عشان عايزه اقوله علي حاجه مهمه اووي وعارفه ان محدش هيساعدني ف الموضوع ده غيره.
زاد غضب كارما وغيظها اكثر فاغلقت الاتصال وبحركه متهوره منها القت الهاتف علي الارض بعنف وهي تبكي من شده غيظها وغيرتها نظر ادم لما فعلته وللهاتف باندهاش وعدك تصديق وعندما استوعب ما فعلته نظر لها بغضب شديد واقترب من الفراش ومد يده وسحبها من ذراعها ليجعلها تقف امامه ثم قال بغضب شديد: ..
وعند يزن وورد وبعد دقائق من الصمت التي دامت بينهم التفت يزن واقترب من تلك الباكيه وقال وهو يقف امامه: رن عليكي ليه، وليه مقولتليش قالت ورد من بين بكاءها: رن عليا وقالي انا عايز فلوس، ولما قولتله مش معايا قالي جوزك معاه وفضل يتحايل عليا عشان اجبله فلوس ولما رفضت قالي كلام قاسي اوي يايزن.
رفعت عينيها الباكيه نحوه وقالت: لما رن وسمعت صوته مكنتش مصدقه، انا من سنين وانا بدور عليه ونفسي يظهر وفرحت لما سمعت صوته، كنت احسب ان انا كمان وحشته بس ده حتي مفكرش يسالني عامله ايه.
بكت أكثر وقالت: مستحيل ده يبقي اخويا، محدش بيعمل ف اخته كده، انا كرهته اوي يايزن ضمها يزن اليها وهو يشعر بالحزن عليها وبالغضب من ذلك الحقير ظلت ورد فتره ليست بقصيره وهي تبكي بل توقف ويزن يربت علي ظهرها بحنان وحب شديد وبعد فتره بدأ بكاء ورد يقل فاخرحها يزن من أحضانه وقال وهو يمسح دموعها بانامله: ممكن كفايه عياط.
ورد بصوت باكي هامس: انا اسفه علي اللي قولته من شويه مكنش قصدي يزن بنبره حاول فيها اخفاء عاتبه حتي لا تعود للبكاء مره اخري: انا بحبك ياورد وبعتبرك حياتي كلها، وعمري ماا اجي عليكي وعمري ما فرق معايا وجود عيلتك ده، لان بوجودهم او لا ف انا دايما هحطك ف عينيا وعمري ما اجي عليكي، وكل تحكماتي دي عشان مصلحتك ومصلحه ولادنا، وكمان عيلتي هي عيلتك وكلهم بيحبوكي كانك واحده منهم واكتر.
ورد بصوت باكي نادم: وانا بحبهم اوي وبعتبرهم عيلتي، وبحبك ومش قصدي الكلام اللي قولته ده والله، انا مش عارفه قولت كده ازاي، انا اسفه سامحني عشان خاطري، واوعدك موضوع الشغل ده مش هكلمك فيه تاني.
قبل يزن رأسها وقال بابتسامه: وانا سامحتك عشان عارف ان الكلام ده من ورا قلبك، وبالنسبه لاخوكي ف ده حاولي تنسيه وتنسي اي كلمه قالهالك وادعليه ربنا يهديه عن الطريق اللي ماشي فيه ده قبل فوات الأوان ورد بصوت هامس حزين: ربنا يهديه.. ابتسم يزن ابتسامه خفيفه وقال: يلا ادخلي اغسلي وشك ويلا ننزل لماما اكيد خايفه عليكي تحت لاعمل فيكي حاجه.
ابتسمت ورد بحب علي تلك المرأه التي منذ ان تزوجت يزن وهي تعتبرها ابنه لها ودائما تقف بجانبها امام يزن حتي ان كانت هي المخطئه.. نظرت ورد ليزن الذي قال: ايه روحتي فين ورد بابتسامه خفيفه: هغسل وشي واجيلك اومأ يزن رأسه وبعد دخول ورد المرحاض قال يزن بصوت هامس متوعد: ماشي ياعزت الكلب، اشوفك بس وانا هندمك علي اليوم اللي اتولدت فيه.. عوده لادم وكارما.
ادم بغضب شديد: انتي خلاص اتجننتي ياكارما، ايه اللي هببتيه ده! حاولت كارما الفرار من أمامها ولكن لحقها ادم وامسكها قائلا بغضب اكثر: اقفي هنا وكلميني وبطلي تصرفاتك دي انتي مش صغيره.. القت كارما جسدها عليه وقالت ببكاء وهي تدفن وجهها ف صدره: انا اسفه.. ظل ادم جامد مكانه صدره يعلو ويهبط من شده الغضب بسبب تصرفاتها الطائشه شعرت كارما بجسده الجامد وصوت تنفسه الدال علي غضبه.
فضمته اكثر لها ودفنت وجهها في صدره أكثر واستمرت ف بكاءها.
بعد مرور دقائق وعندما لم تجد كارما اي رده فعل من ادم رفعت وجهها من علي صدره ونظرت له بعينيها الباكيه فوجدته ينظر لها بنظرات غاضبه ولكن ليست بالغضب الذي كان منذ قليل ابتعدت عنه ثم توجههت نحو هاتفهه الملقي علي الارض وسحبته حاولت اعاده تشغيله وكان ادم يتباع ما تفعله بنظرات جامده.
لم يعمل الهاتف فقد القته كارما بعنف شديد وها هي اثر فعلتها نظرت لادم وقالت بخجل وصوت باكي: وديه للصيانه وهيصلحوه علطول.. شد ادم علي شعره من تصرفاتها وقال بغضب: انتي اتجننتي خلاص وهتجنيني معاكي، انتي مستوعبه انتي عملتي ايه؟! كارما بصوت باكي: مكنش قصدي ارمي التيلفون انا اسفه.
اقترب ادم منها بخطوات غاضبه قائلا: وبالنسبه لردك علي الزفته ده عادي، انا مش عايزها تسمع صوتك حتي، وبعدين ياغبيه انتي بتصرفك ده هتثتيلها انها اللي بتعمله ده صح وانا علاقتنا متوتره بسبب وجودها ومش بعيد تزيد ف اللي هي بتعمله كمان.
كارما ببكاء وهي تنظر ارضا: وهو في اكتر من اللي هي بتعمله دي قليله ادب وكان لازم اوقفها عند حدها واحرجها عشان تبطل اللي بتعمله ده ادم بتهكم: لا وواضح اوي انك عرفتي تحرجيها وتوقفيها عند حدها..
كارما بحزن: قالتلي انها عندها مشاكل وانك انت بس اللي هتحلها رفعت رأسها نحوه وقالت: هي المهمه بتاعتك انك تحللها مشاكلها بقا؟!
استغفر ادم ربه يحاول تهدأه نفسها بصعوبه مد يده وسحب الهاتف من يدها وقال بغضب: الواحد المفروض انه راجع بيته يرتاح بس انتي ماشاءالله عليكي رفعتي عليا الضغط والحمدلله، انا نازل ياكارما ولما ارجع لينا كلام تاني، تكوني عقلتي كده واستوعبتي انتي عملتي ايه.
كان علي وشك الخروج ولكن كارما منعته ممسكه يده وقالت ببكاء: خلاص انا اسفه، مش قصدي اضايقك واتعبك، انا اسفه متنزلش دلوقتي انت تعبان ولازم ترتاح تنهد ادم وقد شعر بالشفقه عليها ولكن ذلك لم يمنع انه مازال غاضب منها.
نظرت له كارما فوجودته ينظر لها بعتاب فقالت بأسف وهي تقترب منه وتنظر ليده التي تمسكها: انا بحبك اوي ياادم وبغير عليك، والبنت دي انا مش مستريحالها وبحس بنار جوايا بس لما تكلمك، عارفه انها مش فارقه معاك محاولاتها دي، بس مجرد بس التخيل انها بتتدلع عليك كل ما بتشوفك دي بتخليني مش علي طبيعتي.
نظرت له باعينها الواسعه الباكيه وقالت: هو انا مش من حقي اغير عليك! تنهد ادم وقال: بطلي عياط ياكارما كارما بنبره حزينه: لسه زعلان مني ادم: ااه كارما وهو علي وشك البكاء مره اخري: ليه، طيب اعمل ايه وتسامحني.
اقترب منها ادم وقال بلين: كارما عايزك تتصرفي بعقل شويه كل التصرفات اللي حصلت من شويه دي مش تصرفات واحده عاقله متجوزه وعندها 3 اطفال، انا مقدر انك غيرانه وعديتلك تصرفات كتيره قبل كده بخصوص الموضوع ده بحجه انك غيرانه، بس اللي حصل انهارده ده مكنش ينفع انه يحصل، انا مش زعلان انك هزقتي البنت دي هي تستاهل، بس انا مش عايزها تعرف ايه حاجه عنك ولا حتي تسمع صوتك، دي اكتر واحده انا عارفها وعارف اللي ف دماغها كويس ف لما اقولك مترديش عليها ولا تديها اهتمام يبقي تسمعي كلامي لاني انا ادري منك بيها ماشي ياكارما.
توترت كارما منه ثم قالت بتهرب: ايه ده مكه باين بتعيط، انا هروح اشوفها ضحك ادم عليها وهي تهرب من امامه بسرعه وبعدها خروجها تنهد وقال بابتسامه: ربنا يصبرني علي تصرفاتك دي ياكارما.. وبعد مرور عده ايام كانت سجي تسير مع اصدقاءها ف الجامعه ويتحدثوا سويا وبعد فتره تحدثت زينه وقالت: ايه ده ايه ده نور وسجي: في ايه زينه بضحكه: الحقي يابت سجي عز قاعد مع واحده.
سجي بسرعه: فين ده نظرت الي حيث تنظر صديقتها وبالفعل وجدت عز يجلس مع فتاه فقالت بغيره: ودي مين بقا ان شاءالله ثم تابعت وهي تنظر لاصدقاءها: سلام دلوقتي يابنات نور بمرح: براحه علي الواد ياسجي، ده شكله بيشرحلها يعني نيته صافيه سجي بغيظ: انا متاكده من نيته بس مش متاكده من نيه اللي جمبه دي زينه بضحكه: انتي لسه واقفه، روحيلهم يلا واتاكدي من نيتهم.
وبالفعل تركت سجي اصدقاءها وتوجهت نحو عز وتلك الفتاه وقفت امامهم وتنحنحت لتجذب انتباهم فنظر لها عز وقال بابتسامه: سجي! سجي وهي تنظر نحو الفتاه التي تنظر لسجي من اعلاها لاسفلها وقالت: اه، مش تعرفنا ياعز قالت الفتاه بدلع: انا دنيا، كنت جايه لعز عشان يشرحلي حاجات كده مش فاهمها سجي بابتسامه مصطنعه وهي تنظر لعز: عز!
حاول عز اخفاء ابتسامته وقال وهو يسحبها من يدها يجلسها جانبه: اقعدي انا خلاص قربت اخلصلها الجزئيه اللي مش فاهمها وبعدين هنمشي اومأت سجي رأسها بغيره وبدأت تهز قدمها بغيظ شديد.
بدأ عز يشرح لدنيا من جديد وقد لاحظت سجي ان دنيا كل ثانيه تنظر الي عز باعجاب ولم تركز ف شرحه وهذا ما زاد غيرتها اكثر وبعد مرور دقائق قال عز بهدوء: بس كده، اتمني تكوني فهمتي دنيا بدلع: طبعا فهمت، شرحك جميل اوي ياعز احسن من بمشهندسين كتير هنا ابتسم عز ابتسامه صغيره ولم يعلق نضهت دنيا بعدها وقالت بنفس النبره: يلا سلام ياعز، سلام ياسجي ابتسمت سجي باصطناع ولم تعلق.
وبعد رحيل دنيا نظرت سجي لعز وقال بغيره: شرحك حلو اوي ياعز، واتمني تكوني فهمتي، مالك انت فهمت ولالا ها رد عليا.
ضحك عز علي هيئتها وقال: ف ايه مالك؟! سجي بغيظ: انت بتضحك عز بضحكه: مالك ياسجي، واحده كانت محتاجه مساعدتي وانا ساعدتها وشرحتلها اللي مش فاهمها ومشيت، فيها ايه سجي بغيظ: وهي دي اصلا مش جايه عشان شرح، انت مشفتش كانت بتبصلك وبتدلع عليك ازاي!
عز بمكر: ايه ده، ده ف حد غيران هنا ولاايه نظرت سجي له شرزا وعندما رأت ملامح وجهها المستمتعه قالت بمكر: لا مش غيرانه بس واضح انه عادي، يعني بعد كده لو حد ولد حلو كده جه طلب مني حاجه اشرحهاله هشرحها.. عز بصوت منخفض غاضب وهو يميل عليها: ولد ايه ياختي؟!
سجي وهي تكتم ابتسامته بصعوبه: ايه مجرد مساعده مش اكتر عز بغضب: طب ابقي اعمليها ياسجي، قال ولد حلو وتشرحيله قال ضحكت سجي بصوت عالي فنظر عز لها بغضب اكبر وقال: صوتك ياسجي! سجي وهي تضع يدها علي فمها: سوري سوري ابعد عز نظره عنه وزفر بعصبيه وغضب فابتسمت سجي بمكر وقالت: ايه ده، شكل ف حد غيران هنا ولاايه!
نظر لها عز وقال: انتي بترديها يعني سجي بمرح: انت اللي بدأت قال عز بتحذير وجديه: الكلام الاهبل ده لو اتعاد تاني سند سجي ذراعها علي قدمها وقالت وقالت وهي تنظر له بملامح وجهها البريئه وتسند رأسها علي كف يدها: هتعمل ايه ضعف عز امام نظرتها وقال بصوت منخفض وهو يبتلع ريقه: مش عارف سجي بضحكه: لما تعرف قولي نهضت وقالت بابتسامه واسعه: يلا ياعم الولاهان معاد المحاضره جه.. عز بتنهيده: يلا يامغلباني.
كان فارس يسير ف احد الشوارع وجانبه ابنه يونس الذي كان يحمل ف يده باقه ورد صغيره كما التي يحملها فارس ولكن باقه فارس علي حجم اكبر قال فارس بابتسامه وهو ينظر الي يونس: شكلك فرحان يايونس يونس بسعاده: ااه، فرحان عشان هفرح ماما لما اديها الورد ده، مش هي هتفرح بيه؟!
فارس بابتسامه: هتفرح بيه اوي، وهتفرح اكتر لما تشوف احتفال بكره يونس بابتسامه واسعه: انا عايزه بكره يجي بسرعه اوي ابتسم فارس وداعب شعر يونس بيده ثم تابع سيره مع ابنه نحو المنزل.
وبعد مرور دقائق كان فارس يدخل من باب الشقه هو ويونس بهدوء شديد اغلق فارس باب الشقه ثم قال وهو يغمز بعينيه: يلا نشوف ماما فين ونفاجأها اومأ يونس رأسه بسرعه وحماسه ثم توجه الاثنان للداخل وجدوا ليان وهي تجلس علي الاريكه تتابع التلفاز بتركيز ولم تلاحظ دخولهم خبئ فارس بوكيه الورد خلفه وفعل يونس المثل.
ثم تنحنح فارس بهدوء لتنتبه له ليان التي بمجرد أن رأتهم نهضت وقالت بعتاب: انتو روحتوا فيم وسبتوني لوحدي، واخرتوا ليه الساعه 12.
لم يرد عليها الاثنان وانما ظلوا ناظرين اليها والإبتسامة مرسومه علي وجههم فقال ليان باستغراب: في اييه، وبعدين انتو حاطين ايديكم ورا ضهركم ليه غمز فارس بعينيه ليونس ففهم يونس مقصد والده تقدم من والدته التي مازالت تنظر لهم باستغراب ثم قال بابتسامه واسعه وهو يقدم لها باقه الورد: كل سنه وانتي طيبه ياماما.
نظرت ليان لباقه الورد بذهول ممزوج بفرحه شديده ثم نظرت ليونس وقالت بحب امومي شديد وهي تميل عليه لتعانقه: ياقلب ماما، وانت طيب ياروحي اقترب فارس منها وقال وهو يقدم باقه الورد: كل سنه وانتي طيبه ياليلو.. ابتعد ليان عن ابنها ثم اقتربت من فارس وعيونها تلتمع قائله بحب شديد: وانت طيب ياحبيبي احتنتضه وبادلها فارس العناق تحت انظار يونس السعيده لرؤيه سعاده والدته.
ابتعد ليان عنه ثم قالت وهي تقرب باقتي الورد منها بسعاده: ايه الورد الجميل ده، وكمان احمر ثم قالت وهي تنظر لهم باعين ملتمعه: انا بحبكم اوي اوي يونس بابتسامه: بجد ياماما الهديه عجبتك؟! ليان: عجبتني اووي يايونس، انت متعرفش انا بحب الورد قد ايه نظر لها يونس بابتسامه واسعه وسعيده وكذلك فارس الذي قال: فكره الورد كانت فكرته علفكره نظرت ليان يونس وقبلته بحب شديد وقالت: ربنا يخليكي ليا يايونس..
يونس بحب: ويخليكي ليا ياماما..
وبعد فتره قصيره نظر فارس لابنه وقال: بقولك ايه يايونس روح اقعد مع جدك شويه وانا شويه وهجيلكم نلعب شطرنج يونس بفرحه: ماشي، بس تعالي بسرعه يابابا قبل ما جدو ينام فارس بابتسامه خفيفه: حاضر.
تحرك يونس خارجا من الشقه متوجها الي شقه جده وبعد خروجه نظر فارس الي ليان التي قالت: وديتوه ليه لعمو دلوقتي زمانه هينام فارس بابتسامه: مجرد ما يشوف يونس هينسي حاجه اسمها نوم، وبعدين حابب اديكي الهديه واحنا لوحدنا.
ليان بفرحه: هديه كمان غير الورد؟! اومأ فارس رأسه بابتسامه ثم وضع يده ف جيب جاكته الداخلي واخرج منها علبه وقال وهو يمد يده ليان بالعلبه: اتمني تعجبك ليان بسعاده: اكيد هتعجبني، كفايه انك انت اللي جايبها.
فتحت ليان العلبه وشهقت بتفاجأ عندما رأت سلسله غايه ف الجمال فقالت بفرحه شديده وهي تخرجها: الله ياافاارس حلوه اووي اووي، وشكلها غالي اوي كمان فارس بابتسامه: مفيش حاجه تغلي عليكي ياليان.
نظرت له ليان بحب شديد واحتضنته بقوه قائله: انا بحبك اووي يافارس اوي فارس بحب مبادل: واانا كماان ثم قال بعدها: يلا البسك السلسله اومأت ليان رأسها بحماسه ثم اعطته السلسه ودرات بجسدها وابعدت خصلات شعرها الناعمه من خلف ظهرها.
بدأ فارس يلبسها السلسله وعندما انتهي مال علي عنقها وقبلها قبله رقيقه جعلت القشعريرة تسير ف جسد ليان ادار فارس جسدها نحوه ثم قال وهو ينظر ف عينيها بعشق: كل سنه وانتي منوره حياتي يااحلي حاجه حصلتلي فيها ليان بابتسامه جميله: وانت طيب ياحبيبي.. نظر لها فارس نظرات داكنه وقال: السلسله عليكي بقت احلي بكتير.
ليان وقد خجلت من نظراته: شكراا ثم قالت بخجل عندما مال برأسه نحوها: فارس، يونس مستنيك فارس وهو يزيد من اقترابه: يونس مع جده متقلقيش عليه..
في فيلا لُجين ويحيي انتهت لُجين من ارتداء ملابسها ثم التفتت ليحيي وقالت: لو تقولي بس احنا رايحين فين ف الوقت ده يحيي: رغايه انتي يالُجين، شويه وهتعرفي ياحبيبتي مستعجله علي ايه.
لُجين بقلق: طب احنا هناخر انس ممكن يصحي ولو ملاقنيش مش بعيد يعيط يحيي ووهو يسحبها من يدها: مش هيصحي ان شاءالله، وبعدين متقلقيش ماما وبابا صاحيين وعارفين اننا خارجين لُجين باستسلام له: ماشي يايحيي..
خرج يحيي ولُجين من الفيلا وركبوا السياره وبدأ يحيي يتحرك الي وجهته تحت أساله فضوليه من لُجين لتعرف هويه المكان الذاهبين اليه.
وبعد مرور ربع ساعه نزل يحيي من سيارته ونزلت لُجين ايضا ونظرت حولها باستغراب وقالت: ايه المكان ده توجه يحيي لها بضحكه: ياحبيبتي اصبري والله شويه وهتعرفي كل حاجه، كفايه اسئله بقا ممكن لُجين بطاعه: حاضر يحيي بمرح: مش متخيله الكلمه دي منك انتي بالذات بتريحني ازاي يالُجين.
لُجين بمشاكسه: اي خدمه بس متاخدش علي كده.. ضحك يحيي باستسلام ثم قال وهو يخرج شريط اسود من جيبه وقال: اسمحيلي اغمي عيونك بقا لُجين بحماسه مما هي مقلبه عليه: اتفضل وضع يحيي الشيط الاسود علي عيونها ثم بدأ يحركها باتجااه المفاجأة الذي حضرها لها.
سحب يحيي الشريط من علي عينيها فظلت لُجين ترمش بعينيها ثم نظرت امامها ووجدت انها تقف علي الشاطئ أمام البحر وامامها طاوله مزينه بشكل جميل والورد يزين الارضه والطاوله التي موضوع عليها شمعتين اضافوا جوا رمانسيا أكثر ومازاد الجو جمال هو صوت البحر وهوائه الذي يبث الشعور بالراحه والطمأنينة ف النفس.
ظلت لُجين تنظر الي جمال المكان بانبهار وفرحه شديده فاقت علي صوت يحيي الهامس ف اذنها يقول: كل سنه وانتي طيبه يالوجي تذكرت لُجين اخيرا ان اليوم عيد ميلاها فالتفت ليحيي ونظرت له بحب شديد واعين ملتمعه: وانت طيب ياقلب لوجي وحياتها كلها احضنته وقالت بسعاده شديده: انا بحبك اووي يايحيي، بحبك اووي بجد.
ابتسم يحيي وقال: وانا بموت فيكي ابتعدت لُجين عنه فقال يحيي بابتسامه: اتمني يكون المكان عجبك لُجين بلهفه وفرحه ظاهره علي وجهها بشده: يجنن يايحيي يجنن، انا حاسه اني من حلاوته هعيط ضحك يحيي وقال: يعني انا عامل ده كله عشان تعيطي ثم قال وهو يسحبها: وبعدين تعالي عشان اديكي هديتك.
لُجين بفرحه: هو في هديه كمان يحيي بابتسامه: ااه، تعالي سحبها من يدها واقترب من الطاوله ثم رفع من عليه علبه صغيره مغلفه بشكل جميل وقال بابتسامه: اتفضلي اخذت لُجين منه العلبه وفتحتها بلهفه شديده وبعد ثواني صرخت لُجين مش شده حماستها وفرحتها ثم نظرت ليحيي وقالت بعدم تصديق: ده الخاتم اللي ورتهولك من اسبوعين وقولتلك شكله حلو اوي انت انت جبته ازاي؟!
يحيي بابتسامه وفرحه لرؤيته لها سعيده بتلك الدرجه: مصادري الخاصه بقا اخرجت لُجين الخاتم ووضعته ف اصابعها ثم قال بفرحه: شكلو يجنن اووي ثم نظرت ليحيي وقالت بحب شديد وامتنان: ربنا يخليك ليا يايحيي اقترب منها يحيي وقبلها من وجنتيها بحب شديد قائلا بصوت رجولي هامس: ويخليكي ليا ياقلب يايحيي، ربنا يجعلني دايما سبب ف فرحتك.
لم تتحدث لُجين وظلت تنظر له بعشق ابتسم يحيي لها ثم قال وهو يسحب احد الكراسي لتجلس عليها: مممكن تتفضلي يابرنسيس لُجين ضحكت لُجين وقالت: ممكن اووي جلست لُجين وجلس يحيي امامها وقضوا سويا ساعات رومانسيه سعيده لما ينساه الاثنان طوال حياتهم..
وفي الفيلا استقيظ انس الصغير من نومه وكعادته نهض من علي الفراش وخرج من غرفته وتوجه لغرفه والديه طرق علي الباب طرقات خفيفه وهو يشعر بالنعاس الشديد ويكاد ان ينام وهو يقف أمام الباب لم يسمع استجابه ففتح الباب ودلف للداخل ولكن لم يجد والده او والدته علي الفراش طرق علي باب المرحاض ولكن دون استجابه كان علي وشك البكاء عندما لم يجد والدته فخرج من الغرفه وتوجه لغرفته.
صعد الي فراش ادم اخيه وبدأ يوقظه قائلا بصوت باكي: ادم، ادم اصحي.
استيقظ ادم من نومه وقال بنعاس شديد: ايه ياانس انس بصوت باكي: ماما وبابا مش موجدين ف الاوضه، هما رواحوا فين وسابونا بدأ ادم ف الانتباه له وقال: ممكن ماما ف الحمام وبابا خرج انس: لا مفيش حد ف الحمام نهض ادم وقال بتساؤل: هيكونوا فين انس بصوت باكي: مش عارف قال ادم وهو يسحب اخيه من يده: متعطيش، تعالي نسأل تيته هي اكيد عارفه استجاب له انس وسار معه ثم اتجه الي غرفه رهف ومازن.
طرق ادم علي الباب دقائق وفتح له مازن الباب وعندما رأهم جلس علي ركبيته وقال بقلق: في ايه ياولاد انتو كويسين انس بحزن طفولي: فين ماما ياجدو أتت رهف من خلف مازن وقالت بحنان لانس: ماما راحت مشوار مع بابا ياحبيبي وزمانها جايه ادم بتساؤل: راحوا فين بالليل كده تابع انس وقال: وليه سابونا لوحدنا.
مازن بابتسامه: اقولكم راحوا فين اومأ الطفلان رأسهما فقال مازن: اصل عيد ميلاد ماما بكره وبابا كان محضرلها مفاجأه فخدها يوريها المفاجأه دي ادم بسعاده: ايه ده عيد ميلاد ماما بكره انس بسعاده هو الاخر: يعني هنعملها بارتي ونجبلها هدايا ثم تابع بتفكير: بس ليه بابا عمل مفاجأة دلوقتي ومعلمهاش بكره ادم: جدو احنا عايزين نعمل مفاجاه لماما دلوقتي زي ما بابا عملها.
انس بحماسه شديده: اه ياجدو ااه عايزين نعملها مفاجاه نظر مازن لرهف وقال بابتسامه: ايه رأيك ياتيته ف الموضوع ده نظرت رهف للاطفال وضعفت امام نظره الرجاء التي في اعينيهم فقالت بتنهيده: ماشي نعمل مفاجاه.
هلل الاطفال بموافقه جدتهم وبعد تفكير مع مازن ورهف قرروا ان يصعنوا للُجين كيكه احتفاالا بعيد ميلادها وكانت رهف متاكده ان تلك المفاجاه ستعجب لُجين خاصه وهي من صنع اطفالها انس وادم وفيروز التي قام انس ومن شده حماسته بايقظها حتي تشارك معهم ف الاحتفال.
وبعد مرور عده ساعات حضر يحيي ولُجين اخيرا بعد قضاء ساعات لم يقضوا مثلها وتفاجأت لُجين بان اطفالها الثلاث مستيقظين وزاد تفاجأها اكثر عندما فاجئوها بالتورته التي صنعوها لها سعدت بها كثيرا رغم من بساطه الامر ولكن يكفي انها من صنع اطفالها ويكفي ايضا سعاده اطفالها بعيد ميلادها لتختم لُجين اليوم وهي تشعر بالسعاده الشديده من تفصليه.
وقد زادت سعادتها اكتر هي وليان ف اليوم التالي عندما قامت حنين وقاسم بعمل حفله تجمع جميع العائله بالقصر وقضوا وقت جميل بالقصر خاصه بالهدايا التي جلبوها لهم..
وبعد مرور عده ايام كان عز يجلس ف سيارته وينظر الي تلك الجالسه جانبه والتي يبدو علي ملامح وجهها التوتر فابتسم وقال: اللي يشوفك كده ميقولش اني بتزني عليا من زمان اني اعلمك السواقه، رجعتي ف رأيك ولاايه؟!
سجي بسرعه: لا مرجعتش، بس خايفه بابا يعرف ويزعل مني عز مطمئتا اياها: متقلقيش هيعرف منين يعني، وبعدين انتي مش مع حد غريب اومأت سجي رأسها بتردد فتابع عز قائلا بمشاكسه: جبتك ف مكان هادي اهو عشان نحافظ علي حياتنا وحياه الاخرين.
سجي بغيظ: علفكره انا شاطره جدا وهتعلم السواقه بسرعه اوي عز بابتسامه: هنشوف دلوقتي، يلا انزلي وتعالي مكاني.. اومأت سجي رأسها ثم نزلت من السياره وبعد تبديل امكانهم.
وضعت سجي يدها علي عجله القياده وقالت بحماسه شديده: هاا اعمل ايه بقا ابتسم عز علي حماستها ثم بدأ يعلمها اساسيات القياده وبعد مرور حوالي ربع ساعه.
قالت سجي بفرحه شديده وهي تسير بالسياره بسرعه بطيئه نسبيا: الله، دي طلعت سهله اووي ياعز عز بابتسامه: طلعتي شاطره واتعلمتي بسرعه زي ما قولتي سجي بابتسامه واسعه: بنفع اسرع عز وهو يومأ برأسه: سرعي.
بدأت سجي تزود من سرعه السياره وكانت فرحتها بتعملها القياده ظاهره علي وجهها بشده وكان عز يراقب فرحتها وابتسامه خفيفه مرسومه علي وجهها دقائق قليله وتلاشت ابتسامه عز عندما نظر امامه ووجد سياره كبيره ظهرت من العدم وتسير نحوهم بسرعه كبيره فقال بصوت عالي: سجي حااسبي.
اما سجي ف من فزعها من ظهور تلك السياره تركت عجله القياده وبدأت ف الصراخ حاول عز التحكم ف عجله القياده ولكن محاولاته لم تنجح ابتلع ريقه عندما لاحظ اقتراب السياره الشديد منهم فبدون تفكير القي جسده نحوو سجي لحمايتها وف لحظه كانت سياره عز تنقلب عده مرات علي الطريق ف مكان خالي من البشر..
رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الرابع
كان يركض في المستشفي وخلفه قُصي فمنذ دقائق قليله هاتف شخص غريب قاسم من هاتف سجي واخبره بوجود سجي وشاب اخر بالمستشفى وبمجرد ما ان سمع قاسم الخبر خرج من مكتبه وهو يركض وقد فزع قُصي عندما رأي والده علي تلك الحاله وخاف اكثر علي اخته عندما أخبره والده بما حدث لها.
سأل قاسم بخوف وسرعه ف الاستقبال عن حاله ابنته وسرعان ما ماعرف مكانهم توجهه قاسم بركض الي الغرفه التي أخبره بها رجل الاستقبال وكان علي وشك الدخول ولكن منعه خروج الطبيب من الغرفه فاوقفه بسرعه وقال بخوف شديد علي ابنته: بنتي بنتي فين يادكتور.
الطبيب بهدوء: حضرتك والد البنت اللي جات ف حادثه وكان معاها شاب اومأ قاسم رأسه بسرعه فتابع الطبيب مطمئناً اياه: متقلقيش بنت حضرتك كويسه هي شويه كدمات بس ومفيش كسور الحمدلله.
تنهد قاسم وهو وقُصي براحه ثم قال قُصي: وعز الشاب اللي معاها عامل ايه الطبيب بأسف: للاسف الشاب هو اللي جه حالته صعبه، كان في نزيف داخلي ولولا انه جه ف الوقت المناسب كنا فقداناه ده طبعا غير الكسور اللي في جسمه والجروح اللي سببها ازاز العربيه ليه.
ابتلع قاسم ريقه بصعوبه وقال بخوف علي عز: طب هو عامل ايه دلوقتي الطبيب بعمليه: هو حاليا ف العنايه المركزه محطوط تحت الملاحظه لو 24 ساعه اللي جاين عدوا علي خير ف كده عدينا مرحله الخطر قاسم بحزن: ينفع ادخل اشوف بنتي الطبيب: هي نايمه دلوقتي من المخدر اللي وخداه كمان كام ساعه هتفوق، وياريت حد ينزل الاستقبال تحت ويكمل الاجراءت..
اومأ قاسم رأسه وبعد رحيل الطبيب من امامهم قال قُصي بحزن علي عز: انا هنزل اشوف الاجراءت وهطلع لحضرتك يابابا اومأ قاسم رأسه فرحل قُصي من امامه وبعد رحيله جلس قاسم علي احد كراسي الانتظار ووضع رأسه بين كفه ومازالت ضربات قلبه سريعه منء ان سمع خبر اصابه سجي، ظل قاسم يفكر كيف حدث ذالك الحادث ولماذا كانت سجي بسياره عز واسئله اخري كثيره تدور برأسه.
وبعد مرور ساعتان عرفت جميع العائله ما حدث لعز وسجي حتي رحاب والده عز، وبمجرد ما ان سمعوا الخبر حتي توجهوا جميعا الي المستشفي..
وفي غرفه سجي فتحت سجي عينيها ببطء ثم اغلقتها مجددا بسبب ضوء الغرفه القوي مرت ثواني وفتحتها مره اخري وقد بدأت تعتاد علي اضاءه الغرفه اقتربت والدتها منها وهي تقول بلهفه ودموع: سجي حبيبتي انتي كويسه ياقلب ماما.
نظرت سجي لوالدتها باستغراب ثم نظرت لاخواتها المحيطين بالفراش المتسطحه عليه لحظات وبدأت تهاجمها الذكريات بما حدث منذ بضع ساعات وبعد دقائق وعندما تذكرت ما حدث توسعت عنيها من شده الصدمه والخوف وسرعان ما ترترقت الدموع في عينيها قائله بصوت خافت: عز!
انتفضت من علي الفراش وقالت بصراخ وببكاء: لالا عز، عز فين ياماما، عز كويس مش كده ثم تابعت بانيهار ووبكاء اكثر وقد بدأت والدتها واخواتها يبكوا لحالتها: عز لا لا ، انا السبب انا السبب.. لُجين والدموع تنهمر علي وجهها: اهدي ياحبيبتي اهدي عز كويس لم تستمع لها سجي وانما نهضت من علي الفراش غير عابئه بالالم جسدها وقالت ببكاء شديد: عز فين، انا عايزه عز.
لم يستطيع احد السيطره عليها ولم تعطي الفرصه لاحد ان يخبرها بان عز حالته جيده خرجت سجي وظلت تسير بخطوات سريعه متعثره وهي تبكي وتردد اسم عز استطاعت ان تري والدها واخواتها ادم وقُصي فاتجهت نحوهم بسرعه وهي تقول ببكاء وصوت مرهق: بابا.
اتجه نحوها قاسم بسرعه وامسكها من يدها قبل ان تسقط ف الارض تجاهلت سجي شعورها بالدوران وقالت لوالدها ببكاء هستيري: بابا عز كويس مش كده ضمها قاسم بحزن وقال وهو ينظر الي حنين الباكيه التي جاءت خلف ابنتها: كويس ياحبييتي والله، اهدي ياسجي اهدي.
سجي ببكاء: انا السبب يابابا انا اللي قولتله عايزه اتعلم السواقه، عز هيبقي كويس ومش هسيبني مش كده يابابا كان قاسم علي وشك الرد عليها ولكن قاطعه صوت رحاب التي قالت بصوت عالي وهي تبكي: حرام عليكي، ليه ليه ده ابني اللي مليش غيره، ليه يعلمك هو السواقه، ملقتيش غيره ملقتيش غير عز، انتي عارفه حالته عامله ازاي دلوقتي، ابني بين الحيا والموت بسببك..
نظر لها الجميع بغضب بسبب حديثها ولكن لم يتسطيع احد التحدث وراعوا شعورها بالخوف والقلق علي ابنها الوحيد استمعت سجي الي كلماتها وانهمرت ف البكاء اكثر، لحظات ولم تستطع الصمود اكثر فسقطت فجأه بين يد قاسم مغشيا عليها فتعالي صوت شهقات حنين ولُجين وليان.
اقتربت حنين منها وقالت بقلق وبكاء: سجي حبيبتي ربت قاسم علي وجنتيها بخفه وبخوف وقلق شديد: سجي حبيبتي اصحي، عز هيبقي كويس ياسجي فوقي.
تدخل ادم وقال سريعا: هاتها يابابا اوديها اوضتها واجبلها الدكتور حملها قاسم بين يديه بخفه وقال بخوف لادم: انا هوديها ياادم نادي الدكتور بسرعه أومأ ادم وذهب من امامهم بسرعه ليحضر الطبيب اما قاسم فتوجهه لغرفه سجي وخلفه جميع عائلته تاركين رحاب بمفردها.. مر الوقت علي الجميع بصعوبه كان الجميع منتظر مرور الوقت ليتخطي عز حاله الخطر كما اخبرهم الطبيب.
لم يتصادم قاسم ولا احد من اولاده مع رحاب مره اخري فقد تجنب الجميع التعامل معاها حتي لا يفتعلوا مشاكل بسبب حديثها الغليظ اما سجي فكانت بين اليقظه والنوم، فعندما تستيقظ تظل تبكي علي عز حتي تشعر بالتعب وتعود للنوم مره اخري لا تستجيب لحديث احد حولها كل ما تريد ان تري عز امامها حتي تتطمئن عليها بنفسها، وبسبب حالتها تلك لم يتسطيع قاسم او ادم معرفه مع حدث معهم بالتفصيل لشعور الاثنين ان ذلك الحادث مدبر..
حاول ادم التوصل لاي خيط لتلك الحادث وذهب لمكان الحادث علي امل ان يجد كاميرات مراقبه فب المكان ولكن للاسف لم يجد ولم يتسطيع ايضا ان يتوصل لصاحب السياره الاخري التي صدمتهم، فقرر ان يتنظر حتي تتحسن حاله عز ليفهم ما حدث معهم بالتفصيل.
وف اليوم التالي مرت 24 ساعه علي خير دون اي مضاعفات وقد طمئنهم الطبيب علي حاله عز وقاموا باخراجه من العنايه ونقلوه الي غرفه عاديه ظل عز في غيبوته حتي بعد خروجه بساعات من غرفه العنايه وهذه ما اقلق قاسم عليه ولكن اخبره الطبيب بانه شئ طبيعي ولا يشكل هذا خطرا علي عز.
مرت ساعات اخري كام قاسم يجلس ف غرفه سجي والتي كانت تجلس ف حضن والدتها وتبكي بصمت وكانت حنين تهمس لها بكلمات صغيره تحاول ان تطمئنها اعتدلت سجي عندما دخل يزن أخيها وقال ينظر لسجي: عز فاق ياسجي سجي والدموع تنهمر علي وجهها: بجد يايزن فاق أومأ يزن رأسه بابتسامه فنهضت سجي بسرعه ولهفه من علي الفراش بمساعده حنين.
وبعد دقائق كانت سجي تفتح باب غرفه عز بلهفه فوجودت رحاب تساعده عاي الجلوس براحه اكثر قالت سجي بصوت باكي: عز! نظر عز لها بلهفه خوفا من ان يكون قد اصابها مكروه ف منذ ان فتح عيونها وليس علي لسانه سوي اسم سجي أخبرته رحاب بانها بخير ولكنه لم يصدقها، وكان علي وشك النهوض ليطمئن عليها بنفسه علي الرغم من الكسور والجروح التي بجسده قال عز بصوت مرهق: انتي كويسه.
اقتربت منه سجي وقالت ببكاء وهي تجلس امامه: انا اسفه اسفه، انا السبب ف اللي انت فيه ده تحدث عز بنبرته الحنونه معاها: اهدي ياسجي، انتي مش السبب ف حاجه ده نصيبي، وانا كويس اهو اهدي عشان خاطري تدخلت حنين وقالت وهي تربت علي يده بحنان امومي: حمدالله علي السلامه ياحبيبي عز بابتسامه مرهقه: الله يسلم حضرتك نظر بعدها الي سجي التي مازالت تبكي قائله بندم وهي تتفحص جسده وذراعه المكسور: انت انت موجوع مش كده.
عز بابتسامه: انا كويس ياحبيبتي الحمدلله، اهدي بقا عشان خاطري انا مش بحب اشوفك كده سجي بخفوت: انت كان ممكن تموت بسببي عز ولم يخجل من وجود حنين: فداكي حياتي ياسجي نظرت سجي بتوتر لوالدتها ومازالت الدموع وعالقه بعينيها فابتسمت حنين لها ولم تعلق.
لاحظ عز عدم وجود والدته منذ دخول سجي وحنين ولكن لم يعطي للموضوع اهميه وظل يتحدث مع سجي وحنين الي ان دخل اخوات سجي ليطمئنوا عليه.
وف الخارج نزلت رحاب الي كافتيرا المستشفي تبحث بعينيها عن قاسم وبالفعل قد وجدته فاتجهت نحوه وقالت بسخريه عندما رأته يرتشف كوب من القهوه: ايه مطلعتش تسأل ليه علي خطيب بنتك اللي كانت هتبقي السبب ف موته عشان احلامها التافهه.
قال قاسم بنبره جامده: انا لحد دلوقتي مراعي انك بتقولي كده عشان خوفك علي ابنك وعديت الكلمه مره وهعديها المره دي كمان بس كلام زي كده لو اتكرر تاني هندمك عليه، انا كنت ممكن اخسر بنتي زي ما انتي كنتي هتخسري ابنك بالظبط، وبعدين انا مش فاهم بصراحه سر خوفك وقلقك الشديد عليه اللي يشوف كده ميقولش انك كنتي سايباه من وهو عيل صغير ومفكرتيش تسألي فيه.
ارتبكت رحاب وتحدثت قائله: الموضوع ده يخصني انا وابني وانا خلاص ندمت ورجعتله وهو كمان سامحني قاسم بابتسامه جانبيه: اتمني، عز يستاهل ان يعيش حياه طبيعيه ويحس بحنان امه عليه.. لم تعير رحاب حديثه اهتمام وانما قالت بغلظه: عربيه ابني اتدمرت بسبب بنتك وابني تعب عبال ما اشتري العربيه دي.
ابتسم قاسم بسخريه وقد علم نيتها الحقيقه فقال: والمطلوب؟! رحاب: تعويض قاسم ببرود: ساعتين وتلاقي عربيه زي بتاعت ابنك ويمكن احدث، بس ياتري عز عارف موضوع التعويض ده توترت رحاب ولكن استطاعت أن تخفي توترها وقالت: ااه عارف انا اتفقت انا وهو وقالي اني اكلمك عشان هو مش هيعرف يفاتحك ف الموضوع ده.
اومأ قاسم رأسه بهدوء: حاجه كمان رحاب: لا بعد اذنك عشان هتطلع اطمن علي ابني قاسم بابتسامه مصطنعه: اه اكيد اتفضلي كانت رحاب علي وشك الرحيل ولكن توقفت علي صوت قاسم يقول: مدام رحاب التفتت له رحاب بعجرفه فتابع قاسم بنبره تحذيريه اخافت رحاب: لو فكرتي تضايقي سجي بنتي بس بكلمه هتزعلي مني اتفقنا توترت رحاب من حديثها فاومأت رأسها ورحلت من أمامه بسرعه.
وبعد رحيلها تحولت ملامح قاسم الي الغضب والاشمئزاز من تلك المرأة وشعر بالشفقه علي عز بسبب ان تلك الخبيثه هي والدته اخرج هاتفهه من جيبه وقام بمهاتفه ابنه ادم الذي كان ف عمله ثواني وفتح ادم الخط وقال: الو قاسم بهدوء: ايوه ياادم كنت عايزك ف حاجه ادخ باحترام: اتفضل يابابا قاسم بغموض: كنت عايزك تجبلي تفاصيل عن رحاب والده عز، كل حاجه عنها خاصه الفتره اللي قبل ما تظهر في حياه عز.
ادم: حاضر يابابا يومين وكل حاجه عنها هتكون مع حضرتك، ثم تابع بتساؤل: انت شاكك ف حاجه يابابا قاسم بهدوء: هاتلي بس المعلومات دي عنها ونبقي نكمل كلامنا ادم بطاعه: حاضر..
مر اليوم وقد جلس ادم وقاسم مع عز وسجي وبدأو يسألوهم عن الحادث وما الذي مروا به بالتفصيل حكي عز ما حدث واحساس ادم وقاسم بان الحادث مدبر يزداد خاصه بعد حديث يزن ةلءي قال ان السياره ظهرت من العدم فجأة ف كان الطريق فارع هادئ لا تمر به سيارات.
استمع قاسم وادم لحديث عز بانصات وتحدثت سجي ايضا ومازاد حب وامتنان قاسم لعز عندما اخبرته سجي ان عز القي جسده عليه حتي يحميها من اي اصابات وبالغعل نتيجه فعلته استطاع ان ياخد هو النصيب الاكبر من الكدمات والكسور اما سجي فلم يصبيها سوي كدمات ستزول بالعلاج خلال أيام..
ظل عز طوال اليوم التالي بالمستشفي وظلت والدته معه تساعده وتهتم به وهذا ما جعل عز يرق قلبه من ناحيتها فهو لاول مره يجرب ان يهتم به شخص، سجي لم تقصر معه يوما ودوما ما تهتم به وبصحته وحياته ولكن شعور اهتمام والدته به مختلف قليلا، وبجانب اهتمام والدته اهتم به قاسم وسجي وحنين أيضا وبعد مرور يومان وفي قصر قاسم في المساء توجهت حنين الي باب الغرفه عندما سمعت صوت طرق علي الباب.
ففتحت الباب وعندما رأت سجي امامها قالت بخوف: سجي، انتي كويسه ياحبيبتي سجي بأبتسامه باهته: اه يامامي الحمدلله، بابي صاحي.
حنين بابتسامه حنونه: ااه ياحبيبتي صاحي، ادخلي عملت حنين من هيئه ابنتها المتوتره السبب وراء مجيئها لغرفتهم دخلت سجي ورأت والدها يجلس علي الفراش كان علي وشك النوم ولكن عندما سمع صوت طرق علي الباب وسمع صوت ابنته نهض قلقا من ان يكون اصابها مكروه.
نظر قاسم لابنته وقال بهدوء: في حاجه ياسجي اتجهت سجي للفراش وصعدت عليه وقالت بدموع وهي تجلس أمام والدها: انا اسفه قاسم بعدم اهتمام: اسفه علي ايه انتي عملتي ايه سجي والدموع تنهمر علي وجهها: اسفه اني ركبت مع عز العربيه بس والله يابابي دي كانت اول واخر مره، وانا ساعتها اللي قولتله عايزه اتعلم السواقه، انا اسفه اني حطيتك ف الموقف ده.
ظل قاسم ينظر لها بصمت فقالت سجي بحزن وبكاء: عشان خاطري يابابي سامحني واوعدك انها مش هتكرر تاني لم يتحدث قاسم فتابعت سجي ببكاء اكثر: بابي ارجوك اتكلم، انت عارف اني مش بحب تزعل مني، صمتت لثواني وقالت: طيب لو عايز تعاقبني عاقبني لو ده هيريح حضرتك وهيخليك تسامحني وانا موافقه علي اي عقاب مهما كان ايه.
ايضا لم يرد قاسم فقالت سجي وهي تنظر لوالدتها: مامي قوليله يسامحني عشان خاطري لم يتحمل قاسم ان يري سجي وهي تبكي اكثر من ذلك فضمها نحوه وقال بحنان وهو يمرر يده علي ظهرها: هشش اهدي، خلاص ياسجي مش زعلان خرجت سجي من احضانه وقالت بلهفه: بجد؟! اومأ قاسم رأسه بابتسامه بسيطه وقال بعدها بجديه: بس اول واخر مره تتحركي مع عز خطوه من غير ما تقوليلي انا واثق فيكي ياسجي وواثق انك مستحيل تستغفليني.
وانا هعتبر اللي حصل ده محصلش، بس لو اتكررت تاني وعرفت انك كنتي ف حته مع عز لوحدكم ه..
قاطعته سجي وقالت بلهفه وهي تسمع دموعه: مش هيحصل والله مش هيحصل تاني، دي اول واخر مره اخبي عليك حاجه يابابي اومأ قاسم رأسه بابتسامه ولم يتحدث فقالت سجي بطفوله وهي تتسطح علي الفراش براحه: انا هنام جمبكم انهارده زي ما كنت بعمل زمان ونظرت لوالدتها وقالت ببراءه: ماشي يامامي.. حنين بحب: الاوضه تنور ياروحي.
قاسم بصرامه مزيفه: هنام ياسجي مش هتضحكي علينا وترغي معانا وتسهرينا للصبح ضحكت سجي وقالت: لا مش هضحك عليكم، انا اصلا نعسانه اووي انهت كلماها ثم تثاوبت بنعاس فقالت بعدها بضحكه لوالدها: شوفت انا نعسانه ازاي ضحك قاسم بخفه عليها فتابعت سجي قائله بحماس لوالدتها: يلا يامامي طفي النور ويلا عشان ننام.
حنين بابتسامه: حاضر ياحبيبتي وبالفعل اغلقت حنين اضاءه الغرفه ولم يتبقي الا ضوء خافت صادر من الاباجوره الموجوده علي الكمودينوا تسحطت حنين بجوار سجي التي كانت تنام بين قاسم وحنين كانت سجي تتوسط حضن والدتها وتغمض عيونها براحه تحت نظرات قاسم المراقبه لهم.
ظل مده وهو يراقبهم وابتسامه خفيفه مرسومه علي وجهه، مهما فعلت سجي تستيطع ان تمتص غضبه منها ف لحظات، بمجرد ما ان تبدأ بالبكاء لشعورها بالحزن والندم لغضب واادها منها يضعف قاسم أمام دموعها ويسامحها ف الحال.
تنهد بعمق ف لا يعلم عندما يأتي ذلك اليوم وتتزوج فيه سجي كيف سيعيش ف القصر بدونها اغمض عينيه يحاول ان يطرد تلك الافكار من عقله فكيفيه الان انها بجانبه كان قاسم علي وشك ان يذهب ف ثبات عميق ولكن انتبه علي شخص يضمه ولم تكن سوي سجي والتي قالت بصوت رقيق منخفض وهي تحتضن والدها واضعه رأسها علي صدره: انا بحبك اوي يابابي حاوطها قاسم بيده وقال بصوت منخفض مماثل لها: وبابا بيموت فيكي ياقلب بابا..
تابع بتنهيده: ابقي اجهزي بكره بالليل عشان هنروح نزور عز انا وانتي وماما ابتسمت سجي بسعاده شدديه ثم اغمضت عينيها براحه متنمنيه ان يأتي الغد بسرعه لشده اشتياقها لرؤيه عز ورغبهتا في الاطمئنان عليه.. وبعد مرور ساعات ف شقه عز كان عز يجلس علي الفراش وكل فتره يطلق آه خافته فالالم الجروح التي بظهره اشتدت عليه بقوه تناول احد المسكنات من جانبه ليهدأ هذا الالم.
مد يده ليرتشف قليلا من المياه ولكن وجد كوب المياه فارغ فاضطر ان ينهض ويذهب للمطبخ وبخطوات بطيئه نهض عز من علي الفراش خارجا من غرفته واثناء سيره البطئ تجاه المطبخ مر علي غرفه رحاب وسمع همهمه صادره من الداخل استغرب ف الوقت قد تعدي الثانيه بعد منتصف الليل فمع من تتحدث والدته.
اقترب من الباب وكان علي وشك الطرق علي الباب ولكن توقفت يده قبل ان يطرق علي الباب عندما سمع صوت والدته تقول: لا يااكرم متعملش اللي ف دماغك ده كفايه اني سمحتلك بموضوع الحادثه المدبره اللي جات علي حساب ابني رغم انك قولتلي ان اللي هيتضر هي بنت قاسم بس، بس اللي حصل العكس، انا معاك ف اي حاجه تاني بس الا انك تعمل اللي ف دماغك ده.
وبعدين انا عايزه الخطه دي تخلص بسرعه عشان امشي، عشان كل ما بقعد كل ما بيبقي اصعب اني امشي.
تعالت دقات قلب عز بشده حتي كاد ان يشعر بان قلبه سيتوقف شعر بالدوار من صدمه ما سمعه ف استند علي الحائط بيده وهو يحاول ان يلتقط انفاسه فلم يصدق ما سمعه باذنه وما تفوهت به والدته، او تلك اللي تدعي والدته.
كل بكاءها وخوفها وندمها كان كذب، دخلت حياته لغرض معين وعندما تنال ما تريد ستتركه مثلما تركته وهو صغير نزلت دمعه وحيده من عينيه وهو لا يصدق ان من ف الداخل هي والدته، كاد ان يسامحها علي تركها له ف الماضي، كاد علي بدأ صفحه جديده معها، ولكن يبدو ان كان مخطأ من البدايه عندما سمح لها ان تدخل حياته مره اخري..
رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الخامس
دخل عز غرفته بخطوات بطيئه وهو يستند علي الحائط ومازال لا يصدق ما سمعه باذنه والدته تريد اذيته والابشع من ذلك انها تريد اذيه سجي.. سجي التي شعرت بالشفقه عليها واصرت علي عز ان يعاملها جيداا ويسامحها علي ابتعادها عنه مسح عز الدموع من عينيه بغضب وتوعد لرحاب ولذلك الرجل بشده لتلاعبهم بمشاعره ومحاولاتهم لايذاء سجي.
وفي صباح اليوم التالي كان عز علي وضعه لم يستيطع النوم منذ امس ظل يفكر ويفكر فيما سيفعله مع رحاب وكيف سيصل الي ذلك الرجل الذي يدعي اكرم يشعر بغضب شديد وكره لاول مره يشعره تجااهها.. فاق من شروده علي صوت رنين هاتفه نظر للمتصل ووجدها سجي..
لو شخص اخر غيرها ما كان فتح الاتصال ولكن وجد نفسه تلقائيا وضع الهاتف علي اذنه بعدما فتح الاتصال قال بصوت متحشرج: الو قالت سجي بأسف: عز انت كنت نايم اسفه اني صحيتك عز بنبره هادئه: لا مش نايم صاحي سجي بلهفه ونبره حنونه: عامل ايه انهارده، حاسس بوجع وخدت العلاج ولالا..
ابتسم عز بحسره فهي الشخص الوحيد الصادق ف حياته، حنانها وخوفها عليه نابع من حبها الصادق وليس كوالدته تصتنع الاهتمام لتنال ما تريد اخبرها عز بانه بحاله افضل وبعد عده اسئله من سجي تتطمئن فيها علي حاله عز قال سجي بلهفه: انا جيالك انهارده انا وبابي ومامي ياعز!
لو كان ف موقف اخر كان عز سعد بذلك الخبر ولكن فحأه أتت صوره رحاب امامه، شعر بالخوف عليها من ان يصبيها مكروه علي يد رحاب فقال برفض ونبره جامده جعلت اعين سجي تدمع: لا ياسجي متجيش.. سجي بنبره حزينه: ليه ياعز، انا عايزه اطمن عليك، وبعدين انت وحشتني اوي هو انا موحشتكش.
شعر عز بالحزن عندما سمع نبرتها الحزينه ولكن ظل علي موقفه وقال: اسمعي الكلام ياسجي ومتجيش لو سمحتي، اتحججي باي حجه ومتخليش اي حد يجي.. سجي بصوت باكي وقد أتت ف مخيلتها افكار اخري مثل ان عز لم يعد يحبها لانها تسببت في هذا الحادث وبسببها تضرر كثيرا صحيا وماليا: ياعز.. قاطعها عز بنبره اكثر صرامه: وبعدين معاكي ياسجي اسمعي الكلام..
سمع عز صوت شهقات خفيفه فاغمض عينيه بارهاق وندم هو يعلم حساسيه سجي الشديده وانها سريعه البكاء كان عز علي وشك التحدث ولكن قطع حديثه عندما سمع صوت طرق علي الباب فقال لتلك التي تبكي بسبب معاملته الجافه: سجي انا مضطر اقفل دلوقتي، هكلمك بعدين لم يعطيها الفرصه للرد حتي لانه غلق الاتصال عندما دلفت رحاب الغرفه.
اما سجي فنظرت للهاتف بصدمه والدموع تنهمر علي وجهها بسبب معاملته الجافه التي تراه لاول مره وضعت رأسها علي الوساده وظلت تبكي بحزن وتتمني ان ما تفكر به ليس صحيح..
وعند عز دلفت رحاب وهي تحمل بين يدها صينيه موضوع عليها انواع مختلفه من الاطعمه وقالت بابتسامه وهي تنظر لعز الذي ابعد الهاتف عن اذنه تزامناً مع دخولها: صباح الخير ياعز، عامل ايه انهارده عز بابتسامه مصطنعه: الحمدلله وضعت رحاب الصنينه امامه علي السرير وقالت بابتسامه وهي تنظر للهاتف: كنت بتكلم سجي ولاايه عز بنفس الابتسامه: لا ده واحد صاحبي.
اومأت رحاب رأسها وقالت: جهزتلك الفطار، كُل بقا عشان تاخد العلاج عز وقد قرر ان يتلاعب بها: تسلم ايدك ياماما استغربت رحاب من معاملته ولكنها ابتسمت لان الحدود التي كانت بينهم بدأت تتلاشي وقالت بسعاده مصطنعه: انت قولت ماما ياعز مش كده اومأ عز رأسه وهو يبتسم فتابعت رحاب قائله: يااه ياحبيبي مش متخيل كان نفسي اسمع الكلمه دي منك ازاي.
عز بغموض: اوعدك هتسمعيها مني علطول ياماما، انا خلاص قررت انسي اللي فات، مش انتي ندمتي انك سبتيني وانا صغير؟! ابتلعت رحاب ريقها بتوتر وقالت: طبعا طبعا ندمت عز بابتسامه: وطالما ندمتي خلاص، وانا متاكد انك هتعوضيني عن السنين اللي فاتت، وكفايه اني لما احتاجك هلاقيكي جمبي بعد كده.
بدأ يتسرب داخلها الشعور بالندم وهي تري عز بدأ يتعلق بها فماذا سيفعل ان علم حقيقتها فاقت من شرودها علي صوت عز يقول بمكر: ايه ياماما روحتي فين رحاب بانتباه: معاك ياحبيبي عز وهو يشير بعينيه للطعام: يلا كلي معايا كانت رحاب علي وشك الرد ولكن قاطعها صوت رنين هاتفها وعندما وجدت رقم اكرم ارتبكت بشده ولكن حاولت تمالك نفسها وقالت لعز: هروح ارد علي المكالمه دي وجيالك.
عز بهدوء: مين اللي بيرن رحاب وهي تنهض من علي الفراش بتوتر: دي واحده صاحبتي، هرد واجيلك، افطر انت ياحبيبي عشان تاخد علاجك عز بابتسامه: حاضر بمجرد ما اعطته رحاب ظهرها تلاشت ابتسامه عز وحل محلها الغضب والكره الشديد، مصطنعه، مصطنعه لابعد حد، كيف تلك الخبيثه تسمي ام، قرر عز ان ينهي ما يفعله بسرعه فهو لم يعد يطيق فكرة وجودها معه بالمنزل..
وبعد مرور يومين بدأ عز يبحث خلف رحاب ليعرف من الذي يوجهها واستطاع بابتسامته المطصنعه ونبرته الهادئه ان يقنع رحاب انه سامحها ولم تشك به للحظه كان عز دائما يستغل خروجها من المنزل ليدلف لغرفتها ويفتش باشياءها لعله يصل الي شئ وبالغعل وجد توكيل سياره باسم قاسم ومسجل منذ فتره قصيره تنهد عز بألم واخذ الورقه ثم خرج من الغرفه وقرر ان يذهب لقاسم بعد ان جمع بعض المعلومات عن الشخص التي تتحدث معه رحاب..
وكانت علاقته بسجي ف تلك الفتره ليست علي ما يرام كانت تفكير عز ف كيفيه كشف والدته فقل حديثه مع سجي وهذا ما أثر علي سجي بالحزن الشديد ظنا منها انه يتبعد عنها.. وفي أحد الايام ف قصر قاسم.. كان قاسم يجلس علي الفراش وينظر بلوم وعتاب لتلك المسطحه امامه علي الفراش ويظهر علي وجهها الارهاق.
ابتسمت حنين بارهاق وقالت وهي تمد جسدها واضعه يده علي يدها: قاسم هتفضل ساكت كده كتير، انا بقيت كويسه ياحبيبي والله.. ظل قاسم ينظر لها بصمت ايضا فتنهدت حنين بحزن فمنذ ساعه كانت حنين تجلس مع ورد بالاسفل ويتحدثوا سويا وفجأه بدأت حنين تشعر بالدوار حاولت ان لا تعير هذا الدوار اهتمام اعتقادا منه انه سيحدث لثواني وسينتهي.. ولكن حدث العكس فكان الدوار يزداد بشده وضعت يدها علي الاريكه واغمضت عنييها بشده.
فنهضت ورد بفزع وقالت: طنط حضرتك كويسه، ف ايه حاولت حنين التحدث ولكن الدوار اشتد عليها اكثر وفجأة فقدت حنين وعيها فصرخت ورد بفزع وحاولت افاقتها ولكن لم تستطع ولم يوجد بالقصر سواهم ف الجميع كانوا بعملهم..
ومن حسن حظ ورد تعالي صوت هاتف حنين ف اتجهت الي الهاتف بسرعه ووجدت رقم قاسم ف وبسرعه شديده ردت عليه وقالت بلهفه وخوف: عمو قاسم الحقني قال قاسم بفزع وهو ينهض من علي مقعده: ايه ياورد ف ايه ورد بصوت باكي: كنت قاعده بتكلم مع طنط حنين وفجأه لقيتها اغمي عليها، انا مش عارفه اعمل ايه وانا ف القصر لوحدي.
انقبض قلب قاسم بشده وقال وهو يخرج من مكتبه بسرعه شديده: انا جاي حالا يااورد، خليكي معايا وحاولي تفوقيها تاني وانا جاي بالدكتور حالا ورد بصوت باكي وهي تقترب من حنين: حاضر ياعمو استمرت ورد ف محاولاتها لافاقه حنين باءت محاولاته بالفشل دقائق قليله واتي قاسم الي القصر وهو يشعر بدقات قلبه العاليه من شده خوفه عليها حاول افاقتها ولكن فشل في ذلك هو الاخر.
وما انقذ الموقف هو حضور الطبيب بعد مده قصيره من حضور قاسم.
مرت مده من الوقت وانهي الطبيب كشفه علي حنين ثم بدأ يخبر قاسم انه سبب اغماءه هو عدم الاكل لمده طويله وهو ما أكدته حنين عند افاقتها من غيبوبتها.. انهي الطبيب كلامه لقاسم قائلا: لازم تهتموا باكلها اكتر من كده، ضغطها نزل جاامد وده غلط جدا عليها ولو حصل كده تاني ممكن يسبب مشاكل كبيره احنا ف غني عنها... شكر قاسم الطبيب وبعدما كتب الطبيب العلاج المناسب رحل من القصر.
ومنذ رحيله وقاسم يجلس امامها هكذا اما ورد ف استأذنت منهم واسرعت تحضر الطعام لحنين لعدم وجود عاملات بالقصر.
خرج قاسم عن صمته اخيرا وقال بنبره جامده: انا مش نبهت عليكي الصبح قبل ما امشي انك تفطري؟! ابعدت حنين نظرها عنه بخجل وقالت بخجل: مكنتش جعانه قاسم بغضب واستنكار: ماشي مكنتش جعانه لما صحيتي، ايه اللي يقعدك لحد الساعه 5 من غير اكل، مش كفايه انك امبارح نمتي من غير ما تاكلي..
حنين بسرعه ولهفه: ما انا قولت استناك ناكل مع بعض ياقاسم، مش بحب اكل لوحدي قاسم بغضب: وعجبك بقا لما ضغطك نزل بالشكل ده، انا مش فاهم انتي بتعملي كده ليه..
حنين بتوتر: ياقاسم والله.. قاطع حديثهم صوت طرق علي الباب فاذن قاسم الطارق بالدخول متوقع انه ورد ولكن تفاجأ باادم الذي دلف وقال بلهفه وهو يتجه والدته: مالك ياامي ايه اللي حصل.
حنين بحنان وهي تربت علي يده: انا كويسه ياحبيبي نظر ادم لوالده وقال بقلق: ف اي يابابا ايه اللي حصل، ورد قالتلي ان اغمي عليها وجبتولها الدكتور قاسم بسخريه: قوليله ياحنين اغمي عليكي ليه، ولا اقول انا تابع وهو ينظر لابنه: اصلها ملكتش حاجه من امبارح لحد دلوقتي.
ادم بعتاب وهو ينظر لوالدته: ليه كده بس ياامي تقعدي الفتره دي كلها من غير اكل حنين بلطف: والله ياحبيبي مكنتش جعانه خالص، اكيد لو كنت جعانه كنت كلت علطول تدخل قاسم بغضب: وانا قولتلك ياحنين ميه مره مش لازم تحسي بالجوع عشام تاكلي وكل مره بكلمك فيها وانا ف الشغل بقولك قومي كُلي ياحنين بس انا كأني بكلم هوا، لا انا فارق معاكي ولا صحتك فارقه معاكي.
متجيش تزعلي بقا لما اجي انا كمان اهمل ف صحتي ما هو مش انتي بس اللي دماغك ناشقه وعنيده..
حنين بدموع: والله ياقاسم مش قصدي اعند، انا مكنتش جعانه والله تابعت بلهفه عندما رأت ملامح وجهه مازالت غاضبه: طيب خلاص انا اسفه مش ههمل ف اكلي تاني، ممكن تهدي عشان خاطري لم يرد عليها قاسم فقالت بصوت باكي: قاسم رد عليا لو سمحت احضتنها ادم وقال بحنان وهو يقبل رأسها: اهدي ياامي، هو خايف عليكي وكلنا خايفين عليكي، انتي مش بتستحملي تشوفي حد فينا تعبان واحنا كمان مش بنستحمل نشوفك تعبانه.
حنين بصوت باكي: وانا مش قصدي اخوفكم عليا نظر ادم لابيه واشار بعينيه لوالدته فتنهد قاسم واستسلم لقلبه وقال بنبره هادئه: خلاص ياحنين متعيطيش وانا هعدي المره دي، بس والله ياحنين لو الموضوع ده اتكرر تاني.. حنين بلهفه: مش هيحصل ان شاءالله مش هيحصل.
طرقت ورد الباب ف تلك اللحظه ودلفت وهي تحمل ف يديها صنيه طعام وقالت لحنين: جهزتلك حاجه خفيفه كده ياطنط عبال ما الاكل يخلص، عايزه الصنينه دي كلها تتاكل ابتسمت حنين بلطف وقالت: تسلم ايدك ياحبيبتي.
قال قاسم لورد: بعد كده ياورد طول ما انا ف الشغل وانتي قاعده معاها تأكليها عشان انا لو اعتمدت عليها مش هتاكل حاجه ورد بسرعه: والله ياعمو من غير ما تقول وانا سألتها انهارده كذا مره كلت ولالا، تقولي اه كلت.
نظر قاسم بغيظ لحنين التي ابعدت نظرها عن قاسم ابتسم ادم وقال وهو يميل علي والدته: ايه ياحنون الدلع ده، انا عرفت كارما طالعه لمين ابتسمت حنين باتساع وقالت: وهو ف زي كارما ضحك ادم وقال: بصراحه لا، بيني وبينك بنتهز اي فرصه عشان تتدلع وتعمل التصرفات دي ضحكت حنين وقالت بحب: ربنا يخليكم لبعض ياحبيبي ثم تابعت بلهفه: الولاد عاملين ايه وحشوني اوي وكارما كمان وحشتني.
ادم بابتسامه: كويسين الحمدلله تدخل قاسم وقال بغيره: هو بيقولك ايه يضحكك كده ضحك ادم علي والده ثم قال بمكر: بقولها سر ياوالدي قاسم بغيظ: طيب يلا بقا امشي مش اتطمنت عليها ضحك ادم بصوت عالي اما حنين فقالت بلوم: قاسم!
دخل ف تلك اللحظه يزن الذي أتي بسرعه عندما هاتف ورظ للاطمئنان عليها اخبرته بما حدث وبعد مرور مده حضر جميع اولادها ليطمئنوا علي حنين وعاتبها الجميع علي اهمال صحتها بهذه الطريقه اما حنين فكانت السعاده تغمرها وهي تري اولادها حولها قلقين خائفين عليها بهذا الشكل... وفي اليوم التالي نظر عز الي مبني شركه قاسم العالي اخد نفس عميق ثم وتقدم بخطوات هادئه الي الداخل.
وبعد مرور دقائق كان عز يدلف لمكتب قاسم بعدما اذنت له السكرتيره.
نهض قاسم وقال بابتسامه هادئه: تعالي ياعز تقدم عز وقال بهدوء وابتسامه خفيفه: اخبار حضرتك يابشمهندس قاسم قاسم: الحمدلله، انت عامل ايه، وليه خارج مش قولتلك ترتاح ف البيت لمده اسبوع عز بابتسامه مرهقه: انا كويس الحمدلله ابتسم له قاسم ثم اشار للمقعد وقال: اقعد ياعز جلس عز علي المقعد وجلس قاسم علي مقعده وبعد مرور ثواني من الصمت تحدث عز وقال وهو ينظر له: انا جاي لحضرتك عشان اقول حاجه بخصوص رحاب هانم.
قاسم: والدتك عز بابتسامه سخريه: يعني بيقولوا لم يعلق قاسم فتابع عز حديثه وهو يمد يده السليمه ويضع ورقه التوكيل الخاصه بالسياره: اول حاجه دي عربيه حضرتك، انا مش محتاج عربيات وانا شويه وهرجع عربيتي زي ما كانت.. قاسم بهدوء: ده حقك ياعز، بنتي كانت السبب عشان كانت هي اللي بتسوق تفوه قاسم بتلك الكلمات وهو يعلم ان ليست سجي السبب.
فقد علم من وراء الحادث بعدما اتي ادم بمعلومان كافيه عن رحاب واكتشف قاسم وادم انها وقبل ظهورها ف حياه عز كانت دوما مع رجل يدعي اكرم سعد الجسمي وهذا الرجل هو منافس لقاسم.
بدأ قاسم وادم يضعوا النقاط علي الحروف واكتشفوا ان اكرم من دبر الحادثه لينتقم من قاسم لانه أخذ منه صفقه كبيره جدا، وبترتيب مع رحاب التي علمت بطريقتها خروج سجي وعز سويا وبمفردهم قرر اكرم ان يستغل تلك الفرصه وان يحقق اننقامه من قاسم وكان هدفه هو ايذاء سجي وليس عز.
توعد قاسم لاكرم وبالفعل بدأ قاسم يعمل ليجعل شركات اكرم تنهار وقد نجح ف ذلك وبسهوله وعلي الرغم من ذلك لم يستيطع قاسم التحدث مع عز ف شئ مثل هذا فهي والدته وصدمته بها ستكون كبير لا محال، ولكن لم يكن يعلم ان عز اصبح علي درايه بكل شئ..
تحدث عز وقال بنبره ثقيله: مش سجي السبب، مدام رحاب هي السبب، وده الموضوع اللي جاي اكلم حضرتك فيه نظر له قاسم بانتباه فتابع عز حديثه واخبره بكل شئ علمه عن اكرم.
وانهي حديثه قائلا وهو ينهض: انا جاي وقولت لحضرتك كل اللي عرفته.. ابتلع ريقه بصعوبه وقال بنبىه ثقيله: وحضرتك ليك الحق تعمل اللي انت عايزه، حتي حتي لو مش عايزني اكون خطيب بنتك، ده حقك، لما امي تحاول تأذيها من حقك تحافظ عليها.
تابع بنبره متألمه منخفضه: انا دايما حاطط سجي في عنيا وبحاول علي قد ما اقدر احميها من اي اذي او شر، حتي لو انا اذي او شر ليها هحميها من نفسي وهبعد عنها، بعدها مش هيكون بالساهل ابدا عليا بس كفايه انها هتبقي بخير.
صمت لثواني وقال: انا بعتذر بعتذر علي اي حاجه حصلت بسببي وبسبب امي، انا انا هسيب القرار الاول والاخير يرجع لحضرتك واللي شايفه مناسب انا هوافقك عليه ختم حديثه قائلا بامتنان: وشكرا علي وقوفك جمبي في حاجات كتيره اخرها وانا في المستشفي، ابويا لو كان موجود مكنش عمل معايا ربع اللي حضرتك عملته، انا همشي وهستني من حضرتك الرد، سلام عليكم انهي كلامه وذهب سريعا من امام قاسم ولم يعيطيه حتي الفرصه للرد.
اما قاسم ف بعد رحيله تنهد بحزم وقد شعر بالالم والشفقه عليه، فهو لا بستحق ابدا ان يكون ابنًا لتلك الخبيثه وبعد تفكير دام لدقائق جمع قاسم اشياءه وقرر ان يذهب للقصر ويتحدث مع ابنته بشأن موضوع عز.. وبعد مرور ربع ساعه دلف عز شقته بهدوء وسمع صوت رحاب المنهار تتحدث في الهاتف قائله بصوت عالي: يعني يااكرم خسررت كل حاجه يعني ايه؟!
ثم تابعت بصوت اعلي قائله: بقولك ايه ياحبيبي الحركات دي تعملها علي حد غيري، انا عايزه فلوسي اللي خدتها مني بحجه انك تعمل مشروع كبير يكسبنا دهب والا اقسم بالله اوديك ف داهيه بالورق اللي معايا، اتقي شري احسن يااكرم.. صمتت لثواني تسمع لحديثه الي الان لم تنتبه لعز الذي ينظر نحوها ويبتسم بهدوء مريب رحاب: يعني ايه اقضي نفسي بالفلوس اللي معايا، لا ياحبيبي انا عايزه فلوسي كلها تبقي معايا انهارده.
تحدث الطرف الاخر فردن عليه رحاب قائله: لا طلع موضوع عربيه قاسم ده من الحسبه دي كانت خطتي انا والعربيه دي من نصيبي، انا هسيب الشقه انهارده واسافر وقبل مااسافر تكوني فلوسي جاهزه يااكرم، سلام يا يابيبي انهت كلامها ثم اغلقت الهاتف وهي تقول بغل: الحيوان عايز يضحك عليا التفتت بظهرها وشهقت بفزع شديد ورجعت عده خطوات للخلف عندما وجدت عز امامها ينظر لها بابتسامه.
شعرت بجفاف شديد ف حلقها من شده التوتر والخوف وبدأت تتلعثم ف الكلام قائله: عز انااا.
عز بهدوء: انا عايز اعرف حاجه واحده بس، ومن حقي اني اعرفها صمتت رحاب وابتعلت ريقها بتوتر شديد فتابع عز حديثه قائلا بنبره تحمل كل معاني الامل: انتي ليه بتكرهيني اوي كده، انا سألت نفسي كتير اوي السؤال ده قولت يمكن في سبب يخليكي تكرهيني كده بس ملقتش، انا حتي لما عشت معاكي عشر سنين كنت صغير يعني اكيد معملتش حاجه توصلك لمرحله الكرهه ليا دي.
صمتت لثواني وقال: انتي كرهاني لدرجه متتوصفش، لدرجه انك بتأذيني في حياتي، متخيله يعني ايه ام كل هدفها تدمر ابنها وتدمر الكام حاجه الحلوه اللي في حياته ابتسم بالم وقال: انا جاي انهارده احيكي، انتي تميتي مهتك بنجاح يارحاب هانم، جيتي خليتي حياتي سواد ومحيتي النقطه البيضه الوحيده اللي فيها، السبب اللي كنت عايش عشانه انتي بقيتي السبب في انها تروح من ايدي.
قال والدموع في عينيه: ياريتك كنتي فضلتي بعيده ياريتك ما دخلتي حياتي تاني، علي الاقل كانت مشاعري نحيتك هتكون اهون من اللي انا حاسس بيه نحيتك دلوقتي.. لوهله شعرت رحاب بالندم وسقطت دمعه وحيده من عينيه وقالت بأسف شديد: عز انا انا اسفه.
ابتسم عز بسخرية: لو انتي اسفه بجد، ولو انتي اكتفيتي من اذيتي، ارجوكي لمي حاجتك وامشي من هنا، مش عايزك تظهري تاني في حياتي، لو سمعتي حتي خبر مووتي متجيش العزا بتاعي، ده اول واخر طلب بطلبه منك، انا من اللحظه اللي اكتشفت فيها حقيقتك وانتي بالنسبالي ميته اعتبريني انا كمان ميت..
ابتلع ريقه وتابع: انا نازل ارجع ملقيش ليكي اي اثر في البيت اعطاه ظهرها وكان علي وشك الرحيل ولكن توقف وقال بسخرية: ومتتعبيش نفسك وتدوري علي حاجه تاخديها لان مفيش حاجه، وبالنسبه للعربيه فهي رجعت لاصحابها.
انهي كلامه ثم خرج من الشقه صافعا الباب خلفه بعنف شديد انتفضت رحاب علي اثره.. كانت الساعه قد تعدت الحاديه عشر مساءا وفي الشتاء في هذا الوقت تكون اغلب الشوارع فارغه خاصه في أيام البروده كمثل هذا اليوم سار عز علي الرصيف وهو يشعر بثقل شديد علي قلبه وكل مده تنزل سيل من الدموع من عينيه فيمسحها هو بعنف وغضب شديد وكأنه يرفض ضعفه بهذا الشكل ظل يسير لمده طويله ولا يعلم الي اين يذهب.
بدأت الامطار تتساقط بعنف ورغم من ان عز يرتدي ملابس خفيفه الا انها لم يعير ذلك اهتمام.
وبعد فتره طويله من السير وجد عز نفسه علي الكورنيش امام النيل المكان المحبب لقلبه تابع عز سيره ولكن توقف فجأه عندما نظر امامه لمح والده، اخبر نفسه انها مجرد تهيأت ولكن عندما اقترب كانت حقيقه وبالفعل كان والده نظر عز الي الطفل الصغير والذي يتراوح عمره بين 11 الي 13 عام والذي يمسك يد والده اما والده فكان يضع فوق رأس الصغير شمسيه لحمايته من مياه الامطار.
نظر عز لهذا المنظر وعند تلك اللحظه لم يتمالك نفسه وبدأت الدموع تنهمر من عينيه بشده وكم تمني ان يكون مكان هذا الطفل، كم تمني ان يعيش بين اب وام يغمرونه بحنانهم ليس كل همهم المال فقط.
لم يتحمل عز ان ينظر لهم أكثر من ذلك فرحل بعيدا عنهم بخطوات سريعه وهو لايستطيع ايقاف دموعه وقف امام الكورنيش لحظات وفجأه بدأ يضرب يده المكسوره ف سور الكورنيش بغضب وعنف شديد قائلا من بين بكاءه: ليه ليه بيحصل كده ليه بيكرهووني ليه ليييه ظل علي هذا الوضع لمده دقائق وابتعد عن السور عندما لم شعر بانه يده تخدرت بالكامل.. توجه الي المقعد الذي أمامه وجلس عليه وبدأ التعب يتملك جسده بالكامل.
وضع يده علي صدره من الالم المفاجئ الذي اصابه وقال بوجع وهو يتطلع إلي السماء: يااارب انا تعبت اووي، ريحني من الدنيا دي وخدني عندك انا مبقتش قادر خلااص انهي كلامه ثم بدأ صوت بكاءه يتعالي وما ساعده غلي ذلك هو عدم وجود أحد بالشارع.
وبعد مرور دقائق من بكاء عز توقف فجأه وتعالت دقات قلبه عندما سمع صوتها الباكي من خلفه يقول: عز!