رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث والعشرون
فاق قاسم من صدمته وحمل حنين بين يديه ثم قال لقُصي بصوت عالي: شيل اختك ياقُصي ويلا بينا نطلع علي المستشفي نظر الي الحارس الذي يتابع ما يحدث بحزن وشفقه وقال له: روح جهزلي العربيه بسرعه ركض الحارس من امامه وذهب ليلبي طلبه خرج قاسم من القصر وهو يحمل حنين وخلفه قُصي الذي يحمل اخته وتوجهوا الي السياره
ركب قاسم وقُصي ف الكرسيان الاماميان بعدما وضعوا حنين وليان ف الخلف قاد قاسم سيارته بسرعه عاليه متوجها الي المستشفس المتواجد بها ادم وفارس وكانت خلفه عربيه حراسه
وبعد مرور ساعه فتحت ليان عينيها بارهاق وتعب ورأت الممرضه بجانبها تغير المحلول لها وعندما رأت الممرضه انها فتحت عينيها قالت: حمدلله علي سلامتك ياانسه نظرت ليان حولها ثم قالت بتعب: انا انا فين الممرضه بهدوء: حضرتك ف المستشفي.. وو قاطعتها ليان عندما قامت من علي الفراش بفزع وقذ تذكرت ما حدث فقالت بهلع: فارس.. لُجين.. ابيه
امسكتها الممرضه وقالت: اهدي ياانسه.. لازم ترتاحي دفعتها ليان وقالت بصراخ: ابعدي عني قامت ليان بالزاله المحلول من يدها فخرجت بعض الدماء من يدها ولكن كتمت تأوهاتها بصعوبه نهضت من علي الفراش وسارت بخطوات غير متزنه تحت اعتراض الممرضه الشديد ولكن ليان لم تعيرها انتباه
فتحت باب الغرفه فوجدت قُصي امامها الذي قال بقلق: ليان انتي ايه اللي قومك من علي السرير ثم نظر للممرضه بغضب فقالت بخوف وتبرير: والله حاولت معاها بس هي مش قابله مني اي كلام
تحدثت ليان قائله بدموع واجهاد: فين فارس ولُجين وابيه ياقُصي تنهد قُصي بحزن ثم احاط وجهها بيده وقال بصوت هامس: ليان عشان خاطري لازم تقعدي ف السرير وترتاحي.. الدكتور قال التعب غلط عليكي.. ومتخافيش ان شاءالله ادم وفارس هيكونوا كويسين ولُجين هنرجعها
دفعته ليان ورحلت من امامه وبدأت تبكي بصوت عالي قائله: انا عايزه فارس واختي ياقُصي اتجه قُصي لها ومسك يدها وقال: طيب حاضر.. تعالي هوديكي ليهم بس اهدي عشان خاطري سار قُصي وهو ممسك بيد ليان الذي اصاب الارهاق جسدها بشده وبدأت تشعر بالم شديد ف قلبها ولكن تحاملت علي نفسها وكتمت المها بصعوبه
دقائق ورأت ليان والدتها التي تقف تحتضن والدها وتبكي بصوت عالي نسبيا تركت يد فارس وركضت اليهم ووقفت امام والدها وقالت ببكاء: بابا نظر لها قاسم بحزن ثم نظر الي قُصي بعتاب لاحضرها الي هنا فهز قُصي كتفيه بقله حيله مد قاسم يده وجذب ليان وضمها اليه وقال بتنهيده وصوت هامس: كل حاجه هتبقي كويس ان شاءالله
مرت ساعه اخري وظلت ليان وحنين يبكيان دون انقطاع توقفوا عندما خرج احد الاطباء من الخارج ابتعد قاسم عنهم واتجه الي الطبيب بسرعه وخلفه ليان وحنين وقُصي وقف قاسم امام الطبيب وقال بخوف: خير يادكتور طمني تنهد الطبيب وقال باسف: الاتنين جاين حالتهم صعبه خاصه المقدم فارس...المقدم ادم هيخرج دلوقتي وهيفضل ف العنايه المركزه لحد ما حالته تستقر بس
ليان بصوت باكي: بس ايه نظر لها الطبيب بشفقه ثم قال باسف: بس للاسف معرفناش ننقذ المقدم فارس.. اسف بس وضعه كان صعب... البقاء لله انهي كلامه ثم رحل من امامهم تعالي صوت بكاء ليان وحنين ففارس يعتبر ابناً لها وتحبه كما تحب اولادها تماما
ادمعت عين قُصي وقاسم وسقطت دموعهم بصمت اما ليان فقالت بانهيار وهي تعود للخلف: لالا اكيد الدكتور ده بيكذب.. فارس عايش..فارس مش هيسبني.. فارس مش هيسبني... نظرت اليهم وعندما رأت دموعها قالت بهستريه: محدش يعيط فارس مماتش.. فارس عايش
اقترب منها قُصي وضمها اليه وقد زادت دموعه اكثر فضربته ليان ف صدره بتعب وقال بصراخ ممزوج ببكاء: فارس عايش...صح ياقُصي.. الدكتور ده بيضحك علينا قُصي ببكاء: اهدي ياليان... هو ف مكان احسن دلوقتي
خرجت من احضانها وقالت بصراخ ووجه شاحب: متقولش كده هو عايش نظرت الي غرفه العمليات ثم ركضت بسرعه ودخلت الغرفه ركض قُصي خلفها ليمنعها ولكن كانت هي اسرع منه دخلت الغرفه وانبقض قليها بعنف عندما رأت جسد علي بُعد منها مغطي بالكامل بغطاء ابيض قبضت علي شفتيها بعنف واقتربت بخطوات بطيئه من الفراش وقفت امامها احد الممرضين قائله: لو سمحتي ياانسه مينفعش كده.. اخرجي برره حالا
نظرت له ليان بدموع قائله بخفوت: فارس مماتش مش كده نظرت اليها الممرضه بشفقه ثم نظرت خلفها لقُصي الذي نظر لها وقال: سبيها لو سمحتي نظرت الممرضه الي ليان التي تنظر الي الفراش بضياع ثم اومأت راسها بعدها باستسلام وابتعدت عنها سارت ليان مقتربه من الفراش وهي تقول بداخلها: اكيد مش فارس اكيد لا
وقفت امام الفراش فزاد انقباض قلبها اكثر مدت يدها المرتشعه ووضعتها علي طرف الغطاء ثم بدأت تسحبه ببطء شديد وهي تتمني ان لا يكون فارس وعندما انكشف جزء صغير من وجهه ابتعدت بعدها بسرعه ووضعت يدها علي شفتيها وهزت راسها بهستريه وبدأت دموعها تتساقط بغزاره
وبعد دقائق اقتربت منه مره اخري وكشفت عن وجهه بالكامل وقد كان وجهه ابيض علي غير العاده وكانت هناك ابتسامه صغيره علي وجهه فقالت ليان ببكاء شديد: لالا..فارس فارس حبيبي قوم احاطت وجهه بيدها المرتشعه وقالت: متعملش فيا كده يافارس.. انت عارف اني مش هقدر اعيش من غيرك صح.. يلا قوم ويلا نمشي من المكان الوحش ده... فارس انا خايفه قوم طمني زي ما بتعمل معايا دايما
زادات ف بكاءها اكثر ورفعت جسده وضمته اليها قائله بانيهار: مش هقدر والله مش هقدر..ثم نظرت لاعلي وقالت بصراخ: يااارب.. رجعوهولي والنبي انا مش هقدر اعيش من غيره اقترب منها قُصي وقال لها والدموع منهمره علي وجهه بغزاره: ليان كفايه كده.. حرام عليكي اللي بتعملي ده ليان وهي تضم فارس اليها اكثر: يلا قوم معايا يافارس.. اصحي بقا عشان خاطري
تدخل قُصي وحاول ابعاد فارس عن ليان ولقوته استطاع ابعادها ليان وقد وصلت لاقصي درجات الانهيار: انت بتبعدني عنه ليه...سبني انا هفضل معاه لحد ما يفوق اقتريت منه مره اخري فامسكها قُصي وقال لها بصوت عالي: فارس مات افهمي بقا هزت ليان راسها نافيه بتعب وقالت: لا مماتش متقولش كده.. هو هو هيقوم وهنعمل فرح وهتتجوز وهنعيش سوا.. هو قالي كده ثم قالت بعدها وهي تنظر لجسد فارس الساكن: مش كده يافارس.. قوم بقا وعرفهم انك عمرك ما هتسبني
اقترب منها قُصي واحتضناها فاستقرت ف احضانه وقالت بصوت هامس باكي: هو قالي انه مش هيسببني ياقُصي.. هو و و لاحظ قُصي ارتخاء جسدها بين يده فنظر اليه ثم قال بفزع: ليااان... انتفضت ليان من على الفراش بفزع ووضعت يدها علي قلبها وملت تتنفس بصوت عالي وهي تقول: لالا فارس
نهضت ليان من علي الفراش بعدما نزعت المحلول من يدها بعنف حاولت الممرضه منعها ولكن لم تستطيع خرجت ليان من الغرفه ووجدت قُصي ياتي اليها فهزت راسها بهستريه وقالت: لالا اكيد الحلم مش هيتحقق
اقترب منها قُصي وقال: ليان ايه قومك من علي السرير ليان بلهفه: قُصي فارس عايش مش كده قُصي بحزن: لسه ف العمليات هو وادم ياليان.. وعشان خاطري ادخلي الاوضه عشان الدكتور قال لازم ترتاحي عشان حالتك متتدهورش
هزت ليان راسها نافيه وقالت بدموع: وديني لفارس عشان خاطري قُصي باعتراض: ياليان.. قاطعته ليان قائله بدموع اكثر:انا مش هرتاح غير لما اطمن عليه تنهد قُصي باستسلام ثم قال: ماشي ياليان..يلا مسك يدها وساروا سويا متجهين الي قسم غرفه العمليات
وبعد دقائق رأت ليان نفس المشهد والدها يقف وهو يحتضن حنين فهزت راسها وقالت ف نفسها: لالا مستحيل ده يحصل ثم تابعت ببكاء: يارب والله مش هقدر استحمل لو حصله حاجه وقفت مكانها مستنده علي الحائط بتعب واغمضت عينيها وظلت تدعي ربها بان ينقذ زوجها واخيها
انتبهت حنين علي وجود ليان فتركت قاسم واتجهت اليها قائله بقلق ودموع: انتي قومتي من علي سريرك ليه ليان بارهاق: انا كويسه ياماما حنين ببكاء: بس ليان: عشان خاطري ياماما سبيني.. انا مش هرجع الاوضه غير لما اطمن علي فارس وابيه حنين بتنيهده ولم تود ان تضغط عليها اكثر: ماشي ياليان
اخرج قاسم هاتفهه بعد رنينه عده مرات فتح الاتصال وقال: ايوه ياعصام ف ايه عصام: اسف علي الازعاج ياباشا بس الهانم الصغيره صحيت من بدري وعماله تعيط وعايزكم ضرب قاسم جبتهته بيده وقال: ماشي ياعصام انا هبعتلك قُصي دلوقتي... بس خلي بالك منها عصام: ف عنيا ياباشا.. اغلق قاسم معه ثم نادي علي قُصي فاتجه اليه قُصي وقال: خير يابابا
قاسم: اختك سجي ف القصر روح خدها عشان بتعيط ووديها لعمتك رهف قُصي بتذكر: ازاي نسينها قاسم بضيق من نفسه: مش عارف.. روح دلوقتي بس وبعدين ابقي تعالي قُصي: حاضر نظر قاسم حوله وقال: اخوك يزن فين ياقُصي قُصي: مش عارف... قاسم: طيب يلا روح انت قُصي: مش عايز حاجه اجبهالك وانا جاي قاسم: لا قُصي: ماشي
رحل قُصي من امامه فتحرك قاسم وتوجه الي حنين وليان وقال ل ليان: انتي كويسه اومأت ليان راسها بتعب حنين: قُصي رايح فين قاسم: رايح لسجي شهقت حنين وقالت ببكاء: ازاي نسيتها.. دي لو صحيت وملقتنيش هتخاف وهتفضل تعيط قاسم بهدوء: متخافيش قُصي رايحلها
اومأت حنين راسها ببكاء وهي تلوم نفسها علي تركها لسجي ف القصر وحيده وبعد دقائق قال قاسم لحنين: يزن فين ياحنين
توترت حنين وقال وهي تتجنب النظر الي عينيه: مش مش عارفه اومأ قاسم راسه بهدوء فقالت حنين بدموع: لُجين مش هترجعها ياقاسم احتضنها قاسم وقال: هرجعها.. اطمن علي ادم وفارس بس الاول اومأت حنين براسها بتعب وحزن...
وصل قُصي الي القصر وبمجرد من ان رأته سجي الباكيه نهضت من جانب الحارس وركضت اليه وهي تقول ببكاء: ابيه قُصي مال عليها قُصي ورفعها اليه فدفنت سجي راسها ف عنقه وقالت ببكاء: انتو سبتوني لوحدي ليه ياابيه انا كنت خايفه اوي
ربت قُصي علي ظهرها وقال بهدوء: خلاص اهدي ياحبيبتي انا جيت اهو سار قُصي متجها لعصام وقال بهدوء: معرفتوش حاجه عن العربيه اللي خدت لُجين عصام: لا ياباشا.. العربيه كانت من غير نمر اومأ قُصي راسه فقال عصام: ادم باشا وفارس باشا عاملين ايه قُصي بتنهيده: لسه مخرجوش من العمليات عصام: ربنا يقومهم بالسلامه قُصي: يارب انهي كلامه ثم رحل من امامه ودخل القصر وصعد الي غرفته بدل ملابسه ثم اخذ اخته وتوجه الي فيلا مازن
استيقظ مازن ورهف علي صوت جرس الباب نظرت رهف الي مازن وقال بقلق: ده مين اللي جاي دلوقتي نهض مازن من علي الفراش وقال بقلق: مش عارف.. ربنا يستر خرج مازن من الغرفه ووجد يحيي وكارما خرجوا من غرفتهم ايضا فقال يحيي: ده مين اللي جاي ده مازن وهو ينزل من علي الدرج: مش عارف
نزل مازن خلفه يحيي وكارما ورهف فتح الباب وقال بقلق شديد عندما رائ قُصي امامه يحمل سجي: خير ياقُصي ف ايه قُصي: دخلني بس وبعدين نتكلم
دخل قُصي فقالت رهف بخوف: في ايه ياحبيبي تنهد قُصي بالم وقال: ف مصايب حصلت مازن بخوف: طيب اقعد بس الاول وبعدين نتكلم
جلس قُصي بعدما وضع اخته النائمه علي الاريكه فقال مازن وهو يجلس امامه: في ايه ياقُصي ايه اللي حصل قُصي بحزن: ادم وفارس اتصابوا ف المهمه وحالتهم خطر
مازن بفزع: اتخطفت ازاي.. وقاسم واخواتك فين قص عليهم قُصي ما حدث معهم وعندها انتهي قال مازن: انا هقوم البس وجاي معاك يحيي: وانا كمان
رهف وكارما ببكاء: وانا كمان هاجي معاكم قُصي: مش هينفع.. سجي مش لازم تروح المستشفي..انا كنت جايبها عشان تقعد معاكم هنا.. وكمان هي كمان اتعرضت ليوم صعب لاننا نسينها ف القصر ومخدناش بالنا من غيباها غير لما الحارس اتصل علي بابا وقاله
مازن: خلاص يارهف انتي وكارما هتفضلوا هنا عشان سجي.. وانا هبقي اطمنكم كل شويه رهف ببكاء: ماشي اما كارما فظلت تبكي بخوف شديد علي عشق طفولتها وعلي ابنه خالها واختها لُجين..
وبعد مرور ساعتين كان الجميع يقف امام غرفه العمليات وقد حضر والد فارس ايضا والذي ظل جالس علي الكرسي يبكي بصمت ويجلس بجانبها احد الضباط اصدقاء فارس يهدئه كان الجمبع ينتظر خروج احد ويطمئنهم علي حاله ادم وفارس
نظر حنين لقاسم وقالت ببكاء: هما اخروا جوا كده ليه قاسم بتنهيده وقلق: مش عارف ياحنين مش عارف ربت مازن علي كتفه وقال: ان شاءالله خير ياقاسم قاسم بحزن: يارب اما يحيي فكان يقف يستند علي الحائط وخوفه الاكبر علي لُجين قال ف نفسه بخوف: يارب تكوني بخير يالُجين
انتبه الجميع علي خروج احد الاطباء من غرفه العمليات فاتجه الجميع اليه وقال قاسم بقلق: طمنا يادكتور.. الطبيب بعملية: الاتنين حالتهم مكنتش سهله ابدا.. بالنسبه للمقدم ادم فقدرنا نخرج الرصاصه اللي ف بطنه وحالته بقت مستقره ودلوقتي هيخرج هنحطه ف العنايه المركزه لمده كام ساعه
تحدثت ليان بدموع: وفارس الطبيب: حاله المقدم فارس كانت اصعب لانه اتصاب بتلاته طلقات واحده ف بطنه واتنين ف صدره وواحده منهم كنت قريبه جدا من القلب وده اللي صعب علينا الموضوع.. هو بردو هيدخل العنايه المركزه وللاسف وضعه الحالي بيقول انه هيفضل ف العنايه لمده لحد ما يفوق من الغيبوبه اللي دخل فيها والله اعلم هيفوق منها امتي
بكت ليان بصوت عالي فضمتها والدتها اليها وبكت بصمت هي الاخري اما عبدالعزيز فنزلت دموعه ايضا حزنا علي ابنه الوحيد نظر قاسم للطبيب وقال: شكرا يادكتور الطبيب: العفو.. حمدلله علي سلامتهم رحل الطبيب من امامهم فنظر بعدها قاسم الي ليان وقال: ان شاءالله هيفوق قريب ياليان ليان ببكاء: يارب يابابا ياارب..
وبعد مرور ساعات خرج ادم من غرفه العنايه بعدما استقر وضعه ووضع ف غرفه عاديه كان متسطح علي الفراش والجميع يحيط به ماعدا قاسم ويحيي ومازن الذين رحلوا من المستشفي ليبدئوا عمليه بحثهم عن لُجين
فتح ادم عينيه ببطء وتعب وسمع صوت حنين الباكي يقول: ادم حبيبي انت فوقت تحدث ادم بهمس وقد هاجتمه بعض الذكريات: فارس حنين بدموع: كويس ياحبيبي الحمدلله اعمض ادم عينيه بعدما اطمئن علي فارس وذهب ف نوم عميق مره اخري
جاء المساء ولم يعود قاسم ويحيي ومازن الي المستشفي حتي الان ومازال ادم نائم لا يشعر باحد من حوله اما ليان ف هي تجلس علي الكرسي شارده دموعها تتساقط بصمت، كانت تريد ان تذهب وتري فارس وتجلس بجانبه ولكن رفض الطبيب وبعد اصرار منها وتحدث قُصي مع الاطباء وافق بصعوبة ولكن اخبرها بان تراه من خلف زجاج الغرفه لان دخولها الي الغرفه يشكل خطرا عليه
تتذكر هيئته جيدا.. جسده الساكن.. صدره العاري الموصل به العديد من الاسلاك وجهه الشاحب ظلت تتابع حالته والدموع تتساقط من عينيها ولم تفيق الا علي يد الممرضه تخبرها بانتهاء وقت الزياره فالقت عليه النظره الاخيره ثم خرجت من الغرفه فاقت من ذكرياتها علي صوت قُصي يمد يده باحد علب العصائر.. رفضت ف البدايه ولكن تحت اصرار قُصي وافقت
فتح ادم عينيه ببطء وهو يتأوه بخفوت ف نهضت حنين التي كانت تجلس علي الكرسي تمسك المصحف الشريف وتقرأ القرآن بخشوع ودموعها تتساقط علي وجهها اقتربت حنين منه وقال بدموع: ادم حبيبي انت كويس نظر ادم حوله بتعب واومأ راسه بارهاق فتحدث قُصي قائلا: انا هروح انادي الدكتور
حضر الطبيب وكشف علي ادم وطمئنهم بان حالته اصبحت مستقره تماما اصبح ادم بحاله افضل واصبح مستوعب ما حوله فقال لحنين: فارس كويس مش كده حنين بدموع: اه ياحبيبي كويس.. هو بس لسه ف العنايه ادم: هيفوق منها انا حاسس بكده
ابتسمت حنين بحزن وقالت: ان شاءالله ياحبيبي نظر ادم الى والدته الحزينه ثم نظر حوله وقال بعدها: بابا فين.. غريبه يعني مش موجود ليه حنين بتوتر: ها لا مفيش هو روح بس يغير هدومه وجاي ادم بقلق: في ايه ياامي.. وانا ملاحظ حرنك ودموعك رغم اني فوقت.. ايه اللي حصل
حنين ببكاء: مفيش حاجه ياادم صدقني حاول ادم النهوض فتأوه بسبب حركته فقالت حنين بلهفه: حاسب ياحبيبي ادم بغضب: انا مش ههدي غير لما اعرف في ايه.. بابا فين تحدث قُصي وقال باستسلام: لُجبن اتخطفت ياادم بكت حنين اكثر وقالت: ليه كده بس ياقُصي
ادم بقلق: اتخطفت ازاي وامتي ده حصل قُصي: امبارح بالليل ومحدش عارف حاجه ادم: انا لازم اروح واشوف الموضوع بنفسي حنين ببكاء: تروح فين بس ياابني انت لسه خارج من العمليات ادم وهو ينظر الي عينيها: امي انا كويس ومش ههدي غير لما ارجع لُجين
ثم نظر لقُصي وقال: روح ناديلي الدكتور يجي عشان يكتبلي علي خروج قُصي بتردد: بس ادم بقوه: يلا ياقُصي مفيش بس قُصي باستسلام: حاضر ذهب قُصي واحضر الطبيب والذي رفض بشده علي قرار ادم ولكن تحت عناد ادم وتهديده الخفي له كتب له علي خروج علي مضض
وخرج ادم من المستشفي تحت اعتراض حنين لخروجه وخوفها عليه وصل ادم الي مكان والده بعدما اتصل عليه وتستعلم منه علي المكان وعند رأه قاسم ظل يضغط علي ليعود للمستشفي حتي لاتسوء حالته ولكن لم يستجيب ادم له فصمت قاسم فهو يعلم ان ابنه عنيد ولا يفعل سوي ما يريده
بدء ادم التواصل باصدقاءه الضباط ليتوصلوا الي مكان اخته وحاول تجاهل الالم جرحه وظل ياخذ العديد من المسكنات القويه ليتغلب علي هذا الالم..
وفي مكان اخر كانت لُجين تجلس علي الارض ف الغرفه الذي يحيطها الظلام من كل مكان..تضم ركبتيها علي صدرها وجسدها يرتعش بخوف وتبكي بدون صوت تلوم نفسها فهي السبب ف كل هذا.. لولا عندها وعصيناها لكلام والدها ما كانت هنا الان انتبهت علي صوت فتح باب الغرفه فضمت جسدها بخوف وكلما تسمع صوت الاقدام تقترب منها يزيد ارتعاش جسدها اكثر
سمعت بعدها صوت غليظ يقول: بس طلعتي علي الحقيقه احلي رفعت لُجين رأسها لتري صاحب الصوت ولكن لم تستيطع ان تري سوي عينيه فقط فقد كان يضع قناع علي وجهه فقالت لُجين بصوت مرتعش: انت مين وعايز مني ايه
اتكئ الرجل علي قدمه وقال بغل: عايز احسر قلب ابوكي عليكي خافت لُجين من نبرته ولكن قالت باشمئزاز وقوه مصطنعة: وبابا مش هيسمحلك تعملي حاجه.. وبعدين انت مش قادر تتكلم معاه.. وجاي تخطفني انا.. ايه للدرجه دي خايف منه ومش قادر توقف قدامه
ضحك فرعون بخبث وقال: لا عجبتيني انتهي من ضحكه ثم صفعها بقوه شديده تأوهت لُجين بعنف وقد نزفت من جانب فمها جذبها فرعوع من حجابها وقال لها بنبره شياطينه: لا يابنت قاسم.. مش خايف منه... بس انا عايز اشوف حرقه قلبه وكسرته نفسه علي ولاده اللي هيضيعوا منه
نهض وقال بابتسامه خبيثه: اسيبك دلوقتي ياقطه واجيلك وقت تاني انهي كلامه ثم خرج من الغرفه فسقطت دموع لُجين وقالت بصوت هامس: ياارب
وبعد مرور يوم اخر كان قاسم يجلس ف مكتب ادم الذي يجلس عل الكرسي بتعب شديد،، كان قاسم الخوف يكاد يتاكله ف ابنته متغيبه منذ يومان ولم يعلم عنها شئّ لم يكن بالمكتب سوي ادم وقاسم بعدما امر قاسم برحيل قُصي ويحيي ومازن ايضا،، اعترضوا ف البدايه ولكن اخبرهم قاسم بانه يذهبوا ويرتاحوا قليلا حتي يستطيعوا المواصله فوافقوا عل مضض ورحلوا بالفعل، فلا احد منهم ذاق طعم النوم منذ يومان
نظر قاسم الي ادم وقال: ياادم احنا هنفضل ساكتين كده ادم بارهاق: هنعمل ايه يابابا الناس اللي خطفوها مش ساهلين وماسبوش وراهم اي اثر عشان نعرف نوصلهم مفيش قدامنا غير اننا نصبر لحد ما يتصل وانا متاكد ان الشخص اللي خطفها هيتصل
رائ قاسم حاله ابنه المتدهورة وكان عل وشك ان يخبره بان يذهب للمنزل لياخد قسطا من الراحه هو الاخر ولكن توقف عندما سمع صوت رنين هاتفهه نظر قاسم الي الهاتف بلهفه وقال لادم الذي انتبه له وقال: مين يابابا قاسم: مش عارف رقم مش متسجل ادم بانتباه: طيب رد بسرعه وافتح الاسبيكر
فتح قاسم الاتصال وفتح مكبر الصوت وقال: الو سمع صوت من الطرف الاخر يقول بغلظه: قاسم باباشا وحشتني ياراجل قاسم بغضب: انت مين وعايز ايه الطرف الاخر: انا عملك الاسود واللي هيفضل وراك لحد مايكسرك نصين والحقيقه بتصل بيك دلوقتي عشان اقولك بنتك عندي
نهض قاسم من عل الكرسي وقال له بعنف: سيب بنتي ف حالها وخليك راجل وواجهني انا لم يهتم الاخر بكلامه وانما قال بخبث: طول عمرك محظوظ ياقاسم حتي ف ولادك محظوظ بنتك حلووه اووي وانا بصراحه مانع رجالتي طول اليومين اللي فاتوا عنها بالعافيه بس خلاص هاديهم الاذن انهارده
انقبض قلب قاسم بشدة خوفا مما هو قادم فتابع فرعون وقال: هكون حنين معاك وهخليك تكلمها مين عارف يمكن بعد اللي هيحصل فيها شويه كده متعرفش تشوفها ولا تكلمها تاني عشان بنتك باين عليها رهيفه ومش هتسحمل انهي كلامه بضحكه ماكره
نظر قاسم الي ابنه باستنجاد فوضع ادم راسه بين يده ولاول مره يشعر بانه مقيد وان ليس بيده شئ يفعله لانقاذ اخته وكان يشعر بالنيران تغلي ف صدره لعدم استطاعته بالقبض عل ذلك المجرم والفتك به
سمع قاسم صوت الرجل وهو يقول لابنته: خدي كلمي ابوكي وودعيه واستعدي ياقطه للي هيحصل فيكي قال قاسم بلهفه عندما سمع صوت لُجين المتعب الباكي وهي تقول: بابا قاسم بخوف: لُجين حبيبتي انت كويسه حد عملك حاجه لُجين ببكاء: بابا مش هتيجي تاخدني انا خايفه اووي وف ناس بتيجي تعمل حاجات وحشه اوي قدامي تعالي خدني عشان خاطري
قاسم بدموع: انا اسف ياحبيبتي بس هجيلك وهوصلك بس انتي متستلميش ودافعي عن نفسك وريهم لُجين القويه العنيده وانا هوصلك ف اسرع وقت لُجين باسف وبكاء: انا اسفه ياباابا اني خرجت من وراكم اسفه اني حطيتكم ف الموقف ده.. تعالي خدني وانا اوعدك هسمع كلامك كله والله قاسم بالم: خلاص ياحبيبتي انسي اللي حصل حصل وانا هجيلك صدقيني
لُجين بتعب وقد اصابها شعور انها لم تستطيع رؤيه او سماع صوت والدها مره اخري فقالت: انا انا بحبك اووي يابابتي ومش عايزاك تزعل مني قاسم وقد سقطت الدموع من عينيه: وانا بموت فيكي ياروح ابوكي
جذب الرجل الهاتف من لُجين وقال لقاسم: كفايه عليك كده اصل مش بستحمل المواقف دي قاسم بقوه مصطنعه: شوف عايز ايه وانا هعمله لو عايز ثروتي كلها خدها بس سيب بنتي ضحك فرعون وقال له: انا مش عايز فلوس.. انا اشوفك مكسور قدامي دي عندي بكل فلوس الدنيا
ثم تابع بعدها بخبث: هتصل عليك شويه كده واقولك بنتك فين يكون رجالتي خلصوا شغلهم وانت وحظك ياما يبقي فيها الروح وتلحقها او... هسيبك انت تتخيل الاحتمال التاني قاسم بسرعه وخوف: سيبها وملكش دعوه ولو عايزاني انا شخصيا انا هجيلك بس سيبها لم يهتم فرعون بكلام قاسم وانما قال بنبره امر للرجل الذي امامه: شوف شغلك ياسعد ولما تخلص دخل صحابك
لحظات وسمع قاسم من الطرف الاخر صوت صراخ لُجين فقال قاسم بفزع شديد: ارجوك سيبها ف حالها ار... قاطعه فرعون وهو يقول بجمود: سلام ياقاسم اول ما الرجاله تخلص هرن عليك انهي كلامه ثم اغلق الاتصال دون ان يسمع رد قاسم نظر قاسم الي ادم بامل ان يكون استطاع تحديد موقع اخته فوجده ينظر الي هاتفهه بتركيز ولكن فقد ذلك الامل عندما رائ ادم ضرب المكتب بعصبيه شديده وعندها علم ان القادم لم يكن هينا ابدا عليهم..
قال قاسم لادم بالم: معرفتوش مكانها ادم بغضب: الكلب اللي خطفها دي مش سهل.. بيتكلم من نوع تيلفون معين بيغير الصوت وكمان مش سهل نحدد مكانه جلس ادم علي الكرسي وقال بالم شديد: يعني انا بنتي ضاعت ادم بحزن وخوف علي اخته: ان شاءالله ربنا هيوقف معاها ومفيش حاجه هتحصلها.. وانا مش هوقف وهفضل ورا الكلب ده لحد ما اجيبه قاسم بتنهيده: ياااررب
اما عند لُجين اقترب منها سعد وهو يتفحص جسدها بشهوه وخبث رجعت لُجين بجسدها للخلف وهي تنظر له بخوف وتهز راسها بهستريه قال فرعون وهو ينظر لهم بمكر: خد راحتك علي الاخر ياسعد ولما تخلص دخل اللي بعدك.. وبعد ما تخلصوا كلكم رن عليا عشان اقولك ترميها فين سعد وهو ينظر الي لُجين بجوع: اومرك يافرعون باشا
خرج فرعون مم الغرفه ولم يتبقي ف الغرفه سوي لُجين وسعد الذي يقترب منها ويقول بخبث وشهوه: اهدي ياقطه.. مالك خايفه كده ليه ده انا هدلعك لُجين ببكاء وخوف شديد: ارجوك سبني ف حالي.. انا معلمتكش حاجه ثم تابعت ببكاء اكثر: انت ترضا حد يعمل ف اختك او مراتك كده
لم يعير لكلامها انتباه وانما قال وهو يميل عليها: لا بقولك ايه ياقطه انا مش بتأثر بالكلام ده انهي كلامه وهو يمسك قدمها ليتحكم ف جسدها تملمت لُجين بهستريه وقالت: سبني والنبي.. حرااام عليك سبني مد سعد يده ومزق بلوزتها وقد اسودت عينيه وزادت شهوته اكثر وهو يقول: اسيب ايه ده اما اول مره اشوف الحلاوه دي قدامي
صرخت لُجين بصوت عالي وقالت ببكاء شديد وهستريه: الحقوووني.. سبني ياحيواان سبني صفعها سعد بقوه وكرر صفعته مره ثانيه وهو يقول: لا بقولك ايه متفرهدنيش معاكي.. عشان انا مش سايبك غير لما اخد اللي انا عايزه انهي كلامه ثم بدأ يقبل عنقها بعنف شديد تحت صراخ لُجين ضرباتها الضعيفه له..
وبعد مرور اكثر من ساعه كان قاسم يتحرك بقلق ف مكتب ادم كلما تمر الدقائق يزداد قله اكثر.. يشعر بعجزه وقله حيلته وهو يعلم ان ابنته معرضه للخطر ويقف مكانه دون ان يفعل شئ اتجه الي هاتفهه بسرعه عندما تصاعد رنينه نهض ادم هو الاخر الذي بدأ جرحه يشتدد عليه بقوه ويتحامل علي نفسه بصعوبة
فتح قاسم الاتصال فسمع فرعون يقول بشماته: بنتك هتلاقيه مرميه ف******** وانت وحظك بقا يالقيتها حيه يالقيتها ميته وااه قبل ما انسي.. رجالتي انبسطوا اوي منها انهي كلامه ثم اغلق الاتصاال نظر قاسم الي ادم بصدمه فقال ادم مهدائا اياه: ان شاءالله خير يابابا.. لازم نتحرك دلوقتي ونروح المكان اللي قالك عليه..
اومأ قاسم راسه وقلبه منقبض بشده مما هو مقبل عليه ركب ادم وقاسم السياره وقادها ادم وساروا الي المكان الذي اخبرهم به فرعون وكان خلفهم سيارتين للبوليس تحسبا لاي شئ
وبعد مرور ربع ساعه وصل ادم للمكان اوقف سيارته ف منتصف الطريق ثم نزل من السياره ونزل قاسم وقد كان المكان مقطوع خالي من المنازل والسيارات نظر ادم حوله ثم نظر للظباط وقال بصوت عالي قوي: وزوعوا نفسكم وكل واحد يدور ف مكان.. عايز اختي تبقي قدامي ف خلال خمس دقايق.. مفهوووم
بدأ الظباط والعساكر ف تنفيذ اوامر ادم وانتشروا ف المكان يبحثوا عن لُجين وسار ادم ومعه قاسم يبحثوا عنها ايضا مرت عشر دقائق من بحثهم وتوقف قاسم فجأه فتوقف ادم وقال بقلق وهو ينظر لابيه الذي ينظر امامه بصمت: ف حاجه يابابا لم يجيبه قاسم بل تحرك بصمت وتحرك خلفه ادم الذي فزع عندما رائ غطاء لونه ابيض باهت ممزق ملئ بالدماء ويظهر من تحت ذلك الغطاء اقدام شخص
ركض قاسم وركض خلفه ادم ولم يعبئ آلالم جرحه جلس قاسم علي ركبيته امام الغطاء ورفعه توقفت انفاسه وزادت ضربات قلبه واختل توزانه وقد شعر بشعور لاول مره يشعر به.. لاول مره يشعر بان ظهره قد انكسر..يشعر بنيران تكاد تحرق صدره ..بكي قاسم وتأوه بصوت عالي لرؤية ابنته هكذا
فقد رائ وجهه ابنته الملئ بالكدمات وبلوزتها الممزقه والتي تظهر اكتر مما تخفي وجسدها المحيط بدمائها اما ادم فقد ضرب الارض بيده بقوه وبعنف ولاول مره يشعر بفشله كظابط لانه لم يتمكن من انقاذ اخته جلس علي الارض ونزلت دموعه بصمت علي الحاله التي توصلت لها اخته
اما قاسم فرفع جسد ابنته اليه وضمها بشده وقال ببكاء وصوت متألم: انا اسف ياابنتي.. انا اسف مقدرتش احميكي نظر للسماء وقال بصوت عالي: يااارب الابتلاء ده صعب اوي صعب اوي اني اتحمله ...
رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع والعشرون
كان قاسم يجلس علي الارضيه البارده ف المستشفي ينظر امامه بشرود وقد كان وجهه يظهر عليه الالم والتعب نظر الي يديه المليئه بدماء ابنته ونزلت دموعه بصمت وكان ادم يقف ويراقب حاله والده لاول مره يراه بهذا الضعف لاول مره يظهر عليه كبر السن ولاول مره يري دموع والده التي لم تجف منذ رؤيه لُجين غارقه ف دمائها
اقترب ادم من والده وتحامل علي نفسه ومال عليه وقال لوالده بصوت متحشرج والدموع ف عينيه: ان شاءالله مش هيكون حصلها حاجه.. ان شاءالله مش هيكون في حد من الكلاب دول قرب منها
ثم تابع بقوه واصرار: بس وحياه اللحظات الصعبه اللي احنا بنمر فيها دي هجبلك الكلب اللي اتجرأ وخطفها واللي عايز يدمر عيلتنا.. هجبهولك تحت رجلك يابابا.. ولو ده محصلش انا هسيب شغلي عشان ساعتها مستهلش اني اكون فيه اسند قاسم راسه علي الحائط واغمض عينيه ودموعه منهمره علي وجهه بغزاره..
وفي قصر قاسم وبالتحديد ف حديقه القصر كان يحيي يجلس علي الكرسي يضم قبضه يده بعنف وهو يقول بخوف: ياتري عامله ايه يالُجين.. ياتري بيعملوا فيكي ايه الكلاب دول وقفت كارما امامه وقال بدموع: يحيي نظر لها يحيي بحزن واشار بيده وقال: تعالي
اتجهت اليه كارما وجلست جانبه واحضتنته وقالت ببكاء: هو ايه اللي بيحصل ده.. ادم ولُجين وفارس.. وكمان يزن مش موجود ضمها يحيي وقال بشرود: مش عارف ياكارما مش عارف.. بس ان شاءالله كل ده هيتحل وكل حاجه هترجع زي الاول واحسن
كارما برجاء: يارب ثم تابعت قائله بحزن: مفيش اخبار عن لُجين يحيي بغضب مكتوم: لا.. انا هقوم اروح لادم وخالو.. مش قادر اقعد هنا واسيبهم خرجت كارما من احضانه وقالت: طيب مش هترتاح شويه انت منمتش من يومين وكمان مكلتش حاجه من ساعه اللي حصل
يحيي بتنهيده: ومين ليه نفس ياكل او يرتاح بس نهض وتابع: انا رايحلهم مش قادر استني هنا اكتر من كده قبل راسها وقال: روحي ادخلي جوه واقعدي معاهم كارما بحزن: حاضر..
رحل يحيي من القصر ودخلت كارما للداخل وسمعت همس حنين الباكي تقول: عارفه يارهف اليوم اللي اتخطفت في لُجين.. قبليها بكام ساعه ادم قالي اني بفرق ف المعامله بين ليان ولُجين وقال اني مش بهتم بيها زي ما بهتم باليان وتابعت بعدها ببكاء اكثر: بس خلاص هي ترجعلي وانا مستحيل اهملها تاني.. ياتري عامله ايه دلوقتي.. ياتري ف حد بيأذيها ولا كويسه.. بس انا حاسه بوجع في قلبي يارهف.. يبقي اكيد مش كويسه
وبعد مرور دقائق لاحظت رهف هدوء حنين انتظام انفاسها ف حضنها فنظرت لها ووجدتها قد ذهبت ف نوم عميق من كثره التعب البكاء فقبلت راسها وقالت بحزن: ربنا يريح قلبك ياحنين
نظرت الي كارما وقالت بخفوت: روحي اطلعي شوفي ليان ياكارما وحاولي تأكليها اي حاجه وخليها تاخد علاجها نهضت كارما وقالت بصوت هادئ: حاضر ياماما.. ثم تابعت قائله: هو فين بابا ياماما رهف: قالي ان في مشكله حصلت ف الشركه وراح يحلها اومأت كارما راسها بهدوء ثم صعدت علي الدرج متوجه الي غرفه ليان..
فتحت كارما باب الغرفه بهدوء ورأت ليان تجلس علي الفراش وتمسك بلوزه خاصه ب لُجين وتحضتنها وتمسك هاتفها وتنظر الي صوره فارس وتبكي بحرقه ادمعت عين كارما فدخلت الغرفه واغلقت الباب خلفه وسارت باتجااها وجلست علي الفراش بجانب ليان وقالت بحزن: اهدي عشان خاطري ياليان.. ان شاءالله لُجين هترجع وفارس هيقوم بالسلامه قريب
ليان ببكاء: ليه بيحصلنا كده ليه احضتنها كارما وقالت بنبره باكيه: امتحان من ربنا ياحبيبتي.. وان شاءالله كل حاجه هتتصلح وهترجع زي الاول بكت ليان بحرقه وقالت: انا مش هتسحمل ان حد فيهم يحصله حاجه مش هستحمل ثم تابعت بالم: وحشوني اوي قبلت كارما راسها وضمتها اكثر ودموعها تنزل بصمت...
وفي الاسفل قامت رهف بجعل حنين تتسطح علي الاريكه لتنعم بالراحه اكثر ثم سمعت بعدها صوت جرس الباب فالقت نظره خاطفه علي حنين النائمه ثم اتجهت بعدها الي باب القصر فتحت الباب ووجدت حبيبه ووالدتها امامها تحدثت والده حبيبه قائله بقلق وحزن عليهم: في ايه يارهف ياحبيبتي.. اللي سمعناه ده صح.. لُجين اتخطفت
اومأت رهف رأسها بحزن وقالت: تعالوا اتفضلوا ونتكلم جوه توجهت بهم رهف الي غرفه الصالون بعيدا عن حنين حتي لاتستيقظ جلسوا جميعا علي المقاعد وقالت والده حبيبه: اتخطفت ازاي يارهف وفين حنين دلوقتي رهف بحزن: والله ياسهير محدش عارف حاجه.. وحنين ما صدقت انها نامت بعد عياط يومين متواصلين
سعير لحزن ودموع: ربنا بعينها اللي هي فيه مش سهل رهف بحزن: اه والله مش سهل ابدا هي عاشت لحظات صعبه اوي اليومين اللي فاتوا حبيبه بدموع: وليان عامله ايه.. وقُصي برن عليه مش بيرد رهف بتنهيده: ليان ف اوضتها ومعاها كارما.. وقُصي جه من شويه وفي اوضته ومنزلش من ساعه ما جه.. روحي اطلعيلوا ياحبيبه وهديه شويه
نظرت حبيبه الي والدتها بتردد فقالت والدتها: اطلعي ياحبيبتي قُصي جوزك وهو اكيد محتاجلك دلوقتي نهضت حبيبه وقالت لرهف: هي اوضته فين رهف: تالت اوضه علي ايدك الشمال اومأت جبيبه براسها ثم خرجت من الغرفه وصعدت لغرفه قُصي
لحظات وكانت تقف امام الغرفه طرقت علي الباب بهدوء وابتعدت عنه مسافه انتظرت ثواني وفتح بعدها قُصي الباب حزنت حبيبه عندما رأت وجهه الظاهر عليه التعب والحزن
فاقتربت منه وقال بحزن: قُصي جذبها قُصي من يده وضمها اليه بشده دافنا رأسه داخل عنقها احتوته حبيبه بذراعيها وسقطت دموعها بصمت تنهد قُصي بقوه وهو مازال يدفن راسه ف عنقها: كنت محتاجلك اوي ومحتاج للحضن ده
حبيبه بنبره هامسه باكيه: انا معاك ياحبيبي ابتعد قُصي عنها وجذبها لداخل غرفته واغلق الباب فارتكبت حبيبه قليلا ولكن لم تظهر ذلك تحدث قُصي بهدوء وقال: جيتي مع مين حبيبه: ماما اومأ راسه بهدوء ثم سار وجلس علي طرف الفراش
اتجهت اليه حبيبه وجلست بجانبه ومدت يدها ممسكه بيده وقالت بخفوت: ان شاءالله كل حاجه هترجع زي الاول تنهد قُصي وقال بحزن: قضينا يومين من اصعب الايام.. ابتدينا بخبر اصابه ادم وفارس وان حالتهم خطر وبعدها بدقايق عرفنا ان لُجين اتخطفت ليان متحملتش الخبر واغمي عليها وكانت شكلها يرعب جسمها البارد شفيفها الزرقه وشها اللي بقا لونه اصفر.. وامي متحملتش واغمي عليها هي كمان
ف لحظه لقيت عيلتي كلها بتنهار.. كل حصل ورا بعضه.. ودلوقتي لُجين مخطوفه..فارس دخل ف غيبوبه وليان اختي معرضه ف اي لحظه انها تتعرض لازمه قلبيه بسبب الحزن علي جوزها واختها ..واخويا اللي غايب عن البيت ومحدش عارف هو فين كل حاجه متكركبه وكلهم مصايب اكبر من بعضها ومش عارفين نلاحق علي مين ولا علي مين
حزنت حبيبه بشده علي ما اصاب هذه العائله فتحدثت قائله بصوت خافت: ان شاءالله لُجين واخوك هيرجعوا وفارس يفوق من غيبوبته ويرجع الهدوء والاستقرار لحياتكم تاني وربنا ينتقم من الناس اللي خطفوا لُجين ويحرق قلبهم زي ماحرقوا قلبكم
قُصي بتوعد: ااه بس لو اعرف مين الكلب اللي اتجرأ وخطف اختي... بس هنعرفه اكيد هنعرفه حبيبه: ان شاء الله نظرت للطعام الموضوع علي الكمودينوا بجانبه فنهضت وحملت الصنيه ووضعتها بجانبه وقالت بحنان: ممكن تاكل عشان خاطري انا متاكده انك ماكلتش حاجه طول اليومين اللي فاتوا قُصي بفتور: مليش نفسي
حبيبه برجاء: معلش عشاني.. مينفعش تفضل قاعد كده من غير اكل وبعدين عشان تفوق وتعرف تتدور علي اختك كويس..قله الاكل مش هتفيدك بحجه بالعكس دي هتتعبك وممكن لقدر الله يغمي عليك بسبب قله الاكل... كل حتي شويه صغيرين بس اهم حاجه انك تاكل.. وانا هقعد اكل معاك عشان افتح نفسك.. بس علفكره انا باكل كتير وممكن اخلص علي الاكل ده ف ثواني فخد بالك بقا
ابتسم قُصي بهدوء ومسك يدها وقبلها وقال: ربنا يخليكي ليا ياحبيبه جلست حبيبه جانبه وقال بابتسامه هادئه: ويخليك ليا ياقُصي.. يلا كل بقا مد قُصي يده. وبدأ ف تناول بعض اللقيمات الصغيره وهو ينظر لحبيبه بابتسامه هادئه مرت علي باله تلك الرسائل بدأت تُبعث له بكثره ف الفتره الاخيره ولكن قال ف نفسه وهو يتأمل ملامح وجهها النقيه البريئه: اكيد الرسايل كلها كدب الوش ده مستحيل يخدع او يكدب..
كان يزن يقود سيارته وملامحه وجهه شاحبه وقد زاد السواد تحت عينيه ونقص وزنه بشكل ملحوظ
تنهد يزن بالم علي تلك الحاله التي وصل اليها حاول ان يعالج نفسه وقرر العديد من المرات ان يبتعد عن تلك المخدرات ولكن بمجرد زوال مفعول البودره وعندما يزداد عليه الصداع والتعب ينسي اي قرار اتخذه ويهرول باتجاه تلك البودره ويستنشقها بلهفه
مر علي باله ما حدث له قبل ايام بعد ضربه لاخيه ادم فلاش بااك نزل يزن علي الدرج بسرعه شديده والدموع منهمره علي وجهه خرج للشارع ونظر يميا ويسارا بتشتت وبدأ بعدها ف الركض بسرعه مبتعدا عن العماره
وكلما يزيد ف ركضه كلما تزداد ف دموعه وكل ما ف باله منظر ادم وهو متسطح علي الارض والدماء تندفع من راسه بكي يزن بصوت عالي وقال: انا مكنش قصدي مكنش قصدي اقتله
وعند كلمته الاخيره توقف عن الركض وقال بصدمه وضياع: ق قتلته! جلس علي قدميه ف منتصف الشارع ولم يهتم بنظرات الناس له
نظر الي يديه المرتشعه وتخيل يده وهي مليئه بدماء اخيه فزع بشده وقال: لالا اكيد هو هيصحي اكيد فارس سمعه وهيلحقه نزلت دموعه اكثر وفجأه ظل يضرب يده ف الاسفلت بقوه وعنف وكأنه يعاقب نفسه علي فعلته
توقف بعدما شعر بتخدر يده والدماء التي بدأت تندفع منها توحشت ملامح وجهه وقال بغضب شديد: هقتلك ياعمرو.. انت السبب ف كل الي انا فيه ده.. هقتلك انتبه بعدها علي صوت شاب يقف جانبه ويقول: انت كويس ياكابتن لم يعيره يزن انتباه وانما نهض من علي الارض ورحل من امام الشاب وكله عزيمه واصرار علي الانتقام من عمرو
وبعد مرور نصف ساعه وقف يزن امام شقه عمرو وطرق الباب بعنف شديد وقد اصبحت ملامح وجهه مخيفه انتظر لحظات وفُتح الباب ولكن رجع بخطواته للخلف عندما رائ رجل كبير ف السن من فتح الباب وقال: خير يابني انت مين
يزن باستغراب: مش دي شقه عمرو حمدي الرجل: لا يابني.. هو ساب الشقه من فتره وعرضها للبيع وانا اشتراتها اطلق يزن سباب خافت ثم نظر للرجل وقال: ماشي انا اسف لو ازعجت حضرتك انهي كلامه ثم رحل من امام الرجل بخطوات سريعه غاضبه تابع الرجل رحيله باستغراب شديد وقال: ده ماله ده..
سار يزن علي قدميه وهو يقول بتوعد: وحياه امي ما هسيبك ياعمرو..هوصلك وهاخد حقي انتبه بعدها علي ذلك الصداع الذي يهاجمه بقوه ففكر قليلًا وعزم علي ان يذهب لسيارته مرت عليه الليله الاولي وهي يقود سيارته ولا يعلم الا اين يذهب توقف بسيارته ف مكان ما ثم قرر الاستعانه بصديقه باسم واتصل عليه وطلب منه ان يتقابلوا سويا ف احد الكافيهات ووافق باسم مباشره
تقابلوا سويا وبعد التحيه وفتح بعض المواضيع الصغيره اخبر يزن باسم انه يريد مكان بعيد عن الاعين يسكن به لعده ايام وكان باسم ونعم الصديق فقد اخذه الي شقه كان يعيش بها هو وعائلته منذ فتره ولكن تركوها وسكنوا ف شقه اخري
ومنذ ذلك اليوم ويزن يعيش فتلك الشقه وباسم يأتيه كل يوم يطمئن عليه حاول باسم ان يعلم ما اصاب صديقه.. ولكن اصر يزن علي الكتمان ولم يتحدث فلم يود باسم ان يضغط عليه اكثر وتركه علي راحته
بااااك عاد يزن من ذكرياته وقال لنفسه بنبره سخريه متألمه: وبعدين يايزن هتفضل هربان كده لحد امتي.. فلوسك خلصت وبقيت تعتمد علي فلوس باسم.. هفضل علي الحال ده لحد امتي صمت وتابع قياده سيارته بشرود وقد اتت علي باله عائلته التي اشتاق لها فقال بحزن: وحشوني اوي... بس اكيد محدش طايقني دلوقتي حتي ماما.. ده انا كمان لما برن عليها مش بترد
اعتدل ف جلسته بتوتر عندما لاحظ وجود لجنه امامه ولكن تنهد بارتياح الي حد ما لعدم تواجد اي مخدرات ف السياره اقترب من اللجنه واشار له الظابط بان يتوقف فتح يزن زجاج السياره ونظر للظابط الذي قال: بطاقتك اخرج يزن بطاقته واعطاها للظابط اخذها الظابط وظل ينظر لها لثواني ثم قال بعدها وهو يضرب بكفه علي باب السياره: انزل
يزن بقلق وخوف: انزل ليه في حاجه ياباشا الظابط بعنف: انت هترغي كتير.. قولتلك انزل نزل يزن من السياره وهو متوتر بشده
نادي الظابط علي احد العساكر وقال بصوت عالي: تعالي ياعسكري خد الواد ده علي البوكس يزن بفزع: بوكس ايه انا معملتش حاجه الظابط بعنف: اخرس يااض
اتجه اليه العسكري ومسك يد يزن ودفعه ليسير امامه فقال يزن بانفعال: ابعد انت كمان..انا من حقي اعرف ف ايه وواخدني علي البوكس ليه الظابط بلامبالاه: هتعرف ف القسم ان شاءالله.. اخلص يلا واركب بهدوء عشان منستخدمش العنف معاك
كاد يزن ان يتخدث ويخبره بهويه اخيه ولكن صمت علي اخر لحظه فلم يشئ ان يورط اخيه ف مشكله فسار مع العسكري دون مقاومه وقلبه يدق بعنف ويشعر بان القادم لم يكون هين ابدا
ف المستشفي نهض قاسم من علي الارض بسرعه عندما خرجت الطبيبه من الغرفه المحتجزه بها لُجين
اتجه اليها هو وادم الذي قال بتوتر: خير يادكتوره نظرت لهم الطبيبه وقالت: انتو تقربولها ايه قاسم بلهفة وخوف: انا انا ابوها وده اخوها (وف تلك اللحظه حضر يحيي الي المستشفي بعدما ذهب الي مكتب ادم وعندما لم يجد احد قام بالاتصال علي ادم فاخبره ادم بما حدث وانهم الان موجودين بالمستشفي فاغلق يحيي معه وساق سيارته بسرعه عاليه متجها الي المستشفي)
اشفقت الطبيبه علي حاله قاسم وقالت بهدوء: هي بنت حضرتك اتعرضت لاعتداء عنيف وده واضح من الكدمات الكتيره اللي فجسمها نزلت دموع قاسم وقال بخفوت: بنتي ضاعت صح ردت عليه الطبيبه بسرعه: لالا متقلقش هي كويسه ولسه انسه هي بس ف كدمات وجروح ف جسمها كله
قال قاسم بصدمه وبطء: وو الدم الطبيبه: لا الدم ده كان بسبب جرح كبير ف رجلها من فوق هو اللي كان مسبب النزيف ده.. بس الحمدلله بنتك زي ما هي تنهد ادم بارتياح.. اما قاسم فسجد علي الارض وقال بصوت باكي: الحمدلله يارب الحمدلله اما يحيي فنظر لاعلي وقال بابتسامه خافته: الحمدلله الحمدلله
الطبيبه: حمدلله علي سلامتها.. بس انا كنت عايزه اقولكم علي حاجه بخصوص حالتها
نهض قاسم من علي الارض بمساعده ادم ويحيي وقال بلهفه: حاجه ايه الطبيبه: الاعتداء العنيف اللي اتعرضلته ده هيأثر علي نفسيتها.. اللي شافته وعاشته مكنش سهل عليه وهتفضل فكراه.. بطلب من حضراتكم انكم تساعدوها تخرج من الحاله دي... تصرفاتها ممكن تبقي غريبه ليكم شويه بس لازم تستحملوا ولازم عينكم تبقي عليها 24 ساعه عشان ممكن انهيارها يوصلها بانها تفكر ف الانتحار لقدر الله
رد ادم وقال: متخافيش يادكتوره مش هنسيبها.. ولو الموضوع معرفناش نسيطر عليها هنعرضها علي دكتور نفسي الطبيبه: وده هيكون الاحسن ليها.. علي العموم هي واخده مخدر وهتفوق منه بعد كام ساعه وفي مسكنات قويه لازم تاخدها بعد ما تفوق عشان الالم اللي هتحس بيه مش هيكون هين خاصه من الجرح اللي ف رجلها
اومأ قاسم راسه بتشتت وقال ادم بهدوء: ماشي يادكتوره شكرا الطبيبه: العفو رحلت الطبيبه من امامهم فنظر ادم الي والده وقال بابتسامه: الحمدلله يابابا انها وصلت لحد كده قاسم بابتسامه باهته: الحمدلله.. انا هدخلها اومأ ادم راسه بهدوء
فنظر يحيي الي ادم وقال: ايه اللي حصل ياادم.. ولقتوها ازاي تنهد ادم وبدأ يقص عليه ما حدث بهدوء
دخل قاسم الغرفه ثم سار بخطوات بطيئه الي الفراش الذي تتسطح عليه لُجين وقف بجانبها وظل يراقب وجهها المرهق الذي توجد به بعض الكدمات الزرقاء
مد يده ببطء وبدأ يمررها علي الكدمات برفق حتي لا يؤلمها وقال بصوت متألم: عايشتيني اصعب لحظات حياتي يالُجين.. لم شوفتك مرميه ف الصحرا وغرقانه ف دمك حسيت ساعتها اني ضهري انكسر.. ربنا ما يكتب علي اي اب الاحساس ده.. ثم تابع وعينيه ممتلئه بالدموع: اسف ياقلب ابوكي اني مقدرتش احميكي.. انا اسف
مسح دموعه وقال بتشجيع: يلا قومي بقا وحشتني لماضتك.. انا عارف انك قويه وهتقدري تعدي الفتره دي وكلنا هنساعدك علي ده يالُجين مال عليها وقبل جبهتها بحنان وقال بعدها بعزيمه: وانا اوعدك اني هجبلك حقك وهكسر رقبه اللي عمل فيكي كده.. اوعدك
وبعد مرور ساعه خرج ادم من الغرفه عندما سمع رنين هاتفهه وخرج ورائ يحيي امامه الذي قال بلهفة: ها فاقت هز ادم راسه نافيا وقال: لسه.. تنهد يحيي بحزن فابتعد ادم عنه مسافة ثم فتح الاتصاال
وبعد مرور دقائق عاد ادم الي يحيي وقال: يحيي.. انا ف مشوار ضروري لازم اروحه.. خليك هنا عشان لو بابا احتاج حاجه يحيي: انا واقف ومش هتحرك.. بس انت رايح فين ادم بغموض: مشوار مهم يحيي باستغراب: ماشي.. ثم نظر باتجاه جرحه وقال بهدوء: ادم لازم نشوف جرحك ومتكبرش دماغه عشان الجرح ميلتهبش
ادم: حاضر.. هخلص المشوار ده وهاجي تاني واشوف ممرضه تغيريلي عليه اومأ يحيي راسه ف رحل ادم من امامه
وبعد مرور دقائق كان ادم يقود سيارته بملامح جامده انتبه علي صوت رنين هاتفه فنظر للمتصل ووجده قُصي ففتح الاتصال وقال: الو قُصي: ايوه ياادم.. وصلتوا لحد فين معرفتوش حاجه عن لُجين ادم بهدوء: جمبك حد قُصي: لا انا ف اوضتي ادم: ماشي.. لُجين لقينها قُصي بلهفه: بجد.. طب انتو فين عشان اجيلكم ادم: لا ياقُصي خليك.. لازم تبقي معاهم ف القصر ومتقلقش هي كويسه في بس شويه كدمات بس الحمدلله انها جات لحد كده..
قُصي: طيي ليه مش عايزاني اجيلكم ادم: عشان محدش من اللي عندك يعرف.. احنا كلها كام ساعه ونرجع بيها ان شاءالله .. امي لو جات وشافت حاله لُجين كده هتنهار ومش هتصدق انها كويسه
تنهد قُصي وقال بتفهم: ماشي ياادم.. ثم تابع بقلق: ادم اخوك يزن مشفتوش من ساعات اللي حصل وبابا لو فاق ولاحظ غيابه هيقلب الدنيا.. انا اتصلت عليه كتير بس الزفت ده مش بيرد ومش عارف راح فين
ادم بهدوء: هشوف الموضوع ده.. المهم روح لماما واقعد معاها وحاول تهديها تنهد قُصي وقال: حاضر هغير هدومي وانزلها ادم: تمام.. يلا سلام قُصي: مع السلامه
كان يزن يسير ف الزنزانه بغضب فقد مرت اكثر من ساعه وهو ملقي ف تلك الحجره ولا يعلم الي الان لما هو موجود هنا سمع صوت غليظ يقول: جرا ايه يااستاذ ما اتقعد علي حيلك خيلتنا زفر يزن بعنف ونظر للرجل وقال بوحشيه اخافته: بقولك ايه انا مش طايق نفسي فابعد عني عشان مطلعش همي كله فيك
صمت الرجل ولم يتحدث ولكن رد عليه رجل تظهر علي وجهه ملامح الاجرام وقال ليزن: مالك شايف نفسك علينا كده.. كلنا هنا واحد.. ثم نظر له بتفحص: بس شكلك نضيف بتاع بابي ومامي.. جاي ف ايه ياض انت
نظر له يزن باشمئزاز وغضب ولم يرد عليه فنهض الرجل من علي الارض واقترب منه وقال باجرام: لا بقولك ايه.. بلاش البصه دي عشان بخاف نظر له يزن بقوه وقال: انا لحد دلوقتي ساكت ومش راضي اعمل مشكله اقترب منه الرجل اكثر وقال بغلظه: لا اعمل
غضب يزن بشده وانفعل فوجهه له لكمه قويه سقط الرجل علي اثرها علي الارض وضع الرجل يده علي جانب شفتيه ووجد بعض الدماء الخفيفه وابتسم بشر وقال: لا تعجبني
نهض الرجل واصبح كل من ف الزنزانه يراقب المعركه اتجه الرجل الي يزن ووجه له لكمه لا تقل قوه عن لكمه يزن له ومن هنا بدأ الشجار يشتدد اكثر وكان يزن يصد اللكمات ولكن لا مانع من بعض اللكمات التي اصابته نن الرجل دخل العسكري وفرقهم عن بعضهم وكل واحد منهم وجهه ملئ بالكدمات خاصه ذلك المجرم
اقترب العسكري من يزن وقال: انت يزن يزن وهو ينظر الي الرجل بغضب: ايوه انا العسكري: تعالي معايا الباشا عايزك
خرج يزن مع العسكري وهو يعدل من هيئته الغير مرتبه نتيجه المعركه التي دخلها مع ذلك المجرم وصلوا سويا الي مكتب الظابط ودخل العكسري وهو يمسك يد يزن وقال وهو يؤدي التحيه العسكريه: تمام يافندم.. هو ده يزن وكان عامل مشكله ف الزنزانة تحت
التفت له ادم الذي كان معطي له ظهره ونظر لاخيه ببرود رد الظابط الاخر وقال: تمام ياعسكري سيبه واطلع بره ترك العسكري يزن الذي كان ينظر لاخيه بصدمه ممزوجه بالخوف والقلق مما هو مقبل عليه نهض ادم وقال وهو يمد يده للظابط: تمام يااحمد.. شكرا جدا.. اللي عملته معايا مش هنسااه
نهض احمد وقال وهو يمد يده لادم: علي ايه ياادم باشا انا تحت امرك ف اي وقت.. وحمدلله علي سلامتك انت والمقدم فارس ابتسم ادم بهدوء وقال: الله يسلمك يااحمد.. وشكرا مره تانية احمد بابتسامه: الشكر لله ادم: يلا السلام عليكم احمد.:وعليكم السلام
نظر ادم لاخيه بغموض وتوجه اليه وجذبه من ذراعه بعنف وخرج به من المكتب سار معه يزن وهو لا يستوعب ما حدث حتي الان ما الذي اتي باادم الي هنا وكيف عرف انه محجوز وما يشغل باله ماذا حدث له ولفارس ليقول له الظابط تلك الكلمات
فاق من شروده وادم يفتح له باب السياره ويقول ببرود شديد: اركب ركب يزن ولم يعترض.. اغلق ادم الباب بعنف ثم اتجه الي الجانب الاخر وركب وبدأ ف قياده سيارته وبعد مرور فتره من الصمت الدائم تحدث يزن وقال بهدوء ظاهري يخفي القلق والخوف بداخله: انت عرفت مكاني ازاي
رد عليه ادم بنبره مخيفه وهو ينظر الي الطريق امامه: من دلوقتي لحد ما نوصل للقصر مسمعش نفسك يايزن.. صمت يزن ولم يتحدث وقد ازداد خوفه اضعاف اما ادم فتابع الطريق وملامحه جامده وقد تذكر اتفاقه مع احمد منذ يومان فعندما علم من قُصي بعدم وجود يزن ف الوسط وان لا احد يعلم اين مكانه قرر ان يستغل انشغال ابيه ويبحث عن يزن
فلاش باك خرج ادم من المكتب بعدما استاذن من ابيه اخرج هاتفه وقام بالاتصال علي ظابط يدعي احمد يعرفه معرفه سطحيه رد عليه احمد وبعد فتره من الحديث سويا قال ادم بجديه: احمد كنت عايزك ف حاجه كده احمد: اتفضل ياادم باشا
ادم: انا عارف ان بتقف ف لجان.. وانا دلوقتي هديك رقم عربيه واحد عايزك تشدلي ودانه شويه.. ف الحقيقه هو اخويا الصغير .. انت عارف طيش الشباب الايام دي وانا عايز أادبه شويه.. انا عايزك لو شوفت عربيته توقفه وتركبه البوكس وتقعده ف القسم شويه ومفيش مانع لو نزلته الزنزانة.. ولو مش هتقل عليك تقول لصحابك ف اللجان التانيه بردو لو لقوه يمسكوه
احمد باستغراب: اخوك وعايز تحطه ف الزنزانة ادم بهدوء: اه زي ما قولتلك عايز اشد عليه شويه.. وهو اسمه يزن قاسم العامري احمد باندهاش: تمام يا ادم باشا ادم: تمام يااحمد وزي ما قولتلك عايزك تشد عليه احمد: حاضر ياباشا
بااالك عاد ادم من ذكرياته ووضع يده بهدوء علي جرحه وقد شعر بسائل لزج في يده فعلم عندها ان جرحه قد انفتح وذلك المتوقع فقد قام بمجهود كبير خلال اليومان الماضيان مرت فتره وتوقف ادم بشيارته امام القصر تحدث ليزن وقال دون ان ينظر اليه: انزل نزل ادم ونزل يزن اغلق ادم باب السياره ثم اتجه الي يزن ومسكه من ذراعه بعنف شديد وجذبه ودلف به الي القصر وجد الباب الداخلي للقصر مفتوح فدخل واتجه الي بهو القصر حيث تجلس والدته ورهف وكارما وليان واخيه قُصي
ثم دفع يزن بعنف وقوه شديده فسقط يزن علي الارض وكتم تأوهاته بشده انفزع الجميع مما حدث ووقفوا جميعهم وتحدثت رهف قائله بفزع: اخص عليك ياادم بتزقوا كده ليه
لم يعيرها ادم انتباه وانما مال علي اخيه وقال بنبره خافته مخيفه: مشاكلك التافهه دي احنا مش فاضين ليها ضعفك وجريك ورا شهواتك ده احنا مش فاضين نعالجه.. اختك مخطوفه وانا وجوز اختك كنا مرمين ف المستشفى وابوك واخوك كان لوحدهم وانت فين من ده كله.. كنت هربان من البيت زي اي شاب تافهه ملوش اي تلاتين لازمه ف الدنيا
ودلوقتي انت هتقعد ف القصر هنا زي الحريم وسيب الرجاله اللي زينا تشوف المصايب اللي نزله علينا ونحلها.. وعلي الله يايزن تخرج من القصر ... وانا هفوق من اللي انا فيه وهاجي اربيك ياايزن عشان واضح انك اتدلعت اوي. اعتدل ف وقفته ثم نظر لوالدته التي تبكي واخيه قُصي وقال: الحيوان ده ميخرجش من القصر لحد ماااجي واشوف حل معاه
انهي كلامه ثم خرج من القصر وبعد خروجه اتجه قُصي الي يزن التي بدأت دموعه تتساقط بصمت مد قُصي يده وساعد اخيه عاي الوقوف وهو يقول بغضب: كنت فين يايزن اديلك يومين
نظر اليه يزن ثم نظر بخجل وحزن الي والدته الباكيه وقال: لُجين مالها وايه اللي حصل نظرت له حنين بحسره وقالت بعدما رأت هيئته وملامح وجهه الباهته المتعبه: ياخساره يايزن يااخساره انهت كلامها ثم صعدت علي الدرج متجه لغرفتها وهي تبكي بحسره وآلم تابعها بحزن شديد بسبب ما وصلت اليه بسببه
وف الخارج خرجت كارما بعد خروج ادم مباشره فقد كان بالها مشغول عليه وكانت تريد الاطمئنان عليه باي شكله ركضت خلفه ونادت باسمه بلهفه: ادم
توقف ادم والتفتت لها فاقتربت منه كارما قائله بخوف: ادم انت كويس ابتسم بهدوء: انا كويس متخافيش ترقرقرت الدموع ف عين كارما وقالت: لازم ترتاح انت لسه طالع من العمليات مكملتش يومين ثم قالت بفزع عندما لاحظت بقعه كبيره علي تيشرته الاسود مكان الجرح: ادم الحق انت بتنزف
قال ادم بابتسامة متعبه وقد اصبح الم جرحه لايحتمل: انا رايح المستشفي وهشوف الجرح كارما بخوف: بيوجعك مش كده مد ادم يده وربت علي ذراعها برفق وقال بابتسامه حنونه: متخافيش ياكارما انا متعود علي الحاجات دي.. يلا روحي ادخلي القصر عشان محدش يلاحظ غيابك كارما بدموع: حاضر.. ممكن طيب اسالك سؤال ادم بهدوء: اسألي.
كارما بحزن: انت ليه عملت ف يزن كده.. انت قسيت عليه جامد ادم: كان لازم ده يحصل عشان يفوق من اللي هو فيه وتابع بعدها: ف اسئله تاني ولاامشي هزت كارما راسها نافيه وقالت بدموع: خد بالك من نفسك.. وابقي طمنا لو عرفتوا حاجه عن لُجين
اومأ ادم راسه بهدوء فنظرت له كارما ونظرت لجرحه بخوف شديد ثم التفتت ببطء واتجهت لداخل القصر تابع ادم رحيلها بهدوء ثم اتجه بعدها الي سيارته جلس علي المقعد واغمض عينيه بالم واطلق تأوه خافت تحامل علي نفسه وقاد سيارته متجها بها الي المستشفي...
ف المستشفى تأوهت لُجين ف فراشها فنهض قاسم من علي الكرسي ووقف بجانب الفراش وهو يراقب تململها ف الفراش بقلق
فتحت لُجين عينيها ببطء ولشده الاضاءه القويه اغلقتها مره اخري انتظر قاسم لحظات وفتحت لُجين عينيها مره اخري وبدأت تعتاد علي الاضاءه نظرت حولها بتشتت وسرعان ما تذكرت ما حدث معاها فتحولت ملامح وجهها الي الخوف والذعر وعندما لاحظ قاسم ذلك قال بهدوء: لُجين حبيبتي انا بابا.. انتي ف امان ياحبيبتي
اغلقت لُجين عينيها وقد بدأت تتذكر اعتداء سعد عليها فهزت راسها نافيه بهستريه وقالت بصوت منخفض وبدأ يترتفع رويدا رويدا: لالا ابعد عني ابعد عني.. سبني والنبي سبني انا معملتش حاجه تعالي يابابا الحقني انهت كلامه بصراخ شديد حاوطها قاسم بيده وقال بدموع: لُجين فوقي انا جنبك اهو مفيش حاجه انا جنبك فوقي ياحبيبتي سمع يحيي صوت صراخها ولم يتحمل ان يقف بالخارج اكثر فهو كان يقف بالخارج لانه يعلم انها بدون حجاب وبالتاكيد ملابسها غير مناسبه
فتح الباب ورائ قاسم يحضتنها وهي تتحرك وتصرخ بهستريه فاقترب منهم وجذب لُجين وضرب خدها برفق وقال: لُجين فوقي.. انتي ف امان.. مفيش حاجه حصلت.. فوقي بالُجين لم تستمع لهم لُجين وانما ظلت تصرخ وتتحرك بهستريه فنظر يحيي الي قاسم وقال بقلق: لازم تاخد حنقه مهدئه كده هتدخل فحاله انهيار عصبي.. نادي الدكتور ياخالو قاسم بخوف: حاضر
خرج قاسم من الغرفه لينادي الطبيب اما يحيي فمال علي لُجين وهمس باذنها وقال وهو يحاول التحكم ف حركه جسدها الهستريه: لُجين انا يحيي ياحبيبتي.. انا يحيي.. خلاص مفيش حاحه هتحصل انتي ف امان هدأت حركتها الي حد ما ونزلت دموعها اكثر وقالت بضياع وهي مازالت مغمضه عينيها: ي يحيي الحقني.. ابعده عني يحيي وهو يهمس ف اذنها: ششش اهدي مفيش حد انا بس اللي موجود اهدي اهدي
دخلت الطبيبه ومعاها قاسم فابتعد يحيي عند دخولهم فعادت لُجين تتحرك بهستريه مره اخري عندما اختفي صوت يحيي اتجهت اليها الطبيبه وقالت وهي تنطر ليحيي: اتحكم فيها عشان اقدر اديها الحقنه اومأ يحيي راسها وتحكم ف جسدها دون ان يوجعها فقامت الطبيبه باعطاءها الحقنه وبعدما انتهت بدأ جسد لُجين يهدأ قليلا ولكن ظلت تهلوس بالكلام قائله: اا بعد.. بابا
نظر قاسم الي الطبيبه وقال بالم شديد: هي هتفضل كده علطول الطبيبه: لا ان شاءالله هتبقي بخير.. الحقنه دي هتنيامها لحد بكره ولما تصحي وانتو معاها هتبتدي تستوعب انها خلاص مبقتش ف خطر وان انتم جنبها
قاسم بتنهيده: ماينفعش تخرج انهارده الطبيبه: لازم دكتور يكون معاها يتابع حالتها عشان ممكن لقدرالله يحصل حاجه مش عاملين حسابها تحدث يحيي وقال بسرعه: انا دكتور نفسي يادكتوره
الطبيبه: بجد.. انت اخوها يحيي: لا ابن عمتها الطبيبه: علي العموم لو هتفضل موجود جانبها وتتابع حالتها فممكن تخرج وهنعتمد عليك واكيد حضرتك دكتور وفاهم لو حصلها لقدر الله انهيار او حاجه هتعرف تتعامل معاها يحيي: انا هفضل جنبها الطبيبه: تمام تخلص بس المحلول ده وهكتبها علي خروج وتمشوا ان شاءالله يحيي: ان شاءالله شكرا يادكتوره الطبيبه: العفو
خرجت الطبيبه من الغرفه فاقتري قاسم من فراش ابنته وقبل جبتهتها بحنان ثم نظر بعدها ليحيي وقال بتعب: ادم مش ظاهر.. متعرفش راح فين يحيي: قالي انه عنده مشوار مهم هيخلصه وهيجي اومأ قاسم راسه بتعب ثم عاود النظر الي لُجين
دخل ادم الي غرفه العنايه المحتجز بها صديقه بعدما كشف علي جرحه والذي كما توقع قد فُتح من جديد.. نبه عليه الطبيب بالراحه التامه حتي لايفتح الجرح او يلتهب مره اخري فاومأ ادم راسه للطبيب بلامبالاه وخرج بعدها من الغرفه
وقف ادم بجانب فراش فارس وتنهد بالم وقال: انت ناوي تطول ف النومه دي ولاايه.. ولا لما صدقت ترتاح مني ابتسم بحزن وقال: وحشتني ياصاحبي قوم انا محتاجك معايا.. انا تعبت المشاكل بتيجي من كل حته ومش عارف هحلها ازاي قوم يلا وفكر معايا وساعدني احلها.. قوم عشان مراتك وابوك المنهارين عليك.. قوم عشان تساعدني ف ان الاقي ابن **** اللي عايز يخرب عيلتنا ده.. متعودتش ان ادخل مهمه من غيرك.. متعودتش اني اشتغل من غيرك
مسح بعض دموعه التي تساقطت وقال بتوعد: بس عارف يافارس لما تفوق هربيك عشان تبقي تزقني وتاخد الرصاص مكاني..قوم انت بس رائ ادم الطبيب بالخارج يشير له بالخروج فنظر لفارس وقال: انا همشي دلوقتي بس هجيلك تاني بكره.. وهرغي معاك شويه اكتر من كده سلام ياصاحبي خرج ادم من غرفه العنايه وقرر بعدها ان يصعد للطابق الموجود به لُجين ليطمئن عليهم
وبعد مرور ساعتان دلف قاسم القصر وهو يحمل لُجين النائمه بين ذراعيها نهض الجميع بفزع عندما رأو حاله لُجين وسارت حنين بسرعه باتجاهم وقالت ببكاء وهي تمسد علي شعر ابنتها: لُجين حبيبه ماما نظرت لقاسم وقالت ببكاء: هي مالها ومش بترد عليا ليه تحدث ادم بهدوء وقال: هي كويسه ياماما هي بس واخده منوم ومش هتفوق منه غير بكره الصبح
نظرت حنين الي وجه ابنتها بالم ثم نظرت لقاسم وقالت بهمس متألم: بنتنا حصلها حاجه ياقاسم تنهد قاسم وقال بهدوء: لُجين كويسه ياحنين لُجين زي ما هي.. كل اللي فيها شويه كدمات بس وهيخفوا بالعلاج ان شاءالله.. عديني بقا عشان اطلعها اوضتها وترتاح اومأت حنين راسها ببكاء ثم تحركت من مكانها ليتحرك قاسم صاعدا ب لُجين الي غرفتها.. وخلفه جميع افراد العائلة
وضع ابنته علي الفراش وقبلها من جبهتها بهدوء جلست حنين علي طرف الفراش وليان من الطرف الاخر وكلاتهما تبكي علي حاله لُجين فتحدث قاسم وقال بهدوء: ملوش لازمه العياط خلاص لُجين الحمدلله كويس والكدمات هتروح مع الوقت.. والافضل تسبوها نايمه وتخرجوا هي كده كده مش هتفوق من المنوم غير بكره
بدأ الجميع يخرج من الغرفه ولم يتبقي فيها سوي قاسم وحنين فقال قاسم بنبره حانيه: حنين كفايه عياط عشان خاطري حنين ببكاء: انا قلبي واجعني علي الحاله اللي وصلنالها دي
مسك قاسم يدها وقال بخفوت: هنعديها سوا زي ما بنعدي اي حاجه.. انا دلوقتي عايز اشوف حنين الصبوره اللي عندها طوله بال مش عند حد.. حنين اللي بتصبرني علي اي مشكله او مصيبه بتحصل ... انا محتاج دعمك وصبرك عشان افضل واقف علي رجلي.. اهدي عشاني وعشان عيالنا لُجين لما تفوق مش هتقوم تجري وترجع لُجين اللمضه الشقيه اللي احنا عرفينها.. احنا هنتعب معاها عبال ما ننسيها اللي حصل.. ودي مش هيحصل طول ما انتي بتعيطي ومنهاره بالشكل ده
وانا لما بشوفك كده بحس ان الدنيا كلها بقت سوده ف وشي.. توعديني انك تبقي قويه اكتر من كده وتساعديني اننا نخرج لُجين من اللي احنا فيه
مسحت حنين دموعها وقالت باصرار: اوعدك قبل قاسم جبهتها ببطء وقال: هي دي حنين اللي عايز اشوفها.. دلوقتي بقا هنرتاح كلنا قبل ما لُجين تفوق لان اكيد محدش فينا داق طعم النوم من ساعت اللي حصل
قبل قاسم جبهتها مره اخري ثم خرج من الغرفه ونزل لاسفل اما حنين فالقت نظره اخيره علي ابنتها ثم خرجت من الغرفه
وبعد مرور نصف ساعه كان قاسم يجلس علي الفراش بتعب وكان ينتظر حنين التي كانت بالمرحاض جذب قاسم هاتفهه عندما سمع صوت رساله فتح الرساله وقال: انا عارف انك لسه مافوقتش من صدمه بنتك.. بس كنت عايز انبهك علي ابنك الصغير اللي غاب عن البيت اديله اربع ايام وانت متعرفش عنه حاجه ثم انهي الرساله بكلمه (فرعون)
اغلق قاسم الرساله وقد تذكر يزن وانه بالفعل لم يراه منذ عده ايام فتحولت ملامح وجهه الي الغضب و...
رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الخامس والعشرون
في قصر قاسم خرج ادم من غرفته وتوجه الي غرفه اخيه يزن فتح الباب دون ان يطرق عليه ثم دخل واغلق الباب خلفه واتجه الي فراش يزن
مد يده ودفع بخشونه كتف يزن وقال: اصحي يابيه فتح يزن عينه بفزع وتعب وعندما رائ ادم امامه وقال بتعب شديد وهو يغمض عينيه: ادم انا تعبان ومش قادر اتكلم ابتسم ادم بسخرية: ادم! لا ده احنا اتطورنا بس عارف مش هستغرب بقيت متوقع منك اي حاجه دلوقتي
ثم تابع بخشونه: قوم بالزوق كده ونتكلم بالهداوه يااما هخليك تتكلم غضب عنك وف تلك الحالتين مش هسيبك غير لما تتكلم اعتدل يزن ووضع يده علي راسه بتعب شديد: اديني قومت.. معنديش حاجه اقولها جذبه ادم من تيشيرته وجعله يقف امامه وقال بعنف: لا عندك.. كنت فين الايام اللي فاتت ابتسم ادم بسخريه وقال: ايه ياسياده المقدم انت متعرفش ولاايه ثم تابع بابتسامه مؤلمه: امال خليتهم يقبضوا عليا ازاي بقا.. مش انت بردو اللي خليتهم يقبضوا عليا ويرموني ف الزنزانه مع المجرمين وقتالين القتله
اقترب ادم منه وقال بقسوه: ليه ما كنت هتبقي واحد منهم مش كنت هتقتل اخوك بردو ياايزن ولا نسيت.. وبعدين انت فاكر لما تفضل ماشي ف طريق الادمان ده مش هتترمي ف السجن..تبقي غلطان يايزن..ودي كانت بس قرصه ودن صغيره كده ليك وتابع بعدها بقسوه اكبر: اخلص واحكي كنت فين ومين اللي خلاك مدمن يايزن
يزن وقد بدأ التعب يزداد عليه: كنت ماكان ماكنت.. واديني رجعت خلاص خلصنا انت شغال بالك ليه غضب ادم بشده من برود يزن وعدم مبالاته فقبض علي ذراعه بعنف شديد وقال بنبره مخيفه: متخلنيش استعمل معاك اسلوب مش هتحب انك تشوفه يايزن.. اخلص ومتخلنيش اعلي صوتي وكل اللي ف القصر يسمع
كان يزن علي وشك الحديث ولكن قاطعه فتح الباب نظر ووجده والده وعندما رأي ملامح وجهه الغاضبه بلع ريقه بصعوبه واغمض عينيه بتعب فهو ليست لديه القدره علي الحديث او الدفاع عن نفسه اما ادم عندما دخل قاسم ترك ذراع يزن وابتعد عنه بهدوء ووقف بثبات وكأن شئ لم يكن اقترب منهم قاسم وقال بنبره هادئه مصطنعه وهو ينظر الي ادم تاره والي يزن تاره اخري: في ايه
قال ادم بهدوء: مفيش حاجه كنت بسال يزن علي حاجه بس وكنت طالع دلوقتي.. مش كده يزن تحدث بزن بسخريه وقال: اه كده اومأ قاسم رأسه وقال وهو يحك فروه راسه: حاجه اه.. انا كمان كنت جاي اسالك علي حاجه يزن ثم تابع بغضب وهو يقترب من يزن: كنت فين بقالك اربع ايام يايزن.. يزن: كنت مخنوق ورحت عند واحد صاحبي
زفر ادم بعنف وهز راسه نافيا من برود اخيه المبالغ فيه اومأ قاسم فابتسم بهدوء مخيف وقال: اممم مخنوق.. لا سبب مقنع تصدق دخلت حنين ف تلك اللحظه واقتربت منهم ووقفت بجانب قاسم وقالت بتوتر: قا قاسم بتعمل ايه هنا قاسم بسخريه: لا مفيش كنت جاي اسال ابنك كان فين اديله اربع ايام وهو جاوبني وقالي كنت مخنوق وراح قعد عند واحد صاحبه..
ثم تابع وهو ينظر ليزن وقال بنفس النبره: طب وجيت ليه يااخي ده حتي الجو متوتر هنا.. كده تيجي ف الجو ده وخنقتك تزيد تنهد يزن بعمق وقال بتعب: انا مكنتش اعرف اللي حصل ضحك قاسم بسخريه وقال: اكيد مش هتعرف ما انت سايب البيت من غير ما تقول لحد ومحدش يعرفلك طريق تدخلت حنين وقالت بتوتر: قاسم.. ممكن نأجل الكلام لبكره الكل تعبان دلوقتي.. بكره نتكلم علي رواق
نظر لها قاسم لثواني ثم قال بتساؤل: انتي كنتي عارفه انه ساب البيت ومقلتليش لحظات وارتبطت كل الخيوط ببعضها في عقله فتابع بغضب: انتي كنتي بتكدبي عليا ياحنين.. يعني انا لما كنت بسالك فين يزن وانتي مره تقوليلي نايم ومره تقوليلي خرج كنتي بتكدبي عليااا انهي كلامه بصوت عالي نسبيا افزع حنين
تدخل يزن وقال: ماما ملهاش دعوه هي مكنتش تعرف بردو صاح قاسم وقال: انت تخرس خالص.. انت حسابك لسه جاي ثم تابع وهو ينظر الي حنين بصدمه: بعد العمر ده كله بتكدبي عليا ياحنين.. ايه كنتي خايفه عليه مني
نزلت دموع حنين وقالت بحزن شديد: لا مش كده... اومأ قاسم راسه بغضب وقال: نشوف الموضوع ده بعدين نظر ليزن وقال بغضب شديد: وانت ايه اعتبرتني مُت ومشيت من البيت من غير ما تقول لحد.. سبتنا انا واخوك محتساسين مش عارفين نعمل ايه ولاايه وانت سايب البيت وف اخر رواق.. ومش مشكله احنا بقا نولع
نظر قاسم لاسفل وهو يتنفس بصعوبه يحاول ان يكتم غضبه ولكن لاحظ طرف علبه سجائر تظهر من تحت الوساده فتوسعت عينيه وابعد يزن ثم رفع الوساده وجذب علبه السجائر ونظر ليزن وقال بانفعال شديد وهو يرفع علبه السجائر امامه: سجاير يايزن بقت بتشرب سجاير...
جذبه من تيشيرته وقال بعصبيه: بتشرب سجاير من امتي يايزن.. وياتري الموضوع وقف علي السجاير ولا اتطور اكتر نظر لحنين الباكيه وقال بسخريه: ابنك اهو اللي كنتي خايفه عليه مني.. افرحي بيه بقا ثم تابع وهو يعاود النظر الي يزن الذي قال بهدوء اعصاب استفز قاسم بشده: بابا حضرتك مكبر الموضوع دي سجاير.. كنت بخرج فيها خنقتي ومفيش حد دلوقتي مبقاش يشرب سجاير
قبض قاسم علي يده بعنف حتي ابيضت مفاصله وكان علي وشك الحديث ولكن منعه ادم الذي تدخل وحاول انقاذ يزن من بطش ابيه فجذب ذراع يزن وقال وهو ينظر لوالده: اهدي يابابا وانا هشوف الموضوع ده وهتكلم معاه
غضب يزن ولم يستطيع التحكم ف اعصابه فبدون قصد منه دفع ادم بعنف وهو يضع يده مكان جرح ادم وقال بصوت غاضب متعب: ملكش دعوه بيا يااخي قولتلك قبل كده انت مش اخويا عشان تتدخل ف حياتي بالشكل ده.. ساد الصمت ف المكان وفجأه قام قاسم بصفعه بعنف شهقت حنين بعنف وزادت ف بكاءها اكثر
اما ادم فبدأ بنيران ف جرحه من دفعه يزن له .. ورغم الألم الذي لا يحتمل تحامل علي نفسه بصعوبه.. وحاول ايضا ان يتغاضي عن كلمات يزن المؤلمه ولكن اغمض عينيه بحزن عندما صفع والده يزن وعندما سمع كلمات والده القاسيه ليزن قائلا: واضح ان دلع امك ليك علمك الوقاحه وقله الادب.. ادم اخوك غضب عن عينك وجذمته فوق رقبتك ياحيوان...بس انا معنديش مانع اعيد تربيتك من اول وجديد يايزن
لاحظ قاسم ان الجميع قد استيقظ علي صوت شجارهم العالي فتنهد بصوت عالي وقرر ان ينهي ذلك الشجار ثم نظر لادم الذي يقف بثبات على الرغم من الالم جرحه وقال بهدوء: حقك عليا انا ياادم.. واضح ان اخوك اتجنن ومبقاش ف وعيه اومأ ادم راسه بتفهم فنظر قاسم ليزن نظره اخيره عاضبه ثم ترك الغرفه واتجه لغرفته وخرج ادم خلفه وبدأ الجميع يتوجه كل واحد منهم الي غرفته دون ان يتحدث احد منهم
اصبح لا يوجد ف الغرفه سوي حنين ويزن الصامت اقتربت منه حنين ووقفت امامه وقال بصوت باكي: انا اللي قدامي ده مستحيل يكون يزن ابني.. يزن ابني عمره ما جرح حد بكلمه.. عمره ما علي صوته علي ابوه واخوه الكبير.. بتمني ترجع يزن القديم قبل ما تخسر الكل يايزن
انهت كلامه ثم خرجت من الغرفه وهي تضع يده علي فمها تكتم شهقاتها بصعوبه، مصدومه من ابنها وافعاله لم تكن تتوقع ابدا ان يتحول يزن بهذا الشكل ويصبح شاب فاسد لا يهمه احد اما يزن فبعد خروج الجميع وضع يده ببطء علي وجنتيه مكان الصفعه نزلت دمعه من عينيه ولكن مسحها سريعا ثم توجه الي الفراش وتسطح عليه واغمض عينيه بهدوء وكأن شئ لم يكن.. دخل قاسم الي غرفته ووقف ف منتصف الغرفه وهو يتنفس بغضب وانفعال شديده مرت دقائق ثم سمع صوت باكي من خلفه يقول: قاسم انا
اشار قاسم بيده وقال وهو مازال معطيها ظهره: مش عايز اسمع كلمه انهي كلامه ثم توجه للمرحاض ليستحم لعله يهدأ من غضبه المتصاعد اما حنين فجلست علي الفراش وظلت تبكي بحزن فهي لن تتحمل غضب منها قاسم او يبتعد عنها فيكفي حزنها وحسرتها علي ما اصاب اولادها
مرت دقائق وخرج قاسم من المرحاض وهو ينشف شعره بالمنشفه ومازالت ملامح الغضب مرتسمه علي وجهه وضع المنشفه علي الاريكه الموجوده بالغرفه ثم اتجه الي الفراش ولم ينظر الي حنين الباكيه ابدا
تسطح علي الفراش واعطاها ظهره واغمض عينيه فتحركت حنين وهو تبكي بصمت وتسطحت جانبه وقال بصوت هامس باكي: قاسم مش هتاخدني ف حضنك زي كل يوم انت عارف اني مش بعرف انام غير وانا فحضنك
تحدث قاسم بقسوه لاول مره تظهر لها: لا.. واسكتي لو سمحتي ونامي ياما هسيب الاوضه كلها واروح انام ف اوضه تانيه تحدثت حنين بضعف قائله: حاضر انهت كلامها ثم التفتت بجسدها معطيه ظهرها له وظلت تبكي ووضع يديها علي شفتيها تكتم شهقاتها.. وقد علمت حينها ان قاسم لن يسامحها بسهوله..
بعد مرور ساعات خرج ادم من الغرفه والالم واضح علي وجهه اخذ العديد من الحبوب المسكنه ولكن لم تأتي بنتيجه وبمرور الوقت يزداد الم جرحه اكثر واكثر
فقرر بعد تفكير ان يذهب الي يحيي ويطلب منه ان يكشف علي جرحه طرق علي الباب بهدوء ثم استدار معطيا ظهره للباب لانه يعلم ان كارما تنام مع يحيي ف نفس الغرفه لحظات وفتح الباب واتاه صوت كارما الرقيق المندهشه يقول: اا ابيه تنحنح ادم وقال: بعتذر علي الارعاج بس ممكن تنديلي يحيي من جوه.. مش هو جوه ولاايه
كارما بتوتر: اه اه جوه بس بياخد شاور اومأ ادم براسه ثم قال: ماشي لما يخلص قوليليه اني مستنيه في اوضتي كارما بخفوت: حاضر رحل ادم من امامها فاغلقت كارما الباب وهي تتنفس بسرعه وتوتر وفزعت عندما سمعت صوت اخيها يقول: مين كان بيخبط ياكارما
التفتت كارما له وقالت بفزع: خضتني يايحيي يحيي بجديه: مين كان بيخبط كارما بتوتر: ده ده ادم كان عاوزك اشار يحيي بعينه الي هيئته وشعرها المنساب علي ظهرها بنعومه: وانتي ازاي تطلعي وتفتحي كده
كارما بحرج: اه سوري مخدتش بالي ثم تابعت بسرعه عندما لاحظت ملامح وجهه الغاضبه: هو اصلا كان مديني ضهره ومبصليش خالص هدأت ملامح وجهه وقال: تمام.. عديني طيب عشان اروحله ابتعدت كارما وافسحت له الطريق فسار بعدها يحيي وخرج من الغرفه متجها الي غرفه ادم
جلست كارما علي الفراش وقالت بحرج وهي تمسك خصلات شعرها: ازاي طلعت كده ثم تابعت بعدها بفضول: بس ياتري عايز يحيي ف ايه
طرق يحيي علي الباب بهدوء ودخل عندما سمع صوت ادم يأذن له بالدخول اقترب منه وقال: كارما قالتلي انك عايزاني تنهد ادم بالم وقال: الجرح تعباني.. خدت مسكنات ومفيش فايده.. ومش عارف اغير عليه فقولت اناديك افضل من اني اروح المستشفي
اومأ يحيي راسه بتفهم وقال: تمام.. متقلقش هو بس تلاقي بس حركتك طول اليوم هي اللي تعبتك.. نام علي السرير وانا هغيرلك عليه..بس قولي فين علبه الاسعافات الاول
اشار ادم بيده علي علبه الاسعافات علي الكمودينوا وتسطح بعدها علي الفراش وبدأ يحيي يغير علي جرحه وبعد انتهاءه شعر ادم بان آلمه بدأ يقل بالفعل قام يحيي بعمل اللازم معه ثم غادر الغرفه بعدها بعدما شكره ادم
وبعد خروجه اغمض ادم عينيه بتعب وثواني وكان قد ذهب ف نوم عميق من التعب والارهاق..
ف صباح اليوم التالي فتحت لُجين عينيها ببطء نظرت الي سقف الغرفه وقد شعرت براحه عندما وجدت انها في غرفتها شعرت بثقل علي يدها فنظرت جانبها ووجدت ووالدتها تمسك يدها وتضع راسها علي طرف الفراش والدموع تسقط من عينيها حتي وهي نائمه فحنين لم تستيطع النوم ليله امس بسبب قلقلها علي لاولادها خاصه لُجين من جهه وخاصم قاسم لها من جهه اخري
نظرت لُجين حولها وبدأت الذكريات تهاجمها رويدا روايدا نزلت دموعها ببطء وهي تتذكر اعتداء سعد عليها وتمزيقه لملابسه والصفعات القويه التي تلقتها منه بدأ صوت بكاءها يعلو فاستيقظ علي اثره حنين وليان نهضت حنين من علي الارض وجلست بجانبها علي الفراش وقبلت يدها وهي تقول بدموع: لُجين حبيبتي.. انا ماما يالُجين فوقي ياحبيبتي مفيش حاجه خلاص
لُجين ببكاء اكثر ونبره اشبه للصراخ: ابعدوه عني والنبي ابعدوه عني حنين ببكاء اكثر وهي تحاول السيطره علي حركه ابنتها المستمره: لُجين اهدي ياروح ماما خلاص كله عدا جلست ليان علي الطرف الاخر من الفراش وقال ببكاء: لُجين انا ليان انتي ف اوضتك خلاص مفيش حاجه ياحبيبتي
استيقظ كل من ف القصر علي صوت صراخ لُجين دخل قاسم اولا واقترب من فراش ابنته وقال بفزع: لُجين اهدي خلاص مفيش حاجه انتي ف اوضتك ياحبيبتي اهدي عشان خاطري ارتشعت لُجين عندما سمعت صوت والده وانكمشت علي نفسها وهي تقول بخوف وبكاء هستيري: لالا متضربنيش انا معملتش حاجه.. هو هو اللي عمل انا مليش ذنب.. متضربنيش والنبي
جلست حنين جانبها وضمتها اليها وقالت بالم وبكاء: اهدي يالُجين محدش هيعملك حاجه هزت لُجين رأسها بهستريه وقالت وهي تدفن وجهها ف عنق والدتها: لالا هيضربوني.. انا معملتش حاجه والله ياماما قوليلهم كده ظلت لُجين تردد كلمتها بهستريه والجميع يقف متصنم مكانه خاصه قاسم الذي شعر بانه قلبه يتمزق بسبب خوف ابنته منه اما لُجين فظل يتردد ف عقلها كلمات فرعون لها قبل اعتداء سعد عليها
فلاش باك اغلق فرعون مع قاسم ونظر بعدها الي لُجين وقال بمكر: ها جاهزه ياحلوه رجعت لُجين بجسدها للخلف وقال ببكاء وفزع: انت هتعمل فيا ايه.. سبني في حالي انا معملتش حاجه
فرعون: مالك بس ياقطه خايفه ليه.. متخافيس هترجعي لابوكي بس لما الرجاله تنبسط الاول مال عليها وتابع بخبث ونبره شيطانية: وانتي وحظك بقا ياطلعتي من تحت ايدهم عايشه ياطلعتي ميته.. بس انا شايف الاحسن ليكي انك تموتي اصلك لو عشيتي هتعيشي ف جحيم
همس ف اذنيها وقال بنبره مخيفه: اصل بعد اللي هيحصل فيكي كمان شويه وبعد ما ابوكي واخواتك يشوفكي هيوروكي الجحيم علي الارض..اصلك هتجبيلهم العار.. خاصه بقا انك طلعتي من القصر بمزاجك رغم تشديد ابوكي عليكم وعلي خروجكم من القصر. ابتعد عنها وقال بابتسامه شيطانية وهو ينظر لسعد الذي ينظر له بشهوه: خد راحتك ياسعد..
باااك اقترب قاسم منها ببطء وقال بحزن والم علي خوف صغيرته منه: لُجين خايفه مني ليه.. انا بابا ياحبيبتي وكلما يقترب منها قاسم كلما يزداد ارتعاش وصراخ لُجين فاقترب يحيي من قاسم ووقف امامه وقال بنبره خافته: خالو لازم حضرتك تبعد عنها دلوقتي لو فضلت علي الوضع هيجيلها انهيار واضح انها خايفه من حضرتك
نظر قاسم الي ابنته بضياع وقال: بس انا معملتهاش حاجه تنهد يحيي وقال: عارف ياخالو بس هي مش عارفه ده..وهي مش وعيها دلوقتي عشان نفهمها ان حضرتك مش هتعملها حاجه نظر يحيي الي لُجين التي تبكي وتتحدث بهستريه ثم نظر الي قاسم وقال: واضح ان عندها رهبه من الرجاله بصقه عامه ولازم نطلع كلنا دلوقتي عشان تهدا وتطمن
اومأ قاسم راسه بشرود ونظر لابنته نظره اخيره ثم خرج من الغرفه وخلفه باقي الشباب ولم يتبقي ف الغرفه سوي حنين وليان ورهف وكارما ضمت حنين لُجين اكثر وقال ببكاء وحنان: خلاص يالُجين اهدي محدش موجود اهدي بقا عشان خاطري نظرت لُجين حولها وعندما تأكدت من عدم وجود اي رجل ف الغرفه بدأت تهدأ وقالت لوالدتها وهي تتغمض عينيها بتعب: خليكي جمبي مستبنيش ابدا ياماما بكت حنين وقالت: انا جمبك ياحبيبتي
لم تتحمل ليان كثيرا وشعرت بثقل علي صدرها وبدأت تشعر ببعض الالم ف قلبها فتركتهم وخرجت للشرفه اسندت علي السور بيدها وظلت تتنفس بصوت عالي وهي تبكي بعنف علي الحاله التي توصلت لها اختها نظرت للسماء وقالت بحزن: يااارب
اما ف الاسفل كان قاسم يجلس علي الاريكه يسند يده علي ركبيته ويضع راسه بين كفيه
كان الحميع صامت حزين علي ما اصاب لُجين رفع قاسم رأسه ونظر الي يحيي وقال بانكسار: هي هتفضل خايفه مني كده علطول تحدث يحيي وقال بنبزه هادئه حزينه: لا شويه شويه هتفهم وخوفها هيقل ولازم انتو تطمنوها انكم جمبها وانكم مستحيل تأذوها
اومأ قاسم راسه ثم نهض وتركهم وخرج لحديقه القصر وخرج مازن خلفه
نهض يزن وقرر ان يصعد لغرفته وقبل ان يتحرك نظر الي ادم الذي كان ينظر اليه بجمود نظر يزن ارضا بحرج وحزن بسبب ما حدث بالامس سار يزن ورحل من امامه صاعدا لغرفته تحت نظرات ادم الغامضه
نظر قُصي الي يحيي وقال بحزن: بس هي ليه يايحيي لُجين خافت من بابا بالشكل ده تنهد يحيي وقال: هي مش خايفه من خالو بس.. هي خايفه من جنس الرجاله كله حتي انتو.. الحادثه أثرت عليها وواضح ان اللي اتعرضلته مكنش سهل اومأ قُصي راسه بحزن
اما ف الخارج خرج قاسم من القصر ووقف ف الحديقه ونظر الي الازهار امامه بحزن واطلق تنهيده حاره شعر بيد توضع علي كتفه فنظر للفاعل ووحده ينظر فابتسم بحزن ثم عاود النظر امامه وقف مازن بجانبه وقال بهدوء: هتعدي ياصاحبي.. لُجين هترجع زي ما كانت وفارس هيفوق والفرحه هتدخل بيتك من تاني.. وقريب كمان ان شاءالله
ادمعت عين قاسم وقرر ان يخرج ما في قلبه فقال بألم: مش سهل عليا اللي شوفته يامازن.. اني اشوفها مرميه ف الصحرا غرقانه ف دمها وهدومها متقطعه ده مكنش سهل.. الف سيناريو جه ف دماغي وكلهم كانو اسوء من بعض.. علي الرغم اني اطمنت عليها بس كل ما بتخيل ان ف كلب من الكلاب دول اعتدوا عليها وكشفوا جسمها بحس بنار ف قلبي بحس بضعف عمري ما حسيت بيه
نظر الي مازن وقال بدموع اكثر ونبره متحشرجه: مقدرتش انقذ بنتي من ايدهم وخليتها تعيش لحظات هتفضل تعاني منها طول عمرها.. واللي واجعني اكتر انها دلوقتي خايفه مني.. مش قادر اقرب منها واحضنها واطمنها اني جمبها انهي كلامه ولم يشعر بتلك الدموع التي انهمرت علي وجهه
اقترب منه مازن واحضتنه فبدأ جسد قاسم ف الاهتزاز دليل علي بكاءه فقال مازن بدموع وحزن وهو يربت علي ظهر صديقه: خرج كل اللي جواك ياقاسم ابكي يمكن حرقه قلبك دي تخف شويه.. وبعد ما تخرج كل اللي جواك ترجع قاسم الجبل اللي مش بيتهز واللي العيله كلها بتقوي بقوته ودور علي حق بنتك وهات ابن**** ده اللي ورا ده كله وخد حقك
مرت دقائق وخرج قاسم من حضن مازن ومسح دموعه ثم تحلي ببعض القوه وقال: عندك حق لازم افوق عشان ارجع حق بنتي ابتسم مازن وقال: وانا معاك في اي حاجه ياقاسم ابتسم قاسم بخفه وربت علي كتق صديق بحب فدائما ما يكون جمبه وقت الضيق ولم يتخلي عنه ابدا طوال تلك السنين..
وبعد مرور ساعات جلس ادم علي الكرسي امام فراش فارس تفحص ادم وجه فارس ثم قال بحزن: لسه جاي من عند ابوك يافارس.. ابوك تعبان من غيرك ثم تابع بتنهيده: وانا كمان يافارس تعبان
صمت قليلا ثم قال بصوت هامس ولكن مسموع: يزن مصمم كل شويه يفكرني باني مش اخوه.. انا عارف انه لو فحالته الطبيبعه عمره ما هيقول الكلام اللي قاله امبارح وعارف انه لما يفوق من اللي هو في هيحس بالذنب ويأنب نفسه الف مره.. بس عارف انا مش زعلان منه ومش زعلان انه بيفكرني باللي حصل زمان
وتابع بعدها بنبره سخرية:عشان انا عمري ما نسيته.. عمري ما نسيتها ولا نسيت كرهها ليا.. لسه فاكر اخر كلام قالته قبل ما تموت كويس اوي وكأنه حصل امبارح.. هو انا مش فاكر اذا كنت عملتلها حاجه عشان تكرهني بالشكل ده ولا هي من جشعها وكرهها لبابا هو اللي خلاها تكرهني بس مهما كان حصل ايه ده مش سبب عشان تكرهه ابنها وتعقده من صغره..
ثم تابع بعدها بشرود وابتسامه مرسمومه علي وجهه: بس عارف ايه احلي حاجه.. حنين امي ..هي اللي اثبتتلي ان الام هي اللي بتربي وبتكبر وبتعلم مش بتخلف بس.. علي ما اعتقد حتي لو نسرين هانم كانت كويسه كنت عمري ما هحبها زي ما بحب امي.. لو عملتلها ايه عمري ما هقدر ارد نص اللي عملته عشاني.. من ساعات ما اتجوزت بابا عمرها ماحسستني اني مش ابنها بالعكس ساعات بحس انها بتعاملني احسن من اخواتي.. انا عمري ما شوفت ولا هشوف ام زيها..
عارف امبارح حسيت بيها وهي بتدخل اوضتي وقعدت جمبي وقعدت تعتذرلي بصوت واطي علي اللي قاله يزن ليا امبارح.. رغم انها ملهاش ذنب ف اللي حصل ورغم اللي صدمتها ف اللي حصل ليزن ولُجين بس بردو منستنيش وزعلت علي زعلي
ضحك وقال وهو يمسح دموعه بانامله: مش عارف بقيت من امتي رهيف وعندي احساس اوي كده ثم تابع: اوعي لم تفوق تفتكر الكلام ده هيكون شكلي وحش اوي قدامك
تنحنح بهدوء وقال بابتسامه: ان شاءالله هتفوق قريب يافارس انا حاسس بكده نهض وقال: لازم امشي بقا عشان ورايا حاجات كتيره اوي اعملها.. هبقي اجاي احكهالك لما اخلصها عشان عارف انك فضولي وبتحب تعرف كل حاجه بعملها انهي كلامه بابتسامة ثم مال عليه وقبله من جبينه والقي عليه النظره الاخيره ثم خرج من الغرفه..
وفي المساء طرق قاسم علي باب غرفه ليان ولُجين ثم فتح الباب بعدها ورائ حنين تجلس علي فراش لُجين النائمه وتحتضنها وتجلس علي الطرف الاخر ليان وهو ممسكه يد اختها تنحنح قاسم بهدوء ثم قال وهو ينظر الي ليان: ليان تعالي عايزك اومأت ليان براسها ثم نهضت من علي الفراش وخرجت لابيها
وقفت امامه وقالت بهدوء: ايوه يابابا تنحنح قاسم بهدوء وقال: اا.. هي ماما كلت ولالا ياحبيبتي هزت ليان راسها نافيه وقالت بحزن: مكلتش حاجه من الصبح قعدت اتحايل عليها كتير بس مرضتش
زفر قاسم وقال في نفسه بغضب منها: كنت عارف قال بهدوء مصطنع: طيب اتدخلي انتي اقعدي جمب اختك وقولي لماما اني عايزها ف الاوضه ليان بطاعه: حاضر...
وبعد مرور دقائق دخلت حنين الغرفه ووجدت قاسم يقف في منتصف الغرفه ويتحدث في الهاتف فوقفت تنتظر حين ينتهي من المكالمه لاحظ قاسم وقوفها فاشار الي صينيه الطعام الموضوعه علي الفراش
نظرت حنين الي الطعام ثم نظرت الي قاسم وهزت رأسها نافيه انهي قاسم حديثه مع المتصل واغلق معه ثم قال لحنين بجمود: اقعدي كلي من غير مناهده انتي مكلتيش حاجه من الصبح
حنين بحزن: مش جعانه قاسم بصرامه: حنين اتفضلي اقعدي من غير نقاش تحركت حنين بحزن نحو السرير وجلست عليه وظلت تنظر للطعام بدون شهية نظرت لقاسم فوجدته ينظر لها بتحذير واشار بعينيه الي الطعام
فمدت حنين يدها ومسكت المعلقه وبدأ تقلب ف الشوربه بشرود دون ان تأكل فاقت من شرودها علي جلوس قاسم امامها وجذبه للمعلقه من يديها ملئ قاسم المعلقه بالشوربه ثم رفعها نحو فمها فقالت حنين بتعب: مش قادره والله ياقاسم قاسم بهدوء وهو يتجنب النظر في عينيها: انتي مكلتيش حاجه من الصبح.. يلا افتحي بوقك
فتحت حنين فمها باستسلام فبدأ قاسم يطعمها بهدوء دون ان يتحدث مرت دقائق علي هذا الحال تحدثت حنين بحزن عندما رأت انه يتجنب الحديث معاها: هو انت هتفضل زعلان مني كده كتير لم يجيبها قاسم وانما ظل يطعهما بثبات فنزلت دموع حنين وقالت باسف: انا اسفه مكنش قصدي اكذب عليك.. اسفه مش هعمل كده تاني
وضع قاسم طبق الشوربه ونهض وقال بهدوء: خلصي اكلك ونامي وانا هاخد بالي من لُجين.. ثم تابع عندما لاحظ ان علي وشك التحدث باعتراض: بلاش اعتراض وكلامي يتنفذ ياحنين انهي كلامه ثم خرج من الغرفه متوجها الي غرفه لُجين وبعد خروجه بكت حنين بصوت عالي نسبيا وقالت: انا هلاقيها منين ولا منين بس...
دخل قاسم غرفه لُجين نظر الي ليان التي تبكي بصمت وهي تنظر لاختها وقال بهدوء: ليان روحي نامي مع ماما انهارده وسبيني مع لُجين نظرت ليان له بتردد وقالت وهي تمسح دموعها: بس ابتسم قاسم بهدوء: متخافيش.. لو حصل حاجه انا هعرف اهديها
اومأت ليان براسها ثم خرجت من الغرفه بعدما قبلت جبين اختها بحنان خرجت ليان واغلقت الباب خلفها فتحرك قاسم نحو فراش صغيرته تسطح علي الفراش ومد يده بهدوء ثم جذب لُجين ووضع رأسها علي صدره ثم احاط كتفيها بيده وقبل شعرها بحنان ثم اغمض عينيه بتعب فهو لم يستيطع النوم امس براحه بسبب تفكيره المفرط ف لُجين ويزن
دخلت ليان غرفه والدتها ووجدتها تجلس علي الفراش تتناول الطعام ويسود علي وجهها ملامح الحزن ولكن نهضت من علي الفراش وقالت بقلق عندما رأت ليان امامها: ايه ياحبيبتي لُجين صحيت ولاايه هزت ليان راسها وقالت: لا ياماما بس بابا قالي انام جمب حضرتك انهارده وهو هينام جمب لُجين حنين بخوف من انيهار ابنتها: بس ابتسمت ليان بحزن وقالت: متقلقيش لو فاقت بابا هيعرف يهديها
اومأت حنين راسها بتردد ثم اقتربت بعدها من ليان وحاوطت وجهها بيدها وقالت بقلق: خدتي علاجك ياحبيبتي مش كده ابتسمت ليان بهدوء: خدته.. انا دلوقتي نفسي انام بس
جذبتها حنين من يدها واتجهت بها نحو الفراش وساعدتها علي التسطح علي الفراش بعدما وضعت الطعام علي الكومدينوا وضعت عليها الغطاء الخفيف وقالت بحنان: نامي ياحبيبتي مسكت ليان يدها وقالت بتعب: نامي جمبي ياماما حنين بحب: حاضر ياحبيبتي تسطحت حنين بجوارها فوضعت ليان راسها علي صدرها واغمضت عينيها براحه
وبعد مرور فتره من الصمت تحدثت ليان بصمت خافت قائله: تفتكري فارس ممكن يطول ف الغيبوبه ياماما.. ثم تابعت بنبره حزينه علي وشك البكاء: او او ممكن يسبني ويبعد عني
حنين: ششش...شيلي الافكار دي من دماغك.. فارس هيقوم قريب ياحبيبتي وهيرجعلك وهتعملوا فرحكم وهتيشعوا سوا ف سعاده وحب.. هي فتره صعبه وهتعدي انا حاسه بكده.. هتعدي وقريب كمان ليان بحزن: يارب ياماما نظر بعدها الاثنان الي الباب الذي فُتح بهدوء ووجدوا سجي تدخل الغرفه وهي تحمل عروستها بين يدها قائله بحزن وخوف طفولي: مامي
مدت حنين يدها بحزن فهي اهملت سجي في الايام الماضيه ولكن ليس بيدها ف المصائب التي تعرضت لها جعلتها تنسي ما حولها اقتربت سجي منها وصعدت علي الفراش وهي تقول بحزن: انا خايفه يامامي ممكن انام جمبك انهارده قبلت حنين خدها ووضعت راسها علي صدرها وقالت: ممكن ياروح مامي
اغمضت سجي عينيها براحه فهي كانت تشعر بالخوف والرهبه بسبب ما يحدث حولها تنهدت حنين واغمضت حنين واردفت بخفوت: ربنا يخليكم ليا انتو واخواتكم وقاسم.. انا من غيركم ولا حاجه..
وبعد مرور ساعتين فتح قاسم عينيه عندما شعر بتململ جسد لُجين بين يده نظر اليها ووجدها تفتح عينيها ببطء نظرت لُجين حولها وعندما رأت قاسم جانبها فزعت بشده وبدأت تتململ محاوله للفرار منه تحكم قاسم بها وقال بحنان: لُجين حبيبتي اهدي انا بابا ياحبيبتي
نظرت له لُجين بخوف وفزع وقالت بهستريه: انا اسفه مكنش قصدي بس هما هما اللي عملوا في كده.. مكنش مكنش قصدي اهرب منكم اااه تأوهت بالم وقد اشتد عليها جرح قدمها بسبب حركتها الهستريه قال قاسم بنبره هادئه محاولا بث الامان فيها: حبيبتي انا مش هعملك حاجه اهدي خلاص انا مش زعلان منك بكت لُجين وقالت بضياع: بس هو هو قالي انك هتموتني عشان عشان مشيت من وراكم
احتضناها قاسم وقال بحنان: حد يقتل روحه بردو.. انتي روحي يالُجبن.. وانا مش زعلان منك خلاص حصل اللي حصل لُجين ببكاء وقد بدأت حركتها تهدأ واستقرت ف حضنه: يعني يعني مش هتضربني ابتسم قاسم بحزن وقال: لا مش هضربك وانا من امتي مديت ايدي عليكي يالُجين لُجين بتشتت: وابيه وقُصي مش هيضربوني قاسم: محدش يقدر يقرب منك طول ما انا عايش.. وانا واخواتك مش زعلانين منك
بكت لُجين وقالت وهي تدفن راسها ف عنقه: انا استنيتك كتير يابابا وانت مجتش... انا كنت خايفه اوي حصلي حاجات وحشه اوي قاسم بحزن ودموع: انا اسف.. اوعدك هجبلك حقك من كل كلب لمسك اوعدك ياقلب ابوكي
لُجين بتعب: خليك جمبي يابابا متسبنيش.. متخليش حد يجيي ياخدني تاني عشان خاطري وانا هسمع الكلام كله ومش هعند ف حاجه تاني قبل قاسم رأسها وقال: محدش هيقدر يقرب منك تاني ياحبيبتي انتي دلوقتي في امان لُجين وهي تغمض عينيها: متسبنيش يابابا همس قاسم وقال: انا جمبك ياحبيبتي ومش اسيبك...
وبعد مرور ساعات اخري في غرفه يزن كان يزن يضع الهاتف علي اذنه ويقوم بالاتصال علي ورد بعدما قام بشراء شريحه جديده مخصوص ليسمع صوتها.. اشتاق لها واشتاق لحديثهم سويا بشده ابتلع ريقه بالم عندما سمع صوت ورد الهادئ يقول: السلام عليكم صمتت ورد قليلا وعندما لم تجد استجابه من الطرف الاخر فقط تسمع صوت انفاس متسارعه: مين معايا
اغمض يزن عينيه بحزن وترقرقت الدموع في عينيه وزادت اكثر عندما سمع صوت ورد الباكي يقول: انت عايز مني ايه مش كفايه اللي عملته فيا مش كفايه قلبي اللي كسرته يايزن! تحدث يزن بصرت باكي متعب: انا تعبان اغمضت ورد عينيها بالم وقالب بدموع: مبقاش من حقي اسالك انت تعبان ليه يايزن.. انت السبب انت اللي بعدتني عنك!
اومأ يزن براسه وقال بالم: عندك حق.. انا السبب.. انا السبب في تعب وحزن اللي حوليا.. انا اسف اسف انهي كلامه ثم اغلق الاتصال تنهدت ورد بالم وقالت بحزن ووجع: ليه مصمم توجع قلبي دايما يايزن ليه كل ما احاول انساك وانسي اللي حصل تفكرني انهت كلامها ثم تسطحت علي الفراش ووضعت راسها ف الوساده وبدأت تبكي بالم شديد
اما يزن فاغلق معاها والقي بعدها الهاتف بجانبه مسح دموعه ثم مد يده وفتح درج الكومدينو واخرج كيس بودره.. نظر له بشرود وقد تذكر انه استغل انشغال الجميع وعدم وجود ادم بالقصر ثم خرج من القصر واشتري بعض اكياس البودره واشتري شريحه جديده ثم عاد للقصر ولم يشعر به احد
نهض بفزع وخبأ كيس البودره خلفه عندما فتح باب الغرفه بقوه ابتلع ريقه بصعوبه عندما رائ ادم امامه الذي ظل ينظر له بنظرات غامضه قاسيه
اغلق ادم الباب خلفه واوصده بالمفتاح ثم اتجه الي اخيه وقد لاحظ فزعه وقف امامه وقال...