قبل اصطدام نيزك ضخم بكوكبنا العتيق، يتبقى خطوات تفصل بينك وبين الفزع الاكبرالذي سوف يدمر كل شيء على كوكب الارض حتى تستحيل بعده الحياةيُفنى كل شيء إلى العدم ومن العدم يُخلق عشقا مستحيلا..مقدمةفي ظلام حالك اجلس على ضوء شمعة واكتب لكم بيدي التي ترتعش ..آه يا إلهي ...!!الاصوات المخيفة تعلو شيئا ف شيئا اتمنى أن لا يعثُر عليَّ ابداًلا اعرف لمن اكتب وهل هناك شخص لم يمُت بعد ... على كل حال...دعوني اخبركم بقصتي التي لم تنتهي وادعو الله أن يمد في عمري كي اكمل ما بدأته ..أنا ليلى فتاة في العشرينيات و كما ابدو لكم فتاة عادية هادئة كمثل اي فتاة .. كانت تحلم دائما ولم تتوقع أن تتحول احلامها المفزعة إلى واقع اكثر رعباًإن اخبرتكم بالسبب الذي دفعني للكتابة لن يصدقني احد قديما لم اكن أجرؤ على البوح بقصتي معه ولم اكتشف هويته الحقيقية حتى بدأت الامور تتضح في هذا اليوم .. يوم الفزع الاكبر.الشخصياتالبطل: هارونصفاته: القامة 185 سنتم عريض المنكبين، قمحي اللون، يصل شعر الاسود اعلى كتفيه عينيه خضراء كحبات زيتون نظرته حادة وعميقة .. صوته حاد وهجومي غامض.. يرتدي الاسودالعمر: يبدو في 35 من عمرهوظيفته: مجهولة، يمتلك المنزل الكبير المقابل لبيتها ..البطلة: ليلىصفاتها: الطول 165 سنتم نحيفة، بيضاء اللون، شعرها مائل للبني الغامق عينيها بنية كحبات القهوة نظرتها ناعسة وبريئة ... صوتها حنون وناعم قريب للهمس . قويةالعمر: 25وظيفتها: صحفية وتحب الرسم ..جدة البطلة تيتا سميحة: كبيرة في السن في السبعينات من عمرها، حنونه, محجبة، صوتها هادئاخت البطلة: ناديةطويلة 170 سنتم، متوسطة الجسم،، شعرها اسود، عينيها سوداء، عصبية، ضعيفة الشخصية، مهزوزةالعمر: 40وظيفتها: ربة منزل، متزوجةزوج نادية: خالدمتوسط الطول 175 سنتم، ابيض اللون، عينه سوداء، اصلع، نرجسي،متقلب المزاج، متزوجوظيفته: مهندسصديقة البطلة: دالياقصيرة 155 سنتم بدينة، سمراء، خفيفة الظل شعرها اسود عينيها سوداء، شخصية مرحة، صوتها عالي وهمجيالعمر: 27وظيفتها: مصورة في الجريدة وتحب الاكلصاحب العقار: عم نجيب والد داليامتوسط الطول .. اسمر .. منحني الجسد، يتحدث كثيرا بعشم..ليس له ملامح شخصية معينة ..العمر: 65وظيفته: صاحب العقار الذي تسكن فيه البطلة24 ساعة تفصلك عن اصطدام النيزك19 ديسمبر 2035 ( فصل الشتاء)- الإسكندريةدقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل لتعلن عن بداية يوم جديدليلي: انا هنام بدري عشان عندي تغطية لخبر اصطدام النيزك ولازم انزل بدريخالد( زوج اختها): دخل غرفتي وهو يتفحصني بطريقته المبتذلةنادية( اختي): مش انا قولت لك لا تدخل هنا وسحبته من ذراعهاغلقت الباب خلفهم .. واتجهت نحو نافذتيوأنا انظر إلى الطريق المظلم بشرود .. حتى وجدت شخص واقفا ينظر إلىًَ من شرفته لم تكن المرة الاولى التي يحدق في جاري بهذا الشكلحتى إنه اطال النظر إلىّ فشعرت وكأنه يقترب مني ف اجتاح جسدي قشعريرة غريبة، انتفضت فزعا واغلقت الستائر على الفور ..وفي الصباح التالياستيقظت على حر لا يطاق على الرغم من اننا في شتاء ديسمبر ..ومر الوقت وانا استعد للنزول متجهة إلى شقة داليا التي كانت تسكن في الدور الاول ثم طرقت الباب حتى فتح لي والد داليا فقولت لهصباح الخير يا عم نجيبنظر بتعجب ثم قال:عم نجيب: خير ؟؟ليلى: خير إن شاء الله كنت بس عايزة دالياعم نجيب: عايزة داليا بدري ليهليلى/ عشان الشغللم يرد ويبدو إنه منزعج وتركني وذهب إلى الداخل.. وبعد دقائق خرجت داليا وهي تقول: أنا جاهزةتسونامي يضرب الإسكندريةنزلنا سويا ونحن نتفقد الشوارع ثم بدأت في تغطية الاحداث وعندما شرعنا في تصوير السماء لاحظنا أن لونها بدأ يتحول إلى اللون الاسود ثم ضرب بقوة الرعد ليُزلزل الارجاء وامطرت السماء.. لم يكن من الغريب أن تمطر السماء لكن المخيف كان لون المطر الذي كان يهطل باللون الاسود فتغيرت لون مياة البحر إلى الاسود ثم ازداد الرعب عندما بدأ البحر يعلو شيئا فشيئا ب اتجاه الشاطئ تسمرت في مكاني حتى سحبتني داليا من يدي وعدنا إلى المنزل بصعوبة بالغة ..دخلت مسرعة لاسرد لهم ما حدث واخبرهم أننا يجب علينا أن نذهب من هناكانوا جميعهم ينظرون إلى التلفاز في صدمة .. لقد علموا بالأمررأيت خوف اختي وانفعال زوجها وقولت لهم: اين جدتي ماذا حدث لها ؟اجابت نادية: تيتا سميحة نائمة في غرفتها بس احنا لازم نمشي من هناليلى: ليه حصل ايهخالد( زوج اختي) : يقولوا في تسونامي وفيضان يغرق إسكندرية كلها ولازم نمشي من هناليلى: البحر فعلا خرج على الشاطئخالد: مهي دي البداية احنا لازم نتحرك بسرعةليلى: نروح فينخالد: مش عارف لكن لازم نسافر اي بلد بعيدة عن البحرنادية: احنا هنموت انا حاسة وبدأت في حالة بكاء هستيريخالد: مش عايز اسمع صوتك اسكتي انا مش ناقصجهزوا نفسكم وادخلي صحي تيتا سميحة بسرعة وانا هنزل اشوف العربية عشر دقائق وتكونوا جاهزيننادية: انفجرت في البكاء من جديدليلى: اهدي يا نادية هنعرف نسافر اطمئني انتِ هتعيشي والكابوس ده هينتهينادية: مفيش حاجة هتنتهي انا عارفة إني هموت ربنا اكيد زعلان مني عشان اللي عملته فيكيليلى: عملتي ايه ؟نادية: لم تجيب وتركت ليلى في حيرةوبعد دقائق من الوقت كان الجميع جاهزين للرحيلليلى: تعالوا ننزل عند عم نجيب وداليا ونتحرك كلنا مع بعضداليا: شوفتي اللي حصل انا مرعوبةليلى: كلنا مرعوبين من تسونامي ولازم نسافر مكان يكون بعيد عن البحرخالد: دخل من باب العمارة وهو في نوبة غضب شديدةنادية: ف ايه يا خالد اتكلمخالد: الدنيا غرقت هناك بيقولوا هيحصل موجة تسونامي جديدة واكثر قوة والناس كلها بتجري وخائفين .. والضباب في كل مكان وبيزيد مش شايف مكان سيارتي..نادية: يعني ايه؟ هنموت هناتيتا سميحة: يا ولاد الاعمار ب ايد ربناخالد: لكن لازم نتصرفنادية: واقفة في ركن لوحدها وتمسك كلتا يديها ببعض وبتنظر في كل الاتجاهاتوتهمس بصوت خافت انا مش عايزة اموت هنا انا مش هموت أنا عايزة اعيش وجريت ب اتجاه الباب وفتحته وخرجتحتى انتبهت ليلى باختفاء اختها وقالت: هي فين نادية؟خالد: شكلها خرجت من البيت لأنه باب العمارة مفتوحليلى: انا هخرج ادور عليها وخرجت وراء اختها مسرعة وهي تنادي عليها :ناااااادية نااااااديةنادية: اختفت في الضباب الكثيف الذي اجتاح اجواء المدينةليلى: كانت تجري في الضباب لعلها تعثر على اختها حتى رأت ظل يقترب منها في الضباب حتى شعرت بيد تلتف حول خصرها وهنا اهتز جسدها في نفضة قوية وكاد قلبها يتوقف لم تستطيع فعل شيء غير إنها ركضت مسرعة حتى اصطدمت بشخص وصرخت بقوةداليا: في ايهليلى: حضنت داليا وهي ترتجف.داليا: تعالي واخدتها للمنزلعم نجيب: حصل ايداليا: شكلها شافت حاجة خوفتهاخالد: انا قولت لها الخروج خطر واحنا لازم نتحرك بسرعةنجيب: انا اعرف حد ممكن يساعدناخالد: نظر إلى عم نجيب ب ابتسامة ماكرةنجيب: أنا قفلت الموضوع من زمان وانت عارف لكن هو الوحيد هو اللي يقدر ينقذنا من هذه الورطة.وخرج الجميع في الضباب الكثيف الذي يجتاح المدينة ولكن على الرغم من انعدام الرؤية كان نجيب عارف الطريق كويس حتى وصلوا إلى السكن المقابل لمنزلهم والغريب إنها هي المنزل الوحيد الذي لا يجتمع عنده الضبابوقبل أن يطرق عم نجيب الباب .. فتح الباب صاحب المنزل ونظر إليهم ودون سؤال سمح لهم بالدخول وكأنه يعرف سبب المجيءليلى: كانت اخر الداخلين كانت تمر من امامه لم تكن تجرؤ على النظر في عينيه لكنه كان ينظر إليها وكأنه يرسم بعينيه لوحة لتفاصيلها ..وقف الجميع ليشاهدوا منزله الذي كان يشبه المتحف الاثري حتى قاطعهم صوته وهو يقول بنبرته الحادة الرزينةأنا هارون صاحب المنزل سوف أساعدكم على الرحيلولكن بعد انتهاء الضباب نتحرك من هنا واخرج سلسلة مفاتيح واعطى داليا ثم جدتي ثم نجيب ثم خالدواقترب ب اتجاهي لأكون انا الاخيرة وضع المفتاح الذهبي بين يده ويدي لامساً اياها بكل يديه شعرت بحرارة في يدي حتى بدأت تجتاح الحرارة كامل جسديف سحبت يدي مبتعدة عنهصعد الجميع غرفهم حتى يستعدوا للرحيلكانت اجلس مع تيتا سميحة التي طلبت مني التحدث في امر هام ولا يحتمل التأجيل حتى بدأت بالحديث وهي تنظر لي وتقول: مفيش وقت ابحثي عن ناديةليلى: حاضر هبحث عنها المهم ارتاحي انتِ ارجوكِ ثم ذهبت إلى غرفة داليا لتتحدث معها البحث عن أختهاوعندما كانت تتحدث داليا نظرت الى ليلى ووجدتهاراحت في نوم عميقإنها المرة الاولى التي تنام فيها بدون كوابيس مزعجة حتى استيقظت ليلى ونظرت إلى ساعتها ثم انتفضت واقفة وهي تقول زمان داليا قاعدة مع تيتا سميحة وذهبت ليلى مُسرعة إلى تيتا سميحة وعندما دخلت الغرفة تسمرت مكانها ثم صرخت بكل قوتهاجاء خالد جريا من غرفتهخالد: في ايه يا ليلى بتصرخي كده ليه ؟ليلى: شاورت بيدها على السريرنظر خالد وشاهد تيتا سميحة هي وداليا والدماء تسيل من حولهم بغزارةاخذ ليلى واخرجها وهو مفزوع من هول ما رأى !!!وذهبوا إلى غرفة عم نجيب واخبروه بكل ما حدث لكنه ظل جالسا مكانه دون حركة ولم يتفوه بكلمة من شدة الصدمةخالد: ترك عم نجيب في صدمته واخذ ليلى وذهب معها إلى غرفتهاليلى: بصوت يرتجف انا مش مصدقة اللي شوفتهخالد: انا مش مرتاح لصاحب البيت احنا لازم نمشي من هناليلى: تقصد إنه هو اللي قتلهمخالد: مش عارف بس أنا قلقان واحسن فرصة نهرب وهو نائماصطدام النيزك بكوكب الارضخرج خالد وليلى معه وهربوا بعيد عن منزل هارون ..حاول خالد طلب المساعدة من شخص يمشي امامه لكن العجيب أن الناس كانت لا تنظر إليهم وكأنهم في عالم آخرخالد: ذهب يتفقد سيارة وجدها امامهووجد صاحبها ميتاً بداخلها دفعه للخارج واخذ مفاتيح السيارة ووجدها صالحةخالد: تعالي يا ليلى اشتغلتليلى: ركبت معه السيارة استمر خالد في القيادة لمسافة طويلة جدا حتى نفذ البنزين ف اضطر أن يقف ويسير على قدمه هو وليلى .. كانوا قد وصلوا إلى الصحراء ثم جلسوا على الرمال ليستريحوا من السيرليلى: احنا جئنا هنا ليه ؟خالد: بعيد عن البحر وتقلبات الطبيعة .. واخيراً لوحدنا واقترب مني ولف يديه حولي ثم جذبني إليه..حاولت أن ابعده بكل قوتها لكنه كان الاقوىكنت اصرخ واستغيث ولكن لا يوجد احد يسمعنيحتى جاءت عاصفة ترابية لتلتف من حولي .. وتبعده عنيالموت يتحدث.. جلست على الرمال وانا التقطت انفاسي مستسلمة لمصيري المجهول حتى ظهر هارون وهو يمشي وسط العاصفة في خطوات ثابتة وكان يقترب ب اتجاهيولم يختل توازنه وحينها علمتُ إنه لم يكن بشريا مثلناحتى تحدث بلغة غير مفهومة قائلا :توملا توملاخالد: ليلى هو اللي قتل تيتا سميحة وداليا ومش بعيد يكون قتل عم نجيب وجاء يقتلناهارون: كان قدرهم جميعا ولم يبقى اليوم احد على الارضليلى: تراجعت للخلف وبصوت يرتجف سألته: م م م من أنت؟هارون: وبصوت زلزل السماء والأرض رد قائلا:انا ملك الموووووووووتليلى: شعرت بأن قلبي سوف يتوقف من الخوف وركضت بكل قوتي بعيدا عنهحتى وجدت مبنى مهترئ ويبدو إنه مصنع قديم في الصحراء دخلت إليه وجلست فيه لأكتب لكم كل ما حدث معي وانا الان اجلس وحيدة اشعر برائحة الموت يقترب مني ... لكن لكي اكمل قصتي يجب عليّ أن اخرج له لأعلم مصيري المجهول .. استجمعت نفسي وذهبت للخارج كنت اشم رائحة الموت اكثر ف اكثر حتى وجدته يقف وخالد يتوسل إليه أن يتركهالاعتراف الأخيرنظر إلىَّ هارون وقال لخالد : اعترف لها بذنوبكخالد: أنا هعترف بكل شيءانا واختك نادية عملنا تعويذة بالسحر الاسود حضرنا كائن من العالم الاخر عشان يقتلك ونخد الشقة منك لأنها ب اسمكوعم نجيب ساعدنا بشرط يخد جزء من الفلوس لما نبيع الشقة وبدل من حضور الجن حضر ملك الموت على اثر التعويذةعم نجيب كان مقرر يقتلك انتِ لكن اللي حصل في تبديل الغرف خلى نجيب قتل بنته مع جدتك بالغلطنظر الموت إلى خالد ونزع روحهازرق وجه خالد وصرخ صرخة واحدة تجمع فيها كل الألم وانتفض كل جسدهوخرج منه ظلُ اسود شاحب حتى خطفته اطياف سوداء بحجم السماء ولها مخالبا تقطر لهبا من جهنمثم اقترب مني وقال الوقت ينفذف نظرت الى الارض التي كانت تنشق والسماء التي كانت تتصدع و في مشهد مُهيب انقلبت السماء والارض وكان الكون يفنى من حولنا ..وضع هارون يديه على جبهتي برفقف اغمضت عيني حتى شعرت برجفة تجتاحني لم تكن تلك الرعشة التي تأتي مع الألم لكنها كانت رجفة كالصقيع الذي يجتاح الجسد ثم تشعر من بعده بالدفء وكأن روحك تحررت من الألم وباتت خفيفةفتحت عيني وكانت المرة الاولى التي تتلاقى عيني وعينه بهذا القربفقولت له: هل انا ميتة الان؟ف همس لي الموت قائلا: نعم لقد تحررتِ اليوم مني لكنني لم اتحرر منكِوقبل أن تسبحي في ملكوت السماوات اردت أن اقول لكِ اعترافي الاخير :حتى وإن تفنى العوالم يبقى الحب عالقا في المنتصفلن يقبله اهل الارض ولن يتحرر إلى السماءف يا ايتها الروح الطاهرة بين السماء والارض .. احبك ..رواية موعد مع الموت للكاتبة إيمان أحمد رشاد كاملة