logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 22 < 1 6 7 8 9 10 11 12 22 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 02:57 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

فى المستشفى:
يقف يحيي وبجانبه غادة وعادل فى إنتظار خروج الدكتور للإطمئنان على غالية، بعد وقت قصير يخرج الدكتور، فيركض إليه الجميع فى قلق، ينظر إليه يحيي قائلاً: خير يا دكتور ؟
الدكتور: للأسف جالها خلطة فى القلب
عادل: فجأة كده، من غير مقدمات ؟

الدكتور: ممكن تكون أتعرضت لإنفعال شديد هو السبب
يحيي: طب وهى حالتها إيه دلوقتى يا دكتور؟
الدكتور: إحنا سيطرنا على الجلطة، بس حالة القلب مش كويسة، هنطمن عليها وبعد كام يوم تقدر تخرج من المستشفى، أهم حاجة تبعد عن أى إنفعال، وطبعا تمشى على نظام أكل مخصوص، لأنها هتبقى معرضة تتعب فى أى لحظة تانى
يحيي: متشكرين يا دكتور.

يتركهم الدكتور، فتنهار غادة فى الأرض باكية: أنا السبب يا أمى، أنا اللي ضغطت عليكى بكلامى، أنا اللي حملتك كل اللي حصلى، ياريتنى ما رجعت، ياريتنى مت قبل ما أكون السبب فى اللي حصلك
يحتضنها عادل قائلاً: بس يا غادة،دا نصيب، المهم دلوقتى نبقى كلنا حواليها ونراعها لحد ما تعدى الأزمة دى على خير
يحيي: عندك حق يا عادل، لازم كلنا نبقى معاها

فى منزل عاصم:
تجلس مريم فى حزن بعد أن علمت بما حدث لغادة، فيجلس بجانبها عاصم مواسياً إياها قائلاً: شوفتى يا مريم، مش قولتلك الدنيا دوارة، ربنا جابلك حقك من غالية بعد كل السنين دى، واللي عملته فيكى حصل لبنتها بالظبط
مريم: أنا عمرى ما أشمت فيها يا عاصم، بالعكس أنا زعلانة عشان غادة جدا
عاصم: زعلانة عليها بعد كل اللي عملته مع خالد؟!
مريم: دى مهما كان بنت أخويا ومن لحمى ودمى، والذنب مش ذنبها لوحدها
عاصم: عندك حق، أنا كمان نفسي أبقى جنبهم فى الوقت ده، بس مش ضامن رد فعل غالية
مريم: لازم نروحلهم يا عاصم، دا الوقت المناسب اللي ننسي فيه أى خلاف ونقف جنب أخواتنا
عاصم: عندك حق يا مريم، ربنا يديمك فى حياتى نعمة يا حبيبتى.

ونعود إلى المستشفى مرة أخرى، تفتح غالية عينيها ببطيء، لتجد عادل يحيي بجانبها، فتنظر له فى ضعف قائلة: إيه اللي حصل يا يحيي؟
يحيي: معلش يا غالية، تعبتى شوية وودناكى المستشفى
غالية: أنا كنت حاسة إنى مش الدنيا، كنت فاكرة إنى مت وخلاص مش هرجع تانى
يحيي: ألف بعد الشر عليك يا غالية، متقوليش كده.

غالية: إحساس مرعب يا يحيي لما يجيلك الموت وأنت مش عامل حسابك ليه، أنا مكنتش عارفة هقابل ربنا إزاى يا يحيي، شوفت كل أخطاءى وذنوبى بتمشى أدامى كأنها شريط سينيما، خفت أوى يا يحيي أموت قبل أما أكفر عن كل ذنوبى دى
وتكمل حديثها وهى تبكى قائلة: أنا غلطت كتير أوى يا يحيي
يحيي: ربنا غفور رحيم يا غالية، ويمكن يكون ربنا رجعك للحياة عشان يديكى الفرصة تكفرى عن كل ذنوبك

يقطع حديثهم صوت طرق الباب، ودخول عاصم وبرفقته مريم فى مفاجأة منهم
غالية فى همس: عاصم، أخويا
يميل عاصم على غالية ويقبل رأسها قائلاً: سلامتك يا غالية، بعد الشر عليكى
غالية: ياه يا عاصم، لسه فى قلبك فرص سماح ليا عشان تجيلى بنفسك
عاصم: مش محتاج أسامحك يا غالية، عشان أنا مزعلتش منك أصلا، دا إنتى أختى شقيقتى من صلبى، وعمرى ما أتخلى عنك ولا أزعل منك
تنظر غالية لمريم الواقفة فى ركن بعيد نظرة كلها خجل قائلة: حتى أنتي يا مريم جيتى تطمنى عليا
تقترب منها مريم قائلة: مش دا الواجب يا غالية اللي اتربينا عليه
يحتضن يحيي أخته مريم قائلة: أصيلة يا مريم.

غالية: ياااااااه، أنا ظلمتكم كلكم، وغلطت فى حقكم كلكم، وأنتوا فى المقابل قابلتوا قسوتى بالحب، حنيتهم عليا دى بتعذبنى بتحسسنى أنا كنت قد وحشة وظالمة، سامحينى يا مريم، سامحنى يا عاصم، سامحونى كلكم
مريم: يا غالية ربنا سبحانه وتعالى بيسامح إحنا البشر إيش نكون عشان منسامحش، وبعدين إحنا مش بس أهل، إحنا عمر بعض اللي فات
يحتضن عاصم مريم قائلاً: ونسيتى تقولى والعمر اللي جاى كمان يا مدام عاصم
يضحك الجميع على حديث عاصم، فيكمل حديثه قائلاً: خلاص من النهاردة مفيش اى أحزان تانى، أنا أتفقت مع يحيي هينقل شغله القاهرة ويشاركنى، عشان نبقى كلنا جنب بعض، ومنبعدش عن بعض تانى أبدا.

تمر الأيام وتتغير معها الأحوال، فتتنقل عائلة يحيي إلى القاهرة فى فيلا جديدة أشتراها لهم يحيي،بعد أن شارك عاصم وأسس معه شركة جديدة تجمعهما سويا، كانت مريم تزور غالية كثيرا لتطمئن على صحتها، وكذلك عاصم، أما فاطمة فرفضت أن تزور غالية أو غادة، فهى لم تنسى بعد ما فعلاه الأثنان معها من قبل، يعيش خالد مع حنين حياة مستقرة لا تخلو من المشاكل الزوجية العادية التى كانت دائما تعمل فاطمة على حلها، حتى يعيش خالد حياة سعيدة، توطدت علاقة حنين بفاطمة حتى أصبحت صداقة قوية، فقد أكتشفت حنين شخصية فاطمة الطيبة الحنونة، وكذلك بادلتها فاطمة هذه العلاقة الطيبة، لم يبتعد خالد عن فاطمة بعد زواجه كما توقعت فاطمة،فكان كما أعتاد يبدأ يومه بإتصاله بها ليطمئن عليها، وبعد تخرجها قرر أن يعينها رئيس قسم المشروعات فى شركته
أما عن فاطمة فهى مازالت تعشق خالد، ولم تنسى للحظة حبها له، كان دائما ما يهون عليها يومها هى حديثها مع صورته أخر يومها، لتبث لها ما تشعر به من مشاعر تجاهه، فإهتمامه المستمر بها جعل من نسيانها له مهمة مستحيلة، أما عن شادى فكان يحاول فشتى الطرق التقرب لفاطمة ليبثها مشاعره التى يشعر بها تجاهها.

فى فيلا خالد:
تتشاجر حنين مع خالد كعاداتها فى الأيام الأخيرة، فهى منذ أن بداية حملها وحالتها النفسية سيئة للغاية
تنظر حنين لخالد الذى يرتدى بدلته فى غضب قائلة: يعنى برضه هتنزل وتسيبنى لوحدى
خالد: أمال عايزانى اسيب الشغل وأفضل قاعد جنبك يا حنين
حنين: بس أنا زهقت يا خالد، طول اليوم قاعدة لوحدى، وأنت من ساعة ما أتجوزنا وخلتنى أسيب الشغل
خالد: يا دى أسطوانة كل يوم، تقدرى تقوليلى عايزة تشتغلى إزاى وبطنك على أخرها كده
حنين: خلاص يبقى فاضيلى من وقتك شوية
خالد: لا يا هانم، أنا مش صايع،أنا ورايا شغلى وشركتى، وإنتى أعملى زى اى ست متجوزة ودورى على حاجة تشغلك، بدل ما إنتى منكدة عليا كده.

حنين: أنا منكدة عليك يا خالد؟!
خالد فى ضيق: لا دى مبقتش عيشة دى، أنا زهقت
ويتركها خالد ويغادر فى ضيق منها، تمسك حنين هاتفها وتطلب رقم ما ثم تجيب قائلة: فاطمة، ألحقينى
فى شركة البدر:
تدخل فاطمة على خالد الذى يقف أمام الشباك شاردا ينظر إلى الفراغ، وتحمل فى يدها شيئاً ما، تقترب من خالد وتربت على كتفه فى حنان قائلة: مالك يا أبيه، سرحان فى إيه؟

خالد: فاطمة، مفيش مضايق شوية
فاطمة: أممم، على طمطم برضه يا أبيه، بس بصراحة حضرتك زودتها المرة دى
خالد: يبقى أتصلت تشتكيلك زى كل مرة
فاطمة فى حنان: أمال هتشتكى لمين يا أبيه، أنت عارف حنين وحيدة وملهاش حد وإحنا أهلها، والمفروض حضرتك تعوضها حرمانها من أهلها، خصوصا وهى فى الظروف دى.

خالد: حاسس إنى أتسرعت يا فاطمة، حنين أتغيرت أوى، مبقتش هى الإنسانة اللي اعجبت بيها وحبتها، بقت بدور على المشاكل، مبقتش بتفهمنى ولا تحس بيا زى ما كنت فاكر
فاطمة: مفيش ست بتتغير يا أبيه، فى ست جوزها اللي بيغيرها، شوف أنت بتعاملها إزاى قبل ما دور هى بقت إزاى، علطول مشغول عنها ومش مهتم بيها، الست فى ظروفها دى بتبقى محتاجة جوزها يبقى جنبها يطمنها يحسسها أنه مبسوط إنها حامل فى ابنه، اضحك عليها بكلمتين، متعرفش تضحك عليها بكلمتين
يضحك خالد على حديث فاطمة، لتكمل حديثها قائلة: أيوا كده اضحك مبحبش أشوفك زعلان، حنين طيبة أوى وبتحبك، عشان خاطرى متزعلش منها وقرب منها شوية.

وتمد يدها بهدية قائلة: أتفضل
خالد: إيه دى يا فاطمة؟
فاطمة: دى هدية هتاخدها دلوقتى وتديها لحنين، وتقولها إنك حاسس إنك زعلتها وزعلها ميهونش عليك، وسيب الباقى عليها
تهمّ فاطمة أن تخرج، فيوقفها خالد قائلاً: فاطمة، ربنا ما يحرمنى منك
توميء له فاطمة رأسها وتخرج، لتجد وردة فى إنتظارها فى الخارج قائلة: خلاص يا أختى، عملتى زى كل مرة وصالحتيهم على بعض
تتنهد فاطمة فى آلم، لتنظر لها وردة فى شفقة قائلة: نفسي أعرف جاى عليكى بإيه كل العذاب ده؟
فاطمة: إنى أشوفه مبسوط يا وردة، دا كل اللي يهمنى، ضحكته اللي بتترسم على وشه، بتهون عليا أى عذاب بشوفه وهو بعيد عنى
وردة: ربنا يهديلك الحال يا فاطمة.

فى إحدى المطاعم:
يجلس شادى فى إنتظار فاطمة، فتأتى بعد وقت قصير تركض قائلة: أسفة جدا، أتأخرت عليك
شادى: عادتك ولا هتشتريها، من إمتى بتيجى فى ميعادك أصلاً
فاطمة: خلاص بقى قلبك أبيض، المهم إيه الموضوع المهم اللي مينفعش نتكلم فيه فى الشركة
شادى: فاطمة أنا عايز أتجوزك
فاطمة فى تردد: أنت بتقول إيه يا شادى، تتجوزنى ؟!

شادى: إيه أتخضيتى ليه، معتقدش إنى طلبى غريب إنتى عارفة مشاعرى من ناحيتك وحاسة بيها، يبقى إيه الغريب إنى أطلب تبقى معايا علطول
فاطمة: أنا بس أستغربت من السرعة
شادى: سرعة إيه يا فاطمة، إحنا بقالنا كذا شهر نعرف بعض، دا غير إنك عارفة كويس إنى معجب بيكى من زمان أوى من أيام ما كنا فى المدرسة، يعنى الموضوع مش جديد، إلَّأ لو كنتى رفضانى شخصيا.

فاطمة: لا طبعا أنت إنسان محترم، والفترة اللي قربت فيها منك أكشتفت أخلاقك الطيبة، وشخصيتك المرحة، بس بصراحة موضوع الجواز عمره ما جه فى دماغى
شادى: طب وأدينى عرضته وبقولك، تقبلى تتجوزينى يا فاطمة، تقبلى تشاركينى حياتى وتبقى مراتى
فاطمة: ممكن تدينى فرصة افكر يا شادى
شادى: ماشى يا فاطمة، براحتك، أنا مستنيكى.

تتركه فاطمة وتغادر، وفى طريقها فى البيت ظلت شاردة تحدث نفسها: إيه مالك يا فاطمة مستغربة ليه، مش دا الطبيعى لأى بنت إن حد يعجب بيها ويطلبها للجواز، ولا إنتى مش زى أى بنت من حقها تشوف حياتها وتحب وتتحب، طب وخالد، حتى خالد حب وأتجوز وبنى أسرة وخلاص هيجيله بيبى بعد كام يوم ينسيه الدنيا كلها، يعنى إنتى الوحيدة اللي هتبقى خسرانة فى حبك ليه، ياااااارب دلنى على الطريق الصح يارب.

فى فيلا خالد:
تجلس حنين تشاهد أحد البرامج التى تتحدث عن الأطفال، يدخل عليها خالد فتتجاهل وجوده فى ضيق، يقترب خالد منها ويقبل رأسها قائلاً: أنا أسف، حقك عليا
حنين: يا سلام، ودا من إمتى، ما كنت منكدة عليك الصبح
خالد: خلاص بقى يا حبيبتى، ميبقاش قلبك أسود
حنين: يا خالد أنا قربت أولد، خايفة أوى، ومحتاجة وجودك جنبى عشان أطمن، أنا مليش غيرك فى الدنيا وأنت عارف
يحتضنها خالد قائلاً: وأنا جنبك يا حبيبتى، وعمرى ما هبعد عنك أبداً وأوعدك يا ستى هحاول افضيلك نفسي على قد ما أقدر الفترة اللي جاية
حنين فى فرحة: بجد يا خالد.

خالد: بجد يا حبيبتى
يمد خالد يده بالهدية لحنين قائلاً: ودى عشان تعرفى أنا بحبك قد إيه وميهونش عليا زعلك
حنين: ربنا ما يحرمنى منك يا خالد
يهمّ خالد للذهاب للحمام ليبدل ملابسه فيوقفه صوت حنين قائلة: خالد، هى إيه الهدية دى جواها إيه؟
خالد فى تردد: أفتحى وشوفيها يا حبيبتى
حنين: لا عايزة أسمعها منك يا حبيبى
خالد: أحم أنا لازم أدخل الحمام دلوقتى يا حنين
ويتركها خالد ويهرب سريعا من سؤالها، فهو نسى أن يسال فاطمة عن الهدية، تنظر حنين إلى الهدية وتبتسم قائلة: شكرا على الهدية يا ... فاطمة.

فى اليوم التالى فى شركة البدر:
يدخل عادل الشركة فى طريقه لمقابلة خالد، فيراه شادى بالصدفة، ينظر شادى لعادل فى تفكير ثم يوقفه قائلاً: أستاذ عادل
ينظر له عادل فى إستفهام قائلاً: أفندم، حضرتك تعرفنى؟
شادى: أنا شادى محاسب هنا فى الشركة، وكنت عايز أكلم حضرتك فى موضوع مهم بخصوص فاطمة
عادل: فاطمة؟! أنت تعرف فاطمة؟
شادى: آه يا أستاذ عادل أعرفها كويس، مش هعطل حضرتك، عشر دقايق بس
عادل: أتفضل.

يتوجه عادل مع شادى إلى مطعم الشركة
عادل: خير يا أستاذ شادى؟
شادى: بصراحة يا أستاذ عادل أنا بحب الأنسة فاطمة وعايز أتجوزها
عادل: تتجوزها علطول كده، من غير تمهيدات
شادى: أنا أعرف الانسة فاطمة من زمان، وهى تقدر تحكى لحضرتك عن الموضوع ده، وبصراحة أنا بحبها وهى عارفة كده كويس
عادل: تمام، وكمان هى عارفة، والله عال يا ست فاطمة، وإيه المطلوب منى ؟

شادى: يعنى بقول لو حضرتك تقول لباباها وأتقدملها بشكل رسمى
عادل: ممكن سؤال، مش حاجة غريبة لما تبقى شغال عند خالد فى شركته، وعارف كويس علاقته بفاطمة، وتيجى تطلبها منى أنا، ليه مطلبتهاش منه هو
شادى:وأطلبها منه ليه، اللي أعرفه إن حضرتك ابن عمتها الكبير، وأكيد حضرتك أولى إنى افاتح حضرتك فى موضوع يخص فاطمة.

ينظر له عادل بإعجاب على ذكاءه ورده اللبق، ليكمل حديثه قائلاً: طالما بتقول فاطمة عارفة، يبقى أنا هفاتح خالى النهاردة، وهرد عليك فى أقرب وقت
فى منزل عاصم:
يذهب عادل إلى منزل عاصم، ويجلس مع فاطمة يخبرها بما طلبه شادى منه، تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة: شادى طلبنى منك ؟!
عادل: وفيها إيه،إنتى نسيتى إنك بنت خالى ولا إيه يا فاطمة؟
فاطمة: لا يا أبيه طبعا العفو
عادل: طب ها يا ست البنات، إيه رأيك، هفاتح خالى، ولا أزحلقه من برة برة ؟
فاطمة: مش عارفة يا أبيه، شادى إنسان رائع وأى بنت تتمناه، ومنكرش إن شخصيته وأخلاقه تجبر أى حد يحترمه، لكن...
عادل: خالد، مش كده ؟

توميء له فاطمة رأسها بالموافقة، ليكمل قائلاً: لحد إمتى يا فاطمة، لحد إمتى هتفضلى تدورى على سعادته على حسابك، كل اللي يهمك تشوفيه مبسوط فى حياته، بتساعديه فى كل حاجة فى شغله فى حياته الشخصية، حتى خناقاته مع مراته إنتى اللي بتحليها، كل دا ليه يا فاطمة ؟
فاطمة: عشان بحبه يا أبيه، بحبه ومش متخيلة إنى ممكن أشوفه حزين فى حياته، جرحه بيوجعنى أكتر ما بيوجعه، ولما بشوفه مبسوط بحس إن قلبى لسه عايش
عادل: طب وأخرتها؟

فاطمة: معرفش
عادل: أنا هقولك أخرتها، هتفضلى قافلة قلبك على حبه ورافضة تدى أى حد فرصة، وتمر بيكى السنين، وتلاقى نفسك لوحدك، وهو هيكون عايش حياته وسط بيته ومراته وعياله، وإنتى الوحيدة اللي هتكونى خسرانة فى الأخر
تنظر له فاطمة بحيرة ووجع، فيكمل حديثه قائلاً: أسمعى كلامى يا فاطمة، أنا ميهمنيش غير مصلحتك وبس، وزى ما إنتى نفسك تشوفى خالد سعيد، أنا كمان عايز أشوفك مبسوطة وأطمن عليكى، أدى شادى فرصة، أنا قريت الحب فى عينيه وهو بيكلمنى عنك، وبحبه ليكى هيقدر يخليكى تنسى خالد، هى فرصة مجرد فرصة، يمكن
فاطمة: بس...
عادل: حبيبتى أنا مبقولش هتتجوزى، مجرد خطوبة وصدقينى لو مرتحتيش محدش هيلومك ولاهيراجعك فى قرارك، ها قولتى إيه؟

بعد تفكير من فاطمة، ومحاولة كل من عادل وعاصم إقناعها بالموافقة على خطوبتها من خالد، توافق فاطمة أن تعطى لنفسها ولشادى فرصة لعل شادى يستطيع أن ينزع حب خالد من قلبها
فى فيلا خالد:
يسير خالد فى توتر وغضب فى مكتبه، تنظر له حنين فى هدوء قائلة: ممكن أعرف إيه اللي مضايقك دلوقتى ؟ أنت المفروض تفرحلها، مش دى أختك، يعنى المفروض كنت مستنى تشوفها عروسة، ولا أنا غلطانة.

خالد فى غضب: يعنى إيه مزعلش، الهانم كانت تعرف واحد شغال عندى فى الشركة، وفى بينهم أستطلاف وإعجاب، وأنا إيه قرطاس لب فى الشركة مش دريان بحاجة، لا والبيه كمان رايح يتخطانى ويطلبها من عادل، ولا كأنى ليا لزمة فى حياتها
حنين: هو مش عادل دا يبقى ابن عمتها برضه ؟ وبعدين اللي أعرفه إنه راح خطبها من باباها، هو بلغ عادل بس يبلغه
خالد: أيوا بس أنا اللي أولى يطلبها منى، فاطمة دى تخصنى أنا، أنا اللي ربتها وأمرها يهمنى أكتر من أى حد، وبعدين إزاى يوافقوا علي شادى دا أصلا، يعرفوه منين، يجوزوها لأى حد كده، أنا مش عارف فجأة كده بتحب وعايزة تتجوز، مفيش تمهيدات، إيه بتتلكك على الجواز
أنتبه خالد لنظرة حنين له، ليكمل قائلاً: مالك يا حنين بتبصيلى كده ليه؟
حنين فى هدوء: مفيش، تصبح على خير

وبعد أيام قليلة تتم خطوبة فاطمة على شادى فى حفل صغير حضره شادى وأسرته وعاصم ومريم،وعادل ويحيي، وخالد وحنين، وكان خالد يشعر بالضيق طوال الحفل دون أن يعلم السبب، فلماذا يشعر بالضيق من شادى ويشعر بالكراهية نحوه، أليس هو ذلك اليوم الى تمنى أن يرى فيه فاطمة عروسة بجانب عريسها، وربما تكون مشاعره غيرة أخ على أخته الصغيرة، مشاعر متضاربة أجتاحت خالد كان أهمها مشاعر ضيق .

أما فاطمة فكانت تحاول أن تقنع نفسها بأنها سعيدة، ولما لا أليس هذا هو اليوم الذى تنتظره كل فتاة، أن ترتدى فى إصبعها خاتم خطوبتها على من سيشاركها حياتها، نظرت لخاتم الخطبة فى حيرة وشعرت وكأنه ثقيل على إصبعها، ولكن حين اعادت النظر إلى شادى ورأت نظرات الحب فى عينيه بادلته بنظرات رضا.
تمر الأيام وتحاول فاطمة أن تعطى الفرصة لشادى للتقرب منها، أملاً منها أن تنسى حب خالد، أما خالد فكان يشعر بالضيق كلما رأهما سوياً، وفى يوم من الأيام كانت فاطمة جالسة مع شادى فى أحد المطاعم ولكنها كانت شاردة.

شادى: فاطمة، يا فاطمة
تنتبه فاطمة لشادى قائلة: ها، كنت بتقول إيه يا شادى معلش
شادى: لا إنتى مش معايا خالص النهاردة، مالك فيكى إيه؟
فاطمة: معرفش قلبى مقبوض أوى
شادى: ليه يا حبيبتى، فى حاجة حصلت؟

فاطمة: مش عارفة يا شادى، حاسة إن فى حاجة وحشة هتحصل
شادى: أطمنى يا حبيبتى إن شاء الله خير
فاطمة: يارب، قولى بقى كنت بتقول إيه؟
شادى: كنت بقولك شوفت شقة حلوة أوى وعايزك تيجى تشوفيها معايا
فاطمة: أوك يا شادى،نشوفها فى أى وقت.

يقطع حديثهم صوت هاتف فاطمة، لتجيب قائلة: أيوا يا ماما ... مالك فى إيه؟
تقف فاطمة فى فزع قائلة:إيه ... حصل إمتى وهو فين دلوقتى ؟
ينظر شادى لفاطمة فى قلق قائلاً: فى إيه يا فاطمة؟
فاطمة: خالد كان فى مبنى من المبانى ووقع عليه سيخ حديد ونقلوه المستشفى، وحالته خطر !


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 02:58 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

فى المستشفى:
تركض فاطمة إلى الداخل وبرفقتها شادى، لتجد حنين تقف منهارة فى البكاء وبجانبها عادل وعاصم، ومريم التى تبكى هى الأخرى، تركض فاطمة نحوهم قائلة فى قلق: خالد ماله، حصله إيه طمنونى؟
عاصم: كان فى مشروع جديد بيتبنى ووقع عليه سيخ
فاطمة: طب الدكتور قال إيه؟

عادل: من ساعة ما جينا وهو جوا أوضة العمليات
حنين فى بكاء: خالد فى خطر يا فاطمة، أدعيله
مريم: بس يا بنتى متقوليش كده، خالد هيقوم بالسلامة، أنا ست مؤمنة وعارفة إن ربنا مش هيوجع قلبى عليه
تستند فاطمة على الحائط بظهرها وقد غلبتها دموعها قائلة: يااااارب، يااااارب
يقترب منها شادى فى حنان قائلاً: هيقوم بالسلامة إن شاء الله متقلقيش.

فاطمة: يارب يا شادى يارب
يخرج الطبيب من الغرفة فيركض نحوه الجميع
عاصم: خير يا دكتور طمنا ؟
الطبيب: للأسف المريض حالته حرجة جدا، السيخ قضى على الكلية الشمال تماما، والكلية اليمين ضعيفة ومش قادرة تقوم بوظيفتها
فاطمة فى إنهيار: يعنى إيه، خالد هيموت، أرجوك أتصرف
عادل: أهدى بس يا فاطمة خلى الدكتور يكمل.

الطبيب: الأمل الوحيد أدامنا دلوقتى إننا نلاقى حد يتبرعله بكليته فى أسرع وقت، والأهم إن كليته توافق جسم المريض
يتركهم الطبيب ويغادر فى بكاء كل من مريم وحنين، أما فاطمة فظلت تنظر غلى الفراغ بعيون جامدة تغلفها الدموع، أقترب منها عادل قائلاً: فاطمة، هيبقى كويس صدقينى
فاطمة: دا خالد يا أبيه، فاهم يعنى إيه خالد
وتتركهم وتغادر غلى الإستراحة، يهمّ شادى أن يلحق بها ولكن يوقفه عادل قائلاً: معلش، سيبها لوحدها دلوقتى
يوميء له شادى بتفهم، وينظر إلى أثر فاطمة فى ضيق.

فى المساء:
تعاود فاطمة المنزل بعد إصرار من عاصم، بعد أن طمأنها عادل انه سيظل بجانب خالد لكى يطمئن عليه، تدخل فاطمة غرفتها وتفتح أحد الأدراج وتخرج منه صورة خالد وتحتضنها وهى منهارة فى البكاء، يدخل عليها عاصم ليجدها على هذه الحالة، وعندما تنتبه فاطمة لدخوله تمسح دموعها فى إرتباك واضح محاولة إخفاء صورة خالد تحت وسادتها، لتمنعها يد عاصم قائلاً: متخبيهاش يا فاطمة، مش محتاجة تخبى مشاعرك أدامى يا حبيبتى، خصوصا فى الوقت ده، أنا عارف إن ده أكتر وقت محتاجة تعلنى فيه عن مشاعرك حتى لو أدامى.

تنظر له فاطمة بدهشة غير مصدقة لما تسمعه منه، ليكمل حديثه قائلاً: إيه مستغربة إنى عارف بحبك لخالد، إنتى بنتى يا فاطمة، ولو معرفتش وحسيت باللي جواكى مبقاش أب يا حبيبتى
تنظر فاطمة إلى أسفل قائلة: أنا أسفة يا بابا، غصب عنى بس أنا ...
عاصم: متتأسفيش يا فاطمة، حبك لخالد ومشاعرك من ناحيته مش حاجة تخجلى منها، خصوصا وإنك محاولتيش توصليله مشاعرك دى وإنتى عارفة إنه مش بيبادلك نفس المشاعر، حافظتى على كرامتك أدامه وأدام نفسك، ودا المهم عندى
فاطمة: طب ليه وافقت على خطوبتى لشادى يا بابا؟

عاصم: عشان أدي لقلبك فرصة يشوف حد غير خالد، خصوصا إنه خلاص عاش وبدأ حياته مع اللي أختارها، أنا أب يا فاطمة وكل اللي يهمنى أطمن عليكى مع راجل يحفظك ويصونك ويراعى ربنا فيكى، وأنا واثق إن بحب شادى ليكى ومعاملته الطيبة هيقدر يناسيكى حب خالد
تلقى فاطمة بنفسها فى حضن عاصم وهى تبكى قائلة: خالد بيموت يا بابا، أنا مش عارفة الحياة هتبقى عاملة إزاى من غيره، أرجوك يا بابا ساعدنى، حتى لو زى ما بتقول مكتوب لينا كل واحد يكمل حياته مع حد تانى، بس على الأقل أكمل الحياة وأنا عارفة إنه موجود فيها، أرجوك يا بابا وافق
يخرجها عاصم من حضنه قائلاً: أوافق على إيه فاطمة؟

فاطمة: إنى أعمل التحاليل الازمة، ولو كليتى تنفع خالد ياخدها
عاصم: إنتى أتجننتى يا فاطمة، عايزة تخاطرى بحياتك ؟!
فاطمة: هو خاطر بحياته عشانى قبل كده لما أنضرب بالنار عشانى يا بابا ولا نسيت، أنا عارفة إنى مينفعش أقول لحضرتك الكلام ده، بس أنا مليش غيرك يا بابا، ولو خالد حصله حاجة أنا حياتى هتبقى فى خطر برضه، يعنى الحالتين أنا فى خطر
وتنظر لعاصم نظرة رجاء قائلة: أرجوك يا بابا، خلى عندك ثقة فى ربنا إنه هينجينا إحنا الأتنين
ينظر لها عاصم فى حنان قائلاً: حاضر يا فاطمة، لو شايفة إن حياتك بقت مرتبطة بوجود خالد فيها، هنفذلك اللي إنتى عايزاه.

بعد مرور ثلاث أيام:
يقف عادل فى المستشفى أمام غرفة العمليات ومعه يحيي ومريم وحنين وشادى فى إنتظار خروج خالد من غرفة العمليات بعد أن أخبرهم الطبيب أنه وجد الشخص المتبرع بكليته لخالد والذى لحسن الحظ توافقك تحاليله مع خالد، ولكنه رفض إخبارهم اسم الشخص المتبرع إلَّا بعد إجراء العملية له وفقا لرغبته
حنين فى قلق: أتأخروا أوى، بقالهم أكتر من تلات ساعات جوا
يحيي: العملية مش بسيطة برضه يا بنتى، دى نقل كلية
ينظر شادى لمريم قائلاً: أمال فاطمة وعمى عاصم فين يا طنط؟

مريم: من كام ساعة يا ابنى مشيوا الأتنين عاصم قال راح يجيب أكياس دم طالبينها للعملية، وفاطمة قالت فى حاجة مستعجلة فى الشركة فراحت تشوفها
حنين: ودا وقت شركة برضه، هى مش عارفة إن خالد عمليته دلوقتى؟
مريم: مش عارفة يا بنتى أختفوا ليه الأتنين كده، حتى بكلمهم تليفوناتهم مقفولة، ربنا يستر
ينظر لهم عادل فى تفحص محدثاً نفسه: يا خوفى يا فاطمة لا تكونى عملتيها، وتكونى إنتى اللي أتبرعتى لخالد بكليتك، ساعتها هتقلبى التربيزة عليكى من الكل
بعد عدة ساعات يخرج الطبيب مطمئناً الجميع قائلاً: الحمد لله، العملية نجحت وقدرنا ننقل الكلية للمريض فى الوقت المناسب
مريم: يعنى نقدر نشوفه يا دكتور؟

الطبيب: مش دلوقتى، إحنا نقلناه أوضته، وأول ما يفوق تقدوا تشوفوه
عادل: طب واللي أتبرعله بالكلية؟
الطبيب: أتنقل معاه فى نفس الأوضة حسب طلبه، عن إذنكم
مريم: يا ترى مين يا خالد اللي اتبرعلك بكليتك
بعد وقت قصير يدخل الجميع للإطمئنان على خالد، ليتفاجئوا جميعا بالمتبرع الراقد على السرير المجاور له
مريم فى صدمة: مش ممكن، عاصم؟!
عادل: خالى؟!

مريم: أنت يا عاصم اللي أتبرعت لأبنى بكليتك
ينظر لها عاصم فى ضعف قائلاً: آه يا مريم أنا
مريم: طب ليه؟
ينظر عاصم لخالد قائلاً: عشان هو ابنى أنا كمان ولا نسيتى
شادى: أمال فاطمة فين يا عمى؟
عاصم: فاطمة تعبت شوية يا ابنى قبل عملية خالد، وضغطها وطى وأتحجزت فى الدور اللي تحت
مريم: يا حبيبتى يا بنتى، إيه اللي جرالها يا عاصم؟

ينظر عاصم لشادى قائلاً: إظاهر مستحملتش تشوف أبوها داخل أوضة العمليات أغمى عليها
يحيي: كده برضه تعملها من ورانا يا عاصم؟
عاصم: مكنتش عايز حد يمنعنى يا يحيي
يحيي: على العموم حمدا لله على السلامة يا صاحبى
مريم: ربنا ما يحرمنى منك يا عاصم
عاصم: ولا منك يا مريم
عادل: طب إيه يا جماعة، هنديها جو أوتار الليل، ونسيب أخينا اللي متلقح ده.

وهنا تدخل حنين قائلة: طمنونى يا جماعة فاق ولا لسه؟
مريم: لسه يا حبيبتى، الدكتور قال قرب يفوق
يبدأ خالد أن يتحدث بصوت غير مفهوم، ويردد بعض الكلمات التى بدأت تتضح بأنه ينادى على اسم شخص ما
حنين: هو بيقول إيه؟
شادى: تقريبا بينده على اسم حد
ينتبه الجميع لخالد ليجوه ينادى بصوت ضعيف وسط نومه اسم "فاطمة"، "متمشيش"، "فاطمة"
ينظر الجميع إلى بعضهما، ويبتلع عادل ريقه ناظراً إلى حنين وشادى، ويحاول التدخل سريعا قائلاً: شكله لسه بيخترف
مريم: عندك حق يا ابنى دا عمال ينادى...

يقاطعها عادل قائلاً: عمال ينادى أى كلام يا عمتى، أنا رأيي نسيبه يرتاح لحد لما يفوق
وينظر لحنين التى تبادله نظرة ضيق قائلة: عندك حق، هو فعلا لازم يرتاح
ينظر عادل لشادى قائلاً: وانت يا شادى، تعالى معايا نطمن على خطيبتك، ولا نسيتها
يخرج الجميع بعد أن أطمأنوا على عاصم وخالد، وتظل حنين ومريم معهما، أما شادى فيذهب للإطمئنان على فاطمة برفقة عادل،وفى طريقه لغرفة فاطمة، ينظر له عادل قائلاً:علفكرة يا شادى أنا عارف أنت بتفكر فى إيه دلوقتى، بس صدقنى أنت شايف الأمور غلط، فاطمة بالنسبة لخالد أخته الصغيرة، جت فى وقت كانت اخته الصغيرة لسه متوفية وكانت فى نفس سنها تقريبا، عشان كده هتلاقى فى ارتباط أخوى بين فاطمة وخالد مش اكتر
شادى: حضرتك متأكد إنه ارتباط أخوى بس؟

عادل: أكيد، وإلَّا مكنش خالد أتجوز مراته، ولا فاطمة اتخطبت ليك، ولا إيه رأيك؟
شادى: عندك حق
يدخل شادى إلى فاطمة وظل بجانبها فترة ليطمئن عليها، ولكنها شعرت بتغيير فى معاملته لها، فكان طوال الوقت شارداً ويبدو على وجهه القلق وبعد فترة يتركها ويغادر،ويدخل عادل هو الآخر ليطمئن عليها بعد أن تركهم بمفردهما ليتيح لهما فرصة التقرب من بعضهما أكثر، تنظر فاطمة لعادل قائلة: خالد عامل إيه يا أبيه؟
عادل: أطمنى يا فاطمة، خالد بقى كويس، والبركة فى خالى.

فاطمة: كان نفسي أنا اللي أتبرعله بكليتى، كان نفسي جسمه يشيل جواه جزء منى، بس بابا عمل نفسه مطاوعنى، وخلانى عملت التحاليل، وأقنعنى إنها متوافقة مع جسم خالد، ويوم العملية خلى الدكتور يخدرنى وراح هو أتبرع بكليته
عادل: بصراحة عمرى ما تخيلت خالى يعمل كده، بس هو عمل الصح يا فاطمة، عارفة لو كانت تحاليلك وافقت خالد واديتيله بكليتك، كنتى هتفتحى عليكى وعليه النار، من حنين وشادى
فاطمة: مكنش هيهمنى ساعتها غير خالد وبس.

عادل: فاطمة حبيبتى ن الحياة زى ما فيها خالد، فيها فاطمة كمان، ومينفعش تفكرى فى خالد طول الوقت وتنسى نفسك، ومش عايز أفكرك إن قلبك وتفكيرك بقى من حق شادى لوحده، اسمعى كلامى يا حبيبتى، أنا عايزك دايما تعملى الصح
فاطمة: حاضر يا أبيه، حاضر
فى المساء:
تدخل فاطمة فى هدوء على عاصم وخالد، فتجد مريم تنام على إحدى الأرائك بمفردها بعد أن أصرت على مغادرة حنين، بعد أن شعرت بتعبها، تدخل فاطمة فى هدوء وتقترب من عاصم النائم وتقبله فى رأسه، وبعدها تتجه إلى خالد، تظل تنظر له فى حب وخوف وقلق، وتهمّ بالخروج، ولكن يوقفها صوت خالد قائلاً فى ضعف: فاطمة.

تلتف فاطمة له فى إشتياق قائلة: أيوا يا أبيه، أنا هنا
خالد: عاملة إيه دلوقتى، لما فوقت سألت عليكى قالولى إنك أغمى عليكى
فاطمة: أنت اللي بتسأل عليا، المهم أنت عامل إيه، طمنى عليك
خالد: أنا كويس يا فاطمة، عمر الشقى بقى، لسه ليا عمر يا فاطمة
فاطمة: ربنا يبارك فى عمرك يا أبيه، وتفضل جنبى العمر كله
خالد: وتفتكرى خطيبك الغلس دا هيرضى ؟

فاطمة: شادى، مش عارفة مش بتحبه ليه.؟
خالد: مش مهم أنا أحبه، المهم إنتى بتحبيه، مش كده؟
تبدو ملامح التوترعلى فاطمة قائلة: ها، بحبه.؟!
خالد: آه يا فاطمة، هو السؤال صعب كده ؟
فاطمة: ابيه، أنت لسه تعبان، ومش عايزة أتعبك أكتر من كده، أنا همشى دلوقتى، وهعدى عليك الصبح إن شاء الله
تخرج فاطمة من الغرفة، فيفتح عاصم عينيه بعد أن أدعى النوم ليرى رد فعل خالد وحديثه مع فاطمة، ينظر عاصم إلى الفراغ شاردا ويفكر فى شيء ما.ً

فى اليوم التالى:
فى فيلا الصفدى:
تقف غادة أمام المرآة تصفف شعرها وهى تهمّ بالخروج، تدخل عليا غالية قائلة: إنتى خارجة يا غادة؟
غادة: أيوا يا ماما
غالية: رايحة فين يا بنتى ؟
غادة فى مكر: رايحة أعمل الواجب يا ماما
غالية: قصدك إيه يا غادة، أوعى تكونى رايحة...
غادة: أيوا يا ماما، رايحة لخالد المستشفى أطمن عليه، ولا نسيتى إنه ابن عمتى
غالية: وإنتى بقى رايحاله المستشفى عشان ابن عمتك وبس؟

غادة: أمال هيكون إيه غير كده
غالية: غادة، إنتى فهمانى كويس، خالد دلوقتى بقى متجوز، ووجودك دلوقتى مش هيبقى مقبول خصوصا لو مراته هناك
غادة: متقلقيش يا ماما، أنا هعمل الواجب وأمشى علطول
تغادر غادة تاركة غالية فى قلق قائلة: يا ترى بتفكرى فى إيه يا غادة ؟

فى المستشفى:
يجلس خالد فى غرفته بمفرده، بعد أن طلب الأطباء من عاصم إجراء بعد الفحوصات عليه بعد العملية، تدخل عليه غادة فى صدمة منه قائلاً: غادة؟!
تقترب منه غادة قائلة: أيوا غادة يا خالد، لسه فاكرنى ؟
خالد: طبعا حد ينسى بنت خاله
غادة: بنت خاله بس؟
خالد: خير يا غادة؟

غادة: مقدرتش أعرف إنك تعبان ومجيش أشوفك
خالد: لا كتر خيرك، نسيت أقولك البقاء لله فى جوزك
غادة: جت متأخرة أوى يا ابن عمتى، كنت متصورة إنك هتبقى أول واحد يقف جنبى
خالد فى سخرية: معلش، كنت ساعتها عريس ومش فاضى بقى إنتى عارفة
غادة: ماشى يا خالد، أنا جيت بس أطمن عليك وأشوفك، لأنك وحشتنى.

وهنا تدخل حنين فى هذه اللحظة، وتنظر لكل من خالد وغادة فى دهشة قائلة: مين دى يا خالد؟
خالد: دى مدام غادة، بنت خالى يا حنين
وينظر لغادة قائلاً: ودى حنين مراتى وحبيبتى وأم ابنى
تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: أهلا يا مدام حنين
وتنظر لخالد قائلة: هبقى أتصل أطمن عليك يا خالد، عن إذنكم
تخرج غادة من الغرفة وعلى وجهها إبتسامة إنتصار، وبعد خروجها من الغرفة تحدث نفسها قائلة: بقى مراتك وحبيبتك يا سى خالد، وأنا مدام غادة، ماشى يا خالد، إما خليتك تيجى تطلب رضايا، مبقاش أنا غادة، وساعتها هنشوف مين ساعتها اللي هتبقى حبيبتك ومراتك
بعد أن تستقر حالة خالد، يخرج من المستشفى هو وعاصم، وبعدها بعدة أيام تلد حنين طفلتها.

فى المستشفى:
تنام حنين على السريرفى تعب، ويقف أمامها خالد الذى يحمل طفلتهما ومعهما مريم وفاطمة
ينظر خالد إلى طفلتهما فى سعادة قائلاً: مش مصدق إن أخيرا بقيت أب للبنوتة الجميلة دى
يعطيها خالد لمريم ويقبل حنين فى رأسها قائلاً: حمدا لله على سلامتك يا حبيبتى.

حنين فى ضعف: الله يسلمك يا حبيبى
تنظر لهما فاطمة فى آلم ممزوج بالفرحة، فهى على كل ما تشعر به من آلم لمشاعر خالد تجاه حنين، إلَّا إنها تشعر أيضا بأن سعادته تهون عليها كل هذا الآلم
مريم: بسم الله ما شاء الله، قمر يا حبيبى، أخيرا بقيت تيتة
فاطمة: زى القمر يا أبيه، نسخة من حنين، المهم هتسموها إيه بقى؟
ينظر خالد لحنين قائلاً: حنين اللي هتسميها ؟ عايزة تسميها إيه يا حنين؟
حنين: فاطمة، هسميها فاطمة، فاطمة خالد.


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 02:58 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن والعشرون

( حب لا تراه الشمس )

بعد مرور عدة شهور:
يجلس شادى فى أحد المطاعم ويبدو عليه الضيق، وتجلس أمامه فاطمة التى تنظر له قائلة: مالك يا شادى، متغير بقالك فترة معايا؟

شادى: أنا برضه اللي متغير، ولا إنتى اللي من ساعة ما خالد خلف وسمى البنت على اسمك، وإنتى نسيانة خالص، وكل ما أكلمك ألاقيكى عندهم فى الفيلا بتلعبى معاها
فاطمة: أولاً مش خالد اللي سمي بنته فاطمة، دى حنين، ثانياً أنا فعلا حاسة إن فاطمة خطفتنى من الدنيا كلها، ينوتة جميلة يا شادى فوق ما تتصور، كل لما تشوفنى تشبط فيا، وتقعد لعب معايا، بنسى الدنيا كلها وأنا معاها
تزداد ملامح الضيق على وجه شادى، لتكمل فاطمة فى مرح قائلة: شادى، أوعى تكون بتغير عليا من فاطمة الصغيرة، دى مجرد بنوتة صغيرة، وأى حد بيحب يلعب من الولاد الصغيرين.

شادى:وهى فاطمة بالنسبة لك مجرد بنوتة صغيرة بتحبى تلعبى معاها؟!
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: قصدك إيه يا شادى؟
شادى: قصدى إن البنت من غلاوة أبوها
فاطمة: أنت إيه اللي بتقوله دا يا شادى، إيه علاقة لعبى مع فاطمة بخالد، أنت ليه كل حاجة بتفسرها زى ما أنت عايز
شادى: عشان أنا بقالى شهور خاطبك يا فاطمة، وكل ما أقولك نتجوز تطلعيلى حجة شكل، مرة مشغولة فى الشركة مع خالد، مرة عملية خالد، مرة بنت خالد، كل حاجة فى حياتنا لازم يدخل فيها خالد.

فاطمة: أنت إزاى شايف الأمور كده، أنا بطلع حجج عشان منتجوزش يا شادى ؟
شادى: والله دا اللي أنا شايفه
تقوم فاطمة من مكانها قائلة: طب لما تبقى شايف الأمور صح أبقى كلمنى
يقوم شادى من مكانه فى غضب، ويجذبها من زراعها قائلاً: أنت رايحة فين وسايبانى وأنا بكلمك، ولا أنا مبقاش ليه أى قيمة عندك
فاطمة: وأنا مش مضطرة أسمع منك أى كلام تانى بعد اللي قولته، من فضلك سيب إيدى
يترك شادى زراع فاطمة، فتنظر له فى غضب وتتركه، يمسح شادى على شعره فى غضب، قائلاً: أول مرة أطلع ضيقى عليها، بس غصب عنى، اللي عملته دلوقتى ميجيش نقطة فى بركان النار اللي جوايا.

فى أحد السجون:
يجلس مازن الشامى وبيده إحدى السجائر يدخنها بشراهة وهو شارد، يجلس بجانبه أحد رفقائه فى السجن قائلاً: مالك يا كينج، مين مزعلك؟
مازن: هموت من الغيظ يا خاى، نفسي أشفى غليلى من ها الزلمة اللي رمانى هون

الرجل: يا باشا أنت تؤمر، وإحنا ننفذ، بس قولى من اللي عليه العين بس وإحنا نقوم بالواجب
مازن: كيف وأنت هون محبوس؟
الرجل: عيب يا باشا، أنا صحيح هنا محبوس، بس أنا زى الإخطبوط، ليا دراع فى كل مكان، ورجالتى فى كل حتة، قولى مين بس هو، وأنا أجبلك خبره
ينظر مازن إلى الفراغ ويبتسم فى شر

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة مع فاطمة الصغيرة تلاعبها، ويبدو عليها الشرود، تدخل عليها حنين وتحمل فى يدها كأساً من العصير وتلاحظ شرود فاطمة، لتحدث فاطمة الصغيرة فى مرح قائلة: طمطم الكبيرة شكلها زعلانة خالص النهاردة يا طمطم، يا ترى مين مزعلها
تنتبه فاطمة لحديث حنين، فتنظر لها حنين فى قلق قائلة: إيه يا فاطمة، مالك يا حبيبتى، مين اللي مزعلك؟
فاطمة: لا مفيش يا حنين، أنا كويسة.

يرن هاتف فاطمة، تنظر إلي اسم المتصل لتجده شادى الذى يهاتفها للمرة العشرون دون إجابة منها، تنظر فاطمة إلى الهاتف فى ضيق ولا تجيب
تنظر لها حنين قائلة: أمممم، بقى لاموضوع كده، يبقى شادى اللي مزعلك
فاطمة: شادى بقى غريب أوى يا حنين، تصرفاته معايا مش طبيعية، تصورى إنه بيغير من فاطمة الصغيرة
حنين: يا حبيبتى هو معاه حق، أنتوا دلوقتى فى فترة خطوبة، يعنى المفروض تقربوا من بعض أكتر عشان تعرفوا طبعا بعض، تخرجوا مع بعض تتكلموا أكتر، لكن جنابك بقى يا إما فى الشغل مع بشمهندس خالد، يا إما بتلعبى مع البرنسيسة فاطمة، ومش مخليا أى وقت لخطيبك خالص
فاطمة: إنتى هتعملى زيه يا حنين؟!

حنين: وليه متقوليش إنك إنتى اللي مش عايزة تواجهى نفسك بالحقيقة، صارحينى يا فاطمة، إحنا أخوات، إنتى مش بتحبى شادى ومش عايزة تكملى معاه، مش كده؟
تنظر لها فاطمة فى تردد قائلة: ليه بتقولى كده، انا أكيد عايزة أكمل مع شادى
حنين: يبقى تسمعى كلامى، أدى نفسك فرصة تقربى منه أكتر
يرن هاتفها مرة أخرى معلناُ وصول رسالة جديدة، تنظر فاطمة للرسالة، لتجدها من شادى يكتب فيها " أنا قدام الفيلا عند خالد، ياريت تخرجيلى ".

تنظر فاطمة لحنين، لتبادلها حنين نظرة فهم مع إبتسامة قائلة: هو، مش كده؟
توميء لها فاطمة رأسها بالموافقة قائلة: واقف أدام الفيلا مستنينى
حنين: شكله طلع رومانسى وعايز يصلحك، أخرجيله يالا
تهمّ فاطمة بالخروج لتوقفها حنين قائلة: فاطمة، أدى لشادى فرصة، عشان مش كل يوم الواحد بيقابل حد يحبه بجد
توميء لها فاطمة رأسها وتخرج، لتجد شادى يقف أمام بوابة الفيلا فى إنتظارها ويحمل معه باقة زهور كبير، تقترب منه فاطمة قائلة: نعم، فى كلام تانى لسه مقولتوش جاى تكمله.

فى هذه اللحظة يدلف خالد إلى الفيلا، فيرى فاطمة تقف مع شادى، يقف بعيداً عنهم ليشاهد ما يفعله شادى مع فاطمة
ينظر شادى لفاطمة فى حب ويمسك يدها ويقبلها قائلاً: أنا أسف على كل كلمة زعلتك بيها، أنا بحبك يا فاطمة، بحبك أكتر مما تتصورى، وحبى ليكى اللي بيخلينى من غير ما أقصد ازعلك، حقك عليا، أنا بغير عليكى يا فاطمة من أى حد يبقى قريب منك، بغير عليكى من الهوار اللي محاوط وشك، عشان خاطرى متزعليش منى
تنظر له فاطمة غير مصدقة لما تراه أمامها من حب، شعرت بداخلها بالآلم وتمنت لو تبادل شادى حبه لها، فالحب الذى أمها يفوق كل الحدود.

فاطمة: خلاص يا شادى مش زعلانة، حصل خير
وتمسك بباقة الزهور قائلة فى مرح: وبعدين أول مرة أعرف إنك رومانسى كده، جايب ورد وحركات وكده
شادى: أنا نفسي مكنتش أعرف إنى رومانسي، بس فى حد علمنى الرومانسية
فاطمة: ودا مين بقى ؟

شادى: عينيكى الحلوين اللي جننونى من أول يوم شفتهم فيه، لما كنتى بنوتة صغيرة خارجة من المدرسة، ساعتها بقت أسير لعينيكى
فاطمة: أحم، طب مش كفاية بقى كده، عشان أنا بتكسف
شادى: أنا برضه بقول كده، عشان أنا أكتر من كده مش هقدر أمسك نفسى واخطفك وأروح اتجوزك دلوقتى حالا
فاطمة: لا وعلى إيه، يالا يا روحنى على بابايا
شادى: أدامى يا مجننانى.

يغادر الأثنان ولا يعلما بتلك العينان التى كانت تراقبهما فى ضيق، كان خالد يراقب الموقف كله، وشعر بالضيق من قرب شادى من فاطمة، فقبض يده فى غضب، وتنهد فى حرارة، ثم توجه إلى داخل فيلته، ولا يعلم هو الأخر أن حنين كانت ترى الموقف بأكمله من أعلى، ورأت رد فعل خالد عند رؤيته لفاطمة وشادى
يدخل خالد إلى الفيلا، فيركض إلى فاطمة ويحملها فى حب قائلاً: وحشتينى يا طمطم
أقتربت منه حنين قائلة: بتحبها يا خالد ؟

ينظر لها خالد فى إستفهام قائلاً: هى مين ؟
حنين: فاطمة
خالد: فاطمة؟!
حنين: آه يا خالد فاطمة... بنتنا، اللي أنت شايلها دلوقتى
خالد: آه، طبعا يا حنين بحبها، فى حد مبيحبش بنته
تنظر له حنين نظرة غامضة وتتركه وتغادر.

فى اليوم التالى:
يجلس خالد فى مكتبه، تدخل عليه وردة قائلة: بشمهندس خالد، فى واحدة بتسأل على حضرتك برة
خالد: مين دى يا وردة ؟
وردة: بتقول أسمها غادى
خالد فى نفسه: غادة؟! معقولة هى، طب هتكون عايزة إيه؟
ينظر خالد لوردة قائلاً: طب دخليها يا وردة
تخرج وردة وتدخل بعدها غادة، ينظر خالد لغادة قائلاً: خير يا غادة فى إيه، حد حصله حاجة، خالى وعادل كويسين؟

غادة: خير يا خالد، كلنا كويسين، متقلقش
خالد: أمال جاية ليه؟
غادة: دا إيه الذوق دا يا ابن عمتى، مش تقولى الأول تشربى إيه، أهلا بيكى، دا أنا أول مرة حتى آجى شركتك
خالد: آه معلش، أتفضلى، تشربى إيه؟
غادة: نسيت يا خالد بحب أشرب إيه؟

يرفع خالد التليفون قائلاً: وردة، خلى البوفيه يجيبنا لمون سكر قليل
يضع خالد التليفون، فتنظر له غادة قائلة: لسه فاكر إنى بحب الليمون سكر قليل
خالد: خير يا غادة، كنتى عايزة تقولى إيه؟
غادة: أنا عارفة يا خالد إنك مضايق منى بسبب اللي حصل منى زمان يعنى، بس...
يقاطعها خالد قائلاً: اللي حصل دا كان زمان وأنا نسيته، أنا دلوقتى راجل متجوز وبحب مراتى وبنتى.

غادة: فاطمة مش كده، سمعت إنك سمتها فاطمة
خالد: هو مش موضوعنا، بس مش أنا اللي سميتها فاطمة دى حنين
غادة: أنا جيالك النهاردة يا خالد لأنك الإنسان الوحيد اللي عارفة إنه هيفهمنى ويحس باللي أنا فيه، أنا حياتى أتغيرت أوى يا خالد، من ساعة ما رجعت من السفر والكل بيعاملنى على إنى مذنبة، كأنى المفروض أموت بالحيا لمجرد إنى بقيت أرملة، ماما بقت تحاسبنى على النفس اللي بتنفسه، بابا بقى بيتجاهلنى كأنه ندمان إنه خلفنى، دا غير إن عادل علطول مسافر، أنا بقيت لوحدى أوى يا خالد، مبقاش حد حاسس بوجودى ولا قادرين يحسوا بالوجع اللي أنا عايشاه، أنا بقيت أرملة يا خالد فى سنى ده، دا غير إنى بقيت مسئولة عن ابنى اللي بقيت له اب وأم مش بس أم، كل ده محدش قادر يحسه ولا يقدره.

خالد: أنا فاهمك يا غادة وحاسس بيكى، وعارف إنك أتحطيتى فى موقف صعب عليكى، بس حاولى تبصى للموضوع بنظرة إيجابية، إنتى عندك ابنك ربنا يباركلك فيه، أعتبريه هو عوض ربنا ليكى وحاولى تركزى معاه وتديله كل اللي أتحرمتى منه، ولو أحتجتى أى حاجة إحنا كلنا حواليكى
غادة: بجد يا خالد، يعنى مش هتتخلى عنى لو أحتجتك فى يوم؟
خالد: أكيد يا غادة، إنتى بنت خالى ومن حقك عليا تلاقينى جنبك وقت ما تحتاجينى
غادة: متشكرة أوى يا خالد، هو ده اللي عايزة أسمعه منك، ودلوقتى أستأذن أنا عشان أروح لعادل
خالد: أتفضلى يا غادة.

وفى أثناء خروج غادة من مكتب خالد تصتدم بفاطمة، تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: إزيك يا بنت خالى
فاطمة: غادة، إيه اللي جابك هنا؟
غادة: جاية لخالد، ولا لازم استأذنك قبل ما أدخله
فاطمة: لا مش قصدى
غادة: طب عن إذنك بقى عشان مش فاضية
وقبل أن تغادر نظرت لفاطمة فى خبث قائلة: فاطمة علفكرة كنت عايزة أقولك برافو عليكى.

تنظر لها فاطمة فى إستفهام، لتكمل قائلة: بقيتى مديرة المشروعات، دراع خالد اليمين وبنته أتسمت على اسمك، حقيقى، حقيقى برافو عليكى، عن إذنك
تنظر فاطمة لأثرها فى تعجب، ثم تنظر لوردة قائلة: فهمتى حاجة ؟
وردة: لا، بس بنت عمتك دى مش سهلة خالص، ربنا يستر عليكم منها
وتكمل فاطمة فى مرح قائلة: ليه كده، دى أخت حبيب القلب، يعنى هتبقى عمتك
وردة: يالهوى، هى دى أخته، دى حبيبتى حبيبتى، كله يهون عشان خاطر الورد
تضحك فاطمة قائلة: مجنونة.

تمر الأيام والأمور هادئة، فالكل مشغول فى عمله، وحنين مشغولة بتربية فاطمة الصغيرة، أما فاطمة فكانت ما بين عملها فى الشركة وزيارتها لفاطمة الصغيرة، وحاولة إرضاء شادى، ولا يعلم الجميع أن هذا الهدوء هو ما يسبق العاصفة
وفى يوم من الأيام كان خالد جالساً فى مكتبه يراجع بعض الملفات، وإذا بإتصال هاتفى يأتى إليه فيجيب خالد فيجدها غادة
غادة فى بكاء: معلش يا خالد، بكلمك دلوقتى
خالد فى قلق: مالك يا غادة، صوتك عيط ليه، إيه اللي حصل؟

غادة: أنا محتاجة أتكلم معاك يا خالد، ممكن تجيلى دلوقتى؟
خالد: طب اهدى وقوليلى إنتى فين دلوقتى ؟
غادة: أنا قريبة من مطعم ...
خالد: طب أستنينى هناك وأنا جيلك حالاً.

يخرج خالد مسرعاً ويتوجه إلى المطعم الذى أبلغته به غادة، ليجدها جالسة تضع وججها بين كفيها ويبدو عليها البكاء، يقترب خالد منها فى قلق قائلاً: غادة مالك، قلقتينى عليكى؟
غادة: معلش يا خالد قلقتك، أقعد الأول وأنا أقولك
يجلس خالد أمامها قائلاً: أدينى قعدت، أحكى بقى حصل إيه؟
غادة: أنا خايفة يا خالد، صورته مبتفارقش خيالى، طول الليل بحلم بيه كوابيس
خالد: هو مين ده يا غادة؟

غادة: وليد، جوزى الله يرحمه، بشوفه وهو بيضربنى، بشوف فى إيده سكينة وعايز يقتلنى، كل يوم بيجيلى عايز يموتنى يا خالد
وبدأت تعاود إلى البكاء مرة أخرى
خالد: طب أهدى يا غادة، للدرجة دى بتكرهيه؟
غادة: عمرى ما كرهت حد فى حياتى زى ما كرهته، أنا شوفت معاه أسود أيام حياتى كلها، متعرفش كان بيعاملنى إزاى، ضرب وإهانة وذل، أنا لحد دلوقتى مش قادرة أصدق لحد دلوقتى إنه مات، كل يوم بتخيله هيدخل عليا ويقولى انا عايش وهموتك.

وهنا بدأ جسد غادة ينتفض إثر تذكرها وليد وما كان يفعله منها، فنظرت لخالد قائلة: أنا خايفة أوى يا خالد
أمسك خالد يدها فوجدها باردة وترتجف فى يده، فنظر إليها يطمئنها قائلاً: أهدى يا غادة، وليد خلاص مات، ومحدش هيقدر يهينك تانى، إنتى خلاص بقيتى حرة
غادة: أرجوك يا خالد خليك جنبى، متسبنيش، أنا محتجالك
خالد: أنا جنبك يا غادة، متخافيش
وهنا يقطع حديثهم صوت حنين قائلة: الله، مشهد رومانسى مؤثر جدا.

ينظر لها خالد فى صدمة قائلاً: حنين ! إيه اللي جابك هنا؟
حنين: من حظى يا بشمهندس، عشان أتفرج على الفيلم الرومانسى ده، فعلا ولا أفلام الأبيض واسود، البطل يسيب البطلة ويتجوز، ويا عينى البطلة تطلق، فترجع لحبيبها الأولانى تانى، إيه رأيك فيلم رائع مش كده
خالد فى غضب: إنتى أتجننتى يا حنين، إنتى فهمتى إيه، دى غادة...
حنين: أنا فهمت صح يا بشمهندس، فهمت أنت ليه كنت بعيد عنى طول الفترة اللي فاتت، فهمت مين اللي شاغل تفكيرك وعقلك عنى، بس للاسف فهمت متأخر أوى.

وتهمّ حنين أن تغادر، ولكن يوقفها صوت خالد قائلاً: رايحة فين؟
حنين: رايحة لبيتى، ياريت ورقة طلاقى توصلنى
وتركته حنين مسرعة إلى سيارتها التى قادتها فى غضب، أما هو فكاد أن يلحقها فأوقفته غادة قائلة: أنا أسفة يا خالد على اللي حصل ؟
نظر لها خالد فى ضيق قائلاً: المهم دلوقتى ألحقها وأفهمها الصح، حنين لازم تعرف إنى مش خاين وعمرى ما فكرت اخونها.

ويتركها خالد ويسرع بسيارته متجهاً إلى الفيلا
أما حنين فكانت تقود سيارتها متجهة إلى منزلها فى المنصورة، ودموعها تنهال على ودهها كلما تذكرت مشهد خالد وهو يمسك يد غادة، وهنا ظهر أمام حنين إحدى الحيوانات، فوقفت فجأة حتى تفادى أن تصدمه، ولم تنتبه لسيارة النقل الآتية من الجهة الأخرى والتى أصطدمت بسيارة حنين وأوقعت حنين غارقة فى دماءها.

فى فيلا خالد:
فاطمة تجلس برفقة الصغيرة تلاعبها، فيدخل مسرعاً ويبدو عليه القلق، تنظر له فاطمة فى قلق قائلة: فى إيه يا أبيه مالك؟
خالد: حنين وصلت؟
فاطمة: لا حنين لسه مجتش من برة، هى أتصلت بيا وقالتلى أجى أقعد مع فاطمة الصغيرة عشان عندها مشوار ضرورى، ومن ساعتها مجتش
يضرب خالد الحائط بيده فى غضب قائلاً: هتكون راحت فين بس
فاطمة: هو إيه اللي حصل يا أبيه؟

وقبل أن يجيبها خالد يرن هاتفه برقم حنين، فيجيب مسرعاً، ليجده شخص غريب قائلاً: مساء الخير، حضرتك تقرب للمدام صاحبة الموبايل ده؟
خالد فى قلق: أيوا أنا جوزها خير؟
الشخص: للأسف المدام عملت حادثة بالعربية
خالد فى صدمة: إيه، طب هى فين دلوقتى؟
الشخص: هى فى مستشفى ...، وحالتها حرجة جدا
خالد: أنا جاى حالاً
يذهب خالد مع فاطمة إلى المستشفى، ويدخلوا إلى الإستقبال للسؤال عن حنين، لتخبرهم الموظفة بأنها فى غرفة العمليات، يركض خالد إلى غرفة العمليات فى إنتظار الطبيب، الذى يخرج بعد فترة.

خالد فى قلق: خير يا دكتور؟
الطبيب: للأسف المدام حالتها حرجة جدا، ولو عدى عليها ال 48 ساعة الجاين تبقى معجزة من ربنا
يتركهم الطبيب ويغادر، يضع خالد يده على وجهه قائلاً: أنا السبب، لو جرالها حاجة عمرى ما هسامح نفسي أبدا
تربت فاطمة على كتفه قائلة: اهدى يا أبيه، إن شاء الله هتقوم بالسلامة، متقلقش
ينظر لها خالد قائلاً: يارب يا فاطمة يارب.

بعد عدة ساعات:
كانت حنين تنام على سريرها فى الغرفة وحولها خالد وفاطمة ومريم وعاصم، الجميع حولها ينظرون إليها بقلق وخوف بعد أن أخبرهم الطبيب أن حالتها حرجة للغاية، تملس مريم على رأسها فى حنان قائلة: متقلقيش يا حبيبتى، إن شاء الله هتقومى بالسلامة، وهتبقى زى الفل
توميء لها حنين رأسها فى ضعف، أنا عاصم فينظر إليهم قائلاً: أنا شايف نسيبها ترتاح نجيلها بكرة تكون بقت أحسن
مريم: عندك حق يا عاصم
وقبل أن يهمّ الجميع بالخروج، تنادى حنين على فاطمة فى ضعف قائلة: فاطمة
ينظر الجميع إلى حنين، فتشير بيدها إلى فاطمة، ينظر خالد إلى فاطمة قائلاً: شكلها عايزة تقولك حاجة.

تقترب فاطمة من حنين قائلة: إيه يا حبيبتى، عايزة إيه ؟
تنظر حنين لمن حولهما، ليفهم الجميع أنها تريد الإنفراد بفاطمة وحدها، فيخرج الجميع ويتركهما بمفرهما
تنظر فاطمة لحنين قائلة: كنتى عايزة تقولى إيه يا حنين؟
تتنفس حنين بفى ضعف محاولة أن تستعيد قوتها على الحديث، وتنظر لفاطمة قائلة فى ضعف: عايزة أقولك سامحينى يا فاطمة
فاطمة: أسامحك على إيه يا حنين؟

حنين: سامحينى على العذاب اللي شوفتيه بسببى، عايزة تعرفى أنا سميت بنتى على أسمك ليه، عشان فى كل لحظة كنتى بتبقى أدامى كنت بحس بالذنب من ناحيتك، أنا عارفة من أول يوم إنك بتحبى خالد، ورغم كده كنت أنانية وأتجوزته، فضلت حبى على حبك ليه، وبرغم العذاب اللي كنت بشوفه فى عينيكى وهو بعيد عنك، كنتى دايما بتحاولى تسعدينا، عايزة أشكرك كمان على كل الهدايا اللي جبتهالى.

تنظر لها فاطمة فى صدمة، لتكمل حنين حديثها قائلة: ايوا يا فاطمة، أنا عارفة إن كل هدية خالد جبهالى كنتى إنتى اللي جيباها، كنتى بتفكريه دايما بمناسبتنا، وإنتى اللي بتخليه يصالحنى كل مرة كان يزعلنى فيها
فاطمة فى تردد: بس يا حنين، إنتى بتقولى إيه، هدايا إيه ومناسبات إيه
حنين: اسمعينى يا فاطمة، عشان خلاص مبقاش فى وقت، ولازم أقولك كل اللي عندى، أنا خلاص ماشية، خليكى جنب خالد هو هيبقى محتاجك جنبه الفترة الجاية، خالد بيحبك يا فاطمة
فاطمة: متقوليش كده يا حنين، خالد بيحبك إنتى.

حنين: خالد كان بيدور عليكى فيا، حب فيا طيفك، خالد تايه مشوش مش عارف هو عايز إيه، لكن فى الحقيقة اللي عيشتها وحسيتها معاه هو حبك اللي فى قلبه، واللي يمكن يكون هو نفسه مش شايفه، خليكى جنبه متتخليش عنه
تقبل فاطمة يدها فى دموع قائلة: إن شاء الله هتقوملنا بألف سلامة يا حنين
حنين: عايزة أوصيكى على فاطمة بنتى، أنا عارفة إن محدش هياخد باله منها زيك يا فاطمة، خليكى أم ليها وأديها من حبك لخالد
وهنا يزداد بكاء فاطمة رغما عنها، فتنظر لحنين فى قلق وتخرج وعينيها معلقة على حنين التى تبتسم لها إبتسامة باهتة وكأنها إبتسامة وداع
تخرج فاطمة من المستشفى فى حزن وآلم وهى تتذكر كلمات حنين لها
بعد وقت قصير يلاحظ خالد حالة من القلق فى غرفة حنين من الممرضات والطبيب، فيركض إلى الطبيب متساءلاً: فى إيه يا دكتور ؟

الطبيب: الحالة كل شوية يغمى عليها، ربنا يستر
يدخل خالد على حنين، فيجدها فاقدة الوعى، يمسك خالد يدها ويقبلها فى حزن وبكاء قائلاً: سامحينى يا حنين، أنا مخنتكيش صدقينى، إنتى فاهمة غلط، أرجوكى أرجعيلى، أرجعى ليا ولفاطمة الصغيرة
وهنا تعود حنين للوعى قائلة فى ضعف: خ.ا..ل..د
خالد: أيوا يا حبيبتى، أنا جنبك يا حنين
حنين: ف..ا..ط..م..ة
خالد: عايزة تقولى إيه يا حنين.
حنين: ف..ا..ط..م..ة ب..ت..ح...
وهنا لم تستطع حنين إكمال جملتها لأن روحها صعدت إلى خالقها

فى منزل عاصم:
تجلس فاطمة بجانب فاطمة الصغيرة التى أخذتها معها لتراعها إلى أن تشفى حنين، تظل فاطمة تتأمل ملامح الصغيرة التى تشبه ملامح والدها إلى حد كبير، قطع شرودها صوت جرس الباب، تتوجه فاطمة إلى الباب وتفتحه لتجده خالد شاحب الوجه ويبدو عليه البكاء
تركض نحوه فاطمة فى قلق قائلة: مالك يا خالد؟
خالد: حنين ماتت يا فاطمة
فاطمة: إيييييييييه !

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 22 < 1 6 7 8 9 10 11 12 22 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،












الساعة الآن 07:03 AM