logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 8 من 22 < 1 15 16 17 18 19 20 21 22 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:05 مساءً   [58]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى شقة خالد:
يجلس خالد فى شقته القديمة وسط ذكرياته مع أمه وعاصم، ولم تخلو الذكريات من وجود فاطمة التى لازالت بطلة ذكرياته وأحلامه، يقطع شروده صوت جرس الباب، ينظر خالد إلى الساعة فى تعجب قائلا: مين اللى هيجى دلوقتى؟!
ويذهب ليفتح الباب، ليتفاجيء بوجود عادل أمامه ويبدو عليه القلق والزعر، ينظر له خالد فى قلق قائلا: فى إيه يا عادل مالك؟
ينظر له عادل فى خوف قائلا: فاطمة يا خالد، مش لقينها، عادل أتصل بيا وقالى أنه سمع دوشة فى أوضتها، وبعدها خرجت وميعرفش راحت فين؟

ينظر له خالد فى قلق سريعا ما يتحول إلى هدوء قائلا: طب أقعد وخد نفسك.

عادل: أقعد وأخد نفسى إيه، بقولك فاطمة أختفت ومش عارفين راحت فين.
خالد: ما تبالغش بس يا عادل، أنت عارف فاطمة، تلاقيها راحت هنا ولا هنا
عادل: أبالغ؟! أنت إيه البرود اللى أنت فيه ده، أنا عشان عارف فاطمة قلقان عليها وخايف تكون عملت حاجة فى نفسها
خالد: متقلقش، مش هتعمل حاجة فى نفسها
ينظر له عادل فى شك قائلا: خالد هو انت عارف فاطمة راحت فين؟

خالد: لا مش عارف بمعنى عارف، بس متوقع تكون راحت عند الشخص اللى كانت بتقابله وهى متجوزانى وهنا أنفجر بركان الغضب الخامد بداخل عادل قائلا: لحد هنا وكفاية يا خالد، مش هسمحلك بكلمة واحدة، أنا عارف إن اللى بتتكلم عليها دى مبقتش مراتك، بس كنت متخيل إنها على الأقل هتفضل فاطمة، طمطم اللى أتربت على إيدك، اللى فتحت عينيها متعرفش غير حبك فاطمة اللى كنت بالنسبة لها الأمان والثقة، لكن دلوقتى بس أكتشفت إن كان عندها حق لما طلبت تنفصل عنك، صحيح مش كل شخص بتحبه ينفع تكمل معاه، فاطمة يا بيه الى بتهين فى شرفها وعرضها دلوقتى، كانت بتموت الأيام اللى فاتت وهى مش متخيلة حياتها من غيرك، فجاة حست إنها مش عارفة تعيش وأنت بعيد عنها، فاطمة اللى كانت بتنام وهى حاضنة قميصك اللى فيه ريحتك لمجرد إنها عايزة تحس بوجودك جنبها، بس للأسف مصدر الأمان ليها طلع وهم وسراب.

ينظر له خالد فى صدمة من حديثه، ليكمل قائلا: أنا قلقان على فاطمة لأن الحالة اللى شوفتها فيها ممكن تخليها تعمل أى حاجة فى نفسها، فاطمة بعد ما طلقتها مكنتش فى حالتها الطبيعية.
ويقترب منه عادل ويمسكه من قميصه قانلا فى صراخ: إحنا لقينا دم فى أوضتها، فاهم يعنى إيه، يعنى فاطمة ممكن تكون موتت نفسها، ممكن تكون أنتحرت، أنت فاهم.

ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت بتقول إيه؟
عادل: بقولك لو فاطمة بنت خالى حصلها حاجة عمرك مش هيكفينى يا ابن عمتى
ويتركه عادل ويغادر.
ينظر خالد لأثره فى صدمة وكأن كلام عادل كان الصاعقة التى أعادت إليه وعيه، ويضع وجهه بين كفيه قائلا: لا فاطمة لا، فااااطمة.
ظل عادل طوال الليل يبحث عن فاطمة فى الشوارع والمستشفيات، ولكن دون أن يجدها.

وفى الصباح:
تجلس وردة مع زهرة وأبوهما وأمهما يتناولان الإفطار ليجدوا جرس الباب يدق، ينظر لهم والد وردة فى تعجب قانلا: خير اللهم أجعله خير، مين اللى جاى على الصبح كده؟!
يفتح الباب، ليتفاجنوا بعادل ويبدو عليه القلق، ينظر الجميع له فى قلق ما عدا وردة التى لا تنظر إليه
والد وردة: صباح الخير يا عادل
عادل: صباح النور يا عمى، أسف إنى جيلكم الصبح كده
والدة وردة: لا يا ابنى دا بيتك.

والد وردة: خير يا ابنى فى حاجة؟
ينظر عادل تجاه وردة التى تتجاهل النظر إليه، فيفهم الجميع أنه يريد الإنفراد بها، وينسحبوا جميعا لإعطاء هم الفرصة للحديث.
ينظر عادل إلى وردة قائلا: إزيك يا وردة؟
تتحاشى وردة النظر إليه قائلة: أخر ما أفتكرت.
عادل: كنت بديكى فرصة تفكرى كويس وتاخدى قرارك من غير أى ضغط.

تنظر له وردة فى سخرية قائلة: أخد وقتى، ولا ما صدقت
عادل: ما صدقت؟! لا يا وردة أنا مصدقتش، بس إنتى بنيتى أوهام فى دماغك، ومكنش عندك أى إستعداد تسمعى ولا تشوفى غير اللى دماغك، عشان كده حبيت أديكى وقتك عشان تهدى.
وردة: وإيه اللى جابك، ولا وقتى خلص؟
عادل: انا جاى أسألك على فاطمة.
وردة: فاطمة؟!

عادل: أيوا يا وردة، فاطمة مش عارفين عنها حاجة من إمبارح، وقلبنا عليها الدنيا ومش لقيناها، وإنتى صاحبتها الوحيدة، فقولت ممكن تكون جتلك.
تنظر له وردة فى يأس قائلة: أنت جايلى دلوقتى تسألنى على فاطمة، يعنى طول الأيام اللى فاتت مسألتش عليا ولا على ابنك، ودلوقتى جايلى عشان تسأل على فاطمة.
عادل: وردة أنا...

تقاطعه وردة صارخة: اطلع برة يا عادل
ينظر لها عادل فى صدمة، فتكمل قائلة: مسمعتنيش، بقولك أطلع برة، وورقة طلاقى توصلنى، يا إما هروح وأرفع عليك قضية خلع، وساعتها هقول كلام معتقدش تحب حد يسمعه.
ينظر لها عادل فى حزن،ويهم بالخروج، فتوقفه قائلة: عادل، لو لقيت فاطمة قولها إن عمرى فى حياتى ما كرهت حد قد ما كرهتك أنت وهى.

فى فيلا خالد:
يدخل عادل إلى الفيلا ويبدو عليه الإرهاق، تركض إليه غالية فى قلق قائلة: لقيتها يا عادل؟
عادل: لا يا ماما، لفيت عليها كل المستشفيات وكل حتة ممكن تروحلها وملقتهاش
تجلس غالية وهى تبكى قائلة: يا حبيبتى يا بنتى، طول عمرك مش عارفة تفرحى، من يوم ما أتولدتى فرحتك مكسورة يا بنتى، هتروحى منى زى ما أبوكى راح، يارب متوجعش قلبى عليها.
وتضع يدها على قلبها فى آلم، فيقترب منها عادل قائلا: اهدى يا أمى أرجوكى، أنا مش حمل تتعبى منى إنتى كمان، إحنا كلنا محتاجينك دلو قتى.

تنظر له غالية فى بكاء قائلة: بنت خالك ضاعت يا عادل
عادل: لا يا ماما، فاطمة مضاعتش، فاطمة هترجع، وأنا مش هيغمضلى جفن غير لما ألاقيها.
ليقطع حديثهم صوت من خلفهم قائلا: قصدك نلاقيها يا عادل
يلتف خالد للصوت فى تعجب، ليجده خالد الذى ينظر لغالية قائلا: أنا عارف إنك زعلانة منى يا مرات خالى، بس أوعدك إن هرجعلك فاطمة، وهصلح كل حاجة، وكل حاجة هترجع زى الأول وأحسن.

غالية: بجد يا خالد؟
خالد: بجد
ينظر خالد لعادل قائلا: عادل، خد مامتك ترتاح دلوقتى عشان شكلها تعبان، وأنا هفضل مع الولاد اخد بالى
عادل: متأكد إنك مش محتاج حاجة؟
خالد: لو أحتجت هكلمك أكيد.
ويقترب منه وهو يبتسم قائلا: هو أنا ليا مين غيرك، وبعدين دادة كريمة والشغالين معايا متقلقش.
يغادر عادل مع غالية ويتركا خالد مع الأولاد
يدخل خالد غرفة جاسر ليجده يبكى على سريره، يقترب منه خالد قائلا: جاسر حبيبى، فى راجل بيعيط.

جاسر: أيوا فيه، هو مش حضرتك عيطت لما ماما مريم ماتت.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: ماما مريم؟! أكيد عيطت يا جاسر دى مامتى وكان لازم أعيط لما تمشى وتسبنى.
جاسر: أنا بقى مشوفتش ماما مريم، لكن شوفت ماما فاطمة، ومعرفش ماما غيرها، يبق إزاى مش عايزنى أعيط لما تبعد عنى.
يحتضنه خالد فى حزن قائلا: ماما فاطمة هترجع يا جاسر، بس عايزاها لما ترجع تلاقيك راجل مبيعيطش، ولا إيه.

يوميء له جاسر فى حزن، فيقبله خالد ويغادر.
يدخل خالد غرفة فاطمة وروضوى ليجدهما يبكيان وبرفقتهما عادل الصغير يحاول تهدئتهما.
ينظر خالد لهما قائلا: فى إيه يا عادل بيعيطوا ليه؟
عادل: من ساعة ما ماما فاطمة مشيت وهما بيعيطوا كده
رضوى: هى ماما مش هترجع تانى يا بابا؟

خالد: مين بس اللى قال كده، ماما هترجع هى رضوى، هى بس زعلانة شوية وهترجع قريب لما تبقى كويسة ويقترب من فاطمة التى تبكى قائلا: إيه يا طمطم بس مالك؟
فاطمة: أنا زعلانة عشان كل لما يبقى عندى ماما، تمشى وتسبنى، ماما حنين ماتت وسابتنى، ودلوقتى ماما فاطمة، هى ماتت هى كمان يا بابا؟
خالد: بعد الشر يا فاطمة، متقوليش كده، ماما فاطمة كويسة، وهترجع قريب أوى إن شاء الله.

ينظر خالد لعادل الصغير قائلا: خليك معاهم يا عادل، وخد بالك منهم
عادل: حاضر يا بابا خالد
يخرج خالد من غرفة البنات ليتقابل بكريمة تحمل حسن الذى يبكى بشدة، فينظر له خالد قائلا: ماله يا دادة؟
كريمة: من ساعة ما فاطمة مشيت وهو على صرخة واحدة ومش عايز يسكت
يحمله خالد قائلا: طب هاتيه وروحى إنتى اطمنى على باقى الولاد.

ينظر له خالد وهو يتجه به إلى غرفته قائلا: إيه بقى يا بشمهندس يا صغير، مالك؟
ينظر له الصغير بعد أن كف عن البكاء، ليحضتنه خالد ثم يضعه فى على السرير ويجلس أمامه قائلا: أنا عارف إنك عايز ماما، بس ماما مشيت، عارف مشيت ليه، عشان بابا زعلها جامد أوى، بابا كان لازم يتكلم معاها ويفهم منها براحة، بس غصب عنى، هى اللى
مسبتليش أى فرصة، تصرفاتها وطريقتها معايا هى اللى خلتنى أفكر كده، بس هى أكيد معملتش حاجة تزعلنى، عشان فاطمة دى تربية إيدى عمرها ما تفكر تغلط، صح يا...

ويقطع حديثه حين يرى الصغير ينام، فيبتسم قائلا: أنت نمت؟! صحيح أنا بقولك كل ده ليه، وأنت مالك بكل ده.
يمد خالد يده أسفل الوسادة، ليجد قميص له وبه رائحته.
ينظر له خالد فى حزن قائلا: ارجعى بقى يا فاطمة، ارجعى وكل حاجة هتتصلح.

فى فيلا الصفدى:
يجلس عادل فى غرفته وقد غلبته الدموع، فتدخل عليه غالية لتطمنن عليه، فيمسح دموعه سريعا، تنظر له غالية فى تعجب قائلة: عادل، أنت بتعيط؟!
ينظر لها عادل بعيون دامعة، لتكمل متساءلة: عادل، أنت بتحب فاطمة بنت خالك؟
ينظر لها عادل دون أى رد، ولكن تظهر الإجابة فى عينيه، تقترب منه غالية وتجلس أمامه، وكأنها أعطته الإشارة ليرتمى فى حضنها وهو يبكى،تنظر له غالية فى حزن قائلة: من إمتى يا عادل، من إمتى وأنت بتحبها؟

عادل: من اول يوم يا أمى جت الفيلا وطردتيها، ساعتها خطفتنى، من غير ما أعرف إنها من دمى، ولقتنى بجرى وأدور عليها زى ما أكون بدور على حتة منى، مكنتش فاهم ولا عارف أنا بعمل ليه كده، بس فهمت بعد كده، كل لما كانت بتكبر أدام عينى كنت بفهم أكتر،
كنت بفهم إنها نصيبى فى الحب، ونصيبى فى العذاب.

غالية: يا حبيبى يا ابنى، كل دا شايله ومستحمل، دا ليه يا ابنى مقولتهاش، ليه استحملت كل ده لوحدك.
عادل: عشان محبتنيش يا ماما، فاطمة محبتنيش،
فاطمة محبتش غير خالد، وسعادتها مع خالد وبس.
غالية: عشان كده سلمتها بايدك ليه؟
عادل: كنت بسلم حتة منى لغيرى، عشان بس أشوفها سعيدة، بس هى مش سعيدة يا أمى، فاطمة تعبانة، وأنا مش قادر أشوفها تعبانة، مش قادر معرفش هى فين، مقدرش مبقاش مطمن عليها.
تشدد غالية على إحتضانه قائلة: ربنا يرجعها بالسلامة يا ابنى، وتحدث نفسها قائلة: أنا عرفت دلوقتى إيه اللى كان واجعك يا وردة

بعد مرور عدة أسابيع بحث فيها كلا من خالد وعادل وحسام عن فاطمة دون جدوى، وفى مكان أخر تجلس غادة مع علوان وأحد الرجال الذى يبدو عليه الثراء، تجلس غادة بجانب هذا الرجل ويبدو عليها التوتر والقلق.
ينظر الرجل إلى علوان قائلا: عفارم عليك يا علوان باشا إنك خليت الهانم ترضى عننا.
علوان: عيب يا باشا، إحنا ميهمناش غير رضاك.

ينظر الرجل إلى غادة نظرات غير بريئة، فتبتسم له فى إمتعاض، يكمل كلا من علوان الرجل الكلام عن الصفقة المشبوهة التى يقومان بيها، ولا تخلو جلستهما من بعض اللمسات المقززة لغادة من قبل الرجل والتى تحاول ان تتجنبها، بعد فترة تقتحم الشرطة المكان ويقبضوا على كلا من علوان والرجل ومن معهما.

علوان: فى إيه يا أفندم؟
رجل الشرطة: إحنا وصلنا بلاغ إنكم بتقوموا بتجارة غير مشروعة
علوان: مش صحيح، إحنا كنا قاعدين قعدة صحاب عادية
تمد غادة يدها باحدى الميكروفونات التى كانت تخبئها فى فستانها إلى الضابط قائلة: اظن يا أفندم حضرتك سمعت بنفسك وأتاكدت من كلامى.
رجل الشرطة: مظبوط يا مدام غادة، وإحنا بنشكر حضرتك على تعاونك معانا.

ينظر لها علوان فى صدمة قائلة: إنتى تعملى فيا كده بعد كل اللى عملته عشانك؟!
تنظر له غادة فى حدة قائلة: قولتلك مية مرة مش غادة الصفدى اللى تبيع جسمها وتاجر بيها، ولعلمك أنا عمرى ما أعتبرتك راجل عشان كده عمرى ما هبقى عليك، وبمجرد ما يتحكم عليك، ورقة طلاقى هتبقى فى جيبي.
ينظر لها علوان فى شر قائلا: وأنا أوعدك هحرق قلبك وأعيشك الباقى من عمرك فى حسرة.
ويتركها ويغادر بعد أن تم القبض عليه.

فى شركة البدر:
يجلس خالد فى مكتبه حزينا شاردا، فتدخل عليه السكرتيرة قائلة: بشمهندس خالد، فى واحد بيسأل على حضرتك برة
خالد: قوليله مش فاضى، مش عايز أقابل أى حد.
السكرتيرة: بس دا بيقول إنه عنده أخبار عن بشمهندسة فاطمة
يقف خالد مكانه قائلا: إيه، فاطمة، دخليه بسرعة.
يدخل شخص غريب، فينظر له خالد قانلا: حضرتك مين
الشخص: أنا الشخص اللى كانت فاطمة بتقابله طول الشهور اللى فاتت، وأنا نفسه اللى يعرف مكان فاطمة.
ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت مين؟


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:05 مساءً   [59]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل شخص غريب، فينظر له خالد قائلا: حضرتك مين الشخص: أنا الشخص اللى كانت فاطمة بتقابله طول الشهور اللى فاتت، وأنا نفسه اللى يعرف مكان فاطمة.
ينظر له خالد فى صدمة قائلا: أنت مين؟
ينظر له الشخص قائلا: أنا أيمن الشافعى.
يقترب منه خالد فى غضب ويمسكه من قميصه قائلا: يا بجاحتك يا أخى، أنت جاى تقولى إنك كنت على علاقة بمراتى طول الفترة اللى فاتت، وكمان إنها عندك، دا إيه البرود ده.

يمسك أيمن يده وينزلها فى هدوء قائلا: فاطمة كان عندها حق لما قالت عليك مندفع، اهدى يا بشمهندس من فضلك، عشان تعرف الحقيقة.
ينظر له خالد فى شك قائلا: حقيقة، حقيقة إيه؟

يجلس أيمن فى هدوء قائلا: الأول أعرف نفسى تعريف كامل، أنا دكتور أيمن الدكتور المتابع لحالة فاطمة الحديدى، طليقة حضرتك.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: حالة فاطمة؟! هى فاطمة عيانة؟
أيمن: مش بالظبط كده، فاطمة مريضة نفسية، أنا أعرف فاطمة من قبل ما تتجوزك، فعليا من بعد وفاة
والدها بشهور، أول مرة جاتلى فاطمة فى العيادة...

ويبدأ أيمن فى ذكر ما حدث من سنين، فى أول يوم جاءته فاطمة العيادة، تجلس فاطمة أمام أيمن، وتقص له قصتها مع خالد من أول يوم رأته فيه، وكل مرة يفاجنها بصدمة جديدة، إلى صدمتها الأخيرة بزواجه من غادة، بعد أن تنتهى فاطمة ينظر لها أيمن قائلا: قصة
غريبة أوى، معقولة فى حد يحب حد للدرجة اللي إنتى بتحكيهالى دى، من غير ما يحس بيه.

فاطمة: المشكلة يا دكتور، إنى حتى مش عارفة أبعد، رغم كل اللي عمله معايا خالد وجرحه ليا من غير ما يحس، دايما يأكدلى إنى أقرب شخص لى وإنى وجودى بالنسبة له شيء اساسى ومهم، ودا اللي بيصعب الموقف عليا، أنا مش قادرة أعيش حياتى يا دكتور،
مش قادرة أكون إنسانة طبيعية تحب وترتبط، أنا وصل بيا إنى مبقتش حتى عارفة أنام.

وتمسك فاطمة رأسها قائلة: دماغى هتتفرتك من التفكير.

أيمن: طب اهدى يا فاطمة، ممكن أسألك سؤال، أشمعنى دلوقتى اللي قررتى تروحى لدكتور نفسي، مع إن اللي أعرفه إن مشكلتك دى بقالها سنين.
فاطمة: كل مرة كنت بتجرح فيها من خالد، كنت بحس إنى هقع، لكن مكنتش بقع، كان دايما فى ضهر قوى بيسندنى ويحسسنى بالأمان وإن مهما يحصل هو هيفضل جنبى، لكن خلاص الضهر ده مبقاش موجود، الضهر دا كان بابا، وبابا خلاص مات وسابن، سابن أقع مرة ورا مرة وأنا مش لاقية اللي يسندنى ويقومنى، عشان كده كل وجع السنين وضعفها ظهر لما أبويا مات.

أيمن: عندك حق موت الأب فعلا بيكسر.
فاطمة: تفسر اللي عندى دا إيه دكتور، الأرق وقلة النوم والإكتئاب، تفتكر أنا اتجننت.
أيمن: لا يا فاطمة، بس أنا أقدر أشخص اللي عندك على إنه مرض الحب.
تنظر له فاطمة فى إستفهام قائلة: مرض الحب؟! هو الحب مرض يا دكتور؟
أيمن: الحب فى حد ذاته مش مرض، لكن تصرفتا خلاله ممكن يحوله لمرض، لما الإنسان يلغى عقله ويخلى قلبه هو اللى يحركه، ولما يبقى رابط أمانه وحمايته وحياته كلها بالشخص اللي بيحبه، ولما يبقى شايف الدنيا بعينين اللى بيحبه مش بعينيه ساعتها بيبقى
مرض.

فاطمة: وأنا عندى مرض الحب؟
أيمن: من اللي بتحكيه آه، إنتى أرتبطتى بخالد إرتباط مرضى، أعتبرتيه كل دنيتك، لغيتى نفسك وشخصيتك وكرستى حياتك لسعادته وبس، حتى لو هيجى على حساب نفسك، ودا غلط يا فاطمة، لازم تعرفى إن فى فاطمة، لازم تحبيها وتراعيها أكتر ما بتحبى خالد،
عشان لو ضاعت منك، ممكن متعرفيش ترجعيها تانى، ومينفش إنك تربطى سعادتك بوجود أى شخص فى حياتك مهما كان، بصى للدنيا الواسعة بعينيكى إنتى مش بعينين خالد، وأعتبرى خالد مجرد تجربة، صعبة سهلة المهم فى الأخر إنها لازم تعدى.

يعود أيمن إلى الواقع، ليجد خالد ينظر له فى صدمة قائلا: أنا مش مصدق، فاطمة كانت مريضة بحبى لدرجة إنه يعملها حالة نفسية.
أيمن: فاطمة أتصدمت فى حبك كتير، وكل مرة فاطمة كانت بتتصدم فيها كان بيتربى جواها عقدة غصب عنها، للأسف يا بشمهندس اللي حكيته دلوقتى كانت البداية مش أكتر، لكن اللي جاى أصعب، فاطمة فى الوقت ده سمعت كلامي وحاولت تتجنب إنها تشوفك ولا تقابلك زى الأول.

خالد: عشان كده كانت طريقتها متغيرة معايا وكانت بتتهرب من إنها تشوفنى الفترة دى.
أيمن: بالظبط كده، لحد ما فى مرة جاتلى العيادة..
ويعود للوراء من جديد...

يجلس أيمن فى مكتبه وأمامه فاطمة تسير ويبدو عليها القلق، ينظر لها أيمن قائلا: يعنى إيه تروحى تقعدى عنده فى فيلته، إنتى كده رجعتينا لنقطة الصفر يا فاطمة، عارفة ينى إيه تروحى تعيشى فى نفس المكان اللى عايش فيه هو ومراته، وتشوفيهم مع بعض، لا وكمان تربيله ولاده، دا إنتى لو متعمدة تتعبى نفسك مش هتعملى كده.

تنظر له فاطمة فى إرهاق قائلة: اعمل إيه يا دكتور، مقدرتش أقوله لا، مقدرتش أبعد عنه أكتر من كده، مقدرتش محسش بالأمان اللى محدش بيحسسولى غيره، مقدرتش يا دكتور مقدرتش، أنا بشر.
أيمن: وعشان إنتى بشر بقولك كفاية وجع فى نفسك لحد كده، إنتى عارفة إيه اللى هيحصلك لما تروحى تعيشى معاه وهو وبنت خالك.
توميء له فاطمة رأسها فى حزن قائلة: عارفة.
يقف أيمن ويقترب منه قائلا: عموما خليكى دايما متابعة معايا، ولو حصل أى حاجة كلمينى.

ويعود أيمن للواقع مكملا حديثه: وفعلا راحت فاطمة عاشت معاك، بس أقدر أقولك إنها من أصعب الأوقات اللى عدت عليها فى حياتها، مش متخيل كانت بتتوجع إزا لما كانت بتشوفك مع غادة وخصوصا وإنها كانت بتتعمد تضايقها، لدرجة إنها وصل بيها الوضع مكنتش بتنام غير بالمنوم، وكانت عايشة تقريبا بمضاد الاكتئاب.

ينظر له خالد فى حزن قائلا: كمل يا دكتور وبعدين.
أيمن: مرت فترة مش كبيرة على الحالة اللى فاطمة فيها، لحد ما أنت طلقت غادة وبعدها رحت أعترفت لفاطمة بحبك ليها، وفى اللحظة دى الحالة اللى كانت عند فاطمة أتقلبت 180 درجة.

خالد: أتقلبت إزاى يعنى؟
أيمن: يعنى الأول فاطمة كانت مشكلتها إنها بتحبك حب من طرف واحد، وكل مرة زى ما قلتلك أتصدمت فيها منك اتربى جواها عقدة خفية هى نفسها مكنتش شايفها لما عرضت عليها الجواز العقد دى كلها بدأت تظهر فى صورة خوف مرضى، أيوا فاطمة بقت مريضة بالخوف واللى مكنتش سهل بالنسبة لها خالص.

خالد: كانت خايفة منى؟
فاطمة: كانت خايفة من حبك، كانت متصورة فى كل لحظة إنك هتصدمها بأى حاجة، ودا خلاها تخاف من كل حاجة عايشاها معاك، تخاف لو أتاخرت فى الشغل عنها، تخاف لو عينت سكرتيرة جديدة، تخاف لو سافرت من غيرها.

خالد: يا ااه للدرجة دى؟
أيمن: يا بشمهندس، المريض النفسي غير الشخص الطبيعى، بيبقى حساس بدرجة زيادة دا غير إن كل حاجة ممكن نشوفها بسيطة، ممكن هو يشوفها ضخمة وعقله الباطل يهولها، يعنى مثلا لو شافتك بتسلم على واحدة وبتبتسملها، أنت شايف دا موقف عادى، لكن
هى ممكن تشوفه إنها بداية إعجاب بينكم فاهمنى.

ينظر له خالد فى غير تصديق قائلا: أنا مش قادر أصدق، ينى فاطمة عاشت معايا فى بيت واحد كل السنين دى، وهى مريضة نفسية وبتتعالج وانا معرفش، طب إزاى، إزا محستش، إزاى معملتش حاجة أدامى تخلينى حتى أشك.
أيمن: أولا لأن فاطمة مش مجنونة، فاطمة مريضة نفسية وعندها خوف مرضى، ثانيا لأن بالرغم من حالة فاطمة اللي كل مدى كانت عمالة تسوء، إلا إن حبها ليك كانت أكبر من مرضها ودا خلاها بتحاول متظهرش أى تعب أو خوف بتتعرض ليه أدامك، ودا كان بيضغطها أكتر، أنت متخيل لما تكون تعبان أوى وعمال تدارى تعبك ووجعك أدام غيرك، دا بيخليك عرضة فى أى لحظة إنك تنفجر.

خالد: عشان كده لما شافتنى نايم والسكرتيرة بتحضنى فسرتها إنى بخونها؟
أيمن: عقل فاطمة أصلا كان مأهلها لإستقبال أى صدمة منك، تقدر تقول كانت مستنياها، لما سمعت كلامك مع صاحبك عن السكرتيرة دا زود إستقبالها لفكرة الخيانة من ناحيتك، ولما شافتك فى الوضع ده، عقلها أداها إشارة إن هى دى الصدمة اللى كانت مستنياها من فترة كبيرة، وإن خوفها المرضى مكنش مجرد وهم، إحنا أتفقنا إن المريض النفسي بيفسر الحاجة اللى بيشوفها من وجهة نظره.

خالد: يومها لما مشيت وسابت البيت راحت عليك؟
أيمن: لا فاطمة مجتش عليا ولا حتى كلمتنى يومها
خالد: أمال إيه اللى حصل يومها؟
يقطع حديثهم صوت قادم من الباب قائلا: أنا هقولك حصل إيه يومها
ينظر خالد لصاحب الصوت فى تعجب قائلا: أنت؟ وانت مالك ومال الموضوع ده؟
شادى: أنا ركن مهم من أركان الحقيقة اللي عايز تعرفها يا بشمهندس.
أيمن: شادى هو اللى كان معايا من ساعة ما فاطمة سابت القاهرة وراحت إسكندرية، وهو اللي كلمنى.

شادي: لما فاطمة فسخت خطويتنا ورفضت تسافر معايا، سافرت لوحدى وقعدت حوالى تلات سنين برة مصر، ولما رجعت فوجنت إن عادل بيطلب منى اشتغل فى شركة والده اللي كان مشارك فيها عمى عاصم الله يرحمه، ورحت فعلا وقابلت عم يحيي، وهنا أتعرفت على حنان مراتى، كانت الممرضة اللي بتراعى عمى يحيي، وهو بنفسه اللي جوزنا لبعض وفى يوم كنت فى البيت وفوجئت إن عمى يحيي بيتصل وبيطلب منى أحصله على قصر الحديدى، وفعلا رحت أنا وحنان وشوفتا أخر حاجة ممكن أتصورها، شفت فاطمة كانت فى حالة إنهيار عصبى شديد، لدرجة إنها حاولت تنتحر، وأنا وحنان حاولنا نمنعها، لكن حالتها كانت صعبة جدا، حاولنا ندور فى شنطتها على أى مهديء، لكن لقينا كارت دكتور أيمن، وفعلا كلمته وطلبت منه يجى القصر وشرحتله حالة فاطمة، وفى خلال تلات ساعات كان جه من القاهرة لإسكندريه، وهداها وطلب مننا نفضل جنبها.

أيمن: حالة الإنهيار العصبى كانت نتيجة للإنفجار اللي قولتلك عليه يا بشمهندس، وكونى أعرف أهديها مكنتش حاجة سهلة خالص، خاصة إنها كانت فى فترة حملها الأولى ومش أى دوا ينفع معاها، للأسف فاطمة فكرة إنك هتسيبها فى أى وقت كانت مسيطرة عليها بشكل مميت، لدرجة إن عقلها لما شافك فى الموقف ده ، صورلها إنك بتخونها وإن دى اللحظة اللي خلاص هتسيبها فيها، زى ما قولتلك حبك بالنسبة لفاطمة كان حب مرضى.

شادى: فاطمة كان بيجى عليها أيام كنا عشان نرضى تنام نديها صورتك تنام وهى حضناها.
ينظر لهما خالد بعيون دامعة، فيكمل شادى حديثه قائلا: فضلنا على الحال ده كام شهر، كانت حنان مرات هى اللى بتراعى فاطمة وجاسر، لحد ما بدات تفوق وتستوعب الحالة اللى كانت فيها، كانت ساعتها مكسوفة أوى من نفسها مش قادرة تواجهينا، لكن إحنا
وعدناها إن محدش هيعرف بحالتها دى.

خالد: ممكن سؤال، هو عادل يعرف باللى أنتوا بتحكوه ده؟
شادى: لا، عادل ميعرفش أى حاجة غير من بعد وفاة عمى يحيي لما قاله على مكان فاطمة، وهى ساعتها صممت عادل ميعرفش أى حاجة
خالد: طب ليه، وليه خالى الله يرحمه كلمك انت ساعتها ومكلمش عادل ابنه، على الأقل هو أولى بيها.
شادى: صدقنى يا بشمهندس دا أول حاجة جت فى بالى ساعتها وسألت عمى يحيي فيها، لكن هو قالى إن السبب ميقدرش يقوله وفضل يحتفظ بيه لنفسه.

خالد: وإيه اللى حصل بعد كده؟
أيمن: فاطمة ساعتها كانت بتابع معايا بالتليفون، خصوصا وإن سفرى إسكندرية كل شوية كان صعب، لحد ما عرفت إنك عرفت مكانها، وساعتها كلمتنى وكانت خايفة جدا، وقالتلى إنها خايفة الحالة ترجعلها تانى، وإنها مش عايزة ترجع حياتها معاك غير بعد ما
تخف تماما وتتخلص من كل المشاكل والعقد اللى عندها، فاطمة كانت عايزة ترجعلك قوية مش خايفة، لأنها كانت شايفة خوفها المرضى سبب فى تعاسة بينكم، كانت عايزة لما ترجعلك ترجعلك قوية فاطمة اللي بتحبها، مش إنسانة ضعيفة هشة بتخاف من أى حاجة، أنا فاكر مرة قالتلى جملة عمرى ما هقدر أنساها، قالتلى "خالد أكبر بكتير من إنه يتجوز واحدة مريضة نفسية تسودله حياته".

ينظر له خالد فى غير تصديق قائلا: عشان كده كل لما كنت بقرب منها كانت بتبعد عنى.
فيكمل أيمن حديثه قائلا: أيوا يا بشمهندس، هى دى فاطمة الحديدى، فاطمة اللى خافت تقولك بمرضها عشان متحسسكش بالنب إنها بسببك وصلت للحالة دى ،فاطمة اللى كانت بتكتم وجعها وتعبها عنك عشان متزعلكش، فاطمة اللى كانت بتبعد عن حضنك عشان يوم ما ترجعله ترجعله سليمة من غير أى مشاكل نفسية، عشان كده خبت عليك إنها بتتعالج نفسيا، وإنها بتحضر جلسات، كانت بتحاول توهمك إنها قسوة منها أو إنها معدش فارق معاها عشان تدارى عنك حقيقة مرضها، كانت بدارى ضعفها وخوفها بقوتها الزايفة.

خالد: مش قادر أصدق، يعنى فاطمة كانت بتروحلك أنت العيادة، يعنى العمارة اللى كانت بتطلع فيها كانت بتروحلك أنت، أمال إيه حكاية الشقة المشبوهة دى.
ينظر له أيمن فى استفهام قائلا: شقة إيه؟
خالد: أنا لما راقبت فاطمة ولقيتها طالعة الدور السادس، سمعتهم بيقولوا إن فى شقة بيروح فيها واحدة واحدة شمال بيتقابلوا فى الحرام
أيمن: يااااه، وانت بقى فسرتها إن فاطمة هى اللى بتروح فيها، يا شيخ حرام عليك دا لو حد غريب ميعرفش فاطمة مش هيفتكر فيها كده، دى فعلا شقة مش تمام وللأسف جنب عيادتى، بس أنا بلغت عنها وأتقفلت، صدقنى يا بشمهندس، فاطمة جاهدت نفسها
كتير عشان مرضها وحالتها النفسية متأثرش عليك، فاكر لما طليقتك غادة جتلك الشركة، يومها فاطمة سمعتك وأنت بتقول إنك حبيتها أكتر ما حبيت فاطمة.

خالد: يا سلام، وهى بقى عملت زى الأفلام وجريت قبل ما تسمع بقية الكلام، وأعتبرت إنى كده بخونها.
أيمن: بالعكس، ساعتها فاطمة جتلها حالة الخوف، وجريت على مكتبها وكلمتنى، وحكتلى اللي حصل، وساعتها قدرت أهديها ولما سألتها ليه مستنتيش لما تسمعى باقى الكلام، قالتلى إن وجود غادة بيفكرها بالماضى وبكل مرة أنت صدمتها فيها، عشان كده خافت
من الماضى ده وجريت منه، مش لأنها كانت شاكة إنك بتخونها.

خالد: طب والفندق، كانت بتقابلك برضه فى الفندق؟
شادى: لا يا بشمهندس، فاطمة راحت تقابل خالها يوسف فى الفندق، لأنه نزل مصر ساعتها، وطلب من فاطمة متقولكش، لأنه كان مكسوف منك من ساعة ما كدب عليك لما سافرتله لبنان.

يضع خالد يده على رأسه قائلا: مش قادر أصدق، للدرجة دى انا كنت أعمى، للدرجة دى كنت بدوس على فاطمة من غير ما أحس، الأول مكنتش حاسس بحبها، وكنت بجرحها مرة ورا مرة، ولما عرفت وأتجوزتها مشوفتش فيها غير حبها ليا والسعادة اللى عايزها منها، مفكرتش أشوفها من جواها، أحس إيه اللى وجعها، حتى لما سابتنى ورجعتلى تانى، محاولتش أحس إيه اللى مغيرها، شوفتها من الزاوية اللى عايز أشوفها، شكيت فيها وشكى أكيد موتها مش بس وجعها، أنا اللي مريض نفسى مش فاطمة يا دكتور، انا اللي المفروض أتعالج مش هى، هى البريئة اللى موت براتها بغباءى.

أيمن: هو فعلا كان هيموتها يا بشمهندس، فاطمة بعد طلاقها منك، مقدرتش تستحمل عدم وجودك فى حياتى، وتقريبا رجعنا لنقطة الصفر فى علاجها، فاطمة كانت بتحاول تنتحر وتقطع شرايين إيديها، لولا إنها فاقت لنفسها واستغفرت ربنا، وساعتها خافت من نفسها فقررت تلحق نفسها وتجرى عليا، وفعلا حجزتها فى المصحة عشان أحميها من نفسها فى الفترة دى.

يقترب منه خالد قائلا: يعنى هى عندك صح، عايز أشوفها، أرجوك ودينى ليها ينظر له أيمن فى قلق، ليكمل خالد قائلا: صدقنى أنا خلاص عرفت الحقيقة ومش هوجع فاطمة تانى، بالعكس هطلب منها تسامحنى، هكون جنبها سندها ودعمها بجد المرة دى، أرجوك يا دكتور، ودينى عند فاطمة.

أيمن: حاضر، أتفضل معايا وقبل أن يهم بالرحيل، يقترب من شادى قائلا: فى لغز واحد لسه عايز أعرفه، ليه فاطمة كانت بتحاربنى
عشان تخسرنى، وليه عملتلك توكيل عشان تشترى نصيبى، كانت فعلا قاصدة تخسرنى؟
شادى: دى الحاجة الوحيدة اللى مش هتعرفها غير من فاطمة نفسها.

فى المصحة النفسية:
يدخل أيمن ومعه خالد إلى غرفة فاطمة، ليجدها خالية، وينظر أيمن فى تعجب قائلا: غريبة أوى راحت فين وينادى على إحدى الممرضات قائلا: عزيزة، هى فاطمة فين؟
عزيزة: خرجت يا دكتور، وقالت رايحة مشوار.
ينظر له خالد فى تعجب قائلا: وهى مسمحولها تخرج أصلا؟

أيمن: فاطمة مش مجنونة عشان أحبسها، فاطمة عندها أزمة نفسية، وهى اللي جتلى بنفسها عشان تخرج من حالة الإكتئاب اللى كانت فيها، يبقى أحبسها ليه.
خالد: طب هى راحت فين دلوقتى؟

فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة بمفردها تقرأ فى إحدى الكتب التى تتحدث عن تربية الأطفال، بعد أن خرجت أمها مع زهرة لشراء ما يلزمها لزواجها، يدق جرس الباب، فتتوجه وردة إلى الباب وتفتحه، وتنظربعدها فى صدمة قائلة: مش ممكن، فااااااطمة!..


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:06 مساءً   [60]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى فيلا الصفدى:
يركض خالد إلى الداخل باحثا عن عادل، فيجد عادل ينزل من أعلى وهو ينظر إليه فى قلق قائلا: خالد! فى حاجة حصلت؟
خالد: فاطمة جتلك يا عادل؟
عادل: فاطمة؟! لا مجتليش، ما أنت عارف إن فاطمة مختفية بقالها كتير
خالد: أنا عرفت مكان فاطمة، وروحتلها، بس ملقتهاش قولت ممكن تكون جتلك
يقترب منه عادل فى إهتمام قائلا: إيه عرفت مكانها؟ طب فين وحصلها إيه؟
خالد: لا دى قصة كبيرة أبقى أقولك عليها بعدين، المهم دلوقتى لو كلمتك أو عرفت عنها أى حاجة أرجوك يا عادل كلمنى.
عادل: حاضر يا خالد.

فى منزل أهل وردة:
يدق جرس الباب، فتتوجه وردة إلى الباب وتفتحه وتنظر بعدها فى صدمة قائلة: مش ممكن، فااااااطمة!
فاطمة: ياااه يا وردة، لسه فاكرة إنى اسمى فاطمة
وردة: وأنساكى إزاى يا فاطمة دى عشرة عمر، وصداقة فتحت عينينا عليها، أدخلى الاول وبعدين نتكلم.
تدخل فاطمة وراءها قائلة: عشرة عمر؟! لسه فاكرة عشرة العمر يا وردة، وعشرة العمر دى تخليكى تتخلى عنى فى أكتر وقت محتجاكى فيه، عشرة العمر تخليكى تبعينى وتنسى كل اللى بينا.

وردة: أنا مبعتكيش يا فاطمة
فاطمة: أمال تسمى بعدك عنى طول الفترة اللى فاتت دى إيه؟
وردة: سميها إنشغال، ضيق وقت، أى حاجة إنتى عايزة تسميها، قوليلى صحيح إنتى عرفتى إنى هنا منين؟
فاطمة: كلمتهم فى الفيلا وعرفت من الشغالين إنك هنا، مالك يا وردة، إيه اللى مغيرك، ليه بعدتى عنى ومبقتيش قريبة منى زى الأول.
وردة: ما قولتلك كنت مشغولة، آه نسيت أقولك أصل أنا حامل.

فاطمة: حامل؟!
وردة: مالك أستغربتى ليه، مكنتيش متخيلة إنى ست زى كل الستات وممكن أحمل وأخلف؟!
تنظر لها فاطمة فى إرتباك قائلة: لا مش قصدى، بس كنت متوقعة إنى أول واحدة المفروض تقوليلها الخبر ده، زى ما كنت طول عمرى أول واحدة فى حياتك تعرف عنك كل حاجة.
وردة: الدنيا بتتغير يا فاطمة، مفيش حاجة بتفضل على حالها، واللى فى حياتك الأول النهاردة، بكرة بيبقى الأخير دا لو فضله مكان أصلا فى حياتك.

تنظر لها فاطمة فى تعجب قائلة: وردة؟! إنتى أكيد متقصدنيش بالكلام ده، أنا فاطمة، فاطمة اللى كنت طول عمرى الأولى فى حياتك، أكيد متقصديش إنك عايزانى أبقى برة حياتك، طب ليه أنا عملتلك إيه؟

تغمض وردة عينيها قائلة: ياااااااه، عملتيلى إيه، دا إنتى عملتيلى كتير أوى يا فاطمة، مستغربة إنى بقولك إنك بقيتى الأخيرة، طبعا ليكى حق، ما إنتى دايما متعودة تبقى مركز الكون والدنيا تلف من حواليكى، من ساعة ما جيتى مصر وإنتى عايشة دور اليتيمة الضحية الل ملهاش حد، مع إن فى الحقيقة كان حواليكى كل الناس، خالد وأمه وعمي يحيي وباباكى الله يرحمه، لا وعادل إزا أنساه، كان حواليكى حصن من ناس بتحبك، وكل همهم راحتك وسعادتك، وغنتى برضه كنتى عايشة دور الضحية.

حتى خالد، كنتى عايشة فى دور اللي بتحب من طرف واحد، مع إنه كان أدامك وكنتى بالنسبة له أهم واحدة عنده، كان بيفتح عينيه يكلمك، وكنتى دراعه اليمين فى كل حاجة، حتى بعد ما اتجوز مرتين فضلتى اهم واحدة فى حياته، عارفة يا فاطمة، قصتك دى كلها كانت ممكن تخلص فى كلمتين، يا تروحى لخالد وتقوليله إنك بتحبيه وتفتحى عينيه على حبك اللى مش شايفه، يا تبعدى وتروحى تتجوزى شادى، بس إنتى برضه كنتى عاجبك دور الضحية فى قصتك، الضحية اللى بتتعب فى حب حبيبها اللي مش حاسس بيها، مع إنك لا أول ولا أخر واحدة حبت واحد محبهاش، أنا شخصيا أعرف واحدة حبت واحد وأتجوزته وهو بيحب غيرها، بس طبعا إنتى مش أى واحدة، إنتى فاطمة الحديدى، الل الكل لازم يبقى حواليها، وهى مركز الكون.

تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: يااااه دي نظرتك ليا يا وردة طول السنين اللى فاتت، شايفانى بحب أعيش فى دور الضحية، أنا مكنتش متخيلة إنك شايفانى بالسوء ده.

وردة: لا دا أنا بقيت شايفة أسوأ من كده، شايفة الملاك اللى فضل يستنى حبيبه يحس بيه، ويوم ما حس وأتجوزك، حبك أتحول لإنتقام، وبقى كل همك تنتقمى لنفسك ولكرامتك من خالد، الأول تحرميه من ابنه، وبعدها تحاربيه فى شغله لحد ما تاخدى مكانه، ويشوف اللى كل اللى بناه بيروحلك وهو واقف متكتف، وأخر أنتقامك ليه إنك تخونيه وتضربيه فى شرفه، دا إنتى يا شيخة جبتى عشيقك تشغليه أدامه فى نفس الشركة، فى جبروت وإنتقام كده، فى حب يعرف طريق الإنتقام.

تصرخ فاطمة قائلة: بس، بس يا وردة بقى كفاية، إنتى مش فاهمة حاجة، إنتى بجد بتموتينى بكلامك ده، وصدقينى بكرة هتندمى على كل إتهاماتك ليا.
وردة: يااااه أنا لسه هندم، ما ندمت خلاص، ندمت بعد ما ضيعت حياتى على إيديكى، ندمت بعد ما بقيت إنسانة حزينة مكسورة بسببك، عايزة تعرفى أنا أتغيرت معاكى ليه يا فاطمة، عشان بعد كل السنين دى، بقيت بكرهك، سمعانى يا فاطمة أنا بكرهك.

فاطمة: بتكرهينى؟! ليه يا وردة أنا عملتلك إيه عشان تكرهينى، دا إنتى كنتى أقرب صديقة ليا، لا إنتى كنتى أختي.
وردة: ودا اللى زود كرهى ليكى،أصل على قد الحب بيكون الوجع وإنتى من غير ما تحسى وجعتينى أوووى، عارفة ليه، عشان من يوم ما أتجوزت وإنتى عايشة معانا، شبح فى بيتى وعلى سريرى، عارفة يعنى كل ما أبص فى عين جوزى أشوفك، عارفة يعنى إيه لما أبقى جنبه وأسمع دقات قلبه بتنادى بإسمك، عارفة يعنى تعيشى مع إنسان مش شايفك وشايف غيرك، مش حاسس بيكى لأن قلبه مش قادر يحس غير بواحدة بس..

وتكمل وردة فى آلم قائلة: عارفة يعنى إيه تبقى مع جوزك فى لحظة خاصة بيكم، ويندهك بإسم واحدة تانية، تعرفى دى بتوجع إزاى، لا دى مش بتوجع دى بتموت أهو أنا عشت كل دا، أنا اللى قلبى كل يوم كان بيدبح بسكينة تلمة وأنا مش قادرة أصرخ وأقول كفاية.

تنظر لها فاطمة فى إستفهام قائلة: إنتى بتقولى إيه، أنا مش فاهمة حاجة، شبح إيه ومين ده اللى بيحب واحدة غيرك، أنا بجد مش مستوعبة.
تصرخ بها وردة قائلة: لسه مش قادرة تفهمى، ولا مش عايزة تشوفى الحقيقة، الحقيقة اللى إنتى عامية عنها بقالك سنين، واللي بسببك دوستى عليا كتير، الحقيقة إنى جوزى بيحبك يا فاطمة، أيوا عادل بيحبك، مش بس بيحبك، عادل أصلا مش شايف غير حبك،
مش قادر يشوف حد غيرك.

تنظر لها فاطمة فى صدمة قائلة: لا مستحيل، أكيد فى حاجة غلط، إنتى أكيد فاهمة غلط، عادل دا أخويا.
تنظر لها وردة فى سخرية قائلة: طب ما إننت كنتى بالنسبة لخالد أخته اللى مش شايفها غير كده وفى الأخر طلعتى حبيبته، طلعتى الحب المجهول، ومتعرفيش إنها قصة من طرفين، حب مجهول معرفهوش صاحبه، وحب رافض إن الشمس تشوفه، هو دا حب عادل اللي كان بيقتلنى كل لحظة بشوفه فيها فى عينيه، عادل هو بنفسه اللي أعترفلى بحبه ليكى قبل الجواز.

فاطمة: ولما إنتى كنتى عارف على كلامك، أتجوزتيه ليه؟
وردة: عشان غبية، أيوا غبية، زيك بالظبط يا فاطمة، غنتى عيشتى طول عمرك محافظة على حبك لخالد، رغم إنه أتجوز أدامك مرتين، وانا بقى كنت بتعلم منك، ووافقت اتجوز عادل رغم إنى عارفة إنه بيحبك، كان عندى أمل يحس بيا وبحبى، وأقدر أنسيه حبك، كان عندى امل يتعافى من حبك، بس للأسف مكنش بيتعافى، ولا قدر ينسى، بالعكس كل مادى كان حبك فى قلبه بيزيد أكتر واكتر، لدرجة إنه كان رافض إنى أخلف عشان ميربطش نفسه بطفل منى، عارفة يعنى إيه يحرمنى من إنى أبقى أم لمجرد إنه مش عايز حاجة تربطينى بيه، عارفة يعنى أبقى مع جوزى وهو بيفكر فيكى، شايفنى إنتى.

تغمض فاطمة عينيها فى آلم قائلة: لا، لا دا مش صحيح، عادل أكيد مبيحبنيش بالصورة دى، لا يا وردة قولى أى كلام غير ده، عادل دا أخويا.
وتقترب منها فاطمة وهى تبكى قائلة: أرجوكى، قولى إنك بتكدبى، قولى إن كل اللي قولتيه مش صح، قولى إن عادل شايفنى أخته، دا أخر سند ليا يا وردة، لو راح أنا هضيع، أرجوكى يا وردة قولى الحقيقة عادل مبيحبنيش صح.
تمسكها وردة من كتفيها فى غضب قائلة: لا بيحبك، بيحبك يا فاطمة، جوزى بيحبك يا فاطمة يا حديدى.
تتركها فاطمة وتغادر وهى تركض فى إنهيار، بينما تجلس وردة، وتضع وجهها بين كفيها وتبكى فى حزن.

فى سيارة خالد:
يقود خالد سيارته، فيرن هاتفه، ينظر إلى الهاتف ثم يجيب قائلا: أيوا يا شادى
شادى: عرفت عنها حاجة يا خالد؟
خالد: لا يا شادى لسه معرفتش راحت فين
شادى: أمال أنت فين دلوقتى؟
خالد: أنا فى طريقى لإسكندرية، يمكن ألاقيها فى قصر الحديدى زى المرة اللي فاتت
شادى: طب لو لقتها طمنى، وأنا برضه هعمل محاولة كده يارب تنجح
يغلق شادى مع خالد الخط وينظر قليلا إلى الفراغ، ثم يتحرك إلى وجهته.

فى فيلا خالد:
يجلس عادل الصغير وهو يحمل حسن ويلاعبه وبجانبه كريمة قائلة: سبحان الله يا ابنى، حسن مبقاش يسكت غير وأنت شايله
عادل: عشان أنا بعتبره زى أخويا يا دادة
تقاطع حديثهما صوت رضوى قائة: يا سلام، لما هو أخوك أنا إيه بقى؟
عادل: إنتى كمان أختى
جاسر: وأنا نستينى ولا إيه؟!
عادل: وأنا أقدر يا جاسر، أنت عارف لما نكبر هتبقى أقرب صاحب ليا.

تشير رضوى على فاطمة قائلة: استنى نسيت فاطمة، ولا هى كمان مش أختك؟
ينظر إليها عادل مطولا، ولكن يقطع نظرته لها صوت الباب، تهم كريمة بأن تفتح، ولكن يوقفها صوت عادل مادا إليها بحسن لتحمله قائلة: استنى حضرتك يا دادة، أنا هفتح.
يتركها عادل ويتجه إلى الباب، بينما هى تنظر إلى أثره قائلة فى نفسها، ربنا يكرمك يا ابنى.
وتنظر إلى فاطمة وتكمل حديثها: ويحققلك مرادك.

يفتح عادل الباب، ليتفاجيء بغادة أمامه، ينظر إليها عادل فى تعجب قائلا: ماما؟! إيه اللي جابك؟
غادة: حد يقول لماما برضه إيه اللى جابك يا عادل؟!
جاية أفضل معاكم، ولا عايزنى أسيبكم لوحدكم فى السن ده
تدخل غادة رغما عنه وهى تنظر حولها لأركان الفيلا بعيون لامعة، تقترب منها كريمة قائلة: مدام غادة، خير يا بنتى؟

تنظر لها غادة فى إستنكار قائلة: نعم؟! أنا جاية أقعد هنا مع الولاد، ولا عايزانى أسيب ولادى لوحدهم فى سن زى ده، ولا جنابك عندك مانع.
تنظر لها كريمة بغير رضا قائلة: لا يا بنتى، وأنا مين عشان أعترض
غادة: كويس إنك عارفة، لو كده ساعدى السواق يطلع شنطتى فى أوضة خالد بيه.
تنظر لها كريمة فى إستنكار قائلة: أوضة خالد بيه؟

تبادلها غادة نظرتها بنظرة خبث قائلة: آه خالد بيه، أمال هتحطيها فين، فى أوضة فاطمة يعنى، اللي أعرفه إن خالد مطلق فاطمة، يعنى أوضته فاضية.
تنظر لها كريمة فى حزن قائلة: حاضر يا هانم.
تهم كريمة بأن تصعد بحقائب غادة، ولكن يوقفها صوت عادل قائلا: استنى يا دادة من فضلك.
تنظر له غادة فى تعجب قائلة: فى إيه يا عادل؟

عادل: ممكن أسأل حضرتك جاية تقعدى هنا بصفتك إيه؟
غادة: أنت أتجننت يا عادل، إيه اللى بتقوله ده؟
عادل: أنا مبقولش، انا بسأل، حضرتك هتقعدى هنا فى الفلا بصفتك إيه؟
غادة: أنا مامتك ومامة رضوى ولازم اقعد معاكم أراعاكم واخد بالى منكم، لحد ما فاطمة ترجع، دا لو رجعت.

عادل: بس اللي أعرفه إن البيت ده مش بيتى، وإن بابا خالد وماما فاطمة تكرموا عليا لما جابونى عيشت معاهم، عشان محسش إنى وحيد، يعنى أنا ضيف، ومش من حق الضيف يجيب ضيف معاه، ولو على رضوى، فعايز أفكرك إن البيت ده زى ما فى رضوى، فى فاطمة وحسن وجاسر، ها يا ماما، هتقدرى تكونى أم لكل دول، هتقدرى تاخدى الاخوات كلهم مع بعض وتعتبريهم ولادك.

غادة: أنا مليش غيرك ولد وبنت وبس.
عادل: يبقى متقعديش فى بيتهم طالما مش هتقدرى تعتبريهم ولادك، البيت ده بيت ماما فاطمة، ماما فاطمة اللى لمت كل دول فى حضنها ومفرقتش بينهم، كانت شيفاهم كلهم ولادها، حتى بعد بابا خالد ما طلقها، برضه فضلت مجمعاهم فى حضنها، البيت ده بيتها
وهيفضل بيتها، وانا واثق إنها هترجع لبابا خالد عشان يرجعوا يجمعونا من تانى.

غادة: أنت قصدك إيه يا عادل؟
عادل: قصدى إن حضرتك ترجعى مكان ما كنتى، وتنسى البيت ده لأنه عمره ما هيرجع بيتك تانى مهما حصل.

تنظر له غادة فى ضيق، فيكمل حديثه وهو ينظر لكريمة قائلا: من فضلك يا دادة سيبى الشنط، مدام غادة هترجع.
ويعيد النظر إلى غادة قائلة: ولو مشكلتك فينا، فأوعدك أول لما بابا خالد وماما فاطمة يرجعوا واطمن على أخواتى هرجعلك تعملى اللي إنتى عايزاه.
تتركه غادة وهى تتوعد بداخلها لفاطمة التى جمعت حولها جميع الأولاد، فهى لم تخطف منها خالد فقط، ولكنها خطفت منها قلوب أولادها.

فى شركة البدر:
تجلس زهرة فى مكتبها، يدخل عليها شادى قائلا: زهرة، ممكن أطلب منك خدمة؟
زهرة: طبعا يا شاد، اتفضل
شادى: ممكن تكلمى وردة اختك وتسأليها، فاطمة راحتلها ولا لا؟
زهرة: فاطمة؟ وإيه اللي هيودى فاطمة عند وردة؟
شادى: متنسيش إن وردة صاحبتها الوحيدة وأقرب واحدة ليها، ممكن تكون راحتلها تتكلم معاها
زهرة: حاضر يا شاد، هكلمها
تمسك زهرة هاتفها وتحدث وردة قائلة: أيوا يا وردة، فاطمة مجتش عندك
وردة: لا جت يا زهرة.

تنظر زهرة لشادى فى فرح قائلة: جت بجد، يعنى هى عندك دلوقتى؟
وردة: لا مشيت
زهرة: يعنى إيه مشيت، طب راحت فين؟
وردة: معرفش، واقفلى بقى عشان مش قادرة أتكلم
زهرة: مالك يا وردة؟
وردة: مفيش، تعبانة شوية، بعدين نتكلم.

تغلق زهرة مع وردة الخط، وتنظر لشادى قائلة: راحت لوردة، بس معرفش وردة صوتها مالها
شادى: لما تروحى أطمنى عليها.
زهرة: أكيد، المهم إنكم اطمنتم على فاطمة
شادى: بس يا ترى راحت فين دلوقتى تان؟
يتوجه حسام إلى مكتب زهرة، ولكن قبل أن يفتح الباب، توقفه كلمات شادى قائلا: عموما أنا متشكر أوى يا زهرة، مش عارف من غيرك كنت هعمل إيه.
زهرة: مفيش حاجة شادى، وربنا يطمنك.

يخرج شادى من مكتب زهرة، ليصطدم بحسام أمامه ينظر إليه فى غضب، يتركه شادى ويغادر مسرعا، بينما يتوجه حسام إلى زهرة، ويمسكها من يدها فى غضب.
قائلا: ممكن أعرف إيه اللي بيحصل بالظبط؟
تحاول وردة سحب يدها فى آلم قائلة: حسام فى إيه، أنت أتجننت؟

حسام: أنا اللي أتجننت، انطقى كان بيشكرك على إيه، إيه اللي بينكم يشكرك عليه
تسحب زهرة يدها فى غضب قائلة: لا أنت مش طبيعى فعلا، وأظاهر إن غيرتك عمت عينيك ووقفت تفكيرك، هيكون بينا إيه؟!
حسام: أنا عارفلك بقى، إيه اللي يخليه يجيلك مكتبك وتقعدوا ترغوا، وفى الأخر يقولك مش عارف من غيرك كنت عملت إيه؟
تنظر له زهرة فى صدمة، ثم تخلع خاتمه من إصبعها وتعطيه له قائلة: حسام، أعتبر اللي بينا أنتهى.

يدخل عادل إلى شركته ويبدو على ملامحه الحزن، ينظر إلى السكرتيرة قائلا: حد سأل عليا؟
السكرتيرة: لا يا أفندم، بس أخت حضرتك مستنياك جوا.
عادل: أختى أنا، غادة، معقولة، عايزة إيه؟
يدخل عادل إلى مكتبه، فينظر فى صدمة ممتزجة بالفرحة قائلة: فااااطمة!
تقترب منه فاطمة قائلة: أيوا فاطمة يا عادل.
عادل: بس السكرتيرة قالت...

تقاطعه فاطمة قائلة: أختك وتنظر له فى شك قائلة: هو مش أنا أختك برضه يا عادل.
ينظر لها عادل قائلا فى تردد: طبعا يا فاطمة، إنتى أختى
فاطمة: لا يا عادل، أنا مش أختك.
عادل: قصدك إيه يا فاطمة؟
فاطمة: هو سؤال واحد عايزاك تجاوبنى عليه، إنتى بتحبنى يا عادل؟
ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إييييييه!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 8 من 22 < 1 15 16 17 18 19 20 21 22 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،












الساعة الآن 03:51 AM