logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 8 من 22 < 1 15 16 17 18 19 20 21 22 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:03 مساءً   [55]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الحادي والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى شركة البدر:
يدخل حسام إلى مكتب زهرة لكنه لا يجدها، فينتظرها فى ضيق، بعد مدة تدخل زهرة إلى المكتب وتتفاجيء بوجود حسام، تقترب منه فى سعادة قائلة: حسام إنتى كنت مستنينى؟
ينظر لها حسام فى ضيق قائلا: كنتى فين يا زهرة كل ده؟

زهرة: كنت براجع ميزانية التسويق والدعايا مع أستاذ شادى
حسام: وأنا مش قولتلك قبل كده متكلميش اللى اسمه شادى ده تانى
زهرة: جرى إيه يا حسام، أنا مكنتش بهزر معاه، دا شغلي
حسام: يبقى بلاها منه شغلك اللي هيجيبلى وجع الدماغ، وأعملى حسابك إن بعد الجواز مفيش شغل.

تنظر له زهرة فى صدمة قائلة: أنت بتقول إيه!
حسام: اللي سمعتيه يا زهرة، اظن كلامى واضح
ويخرج ويتركها فى صدمتها من حديثه وكلمات وردة تتردد إلى أذنيها " شغلك دا البداية، وهيجر وراه حاجة كتير، هتلاقيه يقولك متكلميش ده، متقعديش مع ده، متروحيش متجيش، سلسلة من الأوامر، إنتى نفسك مع الوقت هتلاقى نفسك مخنوقة ".
تحدث زهرة نفسها قائلة: كان معاكى حق يا وردة.

فى فيلا خالد:
يدخل خالد إلى الفيلا فى غضب جامح، ويصعد إلى غرفته هو وفاطمة، يدخل الغرفة ويتوجه إلى دولاب فاطمة ويبحث شيء ما فى جنون وهو يخرج كل ما فى الدولاب ويلقى به فى الأرض، وفى أثناء بحثه فى الدولاب تمسك يده شيئا ما، فيخرجه وينظر إليه فى صدمة منه ليجده ألبوم صور مكتوب عليه " أنا وحبيبى "..،

يفتح خالد الألبوم، ليجد بداخله صور تجمعه هو وفاطمة، صور لهما وهى بزى المدرسة، وصور أخرى أثناء عملها معه فى الشركة وهى طالبة فى الجامعة، ظل خالد يشاهد الصور إلي أن أستوقفته صورة له فى أثناء زفافه على حنين، وتقف بجانبه فاطمة، وصورة أخرى له أثناء زفافه على غادة وأيضا تقف بجانبه فاطمة.
يظل خالد ينظر إلى الصور فى صدمة قائلا: طب ليه، ليه محتفظة بصور زى دى لحد دلوقتى ليه، ليه مصممة متنسيش الماضى وتخليه حاجز ما بينا.

وأخيرا تقع عينيه على صورة تجمعه مع فاطمة وهى تنظر إليه فى حب، وهنا يمسك خالد الألبوم ويلقى به بعيدا، ثم ينهار وهو يكسر كل ما حوله ويصرخ قائلا: كدب، كل دا كدب، الحب كدب، الوفاء كدب.

وفى الأسفل تدخل فاطمة الفيلا، فتسمع صوت التكسير القادم من أعلى، فتقترب من كريمة الواقفة فى زعر قائلة: دادة، هو إيه اللي بيحصل فوق،خالد ماله؟
كريمة: مش عارفة يا بنتى، دخل غضب الله على وشه، ومن ساعتها وعمال يكسر كل حاجة فوق.
تصعد فاطمة مسرعة إلى أعلى، وتدخل الغرفة لتصدم عندما ترى أمامها كل شيء محطم، تقترب فاطمة من خالد فى قلق، وتضع يدها على كتفه قائلة: إيه يا خالد، إيه اللي حصل، مالك؟

يدفع خالد يدها فى غضب قائلا: ابعدى عنى
تنظر فاطمة إلى يدها، وتعيد النظر إلى خالد قائلة: ابعد عنك؟! مالك يا خالد
يصرخ خالد قائلا: قولتلك ابعدى عنى، اخرجى برة، مش عايز اشوف وشك.

تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: خالد؟! أنت فى وعيك؟
مش عاز تشوف وشى أنا؟! أنا فاطمة يا خالد، فاطمة اللي فى عز تعبك وضيقك ببقى أول واحدى تيجى ترمى فى حضنها همومك
خالد: كدب، عشان كل اللي عشته معاكى كان كدب، حياتى كلها كانت عبارة عن كدبة بوهم بيها نفسى.
فاطمة: أنا مش فامة حاجة، أرجوك يا خالد قولى مالك، متسبنيش كده.

يمسكها خالد من ذراعيها فى عنف قائلا: عايز تعرفى مالى يا مدام فاطمة، أنا هقولك مالى ويدفعها خالد فى غضب، ويكمل حديثه قائلا: من ساعة ما رجعتى، أو بمعنى أصح رجعتك غصب عنك، وأنا حاسس إنك متغيرة، فيكى حاجة غريبة، مش إنتى فاطمة اللى ربتها على إيدى، فاطمة اللي كنت بفهمها من نظرة عينيها، كل ما كنت بقرب منك كنتى بتبعدى عنى، وأنا مش عارف إيه السبب، لما كنتى بتقوليلى إنك هتشوف فاطمة جديدة مكنتش بصدقك...،

كنت واثق دايما إن فاطمة مهما تعمل جواه لسه أبيض ولسه قلبها بينبض بحبى، حتى لما جيتى وشاركتينى فى الشركة وطلبتى تبقى مكانى، الكل كان شايفنى الراجل اللي مراته مشيته وخدت مكانه، اللي بقى بياخد أوامر من الست بتاعته، لكن أنا كنت شايفها عند منك، كبر ورافضة تبينى إنك بتساعدينى أخرج من محنتى، أديتلك ألف عذر، كل مرة حاولتى تهيننينى وتكسرينى فيها كنتى بدورلك على أعذار، وأقول لا فاطمة مش ممكن تعمل كده يا خالد، هى بس بتعاقبك وشوية وهترجعلك فاطمة حبيبتك اللي تعرفها، لا كنت غلطان، كنت غبى أيوا غبى، لأن فاطمة اللي أعرفها وحبيتها ماتت، وأتخلق فاطمة تانية كل همها تنتقم منى وتكسرنى، بس مجاش فى بالى إن يوصل بيكى الإنتقام إنك تكسرينى فى شرفى يا فاطمة.

تنظر له فاطمة وقد ملأت دموعها وجهها قائلة: شرفك؟! أنت قصدك إيه؟
خالد: قصدى إن خلاص يا مدام، عرفت إنك خاينة، بتخونينى مع راجل تانى بعد كل الحب اللي حبتهولك
تنظر له فاطمة فى صدمة قائلة: أنا خاينة؟!
خالد: أيوا خاينة، مش هو دا السر اللي بعدك عنى طول الفترة اللى فاتت، عرفت ليه كل لما كنت بقرب كنتى إنتى بتبعدى، عشان عارفة إن يوم هتقربى هعرف بخيانتك، هحس بيها،..

ظل خالد صرخ أمامها بالإتهامات، أما هى فكانت لا تستمع لكل حديثه، إلا كلمة واحدة ظلت تتردد فى أذنيها " عرفت إنك خاينة "، وظلت تهمس فى نفسها قائلة: أنا خاينة، أنا خونتك.
ظلت تهمس بها مرارا وتكرارا، تمسك فاطمة بطنها فى ألم، ويمر إلى ذهنها أصوات عديدة.

" - خالد: تصورى يا طمطم العبيطة كانت فاكرة إن فى حاجة بينى وبينك، وإنى بحبك
- عاصم: اللي بيحبك يا فاطمة هيعمل اى حاجة عشان تفضلى جنبه ومعاه، هيعمل أى حاجة عشان يوصلك، ولو معملش كده ميبقاش يستاهل تفكرى فى لحظة واحدة.
- عادل: لحد إمتى هتفضلى تدورى على سعادته على حسابك... الحياة زى ما فيها خالد، فيها فاطمة كمان، ومينفعش تفكرى فى خالد طول الوقت وتنسى نفسك.
- خالد: أنا أكتشفت بعد كل السنين دى إنى لسه بحبها، وإنى كنت بوهم نفسي بحب حنين، لكن فى الحقيقة أنا كنت بدور على حب غادة فى حنين.
- شادى: إنتى مشاعرك غالية أوى يا فاطمة، وفى ناس كانت تتمنى تتقالها بعمرها، مترميش مشاعرك تحت رجلين حد ميستاهلش، صدقينى إنتى أكبر وأغلى من كده ".

وهنا تعود فاطمة للواقع على صوت خالد وهو يصرخ بها قائلا: ما تردى يا مدام، ولا معندكيش رد للى قولته، كنتى فين يا فاطمة، بتعملى إيه فى الشقة اللي كنتى فيها النهاردة، ومين اللي كان معاكى، يا ترى شاد، ولا مازن، ولا يمكن حد جديد معرفوش، ما هو أصل معجبين فاطمة الحديدى كتروا اليومين دول.

تنظر له فاطمة يعيون تملأها الدموع دون أى إجابة وتضغط على بطنها فى ألم، ليكمل حديثه قائلا فى سخرية، إنتى هربتى منى أكتر من سنة لمجرد إنك دخلتى لقتينى نايم وواحدة حضنانى، أنا بقى المفروض أعمل إيه، راجل فى مكانى يعمل إيه.

يقترب خالد منها قائلا: ردى يا فاطمة، قوليلى إنك مش خاينة، قوليلى إنى غلطان، أدينى سبب لكل تصرفاتك معايا، قوليلى كنتى بتروحى فين، اتكلمى.

تنظر له فاطمة دون أى إجابة، ثم تنظر لأسفل لتجد الدماء تنزل منها بغزارة، ينظر خالد إلى الدم فى صدمة، ويعيد النظر لفاطمة ليجدها تفقد الوعى بين يديه.

فى شركة الصفدى:
يخرج عادل من الشركة، ويركب سيارته ويقودها إلى وجهته، وخلفه تسير وردة بسيارتها وهى تراقبه دون أن يراها، حتى يصل عادل إلى إحدى البنايات وينزل من سيارته متجها إلى أعلى، تنزل وردة من السيارة وتدخل خلفه، لتجد حارس العمارة يقابلها قانلا: أى خدمة يا هانم.

وردة: أيوا لو سمحت هو عادل بيه ساكن هنا؟
حارس العمارة: أيوا يا هانم، ساكن فى الدور التالت هو وولاده.
تنظر له وردة فى تعجب قائلة: ولاده؟!
حارس: أيوا ولاده، بنت وولد ربنا يحفظهم ليه يارب، شهاب وفاطمة
تبتسم وردة فى سخرية محاولة أن تمنع دموعها قائلة: فاطمة؟!
وردة: معلش سؤال أخير، هما جم سكنوا هنا بقالهم كتير؟

حارس العمارة: لا مش كتير، بقالهم كام شهر بس، قبل كده كانوا فى إسكندرية
توميء له وردة بالموافقة، وتخرج من حقيبتها حفنة من المال تعطيها له قائلة: متشكرة أوى
وتعود إلى سيارتها وتركبها عائدة إلى الفيلا.

وفى الأعلى:
يجلس عادل مع فاطمة وشهاب يتحدث معهما، فيقطع حديثه صوت هاتفه، يمسك عادل الهاتف ويجيب قائلا: أيوا يا خالد
يجيبه خالد بصوت يبدو عليه الضيق قائلا: أيوا يا عادل، أنت فين؟
عادل: أنا... أنا فى مشوار كده، خير يا خالد، فى حاجة؟
خالد: أيوا يا عادل، تعلالى على مستشفى... بسرعة.
يجيبه عادل فى قلق قائلا: مستشفى ليه، إيه اللي حصل؟

خالد: فاطمة تعبت، وودتها المستشفى.
يقف عادل فى مكانه قائلا: فاطمة: مالها، حصلها إيه، أقولك خليك مكانك أنا جيلك حالا، ويركض عادل مسرعا الى الخارج.

فى شركة البدر:
تستعد زهرة للمغادرة، فيدخل عليها حسام قائلا: ها يا زهرة مستعدة عشان نمشى.
تنظر له زهرة فى إستنكار قائلة: نمشى نروح فين حسام: هوصلك البيت.
زهرة: دا على أساس إنى صغيرة مبعرفش أروح لوحدى.
حسام: فى إيه زهرة، ما أنا قايلك إنى هوصلك كل يوم الصبح وأرجعك أخر النهار.
زهرة: وأنا مقولتش إنى موافقة يا حسام، ومش معنى إنى مرضتش أحرجك الصبح وجيت معاك، إنى موافقة تفضل رايح جاى معايا.

ينظر لها حسام فى تعجب قائلا: تحرجينى؟! فى إيه يا زهرة، إنتى نسيتى إنك خطيبتى ولا إيه.
زهرة: أديك قولت خطيبتك، يعنى مش مراتك، يبقى لازم تعرف إن الخطوبة ليها حدودها، الخطوبة عشان نعرف بعض أكتر، ونشوف إحنا هينفع نكمل مع بعض ولا لا، لكن مش معناها إننا نفضل رايحين جايين مع بعض، طب أفرض فسخنا الخطوبة، يبقى سمعتى إزاى دلوقتى، ومين هيرضى يتقدملى وأنا رايحة وجاية معاك.

ترتسم ملامح الغضب على وجه حسام قائلا: حد غيرى يتقدملك، لا أنت أكيد أتجننتى، مين اللي يجرؤ يعمل كده.
زهرة: أنا بقول لو، مقولتش إنى هفسخ الخطوبة، ولا يعنى هنتخطب لغيرك، بس برضه لازم أحافظ على سمعتي
حسام: الكلام دا جديد عليا يا زهرة.
زهرة: لا يا حسام، تقدر تقول مكنش لسه الوقت المناسب جه عشان أقوله، وأدينا أتخطبنا ولازم نحط النقط على الحروف.

يزفر حسام فى ضيق قائلا: طب لو كده بقى، أنا عايز أكتب كتابى عليكى، عشان أبقى حر مع مراتى
تهم زهرة بالمغادرة قائلة: لا يا حبيبى، بابا قال بعد سنتين يبقى بعد سنتين، باى يا حبيبى، هرنلك لما أوصل.
وتتركه زهرة يستشيط غضبا وتغادر.
ينظر حسام إلى أثرها فى غضب قانلا: إيه اللي جرالها دى؟!

فى المستشفى:
يقف خالد امام غرفة العمليات ويبدو على وجهه القلق، يركض عادل نحوه قائلا: إيه اللي حصل يا خالد؟
خالد: معرفش يا عادل، فجأة لقيتها بتنزف وأغمى عليها، جبتها هنا، ومن ساعتها وهى فى أوضة العمليات ومحدش راضى يقولى أى حاجة.

عادل: يعنى حصلها كده لوحدها، محصلش أى حاجة ينظر له خالد دون أى رد، فينظر له عادل فى شك قائلا: خالد، أنت كلمت فاطمة فى الهبل اللي قولتلى عليه.

ينظر له خالد دون أى رد، ليمسكه عادل من قميصه قائلا: انطق يا خالد، رد عليا، قولت لفاطمة إيه خلاها حصلها كده، عملت فيها إيه يا خالد، دى كانت لسه عندى، وكانت فرحانة وناوية تقفل على كده اللى فات، وتبدأ معاك من جديد، عملت فى بنت خالى إيه يا خااااد.

يقطع صراخه خروج الطبيب ويبدو عليه القلق، فيركض إليه الأثنان، ينظر له عادل قائلا: طمنى يا دكتور.
الطبيب: للأسف حالتها حرجة جدا، ونزفت كتير ومحتاجين لها نقل دم حالا.
خالد: والنزيف ده من إيه؟
ينظر له الطبيب فى آسى قائلا: كانت حامل فى البداية، وللأسف الجنين مستحملش وسقط، يبدو إنها أتعرضت لضغط جامد.

ينظر عادل لخالد فى عتاب وغضب، ليكمل الطبيب حديثه قائلا: المهم دلوقتى لازم ننقلها دم بسرعة لأنها نزفت كتير
عادل: أنا ممكن أتبرعلها بالدم
الطبيب: أنت جوزها؟

ينظر عادل لخالد، ثم يعيد النظر للطبيب قائلا: لا أنا ابن عمتها، لكن سبق وأتبرعتلها قبل كده.
الطبيب: طب أتفضل معايا.
يغادر الطبيب وخلفه عادل، ولكن قبل أن يغادر ينظر إلى خالد قائلا: أنت مش بس خسرت فاطمة، أنت خسرت ابنك كمان
ويتركه فى حالة يرثى لها ويغادر.

فى فيلا الصفدى:
تصل وردة إلى الفيلا ويبدو على ملامحها الضيق، تقابلها غالية قائلة: مالك يا وردة شكلك مضايق أوى
وردة: مفيش يا طنط، أنا بس محتاجة ارتاح شوية فى أوضتى.
غالية: براحتك يا بنتى.

تصعد وردة غرفتها، وما أن تدخل حتى تسقط على سريرها منهارة فى البكاء وهى تحدث نفسها: طلع متجوز ومخلف، عشان كده مكنش مهتم يخلف منى، يعنى خلاص أعلنها صريحة أنا مليش لزمة فى حياته، خلاص يا وردة، اللي كنتى فاكرة إنك بتحافظى عليه
طول السنين اللي فاتت طلع كله وهم، وهم.

وفى الأسفل:
تتحدث غالية فى الهاتف ويبدو عليها القلق قائلة: أنت بتقول إيه يا عادل، فاطمة فى المستشفى، يا حبيبتى يا بنتى سقطت، طب أنا هجيلك يا عادل دلوقتى حالا.
ونعود إلى المستشفى، تستقر حالة فاطمة وتنتقل إلى غرفتها فى المستشفى، ولكنها مازالت تحت تأثير المخدر، يجلس خالد وعادل أمامها ليسمعاها وهى تهمهم ببعض الكلمات قائلة: بابا... ليه سبتنى...

كليتك... خالد مشى... مات... خالد... أنت مين... أنت مين.
ينظر خالد لعادل قائلا: هى بتقول إيه؟
عالد: هى لسه تحت تأثير البنج، أكيد بتخترف
تدخل غالية فى إندفاع قائلة: فاطمة مالها يا عادل، طمنى عليها.
عادل: هى بقت كويسة، بس لسه تحت تأثير البنج.

لينتبه الجميع لصوت فاطمة وهى تهتهم، وبعدها تفتح عينيها فى بطيء، تقترب منها غالية فى حنان قائلة: سلامتك يا بنت الغالى.
تنظر لها فاطمة بعيون دامعة، وبعدها تنظر أمامها لتجد خالد وبجانبه عادل، تشير فاطمة بيدها نحو خالد، وتجاهد لتخرج صوتها قائلة: اطلع برة، مش عايزة أشوفك، طلعه برة يا عادل، خرجه يا عادل، هو السبب فى كل حاجة.

خالد: فاطمة، اسمعينى...
تقاطعه فاطمة وهى تصرخ قائلة: قولتلك أطلع برة.
تحتضنها غالية فى حزن قائلة: اهدى يا بنتى، اهدى يا فاطمة.
يمسك عادل خالد من ذراعه ويسحبه للخارج قائلا: سيبيها دلوقتى يا خالد، عشان متتعبش زيادة.
تتعلق عين خالد على فاطمة، ولكنه يخرج رغما عنه وما أن يخرج من غرفتها حتى يستند برأسه على الحائط وقد نزلت دموعه رغما عنه، ينظر له عادل فى حزن قائلا: بتعيط دلوقتى يا خالد، يا ما قولتلك تفكيرك ده هيضيع منك فاطمة، منتظر إيه منها بعد ما أتهمتها بالخيانة.

خالد: منتظر تبررلى موقفها، تقولى لا مخونتكش، تقولى كانت متغيرة معايا ليه طول الوقت اللي فات، تقولى كانت بتروح فين ومخبية عنى إيه.
عادل: ياااااه بسهولة كده، أنت متخيل لما تشك فى مراتك وتتهمها بالخيانة دى حاجة سهلة المفروض تتقبلها، وتحاول تثبتلك براءتها، أنت فتحت بايدك باب للشيطان يدخل منه، وربنا يستر من اللي جاى تخرج غالية من غرفة فاطمة، فيركض إليها عادل قائلا: خير يا ماما، حصل إيه؟

غالية: متخافش يا عادل، هى نامت دلوقتى
وتنظر إلى خالد قائلة: اسمع يا ابن مريم، أنت لما أتجوزت فاطمة أنا فرحت وقولت خالد راجل وهيحافظ عليها، لكن إظاهر أنت أفتكرت غن فاطمة ملهاش أهل يوقفلها، واللي أنا شايفاه إنها من ساعة ما أتجوزتك وهى تعبانة ومش مرتاحة، فلو يا ابن الناس مش هتعرف تحافظ على بنتنا يبقى نفارق بالمعروف.

خالد: حضرتك بتقولى إيه يا مرات خالى
غالية: بقول كلام العقل يا خالد، أنا يهمنى فاطمة، ومش هفرح وأنا شايفاها فى الحالة دى بسببك
عادل: خلاص يا ماما، سيبيه دلوقتى لحد ما فاطمة تهدى وتخف، وساعتها هنشوف هى عايزة إيه.
ينظر خالد إلى عادل فى قلق.

فى فيلا الصفدى:
يعود عادل إل الفيلا بعد أن أصرت غالية البقاء مع فاطمة، يدخل عادل غرفته ليجد وردة تجلس على السرير وتنظر له دون أى رد فعل.
عادل: مساء الخير يا وردة
وردة: مساء النور، طنط غالية رجعت معاك؟
عادل: لا أصرت تبات مع فاطمة، مع إنى كنت متوقع
إنك إنتى اللي تقومى بالدور ده.

تنظر له وردة فى سخرية: أنا؟! واشمعنى أنا يعنى؟
عادل: عشان كنت فاكر أنا فاطمة صاحبتك وزى أختك، دا إنتى مهانش عليكى حتى تيجى تشوفيها فى المستشفى.
وردة: معلش بقى ظروف
عادل: مالك يا وردة؟
عادل: مفيش يا عادل، تصبح على خير
وتواليه وردة ظهرها مدعية النوم، ولكن هيهات أن يأتى النوم لحامل الهموم.

فى اليوم التالى:
تجلس فاطمة فى المستشفى وبجانبها غالية تطعمها، تنظر لها فاطمة قائلة: كفاية يا عمتى، مش قادرة.
غالية: معلش، عشان تقدرى تشدى حيلك إنتى نزفتى كثير.
فاطمة: بجد مش قادرة يا عمتى، عايزة اطمن على و لادى.
غالية: متقلقيش، عادل خدهم أمبارح هما وكريمة ووداهم الفيلا عندنا، ووردة وكريمة والخدامين عندنا معاهم.

فاطمة: الحمد لله
غالية: هنزل أجيب حاجة من تحت وأرجعلك
توميء لها فاطمة بالموافقة، فتتركها غالية وتخرج، لتتفاجأ بخالد يدخل عليها بعد فترة قائلا: إزيك دلوقتى يا فاطمة.

تنظر فاطمة للجهة الأخرى دون أى رد، يقترب منها خالد.
قائلا: فاطمة، أنا عارف إنى مكنتش فى وعيي إمبارح، وعارف إن أكيد فى حاجة غلط، أنا بس لما أتجمعت شوية أدلة أدامى ملت قلبى بالشك، بس أنا واثق إنك مستحيل تخونينى، صح، أنا كل اللي طالبه منك تبرريلى السبب، تقوليلى الحقيقة، تقفلى باب الشيطان اللي أتفتح بسبب غموضك معايا الفترة اللى فاتت، أرجوكى يا فاطمة ساعدينى أحافظ على علاقتنا.

تظل فاطمة تنظر للجهة الأخرى دون أى رد، فيهم خالد للمغادرة قائلا: طب يا فاطمة، أنا هسيبك دلوقتى، ولينا كلام تانى.
وقبل أن يغادر يوقفه صوت فاطمة قائلة: طلقنى يا خالد.


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:04 مساءً   [56]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

فى المستشفى:
تظل فاطمة تنظر للجهة الأخرى دون أى رد، فيهمّ خالد للمغادرة قائلاً: طب يا فاطمة، أنا هسيبك دلوقتى، ولينا كلام تانى
وقبل أن يغادر يوقفه صوت فاطمة قائلة: طلقنى يا خالد!!!!!
يلتفت لها خالد، وينظر لها فى صدمة قائلاً: فاطمة، إنتى بتقولى إيه؟

تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة: إيه مسمعتنيش، ولا يمكن بتتخيل زى ما كنت تقول عمرى بتخيل، بقولك طلقنى، طلقنى يا أبيه خالد، طلقنى، يا عمرى اللى فات كله، طلقى يا أخويا وأبويا وحبيبى وجوزى، طلقنى يالى أبويا فداك بعمره وأداك جتة من جسمه جواك، كان فاكر إنه بيقدمهالى عشان يحافظ عليا، طلقنى يا ابو ولادى، يالى بسببك قتلت واحد منهم، طلقنى لأنى كرهت نفسى قد ما حبتك، طلقنى لأنك كنت طول عمرك نقطة ضعفى، طلقنى لأن حبك بقى مرض بيسرى فى دمى، طلقنى عشان كل لحظة دوست عليا فيها، طلقنى لأنى خلاص تعبت وأكتفيت من جرحك وعذابك، ومعنديش أى إستعداد أكمل فى مهزلة حبى ليك ساعة واحدة تانية..

ينظر لها خالد فى حزن قائلاً: يا فاطمة افهمينى، أنا مش عايز نتطلق مش عايز أسيبك، أنا بحبك، انا كل اللى عايزه تبرريلى تصرفاتك، تقوليلى بتروحى فين
تنظر له فاطمة فى سخرية قائلة: آه قصدك أبرأ نفسى أدامك مش كده، لا يا خالد مش هيحصل، أى راجل فى مكانك شك إن مراته بتخونه مكنش زعق ورماها بالإتهامات، كان قتلها شرب من دمها، غسل شرفه زى ما بيقوله، أقل حاجة كان طلقها عشان يحفظ كرامته، لكن أنت بقى لو متأكد إنى فعلا خنتك يبقى مفيش أى لزوم للكلام، أنا أدامك أحفظ شرفك وطلقنى..

خالد: أنا حاسس إن فى حاجة غلط، وعارف إنك متعمليش كده، أرجوكى دورى معايا على نقطة نور فى علاقاتنا
فاطمة: لا يا خالد مش هدور، وأنا اللى بقولك، اعتبرنى خنتك، أيوا يا خالد، أعتبر إنى فعلا إنسانة خاينة متستحقش تنزل شرف إنها تشيل اسمك، وأحفظ كرامتك وطلقنى..

ينظر لها خالد فى حزن ويتركها ويغادر دون أى رد، يقابل غالية أمام الغرفة، فتنظر له فى قلق قائلة: فى يا خالد، حصل إيه؟
يوميء لها رأسه بالرفض ويتحرك فى حزن شديد، تدخل غالية الغرفة، وتجلس بجانب فاطمة، لتنهار فاطمة حضنها قائلة: بابا وحشنى أوى يا عمتو، ياريته كان لسه عايش، ياريته كان فضل معايا، ياريتنى أنا اللى أروحله، تعالى يا بابا خدنى بقىىىىى..

تحاول غالية تهدئة فاطمة، ولكنها تنزل دموعها رغماً عنها وهى تحتضنها حتى تنام، تنظر لها غالية فى حزن قائلة: الله يرحمك يا عاصم، موتك فرق معانا كلنا يا أخويا
فى منزل أهل وردة:
تجلس زهرة على سريرها، فيزن هاتفها برقم حسام، تتردد زهرة فى البداية، ولكن مع إصراره تجيب عليه قائلة: إزيك يا حسام
حسام: مبترديش ليه يا زهرة؟

زهرة: معلش مكنتش جنب التليفون
حسام: طب ممكن أعدى عليكى ونخرج سوا، محتاج أتكلم معاكى شوية
زهرة: لا يا حسام، مش هينفع نخرج لوحدنا، قولتلك إن الخطوبة ليها حدود
حسام: وأنا لما أعوز أتكلم مع خطيبتى إن شاء الله أعمل إيه؟

زهرة: تيجى هنا البيت، ونتكلم مع بعض أدام بابا وماما
يزفر حسام فى ضيق قائلاً: ماشى يا زهرة، أنا جايلك دلوقتى، ياريت تبلغى باباكى
ويغلق فى غضب قبل أن تجيبه زهرة، تنظر إلى الهاتف فى تفكير، وبعدها تقوم من مكانها وتفتح دولابها وهى تفكر فى شيء ما
بعد فترة تخرج زهرة من غرفتها متجهة إلى الخارج، فتوقفها والدتها قائلة: رايحة فين يا زهرة؟

زهرة: رايحة لوردة يا ماما أطمن عليها
والدة وردة: طيب يا حبيبتى، متتأخريش، وخدى بالك من نفسك
تنزل وردة إلى أسفل العمارة، لتتفاجيء بحسام ينزل من سيارته، فتختبيء أسفل السلم حتى تتأكد من أنه صعد لأعلى دون أن يراها، فتذفر فى راحة، وتتجه إلى خارج العمارة مسرعة..

وفى الأعلى:
ينظر حسام لوالدة وردة فى صدمة قائلاً: إيه نزلت إزاى يا طنط؟
والدة وردة: أيوا يا ابنى، راحت عند اختها وردة تتطمن عليها، تلاقيها مكنتش عارفة إنك جاى
حسام: أنا قولتلها إنى جاى دلوقتى، إزاى تمشى وتسبنى
والدة وردة: معقولة، طب لما تيجى أنا هتصرف معاها، أقعد يا ابنى، هى مش هتتأخر
حسام: متشكر يا طنط، أنا مضطر أستأذن
يخرج حسام وهو غاضب من تصرفات زهرة الغير مبررة معه، بينما تنظر والدة وردة لأثره قائلة: ماشى يا زهرة، أنا تحطينى فى الموقف ده، لما تجيلى..

وفى المستشفى:
تخرج غالية من الغرفة، لتتقابل مع عادل قائلة: عادل، كويس إنك جيت، انا لازم أروح عشان أطمن على الولاد، سيباهم لوحدهم مع وردة
عادل: طب فاطمة عاملة إيه دلوقتى يا ماما؟
تزفر غالية فى حزن قائلة: الحمد لله على كل حال يا ابنى، مش مبطلة سؤال عليك، ادخلها
تتركه غالية وتغادر، فيدخل إلى غرفة فاطمة، ليجدها ترقد على فراشها تنظر إلى الفراغ، وما أن تتبه له تنظر له قائلة: أبيه عادل!
عادل: عاملة إيه دلوقتى يا فاطمة؟

فاطمة: تعبانة أوى يا أبيه
عادل: أكلمهم يجيبولك مسكن يا فاطمة؟
فاطمة: اللى تاعبنى يا عادل مفيش أى مسكن ممكن يهدي ألمه
عادل: إنتى اللى تاعبة نفسك يا حبيبتى، ليه مقولتلوش على الحقيقة، ليه مبررتلوش تصرفاتك معاه وقولتيلى إنتى بتروحى فين، ليه مخلية حواليكى ألغاز غامضة هو مش قادر يحلها..

فاطمة: إنتى عايزنى أقف أدام خالد وأحاول أثبتله إنى بريئة ومخنتوش، ياااااااه يا عادل بعد كل العمر ده وكل الحب ده أنا أقف أدام خالد الوقفة دى، عارف يا عادل لما وقف خالد وقعد يرمى عليا الإتهامات وأنا بخونه، شريط حياتى معاه فضل يمر أدامى، كل مرة كان بيجرحنى فيها، كل مرة كان بيدوس عليا فيها، كل مرة كنت بشوفه وهو عريس فى حضن واحدة غيرى، وفضل كلامك يرن فى ودنى ساعتها، لما كنت بتقولى فكرى فى نفسك يا فاطمة، الدنيا زى ما فيها خالد فيها فاطمة، بس أنا مكنتش بسمع كلامك يا عادل..

وتكمل وهى تبكى فى إنهيار قائلة: مكنتش شايفة غيره، كنت مستعدة أدوس على نفسى عشان هو يبقى سعيد، بعد كل ده خالد يفتكر إنى بخونه مع راجل تانى، أنا خاينة يا عادل، أنا خاينة؟

يقترب منها عادل، ويملس على شعرها وهو يحاول تهدئتها، وقد نزلت دموعه رغما عنه، يمسح عادل دموعه، ويجلس على ركبتيه أمامها قائلاً: اهدى يا فاطمة، اهدى يا حبيبتى وقوليلى إيه اللي يريحك، وأنا هعملهولك، وحياة دموعك الغالية دى لأعملك اللي يريحك لو هيكلفنى إيه
تنظر له فاطمة بعيون دامعة قائلة: عايزاه يطلقنى يا عادل..

ينظر لها عادل فى صدمة قائلاً: يطلقك؟! لا يا فاطمة إنتى كده بتتعبى نفسك مش بتريحيها
تمسك فاطمة يده فى رجاء قائلة: أرجوك يا عادل، أنا خلاص تعبت، تعبت من كل مرة خالد بيجرحنى فيها، مبقتش خلاص حاسة بالأمان معاه،بعده عنى أرهون بكتير من الخوف اللى عايشاه معاه وأنا مستنية كل مرة يجرحنى فيها، لو ليا معزة عندك يا عادل خليه يطلقنى، أنا تعبت يا عادل تعبت
ينظر عادل إلى يد فاطمة الممسكة به، وينظر إليها فى حزن قائلاً: حاضر يا فاطمة، هعملك اللي إنتى عايزاه..

فى فيلا الصفدى:
تجلس زهرة مع وردة تروى لها ما حدث بينها وبين حسام، ورد فعلها معه، ولكن وردة تنظر إلى الفراغ ويبدو عليها الشرود، تشير زهرة بيدها فى وجه وردة قائلة: وردة يا وردة، رحتى فين، بقالى ساعة بكلمك
تنتبه وردة لنفسها قائلة: ها، كنتى بتقولى إيه يا زهرة معلش؟
زهرة: لااااا، دا إنتى مش معايا خالص، إيه يا حبيبتى مالك؟

وردة: مفيش يا زهرة، بصى يا حبيبتى، أنا صحيح قولتلك تحدى حدود بينك وبين حسام كأى أتنين مخطوبين، لكن دا مش معناه إنك تعامليه وحش، ولا إنك تهربى منه زى ما عملتى النهاردة، إنتى كده بطفشيه منك
زهرة: أعمل إيه يا وردة، ما أنا ببقى قدامه زى المسحورة، مجرد لما بشوفه بتراجع فى لحظة عن أى قرار واخداه، عارفة لو كنت شوفته فى البيت النهاردة، كنت هعترف من أول قلم، ومش بعيد كنت أقوله بحبك يا حسام روح هات المأذون وأكتب عليا..

تضحك وردة قائلة: مجنونة من يومك يا زهرة، بقولك إيه، تعالى معايا نطمن على الولاد
تتحرك وردة مع زهرة متجهة إلى باب الغرفة، ولكن تسقط فجأة وردة فاقدة للوعى فى صراخ من زهرة، تركض زهرة إلى خارج الغرفة وهى تصرخ، فتتقابل مع غالية قائلة: مالك يا زهرة، بتصرخى ليه كده؟

زهرة: ألحقينى يا طنط، وردة وقعت من طولها مغمى عليها، ومبتردش عليا خالص
تنظر لها غالية فى قلق قائلة: طب روحى حاولى تفوقيها، وأنا هكلم الدكتور حالاً

فى فيلا البدر:
يجلس خالد فى الفيلا يضع رأسه بين كفية وهو يتذكر ما حدث بينه وبين فاطمة وكلماتها له، يدق جرس الباب، فيفتح أحد الخدم، ويدخل عادل ويبدو على ملامحه الغضب، يقترب عادل من خالد، فينتبه له خالد قائلاً: عادل، شوفت اللى حصل، فاطمة عايزة تطلق
عادل: وهطلقها يا خالد..

يرفع خالد عينيه لعادل فى صدمة قائلاً: أنت بتقول إيه يا عادل، أنت اللى عايزنى أطلق فاطمة، دا أنت طول عمرك بتحاول تقرب بينا، إيه اللى أتغير
عادل: أيوا صح أنا طول عمرى بحاول أقربكم من بعض، أنا اللى لفت نظرك لحب فاطمة، وأنا اللى سلمتهالك بإيدى يوم فرحكم، وأنا اللى كنت وكيلها، وأنا اللى كل مرة تتخانقوا فيها كنت بنصحك تعمل إيه معاها، بس كل ده لأنى كنت شايف إن سعادتها معاك أنت، لكن دلوقتى لا، دلوقتى اللى شايفه إن فاطمة مخدتش منك غير الجرح والوجع وتعب القلب، فاطمة من ساعة ما عرفتك وهى بتتوجع وبس، والمرة دى غير كل مرة يا خالد، المرة دى مش هقف معاك عارف ليه..

ينظر له خالد فى إستفهام، ليكمل قائلاً: عشان أنا حذرتك، قولتلك فاطمة مش هتسامحك لو عرفت إنك شاكك فيها، قولتلك هتخسرها، لكن أنت دوست على كل ده، ومشيت ورا شيطانك..
خالد: أى حد مكانى كان هيشك كده، خصوصا إنها رافضة تبررلى موقف..

عادل: لأنها مش مجبرة تبرر إنها مش خاينة، وأنت مش أى حد، فاطمة فتحت عينيها على حبك، أتربت بين إيديك، كل نفس كانت بتتنفسه كنت بتعرفه وبتحس بيه، يعنى المفروض إنك عارفها أكتر من نفسك، لكن أنت دوست على كل ده، وأتهمتها أفظع إتهام وهى الخيانة، فاطمة مش هتبررلك ولا هدافع على نفسها، وأنت بقى كراجل شاكك إن مراته على علاقة مع حد تانى أقل واجب منك تطلقها، لأنى بصراحة مش هبقى مطمن عليها معاك بعد كده، بعد ما كنت السبب فى موت ابنك اللى كان فى بطنها..

ينظر له خالد فى حزن وندم، ليكمل عادل قائلاً: طلقها يا خالد، معدش فى كلام فى علاقتكم ممكن يتقال، أنت دمرت فاطمة من جواها، خليها تلحق تلملم اللى باقى منها، وجودك دلوقتى بقى بيموتها بالبطيء
خالد: لو قولت لا مش هطلقها، أنا بحبها ومش عايز أطلقها..

عادل: ساعتها أنا اللى هقفلك وهنسى إنك أخويا وصاحبى وابن عمتى، وهفتكر إن فاطمة ملهاش غيرى ووصية خالى الله يرحمه
ينظر خالد إلى الفراغ بعيون دامعة..

فى فيلا الصفدى:
يخرج الطبيب من غرفة وردة ومعه غالية قائلة: خير يا دكتور، طمنى عليها
الطبيب: متقلقيش، هى كويسة، ودا طبيعى فى الشهور الأولى
تنظر له غالية فى أستفهام قائلة: يعنى إيه فى الشهور الأولى
الطبيب: يعنى مدام وردة حامل فى الشهر التانى..

تنظر له غالية فى فرح غير مصدقة لما تسمع قائلة: بجد يا دكتور، مرات ابنى حامل
الطبيب: أيوا حامل، أنا كتبتلها شوية فيتامينات، لكن طبعا لازم تتابع حملها مع دكتور متخصص
غالية: طبعا، طبعا، متشكرة أوى
يغادر الطبيب، بينما تدخل غالية إلى غرفة وردة التى ترقد على السرير وبجانبها زهرة، تقترب منها غالية فى سعادة قائلة: ألف مبروك يا حبيبتى، مش قولتلك أصبرى وربنا كبير..

تنظر لها وردة بعيون دامعة دون أى رد، لتكمل غالية حديثها قائلة: دا عادل هيموت من الفرحة
زهرة: أنا كمان فرحانة أوى أخيرا هبقى خالتو، دا ماما وبابا هيفرحوا أوى
تنظر وردة لغالية قائلة: تفتكرى يا طنط عادل هيفرح فعلا
غالية: طبعا يا وردة هيفرح، هو فى أغلى من الضنا يا بنتى
تنظر وردة إلى الفراغ ويبدو على ملامحها الحزن والقلق..

تعود زهرة إلى المنزل، لتجد أمها فى إستقبالها ويبدو على وجهها الضيق، وما أن تدخل حتى تمسكها أمها من ذراعها فى غضب قائلة: تعالى هنا يا هانم، إيه اللى عملتيه ده؟
تتحدث زهرة فى ألم قائلة: أه أه، فى إيه يا ماما، وجعتى دراعى، أنا عملت إيه بس؟

والدة وردة: لما إنتى عارفة إن خطيبك جاى، رحت لأختك ليه وسيبتيه، انا تحطينى فى الموقف ده
تنظر لها زهرة فى إرتباك قائلة: أصل... أصل... أصل بصراحة وردة أختى كلمتنى وكانت تعبانة أوى فجريت عليها، ونسيت إن حسام قالى إنه جاى
تنظر لها أمها فى قلق قائلة: يالهوى، بنتى وردة، مالها يا زهرة
تنظر لها زهرة فى سعادة قائلة: هتجيبلنا بيبى يا ماما، وردة حامل..

تنظر لها أمها فى سعادة قائلة: بجد يا زهرة، وردة بنتى حامل، ألف حمد وألف شكر ليك يارب، ألف بركة يا بنتى، ربنا نصرك وجبر خاطرك
تمسكها أمها من أذنها قائلة: بس برضه كان لازم تكلميه تعتذريله، يالا روحى كلميه وإياكى أعرف إنك زعلتيه، وأنا هروح اكلم وردة أطمن عليها
تتركها امها وتغادر، فتذفر زهرة فى إرتياح قائلة: الحمد لله عدت على خير، لما أشوف هصالح بشمهندس حسام إزاى بقى..

تخرج زهرة هاتفها وترن عليه، ولكنه لا يجيب عليها، تعاود زهرة الإتصال عدة مرات ولكن دون جدوى، فتغلق الهاتف فى يأس قائلة: شكلى زودتها معاه ولازم أصالحه..

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل الفيلا ويبدو عليه التعب، يقابله أحد الخدم فيسأله على أمه، ليخبره أنها مع زوجته فى غرفتها، يدخل عادل غرفته ليجد وردة ترقد على السرير ويبدو عليها التعب، وبجاورها غالية، يقترب عادل من وردة فى قلق قائلاً: مالك يا وردة، إنتى تعبانة ولا إيه؟

تنظر له غالية فى سعادة قائلة: أيوا يا أخويا، تعبانة أحلى تعب، أنا هسيبكم بقى براحتكم
تخرج غالية من الغرفة، بينما ينظر عادل لوردة قائلاً: هى قصدها إيه يا وردة؟
وردة: قصدها إنى حامل يا عادل
ينظر لها عادل فى صدمة قائلاً: حامل؟! حامل إزاى؟

تنظر له وردة فى سخرية قائلة: جرى إيه يا عادل بيه، أنت ناسى إنى مراتك ولا إيه، ووارد إنى أحمل، ولا أنت كنت فقدت الأمل
عادل: لا مش قصدى، بس إنتى قولتى يعنى إنك...
وردة: قصدك إنى مبخلفش، مش كده.؟
عادل: مش قصدى يا وردة..

وردة: من غير ما تقول، أنا فاهمة قصدك يا عادل، وأحب أقولك إنى عملت العملية
ينظر لها عادل فى غضب قائلاً: من ورايا، عملتى العملية من ورايا يا وردة، وانا إيه يا هانم طيشة ولا طرطور، مراتى تروح وتعمل عملية من ورايا وأنا نايم على ودانى
وردة: أظن إنى قولتلك إنى محتاجة عملية عشان أقدر أخلف
عادل: وأنا موافقتش يا وردة..

وهنا تقف أمامه وردة وتصرخ قائلة: وأنا مش هستناك يا عادل توافق أو متوافقش، مش هستنى أشوف عمرى بيجرى أدامى، وألاقى نفسى فجأة حياتى ضاعت، مش هستنى وأنا دافنة حياتى مع واحد مش حاسس بيا، مش شايف غير نفسه وحبه لواحدة غيرى، أيوا يا عادل أنا عملتها من وراك، عشان أنا مبقاش ليا أى حاجة معاك أبكى عليها، دى الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى يوم ما أسيبك ابنك حتة منك يفضل معايا يهون عليا
عادل: يعنى إيه، إنتى عايزة تسيبنى؟

وردة: ياااااه، وأنت متخيل إنى المفروض أفضل مستحملة أكتر من اللى أستحملته، وليه إيه اللى يجبرنى أعيش مع واحد مبيحبنيش، ومش قادر حتى يحبنى، إيه اللى يجبرنى أعيش مع واحد مش شايف غير واحدة تانية عايش معاها بروحه وكل كيانه، بيتعذب فى حبها، أنا بشوف فاطمة فى عينيك لما بتقرب منى، بحسها فى نفسك لما بتبقى جنبى، عادل انت وصلت بيك أنك بتتخيلنى هى وإحنا مع بعض، أنت ليه مش حاسس العذاب اللى عايشاه معاك، حتى الخلفة رافضها منى، كل ده وأنا مستحملة وساكتة، عرفت إنك مخلف من غيرى وبرضه مستحملة وساكتة
عادل: إنتى بتقولى إيه، مين اللى مخلف؟

وردة: يااااااه، مصدوم إنى عرفت، معلش بقى ما هو اللى بيسرق مبيعرفش يدارى سرقته كتير، ولازم يوم ينكشف، أيوا يا عادل عرفت أنت بتروح فين، عرفت إيه اللى يخليك كنت بتكدب عليا، عرفت ليه مكنتش عايز تخلف منى، لأنك ببساطة مخلف وعندك أولاد من واحدة تانية، شهاب وفاطمة مش كده، عشان كده أنانيتك خلتك ترفض تخلينى أم زى ما أنت بقيت أب، دا إيه يا شيخ الأنانية دى
عادل: وردة إنتى...

تقاطعه وردة قائلة: طلقنى يا عادل
عادل: إنتى بتقولى إيه؟
وردة: زى ما سمعت، أنا خلاص مبقتش عايزة أكمل معاك، مبقاش فاضلى غير ابنى، هستناه يجيلى وينور حياتى اللى حبك ضلمها، هستناه يعوضنى عن العذاب اللى عيشته معاك، وأنت بقى كفاية عليك ولادك التانيين هما ومامتهم
عادل: مامتهم، مامتهم الله يرحمها، ماتت وهى بتولدهم..

وردة: يا حرااااام، تصدق صعبت عليا، والمفروض إنى أعمل زى فيلم تزوير فى أوراق رسمية واربيلك ولادك، وأقولك خلاص يا حبيبى، طالما ماتت ننسى اللى فات، وولادك يتربوا مع أخوهم وأنا بقى أبقى أمهم، مش كده، لا للأسف يا عادل بيه، مليش فى جو الدراما ده، أنا هسيبك وأنت بقى تربيهم بمعرفتك وتنسانى أنا وابنك.

عادل: طب ممكن تسمعينى قبل ما تهدى كل اللى بينا
تتركه وردة وتذهب فى إتجاه الدولاب وهى تحزم أمتعتها قائلة: خلاص يا عادل، أكتفيت من كلامك، وقت الكلام خلص، انا فى بيت أبويا وياريت ورقتى توصلنى فى أقرب وقت
ينظر لها عادل فى يأس ويتركها ويغادر.

فى اليوم التالى فى شركة البدر:
يجلس حسام فى مكتبه، فتدخل زهرة فى حذر قائلة: ممكن أدخل؟
ينظر لها حسام فى عتاب، ثم يعيد النظر إلى الملف الذى أمامه دون أى رد، تقترب منه زهرة قائلة: أحم، دا انت زعلان بجد بقى منى
حسام: لا وهزعل ليه، إنتى عملتى حاجة؟!
زهرة: أمال ليه معدتش عليا الصبح، وليه مبتردش عليا من إمبارح؟

حسام: مكنتش فاضى، كنت مشغول، ولا أقولك كنت بحفظ حدودى كخطيب
زهرة: أممممم، دا أنت زعلان أوى بقى، طب قولى أعمل إيه عشان أصالحك
حسام: قال يعنى يهمك زعلى
زهرة: بصراحة يهمنى أوى، لو ميمهنيش زعل خطيبى وزوجى المستقبلى، هيهمنى زعل مين، طب أنت عارف من زعلى عشانك مفطرتش النهاردة غير رغيفين بس..

يحاول حسام أن يخفى ضحكته، لتكمل قائلة: يا أخى طلعها متكتمهاش لتزور، خلاص بقى يا حس، أعتبرنى عيل وغلط
حسام: ماشى، سماح، بس برضه أعرف إنتى كنتى بتعاملينى ليه كده؟
زهرة: بصراحة، خفت تفتكرنى رخيصة ومدلوقة عليك، فقولت أتقل شوية
حسام: رخيصة ومدلوقة، وتتقلى عليا، إيه يا حبيبتى، إنتى خارجة من فيلم أبيض وأسود
زهرة: هو دا تفكيرى بقى، أعمل إيه فى نفسى..

يمسك حسام يديها، وينظر إليها فى حب قائلاً: كل ما نفسك توزك، قوليلها إن حسام بيحبنى وبيموت فيا، إنى اول وأخر حب فى حياته، وإن هو اللى مدلوق وهيموت وتبقى معاه
تتورد وجنتى زهرة من الخجل قائلة: طب خلاص كفاية كده، عشان بتكسف
حسام: طب اعملى حسابك إنى هروح النهاردة أتفق مع باباكى على ميعاد كتب كتابنا، عشان يا ستى تبقى مرتاحة ومتحسيش إنك بتعملى حاجة غلط
زهرة: بجد يا حس..

حسام: لا ما هو بعد حس دى، أنا هروح أتفق على الفرح واللي يحصل يحصل
تضحك زهرة على كلامه قائلة: طب يالا قوم بقى فطرنى، عشان لسه جعانة ومكملتش فطارى
حسام: أدامى يا مغلبانى.

بعد مرور عدة أيام فى فيلا خالد:
يجلس المأذون وبجاوره عادل وخالد، وفى الجهة الأخرى تجلس فاطمة وبجاورها غالية، ويرافقهما حسام، يجلس الجميع فى حزن شديد، ينظر المأذون إلى فاطمة قائلاً: ها يا بنتى، مصرة على طلبك للطلاق.

تنظر فاطمة لخالد بعيون دامعة، وقلب ينفطر حزناً،وتتمسك فى ملابسها وهى تغمض عينيها فى آلم، ثم تعاود فتحهما وهى تخرج صوتها فى صعوبة قائلة: أيوا
ينظر المأذون لخالد قائلاً: أرمى عليها اليمين يا ابنى
ينظر لها خالد نظرة طويلة، وتنزل دموعه رغما عنه، وهو يتذكر كل لحظة مرت عليهما سويا، ثم يخرج صوته هو الأخر فى صعوبة قائلاً: فاطمة، إنتى..


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 10:04 مساءً   [57]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )

يجلس المأذون وبجاوره عادل وخالد، وفى الجهة الأخرى تجلس فاطمة وبجاورها غالية، ويرافقهما حسام، يجلس الجميع فى حزن شديد، ينظر المأذون إلى فاطمة قائلا: ها يا بنتى، مصرة على طلبك للطلاق.
تنظر فاطمة لخالد بعيون دامعة، وقلب ينفطر حزنا، وتتمسك فى ملابسها وهى تغمض عينيها فى آلم، ثم تعاود فتحهما وهى تخرج صوتها فى صعوبة قائلة: أيوا.

ينظر المأذون لخالد قانلا: أرمى عليها اليمين يا ابنى ينظر لها خالد نظرة طويلة، وتنزل دموعه رغما عنه، وهو يتذكر كل لحظة مرت عليهما سويا، ثم يخرج صوته هو الأخر فى صعوبة قانلا: فاطمة، إنتى... إنتى...

يتنفس خالد بقوة ويغمض عينيه فى آلم، وبعدها يفتحهما من جديد قائلا: إنتى طالق يا فاطمة
وكأن الكلمة كانت كالصاعقة على أذن فاطمة، أتسعت عينيها حين سمعتها، وكأنها لم تكن تتوقع مدى قسوة هذه الكلمة عليها.
ينظر المأذون لخالد قائلا: تعالى أمضى يا ابنى يستحيب خالد لطلب المأذون، ويوقع على قسيمة الطلاق ينظر المأذون لفاطمة هى الأخرى للتوقيع على العقد، تتحرك فاطمة فى بطيء شديد، وكأن قدماها لم تعد تستطع أن تحملها، وبعدها تصل إلى المأذون، وتوقع
على العقد بيدين يرتشعان.

يغادر المأذون، فينظر خالد لفاطمة قائلا: فاطمة، البيت دا بيتك، أنا مش عايزك تخرجى منه، عشان كده أنا هسيب البيت تعيشى فيه إنتى وحسن وجاسر، وهاخد رضوى وفاطمة وعادل معايا.
تنجنب فاطمة النظر له، ومازالت تنظر إلى الأسفل بعيون تملأها الدموع.
ينظر خالد لعادل قائلا: من فضلك يا عادل، ساعدنى أنقل حاجتى للعربية، وأخد البنات وعادل يوميء له عادل فى حزن.

يحمل خالد حسن من كريمة التى تحمله، وينظر له نظرة أخيرة قائلا: هتوحشنى يا أبو على، ملحقتش اسمع كلمة بابا منك، بس أنا هستأذن ماما وأجى أشوفك.
ويقبله خالد، ثم يعيده لكريمة لتحمله من جديد، تحت نظرات فاطمة التى أوشكت على الإنهيار
ينظر خالد لجاسر، ويجلس على ركبتيه أمامه قائلا: عارف يا جاسر، أنا هسيب ماما معاك عشان عارف أن معاها راجل صغير هياخد باله منها، صح يا حبيبى.

يحتضنه جاسر قانلا: متمشيش يا بابا، أنا مليش غيرك أنت وماما
خالد: مبقاش ينفع يا جاسر أفضل قاعد، بس هجيلك
مش هسيبك، هفضل أجيلك، وهكلمك كل يوم
يربت عادل على كتفه، فينظر إليه خاد فى حزن قائلا: خد بالك منها يا عادل
يوميء له عادل رأسه من جديد.

وما أن يتحرك خالد بالبنات وعادل، حتى يتركونه جميعا، ويركضوا إلى فاطمة يحتضنونها فى بكاء منهما ومنها هى الأخرى
فاطمة: لا أنا عايزة أفضل مع ماما فاطمة
رضوى: متخليش بابا ياخدنى يا ماما
عادل: أنا كمان مش عايز أسيب ماما فاطمة وأمشى، أرجوك يا بابا خالد خلينا معاها
ينظر خالد لفاطمة فى عتاب، وهنا تنهار فاطمة وتنزل دموعها بغزارة على وجهها وهى تحتضن الأولاد.

تمسح فاطمة دموعها بعد ان تتمالك نفسها، وتحاول أن تخرج صوتها بشكل طبيعى قائلة: بعد إذنك يا خالد، خليهم معايا، أنا هرعاهم وأخد بالى منهم، وتقدر تشوفهم فى أى وقت.
خالد: طب وإنتى ذنبك إيه تشيلى مسؤليتهم؟
تنظر فاطمة للأولاد قائلة: عشان كلهم ولادى، حتى لو مكنوش ولاد بطنى، بس كلهم فى الأخر ولاد قلبى.

وتعيد النظر إلى خالد قائلة: دا أخر طلب هطلبه منك، خلى الولاد معايا
عادل: خلاص يا خالد، خلى رضوى وفاطمة وعادل مع فاطمة، لحد على الأقل ما ترتب أمورك
يوميء له خالد رأسه بالموافقة، ويقبل البنات وعادل الصغير، ويتركهم بعد أن تتقابل عينه مع فاطمة فى نظرة وداع طويلة
بعد أن يخرج خالد، تتركهم فاطمة وتصعد إلى غرفتها، وتنهار باكية.

وفى الأسفل، ينظر عادل لغالية قائلا: خليكى معاها يا ماما اليومين دول، متسبهاش لوحدها
غالية: من غير ما تقول يا ابنى، مقدرش أسيبها فى الحالة دى، تعرف يا عادل، رغم إن خالد طلق بنتى غادة، لكن محزنتش قد ما حزنت دلوقتى لما طلق فاطمة.
ينظر لها عادل فى استفهام، لتكمل قائلة: لأنى اكتشفت إن خالد مكنش بيحب غادة، ولا هى كانت بتحبه، لكن اللى شفته دلوقتى يقولى إن الحب اللى بين خالد وفاطمة أكبر من أى حب شفته فى حياتى، ما هو يا ابنى على قد الحب يكون الوجع.

ينظر لها عادل فى حزن قائلا: عندك حق يا ماما، على قد الحب يكون الوجع.
غالية: وأنت يا عادل، مش ناوى تروح تصالح مراتك، ميصحش يا ابنى تسيبها غضبانة كده وهى حامل
عادل: مش وقته يا ماما، ما إنتى شايفة اللى إحنا فيه، وعموما أنا سايباها تهدى وبعدين هروح أصالحها.

فى مكان أخر:
تتحدث غادة مع غالية ويبدو على ملامحها السعادة قائلة: إنتى بتتكلمى جد يا ماما، يعنى إيه خلاص خالد وفاطمة اطلقوا
غالية: شمتانة يا غادة، شمتانة فيهم يا بنتى، إلا الشماتة يا غادة، متأمنيش الدنيا
غادة: لا النهاردة مش يوم مواعظ ولاحكم يا ماما، النهاردة يوم فرح وسعادة وبس، النهارددة انتقمت من أكتر أتنين أذونى فى حياتى، ويا ترى عادل ابنى فين دلوقتى؟

غالية: ابنك صمم يقعد مع فاطمة، ومرضيش يسيبها لا هو ولا رضوى
غادة: دول بقى اللي محتاجين منى قرصة ودن، وهيرجعولى ورجعلهم فوق رقبتهم
تغلق غادة مع غالية فى سعادة قائلة: أخيرا رجعلى حقى، وشوفتكم وأنتوا بتتحرقوا أدام عينيا
يقاطعها صوت من خلفها قائلا: هما مين دول اللى فرحانة فيهم كده؟

تلتفت غادة للصوت لتجده علوان، تنظر له قائلة: لا مفيش، موضوع كده وخلص خلاص
يقترب منها علوان قانلا: ويا ترى موضوعنا الهانم ناوية تخلصه إمتى؟
غادة: انسى يا علوان، مش غادة الصفدى اللى تعمل كده، أنت مش متجوز واحدة من الشارع، اللى أنت عايزه ده تروح لأى واحدة من اللى بتسهر معاهم وتخليها تعمله.

علوان: كان بودى حبيبتى، بس الراجل إنتى عجباه وداخلة مزاجه، وأنا مش هضيع صفقة بملايين عشان عملالى فيها شريفة
غادة: أخرس، ولا كلمة تانية، أنا شريفة غصب عن أهلك، وندمانة على كل لحظة أتكتب فيها اسمى على اسمك وأنا فكراك راجل
يجذبها علوان من شعرها قائلا: طب اسمعى بقى، أنا من ساعة ما أتجوزتك وأنا ماشى على هواكى، وبعمل كل اللى إنتى عايزاه، وإنتى عارفة إنتى طلبتى منى أعمل إيه كويس، وقصاد ده صرفت ملايين، وجه الدور عليكى ترديلى اللى دفعته، وإلا ههد المعبد على دماغك، فاهمة ولا لا.
ويلقى بها على الأرض فى غضب منها قائلة: ماشى يا علوان، إما وريتك مين هى غادة الصفدى مبقاش أنا.

بعد مرور عدة أيام من طلاق فاطمة وخالد:
فى شركة البدر:
يجلس حسام فى مكتبه وبجانبه زهرة تحاول التخفيف عنه قائلة: وبعدين يا حسام، هتفضل زعلان كده؟
ينظر لها حسام نظرة حزينة قائلا: مش قادر أصدق اللي حصل بين فاطمة وخالد يا زهرة
زهرة: غريبة، مع إن اللى أعرفه إن خالد أتجوز مرتين قبل فاطمة، ومرة فيهم طلق، يعنى دى مش أول مرة ليه.

حسام: بس المرة دى مختلفة يا زهرة، المرة دى اللى طلقها تبقى فاطمة، وإنتى متعرفيش فاطمة تبقى إيه لخالد من قبل حتى ما يتجوزها، يااااه دى قصة كبيرة أوى، فاطمة دى كانت النور اللى بينور لخالد، كانت الوحيدة اللي مسموحلها تفتح الباب عليه فى أى وقت من غير إستنذان، كانت أقرب حضن بيرمى فيه همومه، تصدقى كتير حاولت أدى لفاطمة مسمى فى حياة خالد، كنت بقول لنفسى ممكن تكون زى أخته، بس أرجع وأقول حتى الأخوات العلاقة بينهم مش بقوة العلاقة بين خالد وفاطمة، لحد ما عرفت إن خالد بيحبها وهيتجوزها، ساعتها قولت غبى.

تنظر له زهرة فى إستفهام قائلة: غبى؟! غبى ليه؟
حسام: غبى لأنه ضيع سنين كتيرة أوى من عمره على ما قدر يشوف حب فاطمة اللى جوا قلبه، أنا عشت قصة فاطمة وخالد من قبل حتى ما تشوف الشمس، مش قادر أصدق إن علاقتهم اللى خلتنى أصدق إنه فيه فعلا حب تنتهى بالشكل ده.

زهرة: عندك حق، حاجة صعبة أوى إن أتنين يكونوا بيحبوا ويسيبوا بعض بالشكل ده، بس يمكن أدام الأمور تهدى بينهم، ويرجعوا لبعض.
حسام: ياريت يا زهرة ياريت، معلش يا زهرة، أنا عارف إن كان المفروض أتفق مع باباكى على ميعاد كتبت كتابنا، بس إنتى شايفة الظروف، ومينفعش يبقى صاحبى مجروح كده، وأروح أتجوز أنا.
زهرة: ولا يهمك يا حسام، أنا مقدرة وقفتك جنب صاحبك
حسام: خالد دا مش صاحبى، خالد ده عشرة عمرى وأخويا، أنا معرفش صاحب غيره، ووجعه واجعنى أوى.

زهرة: وأنا بحبك أوى
ينظر لها حسام غير مصدق لما سمعه قائلا: إنتى قولتى إيه؟
زهرة: قولت أنا بحبك أوى، إيه مسمعتنيش؟!
حسام: لا سمعتك، بس مش مصدق إنك أخيرا قولتيها
زهرة: صحيح مقولتهاش ليك قبل كده، بس قولتها لنفسى كتير، انت نعمة ربنا ليا يا حسام.
حسام: لا كده أنا ممكن أبيع خالد وأهله كلهم، ونروح نكتب الكتاب.

تضحك زهرة على كلامه قائلة: مجنون يا حبيبى، بس مينفعش، عشان ظروف وردة هى كمان، أنت عارف إنها زعلانة مع أبيه عادل، وقاعدة عندنا من ساعتها.
حسام: ولسه محاولتوش تصلحوا بينهم
زهرة: وردة رافضة حد يدخل بينهم، ورافضة حتى تقول إيه اللى حصل، وهو زى ما يكون ما صدق، من ساعتها مسألش لا حس ولا خبر، يا حبيبتى يا وردة، طول عمرك فرحتك ناقصة يوم ما تعرفى إنك حامل بعد كل السنين دى، ترجعى بيت بابا وإنتى زعلانة.

حسام: أنا مش عارف إيه اللى بيحصلنا ده بس؟!
تخرج زهرة من مكتب حسام لتتقابل مع شادى فى الخارج متجها إلى مكتب خالد، توقفه زهرة قائلة: أزيك يا أستاذ شادى، هو حضرتك داخل لبشمهندس خالد؟
شادى: أيوا يا أنسة زهرة، داخل لخالد
زهرة: أصله يعنى، أنت عارف من ساعة اللى حصل، هو يعنى...

شادى: عارف، وعارف كمان إنى لازم أدخله، عن إذنك
يجلس خالد فى مكتبه يضع رأسه بين كفيه شاردا، يدخل عليه شادى دون إستئذان ويبدو عليه الغضب، ينظر له
خالد فى غصب صارخا: أنت إيه اللى دخلك هنا، أمشى اطلع برة
يدخل شادى متجاهلا صراخ خالد، فيكمل خالد قائلا: قولتلك امشى اطلع برة
شادى: لا يا خالد، مش همشى، ومش هطلع برة غير لما تسمعنى
خالد: عايز تقول إيه؟

شادى: عايزة أكلمك عن فاطمة
يضرب خالد المكتب فى غضب قائلا: متجبش سيرة فاطمة على لسانك، أنت تقربلها إيه دورك إيه فى حياتها عشان تتكلم عنها.
شادى: وأنت كمان دورك بقى إيه فى حياتها، خلاص مبقاش ليك وجود فى حياتها، وانت اللى اخترت تنهى دورك ده بإرادتك، على الأقل أنا زمان أنسحبت غصب عنى، لما حسيت إن قلبها مش معايا معاك انت، وللأسف كنت غلطان.

خالد: قصدك إيه، وإيه اللى بينك وبين فاطمة، المفروض إنك كنت خطيبها، وعلاقتها أنتهت بيك بمجرد ما فسختوا الخطوبة، إيه اللى رجعك تانى، وإيه دورك الجديد فى حياتها، إيه اللى خلاها تثق فيك لدرجة إنها تعملك توكيل، إيه اللى بينكم معرفوش.

شادى: أخرس، إياك تنطق كلمة واحدة عن فاطمة الحديدى، فاطمة اللى سيرتها أنضف من أى حد عرفته فاطمة اللى أنت بتتكلم عنها دى اللى مقدرتش تكمل حياتها وسابتنى لمجرد إنها مقدرتش تخدنى، مقدرتش توهمنى إنها بتحبنى وهى بتحبك أنت، ورغم إنها كانت فاقدة الأمل إنك تحس بيها، سابتنى وأخترتك أنت، فاطمة اللى بتتكلم عنها دى،أصدق وانضف إنسانة ممكن تعرفها فى حياتك.

ينظر له خالد فى شك قائلا: إيه اللى تعرفوا يا شادى عن فاطمة أنا معرفوش؟
يضحك شادى فى سخرية قائلا: عارف يا خالد، أنا فعلا أعرف كتير عن فاطمة، بس مش هقولك أى حاجة، لأنى مش مسموحلى أتكلم، ولأن مش فاطمة الحديدى اللى أقف أدامك أثبت براءتها وإنها مخانتكش، بس أوعدك يوم ما هتعرف الحقيقة هتندم وهتندم أوى كمان.

خالد: امشى يا شاد من هنا، مش عايز أشوف وشك فى الشركة هنا تانى، أنت السبب فى كل اللى حصل
يفتح شادى ذراعيه قائلا: ومن تانى خالد بيه بيدور على حد يرمى عليه غلطاته وأخطاءه، مش جديدة عليك يا بشمهندس، وكويس إنك لقيت شماعة تعلق عليها غلطتك المرة دى، بس أحب أقولك إنى مش بمزاجك تمشينى المرة دى، انا هنا مكان فاطمة، ومعايا توكيل رسمى منها لإدارة نصيبها لحد ما ترجع وتقف على رجلها، وأوعدك يا خالد إن فاطمة عمرها ما هتبقى لوحدها، ولا حد فينا هيسمح إنها تتكسر من تانى بعدك.
يخرج شادى ويترك خالد الذى يلقى بكل ما على المكتب فى الأرض فى غضب..

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة على طاولة الطعام وأمامها الأولاد وغالية، تأكل فاطمة فى شرود وهى تتذكر لحظاتها مع خالد وتعود بالزمن للوراء.
يدخل خالد على فاطمة المطبخ، ويحتضنها من الخلف قائلا: أممممم، يا سلام على الروايح.

تفزع فاطمة لفعتله قائلة: خضتنى يا خالد
خالد: طب تفتكرى مين اللى يجرؤ يدخل هنا ويعمل كده غيرى، دا أنا كنت علقته على أدام باب الفيلا.
فاطمة: أمممم، عشان كده معين كل اللى فى الفيلا ستات، وهما يا دوبك دادة كريمة ومعاها سعدية.
خالد: عشان أدوق الأكل من إيدك يا طمطم.
تضع فاطمة الملعقة فى فمه قائلة: طب دوق بقى وقولى رأيك.
يتذوق خالد الطعام فى شية قائلا: يا حبيبتى أنا لسه.
هقول رأيي، ما أنا قولته من زمان.
فاطمة: وإيه بقى رأيك ده؟
خالد: تعالى وأنا أقولك.

تعود فاطمة إلى الواقع على صوت غالية تناديها قائلة: إيه يا حبيبتى مبتاكليش ليه؟
تمسح فاطمة دموعها التى نزلت رغما عنها قائلة: أنا كلت يا عمتى، الحمد لله
وتنظر للأولاد قائلة: كلوا أنتوا يا حبايبى، وأنا هطلع أرتاح شوية عشان تعبانة.
تتركهم فاطمة وتغادر، تنظر غالية لأثرها فى حزن قائلة: ربنا يهون عليكى اللى إنتى فيه يا بنتى.

فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة فى غرفتها شاردة، تملس على بطنها فى حزن، تدخل عليها والدتها قائلة: وبعدهالك يا وردة، هتفضلى كده لحد إمتى؟
وردة: عايزانى أعمل إيه يعنى يا ماما؟
والدة وردة: يا بنتى ما قولنالك، أبوكى يروح يكلم جوزك، ويشوف حل معاه..

وردة: لا يا ماما، أنا كرامتى متسمحليش، دا حتى
مفكرش يسال عليا ولا على ابنه اللى فى بطنى، تفتكرى دا بنى أدم يستاهل أكمل معاه
والدة وردة: ما هو يا بنتى إنتى حتى مش راضية تقولى حصل إيه بينكم، ومينفعش يا وردة تقعدى كل ده برة بيتك وإنتى حامل

وردة: أنا عايزة أطلق يا ماما، مش قادرة أكمل معاه
والدة وردة: لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا مش عارفة إيه اللى بيحصلكم، إنتى عايزة تطلقى، وفاطمة صاحبتك أطلقت هى كمان، دى عين وصابتكم.
تنظر لها وردة فى سخرية قائلة: فاطمة؟!
والدة وردة: مالك يا وردة؟ إنتى زعلانة مع فاطمة؟
وردة: لا يا ماما، أنا بس بقالى كتير مكلمتهاش، مش حابة أشيلها همى، كفاية اللى هى فيه.
والدة وردة: ربنا يا بنتى يهديلكم الحال.

فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل ومعه شهاب وفاطمة، وينادى على أحد الخادمات فتلبى نداءه قائلة: نعم يا عادل بيه
عادل: اسمعى، من النهاردة هتبقى مسنولة عن شهاب وفاطمة، مش عايز أى حاجة تنقصهم، عينك متغفلش.
تنظر الخادمة للأولاد فى إستفهام قائلة: هما مين دول يا عادل بيه؟.
عادل: دول ولادى، فاهمة يعنى إيه ولادى؟
تنظر له الخادمة فى إستنكار قائلة: ولادك؟!

عادل: أيوا ولادى، عندك مانع، أظن عرفتى دلوقتى لو غفلتى عنهم ولا احتاجوا حاجة هعمل فيكى إيه، إنتى مهمتك من النهاردة راحة فاطمة وشهاب، مفهوم.
الخادمة: مفهوم يا عادل بيه.
ينظر عادل لشهاب وفاطمة قائلا: تعالوا معايا يا حبايبى أوريكم أوضتكم اللى هتبقى جنب أوضتى.
يترك عادل الخادمة وهى تنظر لأثرهم فى إستنكار قائلة:
ولاده؟! ودا خلفهم إمتى دول؟

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة الصغيرة وهى حزينة، يجلس بجواها عادل الصغير قائلا: مالك يا طمطم، زعلانة ليه؟
فاطمة: بابا وحشنى أوى يا عادل
عادل: عايزة تروحى تقعدى معاه يا فاطمة؟
تبكى فاطمة، فيمسك عادل يدها قائلا: طب متعيطيش بس مالك؟
تمسح فاطمة دموعها قائلة: أنا عايزة بابا، وعايزاه يرجع يقعد مع ماما فاطمة، عشان أنا بحبهم هما الاتنين، ومش عايزة أبعد عن حد فيهم.

عادل: طب لو مرجعوش لبعض، هتسيبى ماما فاطمة؟
فاطمة: مش عايزة أسيب ماما فاطمة يا عادل، أنا معرفش ماما غيرها، مامتى راحت عند ربنا وأنا مشوفتهاش، ومعرفش غير ماما فاطمة.
عادل: أنا كمان رغم إنى مامتى عايشة، لكن برضه معرفتش يعنى إيه ماما غير لما عشت مع ماما فاطمة.
فاطمة: أنا خايفة يا عادل، خايفة بابا يسيبنى هو كمان زى ماما ما راحت عند ربنا، وخايفة أسيب ماما فاطمة عشان أنا معنديش ماما غيرها، خايفة أبقى معنديش حد.
عادل: متخافيش يا طمطم، انا جنبك أهو، أنا سبت الفيلا عند خالو وتيتة وجيت هنا عشان أبقى معاكى، متخافيش يا حبيبتى طول ما أنا جنبك.

فى الأعلى:
تجلس فاطمة على سريرها، وتملس بجانبها على أثر خالد وهى تبكى فى حزن، يدق الباب، فتمسح فاطمة دموعها قائلة: أدخل.
يدخل جاسر، ويقترب من فاطمة قائلا: إنتى بتعيطى؟
فاطمة: لا يا حبيبى مش بعيط ولا حاجة يمسح جاسر دموع فاطمة بيده الصغيرة قائلا: مش بحبك تعيطى يا طمطم.
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: أول مرة تقولى يا طمطم، فين ماما؟

جاسر: سمعت تيتة غالية بتقول إن ربنا خلى بابا جابنى هنا، وبعدين مشى عشان أكون جنبك واخوكى الوحيد، وعشان أنا راجل مخلكيش زعلانة، مش أنا راجل يا طمطم؟
تضحك فاطمة من بين دموعها قائلة: طبعا راجل، وأحلى راجل فى الدنيا كلها
جاسر: خلاص بقى، متزعليش، وأنا زعلان من خالد، ومش هكلمه تانى.
فاطمة: لا يا جاسر، خالد يبقى أخوك الوحيد، زى ما أنا أختك الوحيدة
جاسر: أيوا، لكن خالد ولد، وإنتى بنت، يعنى إنتى محتجانى، لكن هو مش محتاجنى
تحضتنه فاطمة وتبكى رغما عنها قائلة: كبرت يا جاسر، كبرت يا حبيبى، يارب أشوفك راجل ملو العين.

فى فيلا الصفدى:
تدخل غالية الفيلا بعد أن حدثتها الخادمة وروت لها ما حدث، يستقبلها عادل قائلا: ماما! إيه اللى جابك،
مقعدتيش ليه مع فاطمة؟
غالية: جيت أشوف اللى بيحصل فى بيتى يا عادل
عادل: إيه اللى بيحصل يا ماما؟ آه دى الهانم متوصتش وأتصلت حكتلك
غالية: كنت منتظرة أعرف اللى بيحصل منك، مش من الشغالة

يقطع حديثهم صوت شهاب وفاطمة، ينزلان من أعلى الدرج، ويناديا على عادل قائلا: بابا، بابا.
تنظر لهما غالية فى إستنكار قائلة: بابا؟!
ثم تعيد النظر إلى عادل قائلة: مين دول يا عادل
عادل: دول ولادى يا ماما.

غالية: والله عال يا سى عادل، متجوز ومخلف عيلين كمان، وكل ده من ورايا، وأتاريك مكنتش عايز الغلبانة وردة تخلف، ولما عرفت إنها حامل خلتها تسيب بيتها، من إمتى كنت ظالم يا عادل، ومن إمتى وأنت حياتك فى الضلمة مش فى النور.
عادل: طب ممكن تسمعينى، وبعدها أبقى أحكمى براحتك
غالية: لما نشوف، أتفضل أحكى.

فى فيلا خالد:
يتحدث عادل مع غادة فى الهاتف قائلا: لا يا ماما، قولتلك مش هسيب هنا
غادة: وأنت ليك هنا ايه عشان تفضل، أنت غريب ملكش حد.
عادل: لا ليا، ليا أخواتى
غادة: إخواتك؟!
عادل: أيوا يا ماما، إخواتى، جاسر ورضوى وحسن
غادة: اسمع يا عادل، أنت ليك أخت واحدة بس هى رضوى، وأنا هتكلم مع خالد وأخدها تعيش معايا، وأنت كمان هتيجى تعيش معايا.

عادل: نعيش معاكى فين ومع مين، مع جوزك، أسف لا أنا ولا أختى هنعيش مع راجل غريب.
غادة: وأنت دلوقتى عايش مع مين؟
عادل: عايش مع ماما فاطمة، وهى محتجانى جنبها دلوقتى، ومش هسيبها وأمشى، عن إذنك يا ماما
يغلق عادل الهاتف فى غضب من غادة التى تتوعد لفاطمة، ليجد عادل خلفه وهو يبتسم قائلا: راجل يا عادل من يومك
عادل الصغير: خالو؟! حضرتك هنا من إمتى؟

عادل: من ساعة ما قولت اللى محدش فينا قدر يقوله لأمك، طمنى ماما فاطمة عاملة إيه؟
عادل الصغير: بتحاول تبقى كويسة يا خالو، بس هى مش كويسة، وكل ما أعدى أدام أوضتها أسمعها بتعيط.
عادل: خليك جنبها وجنب أخواتك يا عادل، متنساش أنت الكبير.
عادل الصغير: أنا عمرى ما هقدر أتخلى عن ماما فاطمة، متتصورش يا خالو أنا محستش بالأمان غير وسط أخواتي وماما فاطمة وياريت بابا خالد يرجع هو كمان.
عادل: ربنا يكملك بعقلك يا ابنى.

فى غرفة فاطمة:
تجلس فاطمة وبيدها قطعة من ملابس خالد تحتضنها، يدق الباب، فتخفى فاطمة ما بيدها أسفل الوسادة، وتذهب لتفتح الباب، لتجده عادل، تنظر له فاطمة قائلة: عادل!
عادل: عاملة يا فاطمة؟
فاطمة: بحاول أبقى كويسة يا عادل.
عادل: مش هو ده اللي كنتى عايزاه يا فاطمة، زعلانة ليه دلوقتى؟

تزفر فاطمة فى آلم قائلة: أنا مش زعلانة يا عادل، أنا بموت من جوايا، زمان لما كنت ببقى خايفة ومش عارفة أنام، كنت بعدى من أدام أوضة خالد، وأسمع أنفاسه وهو نايم، كنت ببقى مطمنة أوى إنه جنبى، حتى لما كان بيبقى مسافر، كان بيبقى حريص يكلمنى قبل ما أنام، كنت ساعتها بحس إنه جنبى وإنى مش خايفة من حاجة، حتى لما أتجوز مرتين، كنت برضه بحس إنه جنبى، مكنش بيبعد عنى، فاكر لما بعدت السنة اللى بعدتها عنه، كنت بخرج بليل وأروح أتكلم من أى محل، واسمع صوته من غير ما أتكلم، صوته كان بيطمنى إنه موجود جنبى، حتى لو عينى مش شايفاه، لكن من ساعة ما أطلقنا وأنا حاسة إن خلاص خالد معادش موجود، خالد مشى خلاص يا عادل، فاهم يعنى إيه، يعنى أنا مش هطمن بوجوده، يعنى مش هصحى الصبح على صوته، يعنى مش هنام وأنا مش خايفة عشان عارفة إنه جنبى ومعايا، خالد مشى يا عادل، يعنى أفضل خايفة، فاهمنى يا عادل، أنا خايفة، خايفة أوووى..

وتضع فاطمة يدها على وجهها وتبكى، فينظر لها عادل فى آلم قائلا: عشان كده حاطة قميصه جنبك.
ترفع فاطمة عينيها إليه قائلة: دا أخر قميص لخالد لبسه، ونسى اخدوا معاه، لسه فى ريحته، بنام وهو فى حضنى، يمكن أطمن وأحس إنه جنبى.
يجلس عادل أمام فاطمة على ركبتيه قائلا: فاطمة حبيبتى، إنتى اللى صممتى على الطلاق، لكن لو حابة إنى أكلم خالد و...

تقاطعه فاطمة قائلة: أوعى يا عادل، أوعى تعمل كده، مش معنى إنى محتجاه ومش قادرة أعيش حياتى من غيره، إنى عايزة أرجعله، أحيانا الحاجة اللى مبنقدرش نعيش من غيرها، بيبقى وجودها جنبنا بيموتنا، وخالد كسرنى يا عادل، عارف يعنى إيه كسرنى، كسرنى
بشكه فيا، كسرنى يوم ما أفتكر إنى بخونه، ومفيش واحدة ترضى على نفسها ترجع لواحد شك فيها..

وتكمل حديثها وهى تنظر إلى الفراغ قائلة: حتى لو هتموت من غيره، الموت ساعتها هيبقى أهون ينظر لها عادل فى قلق قائلا: فاطمة، إنتى كويسة.
تنظر له فاطمة قائلة: متخافش يا أبيه، أنا كويسة.
ينظر لها عادل فى قلق، ويهم بالمغادرة، فتوقفه فاطمة قائلة: أبيه عادل، هى وردة فين؟

فى منتصف الليل:
يستيقظ عادل من نومه على صوت هاتفه يرن، ينظر عادل إلى الساعة، ثم ينظر إلى الهاتف فى قلق قائلا: ألو
ليجد عادل الصغير يحدثه فى قلق قائلا: أيوا يا خالو، من فضلك تعالى بسرعة
يقوم عادل من مكانه مفزوعا قائلا: فى إيه يا عادل؟
عادل الصغير: ألحق ماما فاطمة
يتوجه عادل مسرعا إلى الفيلا ليجد عادل الصغير فى إنتظاره، يركض إليه عادل قائلا: فى إيه يا عادل، فاطمة مالها؟

عادل الصغير: أنا قمت بليل أشرب، لقيت نور أوضتها مولع، دخلت أطمن عليها، ملقتهاش فى الأوضة، بس لقيت، لقيت....
عادل: لقيت إيه أتكلم
عادل الصغير: تعالى معايا يا خالو بسرعة وأنا أوريك يصعد كلا من عادل وعادل الصغير إلى غرفة فاطمة، ليصدم عادل وتتسع عينيه، وينظر إلى عادل الصغير في قلق قائلا: إيه الدم ده يا عادل؟!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 8 من 22 < 1 15 16 17 18 19 20 21 22 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،











الساعة الآن 11:10 PM