logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 7 من 22 < 1 14 15 16 17 18 19 20 22 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:41 مساءً   [49]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

تلتفت فاطمة نحوها بحثا عن شخص ما، وتنظر إلى غالية قائلة: هى فين وردة يا عمتى !!!
غالية: وردة راحت عن أمها يا بنتى تطمن عليها تنظر لها فاطمة فى تعجب قائلة: غريبة أوى، هى مش عارفة إنى جاية النهاردة عشان اقعد معاها.
غالية: عارفة، بس قالتلى إن أختها كلمتها وقالت إن أمها تعبانة شوية
تنظر فاطمة فى ضيق قائلة: لا ألف سلامة عليها، أنا كان نفسي أشوفها وأتكلم معاها، بقالى كتير مش عارفة أقابلها...

وفى داخل غرفة المكتب:
يجلس خالد مع عادل يتحدثان، ينظر خالد إلى عادل فى حيرة قائلة: أنا هتجنن يا عادل مش عارف أعمل إيه معاها، أنا عملت كل حاجة، حايلت وحنيت، قسيت وشديت، أستحملت إنى أقعد فى الشركة وهى تبقى المديرة تقعد تأمر وتنهى، لكن مفيش فايدة، فاطمة
فيها حاجة متغيرة مش قادر أعرفها، كل لما أقرب منها أحسها بتسجيب لقربى، وفجأة ألاقيها بعدت عنى تانى، كأن فى حاجز بينا هى خايفة تعديه، قولى أعمل إيه يا عادل معاها.

ينظر له عادل فى مرح قانلا: يا عينى يا خلود، جننتك بنت خالى.
يضع خالد يده على رأسه قائلا: وأى جنان يا ابن خالى، دا وصلت إن الهانم واحد بيعاكسها أدامى وقال إيه زعلانة إنى ضربته وطردته برة الشركة.
عادل: إيه ده أنت ضربته ؟
خالد: ضربته بس، دا أنا كان هاين عليا أعلقه أدام الشركة، عشان يبقى عبرة لكل اللي يفكر يبص بس لمراتى.
ينظر له عادل فى شفقة قائلا: شكلك بتحبها أوى يا خالد.

خالد: فاطمة دى الحب الوحيد فى حياتى يا عادل، الحب اللي عشت طول عمرى تايه بدور عليه، ولما لقتها ملت حياتى، أنا مش متخيل حياتى من غير فاطمة
عادل: وأنت بقى جايلى أنا عشان أقولك تعمل مع مراتك إيه..
يوميء خالد برأسه فى رجاء قائلا: أيوا طبعا مش أنت ابن عمتها، وكنت دايما تقولى ليك فيها أكتر ما ليا، دا أنت يا أخى اللي مسلمهالى بنفسك يوم فرحنا وكنت وكيلها.

يقف عادل مواليا ظهره إلى خالد، ويرتسم على ملامحه الحزن قائلا: عندك حق، أنا اللي سلمتهالك بنفسى.
يعيد النظر لخالد من جديد بعد أن أخفى ملامح الحزن قائلا: بس دا ميمنش إنك أقربلها من أى حد، يا أخى دا من صغرها مش شايفة غير أبيه خالد، وحنية أبيه خالد، والأمان اللي بتحسه مع أبيه خالد ويربت عادل على كتفه قائلا: رجعلها الأمان ده يا خالد، فاطمة مش محتاجة دلوقتى غير الأمان اللي طول عمرها مبتعرفش تستمده غير منك ويكمل فى مرح قائلا: ويالا بقى روح لمراتك على ما أخلص مكالمة شغل وأجيلكم..

فى حديقة الفيلا، يجلس عادل مع فاطمة الصغيرة وينظر إليها فى حب قائلا: وحشتينى يا طمطم
فاطمة: وأنت كمان يا عادل، ليه مش بقيت تيجى تلعب معايا
عادل: عشان خلاص بقيت عايش هنا مع تيتة وخالو
فاطمة: طب قولهم يخلوك ترجع تعيش معانا تانى، مش أنت بتحبنا
عادل: طبعا، بحبكم قوى.

فاطمة: خلاص قولهم وترجع تعيش معانا، ماما فاطمة وبابا بيحبوك وهيفرحوا لما ترجع تعيش معانا
ينظر لها عادل فى حب طفولى بريء، ليقطع حديثهم صوت جاسر ورضوى، تنظر رضوى لعادل قائلة: أنا زعلانة منك يا عادل، سايبنى لوحدى ومش قعدت معايا، اشمعنى فاطمة.

عادل: لا يا حبيبتى حقك عليا متزعليش
ينظر له جاسر فى جدية قائلا: صحيح يا عادل، أنت سايب رضوى اللي هى أختك وقاعد مع فاطمة
عادل: خلاص بقى أنتوا كلكوا عليا
ينظر جاسر لفاطمة قائلا: طب يالا يا فاطمة تلعب سوا
فاطمة: حاضر يا عمو
ينظر عادل فى إستنكار قائلا: عمو ؟!

فاطمة: أيوا بابا بيقول إن جاسر يبقى عمو، عشان هو أخو بابا
ينظر عادل لجاسر قائلا: يا ابنى دا أنا أكبر منك عمو إيه
جاسر: آه عمو، وهقول لفاطمة متقعدش معاك تانى
عادل: لا وعلى إيه، أدامى يا عمو.

فى منزل أهل وردة:
تجلس وردة مع أمها وزهرة، تنظر أم وردة لها قائلة: وحشتينى أوى يا وردة
وردة: إنتى كمان يا ماما وحشتينى، كلكم وحشتونى
تنظر لها زهرة فى مرح قائلة: إلا قوليلى بقى إيه سبب الزيارة الغريبة دى، إيه عايزة تزوغى من أبيه عادل
تضربها وردة على كفها قائلة: إيه يا بنت أزوغ دى عيب كده
أم وردة: بطلى يا زهرة ترخمى على أختك الكبيرة وسيبيها فى حالها وتعيد أم وردة النظر لوردة قائلة: طمنينى يا وردة، حماتك عاملة إيه معاكى يابنتى، أنا علطول بدعيلك ربنا يهديهالك.

وردة: ودعواتك بتوصل يا أمى، طنط غالية أتغيرت
خالص، وبقت بتعاملنى زى ابنها، بس ....
أم وردة: بس إيه وردة ؟
وردة: ولا حاجة يا ماما
وتنظر إلى زهرة قائلة: وإنتى يا ستى أحكيلى عاملة إيه فى شغلك.

ونعود لفيلا الصفدى، تجلس غالية تلاعب حسن، بينما تلاحظ فاطمة جلوس عادل الصغير منفردا وهو ينظر لباقى الأولاد وهو يلعبون، تقترب منه فاطمة فى حنان قائلة: ممكن يا عادل أقعد معاك.
عادل: طبعا يا طنط أتفضلى.

فاطمة: مالك يا حبيبى، قاعد سرحان ومش بتلعب مع أخواتك ليه ؟
عادل: حاسس إن الوضع غريب عليا يا طنط، متعودش أكون مع حد، أتعود أعيش طول عمرى لوحدى، بابا مات وسابنى، وماما هى كمان أتجوزت وسابتنى، حتى رضوى أختى عايشة معاكم.

تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: وأنا يا خالد مش زى ماما، عمو خالد مش دايما بيعاملك زى رضوى وجاسر
عادل: حضرتك وعمو خالد كنت دايما بحس بحنانكم وحبكم عليا، بس دلوقتى أنا عايش بعيد عنكم، عايش من غير بابا ولا ماما، أقول لحضرتك سر

فاطمة: قول يا حبيبى
عادل: أنا ساعات لما بشوف فاطمة ورضوى وجاسر بيقولولك يا ماما ببقى نفسى أقولها زيهم، أنا أصلى محروم من الكلمة دى.
تحتضنه فاطمة فى حزن، وتنزل دموعها رغما عنها قائلة: قولها يا حبيبى، لأنى فعلا زى مامتك، صحيح أنت مش ابنى، بس مين قال إن الأم هى اللي تخلف تخرجه فاطمة من حضنها وتنظر له فى شرود قائلة: ومن النهاردة مش عايزة أشوفك زعلان، لأنى عرفت
أنا المفروض أعمل إيه.

يدخل عادل غرفته مبررا إنشغاله بإجراء مكالمة تخص عمله، ويستغل فرصة إنفراده بنفسه، ويخرج ما به من ضيق، ينظر عادل إلى المرآة التى أمامه وينظر إلى نفسه وقد غلبته دموعه قائلا محدثا نفسه: إيه مالك مستغرب ليه كلام خالد، مش هى دى الحقيقة، الحقيقة أنك أنت اللي سلمتها ليه بنفسك، سلمت حبيبتك لغيرك، منتظر إيه منهم إنهم يحسوا بوجعك، مش لما تعلن عنه الأول يبقى حد يحس بيه، أنت اللي بدأت الحكاية لوحدك وأنت اللي أخترت، وأنت برضه اللي هتعيشها للنهاية لوحدك من غير ما حد يحس ولا يعرف أنت قد إيه بتتعذب من جواك كل لما تشوفها أدامك.

يقطع شروده طرق الباب ونداء الخادمة تخبره بأن الجميع فى إنتظاره لتناول الطعام، يمسح عادل دموعه، ويرسم بسمة ممزوجة بالوجع على وجهه، ويستعد من جديد لمقابلة الجميع فى مرح زائف..

وعلى مائدة الطعام:
يجلس الجميع يأكلون ويتسامرون فى مرح
تنظر فاطمة لعادل قائلة: وحشتنى يا أبيه بقالك مدة مش بتسأل عليا
عادل: يابت بطلى أبيه دى، دا جوزك قاعد أدامك وأكبر مني
يتدخل خالد قائلا: لا أبيه، وبعدين مكنش كام شهر الفرق اللي بينا، علفكرة بقى لولا إنك أبيه عادل مكنتش هخليها تكلمك أصلا إيه رأيك بقى
عادل: رأيى إيه يا عم حقك مراتك طبعا.

تشاكس فاطمة خالد قائلة: حقه إيه، لا طبعا، محدش يقدر يمنعنى عن أبيه عادل، ولا ناسى يا خالد إن هو اللي جوزنا وكان وكيلى، وولى أمرى، يعنى لو زعلتنى هجرى عليه اخدلى حقى
يرفع خالد يده فى استسلام وينظر لعادل قانلا: لا وعلى إيه؟ أنا أسف يا حمايا العزيز
عادل: أيوا كده يا طمطم يا مسيطرة
تقاطع غالية حديثهم قائلا: هو مين دا يا بت يا فاطمة اللي يقدر يزعلك، هو مش عارف هو متجوز مين.

خالد: لا عاااااارف وحااااااافظ، وكل يوم تقولهالى، متجوز فاطمة الحديدي
غالية: أيوا يعنى لو فكرت بس تزعلها ....
خالد: لا وعلى إيه، طمطم دى حبيبتى من زمان، صح يا طمطم
تنظر له فاطمة فى خجل قائلة: طب كل بقى قبل الأكل ما يبرد
ينظر لها خالد فى حب، بينما تراقبهم عين عادل فى حزن

تنظر فاطمة لعادل قائلة: أبيه عادل، ممكن بعد الأكل أتكلم معاك فى موضوع مهم
خالد: موضوع إيه ؟
بعد إنتهاء زيادة كلا من فاطمة وخالد، تعود فاطمة وخالد ومعهما الأولاد إلى فيلتهم، لينفرد خالد بفاطمة قائلا: ممكن تقوليلى بقى الموضوع اللي كنتى عايزة عادل فيه.

فاطمة: عادل يا خالد
ينظر لها خالد فى تعجب قائلا: عادل؟! ماله عادل ؟
فاطمة: قصدى على عادل ابن غادة، عايزاه يرجع يعيش معانا تان، ولا أنت عندك مانع؟
خالد: لا معنديش، أنا بحب عادل جدا وبعتبره زى فاطمة وروضوى وجاسر، بس يعنى إيه اللي خلاكى تفكرى فى الموضوع ده.

فاطمة: أنت عارف إنى أنا كمان بحب عادل، وكنت بعتبره زى ابنى من قبل ما أنا وأنت نتجوز، عادل بيعانى من الوحدة يا خالد، ومش من العدل إنه يعيش لوحده وأخته بتتربى معاك، هو أعترفلى إنه افتقد الحنان والأمان اللي كان عايشهم وسطينا، وأنا عايزة يجى يتربى وسط أخواته رضوى وجاسر وحسن خالد: غريبة مقولتيش فاطمة يعنى ؟
تنظر له فاطمة وتبتسم دون أى رد، فيكمل خالد قائلا: أمممم، دا الموضوع كبير بقى، وشكل قصة حبنا هتتكرر تانى.

فاطمة: ها قولت إيه بقى؟
خالد: انا معنديش مانع، بس المشكلة الحقيقة فى جدته وأمه، أكيد مش هيوافقوا، بس كده هتبقى مدرسة يا حبيبتى، هتقدرى عليها
فاطمة: دى هتبقى أحلى مدرسة دول نعمة يا خالد، ربنا يحفظهم ويفضلوا محاوطينا وحوالينا، ومالين علينا حياتنا
يقبل خالد يدها قائلا: ويباركلى فيكى يا أحلى ماما فى الدنيا.

وفى فيلا الصفدى يفاتح عادل غالية فى موضوع عادل الصغير، فتصرخ قائلة: انت بتقول إيه يا عادل، أنت عايز عادل يبعد عنى زى ما أخته بتتربى بعيد عنى.
عادل: يا ماما افهمينى عادل من حقه يعيش مع أخته
غالية: يبقى خالد يسيبها تيجى تعيش هنا مع أخوها
عادل: إنتى عارفة إن خالد عمره ما هيوافق، وبعدين إذا كان دى رغبة عادل نفسه، وهو نفسه يرجع يعيش مع خالد وفاطمة وبيحبهم
يقطع حديثهم صوت عادل الصغير قائلا: أيوا يا تيتة ياريت حضرتك توافقى.

غالية: يعنى أنت يا عادل، موافق تبعد عنى وتسبنى موافق تروح تعيش مع خالد وفاطمة.
يوميء لها عادل بالموافقة، فتكمل قائلة: على العموم هسأل مامتك وهى اللى تقرر
عادل: دا على أساس إنى فارق مع ماما أوى
ينظر له عادل قائلا: عيب يا عادل تتكلم عن مامتك كده، تيتة معاها حق، الوحيد اللي من حقه يوافق أو يرفض هو مامتك
عادل: أسف يا خالو، عن إذنكم.

فى إحدى الفنادق:
تبلغ غالية غادة بطلب فاطمة، فتصرخ غادة قائلة: دا على جثتى، هى العقربة دى عايزة إيه، مش مكفيها خدت خالد وبنتى رضوى، كمان عايزة عادل ابنى .
غالية: فاطمة يا بنتى مش عايزة حاجة، دا ابنك اللي عايز يروح يعيش معاهم مع أخته، وإنتى عارفة أرتباطه بيهم تنظر غادة إلى الفراغ فى شر، وتكمل حديثها قائلة:
خلاص يا ماما خليه يروح
تحدثها غالية فى تعجب قائلة: يعنى إنتى موافقة يا غادة؟
غادة: طبعا، طالما رغبة ابنى، أنا ميمهنيش غير سعادته
وتغلق مع غالية الهاتف قائلة: جتلك على الطبطاب يا غادة من غير أى مجهود.
يقطع تفكيرها صوت الباب، تفتح الباب لتتفاجيء بوجود شخص ما أمامها، وتنظر إليه فى صدمة قائلة: علوان؟!

بعل مرور يومين:
تذهب غالية مع وردة إلى المستشفى بعد أن تخبر عادل أنها ستقوم بإجراء الكشف السنوى لها، وستحتاج لوجود وردة بجانبها، وبالفعل تستعد وردة لاجراء العملية بعد أن شجعتها غالية على ذلك دون علم عادل تتم العملية وتخرج وردة من غرفة العمليات إلى غرفتها ، وتجلس غالية بجانبها فى إنتظار أن تسترد وعليها، بعد فترة تفتح وردة عينيها فى بطيء قائلة: طنط، أنا عملت العملية.

تملس غالية على رأسها قائلة: آه يا حبيبتى، حمد لله على السلامة
تنظر لها وردة فى ضعف قائلة: الله يسلمك، بس أنا خايفة عادل يعرف لما أرجع البيت
غالية: هيعرف منين، إحنا هنفضل هنا لحد ما تشدى حيلك، والدكتور قال هما يومين وتبقى زى الفل، ولما نروح أتحججى بأى حجة إنك عندك برد تعبانة أى حاجة، المهم عادل ميحسش بأى حاجة، وزى ما قولتلك أول لما ربنا يكرمك وتحملى مش هيفكر فى أى حاجة غير فى ابنه اللي جاى.
تنظر وردة إلى الفراغ فى قلق...

فى فيلا خالد:
يدخل عادل الصغير ومعه حقائبه فى استقبال حافل من خالد وفاطمة، يحتضنه خالد قائلا: حمدا لله على السلامة يا حبيبى، نورت بيتك
عادل: بيتى؟!
خالد: طبعا بيتك يا عادل، أنت ناسى إنك ياما لعبت واتربيت هنا، ومن هنا ورايح أنا بابا خالد، ودى ماما فاطمة.
ينظر عادل لفاطمة وعينيه تترقرق بالدموع، فتوميء له بالموافقة مع ابتسامة قائلة: زى ما بابا خالد قالك يا حبيبى، ومن النهاردة هتنام مع أخوك جاسر فى أوضته، وهتعيش مع أخواتك.
خالد: يالا يا عادل، أطلع غير هدومك وتعالى عشان نتغدى كلنا سوا
ينظر له عادل فى سعادة قائلا: حاضر يا بابا.

وفى الفندق:
تخرج غادة من الحمام وهى ممسكة بمنشفة تجفف بها شعرها، ينظر لها علوان نظرة غامضة قائلا: اعملى حسابك يا غادة عندنا سهرة عمل برة النهاردة.
تنظر له غادة قائلة: سهرة إيه دى، وبعدين وأنا مالى آجى معاك ليه ؟
علوان: مش أنا قولتلك إنى نزلت مصر عشان شغل مهم ،أهو ده الشغل المهم، صفقة مهمة مع رجل أعمال كبير أوى، هيطلعلنا منها مش أقل من خمسين مليون دو لار.
غادة: برضه آجى معاك ليه، دا شغلك أنت ؟
علوان: عشان إنتى مراتى يا حبيبتى، وكل رجال الأعمال هيجيبوا زوجاتهم، ولا إنتى ناسية إنك مراتى ؟
تنظر له غادة فى ضيق قائلة: حاضر يا علوان.

فى شركة البدر:
كانت زهرة طوال الفترة الماضية تتجنب رؤية حسام أو التعامل معه،حتى إذا تعاملت معه تتعامل معه فى جمود وبشكل رسمى مما أثار غضبه وحيرته.
يجلس حسام فى مكتبه ويمسك هاتفه محدثا السكرتيرة قائلا: كلمى زهرة خليها تجيبلى الخطة اللي طلبتها منها السكرتيرة: حاضر يا بشمهندس.
بعد قليل تتصل السكرتيرة قائلة: أنا كلمتها يا بشمهندس قالتلى إنها سلمتها لأستاذ محى يراجعها.

يتحدث حسام فى غضب قائلا: يعنى غيه، أنا اللي طلبتها منها، تديها لمحيى ليه ويغلق الهاتف فى غضب متوجها إلى مكتب زهرة
ويفتحه فى إندفاع، فتفزع زهرة لرؤيته ولكنها تحاول أن تتمالك نفسها.
زهرة: خير يا بشمهندس ؟
حسام: إنتى أديتى الخطة اللي طلبتها منك لمحيي ليه، مش قولتلك شغلك يبقى معايا أنا؟

زهرة: المفروض واللي أعرفه إن أستاذ محيي مديرى المباشر، وهو اللي بيتابع شغلى مش حضرتك
حسام: وانا قولتلك لا تتعاملى مع محيي ولا غيره، ليه مش عايزة تفهمى!
زهرة: أفهم إيه يا بشمهندس، أنا مش فاهمة حاجة، اللي أعرفه إنى شغالة فى شركة وليا مدير مباشر، لكن اللي أنا مش فهمها ومش لقياله مبرر هو اللي حضرتك بتعمله معايا، وبصراحة لو استمر الوضع كده، أنا مضظرة اسيب الشركة.
ينظر لها حسام فى صدمة قائلا: تسيبى الشركة ؟!

زهرة: ما انا مبقبلش حد يعاملنى على إنى دمية يحركها يمين وشمال أنا هنا موظفة زيى زى أى موظف.
تهدا نبرة حسام، وينظر لها فى حب قائلا: لا يا زهرة، إنتى مش زى أى موظف هنا
زهرة: يعنى إيه ؟
حسام: طب ينفع نتكلم هنا، تعالى معايا أعزمك على حاجة نشربها وأنا أقولك قصدى إيه ؟

زهرة: بس هنا فى كافيتريا الشركة
حسام: موافق
تنزل زهرة مع حسام إلى كافيتيريا الشركة، وينظر لها حسام فى حب قائلا: ها يا ستى عايزة تعرفى إيه ؟
زهرة: عايزة أعرف أنا ليه مش زي أى موظف فى الشركة؟
حسام: لأنك يا ستى ببساطة حبيبتى
تنظر له زهرة فى صدمة وهى تفتح فمها قائلة: حبيبتك؟!

حسام: اقفلى بس بوقك ده لحاجة تدخل فيه، أيوا حبيبتى، أنا بحبك يا زهرة، بحبك من أول يوم قابلتك فيه، لقيت نفسك بتشدلك، حسيت كأنك تخصينى حد منى، لقتنى مش قادر أخلى حد يشوفك ولا يقرب منك، أيوا أنا بعترف إنى بغير عليكى، غصب عنى انا واحد أتحرم من الحب طول عمره، وغصب عنى لما لقيته بقيت مجنون بحبك.

تنظر له زهرة ومازالت الصدمة تؤثر عليها، يضحك حسام على منظرها فتسحرها ضحكته وتتسع عينيها فتصبح كالبلهاء، يكمل حسام حديثه قائلا: طب إيه هتفضلى مبحلقالى كده، أنا عارف إنى أمور وأتحب، بس مش للدرجة.
تدرك زهرة نفسها قائلة: ها، لا أمور إيه، أنا كنت بفكر بس؟
حسام: طب إيه رأيك فى كلام؟

زهرة: طب ليه حضرتك مقولتليش طول الفترة دى ؟
ينظر لها حسام فى جدية قائلا: بصراحة خفت.
تنظر له زهرة فى تساؤل قائلة: خفت ؟!

حسام: أيوا يا زهرة خفت، أنا صحيح بدور على الحب من زمان، وصحيح لما شفتك قلبى دق وقالى هى دى، إنتى أول حب فى حياتى يا زهرة، لكن جوايا أتكون خوف، زهرة إحنا فرق السن بينا كبير أوى أكتر من عشر سنين، ودا خوفنى إنك ممكن ترفضينى، أو تحسينى شخص غريب عنك، خفت اتصدم فى أول حب ليا، كنت عامل زى المراهق اللي خايف يعترف لحبيبته لترفضه .

زهرة: ومين قال إنى كنت هرفضك ؟
حسام: يعنى إيه ؟
زهرة: هو صحيح الفرق بينا فى السن مش صغير، بس أنا عمرى ما حسيت بالفرق ده، بالعكس، أنا من ساعة ما شوفتك حسيت إنك حد قريب منى كأنى اعرفك من زمان
ينظر لها حسام فى غير تصديق قائلا: إنتى قصدك... توميء له زهرة قائلة: أنا كمان... يعنى... قصدى... إنى موافقة.

يقف حسام فى فرحة قائلا: بجد يا زهرة، يعنى موافقة تتجوزيني ؟
تنظر له زهرة فى خجل قائلة: أيوا، أقعد بقى الناس بتتفرج علينا
يجلس حسام قائلا: طب ممكن تحدديلى ميعاد مع باباك
زهرة: بصراحة أنا أتكسف أقوله، ممكن تكلم فاطمة تخليها تقول لوردة هى تفاتحه.

حسام: بس كده من عينيا يا جميل
تنظر له زهرة فى خجل قائلة: وممكن تبطل تكسفنى
حسام: دا أنا هاين عليا أصرخ وأقول لكل الناس إنى بحبك
تنظر له زهرة فى حب، بينما ينظر لهما شادى من بعيد فى سعادة ممزوجة بالحزن، فحسام يذكره بنفسه فى حبه لفاطمة

فى المساء فى الفندق:
تدخل غادة غرفتها فى غضب وخلفها علوان، ينظر لها علوان فى هدوء قائلا: ممكن أعرف إيه اللي معصبك كده ؟
غادة: بقولك نظرات الحيوان اللي كنت عازمنا معاه دى مش مريحانى، أنا كنت حاسة إنى جايبنى من فوقي لتحتي.
علوان: يا ستى راجل شايف واحدة حلوة أدامه وبيبدى إعجابه
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: وبالنسبة لجوز الست الحلوة دى إيه موقفه، عادى كده ؟

علوان: غادة حبيبتى، أنا مش هضيع صفقة بملايين عشان الراجل بصلك بصة معجبتكيش، يا ستى متبقيش تبصى ناحيته، أقولك أبقى غمضى عينك.
غادة: أنت إزا كده ؟
يقبلها علوان من وجنتها قائلا: إنتى بس اللي حمقية شوية، عن إذنك أخد شاور.
تنظر غادة لأثره فى صدمة قائلة: ياربى أخلص من وليد يطلع علوان، كلهم ألعن من بعض.

بعد مرور عدة أيام:
تعود وردة إلى الفيلا مع غالية فى إستقبال من عادل، الذى يلاحظ تعبها، ولكنها تعلل ذلك بأنها مجهدة من الأيام التى قضتها برفقة غالية.
يحاول خالد التقرب من فاطمة والتى كلمها اقترب منها تبتعد عنه رغما عنها حتى قرر أن يرسم خطة لتنفيذ كلام عادل معه.
وفى يوم من الأيام خرجت فاطمة من الشركة تبحث على سيارتها فلم تجدها، نظرت حولها فى قلق، فقطع بحثها صوت خالد من خلفها قائلا: مش هتلاقيها.

تنظر له فاطمة فى إستفهام، ليكمل قائلا: مش هتلاقى العربية بتاعتك، خليت السواق اخدها يروحها الفيلا.
فاطمة: ليه عملت كده، وأنا هروح إزاى دلوقتى ؟
يتوجه خالد إلى سيارته ويفتحها وهو ينحنى قائلا: تحت أمرك يا ملكتى، تسمحيلى أكون السواق بتاع جنابك النهاردة

تضحك فاطمة وهى تدخل إلى السيارة قائلة: مجنون يا خالد، وهتجننى معاك.
يتوجه خالد إلى كرسى القيادة قائلا: لسه بدرى على الكلمة دى يا أفندم.
يقود خالد السيارة وبعد فترة تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: خالد، دا مش طريق الفيلا.
يجيبها خالد دون أن ينظر إليها قائلا: أيوا بالظبط كده
فاطمة: طب ممكن أعرف أنت مودينى فين ؟
خالد: هخطفك!...


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:42 مساءً   [50]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

فاطمة: طب ممكن أعرف أنت مودينى فين ؟
خالد: هخطفك!
تنظر له فاطمة فى إستنكار قائلة: تخطفنى ؟!
خالد: بالضبط كده، إيه مش مسموحلى أخطف مراتى
فاطمة: خالد بجد قولى رايحين على فين ؟

يقف خالد بالسيارة وينظر إلى فاطمة قائلا: فاطمة إنتى مش واثقة فيا ؟
تنظر له فاطمة فى تردد قائلة: لا أكيد واثقة فيك.
يكمل خالد قيادة السيارة قائلا: يبقى تسيبيلى نفسك خالص النهاردة.

بعد عدة ساعات يصل خالد إلى الإسكندرية، وتحديدا أمام منزل والدته القديم
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: إحنا إيه اللي جابنا هنا
خالد: هتعرفى دلوقتى
فاطمة: خالد الولاد لوحدهم فى الفيلا مع الدادة
خالد: ممكن تبطلى قلق، الولاد ودتهم عند عادل، ووردة ومرات خالى هياخدوا بالهم منهم على ما نرجع.
تنظر له فاطمة فى قلق، فيجذبها من يدها متجها بها إلى شقة والدته القديمة ويدخلها ويغلق بعدها الباب.

تنظر فاطمة للشقة فى إشتياق قائلة: ياااه يا خالد وحشتنى أوى
خالد: إنتى اللي وحشتيها يا فاطمة
تلتفت فاطمة إلى خالد قائلة: ليه جبتنى هنا النهاردة يا خالد ؟

يضمها خالد من كتفيها جاذبا إياها قائلا: تعالى معايا يا فاطمة وإنتى تعرفى.
يشير خالد إلى مكان ما قائلا: شايفة الحتة دى يا فاطمة، هنا كان أول مرة عينى تيجى فى عينك، إحساس غريب ساعتها أتملكنى، إحساس بإنك هتكونى حد مهم أوى فى حياتى، خطفتينى من غير حتى ما أعرفك.

يشير إلى حجرة والدته قائلا: وهنا أمى أدتنى درس عمرى ما هقدر أنساه، لما خلتنى أعرف إن حبك موجود فى قلبى من أول يوم شفتك فيه.

ويتذكر خالد كلمات مريم له" أكيد ربنا شايف اللي إحنا مش شايفينه، وعارف إن الخير لسه مستنيك أدام، مع واحدة تحبك بجد، واحدة يكون كل حلمها تفضل جنبك ومعاك مهما حصل، واحدة تكون أنت كل حياتها، زى ما هى تكون كل حياتك، واحدة عندها إستعداد تضحى عشانك وتكون لك حضن أمان تترمى فيه وقت ضيقك، وتكون لك فرحة تملى حياتك.

أحيانا بيكون فى شخص مجهول فى حياتنا منعرفوش، بيبقى أهم شخص فى حياتنا، ويمكن تكون حكايتك اللي جاية لسه مبداتش مع حب مجهول "
يعود خالد من ذاكرته وينظر فى حزن قائلا: الله يرحمك يا أمى.

فاطمة: الله يرحمها
ينظر خالد لفاطمة قائلا: الحب اللي أمى قالتلى عليه كانت تقصدك إنتى بيه، الحب اللي عشت طول عمرى حاسه جوايا ومش شايفه بعينيا
فاطمة: خالد، أنا يضع خالد يده على فمها قائلا: أرجوكى يا فاطمة، سيبينى أكمل..

يجذبها من يدها ويدخلها إلى غرفتها القديمة قائلا: وهنا كانت أوضتك، كنت كتير بقلق بليل وأفضل رايح جاى ادامها، خايف ليجيلك كابوس أو حلم ومحدش يسمعك، ولما كنتى بتتعبى كنت بفضل قاعد أدام الاوضة خايف عليكى، وكل شوية أطمن عليكى من أمى، ورغم كده عمرى ما كان مسموحلى ادخلها.

ويجذبها مرة أخرى إلى غرفته قائلا: وهنا يا فاطمة، فى أوضتى، أعترفت لنفسى إنك أقرب إنسانة لقلبى، هنا أعترفت إنى مبرتحش غير لما برمى همومى فى حضنك ، وهنا كمان أعترفتيلى أهم إعتراف فى حياتك.

تنظر له فاطمة متساءلة، فيكمل قائلا: لما قولتليلى إنى بالنسبة ليكى بر أمان، فاكرة اليوم ده ويستعيد كلاهما هذه الذكرى وكلمات فاطمة لخالد " يوم ما مامتى ماتت وبعدها بابا سابنى لوحدى وبعتنى هنا لعمتو اللي كان فاكر إنها هتاخدنى فى حضنها، لكنها طردتنى، ولقيت نفسي فى الشارع مكنتش عارفة هروح فين ولا هعمل إيه، عرفت إنى هبقى وحيدة فى الدنيا، كنت خايفة أوى، لا أنا كنت مرعوبة، كنت بتمنى إن أروح لمامتى أحسن وأكون معاها، أحسن ما أعيش فى الدنيا دى من غير حد، كنت شايفة الدنيا سودا أوى ومفهاش أى نور، لكن فجأة ظهرلى نور، عرفنى إن لسه فى حاجات حلوة فى الدنيا، وإنى ممكن أعيش وأكمل حياتى، عارف مين النور دا يا أبيه.

حضرتك يا أبيه، أيوا حضرتك النور ده،من ساعة ما عرفتك وأنت بالنسبة لى القوة والأمان، عارف يعنى إيه، يعنى أنا بستمد أمانى منك، يعنى أنا بنام مش خايفة عشان عارفة إنك موجود معايا، يعنى أنا نسيت الخوف ورجعت أشوف الحياة حلوة عشان أنت موجود فيها ".

يعود خالد إلى الواقع وينظر إلى فاطمة التى تجمعت الدموع فى عينيها قائلا: فاكرة يا فاطمة
فاطمة: لسه فاكر يا خالد؟
خالد: عمرى ما نسيت أى حاجة تخصك يا فاطمة، بس إنتى شكلك اللي نسيتى، أو يمكن مبقتش بالنسبة لك الامان زى زمان
تنظر فاطمة إلى الأرض، فيرفع خالد وجهها بأطراف أنامله وينظر إليها قائلا: ردى عليا يا فاطمة، خلاص مبقتش بالنسبة لك الأمان، مبقتيش بتطمنى بوجودى زى الأول.

تحتضن فاطمة نفسها بذراعيها قائلة: أنا خايفة يا خالد، خايفة أوى.
خالد: خايفة من إيه يا فاطمة، خايفة منى؟
تنهال الدموع على وجه فاطمة قائلة: خايفة من كل حاجة، أنت زى ما بتقول كنت بالنسبة لى الأمان، بس حبك علمنى الخوف يا خالد، خايف أقرب والأقيك أنت تبعد، خايفة تجرحنى، خايفة أتوجع تانى منك يا خالد، خلاص مبقاش فى قلبى مكان للوجع، مبقتش مستحملة، وخايفة أبعد عنك، انا مقدرش أبعد عنك يا خالد.

وتكمل فاطمة فى إنهيار قائلة: مش قادرة يا خالد، بحبك لدرجة إنى ممكن أموت لو بعدت عنى.
يضمها خالد إليه ويهدئها قائلا: اهدى يا حبيبتى، مين قال بس إنى هبعد عنك ولا هتبعدى عني.
تتشبث به فاطمة دون أى إجابة وكأنها وجدت بر الأمان تظل على حالها إلا أن يشعر خالد بأنها هدأت فى أحضانه، فيخرجها فى هدوء قائلا: رجعى ثقتك فيا يا حبيبتى، خليكى واثقة إنى عمرى ما هفكر أوجعك تانى.

فاطمة: ولو وجعتنى يا خالد، ساعتها بجد ممكن أضيع، مش هيبقى فى فاطمة الحديدى تانى خالد: مش هوجعك يا فاطمة تانى، صدقينى.
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة، فيعيد ضمها إليه من جديد وكأنه يريد أن يدخلها إلى قلبه.

فى فيلا الصفدى:
تجلس وردة تلعب مع الاولاد، فتقترب منها غالية قائلة: عاملة إيه دلوقتى يا وردة؟
وردة: الحمد لله يا ماما، بقيت أحسن كتير
غالية: عادل حس بحاجة يا وردة؟
توميء لها وردة بالرفض قائلة: متقلقيش يا ماما، أنا مش من إهتمامات عادل أوى كده عشان ياخد باله
غالية: معلش كل حاجة هتبقى كويسة إن شاء الله
تنظر لها وردة وكأنها تريد أن تسألها عن شيء ما، فتلاحظ غالية نظرتها قائلة: إنتى عايزة تسألينى عن حاجة يا وردة؟

وردة: بصراحة سؤال نفسى أساله لحضرتك بقالى مدة
تبتسم غالية قائلة: عايزة تسألينى أنا ليه بعمل معاكى
كل ده رغم إنى كنت بعاملك وحش فى الأول مش كده ؟
تنظر لها وردة فى تعجب قائلة: فعلا، كنت هسأل حضرتك كده
غالية: هجاوبك يا وردة، عشان لما شوفت نظرة الوجع فى عينيكى رجعتنى سنين كتيرة لورا وحسيت فى لحظة إنك تشبهينى.

تنظر لها وردة فى تعجب قائلة: أشبهك ؟!
غالية: آه يا وردة، أوعى تكونى فاكرة إنى طول عمرك كنت قاسية، مفيش يا بنتى إنسان أتولد قاسى، فى إنسان الظروف هى اللي وجعته، ويمكن قناع القسوة والشدة اللي كنت لابساه دايما كان بيدار وجع بحاول أخفيه.

وردة: وإيه اللي ممكن يكون وجع حضرتك؟
غالية: تفتكرى إيه الحاجة إيه اللي ممكن توجع أوى ومتتنسيش مع الأيام
وردة: قصد حضرتك إنك كنتى...

غالية: آه يا وردة، كنت بحب، زمان قبل ما أتجوز يحيي الله يرحمه كنت فى الجامعة بنت صغيرة، ذيبي زى باقى البنات نفسى أحب وأتحب، ومستنية الفارس اللي يجى يخطفنى على حصانه ويبعد بيا، وفعلا جه الفارس ده، كنت شايفاه الحلم اللي بتحقق أدامى، كان زميلى فى الجامعة، حبيته فوق ما تتخيلى، كان دايما بيطرب ودنى بكلامه اللي بيسحر، كنت دايما أسأل نفسى هو فى حب وسعادة أكتر من اللي أنا عايشاها دى، وكنت بعد الأيام والليالى لحد ما يتخرج ونتجوز ونكمل قصة حبنا.

وردة: وإيه اللي حصل؟
غالية: الحلم أتحول لكابوس، بعد ما أتخرجنا قالى إنه عايز يقف على رجله الأول ويكون مستقبله عشان يبقى جدير بيا وبابا يوافق عليه، وعشان كنت بحبه، أستنيته ووقفت جنبه لحد ما فتح شركته الخاصة، مش بس كده أنا كمان كنت بساعده بالفلوس، مكنتش شايفة فيها حاجة إحنا شخص واحد، لحد ما وقف على رجله، وبقى معاه فلوس وشركة ومستقبل.

وردة: وأتجوزك بعد كده؟
تضحك غالية فى وجع قائلة: هو فى الحقيقة أتجوز، بس مش أتجوزنى، أتجوز أقرب صاحبة ليا، وطلعوا هما الاتنين بيلعبوا بيا عشان يستغلونى.
تنظر لها وردة فى صدمة قائلة: ياااااه، فى ناس كده؟

غالية: وأكتر، كرهت بعدها نفسى، وقررت أشيل الحب اللي ملى قلبى وكان السبب فى ضعفى، وأملي مكانه الكره والقوة، بقيت بحقد على أى أتنين بيحبوا فى بعض، وأولهم كان عاصم اخويا ومريم أم خالد، عملت المستحيل عشان أوقع بينهم، وأخلى مريم تتجوز واحد غيره، مش بس كده أنا فهمته إنها خانته وأتجوزت غيره، عشت سنين الكره والحقد هو اللي مسيطر عليا، لدرجة إنى كنت بأذى أقرب الناس ليا.

تنزل دموع غالية رغما عنها قائلة: الله يرحمك يا عاصم يا اخويا، ويرحمك يا مريم، ويسامحنى على كل اللي عملته فيكم
وردة: وإيه اللي غيرك يا طنط؟
غالية: غادة بنتى، بعد اللي حصلها فى جوازها من وليد، والعذاب اللي شافته، حسيت إن ده ذنب مريم اللي ظلمتها، وذنب كل واحد أذيته.

تمسح غالية دموعها قائلة: عشان كده يا وردة أنا بساعدك وهفضل أساعدك عشان عارفة إنك بتحبى عادل، وإنك هتقدرى تحافظى عليه وتسعديه.
وردة: تفتكرى يا ماما.
غالية: آه أفتكر وإلا مكنتش ساعدتك، إنتى النهاردة هتعملى اللي هقولك عليه، وسيبى الباقى على ربنا.

فى مكتب عادل:
يتحدث عادل فى الهاتف ويبدو عليه الصدمة قائلا: إيه، بتقول إيه يا خالد، أتصالحتوا.
ينظر خالد لفاطمة النائمة خلفه على السرير، ويتحدث فى هدوء قائلا: أيوا يا عادل، بقولك أنا وفاطمة أتصالحنا، فاطمة رجعتلى يا عادل، أنا مش عارف من غيرك كنت عملت إيه، ربنا ما يحرمنى منك يا عادل ولا من نصايحك، أنت فعلا أخويا.

يغلق عادل الهاتف مع خالد، ويظل يضحك فى هيستيريا حتى تدمع عينيه، ثم يلقى بكل ما أمامه على المكتب على الأرض فى غضب قائلا: رجعتهاله تانى يا عادل، غبى وهتفضل طول عمرك غبى، غبى بيسلم حبيبته بنفسه لغيره!!

يدخل عادل فيلته فى ضيق، ويتوجه إلى غرفة البنات لإطمننان عليهم، يقبل رضوى ثم فاطمة، ثم يتوجه إلى غرفة الأولاد فيقبل حسن وهو ينظر إليه مليا محدثا إياه، تعرف إنك شبهها أوى، بالرغم من إن ملامحك تشبه أبوك، لكن روحك حتة منها ثم يتوجه إلى سرير جاسر ويقبله هو الأخر محدثا إياه: أما أنت بقى يا بشمهندس جاسر اللي غيرت مسار الحكاية فى الوقت الضايع، أثبت للكل إن علاقتهم مش مجرد مشاعر وبس، علاقتهم بقت على إيد حضرتك، علاقة دم وروح، جيت عشان فى لحظة تخلى خالد أبوك وفاطمة أمك من غير حتى ما يتجوزوا.

و يقبل عادل هو الأخر، ويخرج من غرفة الأولاد وهو يشعر بداخله بنار يريد أن يخمدها، تمنى فى داخله ألا تكون وردة مستيقظة حتى لا تلاحظ حالته، ولكن حدث ما كان لا يتمنى، حين رأها مستيقظة فى إنتظاره وتستقبله فى أبهى زينة لها.

ينظر لها عادل قائلا: مساء الخير يا وردة
تقترب منه وردة قائلة: مساء الخير يا حبيبى
ينظر لها فى شك قائلا: حبيبى، وورد وشموع، وعشا رومانسى، هو فى مناسبة النهاردة ولا إيه
وردة: أمممم فى مناسبة، ومناسبة مهمة أوى كمان
عادل: ومناسبة إيه دى بقى، يكونش النهاردة عيد الشرطة وأنا معرفش.

وردة: بطل هزار يا عادل، أنت شايفنى عسكرى أدامك عشان تقولى عيد الشرطة
يلفها عادل من يدها قائلا: لا عسكرى إيه، أنا شايف
قمر الصراحة أدامى، بس إيه برضه المناسبة ؟

تقترب منه وردة، وتلف ذراعيها حول رقبته قائلة: المناسبة إنك وحشتنى أوى أوى، وأكتشفت إن بقالنا كتير مقضناش وقت مع بعض، عندك إعتراض.
يبتسم لها عادل قائلا: وأنا أقدر.

يقضيا الأثنان ليلة رومانسية كالحلم، تشعر فيها وردة بالسعادة لأول مرة منذ فترة طويلة، تشعر وكأنها تحلق وتطير فى سماء حب عادل وعشقه، فهى لم تشعر بحبه وعشقه لها بهذه الطريقة من قبل، ولا تشعر أن تحليقها ما هو إلا سقوط بطيء، وأنا الحلم سيتحول إلى كابوس بعد فترة من تواجدهما سويا، يحتضن عادل وردة ممسدا على شعرها، بينما هى تنعم بحبه وأمانها فى حضنه، ليهمس إليها قائلا: مبسوطة يا حبيبتى؟

وردة: طبعا يا حبيبى، كفاية وجودى جنبى، دا كفاية يخلينى أسعد إنسانة فى الدنيا
عادل: وأنا ميمهنيش فى الدنيا كلها غيرإنى أشوفك سعيدة يا فاطمة!

تتجمد وردة إثر سماعها إسم فاطمة ينطق بها، شعرت وكأن أحدهما سكب دلوا بارد على رأسها، هل ما تسمعه حقيقة، هل كل ما كان يبادلها به عادل من حب كان مجرد وهم، وأنه يتخيلها فى صورة إمراءة أخرى، لهذه الدرجة يعشقها ولا يقدر أن ينساها، لهذه الدرجة يتخيلها معه حتى وهو مع زوجته، شعرت بطعنات تمزق قلبها، خاصة بعد أن أدرك عادل جرم ما لفظ به، ونظر إلى وردة فى قلق قائلا: وردة ... أنا أسف...
مكنش قصدى... أنا...

نظرت له وردة نظرات كلها إتهام ولوم، ولكن أى كلمات تستطيع أن تعبر عما تشعر به فى هذه اللحظة، وقفت الكلمات فى حلقها، وكان الصمت حليفها فى هذه اللحظة، وما كان منها إلا أن والته ظهرها قائلة فى ضيق: تصبح على خير يا عادل.

وكأن صمتها كان أشد قسوة من حديثها، تمنى فى هذه اللحظة تصرخ به، توبخه، حتى لو تقتله، أهون عليه من صمتها الذى زاد من عذابه وإحساس الذنب تجاهها توجه إلى الحمام ووضع رأسه تحت الماء البارد يحاول تهدئة ما يشتعل داخله من نار، فحبه لفاطمة أفقده السيطرة على نفسه حتى فى أحرج المواقف مع زوجته، وهو الأن لا يعرف إلى أين سيؤدى به هذا الحب الذى طالما حرص أن يخفيه عن الجميع ليتعذب به وحده.

فى الصباح:
تستيقظ فاطمة فى كسل، وتنظر بجانبها باحثة عن خالد، الذى تجده يدخل عليها وفى يده صينية من الطعام قائلا: صباح الفل يا أميرتى.
تنظر له فاطمة فى حب قائلة: صباح النور يا حبيبى، أب رحت فين ؟
يضع خالد صينية الأكل أمامها قانلا: مفيش قمت من النوم، وأكتشفت إن مفيش طبعا أى حاجة ناكلها، فنزلت جبت فطار وأكل زى زمان فاكرة ولا نسيتى تنظر فاطمة للأكل فى شهية قائلة: الله يا خالد، وحشنى اوى فطار زمان، طعمية وعجة وفول محوج بالزيت
الحار.

يقبل خالد يدها قائلا: بالهنا والشفا يا حبيبتى
تنظر له فاطمة وهى تأكل قائلة: أمممم، حضرتك هتقعد تدلنى كده كتير، علفكرة هتعود على كده.
خالد: يا ستى أتعودى وملكيش دعوة، المهم ننول رضا مدام فاطمة الحديدى
تترك فاطمة الطعام من يدها وتلف ذراعيها حول رقبته
قائلة: لا أنا هنا ومعاك فاطمة وبس، طمطم مراتك وحبيبتك.

يمسك خالد يدها فى فرح قائلا: دعواتك يا حاجة مريم، إظاهر أمى مكنتش بتبطل تدعيلى قبل ما تموت
فاطمة: وعلفكرة مكنتش بتبطل تدعيلى أنا كمان، قولى بقى هنسافر إمتى ؟
خالد: نسافر مين، دا أنا مصدقت نتصالح وأعرف أستفرد بيكى، أعملى حسابك إنك مخطوفة هنا لمدة أسبوع.

فاطمة: خالد مينفعش، طب والشركة والأولاد
خالد: الشركة حسام قايم بالواجب فيها، والاولاد مع وردة وعادل وأنا بطمن عليهم كل يوم، خلينى أطمن أنا بقى على مستقبلى معاكى، أنا كنت يأست يا شيخة.
تضحك فاطمة على حديثه ويكملا طعامهما سويا فى سعادة.

وفى فيلا الصفدى:
يجلس عادل مع غالية يتناولا الإفطار سويا، تلاحظ غالية شرود عادل، فتنظر إليه قائلة: مالك يا عادل، فى حاجة مضيقاك؟
ينظر لها عادل مستنكرا: لا يا ماما مفيش أنا كويس.
يقطع حديثهما صوت وردة تنزل من على السلم، تتوجه وردة ناحيتهم وتنظر إلى غالية قائلة: صباح الخير يا ماما.
تبتسم لها غالية قائلة: صباح النور يا بنتى، اقعدى أفطرى معانا.

وردة: معلش يا ماما عشان خارجة
ينظر لها عادل فى استنكار قائلا: خارجة؟ خارجة رايحة فين؟
تجيبه وردة فى جمود دون أن تنظر إليه قائلة: هخرج الولاد، عن إذنكم.
وتتركهم دون أن تسمع رد عادل عليها.
تنظر له غالية فى استفهام قائلة: هى مالها يا عادل، أنت مزعلها
يبدو على عادل الارتباك قائلا: لا يا ماما مش مزعلها ولا حاجة، عن إذن حضرتك.
ويتركها هاربا من إستجوابها له.

فى شركة الصفدى:
يصل عادل إلى مكتبه ويجلس و أمامه بعض الملفات التى يحاول مراجعتها، ولكنه غير قادر على التركيز، يزفر عادل فى ضيق، ويرفع سماعة هاتفه محدثا.
السكرتيرة قائلا: أيوا يا رغدة، ألغى كل مواعيدى أنا نازل إسكندرية حالا...


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:42 مساءً   [51]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع عشر
( حب لا يعرف الانتقام )

يسافر عادل إلى الإسكندرية، ليذهب إلى كاتم أسراره الرجل المسن عم سعد، فهو الوحيد الذى يتحدث معه عادل ويخرج ما بداخله أمامه دون أى خجل أو خوف يصل عادل إلى محل سعد وما أن يراه حتى ينتابه القلق قائلا: مالك يا عادل يا ابنى، إيه اللي حصل؟
عادل: مخنوووووق يا عم سعد.

يجلسه سعد قائلا: طب تعالى أقعد، واحكيلى إيه اللي يروى عادل ما حدث إلى سعد، فينظر له سعد فى عتاب قائلا: بقى ده أسمه كلام يا عادل يا ابنى، ما مراتك ليها حق تزعل منك، هو فى حاجة تقهر الست غير لما تحس إن جوزها مشغول بغيرها، تقوم تغلط فى اسمها وفى وقت زى ده.

عادل: غصب عنى يا عم سعد، صدقنى أنا مبقتش عارف إيه اللي بيحصلى.
ينظر له سعد فى حزن قائلا: الكوباية يا ابنى.
ينظر له عادل فى استغراب واستفهام قائلا: الكوباية ؟!

يكمل سعد حديثه قائلا: أيوا الكوباية، الكوباية لو فضلت تملى فيها طول ما أنت شايف إنها تقدر تاخد مبتوقفش مليها، لكن فجأة تلاقيها بدأت تدلدق وتغرق الدنيا حواليها، وهو ده اللي حصلك يا ابنى، من ساعة ما حبيت بنت خالك وعرفت إنها قلبها مع غيرك، وأنت عمال تملى كوبايتك، عمال تضحى وتيجى على نفسك عشان تشوفها سعيدة، واللي مكنتش عامل حسابه إن هيجى عليك الوقت وكوبايتك مش هيبقى فيها مكان لأى تضحيات ووجع تانى.

ينظر له عادل فى وجع قائلا: عندك حق يا عم سعد، أنا مبقتش قادر أستحمل، وجودها أدامى بقى بيتعبنى وبيعذبنى، وبرضه مش قادر اخد قرار إنى أبعد عنها، هى محتجانى جنبها ومش هقدر أتخلى عنها.
سعد: فاهمك يا ابنى، بس اللي خايف منه يجى عليك اليوم وحبك يتحول لكره
ينظر له عادل فى دهشة قائلا: كره ؟

سعد: طبعا يا ابنى، الواحد لما بيحب أوى ويفضل يضحى من غير مقابل، مع الوقت بيزهق، والحب بيتحول لوجع، والوجع ممكن يتحول لكره من غير ما تحس.
عادل: لا يا عم سعد، أنا مش ممكن أكره فاطمة، ولا حتى أقدر أكره خالد، دا أخويا مش بس ابن عمتى.
سعد: بس ممكن تكره علاقتهم ببعض، وحبهم اللي شايفه سبب عذابك
عادل: والحل ؟

سعد: يا تبعد، يا تحاول تنسى وتعيش حياتك الطبيعية مع مراتك، لأنك لو فضلت على كده أنت الوحيد اللي هتخسر فى الأخر
ينظر عادل للفراغ قائلا: عندك حق.

تمر الأيام دون أى جديد سوى خالد الذى استطاع أن يعيد علاقته من فاطمة ويجعلها قوية، ويشعر وكأنهما يعيشان الحب من جديد بكل لحظاته السعيدة، وبعد مرور أسبوع يعودا الأثنان إلى القاهرة ويسترجعا أولادهما فى منزلهما.

وفى اليوم التالى من رجوعهما يقرر خالد ان يأخذ فاطمة فى سيارته مصطحبها إلى الشركة حتى لا يتفرقا مرة اخرى بعد أن تجمعا يصل كلاهما إلى الشركة ويتوجه خالد إلى مكتب فاطمة ممسكا بيدها حتى يدخلها مكتبها.

تنظر له فاطمة فى حب قائلة: هو أنا صغيرة يا خالد عشان توصلنى لحد باب المكتب
خالد: يا حبيبتى مهما كبرتى هتفضلى بالنسبة لى بنتى الصغيرة اللي بقلق عليها
تقترب منه فاطمة قائلة: يعنى أنا بنتك ؟
يهمس إليها خالد قائلا: إنتى بنتى ومراتى وحبيبتى وأختى وصاحبتى وكل حاجة ليا.

يهيما سويا بعض اللحظات إلى أن يقطع لحظتهما مفرق الجماعات حسام قائلا: أنا قولت كده، أنتوا تتصالحوا واشيل أنا الشغل كله على دماغى.
يرفع خالد يده فى استسلام قائلا: عجبك كده، أهو جه الحقودى هادم اللذات.
حسام: حقودى ؟! طب شيل يا أخويا الشغل عشان أعرف أتجوز وابطل أحقد عليك أنت ومراتك، أسمع أنا رايح مكتبى، خمس دقايق لو ملقتكش أدامى أنت حر.

يضحك خالد قائلا فى مرح: حاضر يا مرات أبويا.
تضحك فاطمة على حديثهما، فيكمل خالد هامسا إليها: إحنا كنا بنقول إيه ؟
تدفعه فاطمة بعيدا عنها قائلة: كنا بنقول روح شغلك، وسيبنى أنا كمان أشتغل.
خالد: أوامرك يا جناب المديرة
تنظر له فاطمة فى جدية قائلة: خالد، بجد أنا عايزاك ترجع تمسك الشركة، وأنا...

يقاطعها خالد واضعا يده على فمها قائلا: لا يا فاطمة، أنا سعيت إننا نتصالح وعملت جهدى، لأنى بحبك بغض النظر عن أى إعتبارات تانية، إنتى أهم حاجة فى حياتى بعيدا عن أى شغل، وياريت تنفذى كلامك ليا من الأول لما قولتى شغلنا حاجة وحياتنا الشخصية حاجة تانية يخرج خالد من مكتبها تاركا إياها تبتسم وتدور وهى محتضنة نفسها فى سعادة.

فى مكتب فاطمة:
يدخل حسام المكتب على فاطمة ويجلس فى شرود، تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: خير يا بشمهندس حسام مالك ؟
ينظر لها حسام فى هيام قائلا: عايزة أتجوز يا طمطم تحتد نظرة فاطمة له قائلة: نعم ؟!
يتراجع حسام ويرفع يده فى إستسلام قائلا: أوعى تفهمينى غلط، انتى مالك بقيتى عنيفة زى جوزك ليه، أنا عايز أتجوز زهرة.

فاطمة قائلة: زهرة أخت وردة صاحبتى
حسام: أيوا هى زهرة أخت وردة، تصدقى ريحة الجناين هفت على المكان.
تضحك فاطمة قائلة: لا دا أنت شكلك واقع بقى، طب وهى إيه رأيها ؟
حسام: عيب يا باشا، أنا برضه مسيطر، هى بس محرجة تتكلم معاهم فى البيت، فلو ينفع يعنى تكلمى وردة وهى تمهدلهم الموضوع
فاطمة: طبعا يا حسام، من غير ما تقول دا أنتوا أخواتى.
ينظر لها حسام مليا، ثم ينفجر بعدها فى نوبة ضحك.

تنظر له فاطمة قائلة: أنت بتضحك على إيه يا حسام؟
يحاول حسام أن يهدا قائلا: لما برقتيلى دلوقتى، أفتكرت لما زمان لما جيت أطلب إيدك من خالد، وأقوله عايز اخطب أختك، يومها كان هيكسر عليا المكتب وهو بيقولى ويقلد حسام خالد قائلا فاطمة دى مش أختى دى خطيبتى وهتبقى مراتى.

تضحك فاطمة على حديثه وتلتمع عينيها بالحب قائلة: معلش بقى جت فيك، بس إحنا كنا ساعتها عاملين زى القط والفار
حسام: ماشى يا ستى، المهم تقضيلى مصلحتى وأنا عينيا ليكى
يقطع حديثهم صوت خالد قائلا: مصلحة إيه لمؤاخذة
ينظر له حسام فى رعب مصطنع: آه حضر الوحش، أخلع أنا قبل ما أضرب
ينظر خالد لفاطمة قائلة: مصلحة إيه اللي البيه بيتكلم عليها؟
فاطمة: تعالى يا حبيبى وأنا أحكيلك.

وفى مكان أخر فى شركة البدر:
تجلس زهرة على مكتبها، فيدخل عليها حسام فى مرحه المعهود قائلا: وأنا أقول ريحة الشركة كلها حلوة ليه
تنظر له زهرة فى إرتباك قائلة: بشمهندس حسام؟!
حسام: بشمهندس إيه بقى، ما خلاص كلها كام يوم إن شاء الله وتبقى حرمى المصون
زهرة: حرمك المصون ؟!

حسام: إنتى علقتى يا بنتى ولا إيه، عموما أنا كلمت فاطمة وهى وعدتنى هتفاتح وردة أختك فى الموضوع.
تظهر ملامح الفرح على زهرة قائلة: بجد يا حسام ؟
حسام: أتشالت كلمة بشمهندس فى ثانية، أمال لو كتبنا الكتاب هتقوليلى إيه ؟

تتورد وجنتى زهرة، وتنظر له فى خجل، ليكمل حديثه
قائلا: المهم يا زهرتى تتابعى مع وردة، أنا عايز فى خلال أيام اكون جيتلكم البيت وتأهلت، لأحسن أنا خلاص بقيت عاملة زى البت اللى بارت.
تضحك زهرة على حديثه وتنظر لنظرة الحب التى تتوج عينيه كلما رأها.

فى اليوم التالى:
تستأذن فاطمة مبكرا من الشركة وتذهب إلى الفيلا لتطمأن على الأولاد، ومأن تدخل الفيلا حتى تسمع صوت جرس الباب يرن، تهم كريمة بأن تفتح الباب، ولكن توقفها فاطمة قائلة: خليكى إنتى يا دادة، أنا هفتح الباب.
تفتح فاطمة الباب، فتتفاجيء بوجود غادة أمامها، تزفر فاطمة فى ضيق قائلة: غادة، إيه اللى جابك تانى ؟

تدخل غادة رغما عن فاطمة قائلة: جاية أشوف اللى ليا هنا
تنظر إليها فاطمة مستنكرة قائلة: اللى ليكى ؟! إنتى ملكيش حاجة هنا يا غادة.

غادة: لا ليا يا فاطمة، وهيفضل ليا مهما عملتى وحاولتى تبعدينى، إنتى صحيح بعدتى خالد عنى، بس مش هتقدرى تبعدى رضوى بنتى من خالد، واللى هتفضل شايلالى مكان هنا فى البيت ده، وبعدين دا أنا مكانى كبر كمان، ولا ناسية إنك بنفسك جبتى عادل ابنى هو كمان يعيش معاكى، يعنى من الأخر أقدر أجى هنا البيت ده فى أى وقت أشوف ولادى رضوى وعادل.
تنظر لها فاطمة فى ضيق وصدمة، فتتخطاها غادة وهى تنادى على عادل ورضوى.

يجلس عادل فى حديقة الفيلا وهو يحمل حسن يلاعبه، تدخل عليه غادة وتنظر له فى تعجب قائلة: عادل !
ينظر له عادل قائلة: ماما ! إيه اللى جابك ؟
تقترب منه غادة قائلة: إيه يا عادل، مش عايزن أجى أشوفك
عادل: عادى يعنى يا ماما، مش متعود بس.
تتجاهل غادة أسلوب عادل الساخر، وتكمل قائلة: مين اللى أنت شايله ده يا عادل؟

عادل: دا حسن أخويا
تنظر له غادة فى إستنكار قائلة: أخوك؟!
عادل: أيوا حسن ابن بابا خالد وماما فاطمة
تنظر له غادة فى صدمة قائلة: ماما فاطمة؟! ومن إمتى وأنت بتقولها ماما فاطمة، وبعدين هو دا ابن خالد وفاطمة، ما طبعا عشان كده متمسك بيها مش جابتله الولد، مش عايزة اسمعك تقول ماما فاطمة دى تان، كفاية عليا أختك.

عادل: بس هى فعلا ماما فاطمة
تصرخ به غادة قائلة: قولتلك دى مش أمك، أنا اللى أمك، ولازم تعرف يا عادل اللى بتقولها ماما دى هى اللى فى يوم من الأيام دمرت حياة أمك، هى اللى خلت خالد يسيبنى وكانت السبب إن خطوبتنا تتفسخ قبل جوازانا بعد كام يوم، وساعتها مكنش أدامى غير إن أتجوز باباك، باباك اللى كان بيتفنن فى إهانتى وذلى وضربى حتى أدامك وأنت صغير...

حتى لما القدر جمعنا من تانى وأتجوزت خالد وكنا عايشين سعدا مع بعض، فضلت تلف وتدور عليه لحد ما طلقنى بعد ما خلفت أختك رضوى، يعنى هى السبب فى كل مشاكلى، هى السبب إنى أتجوزت علوان وبعدت عنك، ولولاها كان زمانى لسه متجوزة خالد اللى كان بيعاملك زى ابنه وعايشين مبسوطين.

ينظر لها عادل دون رد أى رد فعل، فتكمل قائلة: أنت ساكت ليه يا عادل ؟
عادل: يعنى مش عارف حضرتك بتقوليلى الكلام ده ليه، ويخصنى فى إيه ؟
غادة: يخصك فى إنى مامتك، واللي بتقول عليها ماما دى تبقى عدوتى اللى خربت حياتى.

عادل: مامتى مش بالكلام، مامتى باللى أنا حاسه، حضرتك بتقولى إنك مامتى وأنا عمرى ما حسيت بالكلمة دى، لما كنتى حضرتك متجوزة بابا خالد زى ما بتقولى كنتى علطول مشغولة عنى، متعرفيش حاجة لا عن مذاكرتى، كلت ولا مكلتش، نمت ولا منمتش، الوحيدة اللى كانت بتسأل عليا هى ماما فاطمة، بالرغم إن زى ما بتقولى هى عدوتك، بالعكس دا كانت المفروض تكرهنى، لكن هى كانت حنينة عليا أكتر من امى اللى بجد، يوم ما جالى الحمى وسخنت هى اللى قعدت جنبى طول الليل تعملى الكمادات، كنت بشوفها بتهتم برضوى أختى...

كانت هى اللى بتفتكر مواعيد التطعيم بتاعها، كل ده كانت هى مش إنتى، حتى لما أطلقتى من بابا خالد، ورحتى أتجوزتى جوزك اللى أنا اصلا مشوفتوش ولا مرة، كانت هى برضه اللى بتسأل عليا كل يوم وتكلمنى تطمن عليا، إنتى بقى كلمتينى كام مرة من ساعة ما أتجوزتى، ولما حست إنى عايش زى اليتيم وأمى عايشة، هى اللى طلبت من خالو وتيتة أجى أعيش معاهم ومع أخواتى عشان محسش بالوحدة، تفتكرى بعد كل ده، يبقى مين اللى يتقاله يا ماما... يا ماما.

تنظر له غادة فى صدمة من حديثه بعد أن لجمها حديث عادل، وتنزل دموعها رغما عنها، تتركه غادة وتغادر فتقابل فاطمة فى طريقها، تنظر لها فاطمة فى قلق قائلة: مالك يا غادة، حصل إيه ؟
تمسح غادة دموعها قائلة: أنا لو حياتى هتقف على إنى أسامحك، عمرى ما هسامحك يا فاطمة، وأوعدك إنتقامى مش بس هيأذيكى، أنا هدمرلك حياتك، زى ما دمرت حياتى وتتركها غادة وتغادر فى تعجب من فاطمة.

بعد مرور عدة أيام فى شركة البدر:
تدخل غادة الشركة متوجهة لمكتب رئيس مجلس الإدارة، فتوقفها السكرتيرة قائلة: نعم حضرتك عايزة مين ؟
غادة: بشمهندس خالد، هو مش جوا.
السكرتيرة: لا يا أفندم البشمهندس خالد مكتبه أتغير، دلوقتى هتلاقيه فى قسم المشروعات، لكن دا مكتب المهندسة فاطمة الحديدى دلوقتى.

تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: طب كويس، ومكتب المهندس خالد ألاقيه فين ؟
تصف لها السكرتيرة مكتب خالد، فتذهب إليه، وتدخل دون إستنذان، يقف خالد غاضبا عند رؤيتها قائلا: إنتى إيه اللى جابك هنا يا غادة، وإزاى تدخلى عليا كده من غير إستئذان؟!

تنظر غادة للمكتب فى سخرية قائلة: طول عمرى بدخل من غير إستئذان يا خالد، حتى لما كنت رئيس مجلس الإدارة، قبل ما الهانم تسحب من تحت رجلك البساط.
خالد: آه هو دا اللي جاية تقوليه النهاردة، إنتى إيه يا بنتى مبتزهقيش
غادة: لا يا خالد، مش دا اللي جاية أقوله، جاية أوريك.

الحقيقة اللي عينيك عامية عنها بقالك سنين، من ساعة ما الهانم شرفت مصر وهى عيلة صغيرة مكملتش 13 سنة، يومها وأنا حسيت إنها هتفضل وراك لحد ما توقعك، وفعلا وقعتك، ومكتفتش إنها خطفتك منى مرتين وخربت بيتى، لا دى كمان خدت منك شركتك اللي عشت طول حياتك تبنى فيها، وفى الأخر لسه برضه بتحبها وبدافع عنها يا خالد.

خالد: وهفضل أدافع عنها لحد أخر يوم فى عمرى، لأنها حبيبتى ومراتى، تقدرى تعتبريها حب عمرى كله
غادة: وأنا يا خالد كتت بالنسبة إيه، لما هى حب عمرك
خالد: أنا هقولك يا غادة إنتى بالنسبة لى إيه..

وفى مكان أخر داخل الشركة تشعر فاطمة بالإشتياق لخالد، فتقرر أن تذهب لمكتبه، وبالفعل تتجه نحو مكتبه، ولكن قبل أن تفتح الباب توقفها كلمات خالد.
ينظر خالد إلى غادة قائلا: أنا هقولك يا غادة إنتى بالنسبة لى إيه، إنتى أكتر إنسانة حبيتها فى حياتى، أنا حبيتك يمكن أكتر ما حبيت فاطمة، وأديتك أكتر بكتير من اللى أديته لفاطمة.

فى الخارج تضع فاطمة كفها على فمها محاولة أن تكتم شهقاتها إثر كلمات خالد لغادة عن حبه لها، ولم تستطع إكمال سماع حديثه، فتركض نحو مكتبها ثم إلى الحمام، وما إن تدخل الحمام حتى تنهار فى البكاء، تشعر وكأن خنجر طعن فى قلبها، بعد فترة تتمالك فاطمة نفسها، وتخرج إلى مكتبها وبعد أن تجلس تنظر فى تحدى وتمسك هاتفها محدثة شخص ما قائلة: أيوا...
معلش كنت مشغولة... أنا محتجالك النهاردة وعايزة أجيلك... خلاص أخر النهار هقول أى حجة لخالد وأجيلك.

ونعود لمكتب خالد مستكملا حديثه مع غادة التى لم تكمله فاطمة قائلا: إنتى أكتر إنسانة حبيتها فى حياتى، أنا حبيتك يمكن أكتر ما حبيت فاطمة، وأديتك أكتر بكتير من اللى أديته لفاطمة، أو يعنى الأصح إنى كنت بتوهم حبك، كنت دايما حاسس إن فى حب جوايا أكبر وأعمق بكتير، حب محاوطنى قريب منى حاسه بقلبى لكن عينى مش شايفاه، لكن مع الوقت عرفت إن فاطمة هى الحب ده، أيوا يا غادة أنا أكتشفت لما حبيت فاطمة إنى محبتش حد قبلها لا إنتى ولا حتى حنين الله يرحمها، أتأكدت إن حب فاطمة هو حب عمرى اللي بجد، صحيح أنا أتوهمت فى لحظة إنى حبيتك...

يمكن تعود عشرة، يمكن عشان كنا قريبين من بعض بحكم إننا كنا قرايب، حتى لما أتجوزتك كان مجرد إحتياج عاطفى وصدمة بعد موت حنين، لكن لما أتجوزنا أكتشفت إن فى حاجة غلط ، وإن الحب اللي جوايا ليكى اتبخر مبقاش موجود، ودا أكدلى ساعتها إحساسى، ورغم كده مسبتكيش غير لما إنتى خونتينى وبعتينى للمنافس بتاعى، وحاولتى تخلينى أتهم فاطمة، فاطمة اللي من يوم ما عرفتها وهى فى ضهرى واقفة جنبى، فاطمة اللي رغم كل حاجة جرحتها بيها عمرها ما أتخلت عنى ولا حبى اللي فى قلبها أتغير ، صدقينى يا غادة فاطمة عرفتنى إن الحب حاجة تانية خالص غير اللي كنت عايشه معاكى.

تنظر له غادة بعيون دامعة قائلة: يااااه كل ده لفاطمة، فاطمة الملاك، فاطمة اللى مبتغلطش، فاطمة الجدعة، فاطمة، فاطمة، فاطمة، كل حاجة فاطمة، طب أحب أنصحك نصيحة يا ابن عمتى، فاطمة اللي عمال تدينى محاضرة عن حبك ليها، هى نفسها اللي خرجتك من
مكتبك وقعدت مكانك، ومش بعيد بكرة أسمع إن جبتها من حضن راجل تانى وهى بتخونك، وبكرة الأيام تثبتلك..
لم يشعر خالد بنفسه إلا وهو يصرخ بغادة قائلا: اطلعى برة يا غادة، ومش عايز اشوف وشك فى شركتى تانى، بررررررررة

تخرج غادة فى غضب من خالد الذى يحاول أن يهدا وما أن تمالك نفسه حتى قرر الذهاب لحبيبته التى لطالما بثت إليه الطمأنينة والهدوء يتوجه خالد إلى مكتب فاطمة وقبل أن يدخل يوقفه صوتها وهى تتحدث فى الهاتف قائلة: وأنت كمان وحشتنى أوى يا حبيبى!...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 7 من 22 < 1 14 15 16 17 18 19 20 22 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،












الساعة الآن 03:45 AM