رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل التاسع ( حب لا يعرف الانتقام )
يدخل خالد الفيلا وهو شارد، يفكر فيما تنوى فاطمة على فعله الفترة القادمة،يقطع شروده صوت فاطمة وهى تنزل من أعلى فى أبهى زينتها قائلة: أنت جيت يا حبيبي؟ ينظر لها خالد فى دهشة قائلة: حبيبى ؟! تبادله فاطمة نظرة حب قائلة: أتأخرت ليه يا حبيبى قلقت عليك وتقترب منه وهى تحاوط ذراعيها حول رقبته فى صدمة منه: وحشتنى، بقالى كتير مستنياك يضع خالد كفه على جبينها قائلا: فاطمة، أنت خدتى ضربة شمس وإنتى جاية، إنتى مش من شوية...
تقاطعه فاطمة قائلة: من شوية كنا برة البيت كل واحد فى شغله، لكن دلوقتى أنت خالد حبيبى، وأنا فاطمة حبيبتك، وقاعدين فى بيتنا ينظر لها خالد فى غموض قائلا: ناوية على إيه يا بنت عاصم ؟ تضحك فاطمة وهى تغادر قائلة: على كل خير يا... وتتركه وتصعد إلى أعلى فى قلق منه بعد فترة يصعد خالد لأعلى ويدخل غرفته هو وفاطمة؛ فيجدها تجلس على السرير تقرأ فى كتاب، يقترب خالد منها؛ فتنتبه له قائلة: فى حاجة يا خالد، عايز حاجة ؟ ينظر لها خالد فى تردد قائلا: لا.
فاطمة: أمال جى أوضتى ليه، مش أنت نقلت حاجتك أوضة تانية، يبقى دى أوضتى ينظر لها خالد فى صدمة قائلا: هو مش إنتى من شوية قولتيلى يا حبيبى، فقولت قررتى تدينى وتدى نفسك فرصة تانية الحياة ترجع ما بينا طبيعية. تضحك فاطمة قائلة: هو أنا عشان قولتلك يا حبيبى يبقى وافقت نرجع زى الأول، يا خالد يا حبيبى الحقيقة الوحيدة اللي متأكدة منها إنك أنت حبيبى، ومهما حصل هتفضل حبيبى دا واقع يا حبيبى. خالد: يعنى إيه ؟ فاطمة: يعنى أنا لسه عند كلامى، أدينى وقتى
ينظر لها خالد فى غضب ويخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه فى شدة تنظر فاطمة لأثره قائلة: إما عرفتك مين هى فاطمة الحديدى يا خالد مبقاش أنا.
تمر الأيام ويزداد غموض فاطمة وقلق خالد مما تنوى فعله، أما خالد فكان فى دوامة ما بين مشاكل شركته التى أصبحت فى خطر، وبين معاملة فاطمة التى تتغير معه ما بين الحين والحين، فتارة تعامله فى دلال، تارة تعامله بتجاهل ولا مبالاة،وتارة أخرى تعامله فى جمود حتى إنه أحتار فى أمرها، ولكن الأكيد بالنسبة له أنها تخفى أمرا ما، وأن نظرتها له أصبح يغلفها الغموض؛ فهو ولأول مرة لا يستطيع فك الألغاز التى تحويها عينيها.
فى اليوم التالى تستقبل فاطمة وردة فى ترحاب وتحتضنها فى إشتياق قائلة: وحشتينى أوى يا وردة تبادلها وردة إحتضانها لها فى هدوء قائلة: وإنتى كمان يا فاطمة فاطمة: شوفتى بقى يا ستى أهو رجعنا القاهرة تانى، مش بقولك مهما هروح القدر هيجمنا برضه تنظر لها وردة فى ضيق قائلة: عندك حق، مهما تروحى هتجر وراكى برضه.
تنظر لها فاطمة فى دهشة قائلة: مالك يا وردة شكلك مش مظبوط، فى حاجة مضيقاكى ؟ وردة: أنا كويسة، المهم طمنينى عاملة إيه مع خالد؟ فاطمة: بحاول أنسى اللي حصل، بس فى حاجات لما بتحصل بيبقى نسيانها شئ صعب، وكل ما احاول أقرب منه وأهدى من ناحيته ألاقينى برجع استفزه وأضايقه.
كنوع من رد الكرامة، بس فى الأخر أنا بحب خالد، وواثقة إنه هو بيحبنى ودى الحاجة الوحيدة اللي مهونة عليا. وردة: عندك حق، أصعب حاجة لما الجرح يجى من حد بتحبيه، والأصعب لما يبقى الحب ده من طرف واحد، ساعتها بيبقى عذاب مضاعف. تقترب منها فاطمة فى قلق قائلة: وردة، أبيه عادل مزعلك ؟
تحاول وردة أن تصطنع المرح قائلة: هو أبيهك دا بيعرف يزعل حد، حتى فى عز خناقنا يقعد يقول إفيهات، حاسة إنى قاعدة مع خليل كوميدى مش عادل الصفدى. تبتسم فاطمة فى راحة قائلة: الحمد لله، أنا كده أطمنت.
فى شركة البدر: يسير خالد فى قلق واضح، يدخل عليه حسام ويبدو على ملامحه الحزن ؛ فيركض إليه خالد فى قلق قانلا: ها يا حسام عملت إيه؟ حسام: رفضوا يدونا القرض يا خالد. يضرب خالد المكتب بيديه قائلا: رفضوا، طب ليه، إحنا طول عمرنا تعاملنا معاهم كويس وبنسدد كل أقساطنا فى ميعادنا. حسام: بيقولوا إن الفترة الأخيرة وضعنا فى السوق بقى مهدد، خصوصا بعد كل المناقصات اللي خسرناها، بس أنا حاسس إن الموضوع أكبر من كده.
ينظر له خالد فى استفهام قائلا: يعنى إيه يا حسام، تقصد إيه؟ حسام: أنا عارف مدير البنك دا كويس، مش اول مرة نتعامل معاه، بس المرة دى حسيت إنه بيتكلم معايا بتردد، زى ما يكون حد ضاغط عليه عشان يرفض القرض بتاعنا. يجيبه خالد فى غضب: مين ده بس، مين اللي مصمم يهدنى، مين اللي عمال يحاربنى وعايز يخرب بيتى، مين يا حسام مين؟
يقترب منه حسام قائلا: اهدى يا خالد، خلينا نفكر بهدوء عشان نقدر نلاقى حل للمشكلة دى ؟ بقولك إيه ما تخلى فاطمة تساعدنا، أنت مش بتقول أنها معاها فلوس وفاتحة شركة، ومعتقدش فاطمة هترفض توقف جنبك... يقاطعه خالد فى غضب قائلا: لا، فاطمة بالذات لا، أنا مستحيل أقلل من كرامتى أدامه وأطلب منها تساعدنى.
حسام: فاطمة عمرها ما هتشمت فيك يا خالد خالد: مهما حصل، فاطمة مش لازم تعرف أى حاجة، فاهمنى فى نفس اليوم يعاود خالد من الشركة، ويجلس مع فاطمة يتناولا طعام الغداء، ولكن خالد كان شاردا وكأنه فى عالم أخر تقطع فاطمة شروده قائلة: مالك يا خالد، مبتاكلش ليه؟ ينتبه خالد لحديثها قائلا: لا أنا باكل أهو فاطمة: فى حاجة مضيقاك يا خالد ؟
خالد: غريبة، بتسألينى إذا كنت مضايق ولا لا، من إمتى وإنتى بتهتمى بيا تنظر له فاطمة دون أى رد فعل ويكملا تناول الطعام فى صمت.. فيقطع صمتهما صوت هاتف فاطمة، تنظر فاطمة لرقم الطالب ؛ فتغلق الهاتف سريعا ويبدو عليها الارتباك.
ينظر لها خالد فى دهشة قائلا: إيه مش هتردى ؟ تنظر له فاطمة فى تردد: مش دلوقتى، حد مش مهم خالد: مين اللي كان بيرن ؟
فاطمة: دا ... دا حد من الشركة إظاهر كانوا عايزين يسألونى على حاجة، على العموم دلوقتى يتصلوا بعادل ويسألوه ينظر لها خالد فى غموض، ويقوم من مكانه قائلا: إنتى حرة ويتركها ويغادر فى ضيق منه وقلق منها.
بعد عدة أيام: يجلس خالد مع حسام و سيد المحامى، ويتحدث فى عصبية قائلا: يعنى إيه الكلام ده، أنتوا عايزينى اسلم الشركة اللي تعبت فيها وبنيتها بعرق جبينى لحد تانى. حسام يحاول تهدئة خالد قائلا: محدش قال كده يا خالد، كل اللي أستاذ سيد بيقوله إننا نبيع جزء من الأسهم لشريك تالت، وبتمن الأسهم نعوض خسارة الشركة ونوقفها على رجلها.
خالد: وأنت موافق على الكلام ده يا بشمهندس حسام ؟ حسام: خالد أنا كمان تعبت من الشركة دى زيك ويمكن أكتر، وصعب عليا أخلى حد يشاركنا فى تعبنا، لكن الأصعب إننا نسيبها تروح مننا وإحنا وافقين ساكتين.
ينظر حسام لسيد قائلا: يعنى مفيش حل تانى يا أستاذ سيد؟ سيد: للأسف يا ابنى هو دا الحل الوحيد المضمون فى الوقت الحالى عشان نضمن إن الشركة ميتحجزش عليها. ينظر لهما خالد فى ضيق ويغادر الشركة دون أى رد...
بعد أن يخرج خالد، ينظر حسام إلى سيد قائلا: معلش أنت عارف الموضوع مش سهل عليه سيد: أنا عارف ومقدر موقفه، بس ما باليد حيلة حسام: يبقى حضرتك دورلنا فى أسرع وقت على الشريك دد
يخرج خالد من الشركة، ويسير على قدميه شاردا كمن ضيع طريقه محدثا نفسه قائلا: خلاص يا خالد، كل حاجة خلاص ضاعت، كل اللي عملته طول السنين اللي فاتت بيروح من بين إيديك، ضيعت شركتك بغباءك، حتى الانسانة الوحيدة اللي حبتك وحبتها جرحتها مرة وأتنين وكنت هضيعها منك، ويوم ما الحظ حالفك وقدرت ترجعها ليك، مقدرتش تحافظ عليها وضيعتها منك تانى، أنا إنسان فاضل، معرفتش أحافظ على أى حاجة ليها قيمة فى حياتى.
يظل خالد طول اليوم يسير فى الشوارع تحت حرارة الشمس، ولكن كيف يشعر بحرارتها وبداخله نار أكتر توهجا وألما
أما فى فيلا خالد: تسير فاطمة فى قلق واضح، وبجانبها كريمة قائلة: يا بنتى اهدى، هيرجع بالسلامة بإذن الله، تلاقيه راح هنا ولا هنا .
فاطمة: خايفة عليه أوى يا دادة، حسام قالى إنه خارج من الضهر، ولحد دلوقتى مرجعش، حتى موبايله مبيردش عليه، خايفة يكون حصله حاجة.. وقبل أن تكمل حديثها يدخل خالد الفيلا، ويبدو عليه الإرهاق الشديد، تركض نحوه فاطمة فى قلق قائلة: خالد، أنت كنت فين كل ده؟ قلقتنى عليك..
ينظر إليها خالد قائلا فى إعياء واضح: أنا تعبان أوى يا فاطمة وكاد أن يسقط ولكن كانت يد فاطمة أسرع فأسندته قائلة فى صراخ: ألحقينى يا دادة، واسنديه معايا يستند خالد على فاطمة وكريمة حتى يصعدا به إلى غرفته وينام على سريره، تملس فاطمة بكفها على جبينه، وتشهق فى قلق قائلة: يا خبر ابيض، دى دماغه مولعة، كلمى الدكتور بسرعة يا دادة..
وبالفعل تخرج كريمة لطلب الطبيب، بينما تظل فاطمة مع خالد تحاول أن تبدل لملابسه، يفتح خالد عينيه فى ضعف قائلا: خلاص يا فاطمة كل حاجة ضاعت، كل حاجة ضاعت..
تحاول فاطمة أن تهدأه قائلة: اهدى بس يا خالد، حاجة إيه اللي ضاعت ؟ بعد فترة يدخل الطبيب ويفحص خالد قائلا: واضح إن المريض مشى فى الشمس فترة طويلة لحد ما جاله ضربة شمس. تنظر فاطمة فى قلق لخالد الذى يتصبب عرقا قائلة: طب وبعدين يا دكتور ؟ الطبيب: متقلقيش، هيبقى كويس، يمشى على العلاج ده، وحد يتابع حرارته كل شوية، وإن شاء الله هيقوم بالسلامة.
تظل فاطمة طول الليل بجانب خالد للاهتمام به، والتخفيف من حرارته، وأثناء جلوسها بجانبه تسمعه يهذى ببعض الكلمات قائلا: متمشيش يا فاطمة ... خليكى معايا ... عمى عاصم ... فاطمة حبيبتى ... جاسر.
تنظر له فاطمة فى حزن وتملس على شعره فى حنان قائلة: أنا جنبك يا خالد، متخافش يا حبيبى، أنا جنبك وعمرى ما هسيبك. يهدأ خالد من حديثها وينام فى هدوء وتظل هى بجانبه إلى أن تشرق الشمس ويدخل الضوء إلى الغرفة، تفتح فاطمة عينيها وتنظر إلى خالد الراقد فى تعب على السرير، ثم تتجه نحو الشباك وتنظر إلى الفراغ فى حزن شاردة...
وما إن تسمع صوت همهمة خالد، حتى تركض نحوه فى قلق قائلة: خالد، عايز حاجة يا حبيبى أنت كويس؟ يتفحص خالد نفسه قائلا: هو إيه اللي حصل ؟ ويضع يده على رأسه فى ألم واضح قائلا: آه يا دماغى، أنا مش فاكر أى حاجة
فاطمة: تعبت شوية يا خالد، وجبنالك الدكتور ينظر خالد إلى دورق الماء بجانبه قائلا: إنتى كنتى سهرانة جنبى طول الليل يا فاطمة، شكلى مكتوب عليا أفضل أتعبك معايا فاطمة: متقولش كده يا خالد، أنت جوزى ودا واجبى ناحيتك يمسك خالد يدها فى ضعف قائلا: جوزك بس يا فاطمة.
تظل فاطمة تتأمل عينيه وكأنها أشتاقت إليهم، وبعد فترة تنتبه لنفسها قائلة: أنا هروح أعملك حاجة تاكلها. وتخرج من الغرفة مسرعة، ينظر خالد إلى أثرها قائلا: لحد إمتى هتفضلى تهربى وتعذبينا يا فاطمة تظل فاطمة تهتم بخالد طوال فترة مرضه، والذى كان يستمتع بها خالد لأنها جعلت فاطمة قريبة منه من جديد وبعد أنا يتعافى خالد ويستطيع أن يخرج، تعود فاطمة إلى جمودها معه من جديد.
فى يوم جديد يخرج خالد ليستكمل عمله بعد أن تم الله شفاءه، ويذهب للشركة ليجد حسام يخبره أنهم قد وجدوا الشخص الذى وافق أن يشاركهما، وبع ضغط وإقناع من حسام وسيد يوافق خالد على بيع جزء من الأسهم.
فى شركة البدر: يجلس خالد فى مكتبه يضع رأسه بين كفيه ويبدو عليه الضيق، يجلس أمامه حسام وسيد المحامى الخاص بالشركة، يضع حسام يده على كتف خالد مواسيا إياه، بعد فترة يدخل شخص ما إن يراه خالد يقف مكانه فى غضب قائلا: أنت؟! يجيبه شادى: أيوا أنا يا بشمهندس، لسه فاكرنى ؟ ينظر له خالد فى غضب قائلا: أنت إيه اللي جابك هنا، أطلع برة
ينظر له شادى بلا مبالاة قائلا: اهدى بس يا بشمهندس، أنا جاى بالنيابة عن رجل الأعمال اللي هيشترى أسهم الشركة بتاعتك، عشان ينقذها من الإفلاس، ومعايا توكيل رسمى منه عشان أقدر أتمم الصفقة. خالد: يبقى مش هبيع، وأرجع للى باعتك أيا كان قوله كده، أنا مش هحط إيدى فى إيدك يقترب حسام من خالد قائلا: اهدى يا خالد، ومتنساش إن دا الحل الوحيد عشان ننقذ الشرك خالد: مش عايز أتعامل مع الشخص ده يا حسام، أفهم بقى.
ينظر له شادى فى سخرية قائلا: متخافش يا بشمهندس تعاملك مش هيبقى معايا، هيبقى مع شريكك الجديد خالد: وهو مين ده بقى إن شاء الله؟ شادى: هتعرف فى الوقت المناسب، ودلوقتى متهيألى نبدأ عشان منضيعش وقت أكتر من كده. يتمم خالد صفقة الشراكة بينه وبين خالد رغما عنه لانقاذ شركته، وبعد الإنتهاء من توقيع العقود، ينظر شادى لخالد قائلا: دلوقتى بس أقدر أقولك مين هو شريكك اللي أنا جاى بالنيابة عنه. يفتح شادى باب المكتب ويدخل شخص ما، يقف خالد فى صدمة قائلا: مش ممكن... فاطمة؟!
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل العاشر ( حب لا يعرف الانتقام )
يتمم خالد صفقة الشراكة بينه وبين شادى رغما عنه لانقاذ شركته، وبعد الانتهاء من توقيع العقود، ينظر شادى لخالد قائلا: دلوقتى بس أقدر أقولك مين هو شريكك اللي أنا جاى بالنيابة عنه. يفتح شادى باب المكتب ويدخل شخص ما، يقف خالد فى صدمة قائلا: مش ممكن ... فاطمة؟! فاطمة: أيوا فاطمة يا خالد.
خالد: طب ليه عملتى كده عشان تنقذينى مش كده؟ تضحك فاطمة فى سخرية قائلة: أنقذك؟! لا يا بشمهندس، الكلام ده كان زمان ايام فاطمة العبيطة اللى بتمشى ورا قلبها لكن دلوقتى انا بقيت واحدة تانية والبركة فيك. خالد: قصدك ايه يا فاطمة؟
تنظر فاطمة لسيد قائلة: أستاذ سيد أنا سبق وشاركت بشمهندس خالد، ودلوقتى زودت عدد الأسهم اللي ليا فى الشركة، يعنى نصيبى يعدى 50 فى المية من أسهم الشركة، وعليه أنا ليا حق الإدارة صح؟ ينظر لها خالد فى غضب قائلا: فاطمة انتى بتقولى ايه انتى اتجننتى؟! تتجاهل فاطمة صراخه وأكملت حديثها للمحامى قائلة: ها، إيه رأيك يا أستاذ سيد..
سيد: للأسف كلامك مظبوط تنظر فاطمة لخالد قائلة: وعليه أنا بطالب بأحقيتى فى رئاسة مجلس إدارة الشركة، وياريت مشوفكش هنا فى مكتبى تانى يا بشمهندس. يصرخ خالد فى فاطمة قائلا: لا، إنتى أكيد مش طبيعية، مش ممكن تكون اللي أدامى دى فاطمة مراتى.
تنظر له فاطمة وعلى وجهها إبتسامة لأول مرة يمقتها خالد قائلة: أنا عذراك يا بشمهندس، بس أحب أقولك إنى دلوقتى أنا مش فاطمة مراتك... وتكمل حديثها بحزم وتحدى قائلة: أنا فاطمة عاصم الحديدي تنظر فاطمة إلى سيد قائلة: ياريت يا أستاذ سيد تخلص الإجراءات الازمة وتستعد فاطمة للخروج من الغرفة، ولكنها تنظر لخالد قائلة: أنا هديك فرصة يومين تشوف مكان تانى فى الشركة تقعد فيه، دا لو تحب تكمل فيها طبعا. وتغادر المكتب فى صدمة من خالد، يستند خالد على المكتب فى تعب واضح، يقترب منه حسام قائلا: مالك يا خالد؟ ينظر له خالد فى حزن: أنا عرفت مين اللي كان بيحاربنا طول الشهور اللي فاتت يا حسام. ينظر حسام لخالد مشفقا عليه قائلا: معقولة يا خالد هى؟ لا مستحيل فاطمة اللي نعرفها تعمل كده ينظر له خالد فى جمود قائلا: دى مش فاطمة اللي إحنا نعرفها يا حسام، دى فاطمة الحديدى اللي إحنا لسه هنعرفها
وفى الخارج: تقف زهرة بجانب السكرتيرة قائلة: هو إيه اللي بيحصل جوا، وليه بشمهندس خالد بيزعق كده؟ السكرتيرة: الله أعلم، بس شكل الموضوع كبير يقطع حديثهم خروج فاطمة من غرفة الاجتماعات، تنادى عليها زهرة ولكنها تتجاهل نداءها وتغادر مسرعة، فتنظر إلى السكرتيرة قائلة: هو إيه اللي بيحصل بالظبط بعد قليل يخرج الجميع من الغرفة ويبدو على ملامحهم القلق والغضب، يغادر خالد، آما حسام ينظر لزهرة قائلا: إنتى واقفة ليه هنا ؟
تنظر له زهرة فى إرتباك قائلة: أصل ... أصل ... يقاطعها قائلا: لا أصل ولا فصل، طول ما إنتى فى الشركة متخرجيش من مكتبك، مفهوم ويتركها ويغادر، تنظر زهرة للسكرتيرة قائلة: هو علطول غلس كده السكرتيرة: مين الغلس، بشمهندس حسام؟! بالعكس دا من ألطف الناس اللي ممكن تتعاملى معاهم زهرة: أمال بيجى عندى أنا ويقفل يعنى السكرتيرة: أنا كمان مستغربة، أول مرة أشوفه كده تنظر زهرة إلى أثره فى قلق
فى فيلا الصفدى: يروى عادل ما حدث من فاطمة لوردة فى صدمة منها تنظر وردة لعادل فى صدمة قائلة: انت بتقول إيه يا عادل، أكيد فى حاجة غلط، مستحيل تكون بتتكلم عن فاطمة صديقة عمرى، دا أنا كبرت على صداقتها، اللي أنت بتكلمنى عليها دى أكيد واحدة تانية، فاطمة تعمل كده وفى مين فى خالد، خالد حب عمرها كله، دى كانت عايشة بحبه وعشانه، تقوم هى اللي هتكسره، مستحيل أصدق.. عادل: لا صدقى يا وردة، فاطمة اتجرحت كتير أوى من خالد، كل مرة فاطمة كانت بتتوجع فيها كانت حاجة حلوة بتتكسر جواها، لدرجة إنها بقى جواها صعب وشديد والحلو بقى قليل أوى، هتصدقينى لو قولتلك إنى خايف، لا مش خايف أنا مرعوب وردة: مرعوب، مرعوب من إيه؟
عادل: مرعوب تكون دى مجرد بداية، بداية جديدة لحد إحنا منعرفوش، فاطمة أتولد جواها شخص جديد بيكره الضعف ومستعد يدوس على أى حاجة تقف أدامه، وخايف أول حاجة تدوس عليها فى طريقها هى فاطمة الحديدى. وردة: عادل، انت كنت عارف باللى فاطمة ناوية تعمله مع خالد؟ ينظر لها عادل دون أى إجابة، لتكمل حديثها قائلة: أنا كمان خايفة ينظر لها عادل متساءلا، لتكمل حديثها قائلة: خايفة من حاجات كنت فاكرها ماتت تصحى، وتهد كل حاجة فى طريقها عادل: قصدك إيه يا وردة؟ وردة: الأيام هتعرفك بعدين قصدى إيه
فى فيلا خالد: تجلس فاطمة فى غرفتها تتحدث فى هاتفها لشخص ما قائلة: أيوا عملت كده. مش دا كان إتفاقنا ... انا مش ريبوت فى إيدك تحركه أنا عملت اللي دماغى وديتنى ليه ... أكيد خايفة من العواقب ومن المواجهة ... لا مش هينفع أجيلك اليومين دول خالص لحد ما أشوف الدنيا بينى وبين خاد هترسى على إيه.
يدخل خالد إلى الفيلا والشرار يتطاير من عينيه، ينادى خالد على كريمة فى غضب، فتلبى نداءه قائلة: أيوا يا بشمهندس خالد: فاطمة فين يا دادة ؟ كريمة: فى أوضتها يا ابنى ينظر خالد فى إتجاه الغرفة، ويتوجه إليها فى غضب، وعند وصوله إلى الباب يدفعه بقوة دون إستئذان، فتفزع فاطمة من فعلته وتغلق الهاتف سريعا، وتلقى به بعيدا.
تتوجه فاطمة إلى النافذة موالية ظهرها إلى خالد فى خوف واضح
ينظر لها خالد فى غضب قائلا: ممكن أعرف إيه اللي إنتى عملتيه ده يا هانم، عازة تكسرينى يا فاطمة أدامك هو دا اللي يريحك، هو دا اللي هيشفى غليلك منى إنك تهدى كل اللي بنيته، أنا مش متخيل إن إنتى اللي تعملى كده فيا، تتفقى عليا إنتى وخطيبك القديم عشان تهدونى طب ليه أنا عملتلك إيه، دا أنا من أول يوم شوفتك فيه كنت ليكى الأمان والسند، كنت مخليكى أقرب شخص لقلبى، أول حد بجرى عليه وأحكيله، رفعتك فوق الكل وكنتى دايما الأولى عندى، ليه تعملى فيا كده يا فاطمة، ليه بعد ما كنتى سندى اللي بطمن بوجوده جنبى، تبقى العدو اللي بيطعنى فى ضهرى ليه، كان بقالى شهور محتار وأقول مين اللي بيكرهنى لدرجة إنه يحاربنى وعايز يخرب بيتى، مين اللي ماسك خنجر ومصمم يقتلنى بيه من ضهرى.
ويكمل حديثه فى صراخ قائلا: متخيلتش إن الحد ده هو أقرب شخص لقلبى، العدو اللي بيحاربنى هو نفسه مراتى وحبيبتى وبنتى، وكل ده ليه عشان دخلتى عليا لقتينى نايم وواحدة حضنانى، دا ولا اللي بتتلكك يا شيخة، دا إنتى حتى محاولتيش تسمعينى ولا تفهمى إيه اللي حصل جريتى زى العيال الصغيرة، فضلت أعدى غلطة ورا غلطة، وأسامح فى حقى مرة ورا مرة، وأقول معلش يا خالد، كانت مصدومة يا خالد، عيلة وغلطت يا خالد، حتى لما عرفت إنك حرمتينى من ابنى ورحتى جبتيه بعيد عنى، رغم وجعى منك سامحتك، مكنتش أعرف إن الحب اللي جواكى أتحول لنار عايزة تحرق وتنتقم ومن مين منى أنا، أنا جوزك وأبو ابنك واللي كنت فاكر إنى حبيبك.
تغمض فاطمة عينيها فى ألم، يكمل خالد حديثه قائلا: أنا خارج يا فاطمة لان من الواضح إنك مبقتيش فاطمة مراتى اللي حبيتها وقبل أن يهم خالد بالخروج، يوقفه صوت فاطمة قائلة: استنى يا خالد خالد: خير يا مدام، لسه فى حاجة مقولتهاش تلتفت له فاطمة قائلة: أعتقد إنى لسه مقولتش حاجة أصلا، لسه مردتش على الأسئلة الكتير اللي سألتها دلوقتى
تقترب منه فاطمة قائلة: عندك حق، أنا فعلا مبقتش فاطمة اللي حبيتها وأتجوزتها، فاطمة اللي عاشت عمرها كله بتحبك وبتفكر فيك قبل ما بتفكر فى نفسها، أنا فعلا بقيت واحدة تانية، ليه بقى لأسباب كتير، عندك وقت تسمعها.. تزفر فى حرارة وتكمل حديثها قائلة: ليه ؟! عشان كل لحظة حسستنى إنى مهمة عندك وبعدها فوقتنى على صدمة عشان كل لحظة فكرت فيها فيك قبل أفكر فيا. عشان كل مرة خبيت عنك وجعى عشان مزعلكش تكمل حديثها وقد غلبتها الدموع قائلة: عشان كل مرة جيتلى تعترفلى بحبك لواحدة غيرى وتدوس على قلبى من غير ما تحس عشان كل مرة كنت بترمى فى حضنى وجعك وعمرك ما فكرت فى وجعى عشان كل مرة كنت بحضر فيها فرحك وأشوفك فى حضن واحدة غيرى واستحمل واصبر عشان كل مرة كنت بداوى جرحك عشان تبقى سعيد على حساب جرحى أنا.
أنت عملتلى محاضرة دلوقتى وطلعت نفسك البطل حامى الحمى اللي ربى وحافظ وأدى الامان، ومفكرتش فى كل مرة جرحتنى فيها، نسيت كل مرة كنت بتبلغنى فيها إنك هترتبط بواحدة تانية، وتقعد تحكيلى عن حبك وهيامك ليها، وأنا كنت بالنسبة ليك مهمشة حاجة أتعودت تبقى موجودة فى حياتك، نسيت إن فى اليوم اللي فسخت فيه خطوبتى وأختارتك، أنت اخترت غيرى، نسيت أنك خلفت مرة وأتنين من غيرى ورغم كده كنت أم لكل ولادك لمجرد إنهم حتة منك، أنا استحملت كل ده، ويوم ما طلبت منى انسى واسامح عملت كده، سامحتك ونسيت كل حاجة ووافقت أبدأ معاك من جديد وتكمل حديثها فى صراخ قائلة: وفى الأخر خونتنى، أيوا يا خالد خونتنى، وافقت تخلى واحدة زى دى بتشتغل عندك لمجرد إنها بترضى غرورك كراجل، كنت مستمتع بدور الراجل المتجوز اللي بتغريه واحدة تانية، كنت بتفكر فى نفسك وفى إرضاء رجولتك ونسيت إنك كده بدوس عليا وعلى أنوثتى.
عارف كان إحساسى إيه لما سمعتك بتكلم حسام، عارف كان منظرى إيه أدام نفسى وأنا الست اللي فضلت بتحب راجل طول عمرها، ويوم ما بقى جوزها، حب يكسر الملل بواحدة غيرها، عارف كان إحساسى إيه وأنا شايفة ملامح الإستمتاع فى وشك وأنت فاكر إنك بتحلم بخيانتى، مستمتع بلمسة غيرى ليك، مستمتع بقرب غيرى منك،آآآآآآآآه لو يعرف كل راجل هو بيكسر الست إزاى بخيانته ليها..
الخيانة مش جسم وبس، الخيانة مشاعر إحساس رغبة يقف خالد مصدوما من حديث فاطمة الذى مس قلبه، فهو يعلم أنها كانت تحبه منذ صغرها، ولكن لأول مرة يستشعر كم كانت تتألم فى حبها له، تكمل فاطمة قائلة: أنا قولتلهالك يا خالد قبل كده ومصدقتنيش ساعتها، قولتلك لو جرحتنى مش هستحمل همشى بعيد، مش هستحمل وجع منك تانى، لكن أنت مقدرتش كل اللي استحملته عشانك، أتعودت تجرح مرة ورا مرة، وترجع وأسامح، أتعودت أبقى أنا فاطمة اللي علطول موجودة فى حياتك تدى من غير ما تفكر هتاخد إيه تحاول فاطمة كبت دموعها التى عاودت من جديد، فيقترب منها خالد فى حب قائلا: فاطمة أنا...
وهنا تدفع فاطمة يده وتقف فى كبرياء وتحدى مقاطعة إياه قائلة: لا يا خالد، فاطمة دى ماتت مبقتش موجودة، واللي أدامك فاطمة تانية محدش هيقدر يدوس عليها ولا يستغل ضعفها، حتى لو الحد ده كان قلبى، هحطه تحت رجلى وأدوس عليه.
خالد: قصدك إيه يا فاطمة ؟ فاطمة: قصدى إنى يومين وهستلم منك رئاسة الشركة، ومش هرجع فى قرارى مهما حصل، وعلفكرة دى مجرد بداية يا خالد، وياريت تقدر على اللي جاى.. ينظر لها خالد فى ضيق ويتركها ويخرج فى غضب، لتترك لدموعها العنان فتنهال على وجهها.
فى شركة البدر: تقوم زهرة بجمع أشياءها فى حقيبتها إستعدادا للمغادرة، يدخل عليها حسام قائلا: مساء الخير، إنتى خلاص ماشية؟ تنظر له زهرة فى غضب قائلة: دا لو ميضايقش حضرتك يعنى، خلاص وقتى خلص حسام: دا إنتى زعلانة منى بقى زهرة: وأنا ازعل من حضرتك ليه، حضرتك مديرى فى الشغل، وحقك عليا إنى أنفذ كلامك.
يمسح حسام على وجهه فى تعب واضح، وينظر لزهرة قائلا: معلش يا زهرة، حقك عليا إنى أتعصبت عليكى، بس إنتى فعلا متعرفيش الدنيا عاملة إزاى، تقدرى تقولى إننا داخلين على حرب بشايرها بدأت تهل. تنظر له زهرة فى تعجب قائلة: حرب ؟ حرب إيه ؟ حسام: مش مهم تعرفى دلوقتى، المهم انك متزعليش مني زهرة: ما أنا قولت لحضرتك إنك مديرى ودا حقك حسام: زهرة أنا لما زعقتلك مكنتش بزعقلك عشان مديرك، وعلفكرة برضه طول ما إنتى فى الشركة متخرجيش برة مكتبك اللى رايح واللي جاى يشوفك. تهم زهرة بالحديث، فيضع حسام إصبعه على فمها قائلا: وبطلى بقى رغى كتير، أنا دماغى هتتفرتك، اسمعى الكلام من غير مأوحة.
ويبتسم قانلا: وقريب أوى هيبقى لينا كلام تانى مع بعض ويتركها ويغادر فى ذهول منها، تضع يدها على قلبها الذى يدق محدثة إياه: يا أخويا أهمد أنت كمان دا وقت دق.
فى فيلا الصفدى: بنزل عادل لمقابلة خالد بعد ان أبلغته الخادمة بحضوره ورغبته فى مقابلته، ينظر عادل إلى خالد فى حزن قائلا: اهلا يا خالد، أتفضل يا حبيبى. خالد: عرفت باللي فاطمة عملته يا عادل ؟ يوميء له عادل رأسه الموافقة، فينظر له خالد متساءلا: كنت عارف باللي هتعمله ؟ عادل فى تردد: مش بالظبط، كنت عارف إنها ناوية على حاجة، بس مقلتليش إيه بالظبط خالد: خافت إنك تقولى، لكن طبعا شادى خطيبها القديم لازم يبقى سرها، أكيد كان فى كلام بينهم طول الفترة اللي فاتت ينظر له عادل فى غضب قائلا: إيه اللي بتقوله ده يا خالد، أنت أكيد أتجننت، دى فاطمة، أنا مش هعرفها أكتر منك، إزا تفكر فيها كده.
يضع خالد يده على رأسه قائلا: أنا مش عارف أعمل إيه، أنا هتجنن يا عادل هتجنن بجد، فاطمة مبقتش هى فاطمة اللي ربتها على إيدى وكبرت أدامى يوم ورا يوم، حاسس إنها بقت إنسانة غريبة عنى أول مرة أعرفها، يوصل بيها تطردنى من مكتبى فى شركتى، لا أنا مش هستحمل أنا هسيب الشركة كلها وهمشى. عادل: تبقى غبى ينظر له خالد فى استفهام قائلا: قصدك إيه يا عادل ؟
عادل: اسمعنى يا خالد، أنت زى ما قلت فاطمة متغيرة، بس لسه جواها فاطمة اللي عرفناها وعشرناها، هى بس يمكن بتحاول تدارى وجعها منك وخوفها من ضعفها بكل اللي بتعمله، بس أنا متاكد إن فى الوقت المناسب فاطمة اللي جواها واللي كلنا عارفينها هتتغلب عليها، ومحدش هيفضل محافظ على فاطمة دى غيرك انت، وجودك أدامها هيخلى فاطمة اللي جواها لسه عايشة وموجودة، أنت نقطة ضعف فاطمة الوحيدة، عشان كده بدارى ده بقسوتها وقوتها..
ينظر له خالد فى تفكير قائلا: يعنى عايزنى أعمل إيه ؟ عادل: خليك جنبها، حاول تستفزها، تخرج من جواها فاطمة الست، تصحى مشاعرها ناحيتك دا لو كانت ماتت أصلا، وجودك جنبها هيفوقها من صدمتها فى أقرب وقت ويرجعها فاطمة اللي كلنا نعرفها..
ينظر خالد إلى الفراغ قائلا: بس لحد ما ترجع ربنا يصبرنى على اللي هشوفه منها يربت عادل على كتف خالد قائلا: هتستحمل عشان خاطر فاطمة أنا واثق إنك هتستحمل، اللي بيحب بيتحمل أى وجع عشان خاطر اللي بيحبه
بعد مرور عدة أيام: يدخل خالد إلى الشركة تحت نظرات جميع الموظفين وهمساتهم، ويتوجه إلى مكتبه، وعندما يفتح الباب يتفاجيء بفاطمة تجلس على المكتب، يقف خالد مصدوما قانلا: فاطمة.. فاطمة: أيوا يا بشمهندس، مستغرب ليه، مش ده كان أتفاقنا.
ينظر لها خالد نظرة غامضة تقابلها هى بنظرة تحدى قائلة: ها يا بشمهندس، تحب نبدأ من إمتى ؟ خالد: من دلوقتى وحالا
وتبدأ الحرب.
علمنى حبك ان أحارب من أجلك وحين ذقت جراحك وجهت سيفى لقلبك
علمنى حبك التمرد على الضعف والآلأم وحين بدأت أتمرد بدأت بفارس الأحلام
علمنى حبك مذاق شراب الجراح واليوم صنعت لك نفس الشراب لأرتاح
علمنى حبك أن أضحى أن أحب أن أعشق وأنا اليوم أعلن أنى لنفسى أول العشاق
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الحادي عشر ( حب لا يعرف الانتقام )
يدخل خالد إلى الشركة تحت نظرات جميع الموظفين وهمساتهم، ويتوجه إلى مكتبه، وعندما يفتح الباب يتفاجيء بفاطمة تجلس على المكتب، يقف خالد مصدوما قائلا: فاطمة. فاطمة: أيوا يا بشمهندس، مستغرب ليه، مش ده كان أتفاقنا ينظر لها خالد نظرة غامضة تقابلها هى بنظرة تحدى قائلة : تحب نبدأ من إمتى ؟ خالد: من دلوقتى وحالا تبتسم له فاطمة، ثم ترفع هاتفها محدثة السكرتيرة قائلة: لو سمحت بلغى بشمهندس حسام إن فى دلوقتى أجتماع فى أوضة الإجتماعات ينظر لها خالد فى دهشة قائلا: إجتماع إيه ده يا فاطمة؟
فاطمة: بشمهندسة فاطمة، أرجوك يا بشمهندس متخلطش العلاقات الشخصية بالشغل، أنا هنا المهندسة فاطمة الحديدى رئيس مجلس الإدارة، ارجوك مترفعش الألقاب ما بينا ينظر لها خالد فى صدمة يتبعها بسخرية قائلا: طب يا بشمهندسة فاطمة، ممكن أعرف الإجتماع ده بخصوص إيه؟ فاطمة: هتعرف كل حاجة دلوقتى يا بشمهندس، بس الأول لازم شريكنا التالت يبقى موجود خالد: ماشى يا فاطمة، قصدى يا بشمهندسة فاطمة.
فى فيلا الصفدى بالإسكندرية: تتحدث غالية مع غادة فى الهاتف وسط ضحكات غادة العالية غالية : ممكن أعرف بتضحكى على إيه، إيه اللي قولته ضحكك أوى كده ؟ تحدثها غادة ومازالت مستمرة فى الضحك قائلا: بقى بذمتك لما تقوليلى إن الدنيا بايظة بين فاطمة وخالد، وإن المشاكل توصل بيهم إن فاطمة تاخد مكان خالد فى شركته وتهينه وسط كل الموظفين، دى حاجة متفرحنيش.
غالية: ياللاه يا غادة لسه مصفتيش لفاطمة وخالد، معقولة تكونى شمتانة فيهم للدرجة دى ؟ غادة: واكتر من كده يا ماما، متتصوريش فرحتى وأنا شايفة خالد بيتكسر، ومن مين من فاطمة، فاطمة اللي باعنى بدل المرة أتنين بسببها،بس بجد برافو يا فاطمة طول عمرى بقول عليكى مش سهلة، لعبتيها صح.
غالية : معقولة يا غادة تفكرى كده، أنا عارفة إن طلاقك من خالد وجعك، بس مهما كان خالد يبقى ابن عمتك، وفاطمة كمان دى بنت خالك، حاولى تنسى يا غادة. غادة: عمرى يا هقدر أنسى اللي عملوه فيا، أنا مكرهتش فى حياتى غير الاتنين دول، وخصوصا اللي اسمها فاطمة اللي جتلنا من الشارع والبيه لمها وفضلها عليا، وخلاها رقم واحد فى حياته، وأهى دلوقتى هى اللي بإيديها بتكسره.
غالية : غادة، متنسيش إنك بتتكلمى عن فاطمة الحديدى، مش واحدة من الشارع، متغلطيش غلطتى يا بنتى، متمليش قلبك بالكره ناحية أقرب الناس ليكى غادة: الكره دى كلمة بسيطة عن النار اللي جوايا، أنا كل اللي هعمله الفترة الجاية إنى أقعد وأتفرج على فاطمة وهى بتهد كل اللي عمله خالد، وبتسحب كل حاجة منه غالية : ربنا يهديلك نفسك يا بنتى، جوزك عامل إيه ؟
غادة: جوزى علطول مسافر بيباشر أعماله من بلد لبلد غالية : وإنتى يا غادة مش ناوية تنزلى مصر قريب، أقله يا بنتى أبنك يشوفك تنظر غادة إلى الفراغ قائلة : لا إزاى، دا أنا لازم أنزل قريب، قريب أوى كمان.
فى شركة البدر: تجلس فاطمة على طاولة الإجتماعات وأمامها حسام وخالد الذى يحاول أن يمثل الهدوء ينظر حسام لفاطمة قائلا: خير يا بشمهندسة، أجتمعتى بينا ليه؟
تنظر فاطمة لحسام قائلة : أنا أجتمعت بيكم عشان حابة نقسم أدوار العمل ما بينا، مينفعش اللي كان بيحصل قبل كده، واحد يشيل الشغل كله والباقى مريحين ينظر لها حسام قائلا فى مرح : والله بنت حلال، كأنك حاسة بيا، الواحد تعب...
تنظر فاطمة لخالد بطرف عينيها محدثة حسام : طبعا أنا حاسة بيك وعارفة اللي كان بيحصل، بس معلش بشمهندش خالد مكنش فاضى للشغل، وكان رامى عليك الحمل كله يكز خالد عن أسنانه قائلا فى هدوء مميت : لو سمحت يا بشمهندسة ياريت نركز فى الشغل وملناش دعوة بالأمور العائلية.
تبادله فاطمة النظرة فى هدوء قائلة : ما هو ده الشغل يا بشمهندس، من النهاردة هتتقسم المشاريع بينا، حد فينا هيبقى مسئول يشرف على المشاريع اللي برة القاهرة، وحد تانى هيبقى مسئول يشرف عن المشارع اللي داخل القاهرة، والتالت هيبقى مسئول عن إدارة الشركة والمناقصات اللي بتدخلها.
يصفق حسام فى حسام قائلا: هو دا الكلام، وربنا إنتى أجدع رئيس مجلس إدارة ينظر له خالد نظرة مرعبة، فيتراجع عن التصفيق ويفضل الصمت تبتسم فاطمة وتكمل حديثها قائلة : أنا طبعا مش هينفع أبقى مسئولة عن المشاريع اللى خارج القاهرة، ودا طبعا لآنى تنظر لخالد وتكمل حديثها فى تأكيد قائلة : ست متجوزة زى ما انتم عارفين.
حسام : إنتى بتهزرى، ما طبعا عارفين إن أنتى وخ... تقاطعه فاطمة قائلة بشمهندس حسام زى ما قولنا، مش هندخل العلاقات الشخصية فى الشغل، جوزى ملوش دخل فى شغلنا يؤكد خالد على حديثها قائلا: هى عندها حق يا بشمهندس حسام، مندخلش جوزها فى الموضوع وخلينا فى كلامنا.
يتبادل حسام النظرات بينهم فى دهشة، بينما ينظر خالد إلى فاطمة ويكمل حديثه قائلا: وأنا كمان مش هينفع أتابع المشاريع اللي برة لأن ده هيحتاج منى سفر كتير، وانتوا عارفين إنى أنا كمان راجل متجوز، ومراتى متقدرش تقعد يوم واحد من غيرى.
ينظر له حسام فى دهشة مرحة قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هى نفسها ف... يقاطعه خالد قائلا: هى نفسها نفس المشكلة، عشان كده أقترح إن أنت يا حسام اللي تبقى مشرف على المشاريع اللي برة القاهرة فاطمة : وأنا معنديش مانع لو بشمهندس حسام موافق يرفع حسام يده قائلا: والله أنا موافق طالما هبعد عن الجنان ده.
يحاول كل من خالد وفاطمة إخفاء ضحكته، وتكمل فاطمة قائلة : كده جميل يبقى بشمهندس خالد هيبقى مسئول عن إدارة المشاريع اللي داخل القاهرة وتنظر إلى حسام قائلة : بشمنهدس حسام، يا ترى مكتب مدير المشروعات لسه فاضى ولا حد قعد فيه
حسام: لا موجود، محدش أتعين فيه من ساعة ما إنتى سبتى الشركة، خالد كان رافض حد يدخله ولا رضى يعين حد مكانك، كان هو اللي بيقوم بالشغل ده يتبادل كل من فاطمة وخالد النظرات سويا، فتنتبه فاطمة لنفسها قائلة : خلاص يبقى من النهاردة ده مكتب بشمهندس خالد.
يحاول خالد ألا يظهر ما به من غضب مغلفا وجهه بابتسامة باهتة تكمل فاطمة حديثها قائلة : أعتقد كده خلصنا كل الكلام اللي محتاجة أقوله، ياريت الفترة الجاية كل واحد يقوم بدوره كويس أوى عشان نقدر نوقف الشركة دى على رجلها.
يخرج حسام من قاعة الاجتماعات، بينما يميل خالد على فاطمة هامسا: إنتى صحيح هنا فاطمة الحديدى رئيس مجلس الإدارة، بس الواقع اللي عمره ما هيتغير إنك هتفضلى مراتى هنا وفى البيت ويقبلها خالد فى وجنتيها ويتركها ويخرج فى صدمة منها، تضع فاطمة يديها على وجهها وتنظر إلى أثر خالد، تشعر حينها وكأن قلبها يعلن الحرب عليها من شدة دقاته، وتبتسم رغما عنها ولكنها تتذكر شينا ما، فتتحول نظراتها العاشقة لنظرات تحدى وتمسك هاتفها محدثة شخص ما قائلة : أيوا... محتاجة أشوفك النهاردة ضرورى... لا النهاردة بقولك محتجاك... طيب خلاص استنانى أنا هجيلك.
فى إحدى المراكز الطبية : تقوم وردة من على السرير الطبى متوجهة للطبيبة ويبدو عليها القلق قائلة : خير يا دكتور؟ ينظر الطبيب إلى وردة قائلا: بصى يا مدام، مش هكدب عليكى وأقولك إن الموضوع سهل وإنك ممكن تحملى، بس فى نفس الوقت مش مستحيل وردة: يعنى إيه مش فاهمة؟ الطبيب: يعنى صحيح الحمل صعب عند حضرتك، بس ممكن بعملية يبقى فى أمل تحملى تنظر له وردة فى أرتسم الأمل على وجهها قائلة : بجد يا دكتور، يعنى أنا ممكن أحمل فعلا الطبيب: بس زى ما قولت لحضرتك الأمل مش كبير
وردة: مش مهم، المهم فى أمل ولو واحد فى المية بعدها يرتسم القلق على وجهها قائلة : بس العملية دى هتبقى خطيرة، قصدى يعنى... الطبيب: أنا فاهم، بصى هى العملية مش سهلة، بس كمان فشلها مش هيغير الوضع الحالى، يعنى لو نجحت هيبقى فى أمل كبير إن شاء الله فى الحمل تنظر له وردة بعد تفكير قائلة : وأنا مستعدة يا دكتور، أقدر أعملها إمتى ؟
فى فيلا خالد: يدخل خالد الفيلا، فيجد كريمة تجلس وأمامها جاسر وفاطمة ورضوى يلعبون، وتحمل فى يدها حسن الصغير يقترب خالد منهما وهو يبتسم قائلا: مساء الخير يا دادة كريمة: مساء النور يا ابنى يركض كلا من فاطمة ورضوى إلى خالد قائلين : بابا جه بابا جه
يحتضنهم خالد قائلا: حبايب قلب بابا عاملين إيه ينظر خالد لجاسر قائلا: وأنت يا بشمهندس يا صغير ، عامل إيه وحشتنى جاسر : كويس يا بابا خالد فاطمة: بابا، جاسر بيقول إنه عمو، وبيضحك عليا خالد: لا يا حبيبتى جاسر فعلا يبقى عمو فاطمة : يا سلام إزاى بقى، وأنا أكبر منه، هو ينفع عمو يبقى أصغر منى يضحك خالد على حديثها قائلا: أه يا لمضة ينفع، لما يبقى اخو بابا يبقى عمو حتى لو اصغر منك رضوى: طب وحسن يا بابا ؟
ينظر خالد إلى حسن فى حب قائلا: لا حسن دا حاجة تانية، حسن دا أخوكم، فاطمة: أخونا إزاى بقى ؟ ينظر خالد لفاطمة قائلا: إنتى اسمك إيه ؟ فاطمة: اسمى فاطمة خالد وينظر لرضوى قائلا: وإنتى ؟
رضوى: اسمى رضوى خالد خالد: وهو كمان اسمه حسن خالد يبقى أخوكم بس مامته هى ماما فاطمة فهمتوا فاطمة: أمال جاسر اسمه جاسر إيه يا بابا، جاسر خالد يقاطعه جاسر قبل أن يجيب قائلا: لا أنا اسمى جاسر عاصم، مش جاسر خالد، عشان أنا بابايا ومامتى راحوا عند ربنا، عشان كده أنا مش اسمى زيكم ويتركهم جاسر ويغادر فى صدمة من خالد، ينظر خالد.
إلى كريمة قائلا: دادة من فضلك خدى الولاد فوق على ما اروح اشوف جاسر يقترب خالد من جاسر فيجده يبكى، ينزل خالد إلى مستواه قائلا : مالك يا جاسر يا حبيبى، بتعيط ليه؟ جاسر: بعيط عشان كل الولاد عندهم بابا وماما، إلا أنا معنديش لا بابا ولا ماما يحيط خالد وجهه بكفيه قائلا: أخس عليك يا حبيبى مش أنا بابا خالد، وماما فاطمة مش ماما.
جاسر: أيوا، أنا كنت عارف كده، لما دخلت المدرسة عرفت أن اسمى جاسر عاصم، مش جاسر خالد، يعنى أنت مش بابا أنت أخويا، وفاطمة مش ماما، فاطمة هى كمان أختى، أنا معنديش بابا وماما، كان نفسى اشوفهم، قبل ما يروحوا عند ربنا، هما أكيد كانوا بيحبونى صح؟
تدمع عين خالد من حديث جاسر قانلا: طبعا يا حبيبى كانوا بيحبوك اوى جاسر: أمال ليه سابونى ومشيوا؟ يحتضن خالد جاسر بشدة قائلا: الله يرحمهم، سابوك عشان تبقى أجمل هدية يسبهولنا يخرجه خالد من حضنه قائلا: عارف يا جاسر، يوم ما أتولدت كنت أنا وفاطمة فرحانين بيك أوى، عارف ليه جاسر : ليه؟
خالد: عشان حاجات كتير، عشان أنت بتفكرنى بمامتى مريم اللي هى مامتك، وعشان بتفكر فاطمة باباها عاصم اللي هو باباك، وعشان أنت أول واحد جمعتني بفاطمة وربطني بيها من غير ما تحس، يعنى على قد حبى لفاطمة على قد حبى ليك، شفت بقى إحنا بنحبك إزاي. جاسر: صح عندك حق خالد: يبقى مش عايزك تفكر فى الكلام الوحش ده تانى، أنا بابا خالد باباك وأخوك، وفاطمة تبقى مامتك وأختك، وأخواتك رضوى وفاطمة وحسن. يحتضنه خالد من جديد وقد نزلت دموعه رغما عنه.
فى فيلا الصفدى: تجلس وردة فى إنتظار عادل الذى يأتى من الخارج ويبدو عليه الإرهاق تستقبله وردة قائلة : مساء الخير يا عادل عادل: مساء النور يا حبيبتى.
يلقى عادل نفسه على السرير فى إرهاق قائلا: مش قااااادر، اليوم كان مميت، الله يسامحك يا بنت عاصم سايبالى الشغل كله على دماغ تقترب منه وردة فى إرتباك قائلة : ليه، هى فاطمة بطلت تيجى الشركة ؟ عادل: أيوا يا ستى، صاحبتك خلاص بدأت لعبة القط والفار مع خالد، وراحت مسكت الشركة معاه، يعنى كل حاجة بقت فوق دماغى.
وردة : ربنا يقويك يا حبيبى تنظر له وردة فى تردد كأنها تريد أن تقول له شيء، يلاحظ عادل ترددها قائلا. إيه يا وردة، حاسك عايزة تقولى حاجة تنظر له وردة فى إرتباك قائلة : أنا، لا، سلامتك، انا هقوم أحضرلك العشا على ما تغير هدومك وتخرج من الغرفة سريعا محدثة نفسها : إيه يا وردة، مقولتلوش ليه على العملية، خايفة يرفض زى ما رفض الحقن المجهرى قبل كده، طب وبعدين ما أنتى لازم تقوليله، أمال هتعمليها من وراه.
فى فيلا خالد: تدخل فاطمة الفيلا، فتجد خالد فى استقبالها، يقترب منها خالد قائلا: حمدا لله على السلامة يا زوجتى العزيزة تنظر له فاطمة فى دهشة قائلة : زوجتك العزيزة؟ خالد: طبعا، هو إنتى مش مراتى حبيبتى ولا أنا غلطان ؟ تنظر له فاطمة فى شك قائلة : لا مراتك، بس يعنى أنا توقعت أجى ألاقيك متعصب متنرفز منى
خالد: لا يا حبيبتى، ما أنا أصل لقيت عندك حق، الشغل حاجة، وحياتنا حاجة تانية، وزى ما إنتى قولتى إنتى فعلا رئيسة مجلس الإدارة فى الشركة وبس، لكن هنا بقى مراتى حبيبتى اللي ليا عليها كل الحقوق، ولا إيه رأيك. تنظر له فاطمة فى قلق قائلة : خالد، أنت ناوى على إيه بالظبط؟...