logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 22 < 1 11 12 13 14 15 16 17 22 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:37 مساءً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السادس
( حب لا يعرف الانتقام )

فى شركة الصفدى:
يجلس عادل شاردا يتذكر حديثه مع خالد، يقطع شروده صوت هاتفه يرن، ينظر إلى الهاتف ليجد الطالب وردة، فيجيب عليها قائلا: أيوا يا وردة.
وردة: إيه يا عادل مال صوتك يا حبيبى؟
عادل: مفيش، مضايق شوية
وردة: طب أنت هتتأخر النهاردة ؟

عادل: آه يا وردة هتأخر، لازم أعدى على فاطمة بعد الشغل أطمن عليها.
تحدثه وردة فى ضيق قائلة: فاطمة، هو أنت مش كنت هناك إمبارح، ولا أنت لازم تعدى كل يوم عليها.
يقطع عادل جدالها الذى لا يقدر عليه فى هذه الحالة
قائلا: وردة، خالد عرف مكان فاطمة، وراحلها النهاردة
وردة فى صدمة: أنت بتقول إيه، خالد عرف مكانها، طب إزاي، وعمل معاها إيه؟
عادل: ما أنا عشان كده هروح عشان أعرف، ولما أرجع إن شاء الله هحكيلك.

فى قصر الحديدى:
تقف فاطمة فى التراس شاردة تتذكر كلمات خالد لها " قال إيه شوفتينى نايم وواحدة بتحاول تغرينى فقولتى إنى بخونك وجريتى زى العيال الصغيرة وهربتى، محاولتيش حتى تدى نفسك فرصة تشوفى الحقيقة، وتشوفيها إزاى عشان مطلعيش نفسك ضحية وتصعبى على الكل".

" أنا لو سامحتك على كل اللي عملتيه فيا الفترة اللي فاتت، عمرى ما هسامحك على إنك حرمتينى من إنى أشوف ابنى الوحيد، وأكون جنبك وإنتى بتجيبيه للحياة، سمعانى يا فاطمة، عمرى ما هسامحك "
تمسح فاطمة عبراتها التى نزلت رغما عنها، فتجد من يمد منديل لها لتمسح به دموعها، تنظر إلى اليد الممدودة لتجدها يد عادل، تنظر له فاطمة فى حزن قائلة: أبيه عادل.

ينظر لها عادل فى شفقة على حالها قائلا: أيوا يا فاطمة، أبيه عادل، تفتكرى مين فى اللحظة دى ممكن يمد لك إيده غيرى
ينظر لها فى صمت طويل، ثم يعيد الحديث قائلا: جالك، مش كده؟
تتنهد فاطمة فى حرارة قائلة: آآه يا أبيه جالى، وشوفته، مكنتش متخيلة إنها هتبقى لحظة صعبة عليا كده
عادل: إيه اللي حصل ؟
فاطمة: ضربنى، تصور خالد ضربنى بالقلم
ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: ضربك ؟!

فاطمة: متتخضش كده هو معاه حق يعمل أكتر من كده، بس هتصدقنى لو قولتلك إن مش قلم خالد اللي وجعنى، اللي وجنى بجد حضنه، بعد ما ضربنى شدنى لحضنه جامد، كنت حاسة إنه عايز يدخلنى جواه، للحظة استسلمت لضعفى ليه، ولشعور الأمان اللي مش بلاقيه غير فى حضنه ومعاه، لكن خوفت.
عادل: خوفتى من إيه يا فاطمة؟

فاطمة: فى كل لحظة كنت بحس فيها بالامان مع خالد، واسيب نفسي لإحساسي معاه، ولأحلامى الجميلة اللي برضه مبحلمهاش غير معاه، ألاقيه بيصحينى على صدمة أكبر من اللي قبلها، خفت من ضعفى أدامه، خالد هو نقطة ضعفى الوحيدة، أنا كبرت بين إيديه، يعنى يعرف حتى عدد دقات قلبى، كان نفسي فى اللحظة اللي شوفته فيها أقوله إنه وحشنى أوى، وإنى مكنتش محتاجة لحد زى ما كنت محتجاه جنبى، كان نفسي أعيط فى حضنه وأقوله إن الحياة وقفت عند اللحظة اللي بعدت فيها عنه، كان نفسي أقوله كلام كتير أوى يا أبيه، بس مقدرتش.

عادل: ليه يا فاطمة مقدرتيش، ليه مقولتلوش كل اللى جواك، ليه فتحتى باب جديد للعذاب ليكى وليه
فاطمة: عشان هو ده خالد، مهما يمر عليه الزمن هيفضل زى ما هو، الغلطات الكبيرة اللي بتجرح غيره وممكن تكون سبب فى تدميرهم بيعتبرها غلطة بسيطة بتتصلح بكلمة أنا أسف، زمان أتجوزحنين كان فاكر إنه بيحبها، ولما أتجوزها وحس إنه غلط فى حبه ليها، بدأ يمل من حياته معاها، وهى كانت حاسة بده، وبعدها غادة لما أختارها، ورجع تانى قال أنا أسف أخترت غلط..

أنا أسف جرحتك مرتين يا فاطمة، انا اسف خونتك وأنا نايم إيه المشكلة يعنى، أنا أسف... أنا أسف... سلسلة من الأسف اللي هو أصلا مش حاسس بيه، تصور خالد مش شايف إنه غلطان أصلا، خالد محاولش يبررلى موقفه، محاولش يقولى حتى إنه مخانيش، هو شايف إنى مكبرة الموضوع وعايشة دور الضحية تخيل، نسى كل اللي عمله فيا طول السنين اللي فاتت، وأعتبرنى أنا المذنبة..

ينظر لها عادل فى تفهم قائلا: عشان حسن، مش كده؟
فاطمة: أنا عارفة إن عنده حق، هو كان من حقه إنه يعرف إنى كنت حامل، وبصراحة أنا مش عارفة أنا كنت ساعتها بعاقبه ولا بعاقب نفسي إنها وافقت تفضل ضعيفة أدامه وتحت سيطرته طول عمره..

عادل: أفتكرى ساعتها يا فاطمة إنى قولتلك لازم خالد يعرف إنك حامل، بس إنتى ساعتها عاندتى..
تضع فاطمة وجهها بين كفيها وتنهار باكية قائلة: أنا تعبت، بجد تعبت، تعبت من بعدى عنه، وتعبت من حبى ليه، وتعبت من خوفى منه، ومن خوفى عليه، تعبت يا أبيه من كل حاجة، ومبقش عارفة الصح فين..

ينظر لها عادل فى آلم، ويكاد يمد يده على رأسها ليملس عليها، ولكنه يضم قبضة يده قبل أن تلمسها مبتعدا عنها، يتمالك عادل نفسه قائلا: وبعدين يا فاطمة هتفضلى تعذبى نفسك وتعذبيه لحد إمتى؟
تمسح فاطمة دموعها قائلة: خالد عمره ما هيسامحنى على إنى خبيت عنه إن عنده ابن، أنا مش عارفة هو بيفكر إزاى ولا ناوى يعمل إيه، كل اللي أعرفه إن الفترة اللي جاية شكل العلاقة بين وبين خالد هتختلف عن أى وقت تانى.
ينظر لها عادل فى إستفهام قائلا: إنتى ناوية على إيه يا فاطمة؟

فاطمة: فى عز الضعف بتتولد القوة عشان تغطى رعشة خوفنا من اللي جاى، ومع الوقت القوة بتغلب الضعف، أنا طول عمرى ضعفى كان هو مشكلتى مع خالد وسبب وجعى، عشان كده خالد الفترة الجاية هيشوف فاطمة تانية خالص غير فاطمة اللي عرفها.
تقترب فاطمة من عادل قائلة: خليك جنبى يا أبيه، متتخلاش عنى، أنا مبقاش ليا حد غيرك من بعد وفاة بابا وعمى يحيي
ينظر لها عادل فى حزن قائلا: عمرى ما هتخلى عنك يا فاطمة.

يخرج عادل من القصر ويركب سيارته، وكأن وجوده بمفرده أعطى له الاشارة ليزفر عما يبوح به من وجع، يمسح عادل على رأسه فى تعب، ويستند على مقود السيارة ويبكى، نعم يبكى ولأول مرة يسمح لدموع قلبه أن تصل إلى عينيه، ولكنه ينتبه إلى نفسه ليلاحظ أنه مازال أمام القصر، فينطلق بسيارته سريعا..

بعد مدة قصيرة نجد عادل يجلس فى إحدى المحلات الصغيرة، وأمامه رجل عجوز يقدم له كوبا من الشاى قائلا: خد يا عادل يا ابنى أشرب كده وروق
عادل: متشكر يا عم سعد
سعد: مالك يا ابنى، شكلك مضايق وكأن هموم الدنيا كلها فوق كتافك ليه؟
ينظر له عادل نظرة هو وحده يفهمها، ليكمل حديثه متساءلا: فاطمة برضه؟

عادل: خلاص يا عم سعد مبقتش قادر أتحمل، اللي أنا فيه بقى فوق طاقتى، أصعب حاجة فى الدنيا لما يبقى أدامك الانسان اللي بتحبه وشايفه بيتعذب، لا أنت قادر تساعده وتخفف عنه عذابه، ولا قادر تبوحله بحبك ومشاعرك ليه، كل اللي فى إيدك تتعذب من جواك، وأنت مش قادر حتى تقول آه بصوت عالى..

سعد: وإيه اللي غير الحال يا ابنى، سنين طويلة من ساعة ما عرفتك وأنت مخبى حبك لبنت خالك.
عادل: عشان أنا بشر يا عم سعد، مبقتش قادر أتحمل عذابى ده، وهى دايما شايفانى أبيه عادل،أبيه عادل اللي شهد على حبها لغيره لا وكان بيساعدها بنفسه، تخيل أنا كنت بساعد حبيبتى عشان تروح لغيرى، أنا اللي سلمتها بنفسى لعريسها، أنا اللي كنت وكيلها يوم فرحها وكتبت بنفسي أسمها على اسم راجل تانى، أنا اللي كل مشكلة بينها وبين جوزها تجرى تشتكيلى، وهى متعرفش إنى بيتقطع من جوايا وهى حتى من قادرة تنطق اسمى..

سعد: مش ده الدور اللى أنت أختارته لنفسك يا ابنى
عادل فى غصب ممزوج بالآلم: مختارتوش بمزاجى يا عم سعد، دا دور أتفرض عليا، مقدرتش أشوفها محتجانى ومكنش جنبها، مقدرتش أخليها تحس للحظة إنها وحيدة ملهاش أهل وأنا موجود، أنا بتعذب عشان هى ترتاح، بكتم وجعى وحبى ليها، عشان هى متتوجش، عشان هى تفضل مبسوطة، النهاردة وهى بتتكلم عن عذابها فى حب خالد مقدرتش، حسيت إنى..

نفسي أصرخ وأقولها كفاية بقى، كفاية كلام عنه أدامى، كفاية تتعذبى بسببه، كفاية تبقى قريبة منى، كفاية تبقى محتجانى، لكن محيت كل ده مجرد ما قالتلى خليك جنبى انا محتجاك، آآآآآآآآآه يا عم سعد نار جوايا محدش حاسسها غيرى.

سعد: حاسس بيك يا ابنى، بس كان لزمتها إيه تتجوز لما أنت لسه بتحبها.
عادل: كان نفسى أحس إنى إنسان طبيعى من حقه يتجوز ويفتح بيت ويخلف ويعيش حياته، مكنتش عايز أوقف حياتى على فاطمة، كنت عايز أنساها وأكمل حياتى مع واحدة تحبنى، لكن للأسف لا قدرت أنساها، ولا حتى خلفت وكونت أسرة
سعد: ربنا يا ابنى يهديلك نفسك، وييسر حالك..

فى المساء:
يصل عادل إلى فيلا الصفدى، ويتوجه إلى غرفته، ليجد وردة فى إنتظاره، فتركض نحوه فى لهفة قائلة: ها يا عادل، طمنى فاطمة عاملة إيه، وخالد عمل معاها إيه؟
يظل عادل ينظر إلى وردة فى صمت، وكأنه لا يسمعها، كأنه فى عالم أخر غير عالمنا، إلا أن قطعت وردة شروده وهى تكزه فى كتفه قائلة: عادل، أنت نمت وأنت واقف مالك؟

عادل: ها، لا مفيش، كنت بتقولى إيه؟
وردة: بقولك إحكيلى حصل إيه مع فاطمة وخالد يقص عادل على وردة ما حدث بين خالد وفاطمة، فترتسم ملامح القلق على وجهها.

أما فى خارج الغرفة تتوجه غالية نحو غرفة عادل ووردة قائلة: هما مالهم النهاردة ما شفتش خلقة حد فيهم ليه.
تهم غالية بالدق على باب الغرفة، لتتوقف يدها عند سماع كلمات وردة قائلة: يا حبيبتى يا فاطمة، أكيد طبعا كان رد فعله صعب عليها
عادل: واللي صعب الموقف لما عرف بموضوع حسن، وإن فاطمة خبت حملها عليه..

وردة: أيوا بس تفتكر ناوى يعمل إيه؟
وقبل أن يجيب عادل تدخل عليهم غالية دون إستنذان فى صدمة منهما، تظل تنتقل بنظرها بينهما، ثم نظرت إلى عادل قائلة فى حزم: أنا عايزة أفهم حالا موضوع فاطمة..

بعد فترة نجد عادل يركض على سلم الفيلا وخلفه غالية التى تمسك فى يدها عصاها، وتركض خلف عادل فى ضعف تريد أن تضربه بها قائلة: تعالى هنا بقولك، بقى أنا تضحك عليا وتقولى متجوز على مراتك، وتخلى الدمعة تفر من عينى، وقال صعبانة عليا، وكل ده وأنت بتمثل عليا يا ابن يحيي
ينظر لها عادل ومازال يركض فى شكل كوميدي قائلا: استنى بس يا ماما هفهمك..

غالية: تفهمنى إيه، بتضحك عليا يا واد، فاكرنى عجزت
عادل: ما أنا أعملك إيه إنتى اللي طيبة وبتصدقى
غالية: كده، ماشى يا ابن غالية لما أمسكك بس، هكسر دماغك
تقف غالية فى مكانها، وتنظر لعادل فى جدية واضحة قائلة: عادل، ودينى لفاطمة بنت أخويا.

فى اليوم التالى، فى شركة البدر:
فى إحدى المكاتب، تدخل زهرة وبرفقتها سكرتيرة حسام وتشير بيدها إلى المكتب قائلة: دا مكتبك يا زهرة؟

تنظر زهرة للمكتب بإنبهار قائلة: أنا هقعد هنا، يعنى دا مكتبى لوحدى؟
تبتسم السكرتيرة قائلة: أيوا، مستغربة ليه، بشمهندس حسام اللى اختارلك المكتب دا بنفسه.
تنظر لها زهرة وتبتسم، فتكمل حديثها قائلة: عموما أستاذ محي مدير التسويق هيعدى عليك يعرفك طبيعة الشغل..

تتركها السكرتيرة وتغادر، تظل زهرة تلف فى المكتب وتحدث نفسها قائلة: دا إيه الهنا اللي مكنتش أحلم بيه ده، كل المكتب دا ليا لوحدى..
وتكمل بطريقة مرحة قائلة: إلهى تنستر يا حسام يا ابن...، هى أمه أسمها إيه؟
ليقطع حديثها صو حسام من خلفها قائلة: رشيدة تنظر له زهرة فى فزع قائلة: يالهوى، أحم، قصدى حضرتك هنا من إمتى؟
يبتسم حسام على طريقتها قائلا: من ساعة ما كنتى بتسالى على اسم أمى، اسمها رشيدة.

تنظر زهرة إلى أسفل فى خجل قائلة: أنا أسفة، مكنش قصدى، أنا بس...
يكمل حسام حديثه فى جدية قائلا: محصلش حاجة، أنا بس جيت عشان أباركلك بنفسى على أول يوم شغل، وأقولك لو أحتاجتى حاجة أنا مكتبى جنب مكتبك، تعاليلى علطول.
زهرة: شكرا لحضرتك..

يتركها حسام ويغادر، بعد أن تلاحظ ملامح الضيق المرتسمة على وجهه قائلة: هو ماله النهاردة، شكله مضايق من حاجة؟!
يدخل خالد الشركة، ويجلس على مكتبه، ليجد حسام يدخل عليه وهو غاضب قائلا: حمدا لله على السلامة يا بيه، يارب تكون خلصت سفرياتك، وتركز للشركة اللي بتتخرب.

ينظر له خالد فى قلق قائلا: مالك يا حسام ؟
يلقى حسام ملفا أما خالد قائلا: أتفضل يا بشمهندس خالد، خسرنا المناقصة دى كمان، وجنابك نايم فى العسل، رايح تسافر من بلد لبلد، الشركة اللي بنيناها بتخسر، ونفلس قريب إن شاء الله، يارب تكون أرتحت.
ينظر له خالد فى صدمة قائلا: خسرناها إزاى؟

حسام: خسرناها ز ما بنخسر كل مرة، زى ما يكون فى واحد متعمد يخسرنا كل المناقصات، ومش عايزنا نكسب أى مناقصة، أنا خلاص مبقتش ملاحق على المشاكل.
خالد: طب أقعد يا حسام، وإن شاء الله هنلاقى حل للمشكلة دى.

فى قصر الحديدى
تحتضن غالية فاطمة فى إشتياق قائلة: وحشتينى يا فاطمة، وحشتينى أوى يا بنتى
فاطمة: إنتى كمان وحشتينى أوى يا عمتو
غالية: كده برضه يا فاطمة، تبقى فى إسكندرية طول الفترة دى ومخبية عليا، طب كنتى قوليلى يا بنتى، على الأقل أبقى جنبك وإنتى حامل ولا إنتى بتولدى.

فاطمة: معلش يا عمتو، صدقينى كان غصب عنى، مكنتش عايزة خالد يعرف مكانى، وعادل مسبنيش طول الفترة اللي فاتت
تنظر غالية لعادل فى غيظ قائلة: عادل دا حسابه معايا بعدين
عادل: ما خلاص بقى يا غاليتى، مش كفاية فرجتى علينا شغالين الفيلا وإنتى بتجرى ورايا، دا إنتى معملتهاش من ساعة ما قلعت البامبرز.

تضحك فاطمة على حديثهما، فتنظر إليها غالية قائلة: ينفع يا بنتى اللي إنتى عملتيه، هو كل واحدة تزعل من جوزها تسيبه وتستخبى بعيد عنه، لا يا فاطمة إنتى غلطانة يا بنتى، ولاد الأصول ميعملوش كده
فاطمة: معلش يا عمتو، كل واحد وليه ظروفه، وإن شاء الله كل حاجة تتصلح

بعد مرور عدة أيام:
يجلس عادل فى مكتبه، فيرن هاتفه، يجيب عادل على الهاتف ليجدها فاطمة قائلة: عادل، تعالى بسرعة يجيبها عادل فى قلق: مالك يا فاطمة، حصل حاجة؟
فاطمة: مش هينفع الكلام فى التليفون، تعلالى حالا.

يستجيب عادل إلى فاطمة، ويسرع إليها بعد أن يقود سيارته فى أقصى سرعة، خشية أن يكون أصابها أى مكروه، وبعد أن يصل إلي القصر، يدخل سريعا ليجد فاطمة تجلس فى حالة صدمة وفى يدها ورقة تنظر إليها ينظر عادل فى قلق لفاطمة قائلا: فى إيه يا فاطمة، وإيه الورقة دى؟

فاطمة: خالد رفع عليا قضية طاعة!..


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:38 مساءً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل السابع
( حب لا يعرف الانتقام )

ينظر عادل إلى فاطمة فى قلق قائلا: فى إيه يا فاطمة وإيه الورقة دى؟
فاطمة: خالد رفع عليا قضية طاعة
ينظر لها عادل فى صدمة قائلا: إيه، إنتى بتقولى إيه ؟
فاطمة: بقولك خالد رفع عليا قضية طاعة، إيه مسمعتنيش؟

عادل: لا سمعتك كويس، بس مش متخيل خالد يعمل كده، ومع مين معاكى انتى
فاطمة: لا صدق، خالد خلاص مبقاش شايف غير نفسه وإزا يردلى اللي عملته فيه
ينظر عادل إلى الفراغ فى غضب وبعدها يهم بالمغادرة، فتوقفه فاطمة قائلة: رايح فين يا عادل ؟
عادل: رايح لخالد، هو فاكر إن ملكيش حد يوقفله
فاطمة: لا أرجوك يا عادل متروحش، مرواحك لخالد فى الوقت ده هيعقد الدنيا مش هيحلها

عادل: يعنى إنتى موافقة ترجعى لخالد؟
تنظر له فاطمة فى دهشة، ليكمل فى تردد قائلا: قصدى يعنى موافقة ترجعى بالطريقة دى
فاطمة: أيوا يا عادل هرجع، مش لأنى عايزة أرجع لخالد، بس عشان أعرفه إن مش فاطمة الحديدى اللي يرجعها بيتها على إيد محضر، عشان أندمه على كل لحظة كان سبب جرح ليا ووجع.

ينظر لها عادل فى قلق قائلا: أوعى يا فاطمة، خالد دا...
تقاطعه فاطمة قائلة: متخافش يا عادل، أنا عارفة أنا هعمل إيه
وتقترب منه قائلة:المهم أنت يا عادل تفضل جنبى وقت محتجاك، أنا خلاص مليش حد غيرك
ينظر لها عادل فى حب ممزوج بالحزن: عمرى ما هتخلى عنك يا فاطمة.

فى المساء:
تجلس فاطمة فى غرفتها تحدث نفسها وقد غلبها الضحك قائلة: مالك يا فاطمة إنتى أتجننتى ولا إيه، إيه مش متخيلة إن خالد ممكن يجيبك بالطريقة دى، ولا خايفة من اللي هيعمله فيكى لما ترجعيله...

وتتوجه إلى المرآة وتنظر فيها وهى تملس على شعرها قائلة: وليه متقوليش إنى فرحانة، أيوا فرحانة، أنا كنت متخيلة إن خالد بعد اللي حصل هيخرج من عندى يطلقنى، لكن اللي عمله ده أثبتلى إنه لسه بيحبنى وبيحبنى أوى كمان، وإنه متمسك بيا
تنظرفاطمة للفراغ وتبتسم وهى تتوعد بداخلها بشيء ما..

بعد مرور عدة أيام:
يجلس عادل فى شرفة غرفته شاردا، تدخل عليه وردة تقطع شروده قائلة: إيه يا عادل مالك ؟
ينظر لها عادل بعد أن أنتبه لوجودها قائلا: تعالى يا وردة، أقعدى
وردة: شكلك مضايق أوى، إيه اللي حصل؟
عادل: إنتى مش عارفة
وردة: آه قصدك موضوع فاطمة برضه.

عادل: حاسس إنى عاجز، عاجز إنى أقدر أحميها ومخلهاش تعمل حاجة غصب عنها
وردة: غصب عنها إيه يا عادل، دى هترجع لجوزها
ينظر لها عادل فى ضيق قائلا: بس هى مكنتش عايزة ترجع بالطريقة دى
وردة: دا كلام بتقوله بس دلوقتى، طب أراهنك هما يومين هترجعهم لخالد وهتلاقيها تقولك ياريتنى رجعت من زمان، أصلك متعرفش فاطمة بتحب خالد إزاى، أسألنى أنا..

تزداد ملامح الضيق على وجه عادل، لتكمل وردة
حديثها متساءلة: عادل، هو أنت مش عايز فاطمة ترجع لخالد
ينظر لها عادل فى تردد قائلا: لا طبعا عايزها ترجع، وأنا مش هبقى عايزها ترجع ليه، أنا زى ما قولتلك مكنتش عايزها ترجع بالطريقة دى
تنظر له وردة فى غموض وتنظر بعدها إلى الفراغ فى ضيق...

فى قصر الحديدى:
تجلس فاطمة فى حديقة القصر تلعب مع جاسر وحسن، يرن هاتفها فتنظر له، لتجده رقم خالد،فتجيب قائلة: أيوا يا خاد
خالد: متوقعتش تفتحى موبايلك
فاطمة: لا ما خلاص مفيش داعى أقفله تانى
خالد: وناوية تنفذى الحكم إمتى يا مدام خالد
فاطمة: آه قصدك قضية الطاعة اللي رحت رفعتها عليا، معقولة العلاقة بينا وصلت لكده ..

خالد: لا هى وصلت لأبعد من كده بكتير يا فاطمة بس إنتى مش واخدة بالك، عموما أنا بتصل عشان أعرف هترجعى بيتك إمتى، وياريت متوصلنيش إنى أنفذ الحكم بطريقة تانية مش هتعجبك..
تحدثه فاطمة فى سخرية قائلة: إيه يا بشمهندس، هتجيبنى بالبوليس، ولا هتأجر ناس تخطفنى، على العموم أنا هرجع يا خالد، مش عشان خايفة منك، لا عشان أعرفك مين هى فاطمة الحديدى، لأن إظاهر طول السنين اللي فاتت معرفتهاش كويس..

تغلق فاطمة مع خالد الهاتف فى ضيق، وتظل تنظر فى الفراغ تفكر فى شيء ما، وبعدها تمسك هاتفها وتتحدث إلى شخص ما قائلة: ألو... كويسة... أنا عايزة أقابلك فى اقرب وقت... لا محتاجة أتكلم معاك ضرورى... طب خلاص أول ما أنزل القاهرة هكلمك..

بعد مرور يومين فى فيلا خالد:
تدخل فاطمة من باب الفيلا، وخلفها الخدامين يحملون حقائبها، تظل فاطمة تنظر إللى الفيلا، وتجول بعينيها حولها، يقف أمامها خالد شامخا وهو يضع يديه فى جيوبه قائلا فى سخرية: نورتى بيتك يا مدام فاطمة ولكن فاطمة لم تستمع إليه وكأنها فى عالم أخر، شرد ذهنها وأخذها لبعيد تعود إلى ذاكرتها أحداث ومشاهد قديمة...

فيتردد إلى أذنيها صوت خالد حين كان يحدثها عن حنين وعن رأيها فى الفيلا:
" - مقولتليش إيه رأيك؟
-حلوة أوى يا أبيه
- أنا جبتها عشان أعملها مفاجأة لحنين، وقررت أعمل فرحنا فيها إن شاء الله... أنا كمان بحبها أوى، ونفسى أجبلها الدنيا كلها، نفسي أخليها أسعد إنسانة فى الدنيا"...

تخرج فاطمة من شبح صوت خالد، ليتردد إلى أذنيها صوت حنين:
" - سامحينى يا فاطمة ... سامحينى على العذاب اللي شوفتيه بسببى، اسمعينى يا فاطمة أنا خلاص ماشية، خليكى جنب خالد، خالد بيحبك يا فاطمة، خالد كان بيدور عليكى فيا، حب فيا طيفك، خليكى جنبه متتخليش عنه"..

وهنا يدخل سريعا إلى أذنيها صوت بغيض قائلا:
" -جاية أشوف البنت الطيبة الغلبانة اللي كانت عاملة صاحبة حنين الله يرحمها، وأول ما جتلها الفرصة خدت مكانها..."

ظلت كلمات غادة الكريهة تردد فى أذنى فاطمة، فشعرت وكأن الدنيا تدور من حولها وكادت أن يغشي عليها، فكانت يد خالد أسرع إليها فأسندتها قبل تقع، ينظر خالد إلى فاطمة فى قلق قائلا: مالك يا فاطمة، فيكى إيه يا حبيبتي؟
تنظر له فاطمة فى شرود قائلة: أنا شوفت...
خالد: شوفتي إيه يا فاطمة ؟
ظلت فاطمة تنظر له كالتائهة، وبعدها أدركت وضعها فدفعت خالد بعيدا عنها قائلة: مفيش، إظاهر تعبانة من السفر بس..

ينظر خالد إلى فاطمة فى حزن الذي سريعا يتحول إلى سخرية مناديا على كريمة، فتلبى كريمة نداءه التى ما إن حضرت ووجدت فاطمة أسرعت إليها ترحب بيها وتحتضنها قائلة: حمدا لله على السلامة يا حبيبتى وحشتينى أوى..
فاطمة: وإنتى كمان يا دادة وحشتينى أوى، فين فاطمة ورضوى وحشونى أوى
كريمة: نايمين فوق يا حبيبتى..

ينظر لها خالد قائلا دادة من فضلت وضبى أوضتى أنا وفاطمة وفضى شنط فاطمة فيها.
تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة: لا يا دادة حطى الشنط فى أوضة تانية من فضلك
ينظر خالد لفاطمة فى ضيق، ويعيد النظر لكريمة قائلا: من فضلك يا دادة أعملى اللي قولتلك عليه..
ويشير لها بالرحيل فتلبى طلبه..

تنظر فاطمة إلى خالد فى ضيق قائلة: اسمع بقى، أنا نفذت كلامك وجيت لحد هنا، لكن لحد كده مش هسمحلك
يقاطعها خالد قائلا: مش هتسمحيلى بإيه يا زوجتى المصون، ولا إظاهر نسيتى إنك مراتى، وإن الطبيعى إن يجمعنا أوضة واحدة ويكمل حديثه وهو يدور حولها قائلا: ولا يمكن تكونى خايفة ؟

تنظر له فى إستنكار قائلة: خايفة ؟! خايفة من إيه إن شاء الله ؟
خالد: يعنى تكونى خايفة تضعفى أدامى، يعنى على حد علمى إنك بتحبينى، وإن وجودك معايا فى نفس الأوضة ممكن يوقع قناع القوة اللي رسماه على وشك من ساعة ما شوفتك ويبان الحقيقة...

تضحك فاطمة فى سخرية قائلة: وإيه الحقيقة بقى إن شاء الله ؟
يمسك خالد وجهها وينظر فى عينيها قائلا: الحقيقة إنك عمرك فى حياتك ما حبيتى غيرى، وإن قلبك عمره ما دق غير لخالد وبس.
تتوه فاطمة فى عينيه للحظات، ثم تتنبه لنفسها قائلة: ويمكن تكون دى أكبر غلطة فى حياتى
خالد: يعنى إيه ؟

فاطمة: يعنى فاطمة اللي عرفتها واللي كانت بتضعف أدامك مبقتش موجودة
خالد: حلو أوى، وطالما اللي أدامى فاطمة القوية يبقى تقبلى التحدى، ونشوف هتقدرى تفضلى فاطمة الحديدى القوية، ولا هتضعفى.
تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة: وأنا موافقة يا خالد،
عشان بس أثبتلك إنك غلطان، بشرط متخلنيش أعمل حاجة غصب عنى.
خالد: أتفقنا.

فى شركة البدر:
تجلس زهرة فى مكتبها وأمامها جهاز الكمبيوتر تعمل عليه، يرن هاتف مكتبها، فتحيب قائلة: أيوا يا أستاذ محي... لا أنا خلاص قربت أخلص التقرير اللي حضرتك طلبه منى... النهاردة إن شاء الله هيكون عند حضرتك تغلق زهرة الهاتف، وتنظر إلى ساعتها قائلة: ياااه أنا الشغل خدنى ونسيت نفسى.

وتخرج من حقيبتها كيس به بعض السندوتشات قائلة فى مرح: أما أكلى لقمة أقوت بيها، لأحسن أنا بقيت بشتغل وصاحبة مسؤلية..
وما أن بدأت تناول الطعام، حتى سمعت صوت أمامها قائلا: طب قولى بسم الله.
يقف الطعام فى حلق زهرة عند رؤية حسام، وتسعل، فيقترب منها ويعطيها زجاجة المياه، تشرب زهرة وهى تنظر اليه، فيكمل فى مرح قائلا: كل ده عشان بقولك قولى بسم الله، شكلك بخيلة ولا إيه.

زهرة: أحم، لا طبعا أتفضل، أنا بس خفت حضرتك تضايق إنى باكل فى الشغل.
يجلس حسام على أمامها فى أريحية قانلا: يا ستى ما تاكلى، هو إحنا جايبينك نجوعك، دا حتى الشغل على بطن فاضية مش مثمر.
تضحك زهرة على كلامه، فيتأمل ضحكتها فى حب ويكمل حديثه قائلا: مش هتعزمى عليا بقى ولا إنتى فعلا بخيلة؟

تظهر ملامح الإرتباك على زهرة، وتمد يدها بإحدى السندوتشات قائلة: لا طبعا أتفضل
يتناولها حسام بشهية قائلا: أممم، أحلى سندوتش كلته فى حياتى
ويشير لزهرة قائلا: كلى كلى زى مكتبك برضه
فتنظر له زهرة وتبتسم فى خجل وتكمل تناول الطعام وسط نظرات الحب التى يحيطها بها حسام.

وفى الإسكندرية:
يسير عادل فى مكتبه بالشركة فى قلق واضح، ويبدو عليه الضيق، يرن هاتفه ليجدها وردة، فيجيبها قائلا:
خير يا وردة؟
وردة: مالك يا عادل؟
عادل: هو إنتى متصلة بيا تقوليلى مالك ؟
وردة: لا أنا لقيتك أتأخرت قولت أطمن عليك، أنا غلطانة..

ينتبه عادل لنفسه، فيجيب قائلا: معلش يا وردة عندى مشكلة فى الشركة عشان كده أتأخرت هخلصها وهجى علطول.
يغلق عادل مع وردة الهاتف التى تنظر إلى الفراغ فى ضيق قائلة: وأخرتها إيه يا عادل معاك، ولإمتى هفضل مستحملة كل ده؟

أما عادل فبعد أن يغلق الهاتف يحدث نفسه قائلا: إيه يا عادل، إيه اللي جرالك، عمرك ما كنت كده، ما هى طبيعى ترجع لجوزها، وبعدين ما أنت طول عمرك راضى بالحقيقة والأمر الواقع، فاطمة عمرها ما حبت ولا هتحب غير خالد، حتى لو أتخانقت معاه وحتى لو زعلت منه، فى الأخر هى ليه، وليه هو وبس، يمكن الفترة اللي فاتت خلتها تقرب منى، وخلتنى أحس بالمسؤلية الكاملة ناحيتها، بس متنساش إنها فى الأخر مش شايفاك أكتر من ابن عمتها، وعلفكرة كده أحسن إنها بعدت عشان تخفف من عذابك شوية.
يضع عادل يده على رأسه قائلا. لا أنا كده هتجنن، أنا هروح لوردة بدل ما أنا قاعد لوحدى بكلم نفسي..

فى غرفة البنات:
تدخل فاطمة إلى غرفة البنات، وتنظر إلى فاطمة فى حنين وتجلس بجانبها وتظل تنظر إليها وتتأملها، حتى عاد بها الزمن للوراء عند حديث حنين لها:
" - عايزة أوصيكى على فاطمة بنتى، أنا عارفة إن محدش هياخد باله منها زيك يا فاطمة، خليكى أم ليها وأديها من حبك لخالد"

تعود فاطمة إلى الواقع، فتمسح دموعها التى نزلت رغما عنها وتقبل فاطمة الصغيرة قائلة: سامحينى يا حنين، أنا عارفة إن قصرت فى وصيتك طول الفترة اللي فاتت، ومقدرتش أخد بالى من فاطمة بنتك، بس أو عدك هعوضها وهكون أم ليها.

تترك فاطمة فاطمة الصغيرة، وتتوجه إلى رضوى وتقبلها هى الأخرى، وتغادر الغرفة متجهة إلى غرفة نومها..

وفى الأسفل:
يجلس خالد وهو يحمل حسن الصغير وينظر إليه فى حب قائلا: تعرف إنى بحبك أكتر من أى حد فى الدنيا، وتعرف إن فرحتى بوجودك متساويش أى فرحة تانية فرحتها، مش بس عشان أنت ابنى الوحيد اللي حلمت بيه، عشان أنت منها هى، من الانسانة الوحيدة اللي قلبى حبها، لما أتجوزت مامتك مكنتش متخيل إن فى سعادة أكتر من اللي أنا كنت فيها، بس لما شوفتك عرفت إنك أكبر من أى سعادة حلمت بيها، سامحنى يا حبيبى، كان نفسي أكون معاك لحظة بلحظة وأنت بتكبر، كان نفسي أكون أول حد عيونك تفتح عليه، بس الله يسامحها مامتك بقى..

تقطع حديثه مع ابنه صوت كريمة قائلة: بشمهندس خالد، حضرتك مش هتنام، الولد نام بقاله كتير..
ينظر خالد لأبنه فى فرحة قائلا: شوفتى ابنى يا دادة، شبهى صح ؟
كريمة: زى القمر يا ابنى، شبهك الخالق الناطق، ربنا يحفظهولك يارب
يعطى خالد الطفل لكريمة قائلا: خدى حسن يا دادة نيميه فى أوضته
تنظر له كريمة قائلة: وأنت يا ابنى مش هتطلع تنام؟.. ينظر خالد إلى الفراغ ويبتسم.

فى غرفة فاطمة وخالد:
تجلس فاطمة على السرير فى قلق، وبعدها تتوجه إلى باب الغرفة تفتحه وتنظر إلى الخارج للمرة العاشرة، ثم تعود إلى السريرفى ملل قائلة: هو راح فين ده؟
ظلت على هذه الحالة إلا أن غلبها النوم، ولم تشعر بنفسها.

فى الصباح تدخل الشمس إلى غرفة فاطمة، فتفتح فاطمة عينيها فى كسل، لتجد خالد أمامها، يجلس بجانبها ينظر إليها ويبتسم قائلا: صباح الخير.
فاطمة: صباح النور، هو أنت هنا من إمتى، أنا لحد ما يتوجه خالد إلى الدولاب ليبدل ملابسه قائلا فى سخرية:
إيه ده هو انتى كنتى مستنيانى ؟
فاطمة: إيه ده ؟ مين قال إن كنت مستنياك ؟!
خالد: إنتى دلوقتى اللي قولتى، على العموم أطمنى أنا نمت فى المكتب إمبارح كان عندى شغل مهم، على الأقل تبقى براحتك.

بعد أن ينتهى خالد من إرتداء ملابسه يتوجه إلى الباب، فيوقفه صوت فاطمة تنادى عليه، يلتفت خالد إليها، فتحدثه متساءلة: خالد، هو أنت كنت بتبصلى ليه وأنا نايمة كده؟

يبتسم لها خالد، ويقترب منها قائلا: عايزة تعرفى كنت ببصلك ليه يا فاطمة؟
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة..
يميل عليها ويقبل رأسها قائلا: عشان رغم أى حاجة حصلت بينها، أو حتى لسه هتحصل أنا بحبك، وكنت وحشانى، أظن كده جاوبتك ويتركها ويغادر، تظل فاطمة تنظر إلى أثره فى حب، وبعدها تمسك هاتفها وتطلب عادل محدثة إياه قائلة:
عادل، أنا عايزة أطلب منك طلب!


look/images/icons/i1.gif رواية عاشق المجهول حب لا تراه الشمس
  17-11-2021 09:38 مساءً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثامن
( حب لا يعرف الانتقام )

يدخل خالد إلى مكتبه ويبدو على وجهه السعادة التى لم يراها أحد عليه منذ غياب فاطمة، يدخل خلفه حسام قائلا: إيه يا بوص، شكلك رايق النهاردة .
ينظر له خالد فى سعادة قائلا: رايق جدا، ومبسوط فوق ما تتخيل يا حسام، فاطمة رجعت إمبارح
حسام: بجد؟! لا ليك حق، الحمد لله إن ربنا هداها ونسيت اللي حصل
ينظر له خالد فى سخرية قائلا: نسيت إيه بس، دى مطلعة عينى، فاطمة واخداها معايا تحدى ومسألة كرامة ينظر له حسام فى دهشة قائلا: أمال إيه اللي مخليك مبسوط كده؟

يتوجه خالد ناحية الشباك، وينظر منه إلى الفراغ قائلا: كفاية عليا إنى اصحى الصبح ألاقيها أدام عينى، وابقى مطمن عليها، متتخيلش الفترة اللي غابتها عنى كنت عامل إزاى من غيرها، كفاية أشوفها حوليا مالية دنيتى من تانى، ولا حسن دا لوحده حكاية، دا كفيل يخلينى طاير مش بس مبسوط، حتة منك شبهك، متتصورش لما عرفت بوجوده وشوفته حسيت بايه.

حسام: ياااه، اللي يشوف كده يقول أول مرة تخلف.
خالد: لا طبعا، فاطمة ورضوى دول ولادى حبايب عمرى، لكن حسن وضع مختلف، حسن دا ابن من فاطمة، زمان كان اللي بيربط بينى وبين فاطمة جاسر أخويا وأخوها، فما بالك لما يبقى ابنى حتة منى ومنها أتجمعت فى طفل، ابنى من الإنسانة الوحيدة اللي بعترف لنفسى إنى حبيتها وعمرى فى حياتى ما حبيت ولا هحب غيرها.

حسام: والحرب اللي بينكم دى هتخلص إمتى عايزين نفوق لشغلنا بقى؟
خالد: متقلقش مش هطول، فاطمة دى تربية إيدى، وانا فاهمها أكتر ما هى فاهمة نفسها، هى عاملة فيها البنت القوية الحديد اللي عمرها ما هتضعف، بس فاطمة قلبها مبيدقش غير باسم خالد وبس، وأنا عارف إنى قربى منها كفيل يدوب جبل التلج اللي هى مصطنعاه، المهم خلينا فى شغلنا، عرفت مين اللي بيحاربنا وبياخد مننا كل المناقصات..

حسام: للأسف لسه، كل ما أسأل يقولولى رجل أعمال جديد فى السوق، لكن مين محدش لسه يعرف ينظر خالد إلى الفراغ ويبدو عليه القلق.

وفى الخارج:
تمسك زهرة بعض الأوراق وتتوجه إلى مكتب خالد، فيوقفها صوت حسام الذى يخرج من مكتب خالد ويتفاجأ بوجودها قانلا: إيه إيه، إنتى رايحة فين؟
زهرة: داخلة لبشمهندس خالد أعرض عليه خطة التسويق اللي عملتها.
حسام: لا إنتى ملكيش دعوة بخالد خالص فى الشغل
تنظر له زهرة فى إستنكار قائلة: مش فاهمة، هو مش المفروض بشمهندس خالد هو رئيس مجلس الإدارة على حد علمى، وأنا لما عرضت الخطة على استاذ محى بتاعى عجبته وقالى روحى أعرضيها على بشمهندس خالد.

حسام: أيوا صح خاد هو رئيس مجلس الادارة، بس إنتى من هنا ورايح هيبقى تعاملك فى الشغل معايا انا وبس، أقولك كمان انا هقول لمحي إن من دلوقتى أنا مديرك المباشر وأوامرك تاخديها منى تنظر له زهرة فى تعجب قائلة: نعم؟ ودا ليه إن شاء الله يميل عليها بحكم فارق الطول قائلا: تقدرى تقولى حفظ حقوق ملكية.

ويبتسم لها ويتركها فى حيرة، تضع يدها على قلبها محاولة تهدئة دقاته التى أعلنت الحرب بداخلها، تنظر إلى أثره قائلة: هو قصده إيه بكل ده؟

فى المساء فى فيلا الصفدى:
تتشاجر وردة مع عادل بعد أن أبلغها بأمر ما، تنظر وردة إلى عادل ويبدو عليها الغضب قائلة: يعنى إيه هتحول شغلك للقاهرة، هى شركتك دى لعبة، مرة تنقلوها القاهرة، ومرة ترجعوها إسكندرية، ودلوقتى تقولى هننتقل كلنا القاهرة، هو فى إيه بالظبط؟
ينظر لها عادل فى دهشة قائلا: أنا كنت متخيل إنك هتفرحى لما تعرفى إننا هنرجع نعيش فى القاهرة، عشان ترجعى تعيشى جنب أهلك.

تنظر له وردة فى إستنكار قائلة: وانت بقى هتنقل شغلك وحياتك القاهرة عشان أبقى جنب أهلى، والمفروض إنى أصدق مش كده.
عادل: قصدك إيه يا وردة؟
وردة: قصدى أنت فاهمه يا عادل، إحنا هننقل القاهرة عشان فاطمة بقت موجودة فى القاهرة، مش كده؟

يواليها عادل ظهره قائلا: لا مش كده، كل الحكاية إنها كلمتنى النهاردة، وطلبت منى أنقل مقر الشركة والشغل القاهرة عشان تعرف تباشر الشغل معايا، ولا ناسية إن فاطمة شريكتى.

وردة: لا أنسى إزاى، هو أنا بلحق أنسى، طبعا طلبات فاطمة أوامر لعادل بيه ولازم تتحقق، فاطمة طلبت لازم كلنا ننفذ.

ينظر لها عادل فى إستنكار قائلا: فى إيه يا وردة، ومن إمتى بتتكلمى عن فاطمة كده، فاطمة دى صاحبتك قبل ما تكون بنت خالى، وبعدين إنتى عارفة أنا عمرى ما هقدر أتخلى عنها، هى ملهاش غيرى دلوقتى.

وهنا يرتفع صوت وردة بالصراخ قائلة: أيوا عارفة إنك متقدرش تتخلى عنها، لكن لازم تعرف إن الحياة زى ما فيها فاطمة، فيها وردة مراتك أنا،اللي عمرك ما شوفتها ولا حسيت بيها ربع ما بتحس ببنت خالك، أنا خلاص تعبت يا عادل، ومعتقدش إنى هستحمل كتير... وتتركه وردة وتغادر فى ضيق منه، يمسح عادل على رأسه فى حيرة وغضب ويفكر فى أمر ما..

فى فيلا خالد:
تجلس فاطمة فى غرفتها تجلس على إحدى الأرائك وفى يدها كتاب تقرأه، يأتى خالد من خلفها ويضع يده على عينيها، فتنتبه له مفزوعة وتحاول دفع يده قائلا: خضتنى يا خالد، أنت بتعمل إيه شيل إيدك.

يظل خالد واضعا يده على عينيها قائلا: استنى ومتشيلهاش دلوقتى، وبعدين مين يجرؤ يعملك كده غيري.
تضحك فاطمة فى إستنكار قائلة: يا سلام، واشمعنى أنت بقى إن شاء الله
خالد: عشان فاطمة الحديدى طول عمرها ملك لخالد حسن وبس
يحركها خالد متجها إلى الشرفة ومازال يضع يده على عينيها، تتمسك به فاطمة خوفا من أن تقع قائلة: ممكن أعرف مودينى على فين؟

يقف خالد ومازال ممسكا بفاطمة قائلا: عايزك يا فاطمة تتخيلى كل لحظة فى حياتنا، من ساعة ماعرفتك لحد دلوقتى، فاكرة أول يوم شفتك فيه، فاكرة عينى اللي فضلت ساعتها متعلقة عليكى، فاكرة كل مرة كنت ببقى مضايق فيها، مكنتش برتاح غير لما بتكلم معاكى إنتى، فاكرة أيام اتشاركنا فيها، نجحنا سوا وفرحنا سوا، وكمان زعلنا كتير سوا، بس فى النهاية أنا أكتشفت إن من يوم ما عرفتك وأنا مشارك معاكى كل لحظة وكل تفصيلة فى حياتى.

مازالت فاطمة مغمضة العينين، ومر على ذاكرتها كل ذكرياتها مع خالد وكانها شريط سينيما يعرض أمامها، أفاقت فاطمة من شرودها قائلة، وإيه مناسبة الكلام ده دلوقتى؟
يسحب خالد يده رويدا رويدا من على عيني فاطمة قائلا: لزمته دا يا فاطمة

وما أن تفتح فاطمة عينيها حتى تضع يدها على فمها من الصدمة، فتجد لوحة كبيرة تنسدل أمام شرفتها، ومطبوع عليها جميع صور خالد مع فاطمة منذ أن كانت صغيرة، وكل صورة تسجل لحظة عايشاها الأثنان سويا، وأصبحت لهما ذكرى تحفر فى الأذهان وفى نهاية اللوحة مكتوب عبارة: " خالد وفاطمة مش مجرد قصة حب، دا العشق المجهول اللي شافه القلب قبل ما تشوفه
العيون، دا حب العمر اللي ما ينهيه إلا الموت".

تنظر له فاطمة بعيون دامعة قائلة: أنت عملت كده عشانى يا خالد
خالد: ولو معملتش كده عشانك يا فاطمة هعمل كده لمين، أنا بعمل كده للانسانة اللي شاركتنى كل لحظة فى حياتى، حتى فى أصعب الأوقات كانت دايما واقفة جنبى وعمرها ما اتخلت عنى.
تنظر له فاطمة فى حب، ويبادلها خالد نظرتها فيتوها سويا فى عالمهما الخاص وقبل أن تضعف له فاطمة وتستلم، تنتبه إلى نفسها فتدفعه بعيدا..

ينظر لها خالد فى دهشة قائلا: فى إيه يا فاطمة مالك؟
تواليه فاطمة ظهرها فى إرتباك واضح قائلة: مفيش، بس أنت كده بتخلف وعدك ليا، إحنا أتفاقنا كان واضح.
يقترب منها خالد، ويرفع وجهها إليه قائلا: بس إنتى مراتى يا فاطمة، ومش عيب الست تضعف أدام حبها لجوزها، بصيلى يا فاطمة وقوليلى أنا كلامى صح ولا غلط؟
تنظر له فاطمة وقبل أن يقرأ ما يخفيه قلبها وتفضحه عينيها، تدير وجهها الجهة الأخرى قائلة فى تردد: خالد، أنا منستش لسه اللي حصل، ومن فضلك مش عايزاك تضغط عليا أكتر من كده، سيبنى أخد وقتى.

ينظر لها خالد فى حزن قائلا: أضغط عليكى، إنتى شايفانى بضغط عليكى، حبى ليكى يا فاطمة دلوقتى بتسميه ضغط عليكى، عندك حق أنا أسف إنى بضغط عليكى، وأوعدك مش هضايقك تانى، كان عندك حق لما قولتى عن فاطمة الحديدى أتغيرت.

يهم خالد بالخروج من الغرفة، فتوقفه فاطمة قائلة: رايح فين يا خالد؟
ينظر لها خالد فى حزن قائلا: رايح أنام فى أوضة تانية، عشان وجودى ميضغطش عليكى أكتر من كده.
ويتركها ويغادر، فتقع فاطمة على سريرها منهارة فى البكاء.

فى اليوم التالى:
تجلس فاطمة على سريرها وقد جفاها النوم طوال الليل، فيدخل خالد ليبدل ملابسه، ليجدها على هذا الحال، يتجاهل خالد وجودها ويدخل دون أن يعيرها أى إهتمام.
تنظرله فاطمة فى ندم قائلة: صباح الخير
يجيبها خالد دون أن ينظر إليها قائلا: صباح النور، أسف لو أزعجتك، بس هدومى لسه هنا، هخلى كريمة تنقلهم الاوضة التانية
فاطمة: خالد، أنا مكنش قصدى...

يقاطعها خالد قائلا: ولا كان قصدك يا فاطمة، أنا علفكرة مش زعلان منك أنا بعمل كده عشان اسيبك براحتك، وأوعدك مش هرجع الأوضة دى غير لما إنتى تطلبى منى وتقدرى تتقبلينى.

يخرج خالد ويتركها فى حيرتها، تمسك فاطمة هاتفها وتطلب شخص ما قائلة: ألو ... أنت وصلت القاهرة ولا لسه ... طب كويس أوى ... محتاجة أشوفك... هجيلك النهاردة... متقلقش لسه مضعفتش أدامه ومعتقدش إنى هضعف أطمن ... لما أجى هحكيلك ..سلام.

فى سيارة وردة:
تقود وردة السيارة وهى شاردة تفكر فى حديث عادل معها وتعود بالزمن لليلة الماضية.
بعد أن تركت وردة عادل وهى غاضبة وخرجت إلى حديقة الفيلا، ذهب عادل خلفها وجلس أمامها قائلا: ممكن أعرف يا مدام الصفدى إيه اللي مضايقك من نقلنا القاهرة.

وردة: المشكلة مش إننا هننقل، أنا مستعدة أروح معاك أى مكان، المشكلة الحقيقة هى إن حياتنا بقت مرتبطة بشخص واحد، مطرح ما يروح إحنا وراه، يا عادل أنا أتجوزتك عشان كنت بحبك، ووافقت رغم إنى كنت عارفة إنك بتح...

يضع عادل يده على فم وردة مقاطعا إياها قائلا: أرجوكى يا وردة متقولهاش، الكلمة دى مينفش تتقال دلوقتى ولا يتلمح بيها أصلا، فاطمة دلوقتى بنت خالى وأختى وبس، ومينفعش غير كده لأنها مش بس متجوزة، دى متجوزة أخويا وصديق عمرى، يا وردة أنا بحبك، وعارف إنك تعبتى كتير فى حبى، بس أنا عايزك تشيلى الوسواس ده من عقلك لأنه هيفضل يعلى السور ما بينا، أنا لو عايز أتجوز فاطمة كنت قولتلها على حبى ليها من قبل ما أعرفك حتى، أكيد مش هفكر فيها وهى متجوزة وأنا متجوز، حاولى يا حبيبتى تنسى كل ده عشان خاطرى، لأنى صدقينى عمرى ما هقدر أتخلى عن فاطمة لأنها أمانة خالى ليا، وعمرى ما هقدر أتخلى عنك لأنك مراتى وحبيبتى..

تنظر له فى عدم إقتناع قائلة: بجد حبيبتك يا عادل ؟

يمسك عادل يدها ويقبلها قائلا: بجد حبيبتى يا وردة، ولو شيلتى بوز البطة اللي ضارباه فى وشى معظم الوقت ده هحبك أكتر، يالا بقى حضرى نفسك للسفر.
وردة: حاضر يا عادل، هى طنط هتسافر معانا ؟
عادل: قالتلى مش هتسافر دلوقتى، بس شوية كده وهتحصلنا.

تعود وردة إلى الواقع، وتنظر إلى الفراغ قائلة: لما نشوف أخرتها معاك يا عادل.

تنزل فاطمة من سيارتها أمام إحدى العمارات وتتوجه إلى داخل العمارة وهى تنظر خلفها، وبعدها تصعد أحد الأدوار وتدق جرس البا، ومازالت تنظر خلفها خشية أن يراها أحد وبعدها ينفتح الباب وتدخل فاطمة سريعا إلى الداخل.

بعد مرور عدة أسابيع كانت العلاقة بين خالد وفاطمة متوترة إلى حد كبير، فكان خالد يتعمد تجاهل فاطمة، مما كان يثير ضيق وغضب فاطمة، ولكنها كانت تحاول أن تخفى ذلك.

فى شركة عادل:
يدخل خالد إلى الشركة متوجها إلى مكتب عادل، الذى ما إن رآه أحتضنه فى شوق قائلا: أنا قولت مش هتيجى ولا هتعرنى.
خالد: ودا ينفع يا ابن خالى، هو انا صحيح مخنوق منك وعايز أضربك، بس مينفش مقفش جنبك فى وقت زى ده.
عادل: خلاص بقى يا خلود، قلبك أبيض.

خالد: عارف الحاجة الوحيدة اللي شفعتلك عندى إنى عارف دماغ مراتى، وعارف إنك لو كنت جيت وقولتلى كانت ممكن تختفى بجد ومحدش يعرف مكانها خالص، وكنت عايز أشكرك على وقفتك جنبها طول الفترة اللي فاتت.
عادل: يا خالد تشكرنى إيه بس، أنت ناسى فاطمة دى تبقى مين، تبقى بنت خالى، دا أنا يا جدع اللي مجوزك ليها.

ينظر خالد حوله قائلا: بس الشركة حلوة بعد ما أتوضبت، بس على الله متتجننش وتقول أرجع إسكندرية تاني.
عادل: والله يا بوص القرار مش ليا لوحدى أنت عارف
خالد: أمال قرار مين ؟

يسمعا الاثنان صوت يأتى من خلفهما قائلا: أنا يا خالد ينظر خالد إلى الصوت المألوف إلى قلبه، فينظر فى صدمة قائلا: فاطمة!
فاطمة: آه فاطمة يا بشمهندس، مستغرب ليه، هو أنت مش عارف إن الشركة دى كانت بتاعة بابا وعمى يحيي الله يرحمهم، ودلوقتى أنا وعادل شركاء فيها ينظر لها خالد فى إستنكار قائلا: ومين قالك إنى هسمحلك تنزلى تشتغلى أصلا، أنا مش موافق مراتى تشتغل.

تضحك فاطمة فى دهشة منه هو وعادل، وتنظر إليه قائلة فى سخرية: حقك يا بشمهندس، ما أنا مراتك برضه، بس أحب أعرفك إن الشركة دى هتبقى أول خطوة هبتدى بيها.
ينظر لها خالد فى إستفهام قائلا: تبتدى إيه مش فاهم؟

تقترب منه فاطمة وهى تنظر إليه فى تحدى مرعب لأول مرة يراه خالد منها، حتى أصبحت وجهها مقابل لوجهه، وتنظر إليه قائلة: أول خطوة فى طريقى، عشان أعرفك مين هى فاطمة الحديدى، عن إذنك.
وتتركه فاطمة وتغادر فى حيرة، ينظر خالد إلى عادل، فيبادله نظرة قلق، وبعدها يتركه ويغادر.

ينظر عادل إلى الفراغ قائلا: يا خوفى عليكى يا فاطمة، الوجع اللي جواكى ثار واتجمع وبقى وحش عايز يقتل ضعفك ويحوله لقوة، بس يا خوفى يعمى عينيكى و تلاقى نفسك مبتأذيش غير فاطمة الحديدى!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 22 < 1 11 12 13 14 15 16 17 22 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، عاشق ، المجهول ، تراه ، الشمس ،












الساعة الآن 09:54 PM