رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني والثلاثون
( حب لا تراه الشمس )
فى فيلا الصفدى: تقف فاطمة فى الخارج فى إنتظار الطبيب الذى أحضرته للإطمئنان على غالية، بعد فترة يخرج الطبيب فتركض إليه قائلة: خير يا دكتور؟
الطبيب: الحمد لله، عدت على خير، لولا إنى جيت فى الوقت ده كان ممكن يبقى فى خطورة على حياة المريضة، لأن ضغطها على مرة واحدة، وكانت على مشارف جلطة جديدة، والمرة دى ممكن مكنتش تعدى منها فاطمة: وهى عاملة إيه دلوقتى؟ الطبيب: الحمد لله بقت أحسن، المهم لازم حد ياخد باله منها ويبقى جنبها بإستمرار.
يذهب الطبيب ويترك فاطمة التى تمسك مقبض الباب فى تردد، وبعد وقت قصير تأخذ قرارها وتفتح الباب وتدخل، فتجد غالية تبتسم لها قائلة: تعالى يا فاطمة تقترب منها فاطمة قائلة: حضرتك عاملة إيه دلوقتى؟ غالية: الحمد لله يا بنتى، معقولة يا فاطمة، إنتى يا بنتى اللي تنقذينى من الموت، إنتى اللي تجبيلى الدكتور بنفسك بعد كل اللي عملته معاكى فاطمة: اللي حضرتك عملتيه معايا دا كان زمان، وبعدين حضرتك مهما كان أخت بابا الله يرحمه تبدأ غالية فى البكاء قائلة: الله يرحمك يا أخويا، تربيتك حلال وبنت حلال.
فاطمة: طنط الدكتور مانع أى إنفعال عشانك، ولازم حد يبقى جنب حضرتك ياخد باله منك غالية: متشغليش بالك يا بنتى، أنا أتعودت على كده فاطمة: طب ممكن حضرتك تيجى معايا عند أبيه خالد فى الفيلا، عشان كلنا نبقى حواليكى ومتبقيش لوحدك غالية: مش عايزة أضايق حد.
فاطمة: صدقينى محدش هيضايق، وخالد بنفسه اللي طلب من عمو يحيي الطلب ده قبل اما يسافر غالية: اللي تشوفيه يا بنتى وبالفعل تذهب غالية مع فاطمة لفيلا خالد فى تردد، ولكنها تجد ترحاب من خالد بوجودها على عكس ما توقعت، وظلت فاطمة تراعى غالية طوال فترة تواجدها فى فيلا خالد وتهتم بادويتها وصحتها، على عكس غادة التى كانت مشغولة بالخروج ولم تكن غالية إحدى إهتماماتها
وفى يوم من الأيام قررت غادة أن تنفذ خطتها للتخلص من فاطمة فى فيلا خالد: يجلس خالد فى مكتبه صباحاً يتناول فنجاناً من القهوة، فتدخل عليه غادة قائلة: صباح الخير يا خالد خالد: صباح النور يا غادة غادة: أنت مش خارج النهاردة ؟ خالد: لا خارج، بس هراجع رسومات مشروع وهنزل علطول غادة: طب أنا كنت عايزة أتكلم معاك فى حاجة كده خالد: أتكلمى يا غادة، سامعك بعد وقت قصير من حديث غادة معه، ينظر خالد لغادة فى غضب قائلاً: لا طبعا، الكلام ده مستحيل أصدقه، وردة دى شغالة معايا من سنين، وعمرها ما تعمل كده.
غادة: أنا كنت فاكرة زيك كده يا خالد، خصوصا لما عرفت إنها صاحبة فاطمة، بس أكتر من مرة أكون جيالك المكتب ألاقيها بتتصنت عليك وأنت بتتكلم جوا، ودا خلانى أشك فيها خالد: وردة بتتصنت عليا أنا، أكيد إنتى فاهمة غلط، طب هتعمل فيا كده ليه غادة: يمكن بتلعب لحساب حد تانى، الله أعلم خالد: إنتى قصدك إيه يا غادة؟
غادة: مش قصدى حاجة يا خالد، كل اللي بقوله دور فى الجهاز بتاعها، يمكن تلاقى حاجة، ودا علفكرة اللي المفروض كنت تعمله من أول يوم شكيت فيه إن فى حد بيسرب شغلك ينظر خالد إلى الفراغ شارداً ويبدو عليه الغضب، أما غادة فترتسم على وجهها فرحة الإنتصار، وبعدها يسرع خالد إلى الخارج فتوقفه غادة قائلة: رايح فين يا خالد؟ يكنه لا يجيب عليها ويتركها ويغادر أما فى الخارج يقابل خالد فى طريقه غالية التى تقابله بإبتسامة قائلة: خير يا ابنى، مالك؟ خالد: مفيش يا مرات خالى، أنا كويس، أنا بس عندى مشوار مهم، حضرتك محتاجة أى حاجة منى؟ غالية: آه يا ابنى، معلش هعطلك عن مشوارك، عايزة أتكلم معاك فى موضوع مهم خالد: موضوع إيه؟
بعد مرور عدة ساعات: تأتى فاطمة إلى الفيلا، لتقابلها فادية فى قلق قائلة: بشمهندسة فاطمة، كويس إن حضرتك جيتى فاطمة: فى إيه يا فادية، مالك وشكلك قلقان ليه كده؟ فادية: رضوى يا بشمهندسة سخنة نار وعمالة ترجع ومش عارفة أعمل إيه فاطمة: طب مكلمتيش خالد ولا غادة؟ فادية: بكلمهم من الصبح محدش راضى يرد عليا، ومدام غالية هى كمان خرجت فاطمة: طب يا فادية هاتى رضوى بسرعة وأنا هوديها المستشفى
فى شركة البدر: تجلس غادة فى مكتبها أمام جهاز الاب توب الخاص بها، فإذا بصوت شجار عالى يأتى من الخارج، تترك غادة جهازها وتخرج لتعرف سبب هذا الصوت، فتنادى على أحد العمال قائلة: فوزى، إيه الصوت ده؟ فوزى: دا أستاذ كريم وأستاذ خيرى بيتخانقوا وماسكين فى بعض غادة: إيه التهريج ده، يعنى إيه ماسكين فى بعض، فى شركة إحنا ولا فى الشارع، أنا هتصرف معاهم وتذهب غادة لفض الشجار بين موظفى الشركة.
فى المستشفى: تجلس فاطمة أمام غرفة الطوارئ التى بها رضوى ويبدو عليها القلق، وبعد فترة تجد خالد يأتى إليها مسرعاً قائلاً: فاطمة، إيه اللي حصل، رضوى مالها.؟ فاطمة: متقلقش يا أبيه، إن شاء الله خير، حرارتها كانت عالية أوى، وهما بيتصرفوا معاها جوا، هو حضرتك عرفت منين.؟ خالد: رحت الفيلا، وفادية قالتلى يخرج الطبيب، فيركض إليه كلا من فاطمة وخالد فى قلق، ينظر له خالد قائلاً: خير يا دكتور، طمنى على رضوى بنتى؟ الطبيب: متقلقش، هى بقت الحمد لله كويسة، والبركة فى مامتها خالد: مامتها؟!
يشير الطبيب إلى فاطمة قائلاً: أيوا مامتها جبتهالنا فى الوقت المناسب، حرارتها لو كانت عليت أكتر من كده كانت ممكن تدخل فى تشنجات، وممكن لا قدر الله كانت تأثر على المخ، أنا كتبتلها علاج تمشى عليه، وأشوفها بعد تلات أيام إن شاء الله يتركهم الطبيب ويغادر، فينظر خالد لفاطمة قائلاً: مش عارف أقولك إيه يا فاطمة، دايما بتنقذينى وبتنقذى ولادى فاطمة: أنا معملتش حاجة يا أبيه، رضوى دى زى بنتى، وأى حد مكانى كان عمل كده خالد: لا مش أى حد، بدليل إن أمها نفسها ولا هى هنا، والهانم راحت الشغل وبنتها سخنة ومفكرتش تسأل عليها، على العموم النهاردة كل حاجة هتتصلح.
فى فيلا خالد: تدخل غادة الفيلا، فتجد خالد فى إنتظارها، تنظر له غادة فى دهشة قائلة: خالد، إيه اللي جابك بدرى؟ خالد: مستنيكى يا غادة هانم غادة: مالك يا خالد، فى حاجة مضايقاك؟
خالد: لا يا غادة، مفيش حاجة مضيقانى، بس فى كلام جوايا كتير جه الوقت اللي لازم تسمعيه، لأن بعدها أى كلام هيتقال مش هيبقى ليه أى لزمة غادة: كلام إيه يا خالد، ومالك بتكلمنى كده ليه؟ خالد: زمان لما حبيتككنت فاكر إن حبك دا حب العمر كله، وإنى مش هعرف أحب بعدك، لدرجة إنك لما أتجوزتى وليد، أنهارت وكنت فى لحظة غباء هضيع حياتى كلها، لكن لولا وجود الناس اللي بحبهم جنبى، كملت وعشت حياتى ونجحت، وأتجوزت حنين الطيبة الحنينة الوفية، لكن أظاهر أستخسرتى فيا إنى أعيش مع ست محترمة ترعانى وتفتح بيتى، سعيتى بقذارتك إنك توقعى بينا وكان النتيجة إنها ماتت، ماتت وهى فكرانى بخونها غادة: أنت بتقول إيه، أنت أتجننت؟!
خالد فى غضب: قولتلك اسمعى كلامى للأخر، ومش عايز أسمع صوتك لحد ما أخلص، وعشان أنا كنت أعمى وغبى، دخلت بإيدى نفس الحية اللي خربت بيتى وكانت السبب فى موت مراتى وغن بنتى تتيتم، دخلتها بنفسي بيتى مرة تانية، وبدل ما تعرف غلطتها وتتوب، فضلت تدس سمها، كنت فاكرها هتعمر بيتى أتاريها كانت جاية تخربه وتضيع كل شقى عمرى اللي تعبت وشقيت لحد ما بنيته، الحية دى تبقى إنتى يا غادة، ومكفكيش كل ده، كمان كنتى عايزة تدسى سمك فى عقلى وتشككينى فى أقرب إنسانة لقلبى اللي دايما تقف جنبى، عشان أبقى خسرت كل حاجة غادة: خالد، أنت أكيد فاهم غلط، أنا..
خالد: إنتى غبية يا غادة، أيوا غبية، حاولتى تبقى شريرة، بس غباءك كشفك بسهولة، وعشان أثبتلك غباءك، هقولك عرفت إزاى، النهاردة لما حاولتى تشككينى فى وردة، وطبعا وردة كانت هدف صغير لهدفك الكبير اللي هو فاطمة، عرفت ساعتها إنك لازم يكون ليكى إيد فى اللي حصلى، وهدفك واضح ومن زمان أوى، إنى أقطع علاقتى بفاطمة، ولما خرجت متعصب مكنش لأنى صدقت كلامك، قد ما كنت مصدوم فيكى، كنت بفكر إزاى أثبت خيانتك ليا، لكن ربنا حط الدلائل أدامى ورا بعض بكل سهولة، وأنا خارج من المكتب قابلت غالية هانم مرات خالى، ومامتك.
ويعود خالد بالزمن عدة ساعات ليتذكر حواره مع غالية خالد: خير يا مرات خالى؟ غالية: كنت عايزة أنبههك يا خالد يا ابنى من غادة بنتى، أنا سمعتها بتخطط لحاجة عشان توقع بينك وبين فاطمة خالد: حاجة إيه؟ غالية: أنا مفهمتش بالظبط هى قصدها إيه، بس هقولك اللي سمعته يمكن تفهم أنت، كانت بتكلم واحدة صاحبتها وهى بتضحك، وبتتكلم عن ملف مهم، وجابت سيرة واحدة صاحبة فاطمة، وإنك لو لقيت الملف ده هطربق الدنيا عليهم، وفى الأخر سمعتها بتقول إن ده المسمار اللي هيضرب فى نعش فاطمة خالد: أنا فاهم هى قصدها إيه يا مرات خالى، بس الغريبة غن حضرتك اللي جاية تحذرينى بنفسك.
غالية: يا ابنى الدنيا مبتفضلش على حالها، وأنا شفت الموت بعينى، وعرفت مين الأصيل ومين الفالصو، وفاطمة بنت عاصم أصيلة وبنت حلال، وقلبها زى الدهب، وغادة بنتى بقى الله يسامحها ويهديها، من يوم اللي حصلها مع وليد وهى أتغيرت، وبقت حد تانى بيآذى الكل، وأنا يا ابنى آذيتكم كتير، ويصعب عليا أشوفكم بتتأذوا بسببى تانى خالد: متخافيش يا مرات خالى، غادة مش هتقدر تأذينا المرة دى، وكتر ألف خيرك ويعود خالد للواقع فى ذهول من غادة قائلة: ماما هى اللي عملت كده ؟
خالد: فى الحقيقة مرات خالى دلتنى على أول الخيط، وبعد كده أنا اللي كريت بقيته، فاكرة الخناقة اللي حصلت فى الشركة، دى كانت خطة عاملها مع الموظفين عليكى، وطبعا كنت واثق إنك مش هتضيعى فرصة زى دى تتمريسى فيها عليهم، وفعلا ساعتها خرجتى بسرعة، ونسيتى تقفلى جهازك، وبعدها أنا دخلت وشوفت فى جهازك، شفت الحاجات اللي خلتنى عرفت إنى حويت فى بيتى حية كانت بتلدغ فيا وأنا مش حاسس، شفت الجواب الزبالة اللي إنتى بعتيه لحنين يوم ما كنا مع بعض، وإنتى كاتباه على الكمبيوتر، وإزاى مكتوب فيه إنى بخونها معاكى، وإنى ناوى أرجع الود القديم وأتجوزك عليها، ساعتها عرفت هى كانت جاية شايطة عليا ليه، وعرفت إنك السبب فى موتها، شفت كمان الملفات اللي كنتى مصوراها وبعتهاها لعدوى، وطبعا قبضى تمنهم كويس أوى، شفت التمن اللي بعتينى بيه يا غادة، يا مراتى، يا بنت خالى، بس عندى سؤال واحد بس، ليه كنت عايزانى أفتكر إن فاطمة هى اللي باعتنى، فاطمة أذتك فى إيه يا غادة عشان تعملى معاها كده؟
غادة: بما إنك عرفت الحقيقة، فإجابة السؤال ده مش هنولهالك يا خالد، عارف ليه، عشان إجابتى فيها راجة كبيرة أوى ليك وليها، وأنا مش عايزة أريحك ولا أريحها، خليك طول عمرك محتار يا خالد، بتلف فى دوامة مش عارف تجيب أخرها خالد: إنتى طالق يا غادة، وياريت لما أرجع ملقكيش هنا، وطبعا مش هسمحلك تأخدى رضوى معاكى، لأنك متستحقيش تكونى أم ليها، وبالمناسبة فاطمة اللي إنتى كنتى بتسعى تأذيها النهاردة هى نفسها اللي أنقذت حياة بنتك النهاردة، أنا ثقتى فى فاطمة أكتر من نفسي ومستحيل واحدة زيك هتقدر توقع بينا ولا تهز الثقة دى.
يتركها خالد ويغادر فى صدمة منها، وبعدها تحرك قدميها بصعوبة، وتصعد لغرفتها لتحزم حقيبتها وتغادر، تدخل عليها غالية وقد حزمت حقيبتها هى الأخرى لترحل، فتنظر لها غادة فى سخرية قائلة: خلاص، عملتى اللي إنتى عايزاه، خربتى بيتى غالية: متضحكيش على نفسك يا بنتى، إنتى اللي خربتيه من أول يوم خنتى فيه جوزك، أنا مش قادرة أصدق، إنتى يا غادة تبيعى جوزك بالفلوس، طب ليه.؟
غادة: ليه، ومين اللي بيسأل إنتى، دا حتى بيقولوا البنت بتطلع لأمها، طبيعى أطلع زيك، إنتى اللي علمتينى إن الفلوس كل حاجة، وإنى لازم أدوس على أى حد عشانها، إنتى اللي زمان دوستى على أخوكى عشان خاطر الفلوس، وأنا دلوقتى كل اللي بعمله بقلدك، بدوس على مشاعرى وقلبى وحتى جوزى عشان خاطر الفلوس، إنتى بتلومينى على إيه، على إنى أتعلمت الدرس منك وكنت شاطرة فيه غالية: ولما أتعلمتى الدرس، متعملتيش أخر حتة فيه، مشوفتيش أنا حصلى إيه ووصلت لفين، وإزاى الفلوس منفعتنيش، وفاطمة ذنبها إيه، ليه كنت مصممة تأذيها بالشكل ده؟
غادة: عايزة تعرفى ليه، هقولك الإجابة اللي رفضت أقولهاله وأريحه، عشان خالد بيحبها، أيوا خالد بيحب فاطمة، من أول يوم وأنا عارفة الحقيقة دى، من ساعة ما طلب تفضل فى بيته زمان، وكل يوم كانت بتكبر بين إيديه كنت بشوف الحب فى عينيه من ناحيتها، الحب اللي هو نفسه مش فاهمه ولا حاسس بيه، كرهتها، وأتمنيت لو تختفى من حياته، ولما عرفت إنه أتجوز حنين فرحت، أيوا فرحت، فرحت لأنى كنت واثقة إنه مش هيعيش سعيد معاها وهو بيحب فاطمة، وفرحت وأنا عارفة إنها بتتعذب فى كل لحظة هو بعيد عنها، أنا كنت بحاول أنهى علاقة خالد وفاطمة لأنى عارفة إن هيجى اليوم ويعرف بحبه ليها، وساعتها محدش هيقدر يقف فى وشه بالحب ده، خالد لما بيحب بيحب أوى وبجد، وحبه ليه بيقويه، وفاطمة هى نقطة قوة خالد، عرفتى ليه أنا كنت عايزة أهد المعبد على دماغهم.
تمر الأيام ويدخل خالد فى حالة من الإكتئاب بعد طلاقه من غادة، أما فاطمة فقد صممت أن تعود إلى منزلها بعد طلاق خالد من غادة، وأبتعدت تماما عن خالد، فهى قد نالت نصيبها من جراحه لها بما يكفى وتخلل اليأس إلى قلبها أن يشعر بحبها له، لذلك أثرت أن تهتم بشركة والدها وبجاسر الصغير، وظلت تدعو الله بصلاح أمرها وهداية حالها.
بعد مرو عدة أيام: فى شركة البدر: يجلس خالد فى مكتبه يضع رأسه بين كفيه فى حالة من الحزن والإكتئاب. أما فى الخارج: تجلس وردة تنظم بعد الأوراق، يدخل عليها عادل، فترتبك عند رؤيته وتسقط من بين يديها الأوراق، فيضحك عادل على شكلها قائلاً عادل: إزيك يا دودو تفتح وردة فمها فى ذهول قائلة: أحم، دودو إيه حضرتك، أنا اسمى وردة.
عادل: ما أنا عارف، بدلعك، بلاش أدلعك وردة فى نفسها: يا نهار أبيض، بدلع مين يا عم، قلبى هيوقف وردة فى تردد: لا مينفعش حضرتك، أنا ليا اسم، وياريت حضرتك تلزم الحدود عادل: طب خالد موجود يا... وردة وردة فى نفسها: يخربيت حلاوة أهلك، هما سيبينك إزاى كده.
وردة: آه موجود جوا، أتفضل أدخله عادل: ماشى يا قمر يغمز لها عادل بإحدى عينيه قائلاً: بس لينا كلام تانى، بعدين يا ...دودو ويتركها ويدخل لخالد، فتسقط وردة على الكرسى قائلة: حد يلحقنى يا ناس، هيغمى عليا من حبه.
يدخل عادل على خالد، فيجده فى حالة يرسي لها، ينظر له عادل فى شفقة قائلاً: زعلان عليها يا خالد؟ يرفع خالد رأسه لعادل قائلاً: عادل، أنت جيت من السفر إمتى؟ عادل: النهاردة، وعرفت اللي حصل، عشان كده جى اسألك، زعلان عليها خالد: لا يا عادل، أنا زعلان على نفسى، حاسس إن الدنيا عمالة تلطش فيا يمين وشمال، مرة أتجوز حنين وتموت، ومرة أتجوز غادة وتخونى وتبعينى لأعدائى، وفى كل مرة أقول لقيت الحب اللي بجد، لقيت حبيبتى اللي قلبى بيدق بحبها ليل نهار، وأطلع كنت بدور على وهم، شيء مجهول، وإظاهر إن مش مكتوبلى ألاقى الحب ده.
عادل: مش يمكن بدور فى مكان غلط، أنت فاكر إنى جايلك النهاردة عشان أكلمك على غادة، لا يا خالد، أنا جى المرة دى ألحقك، لان ممكن تكون مفيش أى فرصة تانى ليك لو ضيعت فرصتك المرة دى كمان خالد: فرصتى، فرصتى فى إيه مش فاهم؟
عادل: فرصتك إنك تشوف الحب الحقيقى اللي بجد، فرصتك إنك تعرف حبيبتك اللي قلبك بيدق بحبها، تشوفها بعينيك زى ما قلبك شايفها، الحب اللي أدامك من زمان أوى، قصاد عينيك محاوطك حاسس بيك، بيقرب وقت ما تحتاجه يهون عليك، حبيبتك موجودة أدامك علطول، عمرها ما سبتك لحظة واحدة، أول أسم بينطقوا صوتك هو اسمها، وأول حد بيجى على بالك هو صورتها، أتعذبت فى بعدك كتير وبالرغم من كده عمرها ما أتخلت عنك، وعمرها ما فقدت الامل إنك تشوف حبها، أنا جاى أقولك النهاردة يا خالد دور عليها فى أقرب إنسانة ليك وأنت تعرف مين حبيبتك اللي بجد يخرج عادل ويترك خالد فى حيرته شارداً، يشعر بدقات قلبه تزداد وكأنه أقترب من معرفة حبيبته.
وفى المساء: تجلس فاطمة فى غرفتها تنظر لصورة خالد التى أصبحت ونيسها الوحيد، فإذا بجرس الباب يرن، تضع فاطمة الصورة مكانها بجانب سريرها، وتذهب لتفتح الباب، فتتفاجيء بوجود خالد أمامها فاطمة: أبيه خالد! خالد: محتاج أتكلم معاكى يا فاطمة، ممكن ؟ فاطمة: طبعا يا أبيه، أتفضل يدخل خالد المنزل ويجلس مع فاطمة فى الشرفة الكبيرة التى تحيط المنزل، وتطلب فاطمة من كريمة الجلوس بالقرب منهم حتى لا تكون بمفردها مع خالد، ولكن تجلس كريمة بعيداً بعد الشيء حتى لا تسمع حديثهما تنظر فاطمة لخالد قائلة: خير يا أبيه؟
خالد: كبرتى يا فاطمة، كبرتى وبقيتى تعرفى الصح من الغلط، والحرام من الحلال فاطمة: ودى حاجة تزعلك يا أبيه؟ خالد: بالعكس أنا فرحان بيكى أوى، طول عمرى مبثقش غير رأيك، ومحدش بيريحنى بكلامه غيرك، عشان كده جى النهاردة أسألك سؤال فاطمة: أسأل يا أبيه أنا سمعاك خالد: يعنى إيه حب يا فاطمة؟ عايزة أعرف منك يعنى حب، يعنى إيه إنسان بيحب حد.
فاطمة: الحب يا أبيه إنك تحب إنسان من غير ما تعرف سبب للحب ده، متعرفش إمتى وإزاى وليه، كل اللي تعرفه إنه فى لحظة دخل قلبك وملكه، الحب إن سعادة اللي بتحبه تبقى هدفك، عايز تشوفه دايما مبسوط، حتى لو هيجى عليك المهم يبقى مبسوط،ولما حبيبك يتوجع، قلبك يتوجع لوجعه، تحس بآلامه من قبل ما حتى ما يبوح بيها، الحب تضحية، تدى من غير ما تفكر هتاخد إيه، الحب إحساس، تحس بحبيبك وتفهمه من غير حتى يتكلم، عينيه ليها ألف حوار ومعنى أنت الوحيد اللي تقدر تفهمهم، الحب عذاب تحب تعيشه، وحبيبك بعده عك عذاب وقربك منه برضه عذاب، الحب ألف معنى ومعنى، ميكفهوش دواوين الشعرا، الحب أمان وثقة وعطاء ودفى وحنية وإحتواء، هو دا الحب اللي أعرفه.
خالد: يااااااااه يا فاطمة، دا أتارى الحب معناه أعمق بكتير من اللي كنت متصوره، إنتى عارفة إنتى غيرتى نظرتى لحاجات كتير أوى، وخلتينى أعيد حسباتى فى حياتى اللي فاتت كلها فاطمة: وحضرتك نستنى أجبلك حاجة تشربها، ثوانى ورجعالك.
تتركه فاطمة لتحضر له كوبا من العصير، بينما يتحرك خالد فى الشرفة يفكر فى كلامها، فيقف مصدوما أمام منظر زلزل كيانه من الداخل، وقف أمام جزء الشرفة الخاص بغرفة فاطمة، ليجد صورته بجانب سريرها، تسارعت الأفكار بداخل رأسه، ما الذى أتى بصورته فى غرفتها، ولماذا هى حريصة أن تكون بجانب سريرها، ولماذا يشعر فى هذه اللحظة بسرعة فى ضربات قلبه، أيمكن أن تكون فاطمة تحبه، لا السؤال الأهم هل يمكن أن تكون فاطمة هى حبيبته المجهولة التى طالما بحث عنها، ولما لا وهى دائما بالقرب منه، وهو لا يشعر بالأمان إلَّا بجانبها، وهى أقرب إنسانة إلى قلبه، وهى وهى ...
أفاق من شروده على يد فاطمة تربت على كتفه قائلة: أبيه خالد، رحت فين ؟ ظل خالد ينظر إليها، وكأنه لأول مرة يراها، شعر بدقات قلبه ترقض بداخله وهو يغوص فى بحر عينيها، شعر وكأنه كالضائع الذى وجد ضالته أخيراً، أفاق من شروده مرة أخرى على صوتها قائلة: أبيه، مالك فى إيه، بتبصلى كده ليه؟ أنتبه خالد لنفسه قائلاً: فاطمة، أنا لازم أمشى دلوقتى، محتاج أقعد مع نفسي شوية وتركها مسرعاً دون أن ينتظر أى رد منها فى دهشة منها قائلة: هو ماله النهاردة؟
ظل خالد طوال الليل يتذكر حديث فاطمة عن الحب، ويتذكر كل ما مضى وكأن شريط حياته منذ اللحظة الذى قابل بها فاطمة لأول مرة يمر أمام عينيه، ظل يتذكر أول مرة رأها فيها وكيف أنجذب إليه دون أن يعلم سبب لهذا الإنجذاب، وكيف كانت سعادتها تسعده، وتذكر كلمتها له أن من يحب أحدا يريد أن يرى سعادته، تذكر وقوفها بجانبه عند إنهاء إرتباطه بغادة، وكيف أنها ضحت بكرامتها وذهبت إليها، تذكر كيف ضحى بنفسه عند خطفها، تذكر وجعها فى كل مرة كان يخبرها بإرتباطه فيها، وكيف أنه كان أعمى عن حالتها فى هذه الحالة، شعر بالوخز فى قلبه فى كل مرة كان سبب لجرحها، تذكر غيرته الشديدة عليها عند إرتباطها بشادى، وكيف كان يكرهه دون أى سبب، ظل يتذكر ويتذكر، وفى كل مرة يضرب على رأسه قائلا: أنا كنت إيه أعمى، إزاى مشوفتش الحب دا كله، إزاى محستش بحبها طول الفترة دى، وإزاى محستش إنى بحبها الحب دا كله، أيوا أنا بحبها بحبها، أنا بحب فاطمة الحديدى.
ينام خالد ويأتيه حلماً يرى فيه حنين تأتى إليه يحاوطه النور من كل جهة، وتحمل فى يدها طفلة صغيرة، تقترب حنين من خالد وهى تمد يدها قائلة: خد يا خالد خالد: إيه دى يا حنين؟ حنين: دى حبيبتك يا خالد، حبيبتك فاطمة يمد خالد يده فيأخذ الطفلة ظناً منه أنها إبنته فاطمة، وعندما يرفع الغطاء عن وجه الطفلة يجدها طفلة رضيعة بوجه فاطمة الحديدى ينظر خالد لحنين فى دهشة قائلاً: إيه ده يا حنين، دى مش فاطمة بنتنا تبتسم له حنين قائلة: مش قولتلك دى حبيبتك فاطمة.
فى الصباح: تستيقظ فاطمة من نومها وتستعد لبدء يومها، ولكنها تتوقف عند سماع صوت جرس الباب، لتنظر فى دهشة قائلة: مين اللي جاى الساعة 8 الصبح تتوجه فاطمة لتفتح الباب، لتتفاجيء أنه خالد مرة أخرى، تتسع عينيها فى قلق قائلة: أبيه خالد، رضوى وفاطمة كويسين ؟ خالد: متقلقيش يا طمطم، كلنا كويسين، أنا بس كنت محتاج أتكلم معاك الصبح فى حاجة مهمة يدخل خالد ويجلس أمام فاطمة قائلاً: فاطمة، أنا فى حاجات كتير أكتشفتها خلتنى عرفت إنى كنت أعمى طول السنين اللي فاتت تقاطعه فاطمة فى ملل من حديثه المكرر قائلة: وأكتشفت إن الإنسانة اللي بتحبها كانت أدام عينيك طول الفترة اللي فاتت وانت مش حاسس، خلاص حفظت يا أبيه، مين حبيبتك المرة دى؟ خالد: إنتى يا فاطمة فاطمة: نعععععم !
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثالث والثلاثون
( حب لا تراه الشمس )
تنظر فاطمة لخالد فى صدمة بعد كلامه قائلة: نعم، أنت قولت إيه؟ يبادلها خالد بنظرة حب قائلاً: بقولك بحبك يا فاطمة، إنتى الإنسانة اللي أتمنى أكمل معاها باقى حياتى، إنتى... تقاطعه فاطمة قائلة: ثوانى يا خالد ورجعالك.
وتسرع إلى الحمام، فتظل تغسل فى وجهها قائلة: فوقى بقى، مش كل شوية يجيلك تخيلات وتفوقى على صدمة، فوقى يا فاطمة، فوقى يا فاطمة بعدها تخرج من الحمام متجهة إلى خالد وهى مبتسمة قائلة: ها يا أبيه،أنا فوقت خلاص، كنت بتقول إيه؟ خالد: كنت بقولك بحبك يا فاطمة و...
تقاطعه فاطمة مرة أخرى قائلة: لا كده يبقى لسه مفوقتش، ثوانى ورجعالك وتتركه مسرعة، فينظر إلى أثرها قائلاً: هى مالها المجنونة دى، مش عارف أقولها كلمتين على بعض تدخل فاطمة المطبخ، فتجد كريمة تعد طعام الفطور، تنظر لها كريمة قائلة: إيه يا حبيبتى، عايزة حاجة ؟ تنظر لها فاطمة فى إرتباك واضح قائلة: لا، آه، أه، عايزة قهوة، ولا أقولك عصير أحسن، لا أعمليلى الأتنين يا دادة تنظر لها كريمة فى تعجب قائلة: مالك يا حبيبتى، خير، إنتى عايزة عصير ولاقهوة، ومن إمتى وإنتى بتشربى قهوة فاطمة: لا ما هو العصير ليا، والقهوة بتاعة أبيه خالد.
كريمة: طب روحى يا حبيبتى وأنا هعملك العصير والقهوة وأجبهملكم تنظر فاطمة لكريمة قائلة: دادة، ممكن تقرصينى؟ كريمة: أقرصك ؟! فاطمة: أيوا أقرصينى، عايزة أتأكد إنى صاحية وفايقة كريمة: يا بنتى ما إنتى أدامى صاحية وفايقة أهو فاطمة: طب فى حد عندنا برة صح، يعنى أنا مش بحلم.
كريمة: لا حول ولا قوة إلا بالله، جرالك إيه النهاردة، أيوا بشمهندس خالد برة، وبقاله شوية قاعد معاكى، وإنتى صاحية مبتحلميش فاطمة فى نفسها: يعنى الكلام اللي خالد قالهدا كان حقيقى، يعنى خالد قالى فعلا إنه بيحبنى، أنا مش بحلم ولا بتخيل المرة دى، خالد فعلا بيحبنى تقبل فاطمة وجه كريمة قائلة: متشكرة أوى يا أحلى دادة فى الدنيا.
وتخرج فى سعادة متجهة إلى خالد، ولكنها تقف فى منتصف الطريق، وتذهب عن وجهها إبتسامتها حين تتذكر حديث خالد معاها من قبل " خالد: ياااااااه يا فاطمة الحب دا شيء جميل أوى، خصوصا لما يجيلك من غير ميعاد، وتحس بقلبك دق فجأة،ومشاعرك كلها أعلنت عليك الحرب، مكنتش متخيل إن حنين ممكن تقلب حياتى كده، وتخلينى أرجع أحب من تانى خالد: جرالك إيه يا فاطمة، بكلمك عن غادة ...أنا أكتشفت بعد كل السنين دى إنى لسه بحبها، وإنى كنت بوهم نفسي بحب حنين، لكن فى الحقيقة أنا كنت بدور على حب غادة فى حنين".
أغمضت فاطمة عينيها عند تذكرها هذه اللحظات التى عانتها مع خالد فى كل مرة كان يعترف لها بحبه لغيرها، فعادت إلى رشدها، وتوجهت إلى خالد قائلة: أسفة يا أبيه، أتأخرت عليك خالد: إنتى مالك النهاردة، بتروحى فين كل شوية ؟ فاطمة: كنت بخلى دادة كريمة تعملى القهوة، حضرتك كنت بتقول إيه بقى ؟ خالد: هقولهالك تانى يا فاطمة، بحبك يا فاطمة فاطمة: طب ما أنا عارفة يا أبيه، طبيعى إنك بتحبنى، أنا أختك الصغيرة اللي ربتها على إيدك خالد: لا يا فاطمة، أنا أكتشفت إن حبى ليكى مكنش مجرد حب أخ لأخته، أنا بحب بجد، حب عاشق عايز يكمل حياته مع حبيبته تضحك فاطمة على حديثه قائلة: أنت بتهزر يا أبيه؟
خالد فى غضب: لا يا فاطمة مبهزرش، وبطلى أبيه دى اللي عمالة تقولهالى، أنا خالد، خالد وبس يا فاطمة فاطمة: لا بتهزر يا أبيه، لما تكتشف بعد كل السنين اللي فاتت دى إنك بتحبنى فجأة يبقى أكيد بتهزر، وعايزنى أصدق حاجة زى دى وأتجاوب معاك وأشيل الألقاب، إيه الدليل على حبك ليا ؟ خالد: أنا يا فاطمة، الدليل هو أنا جايلك بنفسي وبقولهالك، دا تسميه إيه؟
فاطمة: أسميه أخوة، أسميه إندفاع فى المشاعر، أسميه خارج من تجرة صعبة ومحتار، أسميه أى حاجة غير كونها حب خالد: أنا مش محتاجة دليل يا أبيه خالد، لأن يوم ما أنت هتحبنى هيبان عليك، وساعتها مش هبقى محتاجة دليل يقف خالد فى غضب قائلاً: ماشى يا فاطمة، وأنا هثبتلك إنى بحبك،بحبك أوى كمان وبطلى أبيه دى، أنا خالد وبس فاطمة: ماشى يا أبيه.
ينظر لها خالد فى غضب ويتركها ويغلق الباب خلفه فى شدة، فتضحك فاطمة بعد خروجه قائلة: بحبك، بحبك، بحبك يا خااااااااااااااالد ولا تعلم فاطمة أن خالد كان يقف وراء الباب بعد خروجه وسمع صوتها وهى تنادى بحبه، ليهمس فى نفسه قائلاً: وأنا كمان بحبك يا فاطمة، بحبك فوق تصور أى حد، وكل مهمتى الأيام الجاية إنى أثبتلك ده.
بعد مرور عدة أيام من زيارة خالد لفاطمة: فى إحدى المطاعم: يجلس عادل وأمامه وردة التى تنظر حولها فى إرتباك، فينظر عادل لخجلها فى مرح قائلاً: متخافيش، أنا هغديكى مش هاكلك وردة: أنا أصل أول مرة أخرج مع حد غريب عادل: عارف، وعارف كمان إنى عمرك ما كنتى هتخرجى مع حدغيرى وردة: يا سلام، دا ليه بقى إن شاء الله؟
عادل: عشان أنا شاب حليوة وأمور، وكل البنات بتقع فيا من أول نظرة، طب بذمتك تنكرى إنك واقعة فيا، وإنك بتسهرى طول الليل تفكرى فيا تقف وردة فى مكانها فى غضب قائلة: أنا ماشية عادل: خلاص خلاص بهزر، متزعليش تنظر له وردة فى عتاب، ليبادلها عادل نظرة رجاء قائلاً: بجد بهزر، أقعدى بقى عايزة أتكلم معاكى.
تجلس وردة، بينما يكمل عادل حديثه قائلاً:علفكرة يا وردة، على عكس ما الكل يتوقع، أنا كمان أول مرة أخرج مع بنت نهائى، يعنى يبان عليا بحب الهزار، مليش فى شيل المسؤلية، مستهتر شوية، بس أنا فعلا عمرى ما خرجت مع بنت، ولا عرفت بنت وعشمتها إنى هتجوزها وخلعت منها، مكنتش بلاقى متعة فى كده وردة: طب ممكن أعرف أنت طلبت تقابلنى ليه النهاردة؟
عادل: هتصدقنى لو قولتلك معرفش، أنا لقيت نفسي فجأة بتشدلك، ممكن يكون إعجاب، ممكن يكون طريقتك المجنونة فى إنك تدافعى عن نفسك أدام أى حد جذبتنى ليكى، معرفش، هو إحساس غريب جالى أول مرة أحس بيه ناحية حد وردة: إحساس إيه، ومتقوليش حب.
عادل: لا يا وردة، أنا مش هكدب عليكى وأقولك حب، بس تقدرى تقولى إحساس إن الشخص اللي أدامك ده يخصك قريب منك، ينفع تكمل حياتك معاه وأنتى مبسوط وردة: عادل، ممكن أسألك سؤال وتوعدنى تجاوب بصراحة عليه ؟ عادل: أكيد طبعا أسألى، طالما جاتلى الجرأة أجيبك لحد هنا، وأقولك على كل اللي جوايا يبقى هكون صريح معاكى وردة: هو أنت بتحب فاطمة، ولا زى ما قولتلها بتعتبرها أختك ؟ عادل: إجابتى هتفرق معاكى؟
وردة: أنا حابة زى ما قولت يبقى فى صراحة بينا عادل: يبقى آه يا وردة، أنا فعلا حبيت فاطمة، من أول يوم شوفتها فيه وأنا حبتها، كنت بتمنى اشوفها مبسوطة وسعيدة، كنت بتوجع أوى لما بحس بألمها وجرحها من حبها لخالد، وأتوجعت علفكرة لما أتخطبت برضه لشادى، فى كل مرة بشوف فاطمة فيها وبتأكد إن حبى ليها عمره ما هيطلع للنور كنت بتوجع أوى، بس علفكرة مفيش مخلوق يعرف الكلام ده غيرك وردة: وليه كدبت عليها، ليه مقولتلهاش الحقيقة ؟
عادل: عشان مكنتش عايز أخسرها، فاطمة لو عرفت إنى بحبها كانت هتبعد عنى، هشوف فى عينيها كسرة وإعتذار ليا، وأنا مش عايز أشوف النظرة دى فى عينيها أبداً، مش عايزها تحس بالذنب من ناحيتى ولا أكون فى يوم سبب وجع ليها، أنا موجود عشان أساعدها وأقف جنبها وبس، ويوم ما تحتاجنى متترددش لحظة إنى أكون أول واحد تكلمه، عشان كده خبيت عنها مشاعرى ناحيتها وردة: طب لما أنت بتحبها أوى كده، ليه يعنى ... عادل: قصدك ليه طلبت أقابلك، وليه بعرض عليكى الجواز؟
توميء وردة برأسها بالموافقة، فيجيب عادل قائلاً: عشان حبى لفاطمة كان محكوم عليه بالفشل من الأول، فاطمة عمرها ما كانت ولا هتكون لحد غير خالد، وأنا عارف دا كويس من أول يوم،علفكرة أنا مع كل حبى لفاطمة عمرى ما تخيلت حياتى معاها، بس الغريبة إنى أتخيلت حياتى معاكى إنتى، حياة مجنونة شقية، مرة نتخانق مرة نتصالح، كل يوم بشكل وكل يوم بحياة مختلفة،عشان كده لما طلبت منك الجواز كنت واثق إنك هتقدرى تخلينى أنسى حب فاطمة، مش بس كده أنا واثق إنى هحبك يا وردة وهحبك اوى كمان، بس أدينى وأدى لنفسك الفرصة دى تبتسم له وردة فى خجل، ليكمل حديثه قائلاً: ها نقول مبروك وآجى أقابل الحاج توميء له وردة رأسها بالموافقة.
فى شركة الحديدى: تدخل فاطمة الشركة بعد أن تستقبلها نيفين السكرتيرة الجديدة التى عينتها بعد أن طردت منى، تجلس فاطمة على مكتبها لتجد موضوع عليه باقة جميلة من الزهور،تمسك فاطمة الكارت الموضوع على الكارت لتجد مكتوب عليه " صباح الورد على أحلى وردة فى حياتى، بحبك " تبتسم فاطمة وتحتضن الكارت، فيقاطعها صوت هاتفها، تجيب على الهاتف لتجد خالد يجيبها: يارب يكون الورد وصل الرسالة فاطمة: وصلت يا أبيه خالد: وإيه بقى، مش ناوية تحنى على الغلبان ده فاطمة: طب عايزنى أعمل إيه ؟
خالد: مبدأيا تبطلى أبيه دى، نفسى أسمع اسمى منك فاطمة: أهى دى بالذات اصعب حاجة، أنت أبيه خالد، وهتفضل أبيه خالد خالد: ماشى يا أم دماغ ناشفة، كفاية عليا إنك تسمعينى وأنا بقولك بحبك يا طمطم يغلق خالد الهاتف معاها، فتبتسم فاطمة وتزفر فى حب قائلة: وأنا كمان بحبك يا خالد.
فى اليوم التالى: تذهب فاطمة إلى شركة البدر لمقابلة صديقتها وردة، وظلت تنتظرها أمام الشركة حتى لا تصطدم برؤية خالد، ولكنها فوجئت بحسام ينادى عليها قائلاً: بشمهندسة فاطمة، عاش مين شافك فاطمة: بشمهندس حسام، أهلا وسهلا حسام: إيه يا بنتى، بقالك زمن مبتجيش، إنتى زعلانة مننا ولا إيه؟ فاطمة: لا أبدا، حضرتك عارف من ساعة وفاة بابا وأنا ماسكة الشركة عنده.
حسام: تعيشى وتفتكرى، على العموم أنا حظى حلو إنى شفتك، فى موضوع نفسي أكلمك فيه من فترة، ولما يأيست إنى أشوفك، كنت هكلم خالد فاطمة: موضوع إيه ؟ حسام: طب هنتكلم هنا فى الشارع، نروح حتة نتكلم طيب فاطمة: معلش يا بشمهندس عشان مستنية وردة صاحبتى حسام: طب على العموم الموضوع بإختصار، إنتى عارفة إنى شريك خالد فى الشركة، ومن نفس سنه، وخالد كان ساحلنى معاه فى الشغل، ومكنش عندى أى وقت عشان أرتبط، فكنت بقول يعنى لو تقبلى تتجوزينى هكون أسعد واحد فاطمة: تتجوزنى أنا ؟!
حسام: إيه المشكلة، إلَّا لو عندك إعتراض فى شخصى فاطمة: لا طبعا حضرتك حد محترم وإحنا نعرفك من سنين حسام: طب قولتى إيه؟ تفكر فاطمة قليلاً، ثم تلمع عينيها فى مكر قائلة: بس يا بشمهندس، حضرتك عارف إنى بعد وفاة بابا أبيه خالد هو اللي مسئول عنى، وهو يعتبر أخويا الكبير، فممكن حضرتك تروح تفاتحه فى الموضوع وتشوف رأيه، واللي هو هيشوفه أنا موافقة عليه ينظر لها حسام فى فرحة قائلاً: أنا هطلعله حالاً، ومش هخرج من عنده غير وإحنا قاريين الفاتحة.
يسرع حسام متجهاً إلى مكتب خالد إلى داخل الشركة، بينما تنظر فاطمة إلى أثره قائلة: دا لو خرجت من عنده أصلاً تستقبل فاطمة وردة التى تأتى بعد مغادرة حسام وردة: هو بشمهندس حسام ماله، قابلته وأنا جاية كان بيجرى فاطمة: لا متاخديش فى بالك، كان ابن حلال والله، المهم أحكيلى بقى عملتى إيه مع عادل.
أما فى داخل الشركة: يدخل حسام مكتب خالد، ليجده يجلس شارداً يفكر فى فاطمة، يجلس حسام أمامه فى حماسة قائلاً: خالد، كنت عايزك فى موضوع خالد: أمممم، ولو إنه مش وقتك، بس قول يغلق حسام قميصه فى مرح قائلاً: إيه رأيك فيا ؟ خالد: نعم، يعنى إيه إيه رأيي فيك، زى كل يوم يعنى حسام: لا مش قصدى، يعنى لو فكرت أتقدم لبنت توافق عليا خالد: آه، هو الموضوع فى بنت، آه طبعا متوافقش ليه، أنت مهندس وعندك شركة وليك مستقبلك حسام: يعنى أنت توافق.
خالد: أكيد لو عندى أخت أوافق طبعا، هو أنا عندى أعز منك حسام: يبقى أتفقنا خالد: أتفقنا على إيه؟ حسام: إنك موافق إنك تناسبنى وأتجوز أختك خالد: حيلك حيلك، أختى مين اللي تتجوزها حسام: فاطمة الحديدى، مش هى زى أختك خالد: نعم يا أخويا، وأنت كنت بتمهد كل ده عشان عايز تتجوز فاطمة حسام: أيوا، إيه رأيك ؟
خالد: رأيي إنك لو ممشتش أدامى دلوقتى يا حسام هكسر المكتب على دماغك، ومش هتحلق تتجوز فاطمة ولا غيرها حسام: ليه بس مش لسه قايلى إنك موافق إنك تجوزنى أختك خالد: أختى يا بنى أدم، مش فاطمة حسام: وهى فاطمة إيه؟ خالد: فاطمة دى خطيبتى، مش أختى حسام: خطيبتك، معلش يا خالد، أنا مكنتش أعرف، أنا كنت فاكرها خطيبتك، وهى اللي لما كلمتها قالتلى أجيلك أخد رأيك خالد: بقى هى اللي قالتلك تجيلى، ماشى، بس حسك عينك ألمحك بتكلمها تانى، فاطمة دى خطيبتى وخلال كام يوم هتبقى مراتى.
وفى نفس اليوم مساءا يدعى خالد فاطمة لحضور حفل يقيمه فى إحدى المطاعم بمناسبة توقيع عقد مهم، وبعد إلحاح منه توافق على أن تذهب بمفردها دون أن يمر عليها كما أعتاد من قبل، خوفاً منها من رد فعله على موضوع حسام، فهى تعلم مدى غضبه منها، وبعد فترة من وصول خالد والضيوف إلى الحفلة، يتفاجيء خالد بدخول فاطمة فكانت ترتدى فستاناً ذهبى اللون طويل، وتطلق لشعرها العنان ليغطى ظهرها، فكانت بحق كالأميرة، ظل خالد ينظر إليها فى حب، فهو لأول مرة يراها بهذا الجمال، ودّ لو يخطفها ويبتعد بها عن كل عيون الناس، ودّ لو يخبئها بداخل قلبه حتى لا يراها أحد، يشعر خالد بدقات قلبه تتسارع عند رؤيتها، مما يؤكد له فى كل لحظة أن فاطمة هى العشق المجهول بداخله.
يبتسم لها خالد ولكنه تختفى إبتسامته حين يرى عادل يدخل بجانبها، يقترب خالد منهما قائلاً: عادل، إيه اللي جابك؟ عادل: جرى إيه يا عم، مش ابن عمتى وعامل حفلة، ولا أنت مكنتش عايزنى آجى؟ خالد: لا طبعا مش قصدى، أنت تنورنى يا حبيبى عادل: على العموم البنوتة القمر اللي جنبى دى هى اللي طلبت منى أوصلها لهنا، قال إيه عربيتى عطلانة يا أبيه يكز خالد على أسنانه وهو ينظر لفاطمة قائلاً: ما هى البنوتة القمر دى، هى نفسها اللي طلبت منها أوصلها معايا ورفضت فاطمة: مكنتش عايزة أعطلك عن ضيوفك يا ...أبيه.
خالد: ماشى يا فاطمة، كلامنا بعد الحفلة، أتفضلوا تجلس فاطمة على إحدى الطاولات وأمامها عادل، أما خالد فكان يتنقل بين الضيوف وعينيه معلقة على فاطمة التى تتعمد تجاهله والنظر لعادل، ينظر عادل لفاطمة قائلاً: مش حلو كده يا طمطم فاطمة: هو إيه يا أبيه؟
عادل: السخان اللي مولعاه يا حبيبة أبيه، ممكن يشيط مرة واحدة ويولع فينا كلنا فاطمة: سخان إيه يا أبيه، مش فاهمة عادل: لا فاهمة يا بنت الحديدى، مش على أبيه عادل تضحك فاطمة على كلامه، مما أثار غضب خالد فاطمة: طب ممكن يا أبيه عادل تقوم ترقص معايا ؟ عادل: كمان، لا أنا كنت مش هلحق أتجوز، أنا هقوم، بس أتصلى بصاحبتك قوليلها كتب كتابنا فى القصر العينى.
تضحك فاطمة بشدة على حديث عادل، ويتوجها سوياً لساحة الرقص، يكور خالد قبضة يده فى غضب وهو ينظر إليهما متوعداً لفاطمة، ولا ينتبه لأى شخص يتحدث معه عادل: ممكن أعرف أخر اللي بتعمليه ده إيه؟ فاطمة: صدقنى يا أبيه، أنا نفسى معرفش أخرته إيه عادل: طب ولزمتها إيه العذاب اللي إنتى عايشاه ومعيشهوله، يا بنتى إنتى بتحبيه وهو بيحبك، فين بقى المشكلة فاطمة: المشكلة فى خالد يا أبيه، خالد مبيحبنيش، خالد مستخسر حبى.
عادل: ومين بقى اللي قالك كده، علفكرة خالد بيحبك، وبيحبك أوى كمان، ومن زمان كمان، يمكن يكون مكنش شايف الحب ده، لكن دلوقتى شافه وحسه فاطمة: يمكن يكون كلامك صح، ويكون خالد فعلا بيحبنى، بس فى اللحظة اللي جالى فيها وقالى بحبك، مكنش عارف هو بيقولها ليه، لمجرد إنه حس بحبى ليه، فاستخسر إن حبى ليه يضيع، عارف أنا كنت فرحانة أوى لما قالى بحبك، ولما سألته إيه الدليل علي كده،كنت مستنية منه كلام كتير أوى يقولهولى، كنت مستعدة ساعتها أنسى كل اللي فات وأبتدى حياتى معاه من جديد، بس هو معرفش يقول أى حاجة، ملقاش دليل واحد على إنه بيحبنى عادل: واللي إنتى بتعمليه ده اللي هيخليه ينطق ويلاقى دليل؟
فاطمة: اللي أنا بعمله ده هيخلى خالد يحس لو فعلا بيحبنى ولا لا، خالد أتعود أكون أدامه تحت طوعه، متعودش أقوله لا على حاجة، زى العروسة الماريونت اللي بيحركها بإيده، لكن دلوقتى هو مضايق شايفنى بتمرد عليه، شايفنى ببعد ودا مجننه، لو خالد فعلا بيحبنى هيفضل متمسك بيا، وهيكتشف حبى جواه، أما لو حب وقتى أو إندفاع هيزهق ويمل عادل: مش هيزهق يا فاطمة فاطمة: ياريت يا أبيه يا ريت، أحكيلى بقى عامل إيه مع وردة؟
أما فى الجهة الأخرى مازال خالد ينظر إلى عادل وفاطمة وهم يرقصان سوياً ويتجاذبان أطراف الحديث فى غضب، لم يحتمل خالد الوضع أكثر من هذا، فذهب غاضباً إليهم يشد فاطمة من يدها بعيداً عن عادل عادل: فى إيه يا خالد؟ خالد: الوقت أتأخر وفاطمة لازم تروح فاطمة: أنا هروح مع أبيه عادل خالد: فاطمة، أنا اللي هروحك، وعدى ليلتك أحسنلك عادل: يا خالد مينفعش كده، الناس هتتفرج علينا، وبعدين مينفعش تسيب ضيوفك والحفلة وتمشى.
خالد: عادل، تتحرق الحفلة على الضيوف يا عادل، المهم عندى فاطمة ينظر خالد لفاطمة قائلاً: أدامى يا بشمهندسة تنظر فاطمة لعادل فى رجاء،فيوميء لها رأسه بالموافقة يجذب خالد فاطمة خلفه ويسير مسرعا، حتى يخرجا إلى خارج المطعم، فتجذب فاطمة يدها فى عنف من خالد قائلة: فى إيه يا خالد مش كده، وجعت إيدى، وبعدين أنا مش بهيمة بتجرها وراك خالد: إنتى ليك عين تتكلمى؟
فاطمة: آه يا خالد ليا عين، أنت مش أخويا ولا خطيبى عشان تعمل معايا كده، أنت حيالة أبن مرات بابا، وأنا مش هسمحلك تعمل معايا كده ولا تتعدى حدودك معايا خالد: كده يا فاطمة، طب أدامى أوصلك، وأوعدك مش هتعدى حدودى معاكى تانى تركب فاطمة السيارة مع خالد، وطوال الطريق لا تنظر إليه حتى لا يرى دموعها المحبوسة بداخل عيونها، يصل خالد إلى أمام منزل فاطمة، فتنزل فاطمة فى غضب من السيارة دون أن تنظر إلى خالد، يمسح خالد على رأسه فى غضب وينظر إلى أثرها قائلاً: غصب عنى بزعلك منى يا فاطمة، بس إنتى اللي بتختبرى غضبى وغيرتى.
فى بداية الليل: تجلس فاطمة على سريرها حزينة شاردة، فتجد رسالة تصل إلى هاتفها مكتوب فيها: " أنا أسف وغلطان، حقك عليا، أنا غبى ومبفهمش عشان زعلتك منى، سامحينى بقى " تنظر فاطمة إلى الرسالة وتبتسم وتلتمع الدموع فى عينيها من الفرحة والحب، بعد دقائق تصل رسالة أخرى مكتوب بها " لو ليا ذرة حب فى قلبك، بصى من البالكونة دلوقتى ".
تنظر فاطمة إلى الرسالة فى تعجب، وتتجه إلى الشرفة تنظر منها، لتتسع عينيها عند رؤية خالد يقف فى أسفل الشرفة وحول الكثير من البالونات الطائرة، ويمسك فى يده بالونة كبيرة مكتوب عليا " سامحينى، بحبك" تضع فاطمة يدها على فمها فى سعادة، وتنزل دموعها رغماً عنها، فتسرع إلى هاتفها وتطلب عادل قائلة: مجنون يا أبيه عادل، أنا بحب مجنون عادل: علفكرة دى فكرتى، أنا اللي قولتله عليها، أدعيلى بقى فاطمة: وأنا فرحانة أوى أوى يا أبيه عادل: ربنا يسعدك يا طمطم يغلق عادل مع فاطمة الهاتف، وينظر إلى الفراغ قائلاً: وأنا ميهمنيش فى الدنيا غير إنى أشوفك مبسوطة يا فاطمة...
رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والثلاثون
( حب لا تراه الشمس )
فى شركة الحديدى: تجلس فاطمة فى مكتبها تراجع بعض الملفات، يدخل عليها عادل بعد أن تخبرها السكرتيرة بوجوده، يدخل عادل بمرحه المعهود قائلاً: إيه القمر ده يا ناس، طب بذمتك عمرك شفتى رئيس مجلس إدارة بالقمر ده؟
فاطمة: ما هو رئيس مجلس الإدارة دى تعبت من كتر ما هى شايلة الشغل كله لوحدها، طب ما تيجى تشيل عنى شوية يا أبيه، ولا ناسي إنها شركة باباك زى ما هى شركة بابايا عادل: لا يا ستى، أنا مليش فى شغل الصفقات والعقد بتاعكم دى، انا واحد شغال فى الخارجية، زى الطير من بلد لبلد، ومن عشة لعشة فاطمة: ومن عصفورة لعصفورة كمل كمل، الله يعين وردة عليك عادل: يعين مين يا حبيبتى، هى تطول، دا أنا البنات حواليا زى النمل، بس هو النصيب.
فاطمة: طب بجد يا أبيه، أنت خطبت وردة ليه، إشمعنى وردة، مش معقولة أكتشفت فجأة إنك بتحبها عادل: لا بحبها إيه، ابن عمتك ملوش فى الحب وكلام الأغانى ده، كل الحكاية حسيت إنها بنت جدعة وطيبة ممكن تفتح بيتى وتكونلى أسرة، حسيت إنها ممكن تحسسنى بالأمان والدفا، وفى نفس الوقت تقف جنبى وقت الشدة فاطمة: بس كده ؟ عادل: آه يا لمضة بس كده، سيبك من وردة، وخلينى فيكى، البرنسيسة ناوية تتعطف وتتكرم على الغلبان خالد إمتى ؟ تزفر فاطمة فى حرارة قائلة: خالد؟!
يقلد عادل صوتها قائلاً: أيوا خالد، حرام عليكى الواد يا فاطمة، بقالك ست شهور مبهدلاه معاكى، ورد وجاب أغانى وغنالك، دا وصل يا عين أمه إنه يوقف تحت بالكونتك فى عز البرد، عايزة إيه تانى، كل ده ومش مصدقة إنه بيحبك بجد فاطمة: عايز الصراحة يا أبيه، أنا مصدقة إن خالد بيحبنى، بس خايفة عادل: خايفة من إيه يا فاطمة؟
فاطمة: خايفة أخسره يا أبيه، خالد طول السنين اللي فاتت كان بالنسبة لى حاجة كبيرة أوى، فى حتة تانية خالص غير كل البشر، تقدر تقول كنت بعتبره أبويا وأخويا وصاحبى كل حاجة ليا، وبرغم كل مرة كان بيجرحنى فيها، كنت دايما بديله العذر غنه مش حاسس بحبى، لكن المرة دى خالد عارف ومتأكد إنى بحبه، وهو كمان بيقول إنه بيحبنى، خايفة أقرب وأستسلم لمشاعرى معاه، ويرجع يجرحنى تانى، بس المرة دى مش أقدر، جرح خالد ليا المرة دى ممكن يكسرنى، ممكن يخليه يخسرنى للأبد، لأنى ساعتها عمرى ما هسامحه، أنت فاهمنى يا أبيه، عارف يعنى تحب حد وتخاف تقرب منه لتخسره.
يبتسم عادل فى سخرية قائلاً: فاهمك؟! دا مفيش حد فى الدنيا فاهم اللي إنتى بتقوليه ده قدى تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: إشمعنى ؟ أبيه عادل هو حضرتك محبتش قبل كده ؟ ينظر لها عادل نظرة طويلة، وبعدها ينظر إلى الفراغ قائلاً فى مرح مصطنع: أحب إيه يا بت إنتى، هو أنا عبيط، ما أنا شايف جنابك إنتى وخالد الحب مبهدلكم إزاى، حد يجيب وجع القلب لنفسه فاطمة: هو وجع قلب، بس إن جيت للحق، الحب أحلى وجع قلب فى الدنيا يخرج عادل من شركة الحديدى ويركب سيارته، ويمسك هاتفه طالبا خالد خالد:ها يا عادل كلمتها ؟
عادل: يا أخى قول ألو حتى خالد: يا سيدى ألو، إزيك، أنت كويس، ها كلمتها؟ عادل: آه يا أخويا كلمتها، ولسه مش موافقة ومش مصدقة إنك بتحبها خالد: وأنا أعملها إيه أكتر من اللي عملته، أنا بقالى شهرين عايش دور تامر حسنى عادل: أديك قولت، عايش دور، فاطمة مش عايزة اللي يعيش الدور عليها، عايزاك أنت اللي تتصرف، عايزة خالد اللي حبته وعرفته يثبتلها حبه، أتصرف معاها بتفكيرك أنت، بطريقة خالد اللي هى تعرفه خالد: تفتكر هنجح ؟ عادل: هتنجح يا خالد، عشان فاطمة بتحبك.
فى اليوم التالى: كانت فاطمة تجلس فى غرفتها تتأمل ملامح جاسر الصغير النائم بجوارها قائلة: تعرف يا جاسر إنك فيك ملامح كتير من خالد، رغم إنك شبه بابا الله يرحمه، بس برضه واخد كتير من خالد، تفتكر بيحبنى بجد يا جاسر، ولا متوهم زى حبه لحنين وغادة يقطع حديثها مع الصغير صوت هاتفها، تنظر إلى الطالب لتجده رقم عادل: أيوا يا أبيه عادل ولكنها ما إن تسمع حديثه لها تقف مفزوعة مكانها قائلة: عمل حادثة، طب فين ؟ أنا جاية حالاً.
تبدل فاطمة ملابسها مسرعة، وتنزل وتقود سيارتها بسرعة إلى مكان المستشفى التى أخبرها به عادل، وهى تدعو الله أن ينجى خالد وألَّا يكون أصابه أى آذى، تصل فاطمة إلى العنوان وتلتفت حولها لتجد المستشفى التى أخبرها بها عادل، ولكنها لا تجد أى مستشفى فى هذا الشارع، تقف فى منتصف الطريق تنظر حولها، لتجد من يربت على كتفها، تنظر إليه لتجده خالد، تتفحصه فاطمة فى خوف قائلة: خالد، أنت كويس، عادل قالى إنك عملت حادثة خالد: أهدى يا حبيبتى أنا كويس، متقلقيش، عادل بس كان بيهزر معاكى.
تضربه فاطمة فى صدره قائلة فى صراخ: بيهزر معايا، يقولى إنك عملت حادثة وفى المستشفى، ويخلينى أجرى زى المجنونة، وتقولى بيهزر معايا يمسك خالد يدها التى تضربه قائلاً: حقك عليا أنا، مش هخليه يخضك تانى، بس هو إنتى جريتى على هنا ليه بسرعة، خوفتى عليا؟ فاطمة: أنت بتهزر يا خالد، طبعا خوفت عليك، أنا أصلاً متصورتش إن ممكن يحصلك حاجة وحشة وإنك... تقطع حديثها عندى ترى خالد يستمع إلى حديثها بحب وفرحة، فهو أستطاع أن يجعلها تعترف بحبها وخوفها عليه تجذب فاطمة يدها من خالد بشدة قائلة: أنا ماشية يا خالد.
خالد: استنى يا فاطمة متمشيش، ممكن تيجى معايا أوريكى حاجة، وبعدها أمشى علطول، عشان خاطرى يا فاطمة، وأوعدك بعدها مش هفتح معاكى الموضوع ده تانى تستجيب فاطمة لطلبه، وتذهب معه، فيأخذها لمطعم فى نفس الشارع ولكنه مغلق، تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: دا مطعم مقفول، جايبنا هنا ليه؟ خالد: أصبرى وإنتى تعرفى.
يشير خالد بيده، فيفتح باب المطعم، فتجد فاطمة المطعم خاليا من أى زبائن، ومزين ومعد خصيصا لها، تدور فاطمة فى المطعم بإنبهار، لتجد فى أخر المطعم لوحة كبيرة مرسوم عليها صورتها ومكتوب تحتها " بحبك وعايز أتجوزك" تلتفت فاطمة لخالد فى سعادة قائلة: كل ده علشانى يا خالد؟ خالد: لا يا فاطمة مش علشانك، عشان حبيبتى اللي كان مغلبانى بقالها سنين، حاسس بحبها فى قلبى ومش عارف إنها هى اللي بعشقها يشير خالد بيده مرة أخرى، فتعمل الأضواء الملونة والموسيقى الهادئة، يمسك خالد يد فاطمة ويرقص معاها قائلاً: لما جتلك أول مرة يا فاطمة وقولتلك بحبك، سألتينى إيه الدليل.
فاطمة: وساعتها مجاوبتنيش خالد: يمكن لأن السؤال اللي سألتيه كانت إجاباته جوايا وكنت محتاج أدور عليها فاطمة: ودلوقتى يا خالد، تقدر تجاوب خالد: دلوقتى أقدر أخرج كل اللي جوايا وأنا متأكد من كل كلمة بقولها، أنا بحبك يا فاطمة، بحبك من أول يوم دخلتى بيتنا لما عادل جابت، حبيت البنت الصغيرة اللي عينيها شدتنى من أول لحظة شوفتها، مكنتش عارف أنا مشدودلها ليه، بحبك من ساعة ما كنت بدافع عنك أدام غادة وقدام أى حد ممكن يجرحك، بحبك لما كنت حاسس إنك مسؤلة منى، مش أختى ومش بنتى لا حتة منى.
وهنا بدأت دموع فاطمة تتجمع فى عينيها، ليكمل خالد حديثه قائلاً: بحبك من ساعة ما كنت أنا أمانك فى الدنيا، وإنتى فرحتى وسعادتى، بحبك وانا حريص منس اعة ما شوفتك إنى أبدأ يومى بصوتك، كل يوم مفوتش يوم واحد من ساعة ما عرفت إلَّا وأنا بكلمك أول ما بصحى وأكلمك قبل ما أنام، كأنى بطمن نفسى بوجودك جنبى، بحبك وأنا كل لما تضيق بيا الدنيا بتبقى أول واحدة تيجى على بالى أجرى وأرمى فى حضنها همومى، بحبك لانك أكتر واحدة بتفهمينى وتحسى بيا، بحبك لما شادى خطبك وكنت عامل زى المجنون، أتولد جوايا كره ليه من غير سبب، لمجرد إنى حسيت إنه هياخدك منى، أيوا يا فاطمة أنا بعترف إنى كنت غيران من شادى عليكى، مش عايز حد يشوفك ولا يبقى قريب منك غيرى، حتى عادل كنت بغير منه وبضايق لما بيبقى قريب منك، حتى لو زى أخوكى، إنتى ليا أنا بس يا فاطمة، أنا اللي لازم أكون فى قلبك، عشان أنا مفيش فى قلبى غير، بحبك مع كل دقة دقها قلبى بحبك وانا مش عارف إنه ليكى، بحبك مع كل لحظة سمعت فيها تنهيدك حوليا وأنا مش شايفك، بحبك ومش عارف أى حاجة دلوقتى غير إن لقيت بر أمانى فى حضنك ونفسى تكملى معايا باقى حياتى الجاية.
تنظر له فاطمة بحب وقد نزلت دموعها رغما عنها قائلة: أنا كمان بحبك أوى يا خالد خالد: أخيراً نطقتيها، طلعتى عينى يا شيخة فاطمة: بس أنا خايفة يا خالد خالد: مينفعش يا فاطمة تخافى وأنا موجود جنبك فاطمة: خايفة تجرحنى، أنا قلبى أتوجع كتير فى حبك يا خالد، كل مرة كنت بتبقى فيها مع واحدة غيرى كانت بتوجعنى، وأنا تعبت، تعبت من كتير وجعك، والمرة دى مش هقدر، لو جرحتنى المرة هتخسرنى، وأنا مش عايزة أخسرك.
خالد: عمرى ما هخسرك يا فاطمة، إنتى نفسي، وعمرى ما هخسر نفسى فاطمة: أرجوك يا خالد متجرحنيش، لأن جرحك ليا المرة عمرى ما هسامحك فيه خالد: وأنا عمرى ما هسامح نفسى على أى لحظة جرحتك فيها، وأوعدك إن هيبقى كل همى أعوضك عن كل الوجع اللي شوفتيه بسبب، بس وافقى يا فاطمة، وافقى تتجوزينى وتبقى مراتى، وافقى تكملى معايا اللي باقى من حياتى وتبقى أم ولادى تنظر له فاطمة دون أى رد، ليكمل خالد فى رجاء قائلاً: ها قولتى إيه ؟ توميء له فاطمة رأسها بالموافقة فى سعادة، فيمسك خالد يدها ويقبلها قائلاً: بحبك وعمرى ما حبيت ولا هحب غيرك.
بعد مرور عدة أيام وتحديداً يوم زفاف خالد وفاطمة، تجلس فاطمة فى إحدى غرف الفيلا التى أعدها خالد لها وبرفقتها وردة، تنظر وردة لفاطمة التى يبدو عليها الحزن قائلة: بذمتك دا منظر واحدة فرحها النهاردة، لا وبتتجوز حبيبها اللى بقالها سنين هتموت عليه فاطمة: كان نفسي ماما تبقى معايا يا وردة، أنا النهاردة حاسة إنى لوحدى أوى ماما وبابا مش موجودين وردة: الله يرحمهم، وبعدين ما أنا معاكى أهو، ولا أنا مش كفاية فاطمة: يا حبيبتى إنتى اختى وصاحبتى، بس إحساس الأم حاجة تانية، كان نفسى أمى تلبسنى الطرحة وعينيها تدمع عشان هسيبها وهمشى، وتقعد توصى خالد عليا، إحساس اليتم دا إحساس وحش أوى يا وردة يقطع حديثهم صوت شخص ما قائلة: ومين قال إنك لوحدك النهاردة؟
تلتفت فاطمة لصاحبة الصوت لتجدها غالية، تنظر لها فى دهشة قائلة: طنط غالية ؟! غالية: قصدك عمتو غالية، ولا ناسية إنى عمتك يا فاطمة ومينفعش أسيبك فى يوم زى ده تدمع عين فاطمة قائلة: عمتو، حضرتك قصدك... غالية: أنا اللي هجهزك النهاردة يا فاطمة، وهلبسك الطرحة، وهوصى خالد عليكى، ما هو إنتى بنتى، ولو فكر فى يوم يزعلك إنتى عارفانى بقى، أملا إيه هو واخد أى حد دا واخد فاطمة الحديدي.
تحتضن فاطمة غالية وهى تبكى، فتخرجها غالية من حضنها قائلة: طب ينفع عروسة تعيط يوم فرحها، الناس تقول إيه غاصبينك على الجوازة، لو مش عاجبك قوليلى وأنا أجوزك سيد سيده تضحك فاطمة وسط دموعها: ربنا ما يحرمنى منك يا عمتو تنظر غالية لوردة قائلة: إنتى بقى وردة؟ تبلع وردة ريقها قائلة: أيوا يا طنط.
تنظر لها غالية بتفحص من أعلاها لأسفلها، تنظر لها وردة فى قلق قائلة فى نفسها: يالهوى هى ست ريا دى اللي هتبقى حماتى، أستر يارب فى المساء: بعد أن أستعدت فاطمة لحفل الزفاف، فكانت ترتدى فستانا أبيض طويل، وتضع طرحة بيضاء على رأسها يزينه حجاب جميل حول وجهها جعل منها أميرة حقا، تنظر لها غالية فى رضا قائلة: قمر يا حبيبتى قمر فاطمة: بجد يا عمتو، شكلى حلو ؟ غالية: طبعا يا حبيبتى، بتفكرينى بنفسى وانا عروسة، إنتى شبههى أوى وردة: بس هتبقى حتة مفاجأة لخالد لما يلاقيكى بالحجاب، إنتى لسه مقولتلوش؟
غالية: لا عاملهاله مفاجأة وردة: هتبقى أحلى مفاجأة تنظر فاطمة إلى الفراغ شاردة، فتربت غالية على كتفها قائلة: مالك يا حبيبتى، سرحانة فى إيه؟ وقبل أن تنطق بكلمة واحدة، يدخل عادل قائلاً: أنا أقولكم سرحانة فى إيه؟ فاطمة: أبيه عادل؟!
يقترب عاددل من فاطمة وينظر لها فى حب قائلاً: إنتى بتفكرى دلوقتى مين اللي هيسلمك لخالد، ومين كمان اللي هيبقى وكيلك مش كده؟ فاطمة: أيوا صح يا أبيه عرفت منين، فعلا أنا كنت بفكر فى كده، بابا الله يرحمه، وعمى يحيي مسافر وعادل: وخالد اللي كان طول عمره بيقولك أسلمك لعريسك، مكنش يعرف إن هو هيبقى العريس، بس نسيتى تقولى أهم حد تنظر له فاطمة فى تساؤل، ليجيب قائلا: فاكرة زمان لما قولتلك أنا حاسس إنى هسلمك لعريسك بإيدى، وإنى أنا كمان اللي هبقى وكيلك، مكنتش أعرف إن خالى عاصم هيموت الله يرحمه، ولا إن خالد هيتجوزك، بس كان إحساس قوى جوايا
فاطمة: فاكرة يا أبيه، ربنا ما يحرمنى منك أبداً، وتفضل ضهرى وحمايتى ينظر لها عادل بحب، وينظر بعدها لوردة فتوميء لها برأسها بالموافقة، فيعيد النظر لفاطمة قائلاً: طب إيدى فى إيدى يا مدام خالد أسلمك لعريسك اللي هيموت عليكى تحت.
ينزل عادل وفى يده فاطمة وخلفه وردة وغالية يطلقون الزغاريد، ليجدوا خالد فى الأسف فى إنتظار فاطمة وحوله المدعوين، تلمع عين خالد بالفرحة عند رؤية فاطمة، فيأخذها من عادل ويقبل يدها فى حب، ينظر له عادل بعد أن يسلمها له قائلاً: خالد، أنا دلوقتى مش صاحبك ولا ابن خالك، أنا ولى أمر فاطمة ووكيلها، يعنى لو زعلتها فى يوم صدقنى أنا اللي هقفلك، حطها فى عينك وحافظ عليها، عشان فاطمة غالية أوى يبتسم له خالد ويوميء له برأسه بالموافقة، ويتم عقد القران بعد أن يضع خالد يده فى يد عادل، وبعدها يهمس عادل فى أذن خالد قائلاً: مش قولتلك زمان ليا فيها أكتر ما ليك.
خالد: لا يا حبيبى، دا كان قبل كتب الكتاب، دلوقتى محدش ليه فى فاطمة غيرى أنا وبس يقترب خالد من فاطمة ويقبل رأسها، وينظر إليها فى حب قائلاً: أخيراً يا فاطمة، أخيراً قلبى أرتاح، أنا بحبك يا فاطمة فاطمة: وأنا كمان يا ... خالد: يا إيه سمعينى كده فاطمة: يا خالد.
يتركها خالد مسرعاً ويتوجه إلى السلم ويقف عليه قائلاً: يا جماعة أسمعونى، أنا بعترف أدامكم كلكم النهاردة إنى عمرى لا حبيت ولا هحب بعد فاطمة، وإنها كنت بحبها طول السنين اللي فاتت، بحبها وانا مش عارف، يعنى أنا كنت عاشق المجهول وانا معرفش، وبوعدها أدامكم كلكم إنها هتفضل ملكة على عرش قلبى وحبها تاج فوق رأسى لحد ما أموت.
ينزل خالد ويتوجه إليها ويحتضنها فى حب وسط التصفيق الجميع، أما عادل فينظر إليهم من بعيد قائلاً: وأنا أوعدك يا فاطمة هقضل فى ضهرك فى أى وقت تحتاجينى فيه، وعمرى ما هتخلى عنك أبداً...