logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:53 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس والعشرون

بفيلا زين...
ظل بأحضانها كالطفل الصغير الذي يحتمى من الرعد، حتى هي بكت لما فعلته فكان لها تصرف أحمق للغاية، أخبرته بما فعله عبد الرحمن وصابرين حتى تستمع لهم فنجح بنقل مأساة صابرين لها وما فعلته من أجل زين وحق إبنها الراحل...
نهض عن الأريكة بفرحة عارمة بعدما عادت لتملأ المنزل بهجة بحضورها فتوجه لغرفته ولكن ساقته قدماه لغرفة شقيقته...

طرق الباب ؛فولج حينما أستمع أذن الدخول ليجدها مازالت مستيقظة بعد...
أقترب منها بنظرة تغوم بالمحبة لتقف أمامه فخرج عن صمته قائلاٍ بثبات: مش عارف أشكرك أزاي على الا عملتيه؟
إبتسمت قائلة بستغراب: تشكرني!، أنا معملتش نقطة فى بحر من الا أنت عملته معايا...

ثم لمعت عيناها بالدموع قائلة بأبتسامة تكاد ترسم بنجاح: أنت فضلت جانبي رغم أسلوبي، طريقتي متخلتش عني وكنت أول واحد يحضن الموت عشاني، أعتبرتك عدو ليا وأنت شايفني حتة منك، لا يا زين أنا معملتش حاجة...
كلماتها لمست قلبه فقربها إليه ثم أحتضنها بقوة كأنه يحمد الله كثيراً على منحه العوض بعد فقدان أخيه...

زالت غيمة الليل شمس الصباح بعد أن قضاه العشاق بحماس ليوم الغد الحافل بلقاء وأعلان العشق المتوج للجميع...
بمنزل طلعت المنياوي ..
كان المنزل يعج بالنساء يعملون بجد فى تنظيم المنزل لهذا اليوم فأعدت البعض منهم الطعام والأخري أعدت الحلوى بينما جلست الفتيات بالأعلى تزاور كلا منهم أفكاراً معتادة...

هبط النمر للأسفل ولحقه عبد الرحمن وأحمد ليشرع بتوزيع المهام على كلا منهم فيجب الأتمام على مستلزمات الزفاف، وقف بالخارج عيناه تغوم بمن يعلق الأنوار بالحارة ليشعر بيد ممدودة على كتفيه فأبتسم دون النظر: جاي بدري يعني؟
وقف زين لجواره بمكر: ومش عايزني أجي بدري ليه مش فرحي زي ماهو فرحك؟!
وضع يديه بجيب سرواله مضيقٍ عيناه بغموض: أتمنى تعجبك الأفراح الشعبي.

رمقه بنظرة متفحصة ثم قال بغضب: ناوي على أيه يا أدهم؟
رُسمت على وجهه بسمة خبث قائلاٍ بثبات بعدما تحرك بضعة خطوات للأمام: كل خير أن شاء الله..
تراقبه زين بأبتسامة زهول ثم ردد بهمسٍ خافت: ربنا يستر...
شرع عبد الرحمن بترتيب القاعة الخارجية لأستقبال الرجال فعاونه يوسف وأحمد لتتعال بينهم ضحكات المرح..
يوسف: يالا كله هيعدي هى ليلة وهنرتاح من أشكلكم جميعاً..

رمقه أحمد بنظرات نارية ليضع الأريكة أرضاً قائلا بغضب: ما تلم نفسك يا حيوان أنت على الصبح ماسك هنرتاح هنرتاح كنا بنأكل أكلك يا زبالة...
تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فتطلع له أحمد بغضبٍ جامح: بتضحك!، دا بدل ما تلم أخوك
رتب عبد الرحمن الأريكة جوار الأخري قائلاٍ بثبات لا يليق سوى به: وحد زعلك يا عم أخويا ومش محترم وأهو أدامك مستنى أيه عشان تربيه أشارة مني مثلا!..

ألقى أحمد ما بيديه قائلاٍ بتأييد وهو يجذب يوسف بغضب: تصدق أنت صح..
يوسف بضحكة مكبوتة: صلى على النبي يا أبو نسب دا حتى الليلة ليلتك يا عريس...
تعالت النيران بالتأجج قائلا بعصبية: متقولش أبو زفت، ثم جذبه بقوة قائلاٍ بتحذير: أسمعني يا حيوان أنت أنا النهاردة صاحي مزاجي فل عارف لو شوفت خلقتك النهاردة هعمل فيك أيه؟

دفشه برفق وعدل من قميصه بضيق: ولما حضرتك مش حابب تشوف وشي أمال مين الا هيروش الليلة النهاردة دانا متفق مع الفرقة أنهم يروقوني كل شوية يقولوا بالميك تحية جامدة من يوسف باشا المنياوي للمافيا...
جذبه أحمد برعب قائلاٍ بغضب: ورحمة ستك الغالية لو قلبت فى الا فات لأكون دفنك هنا فاهم؟
أكتفى ببسمة مكر بعدما أعد هو وضياء خطة سداسية الأبعاد..

كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة على تصرف أحمد ليقطع وصال المشاجرة صوت حازم الرجولي: صباحو فل يا شباب...
أستدار عبد الرحمن بأبتسامة هادئة: أحلى صباح
أقترب منه حازم ليلقي سلام اليد بفرحة الزفاف الحافل لأصدقائه فقطعهم حمزة بعدما وضع على الأرض الأريكة قائلا بستغراب لرؤية ما يحدث بين أحمد ويوسف: هو فى أيه؟.

تعالت ضحكات زين بعدما أقترب منهم ليرفع يديه على كتفي حمزة: لا متخدش فى بالك المهم عملت الا قولتلك عليه؟
أشار له بهدوء: كله تمام وهيكونوا موجودين مع طلوعكم للأستديو أن شاء الله..
رفع يديه له بهدوء: كدا تمام...
وقف النمر يتأملهم بنظرات غاضبة لتخرج نبرته الساخرة: لو هقطع لمتكم الحلوة دي ممكن تساعدوا ضياء بتزين البيت من برة..
أستدار له أحمد بغضب: بس دي مهمة الفرقة!..

نظراته الثابتة لم تتنحى ولو لثواني فقط بقى كما هو قائلاٍ بصوته الرجولي: وأنا حابب أنكم تزينوا البيت مش الفرقة...
حازم بأبتسامة كبتها بنجاح: بس كدا عيونا يا نمر...
رمقه زين بنظرة محتقنة قائلاٍ بغضب: نعم!.
جذبه حازم بمكر: عيب دا عريس ولازم يتدلع علينا...
قطعه ساخراً: وأنا يعني الا بواقي مواصلات مأنا متزفت عريس زيه...

تعالت ضحكات عبد الرحمن فقال بخبث: خلاص بقى يا زين متكبرش الموضوع أنت وحمزة وأحمد زينوا البيت الجديد وأنا وحازم والحيوان دا هنزين بيت العيلة...
كبت غضبه وهو يتطلع للنمر الساكن وإلي يد حازم الممدودة بسلة الورد وفروع النور فحمل السلة بضيق وتوجه للمكان المنشود ونظراته تكاد تخترقهم جميعاً لا يعلم بأن النمر يعد له سكنٍ خاص لمعزوفة العشق!..

ولج ضياء للداخل ليحمل المشروبات للرجال من والدته فقدمته له قائلة بسرعة وهى تتجه للمطبخ سريعاً: ودي الشاي والعصير للرجالة الا مع جدك وأبوك وتعال خد الباقي لزين والشباب...
أشار له بأحترام بوجود جميع السيدات: حاضر..
وبالفعل غادر ضياء ليقدم المشروبات للرجال بالقاعة ثم عاد مجدداً ليجدها من تحمل المشروبات وتنتظره بلهفة فما أن رأته حتى تقدمت لتقف أمامه: العصير...

حمله منها ثم توجه للخروج بصمت فتمسكت بذراعيه سريعاً قائلة بحزن: فى أيه يا ضياء من إمبارح بتحاول تتجاهلني حتي بكلمك مش على التلفون مش بترد...
أستمع لها بسكون عجيب حتى أنهت حديثها فخرج بصمت قذف قلبها بجمرات حرقت ما تبكى فوقفت تتأمل خطاه المبتعد عنها بصدمة وعدم إستيعاب...

شرع زين بتزين المنزل فكان يقف على أرتفاع شاق والضيق يكتسح ملامح وجهه، لانت ملامح وجهه لعشقٍ طاف به فجعله كالأهوج، كالورقة الهاشة التى يحركها الهواء مثلما يشاء حينما رأى معشوقته تجلس على المقعد شاردة بالفراغ والبسمة تزين وجهها، كأنها تشعر به لجوارها، نسمات الهواء تتسلل من الشرفة لترفع خصلات شعرها بتمرد فتسقط على عيناها تارة وعلى خصرها تارات أخرى، نبض قلبه بقوة وهو يراها، تلك الحورية الفاتنة صاحبة السلطة العظمي بداخل هذا القلب الفقير، لم يعلم كم ظل يتأملها هكذا، هل سيبقى عمره بأجماعه هكذا!..

بالأسفل تتابعه حمزة بستغراب قائلاٍ بأشارة يديه لعبد الرحمن الذي أتى على الفور: زين ماله؟
رفع عيناه للأعلى ليجده متصنم محله فعلم خطة النمر ليبتسم بخفوت ويشير له بأستكمال عمله بينما أقترب هو من النمر قائلاٍ بسخرية وعيناه تغمز لحازم المتراقب له: مش كنت أنا أولى منه بالطلعة دي؟!.

بقى النمر محله بهدوء، عيناه تراقب من يقوم بتزين المكان للزفاف ثم تحرك بثبات قائلاٍ دون النظر إليه: خد الفرش من العمال هتحتاجوه...
وغادر بثبات فتطلع له عبد الرحمن بزهول ولم يعي ما يتفوه به، تطلع له حازم بصدمة ثم هرولوا معاً للرجل المطوف للأعمدة بالفرش المزخرف بالألوان ليجذبه سريعاً ويسرع كلا منهم بالوقوف ولكن كان العدد ينقصه الكثير...
بالأعلى...

نهضت عن الفراش لتشمط شعرها حتى ترتدي الحجاب وتهبط مع الفتيات بعدما رتبن بعض الأغراض الخاصة بصابرين بغرفتها ولكن خفق القلب سريعاً فأستدارت بتعجب لتراه أمام عيناها!، عيناه الزرقاء تبعث لها أنشودة خاصة يستمع لها نبض القلب، نظرات صدمتها طوفها حنين اللقاء فتطلعت له بستغراب هل ما تراه حلماً أم سراب فكيف لها بالوقوف على مستوى الطابق الثالث!، بقيت ساكنة تتأمله بعدم إستيعاب فلم تسعفها اللحظة لتحسس حجابها، ولجت صابرين من الخارج تتفقد أمرها للهبوط فحان وقت الذهاب للبيوتي سنتر لتقف مصعوقة حينما رأت أخيها فقالت بهمسٍ خافت: زين!

كانت كلماتها كصاعقة فصل الأزمان لتعيدهم سوياً لأرض الواقع ولكن مع أختلال لقدماه فلم يشعر بذاته الا وهو يحلق بالهواء فحتى الصراخ لم يقوى على التحلى به!.
بالأسفل..

أنضم يوسف وأحمد لعبد الرحمن وحازم ولكن لم يبقى الأمر عادلا سوى بأنضمام سليم وفهد بعدما ولجوا للحارة ليجدوا ما يحدث أمامهم فأسرعوا للأنضمام إليهم ليسقط الزين على طوافة النجاة الخاصة بشباب المافيا وأعوانهم، فتح عيناه بفزع لرؤية الدماء تنثدر من جسده ولكن خاب الظن برؤية الفهد وباقي الشباب أمامه..

مد الفهد يديه ليسرع إليه زين بحرج من تصرفه بعدما أتى لجواره طلعت المنياوي وباقى الرجال ليخرج عن صمته بلهفة: أنت بخير يا ولدي؟
أشار له بأرتباك: متقلقش يا حاج دانا دخت شوية
أشار له بغموض: يبجا تقعد أهنه وتسيب الا بتعمله للفرقة..
أشار له بتوتر ليغادر طلعت بنظرة شك له فأنفجر حازم ضاحكاً قائلاٍ بسخرية: لا معاه حق يدوخ...

عبد الرحمن بلهجة التحفيل: أخص عليك عرتنا بقى أنا متنزلك عن الطلعة دي تقوم تقصر رقبتنا وسط الخلق!
يوسف بستغراب لما يحدث: أشرح بالظبط الا شوفته فوق وبالتفاصيل
رمقه بنظرة محتقنة فطلت من الأعلى بعدما أرتدت حجابها والخوف يحفل وجهها فأبتسم أحمد وعيناه للأعلى: من أولها كدا!
سليم بغضب وهو يهم بالرحيل: مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم.

لحق به أحمد والجميع بأبتسامة تعبئ وجوههم وتبقى زين يرمق كلاٍ منهم بغضب فأستدار ليجد الفهد أمام عيناه يتراقبه بسكون خرج عنه قائلاٍ بثبات: يعني بنساعدك عشان تفضحنا كدا!
تطلع له بهدوء ثم رفع عيناه للأعلى ليجدها مازالت أمامه فأبتسم بهيام: معزور..
وتركه وغادر ليبتسم الفهد بألم فهى قاسم العشق الأول ويعلم جيداً أن ليس لديه قواعد ولا قوانين..

وقفت سيارة حازم وزين وحمزة بالأسفل أمام منزل طلعت المنياوي بأهبة الأستعداد للذهاب للبيوتي فهبطت صابرين وهمس أولاً لتخطف نظرات سريعة لزين بخجل يكاد يقتلها كأنها تراه لأول مرة حتى أنها أسرعت للسيارة للتحاشي النظر لهم جميعاً بعدما فعله زين، أما صابرين فأبتسمت لعبد الرحمن بسعادة فاليوم سيقطع وصال البعاد بالعيش لجواره، نعم هى بمفردها من تشعر بسعادة عارمة لقرب الفوز به والعيش بأمانه الخالد فكلا من الفتيات تحتمي بمعشوقها فيجمعهم سقف منزل واحد على عكسها فكانت بغيدة عنه للغاية حتى همس كانت تقضي معظم وقتها مع زين...

هبطت ياسمين وجيانا بدموع تغزو وجوههم فأخذت كلاٍ منهم ترمق المنزل بدموع تكسو وجهها، كأنهم على عهد مؤقت بذكريات الطفولة حتى غادة أرتمت بأحضان شقيقتها فلم تعد تجمعهم غرفة واحدة بعد...
أقترب منها أدهم بضيق لرؤية دموعها قائلاٍ بهدوء: ممكن أفهم أيه سبب الحزن دا؟، أنتِ هتتجوزي فى بلد تانية!..

رفعت عيناها له بنظرة مطولة كأنها تستمد شيء ما غامض منه فعلم النمر ما يتودد لعقلها ليرفع يديه يزيح دموعها غير عابئ بعائلته ليردد بهمس يحمل المرح: بيفصلنا عنهم خطوات بس وبعدين أحنا هنكون معاهم ليل نهار يعني مستحيل يتخلصوا مننا بسهولة...

كانت كلماته منبع سعادة وضحكات للجميع فأستبدلت الأمهات دموعهن بفرحة وضحكة مرسومة من القلب لتحمل الأغراض الخاصة بها وتنضم لهم بالسيارة، أسرع أحمد إلي معشوقته يحمل عنها الحقيبة فتلامست الأيدى لتسري رعشة خجلة بجسدها فرفعت يدها سريعاً ليبتسم بنظرة تحمل تذكار كلماته لها لتقرأها بخجل وتسرع بالصعود...
تحركت السيارات الثلاث لتقف أمام البيوتي سنتر فهبطت كلا منهم للداخل بتحاشي نظرات ستجعلها عرضة للجميع.

تبقى فهد وسليم يراقبون العمل حتى يكون كل شيء على أنضباط بالموعد المحدد فعلت الأنوار الملونة بألوان مبهجة لتخلق بالحارة البسيطة جو من البهجة والسرور، كما نصب الرجال المنصة الضخمة لتسع الثنائي المتعدد...
رفضت غادة الذهاب لليبوتي فظلت بالمنزل حزينة على معاملته الجافة معها فلم تراه اليوم مبهجاً ككل يوم بل يعمل بصمت وهدوء...

ولجت لغرفتها حتى تتفرد بذاتها بعيداً عن الجميع بالخارج فأخرجت هاتفها للمرة الحادية عشرة تحاول الوصول له ولكن كعادة أمس لم يجيبها...

أشار طلعت لحمزة الذي أقترب منه على الفور فرفع يديه بالمال قائلاٍ بوقار: معلش يا ولدي روح المحل الا بنهاية الحارة وأديله الفلوس دي وجوله عمي طلعت بيجولك نزل الساقع بليل...
أشار له حمزة بأبتسامة أحترام له ثم أخذ المال وتوجه للمحل المنشود كأن طلعت المنياوي كان وصلة بينه وبين لقاء نغم القلب، ولج حمزة للداخل ليجد فتاة تقف أمامه تنتظر البائع ليحسم لها ما تريد فوقف وعيناه أرضاً بأنتظار أن تنتهي...

ناولها الرجل الأكياس قائلاٍ بأبتسامة عملية: حاجة تانية؟
أشارت له قائلة بهدوء: عايزة كيس ملح و...
رفع عيناه بعدم تصديق، نعم هي!، صوتها الساكن بقلبٍ هوسه حد الجنون يعلم كيف مسمعه!..
أقترب بخطاه قليلاٍ قائلاٍ بعدم تصديق: حنين!..

سمعت إسمها من صوتٍ تظن بأنها أستمعت له من قبل فأستدارت لتجده يقف خلفها!، بقى الصمت سيد الموقف لدقائق حتى قطعه صوت الرجل بعدما قدم لها ما تريد، حملت منه الأغراض وغادرت مسرعة كأنها تهرب من حقيقة محالة ليقدم للرجل المال ويلحق بها سريعاً قائلاٍ بلهفة: حنين أستنى..
توقفت عن الحركة وعيناها تتفحص المكان بخجل ورعب فأقترب قائلاٍ بحزن: أستنيت أجابتك ومردتيش!، حتى الشغل مبقتيش تيجي زي الأول ممكن أعرف ليه؟

رفعت عيناها جوارها بخوف من كلمات الناس المسنونة حينما يرى فتاة مع شاب فخرجت الكلمات بأرتباك: أنا أسفة يا أستاذ حمزة بس مش هقدر أقف معاك كدا عن أذنك
وكادت بالرحيل ليعترض طريقها قائلاٍ بتصميم: مش قبل ما أعرف أجابتك...
وضعت عيناها أرضاً بخجل: أرجوك لازم أمشي...
إبتسم بعشق ينبع بقلبه قائلاٍ بهمسٍ رجولي: والله بأيدك جاوبيني على سؤالي...

كاد الأرتباك أن يقتلها فجاهدت لخروج الكلمات وقدماها تسرع بالرحيل: تقدر تشرفنا فى ايه وقت..
وغادرت مسرعة من أمام عيناه ليطوف به سعادة عارمة بعدما أخبرته بذكاء جاوبها دون التعمد لتخطي عادات وتقاليد تحترم بذاك الحي، توجه حمزة للقصر حتى يبدل ثيابه ومازالت هى سُكنان العين والقلب..

أنهى ضياء عمله بالخارج ثم توجه بالصعود للأعلى ليبدل ثيابه المتسخة بفعل العمل الشاق بالأسفل فأوقفته والدته قائلاٍ بأبتسامة محبة: أحضرلك الغدا يا حبيبي..
أشار لها بهدوء: مليش نفس يا ماما هطلع أغير وأنزل عشان الفرقة..
وصعد للأعلى تحت نظراتها المراقبة له لتدلف للمطبخ وتعد له الغداء قائلة لنجلاء بخجل: ممكن أطلع له الأكل..
أكتفت ببسمة بسيطة وتوجهت لتكمل عملها فحملت غادة الطعام وتوجهت للأعلى...

طرقت الباب ففتح ضياء بظن أنها والدتها ليجدها أمام عيناه فتراقبها بنظرات صامته تحمل غضبٍ خفى ليتركها ويدلف للداخل فولجت ووضعت الطعام على المائدة ومن ثم تقدمت منه قائلة بدمع بدأ بالتمرد: ممكن تقولي مالك؟
زفر بمحاولة تحكم بهدوئه فأقتربت منه قائلة بغضب: على فكرة أنا بكلمك بطل أسلوبك المستفز دا..
رفع عيناه عليها لينقل لها غضبه المتزايد حد الموت قائلاٍ بسخرية: بلاش أنتِ الا تتكلمي عن الأسلوب.

تطلعت له بزهول ليكمل بغضب: لأنك مهما حصل فمستحيل هتتغيري على طول سري وسر عيلتي بره البيت عن خالتك وبناتها..
صعقت مما استمعت إليه فأقتربت منه قائلة بصعوبة بالحديث: أنت تقصد أيه يا ضياء..
أقترب منها ليصيح بغضب: أمبارح وقفتتي بنت خالتك قال أيه عايزة تطمن أذا كان جدي رجع أدهم وولاد عمي البيت ولا لا أيه الا عرفها باللي حصل هنا؟!.
زوارها الدمع محاولة جاهدة بالحديث: أنا مقولتش ح...

قاطعها بنظرة جعلت الكلمات تبتر والدمع يسود حينما رأت نظرات الشك وعدم التصديق بعيناه فحملت ذاتها وغادرت بصمت تاركة لقلبها أصواتٍ تتحطم بقسوته، أما هو فبقى يتأمل الفراغ بعدما غادرت تاركة الباب على مصرعيه كأنها تركت هذا الفراغ بقلبه هو...

بقصر حازم السيوفي ...
شعرت بأن ألماً عاصف يخترق جسدها فنهضت بصعوبة لتغتسل ولكن طاف بها الأمد لتهوى أرضاً فاقدة للوعى...
بالخارج..

صعد الدرج والبسمة تغمر وجهه، كلماتها تترنح بعقله، صورتها محفورة بداخل العين، توجه لغرفته فتوقف حينما أستمع لصوت أرتطام قوي فأسرع لغرفة أخيه ليتردد قليلاٍ بالولوج ولكن بنهاية الأمر حسم أمره ليجدها تفترش الأرض بأهمال فحملها سريعاً للفراش ومن ثم شرع بالأتصال بأخيه ولكن لم يجيبه على الهاتف فجذب الحجاب ووضعه على رأسها ومن ثم حملها للمشفي سريعاً، فهو يعلم جيداً ماذا تعنى لأخيه؟.

أنهى فهد أشرافه على الزفاف حتى أكتمل بأشعال الأضاءة والموسيقي فترك العمل لعمر الذي وصل مع فزاع الدهشان منذ قليل ثم صعد للأعلى ليبدل ثيابه وينضم للشباب بالأعلى...
عاد حازم للقصر هو الأخر ليبدل ثيابه ويحضر زوجته فتفاجئ بعدم وجودها، حمل هاتفه وشرع بالأتصال بها والقلق ينهش قلبه بعدما تركها منذ الصباح فكانت فى حالة لا بأس بها...

أغلق هاتفه حينما رأى حمزة يدلف من باب القصر حاملها بين ذراعيه، تقدم منه بستغراب أنقلب لرعب حينما وجدها فاقدة الوعي فحملها منه سريعاً قائلاٍ بلهفة: فى أيه؟
ناوله إياها ثم جلس على المقعد بصمت يتأهب ليخبر أخيه بهذا الخبر السار، حاول حازم أفاقتها فأستجابت له بضعف ليخرج صوتها الواهن: أيه الا حصل؟
جذبها لأحصانه بلهفة وخوف قائلاٍ بهمس: الحمد لله..

ثم أخرجها لتعدل من حجابها حينما رأت حمزة يجلس لجوارهم وبسمة المكر تحتل وجهه، حازم بلهفة: قولي فى أيه؟
جذب الفاكهة قائلاٍ بتسلية: أنا رجعت لقيت المدام مغمي عليها فخدتها لأقرب مستشفي وأتضح الأمر الخطير..
أرتجفت قائلة بخوف: أمر أيه؟
تناول ثمرة الفاكهة بتسلية ليلكمه حازم بغضب: ما تنطق الله..
رمقه بنظرة تسلية: الحلويات الأول..
جذبه حازم قائلاٍ بجدية: حمزة أنطق أن قلبي فى رجلي..

إبتسم قائلاٍ بفرحة: هتبقى أب أن شاء الله...
تسلل الفرح لقلب رهف فغمرتها السعادة أما حازم فساقه الخوف من حديث الطبيب نعم يعلم بأن راتيل من تسببت بقتل هذا الطفل ولكن ماذا لو كان كلام الطبيب الصائب؟، أسئلة كثيرة دارت به ولكنه قطعها ببسمة هادئة وحضن دافي لها ليصعد للأعلى ويبدل ثيابه بشرود ويتوجه معها ومع شقيقه لزفاف أصدقائه..

علت الأنوار الحي والموسيقي الشعبية فوقف فزاع بالأسفل جوار طلعت بأنتظارهم ليهبط أحمد أولا ببذلته السوداء الأنيقة التى لمعت عيناه لحرافية ولجواره عبد الرحمن بطالته الأكثر من جذابة لينضم لهم النمر بعدما حطم للوسامة عناونين...
فزاع بأبتسامة لا تليق سوى به: ألف مبروك وربنا يتمم عليكم بخير...
أدهم بأبتسامة هادئة: الله يبارك فيك...

طلعت بهدوء: يالا يا واد عمي نطلع للرجالة بره وهما هيجبوا العرايس ويحصلونا..
وبالفعل خرج طلعت وفزاع للخارج وتوجه الشباب بسيارتهم لأحضار الفتيات...
تميلات السيارات على الدفوف الصادحة بالأرجاء حتى أستقرت أمام المكان المنشود فهبط كلا منهم بعدما أنضمت لهم سيارات زين وحازم وحمزة فصعدوا جميعاً لأستقبال العروس..

تطلع أدهم لهم بستغراب حينما وجد الأربع يقفون أمامهم بغطاء يحجب عنهم رؤية الوجوه، وقف كلا منهم بحيرة من أمره فأقترب أدهم منهم ليبتسم بمكر حينما رأى يد معشوقته تفرك على الأخري بتوتر كعادتها حينما يقترب منها ليرفع عنها الستار فأختراقت ملامحها أسوار قلبه فأبتسم بعشق وأعجاب وقدم لها يديه ليهبط للأسفل بها، بينما تقدم أحمد منها بنجاح فهو يميز وقفتها عن الجميع وكذلك فعل زين وعبد الرحمن المبهور بجمال حوريته المميز...

تحركت السيارات للمصور فصعد كلا منهم للأعلى ليلتقط لهم أجمل الصور لكل ثنائي منفرد وزاد الجمال بصور جماعية لهم...
هبطوا للسيارات فتوقفت حينما شرعت المزمار بالعزف أمام السيارات بجو أستعراضي مميز أحبه الفهد كثيراً فلم تكن فكرة زين بهينة حيث أشاد بها الجميع...

زفت السيارات وهم لجوارها حتى وصلت للفرقة الشعبية التى أستقبلتهم بالدق على الدفوف والطبول ليهبط من السيارة الأولى زين وهمس فوقف لجوارهم الشباب حاملين فروع الورد الأبيض لتبدأ نغمات الفرقة بالبدأ، لتعلو الزغاريد بأستقبال الثنائي الأخر أدهم وجيانا وأحمد وياسمين وأخيراً عبد الرحمن وصابرين..

زفوا بالورود حتى صعدوا المنصة فجلسوا بفرحة يتراقبون أعضاء الفرقة حينما شرعوا بالفقرات ليعلو الزفاف نغمة هادئة فيُطلب منهم الهبوط لمشاركة بالرقص الهادئ فترنحت كلا منهم بين يدي معشوقها، نظرات تقابل فيض من العشق وهمسات تنقل لهم بحرافية بشوق للقاء...
رفعت عيناها لتتقابل مع عين النمر فبدت علامات التوتر عليها ليبتسم بخفة: خلاص مش هبصلك تاني الناس هتاخد بالها منك..

أخفت بسمتها بنظرات خجلها وأستكانت بين ذراعيه..
أما أحمد فكان يتودد لها بفرحة قائلا بعشق: مش مصدق نفسي يا نااس حد يقرصني طيب..
تعالت ضحكاتها ليغمرها بقبلة على جبنيها لتغزو الخجل قسمات وجهها ويرمقه يوسف بغضب مردداً بهمس سمعه حمزة وضياء وفهد: شوفت الواد مش محترم وجودنا..
تعالت ضحكات حمزة قائلاٍ بستغراب: وأنت شاغل نفسك بيه ليه!، مراته والنهاردة فرحهم يوم فرحك اعمل ما بدالك.

تطلع على من تقف مقابل له بجوار غادة والفتيات قائلاٍ بعشق وهيام: هعمل! دانا هعمل وأعمل وأعمل كمان.
جذبه ضياء بغضب: عينك يا خفيف..
لم يتمالك حمزة ذاته فخر ضاحكاً ليرمقهم فهد بنظرة غاضبة ثم تركهم وأنضم لعمر وسليم قبل أن يفتك بهم...
كان يقف لجوارها ساكناً فجذبته ببسمة هادئة: مالك يا حازم؟
رسم البسمة سريعاً قائلا بعشق: ممكن بحبك
إبتسمت قائلة بخجل: على فكرة احنا برة البيت.

أحتضن يدها قائلا بسخرية: هو الحب له وقت معين!
تاهت بعيناه فأستندت برأسها على كتفيه قائلة بعشق: بحبك يا حازم ونفسي ربنا يرضيني بولد شكلك...
أغلق عيناه بقوة قائلا بصدق يتابعه: مش أكتر مني يا قلب حازم...

بداخل العصوف كانت تتميل بصمت مغلقة عيناها بقوة كأنها تلتمس حقيقة وجوده لجوارها تميل معها بصمت قطعه بأبتسامة: سرحانة فى أيه؟
إبتسمت بتلقائية: مش مصدقة أني خلاص هكون معاك يا عبد الرحمن...
تطلع لها بعشق: ربنا يقدرني وأسعدك يا صافي..

إبتسمت ووضعت عيناها أرضاً بخجل أما لجوارهم فكانت تتميل معه بطريقة مختلفة فزين مختلف عن الجميع لم ينشئ بحارة شعبية فكان يتحرك بحرافية بعض الشيء، لم يخجل من أحد وتأمل عيناها بعشق ختمه حينما همس لها قائلاٍ بترنيمة خاصة: بعشقك يا همس..
وقبل أن تسنح لها الفرصة بالخجل حملها وطاف بها بسعادة وسط دهشة الجميع..

طلب مسؤال الصوت أن يرفع كل عريس يد العروس للأعلى ففعلوا جميعاً مثلما طلب لتصدح النغمات الشعبي الأرجاء وتطوف بهم سحر خاص ليتميل كلا منهم ممسكاً يد عروسه وسط الزغاريد وصفقات الجميع، تحركت معه ببطئ وهى تراقب حركاته الرجولية بالرقص الشعبي ببسمة خجلة ليرفع يدها حتى تتحرك معه فكانت ياسمين بغاية سعادتها، أما النمر فرفع يدها عالياً وباليد الأخرى يتحرك بخفة ليبدى رقصٍ رجولي زاد من وسامته وصنع له حاجبٍ خاص...

أرتقى الحفل برقص كل ثنائي خاص لتطوف النظرات والغمزات بينهم ليحيل بهم بعد فترة طلب مسؤال الصوت أنضمام الأهل لهم فأنضم لهم والدتهم بسعادة بعد أن قبلت كلا منهم إبنها وإبنتها بسرور، جذبت مكة يد أدهم لتتحرك معه بسعادة فقط أذرع السيدات تتحرك فقط جسدهم ثابت فتلك العادات محكمة على الجميع ومن قبلهم الوقار والخوف من الله سبحانه وتعالى، فمنزل طلعت المنياوي نسائه تحفظن رجولة أزواجهن فلا تفعلن أيه تصرف قد يكون عرضة لهم..

أنضم لمكة وأدهم ضياء فتميل معهم بسعادة خاصة بعد أن جذب أبيه ليتحرك معهم، طافت كل عائلة بالعرسان لينضم فهد وعمر لزين ليعلو صوت مسؤال الأيقاع بعد دقائق طويلة بأخلاء الساحة للشباب وبالفعل تم ذلك ليتميل جميعهم بسعادة بأنضمام حازم وسليم لتعلو الأجواء سعادة، أخرج يوسف القداحة فصاح به حمزة قائلاٍ بخوف: بلاش يا يوسف.

لم يستمع له وشعل الفتيل ليعلو أصوات سبيهها بالأنفجار بالزفاف لتتعالى صرخات الفتيات بفزع فرمقه النمر وعبد الرحمن بنظرات وعيد، تعالت ضحكات عمر قائلاٍ بسخرية: أعتبره مات
سليم بغضب: يستهل
صفى الحفل بالمزمار ليحمل كلا منهم العصا وتعلو الزغاريد وسط رقصهم الصعيدي وبسمة صغيرة تملأ وجه فزاع وطلعت ليكتسح كلا منهم بطالته الخاصة وخاصة النمر وحازم وزين حينما تعالت المشدة بينهم وبين عبد الرحمن وأحمد وفهد...

أنتهى عزف المزمار فصعد كلا منهم لعروسه ليستريح قليلاً، لجوارهم كانت تقف غادة بحزن غير عابئة لفرحة العالم بأكمله فأقتربت منها بنات خالتها تحاول جاهدة لمعرفة أخر تطورات علاقتها بضياء لتستنج غادة بأنهم يريدون الأيقاع بينهم بشتى الطرق ولكن لن تسمح بذلك...

أشار يوسف لضياء بغمزة فأبتسم وتقدم من مسؤال الأيقاع ليرفع الصوت بتحية يوسف المنياوي وضياء المنياوي بتهنئة للعرسان ومن ثم تلونت وجوه أحمد وعبد الرحمن والنمر بالغضب حينما صدحت أغنية مافيا بالزفاف ليغمز لهم ضياء ويوسف ويتميل كلا منهم على الأيقاع تحت ضحكات زين وحازم وفهد المكبوتة..

توعد كلا منهم لهم بالمزيد من المحبة بعد الأنتهاء من الزفاف فأخفي طلعت بسمته على وجوه أحفاده البادي عليهم الخوف بأيقاظ ما مرأ...
جذب يوسف شقيقته من جوار أحمد لتزداد حمرة الغضب فأشار له عبد الرحمن بأبتسامة شماتة: أخوها...
غمز فهد لزين بمكر فجذب يد صابرين وهبط للساحة فغضب ليرمقه فهد بسخرية: أخوها..
نهض أحمد هو الأخر قائلا بمرح: ما بدهاش بقا...
وتوجه لجيانا ليسحبها من بين براثين النمر...

تميلت كل عروس مع شقيقها بفرحة ودموع تلمع بشتياق ليهبط عبد الرحمن وينضم لياسمين ويوسف فتأملتهم كل أم بدموع غير مصدقة لما يحدث لرؤية بناتها عرائس وأبنائها...
جذبت مكة يد غادة لتسحبها لأنحاء الزفاف لتضع يدها بيد ضياء وتتميل معهم ولكن سحبت يدها من يديه سريعاً وكادت بالرحيل فجذبها ضياء ورقص معها بأبتسامة تزين وجهه لتشعل جمرات الحقد بقلوب بنات الخالة الخبيثة..

صعد فهد وجلس لجوار النمر قائلا بأبتسامة هادئة: مبارك يا نمر كدا مهمتنا أنتهت نرجع بقا الصعيد ونشوف أمورنا..
تطلع له بثبات: لسه مش عايز تقولي عملت أيه؟
رفع يديه على كتفيه بأبتسامته الوسيمة: متشغلش بالك يا إبن عمي دا أحسن يوم فى حياتك ومسيرنا هنتكلم كتير، لازم أمشي دلوقتي عشان ألحق أرجع الصعيد قبل بكرا الصبح راوية تعبانه ولازم أكون جانبها..

أشار له بتفهم فبادله السلام ليغادر الفهد وسليم معه بينما تبقى عمر وكبير الدهاشنة...
أنتهى الزفاف بعد ثلاث ساعات متوصلة ما بين الرقص وبين فقرات ترفيهية ليصعد كلا من المافيا الثلاث للأعلى بينما غادر زين بسيارته المزينة بفروع الورد المنيرة للمنزل بعد أن ودعت والدته صابرين على وعد اللقاء بها بالغد...

عادت رهف مع حازم وحمزة للقصر فصعدت الدرج وأتابعها حازم ليوقفه حمزة بحرج: ممكن ثواني يا حازم.
توقف وأستدار له بتعجب فأبتسمت رهف قائلة بتفهم: طب هطلع أريح فوق..
أشار لها حازم وهبط ليجلس جوار أخيه قائلاٍ بستغراب: فى أيه؟
خرج عن صمتٍ طال لثواني: عايزك تيجي معايا بكرا عشان نطلب أيد حنين.
إبتسم حازم بفرحة فعلم الآن بأن أخيه يعشق حقاً بعدما أتخذ تلك الخطوة الهامة.

بعد ساعات من أنتهاء الزفاف..
بشقة أحمد...
كان ينتظرها بالخارج بنفاذ صبر فطرق باب الغرفة قائلا بهدوء: مش معقول كل دا بتغيري هدومك! طب على الأقل اديني بيجامة ألبسها بدل مأنا متكتف بالبدلة كدا!.

كبتت ضحكاتها وفتحت الباب لتلقى له الملابس سريعاً وتغلق مجدداً فأبتسم لعلمه الآن بمشاكستها، حمل الثياب وتوجه للحمام فأغتسل وأبدل ثيابه ثم توجه ليطرق مجدداً ولكن تبك المرة بخبث ليخبرها بحاجته للمنشفة فأخرجت أحداهما وكادت بألقائها ولكن تلك المرة وقعت بشباكه بعدما جذبها للخارج ليجدها ترتدي أسدال ابيض اللون إبتسم قائلاٍ بمكر: متحاوليش تتذاكي عليا تاني..

خجلت من قربه منها فتراجعت ليبتسم ويفرش سجاد الصلاة قائلاٍ ببسمة هادئة: يالا نصلي..
وبالفعل صلى بها أمامٍ لتدلف معه عالم محفور بنقاء بصلاتها وعاشق بترنيماته الخاصة ليقصر شوق الطفولي بختام زواجه منها فأصبحت ملكٍ له...

بشقة عبد الرحمن...
أنهى صلاته وأستدار لها ليجدها تطول بسجدتها ثم أنهت هى الأخرى صلاتها فرفع يديه وردد دعاء الزواج ومن ثم قال بأبتسامة هادئة: مبروك يا قلبي..
إبتسمت وعيناها تتأمله بعشق: الله يبارك فيك
أقترب منها ليمسك بيديها قائلاٍ بعشق: قوليلي نفسك فى أيه؟
إبتسمت بألم قائلة بدمع يلحقها: مش عايزة غيرك يا عبد الرحمن..
طافت كلماتها قلبه فجذبها بين أحضانه لتصبح زوجته بفيض من الرحمة والمحبة والعشق..

أما بشقة النمر...
جلس مقابل لها بعد أن أنهوا صلاتهم يبتسم بمكر وهو يراها تتحاشي النظر إليه وتفرك بيدها بأرتباك يكاد يفتك بها، جلس جوارها فتلون وجهها بشدة حتى كادت أن تقتل فرفع يديه على يدها يفرق كلتهما عن الأخري ومن ثم رفع وجهها لتقابل وجهه، نظراته تجبرها على اللقاء بنظرات النمر المرسومة بفوج من الحشائش الخضراء، رفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بأبتسامة لا تليق سوى به: ليه دايماً مش بتحبي تبصيلي؟

تلون وجهها فحاولت الهرب ولكن هيهات يتمسك بها جيداً ويقربها منه قائلاٍ بجدية وعشق: مش عارف أرتباكك دا خجل ولت خوف بس أنا هكسر كل دا يا جيانا...
تاهت بعيناه ليخطفها بعشق ببحور النمر الخاصة لتصبح زوجة له بمسمى مقولة العشق الخاصة...

بفيلا زين..
جلسوا يتناولان الطعام بجو مشحون من الضحك والمرح بعد أن أنهوا الصلاة الخاصة بهم فتعمد زين قضاء وقت مثلما كان يقضيه معها، تعالت ضحكاتها بعدم تناثر معجون الطماطم على قميصه الأبيض دون عمد منها فعلت الضحكات ليرمقها بنظرة غاضبة قائلاٍ بوعيد: بقى كدا!.
رفعت يدها تشير له بصعوبة بالحديث: لا مقصدتش و...

قطعت باقي كلماتها بصراخ حينما جذب الزجاجة الأخري وقذفها بها لتصرخ هى الأخري فحاولت أن تبعده عنها ولكن تقابلت العينان وربما القلوب وربما حلت الترنيمة الخاصة بهم ليحملها بين ذراعيه وصعد لغرفتهم لتصبح زوجة له...
عشق طاف الأمد وحطم خطوط الأقدار، لم يعنيه سواء بالقصور أم بحارة شعبية بسيطة فالنهاية موحدة من كأس العشق الطواف، ولكن مازال هناك سؤالا يطرح ذاته هل أنتهى الشر؟ أم مازال له أوصال؟!.

وأن كان ينبت بخفيان فهل سيتمكن كل عاشق بصنع درعاً خاص لحمايتة معشوقته؟!


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:53 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع والعشرون

نهضت عن الفراش بأبتسامة رسمت بعشق حينما رأته يجلس على سجادة الصلاة ويرفع يديه بشهادة أن لا إله الا الله محمداً رسول الله، بقيت تتراقبه بعشقٍ ينبع بعيناها بعد تذكر ليلة الأمس الحاملة لطوفان من الحنان، أنهى عبد الرحمن صلاته ثم نهض يرتب سجادة الصلاة على المقعد المجاور له ليجدها تجلس ونظراتها تراقبه، أقترب منها بأبتسامته الساحرة قائلاٍ بغضب مصطنع: لأول مرة تفوتني صلاة الفجر بسببك..

تطلعت له بستغراب: بسببي أنا!
ضيق عيناه بمكر ثم كشف عن ساعديه قائلاٍ بثبات مخادع: فين فطاري؟
بقيت ساكنة لهفوات تتمكن بها أستيعاب ما تفوه به ليكمل هو بخبث: فى مصر الراجل بيصحى من نومه يلاقى الفطار جاهز على التربيزة واضح كدا أن فايتك كتير...
بدى الخوف يتسرب لها فقالت بأرتباك: بس أنا مش بعرف أطبخ..
إبتسم قائلاٍ بمكر: تتعلمي..
أغلقت عيناها كمحاولة للتفكير ثم قالت: من مين؟!.

رفع يديه يعدل من قميصه بغرور: أكيد مني طبعاً..
إبتسمت قائلة بحماس: أنت بتعرف تطبخ..
رمقها بنظرة مطولة فأنهاها بأن عقد ساعديه أمام صدره العريض قائلاٍ بصوتٍ شبه ساخر: أي شاب مصري أصيل دخل الجيش هيكون عنده الأمتياز دا...
سحبت الغطاء بلطف ثم أقتربت لتقف أمام عيناه قائلة بحماس: أكيد هكون غبية لو ضيعت فرصة زي دي!.

رُسمت على وجهه أحتراف الوسامة الخاص به لتجعلها تتورد خجلاً فربما كانت قدماها الأسرع بتقبل الأمر لتتراجع بأرتباك وعيناها متصنمة بين جفون عيناه، نظرات، همسات، تتودد لها فتجعلها هالكة لا محالة، أخفى إبتسامة الخبث الخاص به وتابع تقدمه بخطاه الثابت حتى حاصرها بين ذراعيه والحائط، أنحنى برأسه قليلاٍ ليهمس بمكر: الفرص كتيرة، والأيام أكتر منها..

أغلقت عيناها بقوة وتوتر يفوقه من صوته اللافح لوجهها ليكمل بعدم جذبها لتقف على أطراف قدميه: يمكن وعودي ليكِ تكون غير كافية بالتعبير بس الا أتمنى تعرفيه أني لو فى عمري دقايق بس أتأكدي أني مش هتردد ثواني عشان أقضياهم معاكِ...

أختبأت بين أحضانه بخجل وإبتسامة تنقل تردد القلب بالخفقان أم يلوذ بالتوقف فينتعي عذاب قربه الغامض، إبتسم عبد الرحمن وهو يعيد خصلات شعرها خلف أذنيها ليحملها بلطف حتى تشاركه أعداد الطعام...

بمنزل أحمد ..
أفاقت من نومها تسعل بشدة ففتحت عيناها تبحث عنه بخوف من رؤية الضباب الأسود المحاط بها، خرجت من الغرفة سريعاً قائلة بخوف: أحمد، أحمد...
عادت نوبة السعال أكثر لتجده يخرج من المطبخ قائلاٍ بفخر: صباح الخير يا قلبي...
لم تستطيع الحديث فقط تسعل بقوة ليسرع بأحضار المياه لها قائلاٍ بأبتسامة واسعة: حضرتك فطار ملوكي...

صعقت مما أستمعت إليه فولجت معه للداخل لتتصنم محلها حينما رات المطبخ بحالة لا يرثي لها وعلى الطاولة المخصصة للطعام قطعتين من الباذنجان المحروق والبيض الأسود بفعل ما حدث بالداخل فبترت الكلمات لتصبح بلا رجعة و نظرات كافيلة ببث ما بداخلها تجاهه ولكن ما عليها فعله؟!..
رفع يديه يعبث بخصلات شعره المتمردة على عيناه قائلاٍ بحرج: دا الا عرفت أعمله...

حاولت كثيراً أن تظل ثابتة وبالكاد أستطاعت ليخرج صوتها الحنون ببسمة صادقة: كفايا أنك فكرت بس تعملي أكل دي لوحدها أسعدتتي أوي...
بقى كما هو يتأمل عيناها بعشق، خصلات شعرها البنية بعدما تركتها بحرية فهو الآن نصفها الخاص، حلم يحاول أستيعابها ليجذبها برفق لتجلس على المقعد ويجذب الأخر ليجلس أمامها محتضناً يدها بين يديه: هعيش حياتي كلها أحاول أسعدك بس..

رفعت عيناها له بعدم تصديق لكلمات سلسلت من ماس، بقيت هكذا طويلاٍ ليخرج صوتها المرتبك: بجد يا أحمد؟
رفع يديه ببسمة تتحل وجهه بنجاح قائلاٍ بهمس: بجد يا قلب أحمد..
هنا صيحات القلب تعالت بالهتفات فأقترب منها كالمهوس لينغمر وجهها بحمرة الخجل فأسرعت بالوقوف لتتحدث بلهفة وهى تعيد خصلات شعرها بأرتباك: طيب أنا هنضف المطبخ وأعمل فطار تاني...

لمعت عيناه بالمكر ليرسم بسمة بسيطة وهو يجذب الأطباق: معنديش مانع أساعدك..
صاحت بسخرية غامضة: لاا كتر ألف خيرك أنا الا هعمل الأكل..
لم يتمالك زمام أموره فتعالت ضحكاته الرجولية الفتاكة قائلاٍ بصعوبة: عندك حق بعد الا عملته متدخلنيش المطبخ 20 سنه..
ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر: أنا يا ستي هقف ساكت مش هعمل حاجة...
رمقته بنظرات شك فكبت ضحكاته وحمل الأطباق قائلاٍ بعد تفكير: أمممم ممكن أغسل الأطباق أنا..

وبالفعل ولج للمطبخ وشرع بتنظيف الأطباق بصعوبة لا بأس بها وهى مازالت متصنمة محلها لتسرع إليه...
أغلقت ياسمين الصنبور قائلة بتردد: لا يا أحمد أنا هغسل وهعمل كل حاجة..
وجذبت المقعد قائلة بهدوء: أقعد أنت بس وأنا هظبط الدنيا..
رفع يديه على معصمها قائلاٍ بثبات لعلمه ما يجول بخاطرها: بلاش تفكير رجعي يا ياسمين، الرسول صلي الله عليه وسلم..
قاطعته سريعاً: عليه أفضل الصلاة والسلام..

باشر حديثه: كان بيساعد زوجاته دا مش شيء خاطئ او عيب بالعكس أنك تخدي رسول الله قضوة ليكِ فدا بيزيد من رجولة الراجل مش بيقللها!..
ثم إبتسم بمرح: ثم أني مش هساعدك على طول أنا ماشي بمبدأ الا عمل حاجة يشيل حمولها وأنا الا خربت الدنيا هنا، وجذب الأطباق قائلاٍ بغرور مصطنع: متقلقيش مش هكسر حاجة..
إبتسمت بسعادة وشرعت بأعداد الطعام تاركت عيناها تختطف نظراتٍ فائضة بالعشق له...

ولجت المطبخ بخجل ووجهاً متورد بشدة تحاول أن تبقى أطول وقت ممكن بالداخل فربما ستحظي بدقائق النجأة بعيداً عنه، جلست على المقعد تتذكر نظراته، كلماته، همساته، فشعرت بأنها على وشك الأنضمام لعداد الأموات، حتى وجهها لم تشعر بنيران الخجل تنبعث منه كالبركان...

زفرت جيانا بغضب وهى تحاول أن يترك القلب تذكره فتحظى بالسكينة لوهلات، وزعت نظراتها بالمكان قليلاٍ فأبتسمت لتوصلها لحلاٍ يرضيها لتسرع بحمل الأطباق النظيفة لتعيد ترتبيهم من جديد فحينها سيترك القلب ذكراه، لا تعلم بأنه أنغمس بالأوصال!..

أستند بجسده الرياضي على الحائط، مربعاً يديه أمام صدره ببسمة زادت من ثباته أضعافٍ وعينٍ تشبه لقبه كثيراً فتجعله مزيج خاص بين الحدة والغموض، بين الآمان والخوف، الغضب والهدوء، ربما من يقف أمامه يقسم بأنه يرى شفرات غامضة يصعب معرفة رموزها، نعم هكذا هو النمر!..

كفت يدها عن تنظيف الأطباق وتخشبت قدماها محلها لينبض القلب بقوة كمن يلاحق الفرار من شبحٍ ما ؛ لترفع عيناها بصدمة أن تستدير فلماذا عليها ذلك وقلبها يشعر بوجوده؟!، رائحة عطره الخاص كافيلة بأخبارها بأنه بالمكان ذاته!..
إبتلعت ريقها بأرتباك فجاهدت أن تستدير ولكن بقيت كما هى لتسرع بفتح الصنبور وتكمل ما بداته حتى تهرب من حالتها المزرية...

لوي فمه بسخرية على ما تفعله حوريته فأستقام بوقفته وأقترب منها بضعة خطوات لتنسال البرودة جسدها والنيران وجهها بأنٍ واحد!.
بقي قريباً منها ليخرج صوته الساخر: ممكن أعرف بتعملي أيه؟.
إبتلعت ريقها بأرتباك وهى تجاهد بالحديث: زي مأنت شايف بنضف المطبخ...

رفع يديه يحك جبهته كمحاولة للتحكم بذاته لينهي ما به حينما جذبها سريعاً لتبقي أمام عيناه الهالكة قائلاٍ بثبات بعد فترة من الصمت: الا شايفه أنك بتحاولي تهربي مني..

رفعت عيناها بصعوبة فحاولت سحبهما بشتي الطرق التى باتت بالفشل، بقيت أمامه ساكنة تتطلع له بشرود، عيناها متعلقة به، طالت اللحظات بالتأمل، ثواني، دقائق وربما لساعات، تعمد البقاء ثابتٍ فهو أيضاً يرغب التطلع لعيناها الساحرة مثلما ترغب هي بتأمله، رأي بنهاية الأمر فرصة عظيمة للتحدث معها فربما سيتمكن من توضيح الأمر لها!..

رفع أدهم أطراف أنامله على وجهها ليقربها إليها فيعاونها على العودة لأرض واقعه، صعقت بشدة حينما أفاقت على حقبقة تأمله فحاولت كالمعتاد الفرار ولكن تلك المرة لم تتمكن حينما قال بهدوء: عايزك جانبي على طول يا جيانا..
ضيقت عيناها بستغراب: بس أنا جانبك!.

إبتسم بخبث فحملها بين ذراعيه وهى بصدمة من أمرها ليخرج بها لطاولة الطعام بالخارج فجلس على المقعد ليجذبها على قدميه قائلاٍ بنظرات تفيضها وسخرية تلحقه: جانبي!، أعتقد أجابة مخادعة، أنتِ على طول بتحاولي تهربي مني كأني شبح هيقبض روحك!.
تسلل الغضب لوجهها لتزفر بتلقائية غاضبة: هعملك أيه يعني مأنت الا كل شوية تبصيلي وأنا بتوتر من نظراتك وعي...

بترت كلماتها حينما رأت بسمة جانبية تطوف بوجهه لتفق على ما تفوهت به ليقترب بوجهه هامساً بخبث: مالها نظراتي؟، كملي..
تلون وجهها كثيراً فلم تجد سوى الأختباء بداخل أحضانه لتتعال ضحكاته فجذب الشطائر ليطعمها بذاته وهى بين ذراعيه تتمسك به بخجل...

بفيلا زين ...
فتحت عيناها بأبتسامة رقيقة لتجد الفراش فارغ، أستندت بجسدها على الوسادة لتفتح عيناها ببطئ فترة تلك الكلمات المحفلة على ورقة صغيرة مطوية لجورها...
جذبت همس الورقة بلهفة لتجد كلماته تزينها بعشق..
بأنتظارك تحت متتأخريش.

إبتسمت بهيام لتنهض سريعاً عن فراشها وتركض للنافذة بلهفة لتراه يقف بالحديقة يرتب الطاولة، رفع وجهه للأعلي ليجد حوريته تزين شرفة غرفته، خلع عنه نظارته السوداء بنظرة مطولة لها تلك الفاتنة التي تنجح بأسر قلبه على الدوام...
أشارت له بسعادة ثم ولجت تستعد للهبوط بينما أكتفي هو بتراقبها بعشق حتى صارت أمام عيناه...
همس بأبتسامة مرحة: صباح الخير...

جذب المقعد مشيراً لها بالجلوس: صباح النور والجمال على أجمل همس بالدنيا..
جلست على المقعد فأعاده للأمام قائلة بخجل كل دا ليا..
جلس مقابل لها قائلاٍ بغرور مصطنع: متفكريش أن تجربة الجزيرة هتتعاد!، أنا هنا ليا برستيجي بين الخدم...
كبتت ضحكاتها ليكمل بغمزة عيناه الزرقاء: أكتفيت برص الأطباق بس عشان عيونك..

تعالت ضحكاتها ليصفن بها فتابعت الحديث المرح وهو بعالم أخر لم يستمع لكلماتها فقط يتابع عيناها ليقطع حديثها بكلماته: بحبك..
إبتسمت بخجل وسحبت عيناها لتلهي ذاتها بتناول الطعام فأبتسم وترك مقعده ليجلس جوارها قائلاٍ بمكر: بتأكلي من غيري؟

جذبت الطعام وقربته منه فتراقبها قليلاٍ وهى تطلع له بستغراب فظنت أن الطعام لا يروقه ولكنها تفاجئت به يجذب الطعام من الملعقة ليضعه بين يديها ويتناول طعامه بنظرات تطوف بها لتجعلها كحبات الكرز الحمراء، جذبت يدها سريعاً بأرتباك ليبتسم بأنتصار قائلاٍ بمكر: مش بحب أكل بالشوكة..
رمقته بنظرات نارية وجذبت الأخري ليجذبها منها قائلاٍ بخبث: ولا المعلقة...
ضيقت عيناها بضيق قائلة بسخرية: أمال سياتك بتأكل بأيه؟!.

أقترب منها ليطبع قبلة رقيقة على يدها قائلاٍ بخبث: سيادتي معنديش مانع أكل من النهاردة من أيدك أنتِ..
تجمدت نظراتها فرسمت بسمة هادئة على وجهها وهى تتأمله، سحبت يدها سريعاً حينما أقتربت منه الخادمة لتناوله الهاتف بأحد العملاء...
جذب زين الهاتف قائلاٍ بثبات بعد سماعه ما قاله: أنت عارف كويس أني مش بتناقش أمور الشغل غير بالشركة...
حدد معاد مع السكرتيرة ونشوف موضوعك..

وأغلق الهاتف ثم أستدار قائلاٍ بلطف: ها كنا بنقول أيه؟
زمجرت بدلال: العملاء مش قادرين يستغنوا عنك ولا أيه؟
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث: بين كدا معرفش مستعجلين على أيه مأنا رجعلهم بعد بكرا!
تطلعت له بصدمة وجدية: أيه دا أنت راجع الشغل بعد بكرا؟

رفع عيناه لها بهدوء: أيوا يا همس لازم أرجع بعد بكرا الشركة أنتِ عارفة أننا دخلنا من رمضان على أجازة العيد وبعدها على الفرح والشغل بالفترة الأخيرة كان في أهمال عالي، وأدهم كان معايا بكل ظرف لكن مهما كان لازم أتابع شغلي بنفسي..
إبتسمت بتفهم: ربنا يعينك يا حبيبي
جذبها لأحضانه قائلاٍ بعشق: ويخليكي ليا يا همستي...
أبتعدت عنه بنظرات نارية لتتعالي ضحكاته ليستكمل مشاكسته مجدداً..

بقصر حازم السيوفي ..
هبطت رهف للأسفل تبحث عنه بضيق حتى أستقرت عيناها عليه، أقتربت منه بتذمر حينما أستمعت لضحكاته المرتفعه مع شقيقه..
حمزة بسخرية: ليك حق تضحك ياعم مأنا الا لساني مقصوص منه حتة..
حازم بمحاولة مميتة للثبات: شكلك كان مسخرة بجد
وعاد لنوبة الضحك مجدداً ليبتسم حمزة بخبث: أضحك أضحك بين كدا اليوم هيتقلب عليك..

وأشار بعيناه تجاه رهف التى تقترب منهم ليرفع حازم عيناه عليها قائلاٍ ببعض الخوف: هو في أيه؟
تعال المكر عيناه ليجذب جاكيته ويتوجه للخروج قائلاٍ بسخرية: أستلقى وعدك بقى..
واستدار قائلاٍ بتذكر: ما تنساش معادنا بليل مع أبو حنين..
رمقه بضيق فجذب الجريدة لتستقر بين عين حمزة ليصرخ بغضب: أه يا غبي..

فتح عيناه ليجد وجهاً لا ينذر بالخير ليشرع بالهرب من أمامه، أقتربت منه رهف بغضب: ممكن أفهم أيه أخرة الا بتعمله دا؟
أستقام بجلسته قائلاٍ بجدية: أيه الا عملته؟
نهضت عن المقعد بضيق: أنت فاهمني كويس يا حازم..
ترك الطاولة وتوجه ليقف أمام مياه المسبح قائلاٍ بضيق: يوووه أنا بجد معتش فاهمك! بقيتي بتعشقي المشاكل بدون أسباب
لمعت عيناها بالدموع فأقتربت لتقف أمامه قائلة بمجاهدة للحديث: أنت مش مبسوط بالحمل صح؟

تطلع لها بصمت قليل ثم قال بغضب: أنتِ أتجننتي يا رهف
قاطعته بحدة: أتجننت عشان قولت الحقيقة!
دي مش حقيقة دا كلام فارغ وجنون..
قالها بصراخ بعدما جذب جاكيته هو الأخر ولحق بأخيه تاركها بصدمة من أمره لتهوى دمعاتها ببطئ لا تعلم بأنه بصراع بين ما أخبره به الطبيب وما فعلته راتيل فلا يعلم ما حدث لها بفعلها أم أن حديث الطبيب صائب!.

عالت الزغاريد وأصوات السيارات بالحارة فخرجت النساء لترى ماذا هناك؟، فأذا بشاحنات تحمل الطعام والبسكويت للعرائس، توقفن أمام المنزل فحملت النساء الأغراض للأعلى وتلحقها الأخري بالزغاريد ليستقبلهم أدهم وجيانا بعدما تألقت بجلباب منزلي بسيط التصميم وحجابها الفضي الرقيق فأحتضنتها والدتها بسعادة...

ولجت غادة للمطبخ مع والدتها لتعد الاغراض ومن ثم تضع البسكويت والشوكلا والبتفور لأستقبال الرجال والنساء بالخارج أما ريهام فجذبت إبنتها برفق وولجت معها للداخل كالمعتاد بين الطبقات البسيطة...

صعدت عائلة ياسمين للأعلى هى الأخري فكانت كل عائلة تجتمع بمنزل العروس بينما صعد الحاج طلعت المنياوي وأبنائه الثلاث لعبد الرحمن ليكون عزوة وسند لصابرين ولكن كانت المفاجآة للجميع بحضور والدة زين لتحتضنها بحنان وتخبرها بأنها الآن أماً لها...

حل أسارير الليل بأقصوصات عشقٍ خاص تكتمل بنبوع القلوب وتوحد الأرواح لتظل ساكناً وأمانٍ...

بقصر حازم السيوفي..
ألتزمت غرفتها ورفضت الذهاب معهم ولكن مع رجاء حمزة لها هبطت للأسفل وعيناها تتحاشي النظر له فتمزق قلبه وحاول كثيراً التحدث معها ولكنها تركته وصعدت بسيارة حمزة...
لحق بهم بغضب لما فعلته فلم يرتكب معها أي خطأ، يكبت خوفه بداخله ولن يصرح لها، لم يعد يعلم ما عليه فعله سوى زيارة الطبيب ليقص عليه ما حدث ويعلم ما عليه فعله؟.

توقفت السيارات أمام منزل بسيط للغاية فصعد حمزة ورهف للأعلي ولحق بهم حازم...
نظراتها بالأعلي كانت تراقبه، دمعاتها تلحقها بغموض، أفكار تزوج بها لبئر عميق مظلم لتغفل عن عشقه وترى به مساوامة لما فعله لوالدها...

جلست حنين على الفراش بدموع لتردد بداخلها بكسرة: يارب أنت الا عالم وشاهد على حالي، حمداك وشكرة افضالك عليا بس جوايا هموم بتقتلني وبتحاول تستدرجني للغلط، مش عارفة موفقتي على الجوازة دي كانت صح ولا لا بس الا أعرفه أن محدش بيعمل حاجة بدون مقابل وأنا مقدرش أدفع المقابل دا بمعصيتك عشان كدا وفقت على الجواز منه حتى ولو عرفي...

هوى الدمع بلا توقف فتلك الحمقاء بترت عقلها ودعت الهواجس تحتله بنجاح فظنت أنه يود الزواج بها بالسر لا تعلم أنه يعشقها حد الجنون!.
ولجت شقيقتها تهرول إليها بسعادة: حنين العريس جيه بره وبابا بيقولك قدمي الشربات..
حمدت الله كثيراً على أرائها للنقاب، الستر العظيم لها، فربما هو سرها الكتوم ليحبس دمعاتها وآنينها...
أشارت لها بهدوء فخرجت الفتاة وتوجهت حنين للمطبخ لتحمل الأكواب وتخطو ببطئ للداخل...

إبتسمت لها رهف بسعادة وحملت عنها الأكواب لتجذبها بفرحة لتجلس لجوارها، تبادلت معها الحديث والأخري تجيب بثبات يكبت بالحزن..
تعجب حمزة من هدوئها ولكن لا عليها فتلك اللحظات تبيح للفتيات الخجل...
إبتسم حازم قائلاٍ بهدوء: أزيك يا حنين..
رفعت عيناها له بأبتسامة ثابتة: الحمد لله..

أكمل حديثه: أتمنى تكوني بخير دايماً، عموماً أنا مش هلاقي لحمزة أفضل منك وأتمنى أكون ليكِ أخ دا لو مش هيضيقك وأهو بالمرة تشتكي لي لو الحيوان دا عمل فيكِ حاجة..
تطلع له بغضب: ما تصلي على النبي ياخويا فى أيه؟، ثم تطلع لرهف قائلاٍ بحدة: شوفي جوزك يا رهف..
رفعت يدها على كتفي حنين بمرح: ميخصنيش غير حنون...
إبتسمت لها فتطلع حازم لوالدها بجدية: كدا يا عمي مش فاضل غير موافقة حضرتك على معاد الفرح..

إبتسم الرجل ذو الخمسون من عمره قائلاٍ بحرج والله يابني المعاد قريب جداً وأنا مش هلحق أخلص ا...
قاطعه حمزة بلهفة: بس أنا مش عايز حاجة يا عمي الفيلا جاهزة من كله، عايز بس موافقة حضرتك عشان أرتب القاعة ودعوات المعازيم...

إبتسم الرجل وأبدى موافقته بينما كانت حنين بحالة لا يرثي لها بين الصدمة والحزن، حزن لرؤية والدها منكسر والصدمة بحديث حمزة عن الزفاف والدعوات فعلمت بأنه يعد لها زفافٍ كبيراً، ولكن هل ستزيح أفكارها عنه؟!.

تعالت الضحكات بشقة النمر بعدما هبط عبد الرحمن وزوجته وأحمد وياسمين للأسفل فأقترب عبد الرحمن من ياسمين مقبلا جبهتها ويقدم لها المال: ألف مبروك يا قلبي..
تناولت منه المال بتعجب: بس أنت كمان عريس..
رمقها بنظرة ساخرة: هأخد فلوس مثلا!، انتوا الا بتقفشوا ثم أني لو مكنتش عريس كنت هحضر معاهم الصبحية وأديكِ نقطتك فى أيدك..
أبتسمت بسعادة وأحتضنته قائلة بفرحة: ربنا يخليك ليا يارب..
على الجانب الأخر..

خجلت صابرين كثيراً حينما قدم لها أدهم المال وأخبرها بأنها شقيقته فتناولت منه المال بفرحة أما جيانا فكانت سعادتها لا توصف بعدما تناولت المال من أحمد ولكن تعالت ضحكاتها حينما رأته غاضبٍ ونظراته تعيق عبد الرحمن فأسرع ليحيل بينهم قائلاٍ بغضب: مش قولتلك متحضنهاش تاني؟!
تعمد أن يحتضنها مجدداً قائلاٍ بمكر: ودا يضيقك فى أيه؟.
جذبه بالقوة قائلاٍ بسخرية: دا شيء يخصني أنت تنفذ الا اقوله وبس..

تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بتسلية: وحضرتك بتحضن جيانا ليه؟
أجابه بغضب: لأنها أختي يا خفيف
جحظ عيناه بخبث: وياسمين أخاي يا خفيف..
وأحتضنها مجدداً لتعلو المشاكسات بينهم من جديد تحت نظرات النمر الساكن ليقطع بؤرة الصمت والثبات قائلاٍ وعيناه تطوف بهم: بره..
عبد الرحمن بصدمة: نعم!
أجابه ومازال يجلس بمحله: ما بكررش كلامي كتير..

آبتلع احمد ريقه بصعوبة لعلمه بعناد عبد الرحمن فجذبه قائلاٍ بخوف ؛ تعال نطلع نكمل شكلنا بره أنت متعرفش ممكن يعمل أيه؟
أجابه بغير مبالة: هيعمل أيه يعني؟
حمله أحمد وهرول للخارج لتلحق بهم صابرين وياسمين بضحكات مرتفعة، وتبقت هى تتأمله بخجل وإبتسامة تعلو وجهها فأقترب منها لتتراجع للخلف مجدداً بخجل فأبتسم بعدم تصديق على عدم قدرته على نزع أرتباكها الزائد..

بمكانٍ أخر مظلم بعض الشيء، ومعبئ بالدخان الصاعد من المحرمات كان يجلس على المقعد يرتشف ما حرمه الله بتلذذ وأسفل المقعد كان يجلس أحد رجاله يحرص على أشعال الجمرات ليتنفسه اللعين بتلذذ غير عابئ بمحرمات أنهاها عنها الله سبحانه وتعالي...
رفع الرجل عيناه له قائلاٍ بتردد: الا متأخذنيش يعني يا معلم شايفك هادئ كدا وسايب العيال دي من غير ما تعلم عليهم!.

نفس الدخان من فمه بأبتسامة لعينة قائلاٍ بسخرية: وأنت من أمتى بتفهم عشان تعرف المعلم آسلام السلاموني بيفكر فى أيه؟..
آبتسم قائلاٍ بغمزة عيناه الحاملة للشرور: طول عمرنا ما نفهمش دماغ المعلم بس نحب نعرف برضو..
نهض إسلام السلاموني عن مقعده ليقترب من الشرفة قائلاٍ بغضب مميت: الواد دا ملوش كبير يكسره كنت فاكر أما جده يعرف هيتصرف معاه لكن واضح كدا أنه زي قلته..
لحق به الرجل قائلاٍ بعصبية: يبقى نخلص عليه..

قاطعه بوعيد يلمع بعيناه: ودي برضو مش سهلة
صرخ الشاب بجنون: يعني ايه هنسيبه كدا؟!.
ضم معصمه بقوة والمكر يلمع بعيناه: مش بقولك غبي، الواد دا عشان يتربى صح لأزم نستغل نقطة ضعفه ساعتها ممكن يتكسر ويعرف هو أتحدى مين؟
الشاب بأهتمام: الا هي؟
أكتفى ببسمة بسيطة توحى بالهلاك ومصير مختوم ليتنزع قلب نبض بعنف لأجلها لأجل من تربعت على عرش قلب النمر ولكن كيف سيواجه تلك العاصفة؟!.

آنين قوي سيعصف به حينها ربما سيتبين له مفهوم العجز المخيف ليصنع منه وحشاً ثائر لن يقوى أحداً على إيقافه ليرى ذلك الأحمق الذي ظن بأن ما فعله سيقضي به عليه ليرى بعيناه قوة النمر!..


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:54 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثامن والعشرون

أنقضت الأيام سريعاً ليعود كلاٍ منهم لحياته السابقة بأمراً من طلعت المنياوي ..
بشقة النمر ..
فتح عيناه على صوت الهاتف المنضبط على المعاد المحدد لعمله فنهض عن الفراش ببطئ ظناً بأنها مازالت غافلة بعد ولكن تفاجئ بعدم وجودها لجواره، عبث بعيناه قليلاٍ ثم تخلى عن الفراش وتوجه للخروج عابثاً بخصلات شعره المتمردة على عيناه بحرافية، ولج للحمام المجاور للغرفة ليغتسل فخرج بعد قليل يبحث عنها بفضول...

ساقته قدماه للمطبخ فوقف يتأملها تعد الفطور بنشاط وسعادة نابعة من القلب بأبتسامته الجانبية الفتاكة، وضعت الأطباق على المائدة ثم قالت بصوتٍ خافت ونظرة أعجاب: كدا تمام..

وأستدارت بأبتسامتها الواسعة حتى تتوجه لتيقظه ولكن ربما صدمة خجلها كانت الأسرع إليها!، وقفت محلها تتأمله بصدمة غمرتها بحمرة الخجل حينما رأته يقف أمامها عاري الصدر فقط يرتدي المنشفة القطنية على خصره، يتأملها بنظرة متفحصة، مستنداً على الحائط بثبات تاركاً بسمته تخترق حاجز صمته المحفل..
جاهدت للحديث قائلة بأرتباك: الفطار جاهز..

تخل عن ثباته ببضع خطوات ثابتة ليقف أمامها قائلاٍ بهدوء: مكنش في داعي تعذبي نفسك..
نجحت بالتهرب من عيناه قائلة بأبتسامة هادئة: فين التعب؟، يالا ألبس هدومك على ما أعملك الشاي..
وبالفعل شرعت بأعداده سريعاً لتكون بعيداً عنه قدر ما أستطاعت...

جذبت الوعاء وعبأته بالمياه لتسرع بأشعال النيران فأستدارت لتشهق فزعاً حينما رأته أمام عيناها لا يفصلهم سوى ممر الهواء الغير ملموس، بقيت كما هى تتأمله بأستسلام فتراجعت تلقائياً للخلف ولكن تلك المرة ستفتك بحياتها!، تمسك بها جيداً قبل أن ينسكب الوعاء بالمياه على جسدها فطالت نظراته بها على ما تفعله من جنون ليقطعها بهمسٍ ساخر: لحد أمته هتفضلي كدا!.

تطلعت لفمه وهو يتحرك بالحديث ولكن ما تستطيع أن تفهم ما يقول فعالمه الخاص مجرد من الكلمات، خرجت عنها الكلمات وعيناها تنغمس بنظراته المحلالة: هاا...
إبتسم مشيراً بعيناه بعدم الفائدة من تلك الفتاة ثم قال مشيراً لها: هو فى حد هنا غيرنا؟
أجابته بستغراب: لا ليه؟!.
أعاد تلك الخصلة المتمردة على سحر عيناه قائلاٍ بثبات بعدما أغلق الشعلة: طب ليه عاملة الكمية دي كلها ناوية توزعي على الحارة كلها شاي بالمجان!.

هنا تدرجت أمرها فتطلعت للوعاء تارة ولعيناه الحاملة بالمكر تارة أخري ؛ فدفشته بعيداً عنها قائلة بغضب: والله مش عيب أوزع على الناس شاي لكن العيب هو خروجك كدا وأنت عارف ومتأكد أن معاك ناس هنا وأ...

بترت كلماتها بصدمة حينما أستمعت لصوت ضحكاته المرتفعة لأول مرة!، جحظت عيناها فهي تراه فقط مبتسماً بسمة بسيطة فلأول مرة تستمع لصوت ضحكاته!، يا الله أيريد بها الهلاك وقد حاوطتها!، أيريد بها الجنون وقد طاف بها!، ماذا يريد بعد!، الا يكفي عشقه حد الجنون!.

تأملته بزهول أزداد بالعشق له فكم زادته البسمة وسامة أما هو فتحدث بصعوبة: معاكِ حق، وعاد لموجة الضحك مجدداً قائلاٍ بثبات جاهد التحلى به: بس أوعدك أني هأخد بالي من تصرفاتي بعد كدا...
ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر: بس متحلميش بأكتر من كدا..
رمقته بصدمة فتباعدت عنه سريعاً ليرفع يديه ويحاصرها، تطلعت ليديه المحاصرة لها يساراً واليد الأخري قائلة بأرتباك: هتتأخر على شغلك على فكرة..

ضيق عيناه بمكر: تفتكري حجة مقنعة للنمر؟
إبتسمت بخجل: لا بس أنا عارفة أن النمر مواعيده منضبطة جداً ومينفعش يعني يكسر قوانينه بالأخر!، ولا أيه؟
رسمت البسمة على وجهه فرفع يديه بطريقة مسلية: ذكاء غير متوقع أبهرتيني الصراحه..
تعالت ضحكاتها بسعادة فجذب قطعة الفاكهة يتناولها ثم ترك المطبخ بعد أن غمز لها بمكر لتكمل أعداد الشاي بأبتسامة حالمة به..

هبط على الدرج سريعاً ليقف على صوتها المناجي له: أحمد..
أستدار وهو يرتب حقيبته بأنشغال: ايوا يا حبيبتي..
لحقت به قائلة بأبتسامة رقيقة: نسيت دا..
وقدمت له الهاتف فأبتسم قائلاٍ بهيام: يعني أصح الصبح القي هدومي مكوية والفطار جاهز لا وكمان أخده بالك من حاجاتي..
وصعد الدرجتين الفاصلة بينها وبينه لتبقى أمام عيناه: طب بذمتك مش كدا كتير عليا؟.

إبتسمت بخجل وعيناها تتوزع على شقة النمر وعلى الدرج المودي لشقة أخيها: مفيش حاجه كتيرة عليك يا حبيبي..
رفع حقيبته بصراخ: حبيبي!، الله أكبر بعد أسبوعين جواز اشهد أن لا إله الا الله..
: فرحان بخيبتك!.
كانت كلمة عبد الرحمن الساخرة بعدما هبط الدرج ليستمع لحديث أحمد، كبتت ياسمين ضحكاتها بينما تلونت عيناه بالغضب: خيبة مين يالا؟

رفع عبد الرحمن عيناه الساحرة لأعلي الدرج قائلاٍ بسخرية: هو فى حد غيرك هنا يابو حميد!.
خرج النمر هو الأخر ليجد المعركة على وشك البدأ ؛ فاقترب منهم قائلاٍ بثبات: خير على الصبح..
رمقه أحمد بضيق: مفيش يا نمر..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بمكر: الوقتي مفيش عشان ميعرفش بالخيبة الا أنت فيها بس ولا يهمك صاحبك موجود..
صاح أدهم بغضب: أنجز أنت وهو على الصبح..

إبتسم عبد الرحمن بغرور: أنا أقولك الحيوان الا جانبك دا عامل أحتفال وتعظيمات على السلم عشان زوجته المبجلة بتقوله يا حبيبي!، ما بالك بقا من التوقعات التانيه!.
صعق احمد فجاهد للحديث ولكن نظرات أدهم لياسمين جعلتها تنصاع له وتنسحب للداخل بصمت..
أحمد بهدوء: أوعى تفهمني غلط الواد دا وقسمن بالله مش هيرتاح غير لما نخسر بعض..

بقي ثابتٍ كما هو ليخرج صوته الساخر: من الواضح كدا أن انت الا خسرت كل حاجة، يعني من فترة الخطوبة لحد الآن عايشلي دنجوان وحالياً أتضح كل حاجه على حقيقتها..
صاح عبد الرحمن بتأييد: أيوا كله باااان..
أستدار بوجهه قليلاٍ: أخرس أنت..
أرتدى نظارته بحرج: حاضر..
أحمد بشماته: شوفت الأحترام للي زيك نعمة كبيرة..
أدهم بسخرية: ما بلاش أنت يا معلم الجميع كيف هو العشق؟!.

تعالت ضحكات عبد الرحمن فلكمه أحمد قائلاٍ بغضب: يعني دا جزاتي أني مقدر أن أختك بتتحرج من الكلام وبعدين ياخويا أنا بفضل الله سمعت النهاردة حبيبي فمتفائل أن بأذن الله هسمع المزيد غداً..
وحمل الحقيبة ثم غادر رامقاً إياهم بنظرة نارية، أغلق عبد الرحمن فمه بصعوبة: الواد أتجنن..

تطلع له أدهم ليشير له بتأكيد فأرتدى نظارته السوداء وغادر هو الأخر بعد أن رومقه بنظرة غاضبة، إبتلع عبد الرحمن ريقه وهو يتأمل الدرج بأرتباك: أنتوا سايبني ورايحين فين خدوني معاكم أتاخرت على المستشفي...
وهرول عبد الرحمن خلفهم للأسفل ليتوجه كلا منهم لعمله.

بمنزل الحاج طلعت المنياوي ...
كانت تعد الطعام مع زوجات أعمامها بشرود بكلمات ضياء القاتلة لها، تحاول الحديث معه ولكن تنتهي محاولاتها بالفشل...
ولجت مكة للداخل قائلة بستغراب: أنتوا لسه بتحضروا الفطار!.
إبتسمت سلوي قائلة بفرحة: أيوا يا حبيبتي بنعمل فطار ملوكي كدا النهاردة يوم نزول العرايس خلاص هيشاركونا كل حاجه الاكل والسهرة وكله يالا روحي نديلهم علي ما نحط الأكل بره..

مكة بحرج: بس الوقت بدري أوي ممكن يكونوا نايمين لسه..
إبتسمت ريهام قائلة بتفاهم: متقلقيش يا لوكه عبد الرحمن وأدهم وأحمد نزلوا النهاردة الشغل يعني البنات لوحديهم..
إبتسمت وهى تركض بمشاكسة: مش تقولي من بدري..
تعالت ضحكات نجلاء على جنون إبنتها المعتاد فأشارت لغادة بستغراب: روحي معها يا غادة..
حملت الأطباق ببسمة مصطنعه: لا يا مرات عمي أنا هحضر معاكم الأكل..

وخرجت غادة لتتطلع ريهام لنجلاء بحزن فقد أخبرتها منذ قليل بشعورها بأن هناك شيئاً ما يحتجز قلب إبنتها...
هرولت مكة للخارج بعدما أرتدت جلبابها الفضفاض لتراه يصعد الدرج حاملاً الأغراض التي طلبتها منه والدته فتطلع لها بستغراب: رايحه فين يا مكة؟
تلون وجهها بشدة فحينما ينطق أسمها تشعر برعشة باردة تسري بأنحاء جسدها. أستدارت قائلة وعيناها أرضاً: هروح أنادي للبنات عشان الفطار..

إبتسم يوسف وهو يتأمل خجلها: متتأخريش..
اكتفت باشارة بسيطة له ثم غادرت بينما ظل هو محله يتأملها بنظرة تحمل للغرام منابع وللعشق هوس، أطبق عيناه عنها قائلاٍ بهمسٍ حزين لما فعله فلم يغض بصره كما أمره الله سبحانه وتعالى: أنت عالم يارب أني عايزاها زوجة ليا ادام الكل...

وزفر بضيق لما بداخله فحمل الأكياس وأكمل الدرج للأعلي ولكن تخشبت قدماه حينما أنتهى الدرج بطلعت المنياوي ، وقفته المهيبة، عماته البيضاء المنيرة، عصاه التى تزيد من وقاره وتصنع هاجس بالقلوب مثلما صنعت بقلب يوسف الذي إبتلع ريقه برعب وأكمل طريقه للأعلي ليقف أمامه قائلاٍ بتوتر بعدما قبل يديه: صباح الخير يا جدو..
لم ينتظر أجابته وتوجه للولوج سريعاً ولكنه توقف على صوته الحازم: يوسف..

تمالك ذاته وأستدار قائلاٍ بخوف: نعم.
ضيق عيناه بتفحص قائلاٍ بثبات: هتستلم شغلك أمته أمال؟
أجابه بأرتباك: بعد بكرا يا جدي..
هز رأسه وعيناه كالنسر ليستدير ويتوجه بهبوط الدرج قائلاٍ دون النظر له: خطوبتك على بت عمك السبوع الجاي جهز حالك..
وغادر طلعت المنياوي تاركه بصدمة كبيرة أستحقت تخشب قدماه وبسمته الكبيرة...
بالداخل..

وضعت الأطباق على الطاولة الكبيرة بهدوء وحزن يخيم عليها فأستدارت للتوجه للمطبخ بعد أن أنتهت من وضعهم ولكن كانت المفاجآة حليفتها حينما وجدته يهبط أخر الدرجات ليكون بالأسفل أمام عيناها..

بقيت محلها تتأمله بنظرات أعتادت منه على الألم، نقلت له بنظرتها القاتمة كم أعتاد القلب على قسوته وأتهامه لها، نظرة القت به لجحيم من النيران وأزدادت حينما تركته وغادرت دون الحديث كالمعتاد لها!، أقترب ضياء من الطاولة وعيناه عليها وهى تغادر للمطبخ بصمت لتحل الدهشة ملامح وجهه فبقي كالمتصنم فكان يتوقع محاولتها بالحديث معه كالمعتاد ولكن تلك المرة باتت توقعاته بالفشل..

كاد أن يجن من التفكير ولكن ذاك المتصنم لفت أنتباهه فخرج ليتوجه إليه بستغراب: يوسف!.
رفع عيناه له قائلاٍ بصوت منخفض: جدك وافق..
ضيق عيناه بستغراب: على أيه؟!.
صاح بصراخ: علي جوازي من أختك..
فزع ضياء فدفشه بغضب: قطعت خلفي الله يجحمك، ثم أعتدل بوقفته قائلاٍ بسخرية: عارف خسارة فيك الدعوات الا هدعيها عليك يكفي الا هيجرالك بعد الموافقة لأول خطوات العذاب وأبقي أفتكر فرحتك دي وقول الله يرحمها..

وتركه وغادر ليصعق الأخر قائلاٍ بستغراب: أتجنن ولا ايه؟، مش مهم المهم الوقتي افرح ماما...
وحمل الأغراض وهرول للداخل سريعاً..

بشركة زين...
ولج أدهم للداخل قائلاٍ بغضب: هو أنا لحقت عشان تبعتلي، أنا لسه واصل من دقايق!.
رمقه زين بنظرة مطولة ثم صاح بسخرية: طبعاً وأنت هتحس أزاي بالكارثة الا أنا فيها مأنت مقضي أسابيع بعيد عن الشركة ومشاكلها...
جلس على المقعد المقابل له واضعاً قدميه فوق الأخري بتعالي مصطنع: دي غيرة بقى؟

كبت ضحكاته قائلاٍ بسخرية: سميها زي ما تحب ولو ممكن يعني نخلينا فى الكارثة دي الأول وبعدين نشوف موضوع غيرتك دي..
ضيق النمر عيناه بأهتمام: كارثة أيه؟.
وضع أمامه عدد من الأوراق قائلاٍ بغضب: أول مرة حد يتجرأ ويستغفل زين المهدي!.
جذب أدهم الأوراق من أمامه وتأملها بصمتٍ وثبات على عكس زين الغاضب: هموت وأعرف أزاي قدروا يستغفلوني كل المدة دي؟.

وضع أدهم الأوراق بهدوء وألتزم الصمت فجن جنون زين لينهض عن مقعده ويتوجه ليجلس أمامه قائلاٍ بغضب: هو حضرتك مش معانا ولا أيه بقولك الشركة دي أستغفلتنا وأنت قاعد بمنتهي البرود كدا!.
ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بثبات: معلوماتك مش صحيحه..
صاح بضيق: نعم؟

أشار له النمر قائلاٍ بثقة: لو بحثت كويس هتلاقي أنها معتش لها وجود يعني بالعربي كدا من وجهة نظرك استغفال لزين المهدي لكن من وجهة نظري كانت الضربة القاضية على عثمان وعلامة حمرا فى السوق عشان تكون عبرة لأي حد ممكن يتهاون مع شركاتك..
تطلع له بزهول ثم قال بستغراب: أنت تقصد ايه؟ وأيه دخل الشركة دي بعثمان الكلب!.

إبتسم النمر قائلاٍ بثبات: الشركة دي كانت نقطة ضعف عثمان أو بالمعني الأصح أنا الا عملتها نقطة ضعفه بعد ما أظهرتها ادامه بالوقت الا كان بأشد الحاجة للي يشغل أسهامه الموقوفة وفي نفس الوقت الشركة دي حابت كالعادة تعمل مصالح ليها من ورا الطرق الأخر وهنا بقى كانت نهايتهم الأتنين...
همس زين بصدمة: يعني أنت كنت على علم بكل دا من الأول!.
أشار له بتأكيد: بالظبط كدا..

تطلع له زين بزهول ثم صاح بأعجاب: يأبن ال...
قطعه بنظرة حادة فكبت كلماته بضحكات صدحت بأرجاء المكتب بأكمله لتقطع حديثهم دلوف السكرتيرة تعلن عن أنتظار حازم السيوفي فشرع له زين بالولوج الفوري..
ولج للداخل قائلاٍ بضحكته الرجولية: أيه دا النمر هنا تبقى كملت..
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بسخرية: وهى بتكمل غير بيه ياخويا تعال تعال.

وبالفعل جلس على المقعد المقابل لهم فرمقهم النمر بنظرات غاضبة: أنا بقول أقوم اشوف شغلي أحسن ما أسمع لتعليقاتكم السخفية وممكن ساعتها أفقد أعصابي عليكم..
جذبه حازم بأبتسامة هادئة: لا خليك يا أدهم عايزك..
جلس يتطلع له بجدية فالآن صارت بينهم كالسهام ليتطلع له زين وأدهم بجدية تامة، أخرج حازم بطاقات الدعوة والقلق ينهش ملامحه قائلاٍ بهدوء: الفرح بعد بكرا..
زين بستغراب: تاني مش كان أتلغي وكل حي راح لحاله؟.

أجابه بحزن وقلق: فعلا دا الا حصل لكن أتفاجئت بحمزة بيجهز للفرح وأنا مش عارف ماله من البداية ولا أعرف السبب الا خالاه يلغي الفرح ويرجع يحدده من جديد بجد معتش قادر أفكر..
أدهم بهدوء: متشغلش دماغك بالتفكير يا حازم هو أكيد راجع قراره وشاف حاجه أنت مش شايفها..

زفر بضيق: بس على الأقل أفهم ليه بعد ما نتفق مع الراجل على الفرح الا بعد يومين القيه بيلغي كل حاجة ورافض يتكلم والنهاردة القيه بيديني بطاقات الدعوة! أكيد يعني هيكون عندي فضول أعرف ايه الا بيحصل مع أخويااا؟.
رفع زين يديه على كتفيه: مفيش حاجه تستدعي قلقك يا حازم وبعدين حمزة مش صغير يعني..
إبتسم ادهم قائلاٍ بمكر: ننسى بقى الكلام دا ونستعد عندنا فرح ولا أيه؟

لم يتمالك زين وحازم التماسك فأنفجر كلا منهم من الضحك لفهم ما يود النمر قوله.

بشقة جيانا..

أنتهت ترتيب الشقة فجذبت قميصه المتسخ لتضعه بالمغسالة ولكن توقفت يديها عن فعل ذلك فرفعته لوجهها لتغلق عيناها بعشق وهى تستنشق عبيره العطر، أبتسمت بسعادة فعطره يجعلها بهالة خاصة به يصعب عليها الخروج منه، أنتفضت حينما قرع جرس المنزل فوضعت القميص من يدها سريعاً بخجل كأنها ترتكب جرمٍ ما وأسرعت لحجابها لتري من؟، فأذا بمكة تدلف للداخل قائلة بفرحة: يالا يا حلوة عشان نرجع نفطر مع بعض من جديد..

تعالت ضحكاتها بمرح: انا كنت لسه هلبس وأنزل...
أشارت لها بفرحة: طيب البسي يالا على ما اروح اشوف سوسو..
اشارت لها فغادرت للشقة جوارها وبدأت جيانا بارتداء ملابسها لجلباب منزلي فضفاض وحجاب رقيق يليق بملامحها الهادئة..

بمنزل ياسمين..
صاحت بغضب: يعني أنا جاية اناديلك تدبييني فى تنضيف الشقة!.
تعالت ضحكات ياسمين بمكر: وأيه يعني ما تساعديني يا مكة الاخوات لبعضها ياستي واكيد فى يوم هتتجوزي وهتلاقيني بردلك الجميلة..
رمقتها بنظرة شك: أما نشوف ياختي انجزي بس وخلصي المطبخ خالينا نمشي..
قرع الجرس فأبتسمت قائلة بسعادة: اكيد جيانا اهي تساعد برضو..

رمقتها مكة بغضب: أنتِ واخدنا اعتقال ولا أيه ياختي اطلعلي هاتي صابرين بالمرة!.
إبتسمت بغرور: اكيد طبعاً عملتها، لسه مكلمها قبل ما تدخلي وقالت أنها بتلبس ونازلة..
وبالفعل ولجت صابرين خلف جيانا فتطلعت لها بستغراب: ليه لبسة لبس خروج يا صافي؟
إبتسمت صابرين بأرتباك: أصلي، يعني، كنت...
صاحت مكة بضيق: ما تنجزي ياما الكلام مش مجمع ولا ايه؟

ياسمين بغضب: ماهي بتتكلم أهي أخرسي أنتِ بس، ثم تطلعت لها قائلة بمكر: كملي كملي..
وزعت نظراتها بينهم ثم قالت بحزن: أنا خايفة على عبد الرحمن..
مكة بسخرية: خايفة على مين ياختي؟.
لكمتها ياسمين بقوة ثم قالت بأبتسامة واسعة: كملي يا قلبي سيبك منها..
كبتت جيانا ضحكاتها فأكملت صابرين بغضب: أتريقي وأنتِ وهي براحتك بس أنا مش هقعد كدا وأسيبه للبنات تخطفه مني..
جيانا بصدمة: هتخطفه منك أزاي؟!.

جلست على الأريكة قائلة بضيق: عبد الرحمن مز ويتخاف عليه أنا شوفت بعيوني الدكتورة الا هناك دي كانت هتأكله بعيونها عشان كدا هروحله مهو لازم الكل يعرف أنه متجوز
تطلعت ياسمين لجيانا ثم تعالت ضحكاتهم بعدم تصديق لترمقها مكة بنظراتٍ متخشبة...
جاهدت ياسمين بالحديث: عبد الرحمن أخويا معتش هيكون مز بالنسبالك بعد الا قولتيه مش بعيد لو شافك هناك يعلقك مكانك..

تعالت ضحكات جيانا قائلة بمرح: صابرين انا عارفة أنك عشتي فترة طويلة بره مصر بس حالياً لازم تتأقلمي على نظامنا هنا.
تطلعت لها بغضب: نظام أيه كل دا عشان عايزة أروح لجوزي؟!.
جذبت مكة ياسمين وجيانا بالقوة ليسقطوا معاً على الأريكة قائلة بأبتسامة واسعة: سيبولي الطالعة دي..
ثم أقتربت منها قائلة بسخرية: حضرتك عايزة تروحيله الشغل، أمممم، وفاكرة أن الموضوع عادي، أمممم..

صاحت بصراخ: أنا أمي قعدت 33سنة متعرفش مكان الشغل بتاع أبويا المكان نفسه بسس تيجي أنتِ ببساطة كدا وتقولي هروحله!.
إبتسمت بغرور: مأنا ياما روحتله كتير.
ياسمين بصدمة: نهار أسوح
مكة بصدمة هى الأخري: دا بين الموضوع كبير ومحتاج تعميق وتحاليل وموال يطول شرحه..
رفعت جيانا هاتفها قائلة بأبتسامة هادئة: غادة بتستعجلنا ننزل نفطر وبليل نشوف موضوعك أيه؟.

جذبتها ياسمين للداخل: تعالي ألبسي أيه عباية بيتي من عندي أصل عبد الرحمن لو شافك كدا هيخدك معاه المستشفي كل يوم..
إبتسمت بسعادة: بجد
ياسمين بتأكيد: أه أمال المريض الا عنده كسور مميتة هيوده فين؟!.
حل الرعب ملامح وجهها فأتبعتها بصمت وسط ضحكات جيانا ومكة.

بقصر حازم السيوفي ..
وقفت بالشرفة بملل فوقعت عيناها علي حمزة يجلس بالأسفل بحزن شديد، هبطت رهف للأسفل ثم أقتربت منه قائلة بهدوء: عارفة أني ماليش أسالك مالك بس أنت أعتبرتني أختك والأخت مستحيل تشوف أخوها كدا وتسكت!
رفع عيناه السوداء ليراها أمامه فأبتسم بألم: هتصدقيني لو قولتلك أني معرفش مالي؟

تطلعت له بستغراب ليكمل بآنين يتابعه: كل الا أعرفه أني مجروح أوي وحاسس أن قلبي بينزف من جوا يمكن لو عرفت أيه سبب ألمي كنت أرتاحت..
جلست لجواره مع تحفظ المسافة بينهما قائلة بثبات: حنين الا مزعلك يا حمزة؟
إبتسم بسخرية: حنين ضحية يا رهف، ضحية لشخص عاش حياته كلها غلط فى غلط أكيد يعني مش هتأخد عني فكرة غير أني وش لشيطان لعين..
هنا علمت ما به فأسترسلت بالحديث: عشان كدا لغيت الفرح ورجعت حددته تاني؟.

أستدار بوجهه لها لتبرز الآلآم بداخل عيناه: محبتش أشوف فى عيونها أتهامات كتيرة ليا عشان كدا بعدت لكن أكتشفت أن الحل دا بيقضي عليا أنا عشان كدا رجعت وطلبت أيدها من جديد..
قاطعته بهدوء: بس كدا غلط يا حمزة أنت بتضيعها كدا من أيدك..
إبتسم بتأييد: عارف وعارف كمان أني بأكدلها كدا أفكارها عني بس غصب عني يا رهف صدقيني غصب عني..

تألم قلبها لأجله فهو لها أخٍ لم تنجبه والدتها لتهوى دمعة خائنة من عيناها أزاحتها مسرعة حينما رأت معشوقها يقترب منهم.
حازم بأبتسامة هادئة لا تليق سوى به: يا مساء الجمال واضح كدا أني محظوظ عشان ألحق القعدة دي..
أكتفى حمزة بأبتسامة بسيطة لينهض عن الأريكة قائلاٍ بمرح مصطنع: لا للأسف مش محظوظ لأني كنت قايم أصلا..

وتركه وتوجه للداخل بأبتسامة مرح ليبادله حازم إبتسامة حزن فجلس جوارها يتأمله وهو يغيب عن عيناه ليتطلع لها بأهتمام: قالك زعلان ليه؟.
رفعت عيناها له بأرتباك: لا..
ضيق عيناه بتفحص: مش مضطره تكدبي عليا يا رهف..
زفرت بملل فلم تتمكن يوماً من خداعه: قالي يا حازم بس مقدرش أقولك مأخدتش على كدا.
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بعشق: وأنا مقدر دا وبعتذر، أنتِ عارفة أد أيه انا مشغول عليه..

أبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه قائلة بهمس: ولا يهمك هو بخير زي ما شوفت
إبتسم بخبث: طب ممكن تسمحيلي أطمن على إبني.
ضيقت عيناها بعدم فهم حتي أستوعبت ما يقول حينما أنحني برأسه ليستمع حركاته فأبتسمت بخجل...
إبتعد عنها قائلاٍ بحزن: مسمعتش حاجه..
تعالت ضحكاتها بسخرية: هو لسه أتكون عشان تسمع حاجه!.
رمقها بنظرة مطولة ثم قبل جبينها بعشق: ربنا يكملك على خير يا قلبي ويسعدني بشوفتك أنتِ وهو بخير..

زمجرت بضيق: أنا معتش فاهماك يا حازم شوية تكون حزين وشوية تكون مبسوط بجد أحترت بأمرك!.
تطلع لها بجدية ثم قال بحزن: كان غصب عني يا رهف أول حمل ليكِ الدكتور قالي كلام خوفني جداً حتي بعد الا راتيل قالتله فضلت قلقان ومطمنتش غير لما قعدت معاه تاني وكشف عليكِ..
ثم أحتضنها قائلاٍ بخوف: مكنتش هتحمل لو عرفت انك بخطر تاني..
شددت من أحتضانه بأبتسامة عاشقة ودمع يلمع بسعادة له..

بمنزل طلعت المنياوي..
بعد تناول الفطور وقفت كلا منهم تعد طعام الغداء المفضل لزوجها بحب وفرحة فلم ترغب نجلاء بمنعهم من ذلك فاليوم ستعدان الطعام لأول مرة لهم فحرصن النساء على الطهي لهم طوال الفترة الماضية حيث تناوب الجميع الأدوار كالجدة والخالة وغيرها، وقفت صابرين جوار سلوي وهى تعد الطعام لعبد الرحمن تتعلم منها بسعادة وفضول لصنعها بمفردها...

أنقضي اليوم سريعاً فعاد كلا منهم للمنزل بعد يوماً شاق، جلس ادهم ولجواره عبد الرحمن ومن ثم لحق بهم أحمد قائلاٍ بتعب: النهاردة كان يوم متعب أوي بس بفضل الله كسبت القضية.
يوسف بأبتسامة واسعة: فين الساقع بقا يا خفيف..
ضياء بمكر: الساقع عليك ياخويا مش عريس
عبد الرحمن بضيق: مش عارف جدي وافق ازاي يدي مكة للحيوان دا؟!.
أحمد بتأكيد: أه وقسمن بالله نفسي أروحله وأترجاه يغير رأيه بس يالا قدر ومكتوب.

تعالت ضحكاتهم بسعادة وتبقى النمر ثابتٍ يراقب حوريته وهى تقترب منه حاملة للطعام فأسرع إليها وحمله عنها قائلاٍ بهمس لها: أيه الجمال دا..
وضعت عيناها أرضاً وبدت الحمرة تكسو وجهها فأبتسم بمكر ليضع ما بيديه على الطاولة...
خرجت ياسمين وصابرين أيضاً فتطلع لهم عبد الرحمن بستغراب: أيه دا كل واحد هيأكل لوحده ولا أيه؟

تعالت ضحكة نجلاء وهى تضع المياه قائلة بحنان: كل واحد مراته صممت تعمله الأكل بنفسها أحنا عندنا أغلي منكم.
إبتسم عبد الرحمن وجلس على الطاولة فوضعت صابرين أمامه الطعام، أما أحمد فهرول للطاولة قائلاٍ بحماس: ها يا سوسو عملتيلي ايه؟
ثم صاح بسعادة: ايه داا المكرونة الا بحبها لا كدا بقى نجبلك هدية..
إبتسمت بسعادة فجذبها بخفة: أقعدي كلي معايا..

تطلعت لأدهم وعبد الرحمن بخجل فابتسم عبد الرحمن بمكر: خلاص أقعدي يا صابرين أنتِ كمان..
جلست لجواره وتناولت بخفة فأشار أدهم لجيانا بعيناه لتجلس جواره وعيناها أرضاً فأقترب منها هامساً بخبث: لو مأكلتيش هأكلك أنا بأيدي ومش هيهمني حد..
ما ان أنهي كلماته حتى تناولت طعامها بنهم فأبتسم قائلاٍ بمكر: بعشقك وأنت خزيان كدا..

رمقته بنظرة محتقنة فغمز لها بعيناه، أما صابرين فجذبت يديه لينحني لها فهمست بخجل: مش أنا الا عملت الأكل..
إبتسم بعشق: عارف وقولتلك هعلمك كل حاجه فى وقتي الفاضي وماما كمان موجودة..
رسم البسمة على وجهها فقالت بخجل: نفسي اتعلم عشان اطبخلك بنفسي..
تطلع لها بهيام: لمستك على الأكل كفايا..
خجلت للغاية فتناولت الطعام كمحاولة للهرب منه..

بفيلا زين
صف سيارته بأهمال وصعد للأعلى يبحث عنها بعيناه ولكن لم تقع على حوريته الفتاكة، صعد لغرفته بستغراب فعزم أمره على أن يبدل ثيابه أولا ثم يشرع بالبحث عنها...
خلع قميصه ثم فتح الخزانة ليصعق حينما تنخلع المياه على وجهه وجسده باكمله ففتح عيناه الزرقاء بصعوبة ليجدها تجلس بالخزانة قائلة بضيق مصطنع: دا عقاب التأخير..
أزاح المياه عن وجهه قائلاٍ بغضب: أنتِ أتجننتِ صح؟!.

رفعت يدها تفكر قائلة بعد وهلة: أممم ممكن كل ما هتتأخر مش هتلاقي غير الجنون..
رفع عيناه بخبث: بقى كدا
أبتسمت بتأكيد: وأكتر من كدا أنت لسه مشفتش حاجه و..
صرخت بقوة حينما حملها وتوجه بها لحمام الغرفة ليضعها أسفل المياه قائلاٍ بغرور: ما تفكريش تتحدي زين المهدي يا قطة..

صرخت بقوة وهى تحاول الخروج ولكن يدها أسيرة لقبضة يديه حتى الزجاج المحاط بها يمنعها من ذلك، رفعت يدها الأخري تلكمه بقوة فتعالت ضحكاته بتسلية لتستقر بنهاية الأمر بين أحضانه...

أما هناك على شاطئ المياه المتراكم كان يجلس حمزة بحزن وبداخله سؤالا يطوف به: ليه عملتي فيا كدا يا حنين؟ لييه أنا مستهلش كدا. بس أنتِ هتكوني هنا ادمي ولازم هعرف الأجاية على كل أسئلتي...
وألقي بالحجر الصغير بالمياه بقوة توضح ما بقلبه من آنين، ليسوق معه لعذاب سيفيض به، برحلة ستسوق البعض لمجهول أليم.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، القناع ، الخفي ، للعشق ، مافيا ، الحي ، الشعبي ،











الساعة الآن 02:01 AM