logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة


01-11-2021 02:20 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10

t21904_5746
أبناء العم أقوى عصبة بالحى الشعبي ربما لكلاٍ منهم رحلته المجهولة مع العشق ولكن يجمعهم منزل بسيط مكون من أربع طوابق فى حى هادئ للغاية لكلا منهم شخصيته الغامضة ولكن الغضب عاصف ضد الظلم والأستبداد ليضعوا له الحد تحت مسمى خفى عن الجد المتحكم بالعائلة ليكون معروف للجميع وخفى عنهم...

للقناع الخفى...
عنوان
القناع الخفي للعشق (مافيا الحى الشعبي).

راوية من نوع أخر جديد رحلة المافيا المجهولة الراوية مختلفة جداً عن أي عمل عملته من قبل لأنه عن الطبقة البسيطة المتماسكة بالعادات والرجولة لدرجة أنهم خالفوا قوانين جدهم وأتنكروا بقناع عشان يجيبوا حق المظلوم فأطلق عليهم سكان الحى المافيا ولكن ماذا لو علمت العائلة بأن أولادهم هم من يلقبون بذاك اللقب القابض للانفاس؟!!...

رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الأول

هبطت مسرعة إلى الأسفل حتى تعاون زوجات عمها ووالدتها بتحضير مائدة الأفطار قبل آذان المغرب بعدما أحضرت المشروبات من الشقة الخاصة بهم، حملتهم وخطت الدرج بخطوات أشبه للركض حتى تعثرت بالجلباب الأبيض الطويل وكادت السقوط لتجد يد أقرب لها من الأصطدام بالدرج...

رفعت عيناها بخوف وهى تحمل المشروبات بتمسك حتى لا تتحطم على أمل شكر من أنقذها بالسقوط فهى تعلم أنه من المؤكد أحد أبناء أعمامها ولكن لم تعلم بأنه صاحب العينان القرمزية، من يملك سحراً يفيض بها ضربات قلبها وتكسو وجهها حمرة خجل لا منتهي..
تأملها بأبتسامة مكر: فى حد يجري على السلم كدا؟
جاهدت ياسمين لخروج الكلمات بعدما أستقامت بوقفتها: المغرب قرب يآذن ومرات عمي طلبت العصير ف...

قاطعها أحمد حينما رفع يديه لتكف عن الحديث قائلا بخبث وهو يحمل عنها الأكواب: شكلى مضطر أساعدك
وحملهم وهبط أخر درجة مستدير لها بغمزة عيناه الساحرة: متاخديش على كدا
وتركها تكاد تقتل خجلا وهبط للأسفل، عدلت حجابها بأرتباك وأكملت الهبوط للأسفل هى الأخري...
بالأسفل...

الهدوء مخيف على المكان بأكمله فذاك قانون طلعت المنياوى المحبب، الصمت الحليف بينهم بالغرفة المخصصة لأستقبال الضيوف كان يجلس بجلبابه الأسود وعماته البيضاء، يحمل بيديه عصاه الأنبوسية التى تزيده وقاراً وأحترام فهو من أصول صعدية حتى طباعه ممتدة لهم، على يمينه كان يجلس إبنه الأكبر محمد المنياوى ولجواره إبنه الأوسط إبراهيم وعلى يساره كان يجلس إبنه الأصغر إسماعيل بأنتظار أنضمام الآذان لتناول الطعام...

هبط المشاكس من الأعلى يتأمل المكان بتفحص فهدءت أنفاسه حينما وجده خالى من جده المهيب ليتفاجئ بياسمين تدلف خلفه، أقترب منها قائلا بأبتسامة واسعة وعيناه تتراقب الدرج: بت يا ياسمين مشفتيش غادة..
رمقته بنظرة ضيق: لا مشفتش حد
وتركته وتوجهت للمطبخ فلوى فمه بتهكم: بتتكلم كدليه البت دي؟
ثم جلس على الأريكة المقابلة للدرج قائلا بعدم مبالة: أقعد أستناها بنفسي..

بالمطبخ..
أنهت نجلاء أعداد الطعام بمساعدة ريهام وسلوى قائلة بأبتسامة هادئة حينما رأت أحمد بالمشروبات: عنك يا حبيبي، تعبناك معانا
إبتسم أحمد لتطل جانب وسامته المعهودة: لا تعب ولا حاجة سا مرات عمي
سلوى بستغراب: مش ياسمين طلعت تجيبهم؟
قاطعتها ريهام بخبث لعلمها ما بقلب إبنها: ممكن أحمد محبش يتعبها
رسم الجدية المصطنعه: أنا قبلتها على السلم بالصدفة فقولت أساعد يعنى..

سلوى بأبتسامة مكر لريهام: طول عمرك شهم يا أحمد
رمقتهم نجلاء بغضب ثم وضعت يديها على كتفيه: طيب يا حبيبي أطلع صحى أدهم عشان المغرب قرب يآذن وأنت عارف جدك لو حد أتاخر بيعمل مشاكل
أحمد بتفكير: أدهم! ربنا يستر
كبتت ضحكاتها فهى تعلم بخطورة ذاك العمل الشاق فتركها أحمد وتوجه للصعود للأعلى، ليتفاجئ بأبن عمه يجلس على الأريكة ويراقب الدرج بتلهف، أقترب منه قائلا بستغراب: أنت قاعد كدليه يا زفت؟

أشار له بلا مبالة: وأنت مالك يا عم
جذبه أحمد من تلباب قميصه بغضب: قولتلك ألف مرة أحترمني عشان مزعلكش
إبتلع ريقه برعب وهو يتأمل عضلات جسده المثير ليسرع بالحديث: مستنى المزة بتاعتي يا عم
تلونت عين أحمد بشرارة مميتة قائلا بصوتٍ يشبه هلاك موته: أنت بتعاكس أختى أدامي يا حيوان؟
حاول تحرر نفسه من بين براثين الذئب قائلا بأحترامٍ زائف: مهى خطيبتي برضو يا أحمد
لكمه بغضب: أديك قولتها خطيبتك يعنى مبقتش مراتك!

حاول ضياء كبت صراخاته قائلا بهمس مؤلم: أهدا يا أحمد الله يخربيتك جدك هيسمعنا وهنتنفخ أنا وأنت..
أحمد بعصبية ؛ هو أنت لسه شوفت نفخ دانا هسوحك
ضياء بسخرية: أتفخس علي ألفاظك فى محامي محترم يقول هسوحك!
على الجهة الأخري هبط ذو الطالة الساحرة من الأعلى ليفق كعادته على صوت مشاجرات أبناء العم المعتادة ولكنه صعق حينما وجده أحمد بذاته! فهرول سريعاً ليحيل بينهم..
عبد الرحمن بستغراب: فى أيه يا أحمد؟

جذبه ضياء ليتخبئ خلف جسده العريض قائلا برعب: ألحقني يا عبد الرحمن إبن عمك أتجنن
أحمد بسخرية: جنان! هو أنت لسه شوفت حاجة؟!
إبتلع ريقه برعب ليحيل بينهم عبد الرحمن قائلا بهدوء: أهدا بس وفهمني فيه أيه؟
أحمد بضيق: الحيوان دا بيعاكس أختى وأنا واقف
ضياء بهمس: خطيبتي يا جدع
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة لعلمه ما بأحمد فأشار لضياء قائلا بحذم مصطنع: أمشى من هنا دلوقتي يالا.

أشار له بتأييد وغادر على الفور فأقترب منه عبد الرحمن قائلا بخبث: هو دا الا ضايقك برضو!
حاول أحمد التهرب من نظرات رفيق الدرب ولكن لم يستطيع فزفر بغضب: يووه مأنا هتجنن يا عبد الرحمن، بقا أحنا كبار أحفاده يرفض أننا نخطب حتى والزفت الا لسه بيدرس دا يخطبله كدا!

تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فرمقه أحمد بضيق وأوشك على الرحيل ليجذبه سريعاً: طب خلاص متزعلش وبعدين يا عم أنا أخوها الكبير وبقولك مش هديها لحد غيرك..
صدم أحمد قائلا بستغراب: عرفت منين أنى حاطط عيني على أختك؟!
لكمه على صدره بخفة: هو أنا بس الا عارف دي الحارة كلها
همس أحمد بصدمة: هو أنا مفضوح أوى كدا!
إبتسم بتأكيد: جداً وبذات للنمر
إبتلع ريقه برعب: أدهم!

أشار له بتأكيد ليكمل الأخر بمبرر: ما يعرف هو أنا حبيت أخته مثلا
تعالت ضحكات عبد الرحمن: متقدرش مكة خط أحمر لكل العيلة
ثم تراقب الطريق ليهمس له بخفوت: بس فى حرب جاية قريب وبينى وبينك أنا فرحان فرح
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل الأخر بسعادة: الواد يوسف أخويا حاطط عينه عليها وأنت عارف بقا الا يوقع مع النمر
رمقه أحمد بغضب: ساعات بحس أن الواد دا مش أخوك يالا.

عبد الرحمن بتأكيد ؛ مهو فعلا كدا مشفتش خلقة أهله دا الا بالأخبار المنيلة بنيلة
: كلم جدك يا عبد الرحمن
قالها يوسف بعدما خرج من القاعة الخارجية للمنزل فأنكمشت ملامح عبد الرحمن قائلا بغضبٍ جامح: شوفت صدقتنى بقاااا
يوسف بستغراب: صدق أيه؟ أنتوا جايبن سيرتي!
تعالت ضحكات أحمد حتى أحمرت عيناه ليزفر عبد الرحمن بغضب: أخفى يالا من وشي
يوسف بسخرية: وأنا الا طايق أبص فى خلقتك أوى.

وتركه بعدما رمقه بنظرة محتقنه، أما هو فظل يفكر كثيراً بخوف عما يريده به طلعت المنياوي!..
استغل أحمد شروده وتسلل للدرج ليسرع له قائلا بضيق: أنت رايح فين وسايبني بيقولك طلعت المنياوي عايزني بره!
أحمد بهدوء مصطنع ؛ كنت معاك على فكرة
عبد الرحمن بسخرية: يا راجل وأنا أقول شبح، ثم صرخ بغضب: بقولك أيه أنا لو وقعت مش هقع لوحدي هقر عليكم ونخلى المنياوي بقا يعرف مين مافيا الحي الشعبي.

صعق أحمد وكمم فم عبد الرحمن سريعاً قائلا برعب: الله يخربيتك متروح تعترفله أحسن هو حد كان قالك أنه عرف حاجة؟
دفشه بعيداً عنه قائلا بغضب: أمال عايزني بره ليه ياخويا دا محدش مننا دخل القاعة دا عمره!
أحمد بضيق: وأنا أيش عرفني ما تروح تشوف
قاطعه بحدة: قصدك نروح رجلي على رجلك أه
أحمد بغضب: يابني أنا طالع فى مهمة أصعب هصحى النمر أقصد ادهم
عبد الرحمن بتصميم: الا عندي قولته أنا مش مستعد أتربط فى الحارة لوحدي.

ضيق عيناه بغضب: ماشي ياخويا أدامي..
وبالفعل توجه معه للخارج ليجد شقيقته تهبط للأسفل فأشار لها قائلا بخبث: جيانا
أنتبهت له وهى تتجه للمطبخ فأقتربت منه بأبتسامة هادئة: أيوا يا أحمد
أحمد بأبتسامة واسعة ؛ كنت عايزك فى خدمة
أجابته بأبتسامة جميلة: عارفة وعملتهولك باللبن زي ما تحب
أحمد بستغراب: هو أيه؟
جيانا: التمر
قاطعها بسخرية: لا مهمة أصعب.

تأملته بحيرة من أمرها ليكمل هو: أطلعي شقة عمو محمد ورني الجرس بس أوعي تسبيه غير لما تلاقي أدهم أدامك فهمتي؟
اشارت له بالنفي قائلة بخوف: لا أنا مش مجنونة
أقترب منها قائلا بمرح: يا بت متخافيش أدهم مش بيمد أيده على بنات
جيانا بخوف: متأكد؟
أشار لها بتأكيد فجذبه عبد الرحمن بغصب: يالا يا خويا
فغادر معه وتوجهت جيانا للأعلى برعب حقيقي
. لا تعلم بأنها صاحبة زمام قلب الأدهم.

بالخارج...
كان يجلس طلعت المنياوى وسط أبنائه الثلاث فدلف عبد الرحمن وأحمد بخوف بدا على ملامح وجوههم..
رفع رأسه لهم بصمت مشيراً بيديه على الأريكة ليجلس كلا منهم وعيناهم على والدهم لعلهم يتمكنون من معرفة الأمر، أشار إبراهيم بعيناه لأحمد بعدم معرفته بالأمر وكذلك فعل إسماعيل لأبنه فخرج صوت طلعت المنياوى المزلزل: محدش يعرف أني عايزك فى أيه
أرتعب كلا منهم ليكمل بسخرية: بتتحما فى ولد عمك إياك.

خرج صوت عبد الرحمن وعيناه أرضاً: العفو يا جدي أنا..
قاطعه بحذم: أسمع يا ولدى أني خليتك تبقا دكتور عشان تفيد الناس كلتها
رفع عيناه له قائلا بأحترام: ودا الا بيحصل يا جدى
قاطعه بحدة: متجطعنيش





وضع عيناه أرضاً ليكمل طلعت بثبات: الأوضة الا على الشارع هفتحهالك مستوصف أصغير إكده تكشف بيه على أهل الحارة بعد ما ترجع من المستشفي من غير ولا مليم.

إبتسم عبد الرحمن بتأييد: أنا كان نفسي أعمل كدا وكنت منتظر أفاتح حضرتك بالموضوع بس الأجهزة هتحتاج مبلغ ك..
قاطعه بحذم: أني هتكفل بكل المصاريف
إبراهيم بسعادة: ربنا يخليك لينا يا حاج
أحمد بفرحة وهو يضع يديه على كتفي عبد الرحمن: ربنا يجزيك خير يا عبد الرحمن.

إبتسم له برضا ليقطعهم الصوت الناهي قائلا بعيناه المخيفة: وأنت أني بديك تحذير جدام أبوك وعمامك لو يوم جالي شكوى منك أنك أترفعت عن جضية ضد واحد مظلوم هتشوف منى الا عمرك ما شوفته
: محصلش ومش هيحصل يا جدي
قالها بحزن على حديثه الجاف معه ليترك القاعة قائلا بأحترام وعيناه ارضاً: عن أذن حضرتك
أشار له بيديه ليغادر القاعة بصمت...

بالأعلى...
رفعت يدها تلامس الجرس الخارجي بتردد أنهته حينما تفذت ما قاله أحمد فضغطت عليه بقوة وخوف بآنٍ واحد وبالفعل ما هو الا ثواني معدودة حتى وجدته يقف أمامها بعيناه الذى أزاح غضبه رنيم الأحشاب الخضراء فبدا مخيفٍ للغاية..
تراجعت للخلف برعبٍ فمن يقف أمامها هو نمر عيناه قابضة للأرواح!.

هدءت ملامحه حينما رأها تقف أمامه، ملامحها الحاضنة للخوف كانت بمثابة مهدء له، عادة عيناه لسحرهم الخالد، سحراً فتك به ضحايا الأدهم، بقى ثابتاً كطباعه الهائمة يتأملها بهدوءٍ تام، كسى وجهها حمرة الخجل بعدما رأته يقف أمامها عاري الصدر، أخفضت عيناها أرضاً وغادرت للأسفل سريعاً فأغلق الباب وولج للداخل بشبح إبتسامة ظهرت على وجهه الجادي، توجه لغرفته لتصرخ به مشاكسته الصغيرة: أيه دا؟! مش قولنا ألف مرة عايش معاك بنات!

أستدر لها الأدهم قائلا بسخرية: فين دول؟!
أرتدت مكة نظراتها الطبية بغضب: أنا مش مالية عينك يا حضرت ولا أيه؟
ضيق عيناه بتفكير ثم قال بثبات: لا واضح أن أنا الا محتاج أملي عينك
صعقت وتراجعت للخلف قائلة بخوف: حقك عليا يا أدهومي دانا لوكة حبيبتك وأختك الغالية وأن كان عليا هقعد فى أوضتى وأنت خد راحتك على الأخر
رمقها بنظرة أخيرة ثم ولج لغرفته يرتدى قميصه ليهبط للأسفل...

عل صوت الآذان بالحارة بأكملها ليجتمع الجميع على المائدة بمنزل طلعت المنياوى، جلسوا جميعاً يرتشفون التمر بجو سائد بالدعاء الهامس ثم شرعوا جميعاً بتناول الطعام، على رأس المائد يجلس طلعت وعيناه تتوزع بين أحفاده بنظرات غامضة مفعمة بالراحة والسرور ليخرج صوته وعيناه على النمر: عامل ايه فى الشركة الجديدة يا بشمهندس.

رفع أدهم عيناه لجده قائلا بصوتٍ ثابت يحمل بعض الغضب بين طياته: ماشي الحال رغم أنى مكنتش أفضل أسيب شغلي لأى سبب من الأسباب
رفع محمد عيناه لأبنه سريعاً أن يبتلع كلماته حتى لا يغضب ابيه ولكن صدمهم طلعت حينما إبتسم بخفوت: مش ده صاحبك الوحيد.

خرج صوت أدهم المجاهد للثبات: صاحبي أه لكن أنا شغال مع ناس وملتزم بكلماتي مش مضطر أسيب شغلى لمجرد أن صاحبي عنده شركة أنا رفضت لما زين قالي لكن أتصدمت من موافقة حضرتك..
عل الخوف الأجواء، الجميع بتراقب لما سيحدث..

ألتزم الصمت قليلا ليخرج صوته الغامض: زين وهو زين بأخلاقه مجدرش أتاخر عليه فى طلب الا بينا مش قرابة دم وبس لع الا بينا كتير زين زيك وزي ولاد عمك بالظبط وأنى عارف كويس معزته عنديك وألتزمك بالكلمة أنى مسبتش الراجل الا لما لقيتله بشمهندس تانى مش أني الا هتعلم لسه الأصول والكل أهنه عارف مين الحاج طلعت المنياوي
وضع عيناه أرضاً قائلا بهدوء: العفو يا جدي.

رمقه عبد الرحمن بنظرة فهمها أدهم جيداً فأشار له بهدوء ثم أنهوا طعامهم لتحمل جيانا وياسمين الأطباق للداخل وقدمت مكة وغادة أطباق الحلوى للجميع...
إبتسم ضياء قائلا وعيناه تتفحص القاعة الخارجية: أيه الجمال دا؟
تطلعت له بغضب: أحترم نفسك أحنا فى رمضان
إبتسم قائلا بغرور: مهو المغرب آذن خلاص..
إبتسمت بمكر: أيه دا أحمد
ألقى بالحلوى أرضاً قائلا برعب: أيه فييين؟

تعالت ضحكاتها بخبث ثم غادرت سريعاً قبل أن يفتك بها...

جلس أدهم جوار أحمد وعبدالرحمن قائلا بهدوء وعيناه تحملها الثبات: فى أيه؟
جابت عيناه الغرفة بتفحص قائلا بصوتٍ هامس: فى حيوان أسمه الطلخاوي دا مش ناوي يجبها لبر جايب شوية رجالة وعامل فيها بلطجي بيلم فلوس من أصحاب المحلات والا يفكر يعارض بيحرق المحل وبيضربوه
أحتل الغضب عين ادهم قائلا بصوتٍ جمهوري: لسه فاكر تقول؟
أحمد بغضب: هنقول ازاي وحضرتك مقضي النهار فوق والا بيقرب من شقتكم بيتبلع.

رمقه بنظرة مميتة ثم أخرج الأيس كاب من جيب سرواله قائلا بتفكير: مفيش حل غير أننا نفضل زي ما الناس فاكرة
قاطعه احمد بسخرية: مافيا الحي الشعبي!
عبد الرحمن برعب: ربنا يستر
إبتسم ادهم بمكر وخرج معهم لينال من هذا اللعين...

بمكانٍ أخر منعزل عن المساكن الشعبية، يتسم بالرقى والغنى الفاحش، كان يجلس على مكتبه بثباتٍ لا يليق بسواه نعم هو من منحه أبيه المنصب والسلطة ليعمل كثيراً حتى يستحقها...
ولجت السكرتيرة للداخل بخطوات مرتباكة لما تحمله من خبراً مشين له، حمدت الله كثيراً حينما رأته مولى ظهره لها ولكن هيهات قطعها بحدة: خير
أنتفضت بوقفتها قائلة بتوتر: أنسة همس بره يا فندم وعايزة تقابل حضرتك..

أستدار بغضب بدا بين عيناه كالسهام الحارقة: وأنا قولت مش عايز أشوف حد
كادت أن تجيبه ولكن وجد من تقف أمامه بأعين باكية، تنظر له بصدمة وسكون، رفع يديه بلا مبالة يشير للسكرتيرة بالخروج فأنصاعت له على الفور...
جذب الملف أمامه قائلا ببرود: خير
تأملته بصدمة، تجاهد للحديث: خير! أيه اللهجة دي يا زين؟

جذب القلم الموضوع جواره يوقع الأوراق بلا مبالة بها لتقترب منه بدموع: أنت ليه بتعاملني كدا؟ ليه أسلوبك أتغير معايا؟
رفع عيناه الزرقاء لها قائلا بصوتٍ يفيح بالغضب: لو جاية تتكلمي فى أسطوانة كل يوم فلاسف مش فاضي
رفعت يدها على فمها بدموع وشهقات كبتتها بصعوبة فحملت حقيبتها وخرجت مسرعة تبكى بصوتٍ يصدح بالمكان بأكمله..

تخل عن مقعده لتظهر بنيته القوية بجسده الصلب وقوته التى ظهرت حينما دفش المقعد بقدميه ليحط زجاج الحائط لقطع متناثرة قائلا بآلم: ياررب مش هقدر أستمر كدا كتير
شدد على شعره البني بتماسك يجاهد به ثم جلس على المقعد بحزنٍ يردد أسم رفيق الدرب الذي ولج لعقله لعله راحة له عما هو به ليجذب مفاتيح سيارته ويغادر مسرعاً له..

بالحارة الشعبية..
وبالأخص بأحد المحلات البسيطة دلف رجل فى نهاية العقد الثالث من عمره يمتلك جسد ممتلئ للغاية مخيفاً بوجهه الممتد بنصل السكين الحاد ويتبعه بعض الرجال المخيفون..
خرج صوت الرجل ببعض الخوف: فى حاجة يا بني؟
علت ضحكاتهم المخيفة ليخرج صوته قائلا بأجرام يسبقه: أنا موتك يالا أزاي متسمعش عنه؟
شركوه اللعناء بالضحكات والرجل يتأملهم برعب حقيقي فهو يكاد بالعمل لأجل حاجة زوجته وصغاره..

جذبه بقوة ليقف امام عيناه قائلا بصوتٍ مريب: احنا الحكومة يا خفيف أكيد سمعت عن الطلخاوي وأكيد عارف أننا بنجمع الضرايب الخاصة بينا
إبتلع الرجل ريقه برعبٍ حقيقي: ضرايب أيه بس يابني هو أنا لقي أكل
أقترب منه أحدهم بالسكين قائلا بغضب: أنجز فى ليلتك دي لسه ورانا ناس كتير أيدك على 2000ج
صعق الرجل وردد بهمس: 2000ج!
جذبه بحدة ليردد بخوف: وأنا أجيب المبلغ دا منين يابني دا محل بقالة على الأد هيبقا فيه 2000ج منين.

تطلع للأخر بنظرة مكر: الراجل دا شكله مش بيفهم بالكلام علم عليه يا زميلي
وبالفعل دفشوه بقوة ليسقط على سد منيع للغاية، صامد بقوة كشموخ الجبل ذو القمة المرتفع، رفع الرجل وجهه ليجد أمامه شخص مقنع لم يظهر منه سوا عيناه الخضراء..
عاونه أحمد وعبد الرحمن على الوقوف فتقدم أدهم ليقف أمام الرجل وعيناه مفعمة بشرارة من جحيم..
إبتسم الرجل بسعادة ومكر: هم دول بقا المافيا الا رعبين المنطقة؟

تعالت ضحكاتهم الساخرة فرفع الطلخاوى يديه بغرور ليفتك بعنق ادهم ولكن على صراخه المكان حينما أستمع لصوت تحطيم عظامه بين يدي أدهم الثابت بجسده تاركاً لذراعيه مهام القضاء عليه، تدخل رجاله على الفور ولكن أنقض عليهم أحمد وعبد الرحمن بسرعة البرق ليسقطوا جثثٍ ممزقة...

أقترب منه ادهم بعدما تمدد أرضاً مهشم العظام قائلا بصوتٍ مريب: المرادي أكتفيت بكسر رجليك حاول تعمل الا بتعمله دا تانى واوعدك أنى هطلع بروحك..
وتركه وخرج وسط دعوات الرجل المكثفة لهم بعدما أنقذوه من هؤلاء الشياطين...
صعد أدهم لسيارة والده فقادها أحمد ليبعد عن المكان ثم خلع كلا منهم قناعه ليحل الصمت المكان...

تأمل أحمد السيارة التى قطعت عليهم الطريق بستغراب حتى ادهم وعبد الرحمن انتبهوا لها ليخرج منها زين بطالته الفتاكة..
أقترب منهم ثم صعد بالخلف جوار عبد الرحمن قائلا بثبات: خلصتوا مهمتكم؟
إبتسم أحمد قائلا بغرور: على أكمل وجه
شاركه عبد الرحمن حينما قال بأبتسامة هادئة: أنت الوحيد الا عارف سرنا يعنى لو الحاج عرف مش كويس
زين بأبتسامة سخرية: دا تهديد ولا أنا فاهم غلط.

أبتسم قائلا بخوف مصطنع: تهديد أيه بس اللهم أحفظنا
تعالت ضحكاته الرجولية فلم تقنع أدهم بها فقال بشك: أنت كويس؟
إبتسم قائلا بنبرة جافة: أهو ماشية
علم أدهم بأن هناك أمراً ما فهبط ليتوجه معه للفيلا الخاصة به ليرى ماذا هناك؟ أما عبد الرحمن وأحمد فعاد كلا منهم للمنزل...

بمنزل طلعت المنياوي..
أنهت سلوى غسل الأطباق وعاونتها ريهام على ذلك كما قامت الفتيات بتنظيم المنزل لتستعد كلا منهم للخروج للصلاة..
تعالت ضحكات جيانا بعدم تصديق: بجد يا مكة؟
مكة بتأكيد: زي ما بقولك كدا والولية قلبت العربية جنازة عشان ال3ج
إبتسمت ياسمين قائلة بهدوء وهى ترتب الوسادات على الأريكة: جايز معهاش غيرهم
غادة بتأييد: أيوا فعلا عشان كدا عملت الا عملته.

جيانا بحزن: الدنيا عادت صعبة أوى والأصعب أنك تفهمي نفوس الناس
مكة بأقتناع: ربنا يفك كرب الناس كلها يالا هطلع أغير هدومي عشان الصلاة
جيانا: خدينى معاكي ياسمين وغادة غيروا من بدري
وبالفعل صعدت الفتيات للأعلى فلكلا منهم حكايتها الخاصة ولكلا منهم مفتاح لقلوب مجهولة ربما ستتحقق بقصص عشق وربما بقصص معبأءة بالآنين...

بفيلا زين..
ولج أدهم للداخل ثم جلس على الأريكة قائلا بشك: مش دي الحقيقة يا زين أنت مخبي عليا حاجة أكبر من كدا.
تخفى عنه بالنظرات ليؤكد له ذلك فرفع عيناه له قائلا بحزن: فى يا أدهم بس صدقني لما أحس أنى محتاج أتكلم هتكلم
رفع يديه على قدميه قائلا بتفهم: وأنا بأنتظارك يا زين انت مش لوحدك أبداً كلنا جانبك
إبتسم قائلا بتأكيد ؛ أنتوا عيلتي يا أدهم مش برتاح غير وسطكم.

قطعه قائلا بتذكر: أفتكرت جدك عزمك بكرا وقالي أبلغك بالشركة بس أنا مشيت قبل ما تيجى الشركة
إبتسم قائلا بهيام: من الفجر هكون عندكم
رمقه بضيق: بنام بدري أحنا
تعالت ضحكاته بمشاكسة ؛ ناوي أطرد ضياء من أوضته وأمدد جانبك
إبتسم بخبث: بس خاليك فاكر أنت الا جبته لنفسك
ضيق عيناه بمكر: أه دانت هتعمل عليا زعيم مافيا بقا
أدهم بتفكير: ممكن
زين بغضب: كدا نسيت الا كنت بعمله فيك.

ابتسم بخبث: وماله نرجع نعمله تانى ونشوف الفرق
كاد الحديث ولكن قطعهم دلوف شقيقته من الخارج قائلة بهيام وعيناها على أدهم: مساء الخير
غض ادهم بصره قائلا بعملية: مساء النور
زين بحدة: كنتِ فين؟
أعادت صافي خصلات شعرها للخلف بعدم أهتمام: كنت مع أصدقائي
رمقها بسخرية: كدا من غير ما تقوليلي!
صرخت به بغضب: ليه شايفنى لسه عيلة صغيرة هأخد الأذن؟ ولا عشان..

قطعت باقي كلماتها حينما هوى على وجهها بصفعة قوية وعيناه تبيد بالهلاك قائلا بوعيد: صوتك دا عقابه عندي عسير، غوري من وشي
ضغطت على وجهها ونظرات الغضب تجاه أخيها ثم صعدت للأعلى مسرعة ليقترب منه أدهم بضيق: أيه الا أنت عملته دا؟
نقل عيناه من عليها قائلا بغضب: ولسه هعمل أكتر من كدا عشان أربيها من أول وجديد لازم تعرف الفرق بين العيشة بره وهنا، كل الا الهانم زرعته فيها أنا همحيه بالغصب.

: غلط كدا هتخسرها هتتغير بس بالعقل والهدوء مش بالطريقة دي
قالها بغضبٍ أشد ليعيد له الرشد فجلس على المقعد بأهمال قائلا بيأس: أنا تعبت يا ادهم مش عارف هلقيها منين ولا منين من أمي الا قطعتني عشان جبت صافي هنا ولا من الغلطة الا أبويا غلطها من 22سنة وبدفع تمنها لحد دلوقتي خلاص يا أدهم أنا عقلي أتدمر من الفكر.

جلس جواره قائلا بهدوء: لازم تكون قوى وصامد للأخر عشان تقدر تواجه كل دا، إيمانك بربنا أكبر مخرج للأنت فيه فكر يا زين وأحسبها صح أنا همشى دلوقتي وأنت أرتاح ونتكلم بعدين بس متنساش كلامي..
وتركه أدهم وغادر وبداخله حزن على رفيقه، لا يعلم بأنه على وشك ظرف مجهول سيقلب حياته رأساً على عقب...
حياة عسكرية بقيود يفرضها طلعت المنياوى بحدود القيم والمبادئ ماذا لو علم بأن أحدهما تخطى ذاك الخط الأحمر؟

هل ستجمع بؤرة العشق يوسف ومكة أما أن للقدر أراء أخرى؟





ما السر الخفى الحائل بين زين وعشقه الوحيد؟
ماذا لو فرضت هى عليه؟
ماذا لو كشفت حقيقة المافيا!


تااابع بالاسفل ▼ ▼▼
 
 





look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:24 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثاني

توجه أدهم للمنزل شارد الذهن عما حدث لرفيقه فوقف يتأمل مياه البحر الهائج بلا توقف كأنه يبث تحذيره الواضح لأدهم بعدم الوقوع بأشباكها مجدداً...
شعر أدهم بأن هناك حركة خافتة من خلفه فأستدار ليجد فتاة بزي أسود يخفى ملامح وجهها بحرافية، تسرع من خطاها بل تشبه الركض، تعحب وهو يراها تسرع ناحية محطة القطار بجنون فأتبعها بشك من أمرها...

ولج لمحطة القطار فصعق بشدة حينما رأها تنظر للقطار الغاضب ليعلم الآن ما يجول بخاطرها فأسرع للأسفل بسرعة كبيرة فى ذات الوقت التى حسمت قرارها بأنهاء حياتها البائسة لتلقي بذاتها أمام القطار ولكن يد ما كانت الأسرع إليها...
صرخت بجنون: سبني، أنت عايز أيه؟
وتراجعت للخلف لتتقابل عيناها معه فتتسع عيناها على مصراعيها وتخفى ملامح وجهها بسرعة كبيرة، حتى أدهم كان بحالة من الصدمة فردد بهمس: رهف!

أخفت دمعاتها وأسرعت بالركض فأسرع خلفها ليلحق بها قائلا بغضب: أنتِ أتجننتِ؟! عايزة تموتى نفسك كافرة!
دفشته بعيداً عنها وتخفت بالزي قائلة بدموع: عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي
ضيق عيناه الخضراء بغضب: مقابلتي معاكِ هنا تأكدي أنها مجرد صدفة أنتِ خلاص بقيتى مجرد ذكرى ليا مش أكتر من كدا..
إبتسمت بسخرية: ودا شيء أنا أتاكدت منه أشكرك على مساعدتك الغالية.

وتركته وأختفت من أمام عيناه ليقف هو بالداخل قليلا يحسم أموره بتركها والرحيل ولكنها ستحاول الموت مجدداً..
وجودها لجواره أحيت به جروحٍ شرخها يصل للأعماق، قلبه يتمرد عليه بقوة ومازال يضغط عليه بحجراً فتاك..

خرج أدهم من المحطة غير عابئ بتفكيره الأحمق فمن أمامه هى من تسببت له بالجروح ولكنه توقف حينما أستمع لصوت شهقات بكاء مكبوتة تأتي من الجانب الأخر فأتبع الصوت ليجدها تجلس على الدرج الجانبي للمحطة وبيدها محقن ملوث للغاية معبئ بالهواء، مسلط على شراينها وتحاول جاهدة أتخاذ قرارها المأساوى..
أحتل الغضب ملامح وجهه فأسرع إليها وجذبه منها بغضب ليقول بقسوة: أعتقد الموت فى بيتك أفضلك من هنا.

ثم أكمل بسخرية: ولا حازم بيه مش هيقدر على بعدك يااه بجد أنتِ مشاعرك نبيلة أووى من نحيته
أغمضت عيناها بآلم غير قادرة على سماع المزيد منه فحاولت التباعد عنه ولكن كلماته تلحق بها بلا رحمة..
أسترسل حديثه الساخر: خالينا نفكر شوية فى سبب أنتحارك
ضيق عيناه بتفكير مصطنع: أممم جايز معجبكيش الفلوس الا بيدهالك أو جايز مثلا مش عاجبك أ..

قاطعته بصراخٍ يحمل الآنين بين طياته: كفاياااا حرام عليك أنت أيه؟، ثم قالت ببكاء: أنا مش عارفة ربنا بيعاقبني على أيه حتى لما قررت أنهى حياتي أقبلك بعد كل السنين دي ليييه؟!
أقترب منها ونظراته جامدة التعبير قائلا بشماتة بادية: جايز عشان يوريني بعيني مصيرك بعد ما فسختى الخطوبة ونهيتى الا بينا عشان حازم وفلوسه..
كانت بصدمة لا مثيل لها فرددت بدموع مذبوحة: أنت شمتان فيا يا أدهم!

إبتسم بخفوت لتهوى دمعاتها بلا توقف فجذبت الزي عنها ليصعق أدهم حينما يرى وجهها المشوه بأكمله أما هى فقالت بصراخ جنوني وبكاء حاد: كدا كويس جايز تعرف تشمت أكتر وترتاح
وسقطت أرضاً تبكى بقوة مزقت قلب الأدهم ليجلس جوارها قائلا بصدمة: أنا مقصدتش ثم قطع باقي كلماته بغضب: مين عمل فيكِ كدا؟

رفعت عيناها المحتفظة بجمالها الساحر لتسقط دمعاتها وهى تتأمله بصمت ثم جذبت رداءها لتركض تاركته بصدمة كبيرة ولكن سرعان ما تخلى عنها ولحق بها...
جذبها أدهم إليه قائلا بغضب: سألتك سؤال جاوبني مين عمل فيكِ كدا؟
تطلعت ليديه المحتضنه لمعصمها قائلة ببكاء: عايز مني أيه يا أدهم سبني فى حالي ما خلاص قلبك أرتاح زي ما قولت وشمت فيا أرجوك سبني بقا..

وجذلت يدها ثم أكملت طريقها لتتفاجئ بعدد من الحرس الخاصة بزوجها المعتوه تقترب منها ليخرج صوت كبيرهم: مدام رهف من فضلك أرجعي معانا القصر بدون مقاومة...
تراجعت للخلف ولكنها تذكرت وجود ادهم فأقتربت لتصعد منهم ولكن بدت الخيوط تتضح لأدهم ليجذبها خلف ظهره ويتطلع لهم بغضب مميت..

حاولت رهف الصراخ به ولكن حدث كل شيء بسرعة جنونية حينما سقط الحرس جثث قاتلي لتصرخ به رهف ببكاء وهى تتأمل الحرس يفترشون الأرض: أيه الا أنت عملته دا يا أدهم؟
بقي ثابتاً يتأملها قائلا بألم: خايفة عليه، متقلقيش مش هيكون مصيره زي رجالته
صرخت بغضب: أنا خايفة عليك أ...
قطعت باقي كلماتها بشهقة مرتجفة ودمعها يسيل بقوة. فنبض قلبه بقوة كأنها أحيت ذكريات ماضي بأكمله، أقترب منها قائلا بهدوء: لازم نمشي من هنا..

أشارت له بخفوت ثم أتابعته بصمت...
صعد أدهم لسيارة الأجري بجانب السائق وهى بالخلف مشغولة الفكر بما أتخذته من قرار سيفتك بحياتها وحياة أدهم معها ولكن لم تعد تقوى محاربة هذا اللعين...

بالشقة الخاصة بأبراهيم المنياوى بالطابق الأوسط..
كان يقف أحمد بالشرفة شارد الذهن بها ليجد من تقف لجواره قائلة بأبتسامتها الرقيقة: بتفكر فيا صح؟
أنتبه أحمد لها فقال بأبتسامة بسيطة: لا وحياتك بفكر هتعملوا أيه سحور النهاردة أصلى جالي أرتباك معوى من أول رمضان
تعالت ضحكات جيانا قائلة بصعوبة بالحديث: يا عم أرحمنا ما صدقنا جدو وعمامك يتسحروا في المسجد من أول رمضان قولنا نجرب نبقي ستات بيوت.

لوى فمه بتهكم: والتجارب دي تيجي على دمغنا أحنا!
أجابته بتأكيد: نصيب يا حبيبي هتعترض؟
رمقها بسخرية: لا هأكل البيض بكيلو ملح وأقضي النهار كأني فى صحراء جاردة
أنفجرت من الضحك قائلة بصعوبة: ياسمين الا دلقت الملح فى البيض غصب عنها..

عند تردد أسمها وقف هائماً بحروفه كأنه يستمع له لأول مرة، حتى البسمة رُسمت على وجهه بتلقائية، إبتسمت جيانا وهى تجاهد الخروج من خجلها الزائد قائلة بصوتٍ منخفض: بتحبها جداً على فكرة
إبتسم أحمد فجيانا هي الأقرب له ولم يستطيع أخفاء أمراً عليها: عمري ما شفت بنت غيرها حتى فى الجامعة هى الوحيدة الا أتمنيت أحط دبلتي فى أيدها
جيانا بهيام بكلماته: الله يا أحمد هو فى حد لسه بيحب حد كدا!

أحمد بتأكيد: الحب الصادق يا جيانا مش محتاج وقت ولا ناس معينة هو نابع بس من القلب
إبتسمت قائلة بستغراب: ليه مش تفاتح بابا وجدو بالموضوع
أخفى غضبه قائلا بملل: بابا قال مش هنأخد الخطوة دي غير لما أكون جاهز وأنا لسه بدور على شقة كويسة
أجابته بزهول: الأرضية الا ادام بيتنا ليه جدو مش يدهالكم أنت وولاد عمك تبنوا عليها بيت وكل واحد يعمل شقته
أجابها بغضب: أحنا عايزين نكون نفسنا بنفسنا بعيد عن جدك وفلوسه.

إبتسمت بفخر برجولته قائلة بتوضيح: مقصدش يا أحمد أقصد تشوفوا عارض فيها كام وتشارك أنت وأدهم وعبد الرحمن فيها وأهو متبعدش بعيد عن العيلة
لمعت عيناه بفرحة قائلا بأعجاب: والله فكرة برافو عليكِ يابت بعد صلاة الفجر أقول للنمر وربنا يسهل
صاحت بصراخ: الفجر، السحور يا خبر نسيت وفضلت أرغي معاك.

وتركته وهرولت لغرفتها تجذب جلبابها وحجابها ثم أسرعت للأسفل سريعاً تحت نظراته الساخرة قائلا بصوت منخفض: ساعات بحس أنك مجنونه ربنا يهديكِ يا بنتي..
وما هى الا دقائق معدودة حتى خرجت شقيقته الأخرى تعبث بعيناها بنوم وصوتها يترنح بتكاسل: يا ماما أنتِ فين؟ عايزة أشرب...
وجلست على الأريكة بتثاقل قائلة بنوم: يا ماماااااا عايزة ميه..

صرخت بقوة حينما دفشها أحمد بسطل من المياه البارد لتشهق بفزع، نهضت سريعاً عن الأريكة قائلة بغضب: أيه الا عملته دااااا!
ضيق عيناه بمكر: مش بتقولي عايزة ميه؟!
كبتت غضبها ليكمل هو بتحذير: قولتلك ميت ألف مرة أطلعى من دور أنك الصغيرة وجو الدلع دا عايزة حاجة هاتيها لنفسك ثم أن البنات كلها تحت بتجهز الأكل حضرتك بتعملي أيه هنا؟!
أجابته بزهول: نايمة..
إبتسم قائلا بسخرية: لا مهو واضح.

ثم أقترب منها قائلا بصوتٍ مرعب: أنا داخل أتوضي لو طلعت من الحمام لقيتك لسه هنا مش هيحصلك كويس
وتركها أحمد وتوجه للمرحاض لتسرع هى للحجاب ثم هرولت للأسفل سريعاً لتصطدم بعبد الرحمن فصرخ بها قائلا بغضب: فى حد يطلع زي التور كدا!
أرتعبت غادة وهى تتأمل باب شقتهم برعب فأخفى عبد الرحمن شبح بسمته قائلا بستغراب مصطنع: فى أيه يابت؟، مفيش أشباح فى رمضان.

غادة برعب: ياريته شبح ياخويا كان هيبقا علاجه سهل سورة البقرة وخلصنا لكنه أصعب من كدا
عبد الرحمن بصدمة مصطنعه: جن!
قاطعته بنفي: لا دا أبو أربعة وأربعين الا جوا دا بيتحول أول ما بابا وجدو ينزلوا المسجد..
كبت ضحكاته بصعوبة قائلا بسخرية: أزاي دا؟
أجابته بتأكيد: زي ما بقولك كدا ماما تحت هى وجيانا مع باقي فتيات العيلة وزوجات الاعمام ادخل الشقة وشوف بنفسك سلاموز أنا.

وهرولت غادة للأسفل لينفجر ضاحكاً ثم ولج للداخل بتسلية ليرى ماذا هناك؟
هبط يوسف من الأعلى يلهو بهاتفه فمر من أمام شقة عمه الأكبر ليجدها تخرج من شقتهم متجة للأسفل هى الأخرى وما أن رأته حتى أبتسمت قائلة بهدوء: يوسف..
أقترب منها يوسف قائلا بلا مبالة: فى حاجة؟
شعرت بالحرج قائلة بصعوبة فى الحديث: لا كنت حابة أسالك عن ياسمين
أجابها ببرود: ياسمين وماما تحت من بدري.

وتركها وهبط للأسفل لتظل هى محلها ترمقه بنظرات غضب، خرج ضياء من الداخل ليجدها تقف كما هى فأغلق باب شقتهم بقوة جعلتها تنتفض بفزع ليتعالى ضحكاته بغرور: أنا محدش يتوقعني
رمقته بضيقٍ شديد ؛ أنت غبي يالا
ضياء بغضب: فى واحدة محترمة تكلم أخوها كدا؟!
قاطعته بسخرية: وفى واحد عاقل يعمل الا بتعمله؟!
ابتسم بغرور: قولتلك يا قلبي محدش يتوقعني
تركته بعدما رمقته بنظرات مميتة، ليلحق بها للأسفل...

توقفت السيارة أمام منزل جدته فهبطت معه للداخل...
دق أدهم الباب لتفتح له سيدة فى نهاية العقد السادس من عمرها، ملامح الطيبة تنبعث من وجهها الكريم ليخرج صوتها بفرحة حينما رأت حفيدها قائلة بسعادة: أدهم، تعال يا حبيبي
قبل يدها قائلا بأبتسامة هادئة: كل سنة وأنتِ طيبة يا ست الكل...
مسدت على شعره الطويل بعض الشيء بأبتسامة حنونة: وأنت طيب وبخير يابني، بس انا زعلانه منك
إبتسم قائلا بمشاكسة: ليه بس؟

اجابته بضيق: بقا كدا متسألش عليا لا أنت ولا أخواتك حتى أمك بتيجى كل يوم تنضفلي البيت وأتحيل عليها تفطر معايا تتحج بشغل البيت عندهم وتمشي
قبل رأسها بأحترام: لا ميرضنيش حقك عليا أنا
أحتضنته بفرحة قائلة بطيبةسنها الوقور: ربنا يفرح قلبك يا حبيبي
أبتعد عنها قائلا بتوتر: نينا أنا كنت حابب أطلب منك طلب وعارف أنه صعب بس حقيقي مالقتش حد غيرك
أنصاعت له بأهتمام: فى ايه يا حبيبي قلقتني!

جلس جوارها يجاهد للحديث: حضرتك عارفة أني كنت خاطب قبل كدا
قاطعته بحزن: أيوا يا حبيبي عارفة أنها كانت زميلتك فى الجامعة وأنت كنت بتحبها ومتعلق بيها بس متقلقش ربك كريم وبيعوض
أشار لها بتفهم ثم قال بأرتباك: هى حالياً واقعة فى مشاكل أنا قابلتها صدفة النهاردة
وقص لها أدهم ما حدث لتنزعج بشدة ويتحطم قلبها قائلة بحزن: لا حولة ولا قوة الا بالله طب مين الا عمل فيها كدا؟
أجابها بهدوء ؛ معرفش مش حبيت أضغط عليها.

أشارت له بتفهم: طيب هى فين؟
أشار بعيناه: بره
نهضت عن الأريكة سريعاً: سايبها بره وقاعد هنا تتكلم معايا يادي العيبة
وخرجت العجوز سريعاً لتجدها تجلس أمام المنزل فأسرعت لها بأبتسامة هادئة: تعالى يا قلبي متأخذناش الواد دا كدا تحسي مخه مقفل حبيتين
إبتسمت رهف براحة لها ثم ولجت معها للداخل لتجده يجلس على الأريكة بشرود، خرج صوت هنية وهى تمسد على ظهر رهف: أقعدي يا حبيبتي على ما أجهز السحور.

أشارت لها بأبتسامة بسيطة ثم جلست مقابل أدهم لينتبه لوجوده فرفع عيناه عليها بأهتمام: هنا آمان ليكِ جدتي محدش بيزورها كتير
وضع عيناه أرضاً بثبات: أنا همشي دلوقتي بس أجابة سؤالي مش هتنازل عنها، هسمعك فى وقت تانى..
وتركها أدهم ورحل، ترك الدمع يلمع بعيناها على ذكريات زرعت جسراً عائق بينها وبينه...
حملت هنية الطعام للخارج قائلة بسعادة: يالا يا حبيبتي
ووضعت الطعام قائلة بستغراب: أدهم فين؟
أجابتها بحزن: مشي.

جلست جوارها قائلة بأبتسامة هادئة: هيرجع فى وقت تانى يالا نأكل لقمة قبل ما الفطر يآذن
إبتسمت رهف وخلعت عنها الجلباب الفضفاض ليتضح وجهها الممتلأ من الكدمات فشوهته بأكمله ففزعت هنية قائلة بحزن: مين الا عمل فيكِ كدا يا حبيبتي؟
هوت دمعة ساخنة من عيناها: مش عارفة أوصفه ببني آدم هكون بغلط غلط كبير
هنية بحزن: لا حولة ولا قوة الا بالله طب يا قلبي قومي ناكل وبعدين أما ترتاحي شوية أبقي أحكيلي..

وبالفعل جلست معها تتناول بعض اللقمات الصغيرة لأشباع جوعها الفتاك ولكن بداخلها كرهٍ للحياة بأكملها...

بشقة إبراهيم المنياوي
ولج عبد الرحمن للداخل بأبتسامة مكبوتة، يبحث عن أحمد حتى وقعت عيناه عليه وهو يخفى وجهه خلف المنشفة فلمعت بعقله فكرة جنونية..
تخبئ سريعاً ثم راقبه حتى ولج لغرفته ليصدر أصواتٍ مريبة بثت الرعب بقلب أحمد فخرج يبحث برعب عنها..
أقترب من الحائط المتخبئ خلفه فخرج سريعاً مصدراً صوتٍ قوي ليصرخ أحمد بفزع..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلا بصعوبة: خوفتي يا أنعام؟

تحاولت نظراته لغضب فتاك فجذبه بقوة قائلا بغضب: تصدق أنك مش متربي ومحتاج حد يعيد تفكيره
عبد الرحمن بسخرية: والحد دا أنتِ يا أنغام
أحمد بشرار: يابني أحترم نفسك بدل ما أمد أيدى عليك و..
قطعها لكمة قوية من عبد الرحمن أسقطته أرضاً ليرفع قدميه على المقعد الذي يعتليه أحمد بعدما سقط عليه قائلا بسخرية: الشهرين الا بينا خالوك تفكرهم سنتين والا أيه فوق كدا وأعرف حدودك بدل ما أعرفهالك بطريقتي.

قبض على يديه بغضب فرفع قدميه ليحيل به أرضاً وبدأت المعركة...
بالخارج..
ولج أدهم للمنزل ثم صعد لشقتهم ليبدل ثيابه المتسخة نتيجة لما فعله بالحرس ليستمع صوت شجار قوى من داخل شقة عمه بالطابق الذي يليه، صعد للأعلى مسرعاً فوجد مفتاح الشقة بالخارج، وكانت الصدمة..

لكم أحمد عبد الرحمن بقوة فرد لها اللكمة سريعاً، فكانت معركة شبه مستحيلة لتساوى القوى بينهم، أنقض عليه أحمد قائلا بأنفاس متقطعة: هو أحنا بنتخانق ليه؟
عبد الرحمن بصعوبة بالحديث: معرفش
عاون عبد الرحمن أحمد على الوقوف ليعدل كلامنهم ثيابه ولكن كانت المفاجآة حليفتهم حينما وجدوا النمر يتأملهم بعيناه القابضة للأرواح..
أحمد بأرتباك: صباح الفل يا رياسة
عبد الرحمن بنفس لهجته: وأنا أقول شقتنا نورت ليه؟!

جذبه أحمد ليهمس بغضب: دي شقتنا يا غبي
عبد الرحمن بهمسٍ هو الأخر: تصدق صح!
ضيق عيناه الخضراء بغضب ليخرج صوته الساخر: لسه فاضل حاجة؟
يعنى لو حد عنده أستعراض لسه مطلعوش يتفضل ممكن نشارك معاكم
أحمد برعبٍ حقيقي: لااا خلصنا خلاص ولا أيه يا عبده
عبد الرحمن بتأكيد: أستعراض أيه بس داحنا كنا بنتدرب مأحنا المافيا يا زعيم
رمقهم بنظرات كالسهام ثم غادر للأسفل بصمت...

وما أن غادر حتى جذب أحمد عبد الرحمن بغضب: هو أنا كل ما أنسى المصيبة السودة دي تفكرني بيهاا
إبتسم قائلا بسخرية: هو فول سوداني هتنساه دا لقب ومشنقة يعنى لو الحاج طلعت المنياوى عرف هيعدمنا فى ميدان عام
أحمد بغضب: تفائلوا خيراً تجدوه ياخويا
عبد الرحمن بسخرية: خلاص هتفائل بموتة لطيفة
إبتلع كلماته وهبط للأسفل قبل الخوض معه بمعركة صعبة مجدداً ليكبت ضحكاته ويلحق به...

بالأسفل..
وضعت الفتيات الطعام فدلفت مكة للقاعة قائلة بأبتسامة واسعة: الأكل جهز يا بشر
سلوى برعب: ربنا يسترها علينا يارب
تعالت ضحكات ريهام بتأكيد: وفى عون الأولاد بس هنعمل أيه أديهم بيتعلموا فينا بدل ما يدخلوا بيوت الناس يفضحونا
نجلاء بأبتسامة هادئة: كل واحدة فينا فى أسبوع طبيخها تأخد واحدة من البنات تعلمهم وأهو نكون فدينا أرواح
سلوى بأعجاب: فكرة جميلة يا نوجة..
مكة بضيق: متشكرين لكرمكم الزائد.

تعالت ضحكات ريهام: طب يالا نتسحر الفجر قرب يآذن
نجلاء بخوف وهى تمسد على بطنها: ربنا يستر والملح المرادي يكون مظبوط..
مكة بغرور: لا أطمني هنشرفكم بعون الله...
وخرجوا جميعاً لطاولة الطعام لينضم لهم الجميع...
جلست ياسمين جوار جيانا ومكة وغادة لجوارهم بأنتظار الأراء أو علامات ستبدو على الوجوه..
سلوى بغضب: يعنى هو يا أكل مملح يا أكل محروق أيه الهم دا!

يوسف بسخرية: نفسي جدى يشوف السحور دا وأهو يتشرف ببنات العيلة..
ضياء بستغراب وهو يتأمل (طاجن الفول) أمامه: ودا أيه دا هو كمان
غادة بأبتسامة واسعة: فول بالمشروم جايباه من على النت
عبد الرحمن بسخرية وهو يكبت غضبه: والله ما جصرتم بس وحياة عيالكم كفايا سحور أنتوا كدا بقيتوا بريموا طبيخ سيبوا الموضوع لماما ومرتات عمي وجزاكم الله خيراً..

حزنت ياسمين وجيانا على عكس مكة المشاكسة وغادة العنيدة بالجدال، ليستكمل يوسف حديثه: والله السحور فى المسجد أفضلنا على الأقل تمر وعصاير
سعل أحمد بقوة قائلا بعصبية وهو ينهض عن الطاولة: أنا مش بحب المستشفي ولو كملت أكل جايز أخد حجز طويل
كل ما حدث كان تحت نظرات أدهم الساكن تماماً يتطلع للجميع بسكون فخرج صوته الثابت قائلا بهدوء لا يضاهي سواه ؛ أقعد
أحمد بصدمة: نعم!

رفع عيناه عليه قائلا بنبرة حادة: زي ما سمعت
جلس أحمد سريعاً ليتناول أدهم طعامه أمام نظرات أستغراب الجميع وعلى رأسهم أحمد وعبد الرحمن..
رفع عيناه الخضراء لياسمين والفتيات: الأكل مش وحش بالعكس بالنسبة لأنها أول مرة ليكم فهو كويس جداً ومرة على مرة هتتحسنوا تسلم أيديكم...

إبتسمت الفتيات بسعادة ومعهم الأمهات التى تعلمن درساً من النمر حتى أحمد وعبد الرحمن ويوسف وضياء شعروا بالحزن لما فعلوه وشرعوا بتناول الطعام برضا على أن جبر الخواطر هو أعظم ما يكون فالطعام ليس سيء للغاية ولكن السعادة التى رأوها بأعين شقيقاتهم وبنات العم كانت تجعل الطعام شهياً للغاية...
أنهوا طعامهم فنهض كلا منهم ليغتسل...

خرج الشباب للخارج بأنتظار الفتيات ووالدتهم حتى خرجن من المنزل ليخرجوا معهم للمسجد بوجود الشباب...
عل صوت الآذان المكان ليبدأ الآمام بترتيل الآيات القرآنية وخلفه عدد مهول من المصلين فى مخصص الرجال والنساء ليبدأ بصلاة ليست بقصيرة أو طويلة رأفة بكبار العمر الذين يقفون خلفه...

أنتهت الصلاة وخرج الحاج طلعت المنياوي وأبناءه الثلاث ليفتح مصدر رزقة الوفير فهو يدير تجارة الفاكهة منذ أكثر من عشرون عاماً حتى أصبح ملك السوق بأكمله من حسن معاملاته وقواعده المحددة بخطوط حمراء التي لم يجرأ أن يتعداها أحداً، كذلك خرج الشباب وتوجهوا للمنزل ليقف أدهم وأحمد بعيداً عن مخرج السيدات حتى أن تحضر إليهم الفتيات ووالدتهم ثم يعودوا معهم للمنزل كحال كل يوم...

سطعت الشمس الساحرة بأشعتها الحارقة التى تعد حياة لبعض الكائنات...
بفيلا زين...
فتح عيناه بتكاسل لينهض عن الفراش بنوم، ثم ولج لحمام غرفته يبدل ثيابه للأستعداد للهبوط...

أرتدى حلى سوداء اللون ومشط شعره بحرافية جعلته وسيماً للغاية بعيناه الزرقاء وشعره غزير السواد ثم وضع البرفنيوم الخاص به وتوجه للهبوط ليتصنم محله حينما يجد غرفة شقيقته مفتوحة على مصراعيها، وهى ترتدي ثياباً فاضحة فغض بصره عنها رغم أنها شقيقته خجل من النظر لها! ولكن ما أثار غضبه وأشعل نيرانها أنها تتحدث مع شابٍ بكاميرا الحاسوب...
#الحوار مترجم.

إبتسمت قائلة بغرور: أعلم بأنك ستشاق لي فذاك الأمر ليس جديداً عزيزي
جاك: حسناً أخبريني أنتِ بالجديد، متى ستعودين؟!
قالت بغضب: لا أعلم جاك فهذا الذي يدعى زين يأبي أن يعطينى المال لأغادر من ذلك البيت اللعين فقد سئمت من طريقته الحمقاء بالتعامل معي فأنا لا أظنه أخي على الأطلاق كيف ذلك لا أعلم؟!..
جاك: الخطأ على والدك حينما تزوج من مصرية لعينة
قالت بتأكيد: أنت محق فهؤلاء لا يتسمون للبشر ب..

قطعها صفعة هوت على وجهها حينما جذبها زين لتقف أمام عيناه المشتعلة من الغضب ثم جذب الحاسوب ليدعسه بقدميه فيصبح ألف قطعة صغيرة..
خرج صوته المحرق لمن أمامه: المصريين الا بتتكلمي عنهم دول يبقا أشرف من أنسانه زبالة زيك أنتِ عار على البشرية كلها
جذبت يدها منه قائلة بغضب: أبتعد عني فأنت لم ترى بعد ما أستطيع فعله؟
سأطالب برد حق لي من الشرطة على فعلته..

تعالت ضحكات زين بعدم تصديق ليتحدث بنفس لغتها: حسناً أفعلي ما شئتي فأنتِ لم تعلمي بعد قوة ونفوذ زين المهدي
وتركها وتوجه للخروج ولكنه أستدار قائلا بهدوء: لا يوجد مال اليوم على ما فعلتيه فربما يرسل لكِ صديقك الأحمق ما يكفى..
ثم ارتدى نظارته التى تكمل طالته الرجولية وخرج لسيارته بغضب مكبوت فكم ود أقتلاع عنقه ولكنه فعل كما أخبره به أدهم...

وقفت سيارة الأجرى أمام شركة زين المهدي ليهبط منها ادهم بطالته الرجولية التى تجذب الأنتباه كأنه عرض لفيلمٍ خاص أو تجمع لرؤية نجم الروك، اعتاد على تلك النظرات فلم يعيرها أنتباهاً وأكمل طريقه للاعلى...
ولج لغرفة المكتب الخاصة به وباقي المهندسين وشرع بالعمل بصمت وثبات دائم...
وصل زين للشركة ثم توجه للأعلى وتتابعه سكرتيرته الخاصة فقال بعملية: الأجتماع أمته؟
لحقت به قائلة بسرعة: بعد نص ساعة يا فندم.

صعد الدرج فهو لا يحبذ أستخدام المصعد للياقته البدنية قائلا وهو يعدل الجرفات: بشمهندس أدهم وصل؟
السكرتيرة بتأكيد: أيوا يا فندم
أبدل مساره وتوجه لمكتب أدهم ولكنه تفاجئ به خالي فأستدار لها بستغراب: هو فين؟
السكرتيرة بخوف: البشمهندس أدهم رفض المكتب يا فندم وبيشتغل فى غرفة المهندسين من بداية شغله
تطلع لها بغضب ليخرج صوته القاتل: ليه محدش بلغني!
أجابته برعب: هو الا طلب كدا يا فندم.

أشار لها بغضب: طب روحي دلوقتي
استجابت له وغادرت على الفور أما هو فتوجه لمكتب المهندسين ليجده يعمل بتركيز وأهتمام فولج للداخل ليقف من بالغرفة بستغراب فلأول مرة يدلف رئيس العمل لهم، الا ادهم بقي مكانه بثبات فحتى وأن كان رئيس العمل ليس رفيقه فلماذا سيفعل مثلهم؟!
أشار لهم زين بأحترام: ممكن تسيبونا شوية
أنصاعوا له جميعاً وخرجوا على الفور
فأقترب منه زين بغضب: أنت مش على مكتبك ليه يا أدهم؟

اكمل عمله بهدوء: دا مكاني الطبيعي يا زين وقولتلك ألف مرة أنا مش بحب الا بتعمله دا..
زين بهدوء: يا أدهم أنت صديقي الوحيد وقبل ما تكون كدا فأنت مهندس عبقري مكانك مش هنا
قاطعه بحدة: بالعكس دا مكاني أنا مش هوصل لمنصب غير بتعبي
زين بغضب: أنت مجنون يا أدهم بجد شبه مستحيل
إبتسم بثباته الفتاك: لو أنا بدور على المناصب كنت نزلت مع جدي ملك سوق الفاكهة بأكمله لسه بدري عشان تفهمني يا صاحبي.

ضيق عيناه الزرقاء بغضب: يعنى مش هترجع مكتبك
ترك القلم من يديه ووقف أمامه قائلا بتحذير: بص يا زين من الأخر كدا هتعملني كأني صاحبك المقرب وكدا يبقى أعتبرني مستقيل أنا رفضت من البداية عشان كدا وواضح أن...
قاطعه مسرعاً: لا أنا مصدقت أبوس أيدك أعمل الا يريحك أهم حاجة تكون جانبي
إبتسم أدهم قائلا بغرور: كدا تعجبني، على مكتبك بقا عشان مش فاضي
زين بصدمة: الكلام دا ليا أنا؟

جلس أدهم على مكتبه وأكمل عمله قائلا بثباته الملاحق له: أعتقد كدا
كبت زين ضحكاته قائلا بجدية: ماشي يا بشمهندس أشوفك وقت الأستراحة دا لو مش هيعطلك
لم يجيبه فزفر زين بغضب هامساً بخفوت: أموت وأغير غرورك دا
وصفق الباب ليبتسم أدهم وأكمل عمله...
بينما توجه زين لمكتبه ليجدها بأنتظاره، تأملها بنظرات غامضة ثم توجه للجلوس فأسرعت بالحديث قبل أن يتحدث: زين أنا عايزة أتكلم معاك وعشان خاطري لازم تسمعني..

رفع عيناه لها بثبات: وأنا سمع
جذبت مقعدها وجلست جوار مقعده الأساسي ثم رفعت يديها على يديه ليتمرد قلبه بقوة لا مثيل لها، تلاقت عيناه مع عيناها البنيتان، بشرتها الخمرية الفتاكة، نسيم خاص يطوفها فيجعله كالمتناول خمراً وهو لم يتناولها من قبل..

جذب يديه سريعاً حتى يتمكن من السيطرة على زمام أموره لتسقط دمعاتها بصدمة فأزاحتها مسرعة قائلة بهدوء: زين لو فى حاجة زعلتك مني قولي أنا متأكدة أن فى حاجة وكبيرة كمان
جذب الملف يلهو ذاته به فجذبته منه قائلة ببكاء: عشان خاطري يا زين قولي مالك؟، طب أيه الا غيرك بالشكل دا أنا عملت حاجة زعلتك مني أنت من ساعة ما كتبنا الكتاب وأتغيرت كدا لكن فترة الخطوة كنت عادي جداً...

خرج صوته أخيراً: همس أنا مش فاضي ورايا شغل كتير
خرج صوته بهدوء مازالت تحاول التماسك به ؛ قولي مالك وهمشي على طول بدون ما أضايقك
جذب حاسوبه قائلا بلا مبالة: هشوفك بليل وهنتكلم
أغلقت الحاسوب بغضب عاصف: قولتلك مش هخرج من هنا من غير ما أعرف مالك
أخرجت الوحش من زانزته المنفردة ليتخل عن مقعده ويجذبها بقوة من حجابها لترى جحيم عيناه، بنظرات تراها لأول مرة فشعرت بأنها أمام شخصٍ تراه لأول مرة..

خرج صوته الشبيه بعداد موتها ؛ عايزة تعرفي مالي؟، عايزة تعرفي أيه الا بفكر فيه؟
تطلعت له ببكاء ليكمل بعد نظرات مميتة: عايز أكسرك يا همس
ترددت الكلمات أمامها وهى بصدمة لا مثيل لها، تتأمل عيناه بدموع تجمدت من كلماته ليكمل هو بصوتٍ كالرعد: من أول يوم شوفتك فيه لحد جوازنا مكنش صدف كله كان متدبر ومتخططله حبك لي كان نجاح خطتي عشان لما أكسرك أكسرك صح يمكن بعدها تقدري تقيمي يعنى أيه عشق.

ضيفت عيناها بعدم فهم ليبتسم قائلا بهدوء: مصدفكيش أسمى بشخص معين
تطلعت له بعدم فهم ليكمل بصوت بطيئ يحمل هلاكها: هساعدك، زين أحمد مصطفي المهدي...
ربطت كلماته بما حدث بالماضي فصدمت صدمة تشرح بها لبئر الموتي قائلة بدموع وصراخ وهى تتراجع للخلف بعدما حررها: لااااا، لااا.

تلونت عيناه بجمرات الجحيم وهو يقترب منها بلا رحمة: للأسف دي الحقيقة الأنسان الا فقد حياته دا يبقا أخويا الوحيد، أخويا الا رجعت عشان أنتقم من الا أتسببت فى موته وأنتِ الا هتدفعي التمن دا يا همس كل حياتك بقيت ملكى وأنا الا هوريكِ الجحيم دا وعد ليكِ الا حصل لخالد دا أنتِ الا هتدفعي تمنه..
لم تقوى على التحمل فسقطت مغشب عليها أمام عيناه المسكونة بوحش الأنتقام ولكن ماذا لو تمرد القلب؟!

ماذا لو حارب بمعركة سينال الفشل بها أجزاء؟!..
ما مجهول عائلة المنياوي؟
من رهف وماذا حدث بالماضي؟
من ستنال قلب الأدهم؟
ومن ستلوذ بحظٍ عسير بزوجها من عبد الرحمن؟!


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:24 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الثالث

أسرعت بسيارتها وبيدها زجاجة من الخمر المحرم، غير عابئة بأنها بعرض النهار!، أعادت خصلات شعرها بضيق فحديثه يتردد على مسماعها منذ الصباح، أرتشفت ما تبقى بالزجاجة بضيق أنتهى بصدمة حينما رأت طفل صغير يعبر الطريق، ألقت بالزجاجة سريعاً ثم حاولت جاهدة التحكم بالسيارة ولكن هيهات فتكت به لتزفر بضيق، فربما لا تعلم بأنها على حافة طريق الهلاك لها...

هبطت صافي سريعاً لترى ماذا حدث له؟ فشهقت بفزع حينما رأته منغمس بدمائه الغزيرة، رفعت يدها برعب على فمها حينما رأت تجمعات الناس الغاضبة فأسرعت بالتداخل بأنها ستنقله للمشفي فى الحال وبالفعل حملوه لسيارتها فغادرت به لأقرب مشفي ليسرع إليها الممرضات...
جلست بالخارج بتأفف من ملاحقة بعض الرجال له فكانت تود الرحيل ولكن بوجودهم صار الأمر كارثي ...

على بعد ليس بكبير عنها، كان يجلس على مكتبه يستريح قليلا من عمله الشاق ففزع حينما دلفت الممرضة للداخل بملامح لا تنذر بالخير قائلة بخوف: دكتور عبد الرحمن محتاجين حضرتك بالعمليات فى طفل صغير بين الحياة والموت..
نهض عبد الرحمن سريعاً ثم توجه معها للخارج قائلا بهدوء: أن شاء الله خير...

وبالفعل ولج لغرفة العمليات ليعم الحزن قلبه حينما وجد طفلا لا يتعدى الثامنة من عمره يسارع للحياة فكان مشهد يهز له الأبدان ...
أرتدى عبدالرحمن قفازاته ثم بدأ بتنفيذ الجراحة لينقذ الطفل سريعاً...

بشركة زين...
حركة المقعد الغاضبة كانت تقذف به ببئر الذكريات الآليمة فكلما كان يحركه بعنف كان يتعمد غمسه بذكريات جاهد ليغفو عنها..
إبتسم وهو يستمع له فبادله الحديث قائلا: خلاص يا عم أعتبره حصل
خالد بسعادة لا مثيل لها: بجد يا زين يعنى هتنزل عشان تحدد الفرح؟
أجابه بتأكيد: أن شاء الله قريب جداً أنا معرفتش أنزل على الخطوبة مستحيل أفوت الفرح وأعتبر الفستان وما يلزم هدية أخوك.

خالد بأمتنان: ربنا يخليك لينا ياررررب ويسعد قلبك العسل دا
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بسخرية: خلاص يا حيوان أنت هتشحت! المهم بس أختيارك المرادي يكون صح..
قال بهيام: صح بس؟ أنا بعشقها من أول نظرة أنا بتمنى أشوفها فى اليوم 25 ساعة وأ...
قاطعه بسخرية: بس بسسس أنت هتتجوز على نفسك ولا أيه أمسك نفسك مش كدا البنات مش بتحب الواقع..

إبتسم خالد قائلا بحزن: أنا واقع في حبها يا زين أيوا ساعات بحس أن كلامها قليل جداً بس بقول دا طبعها وبحاول أصبر نفسي وأبرر أن الا فى عيونها دا حزن عشان وفاة خطيبها الأول بس بقول أنها أكيد هتنساه..
صمت زين والبسمة الهادئة تزين وجهه بعدما أستمع لأخيه الصغير، فشعر بأنه لقبٍ لم يعد يستحقه، خرج صوته أخيراً بعد مدة طالت بالصمت: طب أقفل ياخويا لما أفضي لسياتك نبقي نشوف الموضوع دا.

تعالت ضحكاته قائلا بخوف مصطنع: مفيش مواضيع الله يكرمك عايز أتجوز مش أتحط فى كفن!
وأغلق الهاتف سريعاً...
عيناه المغلقة بقوة ترسم آنين قلبه، تردد كلماته الأخيرة تكمل ما بداه القلب ليصبح أكثر قسوة وكتلة متآهبة لنيران الأنتقام..
فتحت عيناها بآنين خافت أعاد زين لوعيه فترك المقعد وأقترب منها، رفعت يدها على رأسها بآلم تجاهد لفتح عيناها وبالكاد فعلتها لتلتقى بقسوة جحيم عيناه المخيفة...

أعتدلت بجلستها على الأريكة وعيناها تتأمله بصمتٍ قاتل، تبحث عن أجوبة لسؤالها المتردد كيف تمكن من خداعها؟
هوت دمعة ساخنة على وجهها وعيناها مازالت متعلقة بزين ليبتسم قائلا بسخرية: وفري دموعك دي الا جاي أسوء بكتير
خرج صوتها أخيراً بدموع: ليه يا زين؟ ليه عملت فيا كدا؟

ضيق عيناه بغضب ليخرج صوته الرعدي بعدما أقترب منها لينقلب الآمان التى طالما شعرت به لخوفٍ متزايد من قربه منها : الأجابة دي عندك أنتِ، كنتِ متصورة أيه أنك هتفلتي بالا عملتيه كدا؟
صرخت بعصبية: عملت أيه!
جذبها لتقف أمام عيناه الحارقة، تتألم بخفوت وهو يشدد غرس أظافر يديه حول معصمها: الأفضل ليكِ دلوقتي أنك تختفي من وشي لحد ما يجيلي مزاجي وأجي أخدك من بيت أبوكِ.

جحظت عيناها قائلة بصدمة: يعني أيه تاخدني من بيت أبويا! مش هتعملي فرح؟
تعالت ضحكاته المخيفة قائلا بصوتٍ ينقل لها القادم: فرح!
ثم أعتدل بوقفته وقد عادت عيناه أكثر حدة: ليه مش عايزة تصدقي أنك وقعتي مع شخص مش بيرحم وهيتعمد يكسرك أدام الكل حتى عيلتك
هوى الدمع بآلم على وجهها فخرج صوتها الغاضب: وتفتكر بابا هيسيبك تعمل كدا؟

أقترب منها فتزايد ضربات قلبها خوفاً فلفح وجهها صوته القابض للأرواح: خلي التقيل فى عيلتك يقف لي وأنا أفعصه تحت جزمتي
صعقت وهى ترى عيناه، كلماته التى كانت تنقل لها عشقٍ بألحان ها هى توعدها بالجحيم!..

وقفت تتأمله بصمت وسكون ، دمعاتها فقط من تتمرد عليها لتهفو واحدة تلو الأخرى، قلبها يبحث عن نبض قلبه العاشق ولكن باتت محولاته بالفشل والخذلان، عيناها تبحث عن حنانه الدائم فى وسط غيوم من ظلام تجتازها قسوة وجفاء..
رددت بهمس وعيناها ممزوجة بقسوة عيناه: أنت مستحيل تكون زين الا حبيته مستحيل.

ودفشته بعيداً عنها ثم حملت حقيبتها وركضت لتخرج من مستعمرة الجحيم الخاصة به، ركضت كأنها تنجو بحياتها لا تعلم بأنها قد سقطت بسجنه المؤبد بالفعل، أصطدمت بأدهم المتجه لمكتب زين فتأملها بستغراب حينما رأى دموعها تكسو وجهها فخرج صوته الهادئ: أنتِ كويسة؟
هوت دمعة ساخنة من عيناها ليكمل سريعاً: طب زين زعلك فى حاجة؟!

خرج صوتها أخيراً بسخرية وآلم نقلته له بكلماتها: زين مالوش وجود يا أدهم دا مجرد شيطان مش أكتر..
وتركته ورحلت فأسرع لمكتب زين ليرى ماذا هناك؟.
ولج أدهم للداخل ليجده يجلس على مكتبه شارد للغاية، مستند بجسده على المقعد وعيناه تتفحص سقف الغرفة بحزنٍ وألم ينقل العين للأفواه..
أقترب ليجلس أمامه قائلا بغموض: كنت عارف أن فى كارثة بتحاول تدريها عني يا زين بس المرادي مش هخرج من هنا غير لما أعرف كل حاجة..

أفاق زين على صوته فتطلع له قائلا بهدوء: أدهم، كويس كنت هبعتلك لسه
ضيق عيناه بسخرية وهو يدرس ما يحاول أخفاءه فقال بثبات: تفتكر أني مش فاهمك!
إبتسم زين قائلا بثقة: بالعكس أنت أكتر واحد فاهمني ودا الا بيخلينى متردد أحكيلك
قاطعه بحدة: متردد لأنك عارف أنك غلط وأنا الا هواجهك بالصح
تخل عن مقعده بغضب: هأخد حق أخويا يا أدهم ومش هيهمني سواء غلط أو صح
أدهم بصدمة: حق أخوك!..

دارت كلمات همس بعقله وما يحدث ليردد بصدمة حقيقة: مستحيل، همس هى البنت الا حبها خالد؟!
تعبيرات وجهه كانت كافيلة بالأجابة على كافة أسئلته لينهض عن مقعده هو الأخر بصدمة وغضب: مش مصدق الا بسمعه أنت عملت كل دا عشان تنتقم منها!
وقف أمام الشرفة بعين تلمع بالأنتقام: هى لسه شافت حاجة كل الا حصل لخالد ورحمة أبويا لأدفعها تمنه غالي.

صعق أدهم فجذبه ليلتقى بعيناه قائلا بغضب: أنت مجنون؟! مش مصدق الا بسمعه دا أنت يا زين، أنت!

جذب يديه منه بغضب وعصبية: أيوا أنا، أنت مش حاسس بالنار الا جوايا، ، وبعين لامعة بالدمع وصوت منغمس بالحزن: فرحتك بأن أخوك الصغير كبر وبقى عريس تدمر على جثته المحروقة ونفسه وهو خارج بصعوبة، ياااه لحظات عمرها ما هتتمحى يا أدهم، وجع وكسرة حسيتهم لأول مرة وأنا شايف أخويا بين الحياة والموت ومش عارف أعمله حاجة وكل دا لمجرد أنه حب بنت معرفتش في حياتها يعنى أيه حب عمري ما هنسى مكلماته الأخيرة ولا نفسه وهو طالع وبيردد أسمى وأنا فى دولة غير الدولة ومش عارف أنجده من الا هو فيه..

لمعت عين أدهم بالدموع فلم يكن يعلم بكم المآساة التى مر بها، خرج زين عن حزنه بعينٍ قلبت للقسوة والوعيد: كل دا هيكون هلاكها زي ما كسرة قلبه أنا كسرت قلبها وزي ماهو شاف الموت مرتين أنا هخليها تحس بيه بس متطولوش.
أقترب منه أدهم ثم رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن: فوق يا صاحبي النار دي هتحرقك قبل منها
أستدار له بوجهه ليكمل أدهم بثقة وثبات: أنت حبيتها يا زين ودي حقيقة صعب تنكرها.

شرد بذكرياتها، ضحكاتها، لمساتها، حتى الجنون، طافت ذاكرياتها عقله بعد كلمات أدهم ليواجه أصعب الحروب حرب العقل والقلب ولكن لذة الأنتقام تطالبه بالمزيد فهيهات لحبٍ سيجعله يتوقف عن ذلك..

بالمشفى...
خرج عبد الرحمن من غرفة العمليات بتعب نفسي بدا على ملامح وجهه وهو يرى طفلا صغير يواجه الموت للحياة البائسة..
هرول إليه عدد من الرجال فقال أحدهم: طمنا يا دكتور
إبتسم عبد الرحمن بهدوء: حضرتكم أهله؟
أجابه الأخر بلهفة: لا يا دكتور أحنا الا جبناه هنا بعد ما الست دي خبطته.

وأشار على من تجلس بعيداً عنهم غير عابئة لما يحدث، سعد عبد الرحمن لوجود أناسٍ هكذا فهؤلاء البسطاء يتمتعون بقيم وأخلاق لا تقدر بكنوز العالم بأكمله، أنهى قلقهم قائلا بأبتسامته المشرقة: الحمد لله الولد نجى بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضلكم لأنكم نقلتوه بسرعة للمستشفي
إبتسم الرجل المسن قائلا بفرحة: الحمد لله ربنا لطف.

رجلا أخر بغضب: طول ما في من الأشكال الا زي دول طول ما في ضحايا يا عم الحاج يالا هستأذن منكم أرجع الورشة
وبالفعل غادر الرجل ولمعت كلماته بعقل عبد الرحمن فتركهم وتوجه لمكتبه بغضب وحزن لتوقفه تلك الفتاة قائلة بلهفة بلغتها الغريبة (الحوار مترجم، ): أنتظر لحظة أرجوك
وقف عبد الرحمن ولم يستدير بعد فقط يضغط على معصم يديه بقوة تمكنه من ضبط أعصابه فهى فتاة بنهاية الأمر...

أقتربت منه ولم ترى وجهه بعد لتقول بصوتٍ خافت: قل لى أن هذا الطفل على قيد الحياة حتى أتمكن من العودة للمنزل
وصل الغضب لأعتابه فأستدار لها بغضب يوشك على الفتك بها قائلا بصوت رعدي: يا بجاحتك كل الا يهمك أنه عايش ولا لا! مش يهمك الأعاقة الا أتسببتيها للولد!
تطلعت له بأعجاب ببدأ الأمر فعبد الرحمن بمتلك ملامح مصرية وسيمة ولكن أغضبها كلماته فحاولت التحدث باللهجة العربية: أنت بتكلمني كدا أزاي ؟!

رمقها بنظرات محتقنه قائلا بستقزاز من لبسها المكشوف: أنا أتكلم بالطريقة الا تعجبني دا أولا، ثانياً بقا أي كانت جنسيتك فدا شيء ما يهمنيش بس الا أتضح ليا أخلاق الغرب الا كلها متنمش للبشر بأي صلة..
غضبت كثيراً قائلة بعصبية: ماذا تقصد بحديثك الأحمق؟ أنت مجرد طبيب لعين كل ما طلبته منك أجابة على سؤالي ولما يعنني أمرك قط..

تلونت عيناه بالأحمر القاتم فأقترب منها لتتراجع برعبٍ حقيقي حتى حال الحائط بينهم فأبتلعت ريقها بخوف، أقترب منها قائلا بصوتٍ يكبت الغضب بمحاولات عديدة : صلي لله شكراً بأنكِ مجرد فتاة والا كنت لأريكِ ما يستطيع هذا اللعين فعله..
غام الخوف جسدها من نظراته وكلماته فأسرعت للركض ليجذبها بسخرية: إلى أين؟ ستنتظري حتى مجيئ الشرطة فربما سيعاونكِ للعودة لوطنك...

وأشار عبد الرحمن للممرضة بأن لا تتركها حتى مجيئ الشرطة فجلست برعب مما سيحدث لها لتخرج الهاتف سريعاً وتطلب برقمه...

بمكتب زين..
أدهم بهدوء: فكر يا زين وأحسبها صح
كاد ان يجيبه ولكن قطعه رنين هاتفه فرفعه بستغراب من رقمها ليتفاجئ بصوتها قائلة برجاء: أرجوك زين لا تغلق الهاتف أستمع إلي ارجوك فأنا فى مأذق حقيقب
أسرع بالحديث بقلق فهى بنهاية الأمر شقيقته: فى أيه؟

تحدثت برعب حينما رأت الشرطة بالمكان تستعلم عن الحادث لتسرع بالحديث بخوف: أصطدمت بطفلا صغير ولم يسمح لي الطبيب اللعين بمغادرة المشفى بل وأستدعى الشرطة أرجوك تعال مسرعاً..
زين بلهفة: قوليلي العنوان
وبالفعل شرحت له مكانها فأغلق الهاتف وأسرع بجمع أغراضه فأقترب منه أدهم قائلا بستغراب: فى أيه يا زين؟
أسرع زين بجمع متعلقاته الشخصية قائلا بسرعة: تعال معايا وهحكيلك بالعربية..

وبالفعل ذهب أدهم معه ليروا ماذا هناك؟

بمنزل طلعت المنياوي..
كان يجلس على الأريكة يرتل القرآن الكريم بصوته الخاشع حتى أنهى وارده اليومى ليتفاجئ بزوجات أبنائه كعادتهم اليومية يرتبون المنزل بنشاط وكلا منهم تساعد الأخرى بحب علي الرغم من وجود بناتهم الا أنهم يعشقون العمل بالأسفل مع بعضهم البعض...
إبتسم طلعت ليشير لكلا منهم بالأقتراب فجلسوا على الأريكة المقابلة لهم، فوجه حديثه المرح لزوجة أبنه الأصغر : مفيش شكوى جديدة يأم عبد الرحمن ؟

إبتسمت سلوى قائلة بسعادة: لا يا أبويا الحج من ساعة ما شديت عليه وهو الشهادة لله بقى ميت فل وعشرة
تعالت ضحكات ريهام ونجلاء فأكتفى هو بأبتسامة بسيطة قائلا بجدية: أني جولتلكم قبل إكده وبجولكم تاني أهه الا تزعل من جوزها فى حاجة تاجي تخبرني واصل وأني هتصرف معاه.

إبتسمت نجلاء بهدوء: ربنا يخليك لينا يا حاج ربنا يعلم أنك أب لينا من يوم ما دخلنا البيت دا عمرك ما فرقت بين واحدة فينا حتى الأولاد ولا عمرك فرقت بين بنت ولا ولد..
ريهام بمرح: والله أنا بحس أنك أبونا أحنا
إبتسم قائلا برضا: الحمد لله يا بنتي المهم خدوا الفلوس بتاعت كل سنة عشان تجيبوا لبس العيد أنى قولت لأدهم وعبد الرحمن عشان يخدكم أنتوا والبنات بعد الفطار تجيبوا الا يعجبكم.

إبتسموا جميعاً فعلى الرغم من أعطاء أزواجهم الا أنه يحتفظ بعادته لهم..
أخذت كلا منهم المال وشكرته كثيراً فقام من مقعده قائلا بأبتسامة هادئة: هروح على صلاة العصر سلام عليكم
أجابوه السلام فغادر وأكملت كلا منهم العمل...
ولج أحمد من الخارج يبحث عن والدته بعدما أحضر الطلبات اللازمة لهم فلم يجد سواها بالأسفل، أقترب أحمد منها بأبتسامة هادئة: ياسمين.

أستدارت له بخجل وهى تستمع لصوته الهادئ فقالت بمجاهدة للحديث: نعم
ناولها الأكياس قائلا بنبرة غامضة: خدى الحاجات دي لمرات عمي فى المطبخ
جذبت منه الأكياس قائلة وعيناها أرضاً: حاضر
ظل يتأملها قليلا ثم قطع الصمت قائلا بمحاولة للحديث معها: عامله أيه فى الثانوي؟
إبتسمت قائلة بسخرية: كمل الكلمة وهتعرف الأجابة
ضيق عيناه بعدم فهم لتكمل هي بسخرية: ثانوي فني يعني هايف جداً.

قطع حديثها بهدوء: محدش جبرك تدخليه من الأول أنتِ الا أخترتي
رفعت عيناها به قائلة بحزن: أختارته لأن التعليم هنا مالوش أهمية يا أحمد
رقص طرب قلبه وهو يستمع لأسمه منها فأكملت هى بحزن: الواحدة هنا ممكن تكون فى هندسة وتنجوز واحد تعليم عادي جداً عشان كدا اخدتها من اصيرها.

أنكمشت ملامح وجهه بغضب: مكنتش أعرف أنك بتفكري كدا جيانا دخلت الجامعة وبتكافح عشان توصل للعايزاه ميهماش التفكير فى الموضوع دا رغم أنها الوحيدة فيكم الا دخلته كلكم دخلتوا الفني وأحنا أهو كافحنا فى التعليم ووصلنا للاحنا فيه بتعبنا ومجهودنا
إبتسمت قائلة بسخرية: أنا ضعيفة فى بعض المواد يعنى مستقبل فاشل.

كبت ضحكاته قائلا بصوت منخفض حتى لا تستمع إليهم غادة الهابطة للدرج: شماعتك مثيرة للاهتمام بس متعلقيش عليها تانى فشلك
رمقته بغضب فوضع الأكياس على الطاولة بجوارها هامساً لها بصوتٍ خافت: بعد جوازنا هساعدك تكملي تعليم ومعنديش مانع احاول مع الفشل دا
تطلعت له بصدمة فغمز لها بعيناه تاركها بصدمة وصعد لشقتهم وهو يخطف النظرات لها..
أقتربت منها غادة بستغراب قائلة بشك: الواد دا كان بيقولك أيه؟

خرج صوتها المصعوق بأرتباك: هاا مش، ما..
اخفت غادة شبح ابتسامتها لتزفر الاخري بضيق وهى تحمل الأكياس للداخل...
صعد للأعلى والأبتسامة تلمع بعيناه لرؤية خجلها فزفر بضيق حينما رأى المشاجرات اليومية لهم...
ضياء بسخرية: ما براحة علينا يا عم هو محدش دخل شرطة الا أنت والا أيه!

يوسف بغضب: أه يالا محدش دخل غيرى ووعد مني أول ما أخلص السنادي وأستلم الشغل أبيتك ليلة فى زنزانة العباسي عشان تحرم تطول لسانك دا بعد كدا
ضياء بغضب: تحبس مين ياخويا هو أنت تقدر أنت نسيت نفسك ولا أيه؟
هبط محمد من الأعلى لصلاة العصر فتفاجئ بما يحدث فأقترب منهم سريعاً قائلا بسخرية: شكل تاني؟ مفيش فايدة فيكم!
ضياء بغضب: ما تشوف أبن أخوك يا حاج شايف نفسه أوى
يوسف بغضب أشد: شايف ابنك يا عمي.

صاح بغضب: بس منك له مش واقف أنا
يوسف بأحترام: أسف ياعمي
وضع ضياء عيناه أرضاً بتذمر: اسف
محمد بهدوء: يا حبايبيي أنت وهو كبرتم خلاص على المشاكل دي معتوش لسه أولاد صغيرين هنحل مشاكلكم ولا هنقولكم بوسوا راس بعض عيب كدا، طب لما البنات يشوفكوا بتعملوا فى بعض كدا هيعملوا أيه؟!
رفع ضياء يديه على شعره بتفكير: تصدق صح بس هو الا بيدأ مش أنا عشان أكبر مني بسنتين شايف نفسه عليا
محمد بغضب: هو أنا لسه بقول أيه!

أقترب منهم أحمد أخيراً قائلا بسخرية: دول حرام فيهم الكلام يا عمي أتفضل حضرتك وسيبلي الحيوانات دي أنا هعرف أتصرف معاهم
كبت محمد ضحكاته ثم رفع يديه على كتفيه قائلا بقتناع: ربنا معاك يا حبيبي
وغادر على الفور تاركاً أحمد فى حرب ليحيل بينهم...

وصل زين للمشفي فأسرع للداخل وأدهم خلفه ليجدها تجلس بخوف والشرطي يحاول أستجاوبها...
لا تعلم لما شعرت بالامان بوجوده رغم ظنها أنها تكن له الكره، أسرعت إليه قائلة بفرحة: زين
خرج صوته الحازم: أيه الا حصل
قصت عليه ما حدث حتى مشاجراتها مع الطبيب، غضب زين غضبٍ لا مثيل له قائلا بصوتٍ فاتك: حياة الأبرياء لعبة فى أيديك. ثم أنك أزاي تشربي القرف دا أنتِ مش خايفة من ربك.

ثم أكمل بسخرية: ولا صحيح هتخافي أزاي وأنتِ لبسك بالطريقة دي
صرخت به بغضب: أنت جيت تساعدني ولا تزلني!
تدخل أدهم على الفور قائلا بهدوء: طب والولد حالته أيه؟
أجابته بأرتباك: معرفش
زين بصوت ساخر: طبعاً وأنتِ هيهمك فى أيه؟
أستدار له ادهم بغضب: ممكن تهدا
: زين
قالها عبد الرحمن بصدمة من وجوده مع تلك الفتاة ليتضح له الآن انها شقيقته!.
اقترب منهم قائلا بغضب متخفى بصوته: حالة الولد صعبة
زين بستغراب: عبد الرحمن!

صافي بغضب: أنت تعرفه؟
رمقها زين بنظرة أخرستها ليقترب منه ادهم بأهتمام: ماله الولد؟
تطلع لها عبد الرحمن بغضب: للأسف معتش هيمشي على رجليه تاني والأصعب من كدا أن ولده متوفي وهو وحيد أمه
صافي بعدم مبالة: أنا ممكن أسافره يتعالج بس خالى أمه تتنازل
رمقها عبد الرحمن بنظرة قاتلة ثم صرخ بها بغضب: أنتِ بني أدمة حقيرة أوى مفيش عندك ذرة أحساس
صافي بصوت مرتفع: أنت بتكلمني أ..

قاطعها بغضب: صوتك العالي دا لو فضل كدا موعدكيش أنك هتفضلي على رجلك
أرتعبت منه وأبتلعت باقي كلماتها تحت نظرات زين الغامضة وأدهم المراقب لما يحدث مع زين...
أسترسل عبد الرحمن حديثه بغضب وعيناه تقتلها: الظاهر أنك مفتقدة للأخلاق ودا الواضح جدا، ثم رفع رأسه لزين بأسف: بعتذر يا زين بس حاولت على قد ما أقدر أتحكم فى أعصابي وفشلت ومعتقدش وجودي معاكم هيكون من مصلحتها..

أرتعبت منه فأسرعت بالجلوس بعيداً عنهم تحت نظرات صدمة زين ليتركهم عبد الرحمن قائلا بضيق مكبوت: عن أذنكم ورايا شغل، أشوفك على الفطار يا زين
وغادر عبد الرحمن ونظراته القاتلة مسلطة عليها بينما أقترب أدهم من زين الساكن بصمت وعيناه تتوزع بين عبد الرحمن تارة وبين من تجلس برعب يلتمسه بها..
أدهم بستغراب: بتفكر في أيه يا زين؟

إبتسم زين بأعين لامعة تتابع عبد الرحمن بنهاية الروق قائلا بخبث: لقيت حل لمشاكلي معاها
تطلع أدهم لما يتطلع له زين ليسرع بالحديث: بتجني عليها!
وسعت بسمته بالمكر: بالعكس بأدبها من أول وجديد زي ما هو قال
أدهم بسخرية ؛ وتفتكر هو هيوافق! أنت متعرفش عبد الرحمن كويس
: بس أعرف الحاج طلعت المنياوي الا عمره ما رفضلي طلب
قالها زين بأعين غامضة تفوح بالمكر والخبث.

إبتسم أدهم قائلا بثباته الفتاك: خططت ونفذت ونسيت المافيا الا هتساند الضلع التالت!
أستدار له زين بجدية: لازم تساعدني يا أدهم أنا بجد محتاج عبد الرحمن لأن زي ما شوفت هو الا هيقدر يغيرها
رفع أدهم يديه على كتفيه: الا فى الخير ربك يقدمه تعال نشوف المشكلة دي الولد دا مالوش ذنب فى الا بيحصل
زين بحزن: مش هتخلى عنه لو مهما حصل أما صافي فعقابها هستغني عنه كفايا دخول عبد الرحمن حياتها.

إبتسم أدهم بعدم تصديق: أنا مش مصدق والله الا بيحصل دا بس مضطر أساعدك وبعدين نشوف موضوعك..
إبتسم زين وتقدم من الشرطي والمرأة ليحاول التوصل لحل يريحها..

بمنزل السيدة هنية..
رتبت المنزل معها لتشعر العجوز بالونس والسعادة بوجودها...
أنهت رهف أعداد الطعام وجلست بالخارج قليلا شاردة الذهن بمن ظنت بأنه معشوقها! ولكنه حطمها بنجاح.
##
: أنتِ أغلي حاجة فى حياتي يا رهف عملت المستحيل عشان أطولك وحاربت الكل عشانك.

قالها بصوته المتخفي وهى تبحث عنه بجنون، تتأمل المكان المزخرف بالورود والشموع الحمراء بسعادة، يتخفى ويتحدث بما يفيض قلبه وعيناها تبحث عنه بجنون لرؤياه..
: عشقتك من أول ما عيوني وقعت عليكِ أقسمت أنك هتكوني ملكِ فى يوم من الأيام ووعدي كان أن البسمة مش هتفارقك طول مأنتِ معايا وطول مأنا فيا النفس..

قالها بعشقه اللامنتهي ليخرج من خلف الحائط المزخرف بحروف أسمها، خرج ذو العين الرومادية الجذابة، بشرته خمرية اللون تجذب أنظار من يراه، الهواء يتمرد مع خصلات شعره فيعبث بخصلايتها لتتمرد على عيناه...
أبتسمت بسعادة لرؤياه بعدما جهز مفاجآة العودة من سفر طال لشهراً كاملا فأعتقدت بأنه عام..
: حازم..

رددتها بخفوت فأبتسم وهو يفرض ذراعيها لتسرع إليه وتلاقى بنفسها بداخل أحضانه أخرجها بعد لقاء حافل بالقلوب قائلا بعشق: وحشتيني يا رهف
زمجرت بوجهها بضيق طفولي: لا مهو واضح أنت مكنتش بتكلف نفسك أنك تكلمني
لمعت عيناه بآلم وحزن: مكنتش هقدر أسمع صوتك وأكمل بسفري دا كان أكبر عذاب لو عملت كدا.

وضعت عيناها أرضاً بخجل بأبتسامتها المتلهفة فأبتسم قائلا بعشق: الضحكة دي الا بتقضي على حازم السيوفي وبيكون مستعد يفقد حياته عشانها..
أبتعدت عنه فكلماته ستوقعها بمصير تخجل منه ليقترب منها واضعاً سلسال رقيق للغاية على رقبتها قائلا بهمس: كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبتي..
قالت بصدمة من تذكرها التاريخ: عيد ميلادي!

أشار لها بأبتسامة بسيطة قائلا بغضب مصطنع: المفروض كنت أرجع أمبارح بس عشان المناسبة دي أضطريت أستنا للنهاردة شوفتي كمية التضحية؟
تعالت ضحكاتها لتنغمس بأحضانن قائلة بخجل: بحبك
أغمض عيناه بسعادة: وأنا بعشقك يا رهف لو تعرفي أنا بعمل أيه عشان أصدق أنك خلاص بقيتي زوجتي أحتمال تقولي أتجننت
أبتعدت عنه بجدية: بتعمل أيه؟
أخفى بسمته قائلا بحذم: خلاص بقا
رهف بتصميم ؛ لا لازم أعرف.

حازم بخفوت: عيب مركزي وهيبتي أدام الحرس والمجتمع
أنفجرت ضاحكة قائلة بشك: بتعمل أيه؟
أخرج من جيبه عقد الزواج غامزا بعيناه لتفهم مقصده فأنفجرت ضاحكة وهو معها...
أفاقت من ذكرياتها على دمعة ساخنة من عيناها، نعم عشقته حد الجنون ولكن مجهولا ما دمر حياتهم سوياً..

بفيلا زين..
ولجت للداخل معه فألقي بجاكيته على المقعد بغضب ليكمل حديثه: أسمعي يا بت أنتِ أنا لحد دلوقتي بحاول أتحكم فى أعصابي بس متحلميش بأكتر من كدا
صافي بغضب: أنا كمان مش بحبك أنت مستحيل تكون أخويا خالد بس هو الا أنا حبيته لأنه فعلا يستحق كدا لكن أنت شيطان مش أخ.

إبتسم بآلم قائلا بصوتٍ محطم: أنتِ صح أنا الشيطان الا أتحد أمه عشان أجيبك البيت دا وأنا الشيطان الا لأول مرة أتخلى عن مبادئ وأستخدم نفوذي عشان أخرجك من المصيبة الا عملتيها، أنا مش بلوم عليكِ ولا على عقليتك بالعكس أنا متفهم البيئة الا أتربيتي فيها كل الا طلبته منك وبعافر معاكِ عشانه أنك تتغيري للأحسن، القيم والمبادئ مش محتاجه لدولة عربية ولا لجنسية معينة بالعكس دي المفروض تكون سمات البشر وأنا الا هساعدك تعرفي دا..

وتركها زين وصعد لغرفته، تركها بعدما لامس كلماته قلبها...
جلست على المقعد بغضب تسترجع ما حدث معها مع الطبيب المتعجرف من وجهة نظرها بينما هو بالأعلى يقسو جراحاً مما يحدث له، لينهى بؤرة آنينه وأبدل ثيابه ليذهب للعزيمة...

عاد أدهم للمنزل فصعد للأعلى ليبدل ثيابه ولكنه وجدها تجلس على الدرج بآلم تحاول تخليص نفسها مما بقدميها ولكن لم تستطيع...
أقترب منها أدهم قائلا بثبات: فى أيه؟
ما أن رأته حتى اسرعت بالوقوف بخوف بدا على ملامح وجهها ولكن سرعان ما جلست من تحملها على قدميها فقالت بأرتباك: ها مفيش
جلس على الدرج بأبتسامته الجذابة قائلا بزهول: هو أنتِ ليه لما بتشوفيني بحس أنك شايفة شبح.

تطلعت له قليلا بصمت ووجهها يكسوه الخجل فكيف ستخبره بأنها تعشقه منذ الطفولة..
تأمل قدميها قائلا بستغراب: أيه الا دخل فى رجلك؟
أجابته بهدوء وعيناها تتحاشي النظر له: مكة وقعت الكوبيات وأنا نزلت ومش أخدت بالي
تطلع لها قائلا خالينى أساعدك
وقبل أن تتحدث جذب ما بقدمها فصرخت بقوة ويدها تقبض على يديه ليبتعد عنها..
إبتسم أدهم قائلا بسخرية: مش أوى كدا دا لو طفلة جايو تكون أعقل..

كفت عن الصراخ وتأملته بغضب تحول لصدمة وهى ترى يديها على يديه فجذبتها سريعاً والخجل يفترش على وجهها، تطلع لها أدهم بقلب يعلم كيف الطريق للحياة فأبتسم بخفوت حينما رأها تستند على نفسها حتى تهرب من أمامه..

أقترب موعد الآذان فتجمع الأبناء بالمنزل ليسعد طلعت المنياوي بوجود زين فهو يحبه كثيراً، هبط أحمد وعبد الرحمن والجميع فأخبر زين عبد الرحمن بأنه بحاجة الحديث معه ولكن بعد الأفطار...
أبتسم طلعت قائلا بفرحة: نورتنا يا ولدي
إبتسم زين: بنورك يا جدى والله ليك وحشة وكنت ناوي أجي أقعد معاك بعد الفطار بس أنت الا سابقتني
تعالت ضحكات طلعت: بكاش زي جدك
شاركه إبراهيم البسمة: منورنا يا زين والله.

أحمد بغضب مصطنع: وأحنا ملناش من الانوار جانب
عبد الرحمن بسخرية: هتنور بالعافية يعني!
إسماعيل : عيب كدا يالا دا أحمد ينور ويشرف اي مكان
احمد بغرور: ربنا يخليك لينا يا عمي دايما رافع راسي
تعالت ضحكات الجميع ليصدح الآذان بالخارج فتناول كلا منهم أفطاره، أما بالخارج كانت تجلس الفتيات يتناولن فطورهم بسعادة بعدما علموا بذهابهم لشراء ملابس العيد...

أنهى الجميع طعامهم فجفف زين يديه قائلا بأعجاب: ماشاء الله الأكل كان تحفة
محمد بأبتسامة هادئة: ألف هنا يا بني
أدهم بسخرية: قولتلك بس مفيش فايدة خاليك فى الأكل الأيطالي بتاعك
ضياء بمرح: أكل أيطالي مرة واحدة لا دانا كدا أجي أفطر معاك
زين بأبتسامة هادئة: دا الا هيحصل فعلا كلكم هتشرفوني بكرا بأذن الله
طلعت بهدوء: الشباب يشرفوك يا ولدى لكن أني أنت خابر زين المصالح الا ورايا أنى وعمامك.

زين بتفهم: عارف ياحاج وأنا جاي أوصلهم أسمحلي أكلمك بموضوع كدا مش هياخد من وقتك كتير
رمقه بغضب: بستأذن عشان تاجي دارك إياك!
إبتسم قائلا بنفي: لا طبعاً مش أستأذان بعرف حضرتك عشان تستناني مش تنام
تعالت ضحكاتهم جميعاً وخاصة أحمد وضياء، على عكس أدهم كانت عيناها تجوب عبد الرحمن بقلق مما ينوى زين فعله...

ترك طلعت لهم القاعة حتى يتفردوا بالحديث، فجلس عبد الرحمن مع زين بمفردهم وتبقي الجميع بالقاعة، وقف أدهم قائلا بهدوء: عن أذنكم
آبراهيم: رايح فين يابني؟
أدهم بأرتباك: وعدت نينا أنى هروح أشوفها النهاردة
محمد بستغراب: طب ما تروح بكرا أنت نسيت كلام جدك هتاخدوا البنات عشان لبس العيد
ادهم بهدوء: لا فاكر يا بابا بس دا وعد، على ما يلبسوا هكون رجعت بأذن الله ..
أشار له بتفهم فغادر على الفور ليعلم ما بها...

: أيه الا بتقوله دا يا زين؟!
قالها عبد الرحمن بصدمة مما يستمع له...
زين بهدوء: أنا محتاج مساعدتك فعلا يا عبد الرحمن وعارف أنك صديقي وهتقف جانبي
عبد الرحمن بزهول: دي مش مساعدة دا جواز وأرتباط وبعدين أنت عايزني أتجوزها عشان شيء معين وأنت عارف أن الا بتقوله صعب
زين بثبات: الا بقوله كان بالنسبالي شيء محال بس بعد ما شوفت الا حصل النهاردة غيرت رأئي...

عبد الرحمن بتفكير: الموضوع صعب يا زين أنا مش هقدر أتحكم فى اعصابي معاها وأنت عارفني كويس مش عايز أوصل لتصرف محبش أوصله..

إبتسم زين قائلا بفخر: أنا أخترتك لأني عارف أخلاقك كويس، أسمعني يا عبد الرحمن أنا مطلعتش من الدنيا دي غير بأخويا خالد كنت عارف أن أبويا أتجوز من 26 سنة ومخبي على والدتي وكان دايما بيتحجج عشان يسافر أمريكا ولوحده أستغفلها 16 سنة وهى متعرفش كل دا كان خالد على تواصل بصافي، والدتي طلبت الطلاق وبعدت عنه وبعدها بسنين مات وساب كل الثروة بأسمى.

أستمع له عبد الرحمن بأهتمام ليكمل زين: أستغربت من الا ابويا عمله ليه يكتب كل حاجة بأسمي! بعد كدا عرفت الأجابة على أسئلتي الست الا فضلها على أمي وأتجوزها من جنسية تانية كانت طمعانه فى فلوسه فخاف علي ميراث صافي منها ومن طماعها عشان كدا خالنى مالك لكل حاجة مع وصيته ليا بأنى أبعت كل شهر مبلغ ليها ولخالد ولوالدتي وذكر في الوصية تعليمات ليا عشان أقيم تسليم الميراث ليهم هيكون أمته، فات شهور وسنين كنت ببعتلها فيهم المبلغ الا بابا امر بيه لحد ما أتفاجئت بوجودها فى مصر بتطالب بحقها ممكن دا كان سبب يخلينى أشوف تربية الست دي ليها لدرجة أنى كرهت نفسي أكون أخوها، تعلقها كان بخالد الله يرحمه ودلوقتي كرهها ليا مخليها عايزة تاخد نصيبها باى طريقة عشان ترجع أمريكا...

انا بحكيلك كل دا يا عبد الرحمن لأني مش عايزاها تمشى من هنا غير وهى أنسانه تانية أكون حققت وصية أبويا وكسبت أخت تعوضني عن خالد.
قال كلماته الأخيرة بحزن طعن قلبه فكاد الحديث ليقطاعه زين بأبتسامته الفتاكة: مش عايز أعرف رأيك دلوقتي الا عايزك تعرفه أنك أنت وأحمد وأدهم أعز أصدقائي وأوع تربط طلبي بدا فكر وهستانا رأيك بكرا على الفطار، سلام..
وغادر زين بهدوء تاركاً إياه بعاصفة من البراكين!

وصل أدهم لمنزل جدته فولج للداخل بعد ترحبياتها الحارة فتركته لتقدم له الحلوى ...
ولجت رهف للداخل قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع: أنا جاهزة لأجابة سؤالك يا ادهم
تطلع لها قليلا ثم أشار للأريكة: أقعدي...
جلست رهف بدمع يلمع بعيناها لذكريات لا طالما حاولت جاهدة نسينها لتبدأ بالحديث قائلة بدموع: حازم
تأملها قليلا ثم قال بهدوء: وليه تقبلي أنه يعمل فيكِ كدا؟

طال دمعها قائلة بصوت متقطع: هروح فين يا أدهم وأنا أخترته هو وفضلته على أهلى
وبكت بقوة ليصعق قائلا بعدم فهم: مش فاهم أنتِ بتتكلمي عن ايه باباكِ ومامتك كانوا موفقين على جوازك منه!
جففت دمعها قائلة بثبات حاولت التمسك به: أنا هحيلك على كل حاجة، أنا لما وافقت أتجوز حازم كان لأني مشاعري كانت متلغبطة من ناحيتك مكنتش عارفه دا حب ولا أعجاب!.

أستمع لها ببعض الآلم لتكمل بدموع: أتجوزت أنا وحازم بس وقسمن بالله ما عشان فلوسه بالعكس أنا حسيت من نحيته براحة نفسية، بعد جوازنا حازم أخدني فى دنيا تانية، عمره ما قسي عليا أبداً ولا يوم دموعي نزلت بسببه سنة كاملة كنت حاسة فيها أني فى جنة، ثم قالت ببكاء شديد: أنا حبيته أوي يا أدهم وأتعلقت بيه أووى.

لم يشعر بالآلم لتعلقها به حتى هو يشعر بالتعجب من ذلك ربما لا يعلم بأن القلب أختار معشوقته لتأتي صورتها أمامه ولكنه أنفض أفكاره قائلا بهدوء: وبعدين
رهف بدموع: معرفش...

تطلع لها بعدم فهم لتقول ببكاء حارق: زي ما بقولك كدا معرفش أيه الا حصله فجأة بقى شخص تانى بيتحجج على أقل حاجة وبيرفع أيده عليا كتير جدااا حتى أهلى أهاني أدمهم أكتر من مرة وأخرهم بالضرب وطبعاً بابا مسكتش وأدخل وكان نهايتها أنه خيرني بينه وبين أهلي..
قالت كلماتها الاخيرة وعيناها تفترش الأرض بدموع ليكمل هو بغضب ساخر: وأخترتيه!

رفعت عيناها له ببكاء وصوت متقطع: غصب عني يا أدهم أنا بحبه وألتمستله العذر أن ممكن يكون فى حاجة فى شغله أو حاجة زعلان منها لكن الوضع زاد عن حده لدرجة أن معتش له في قلبي أي حب هو الا حوله بنفسه لكره..
بكائها بث الحزن له ولكن كيف يعشقها لهذا الحد ويقسو عليها!
خرج صوت ادهم المنزهل قائلا بشك: متأكدة أنك مش عملتي حاجة تزعله؟

أسرعت بالحديث: أبداً والله حتى شغله سألت وعرفت أن مفيش مشاكل فيه والا كسرني أكتر أنه مش فاكر حاجة من ذكرياتنا بيحاول ينسى كله..
وأجشعت بالبكاء فخرج صوته بهدوء: أكيد فى حاجة يا رهف عموماً ارتاحي دلوقتي وأنا هحاول أشوف الموضوع دا حتى لو هقابله بنفسي رغم أننا على خلاف من الا حصل زمان
قالت بغضب: لا متقابلوش انا خلاص معتش فارقة معايا كل الا عايزاه أنه يطلقني وبس ...

كاد الحديث ولكن صدح هاتفه برسالة أحمد بالتعجال فالجميع بأنتظاره..
وقف ادهم قائلا بهدوء: هنتكلم بعدين يا رهف مضطر أمشي
رهف بتفهم: تمام، ثم قالت بخجل: مش عارفة اشكرك ازاي يا أدهم؟
إبتسم قائلا بثبات: مفيش داعي للشكر أنتِ عارفه اننا هنا بنساعد بعض فى النهاية أحنا من منطقة واحدة
إبتسمت له ليتواجه للمغادرة فصاحت به جدته بغضب: كدا يا أدهم ماشي من غير ما تأكل الحلويات بتاعتي!

آبتسم وهو يجذب قطعة يلتهمها بتلذذ قائلا بمكر: أنا أقدر دانا بجي هنا مخصوص عشان الحلويات
ابتسمت قائلة بمرح: كل بعقلي انا الحلاوة
خرج من البيت قائلا بغمزة عيناه الساحرة: اشوفك تانى
وغادر ادهم تحت نظراتها وبسمتها له...

دموع وآنين يصاحبها، لا طالما ظنت بأنه تاج السعادة ولكنه حفر لها الشقاء، ظلت همس بغرفتها تبكى حالها، كم ودت أن تركض لأحضانه حتى تزيح قسوته ليشعر بقلبها، ولكن ماذا ستفعل مع قلب جرده الانتقام من العشق؟!

بمكان ما، فتح عيناه بضعفٍ شديد، وجهه مملوء بالكدمات المميتة، صوت آنين خافت يصدر منه، يديه مكبلة بقوة وجسده يهوى كالوري...
ولج من الخارج يرمقه بنظراتٍ محتقنه قائلا بسخرية: أتمنى تكون الخدمة عجباك
رفع عيناه بضعف شديد قائلا بصعوبة بالحديث وهمس خافت: أعمل فيا الا أنت عايزه بس أرجوك يا حمزة بلاش تأذيها أرجوك.

أقترب منه بشرار يتوهج من عيناه جذابه بقوة من خصلات شعره ليصدر تأوهات خفيفة: بالعكس دي نقطة ضعفك الوحيدة وأنا عارف أزاي استغليها كويس، هتهرب مني فين مصيرها هترجع وأنت هترجع تشوفها وأنا بكسرها أدامك
رمقه بنظرة طويلة ثم قال بضعف: ليه الكره دا؟ أنا عملتلك أيه استحق بيه كدا!
رمقه بسخرية: الا عملته كتير أوى.

وتركه وغادر، تركه يدعو الله أن لا يتمكن من إيجاد معشوقته حتى تتمكن من النجاة، لم يشعر بآلآم جسده، لاااا بل تآلم كثيراً لرؤيتها تتألم أمام عيناه ولم يتمكن من مساعدتها..
رفع رأسه للسماء قائلا بآنين: يارب..

، فزعت من نومها وهى ترى ذلك الحلم المتكرر، تراه مكبل بالقيود ويصرخ بقوة ليحتضنها من شلال الموت، بكت رهف كثيراً وهى تطعن ذاك القلب على عشقه الأحمق بهذا اللعين القاسي لا تعلم بأنه يذق أشده أضعافٍ مضاعفة فماذا لو علمت بحقيقته؟!
ماذا لو علمت بأن هناك لغزاً خفي بعيداً عنها لينضم لقايمة الأبطال بطلا لا يقل أهمية عنهم!
حياة من جحيم ستلقاها تلك المغرورة على يد الطبيب اللعين ولكن ماذا لو حدث المحال؟!

ما مجهول همس؟ وهل ستتغلب على قسوة زين المهدي؟!


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:25 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع

توجهوا جميعاً لشراء الملابس فكانت الفرحة حليفة الفتيات، جلس الشباب بمكانٍ قريب منهم حتى يتمكنوا من شراء ما يريدون...
فلاحظ أدهم شرود عبد الرحمن المتوقع فتطلع لأحمد قائلا بغموض: هتفضل واقف كدا كتير
أحمد بستغراب: والمفروض أعمل أيه؟ ألف معاهم مثلا
قاطعه بغضب: روح هات حاجة نشربها يكون أفضل
رمقه أحمد بغضب ثم غادر ليحضر لهم المطلوب، أستغل أدهم الفرصة ليتحدث قائلا بثبات: بتفكر في أيه؟

تطلع له عبد الرحمن بصمت قطعه بعد تفكير: أنت كنت عارف؟
اشتر له برأسه فأبتسم عبد الرحمن بسخرية ؛ سؤال غبي هو حضرتك بيخفى عليك حاجة!
خرج صوته الهادي: أنت مش مضطر لكدا أرفض وزين أكيد هيتقبل سبب رفضك
طافت عيناه الغموض ليقطعهم أحمد قائلا بغضب: أتفضل ولو مش عاجب حضرتك منكن أبدلهولك عادي
تناول أدهم ما بيديه ثم أبتعد عنهم ليجيب على هاتفه...
أقترب أحمد منه قائلا بشك: أنتوا بتحاولوا تخبوا عليا حاجة!

رمقه عبد الرحمن بغضب: أخرج من دماغي دلوقتي أنت كمان
وتركه وغادر ليحسم أموره...
أنهى أدهم مكالمته وتوجه للعودة ولكنه تفاجئ من وجود حازم السيوفي بنفس المكان، أقترب منه أدهم والزهول على وجهه من رؤيته هنا فوقف أمامه قائلا بثبات: ممكن أخد من وقتك
رفع عيناه بتعجب قائلا بهدوء مصطنع: أنت تعرفني؟
صعق أدهم وتطلع له بشك فكيف له ذلك!..
بعد مجاهدة لخروج صوته قال بغموض: مش معقول ذاكرة حازم السيوفي ضعيفة للدرجادي.

بدا التوتر يحتل قسمات وجهه فحمل متعلقاته قائلا بعدم مبالة: أتاخرت على معاد مهم، وتركه وتوجه للخروج ليستدير قائلا: شرفني فى المكتب لو تحب
وغادر اللعين المكان بأكمله تحت نظرات النمر المتفحصة له، كلماتها تصدح بعقله وتردد على مسمعه ليرفع هاتفه برقم رفيقه فأجابه على الفور...
زين بسخرية: لحقت أوحشك!
أدهم بجدية: محتاج منك خدمة هتقدر تعملها؟
زين بستغراب: خدمة أيه دي؟

أدهم بغموض: عايز كل المعلومات عن حازم السيوفي وبالأخص عيلته وحياته الشخصية
زفر بغضب: حازم السيوفي تاني يا أدهم، مش كنا خلصنا منه
أدهم بغضب: خلاص يا زين أنا هجيبهم بطريقتي
قاطعه بحدة: على الصبح هتلقيهم على مكتبك
أغلق أدهم الهاتف وعيناه تلمع بغموضٍ تام ليجدها تقترب منه بخجل وأرتباك: مكة عايزاك فوق
ضيق عيناه بستغراب: ليه؟
أخفت عيناها عنه: معرفش
إبتسم بخفة وهو يشير لها بأن تتابعه...

ولج أدهم لأحد المحلات ليجد مكة فى أحد المشاجرات اليومية الخاصة بها...
صاحت بغضب: يعنى أنت تستغفلني!
الرجل بزهول: أستغفلتك فين يا أنسة!
مكة بغضب: أخد منك البلوزة على 250 ج وأطلع أدام ألقيها ب190ج أيه شغل القفشات دا؟
الرجل بهدوء: لا حولة ولا قوة الا بالله نفس القمشة والمصنع؟
قاطعته بحدة: نفس كل حاجة
أدهم بغضب: ممكن لو خلصتي الا بتعمليه تتفضلي قدامي
أنتبهت لوجوده فأسرعت إليه بضيق: يعني يستغفلني وأسيبه؟

جذبها أدهم بغضب وخرج قائلا بضيق: أنتِ أيه الا بتهببيه دا!
وقفت جواره بعين تشع شرار: أنا الا ندتلك عشان تجبلي حقي خرجتنا من المحل والراجل ناصب علينا
قاطعها بسخرية: عليكِ تقصدي أما بقا حساب الا عمالتيه جوا فدا لما نرجع البيت أن شاء الله
صرخت بضيق: ليه هو أنا الا نصبت عليه.

رمقها بنظرة جعلتها تبتلع كلماتها وتتجه للأسفل بصمت، كبتت جيانا ضحكاتها بصعوبة فوجدته يتأملها بنظراته الفتاكة، أقترب منها ادهم قائلا بمكر: أنتِ كمان حد ضايقك؟
أشارت له سريعاً فأبتسم قائلا بسخرية لرؤية خوفها: يا بنتي أنا بنى آدم زيكم والله طب أعمل أيه تانى عشان تتاكدي
أخفت بسمتها وأتبعت مكة بخجل شديد...
بالأسفل...
أنهت ياسمين وغادة شراء ما يلزم فأقتربوا من أحمد وعبد الرحمن بأنتظار باقى الفتيات...

نظرات أحمد المتوجة بعشق جعلت قلبها ينبض بقوة لا مثيل لها، فحاولت أخفاء ما بها ولكن هيهات، أنضمت لهم مكة وجيانا وأدهم فجلسوا جميعاً على طاولة مشتركة بأنتظار سلوى وريهام ونجلاء...
غادة بأبتسامة واسعة: دانا جبت حاجات لوز اللوز
أحمد بسخرية: لوز!
عبد الرحمن بغضب: متركزش معها...
تعالت ضحكات ياسمين فتطلع لها أحمد بشرود ليصرخ بآلم حينما يركله عبد الرحمن بقوة قائلا بهمس: حسيت أنك محتاج مساعدة عشان تعرف حدودك.

رمقه بنظرة محتقنه تحت نظرات أدهم لهم فحاول أخفاء ضحكاته عليهم ولكن لم يستطيع...

بفيلا زين...
كان يقف بالشرفة شارد الذهن بها، عيناه تطوف به لبئر عميق لا مخرج منه سوى الأنتقام...
ولج للداخل وأبدل ثيابه ثم هبط للأسفل ليعتلى سيارته ليشرع بأولى خطوات الأنتقام..

بمنزل همس..
كانت تجلس بغرفتها بصمتٍ تام لا أحد يعلم ما بها!، كلماته تتردد على مسماعها فبثت لها حافل من الرعب أزداد حينما أستمعت لصوت سيارة تقف أمام المنزل فأسرعت إلى الشرفة فصعقت بشدة حينما رأته يهبط ويتوجه للداخل...
قرع الباب ففتح له والد همس قائلا بستغراب من وجوده بهذا الوقت: زين! أتفضل يا يني.

ولج زين للداخل بعينٍ تنبش لرؤياها، فجلس على الأريكة قائلا بخجل: بعتذر منك يا عمي أنى جيت فى الوقت دا بس لو ممكن أشوف همس؟
إبتسم الرجل ذو الأربعون عاماً قائلا بشك: أنا كان قلبي حاسس أن في حاجة بينكم عشان كدا هى مش بتخرج من اوضتها
أكتفى زين بأبتسامة هادئة ثم جاب عيناه من تقف بتلهف وخوف يكسو ملامح وجهها فترك لهم الرجل مساحة واسعة للحديث فهى زوجته بنهاية الأمر...

تلبشت محلها لدقائق تتأمل صمته برعب لا مثيل له إلى أن خرج صوته الساخر: بعتذر أنى ازعجتك من نومك الجميل بس لازم تتعودي على كدا
لمعت عيناها بالدموع قائلة بقوة مصطنعة: عايز أيه يا زين؟
تخل عن مقعده وأقترب ليقف أمام عيناها بطالته الطاغية يلتزم الصمت عن تعمد حتى يتلذذ بخوفها البادي بعيناها...
: جيت أنفذ وعدي.

قالها بهمس جوار أذنيها فرفعت يدها على فمها تكبت شهقاتها من الصدمة، أبتعد عنها يتأمل دمعاتها والصدمة المكتسحة لوجهها بتلذذ فقالت ببكاء: أنا لا يمكن أخرج معاك حتى لو على جثتي
إبتسم قائلا بخبث: بتتحديني!
وضعت عيناها أرضاً تخفى ضعفها أمامه ولكنها تماسكت بالهدوء حينما قالت: بابا مش هسيبك تعمل كدا
إبتسم بخفوت قائلا بمكر: أحيانا الكدب بيكون وسيلة جيدة للمواقف الا زي دي.

ضيقت عيناها بعدم فهم فأقترب منها ليحصرها بين الحائط ويديه قائلا بأعين مشعة بالأنتقام: لما أقوله مثلا أنك بقيتي مراتي شرعاً وقانون ويشوف هو بقى هيقدر يعمل أيه عشان بنته مش تتفضح
جحظت عيناها بصدمة وهى تتأمله فرفعت يدها حتى تصفعه بقوة تعيده لوعيه ولكن صارت يديها هو من تواجه قوته المهولة حينما ضغط عليها بقوة فتهشمت عظامها بين يديه فأغمضت عيناها بقوة، صراخ مكبوت، ودمع جعله يتركها على الفور...

رفعت يدها بآلم كبير فلم تقوى على تحريك أصابعها، تأملها بثبات كأن لم يكون فرفع صوته بعض الشيء: يا عمي.
علمت بما ينوى فعله فأقتربت منه بدموع قائلة بهمسٍ مذبوح: لا يا زين أبوس أيدك متعملش كدا بابا مريض ومش هيستحمل أرجووك
بقي ثابتاً كالجماد يستمع لها ويتأملها بصمت..

زاد بكائها حينما وجدت والدها يجيبه فأمسكت يديه بيدها السليمة قائلة برجاء بصوت منخفض باكي: حرام عليك يا زين أنتقم مني أنا هو مالوش ذنب أنت بتقول أنك بتعتبره زي باباك بلاش تكسره بالكدب دا أرجوك مش هيتحمل وأنا أوعدك هعمل الا أنت عايزه بس بلاش بابا أرجوك
سكونه جعلها تشعر باليأس فمن أمامها هو آلة مجردة من الأحساس، تركته همس وتركت دمعاتها أستعداد لما سيحدث..

دلف العم حسين للداخل قائلا بستغراب: أيوا يا زين
ظل كما هو يتأملها بصمت حتى بعد كلمات حسين فخرج صوته ونظراته عليها: كنت حابب أن الفرح يكون الأسبوع الجاي لو حصرتك معندكش مانع
آبتسم الرجل قائلا بفرحة: بالعكس يابني مدام جاهزين هنستانا ليه أنا نفسي أفرح بيكم
قال ونظراته مسلطة عليها: خلاص أعدي على حضرتك بعد بكرا نتفق
حسين بتفهم: الا تشوفه ياحبيبي..
ورمقها زين بنظرة أخيرة وخرج تاركها بصدمة من تصرفه...

أما هو فقاد سيارته بجنون كأنه بصراع قوى بينه وبين قلبه النابض بالعشق يحاول أن يبتر جزءاً من جسده حتى يتمكن من الخطى بدرب الأنتقام...

عاد أدهم والجميع للمنزل فصعد كلا منهم لشقته فالوقت صار متأخر للغاية...
مر الليل بسلام على البعض وبآنين على الأخرون، قضى عبد الرحمن ليله بالتفكير بما قاله زين ليحسم قراره الأخير بعد تفكير دام لسطوع شمس يوماً جديد...

بمنزل هنية...
رغم قصر المدة التى قضتها رهف مع هنية الا أنها أحبتها حباً جماً حتى الكدمات بوجهها بدأت تخف عن حدتها قليلا...
أستيقظت رهف من نومها فخرجت من غرفتها لتجد هنية ترتدي جلبابها الأسود فأبتسمت قائلة بستغراب: راحة فين يا تيتا؟
بادلتها البسمة قائلة وهى ترتدى حجابها الفضفاض: هنزل السوق أشترى شوية حاجات يا نين عين تيتا وبالمرة أجيب ورق عنب عشان ادوقك الطاجن الا باللحمة وتشوفي نفس ستك هنية.

أقتربت منها رهف قائلة بمرح: كل دا ومشفتش نفسك دانا قربت أبقى كرنبة
تعالت ضحكاتها قائلة بسخرية: من يوم واحد شكلك بكاشة زي الواد أدهم
قطعتها بتذمر طفولي: لا والله دانا عسل عشان كدا هدخل أعمل التقلية بتاعت المحشي لحد ما ترجعي
وجذبت حذائها قائلة بأرتياح: مش هتأخر بأذن الله
وغادرت بعدما ألقت السلام عليها لتتبقى من ستنال مجهولها المميت...

أعادت رهف ترتيب المنزل بعد خروج هنية فتعجبت بشدة حينما أستمعت لصوت طرقات على الباب فرددت بخفوت: معقول لحقت!
وجذبت حجابها ترتديه بأهمال لترى من؟ فكانت الصدمة حليفتها حتى أنها حاولت الصراخ
ولكن هيهات كمموا فمها ليسري المخدر جسدها الهزيل ليحملوها بسرعة كبيرة إلى السيارات الخاصة بحازم السيوفي..

بمنزل طلعت المنياوي..
خرج أحمد من المنزل لعمله فتفاجئ بعبد الرحمن غافل على المقعد الخارجي، أقترب منه بزهول فرفع يديه يحركه بخفة: عبد الرحمن، عبد الرحمن
فتح عيناه بتثاقل فتفاجئ بأحمد امام عيناه فقال بصوتٍ يكاد يكون مسموع: فى حاجة يا أحمد؟
أحمد بسخرية: حاجة أيه! أنت أيه الا منيمك هنا؟
عبد الرحمن بنوم: هنا فين؟

ثم رفع عيناه بتذكر: أه، أنا رجعت من صلاة الفجر فقولت أريح هنا شوية وأحصلكم بس الظاهر راحت عليا نومة
رمقه بنظرة متفحصة قائلا بغضب: بتعمل عليا أنا حوار يا عبد الرحمن!
وضع عيناه أرضاً فهو يعلم جيداً بأنه صفحة بكتاب يجمعه هو والمافيا..
زفر بأستسلام: هحيلك وأمري لله
أحمد بصدمة: أمري لله! هو الموضوع خطر للدرجادي
رمقه بغضب: أنا طالع أكمل نوم
جذبه سريعاً قائلا بجدية: ميبقاش خلقك كنز كدا أقعد.

وبالفعل جلس عبد الرحمن وشرع بقص ما حدث على مسمعه ليصيح بصدمة يتبعها الغضب: وأنت ذنبك أيه تتحمل وقاحة البنت دي؟
عبد الرحمن بصوتٍ منخفض: الموضوع مش كدا يا أحمد وأنت عارف كويس أن زين لو حابب يجوزها مش هيغلب ميت واحد هيتمنوا يناسبوه لكن هو حسبها زي ما قولتلك
أحمد بهدوء: ماشي يا عبده بس لا جدك ولا أبوك هيوافق
إبتسم عبد الرحمن بسخرية: جدك بالذات لو عرف أعتبر الجوازة تمت..

أشار له بتفهم قائلا بغضب مكبوت بالهدوء: طب أنت هتعمل أيه؟
رفع عيناه للفراغ قائلا بغموض: هقوله قراري على الفطار بأذن الله..
ثم توجه للداخل قائلا بتعب: هطلع أريح شوية وأنت يالا عشان متتأخرش على شغلك
أشار له أحمد بتذكر ثم خرج ليوقف سيارة أجرة لعمله..

بدات بأستعادة وعيها تديجياً فنهضت عن الفراش برعب حينما وجدت نفسها بذاك القصر اللعين، دب الرعب قلبها والدموع عيناها، ففتحت باب الغرفة سريعاً على أمل الهروب من القصر مجدداً ولكن كانت الصدمات تتوالى حينما وجدته يجلس على المقعد أمامها وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى، نظراته ترمقها بغضب تعلم ما مصيرها بين يديه..

تراجعت للخلف بزعر حينما نهض عن المقعد ليقترب منها، فشلت بالتحكم برجفة جسدها التى تنقبض خوفاً من أقترابه منها..
خرج صوته أخيراً بعدما جذبها من حجابها بقوة لتصرخ بآلم: كنتِ فاكرة أنك هتهربي مني يا شاطرة؟!
صرخت بآلم قائلة بدموع: أبعد عني
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أبعد عنك! هو أنا لسه عملت حاجة؟.

ودفشها أرضاً فتراجعت للخلف بزعر من ما سيفعله نعم أعتادت على الأمر ولكن جسدها لم يعتاد، بكت برجاء وهو يجذب السطو القاسي لها قائلة بدموع وخوف: أرجوك يا حازم أنا مش هعيدها تانى صدقني.

تعالت ضحكاته وهو يهوى على جسدها بعدة ضربات أقتلعت أعناق روحها لتصرخ بقوة وآنين أقتلع قلب العاشق الذي يراها بكاميرات حرص على وضعها هذا اللعين ليتعذب عذاب لا مثيل له وهو يرى نظرات الخوف والكره من معشوقته ويستمع لشهقات آنينها وآلمها المتزايد مع ضربات السطو الجلدي القاسي...
حاولت قدر الأمكان الحفاظ على وعيها لتعافره وهو يجذبها كالعادة لذاك القبر المظلم...

أغلقت عيناها بضعف ليظن بأنها فقدت الوعى كالعادة فحملها ليهبط بها للأسفل، لا طالما كان يفعل ذلك حينما تغيب عن الوعى ولكنها كانت تستمع لصوته يناديها ولكن لم تستطيع فتح عيناها...
ألقى بها تحت أقدامه ليرفع رأسه بتحدى له: مش قولتلك هجبها لو فى أخر الدنيا..

كانت نظراته له تحمل اللهيب والغضب فجذبه إليه ليضيق الحديد على جسده قائلا بشر: متتصورش بستمتع أد أيه وأنا شايفك كدا وبالأخص وأنت شايفها مرمية تحت رجليك وأنت عاجز حتى أنك ترجعها لوعيها
أستمعت رهف لما يحدث بعدم فهم ولكن حرصت على غلق عيناها حتى تنجو من شره..
خرج صوته أخيراً بألم: أنت أنسان مريض يا حمزة
صعقت رهف وهى تستمع لذاك الصوت الذي نبض له قلبها! كيف ذلك؟! كيف لشخصٍ يحمل نفس الصوت؟!

حاولت فتح عيناها ولكن خشيت أن تبتعد عن غايتها فألتزمت السكون...
جذب المقعد وجلس أمامه وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالى وكبرياء: الشخص المريض دا بقا هو الأقوى وأنت هنا عاجز وضعيف حتى حماية نفسك و..
كاد أن يكمل حديثه ولكن صوت هاتفه من أوقفه ليخرج تاركاً المجهول والصدمات تكشف لهمس لتعلم بأن معشوقها مازال كما هو، قلبه محفل بعشقها المتيم...

تطلع لها حازم بضعف ودمع يلمع بعيناه، حاول من قبل كثيراً أن يجعلها تفق على وجوده ولكن هيهات بعد ما تتعرض له من ضرباً مبرح تفقد وعيها لساعات طويلة...
خرج صوته بآلم: سامحيني يا حبيبتي سامحيني...
فتحت عيناها بدموع وهى تحاول الثبات، رفعتها ببطئ لتحل الصدمة قسمات وجهها وهى تراه، نعم هو، هو من خفق له القلب وعشقه بجنون، هو صاحب العينان المفعمة بالحنان والعشق...

صعق حازم وهو يراها تنظر له بصدمة فردد بهمس يكاد يكون مسموع: رهف!.

جاهدت للوقوف وبالفعل بعد عناء طويل فعلت، وقفت تتأمله بصدمة لا مثيل لها، تأملت الشاشات من حوله التى تعرض أركان القصر بأكمله فوجدت الأخر يجلس بالخارج على الأريكة وبيديه الهاتف، ربما الصدمة التى بها هى من ستدفع بها للأغماء وليس آلآم جسدها المبرحة..، نقلت نظراتها له فغمر الدمع عيناه وهو يرى وجهها الممتلأ بالكدمات، أقتربت منه بخطى تشبه الموت لتتأمله عن قرب لدقائق مطولة لعلها تتأكد من ذلك!.

طال تأمله له ليخرج صوته أخيراً: أنا حازم يا رهف عارف أنك شوفتي كتير على أيد الحيوان دا بس أوعدك أنى هأخد حقك منه وأدام عيونك
طاف الدمع وعدم التصديق وجهها لترفع يدها المرتجفة بتردد وهو يتأمل ما تفعله بستغراب، وضعت يدها على وجهه لتشهق من البكاء حينما عاد القلب من جديد للنبض لتلقي بنفسها بداخل أحضانه ببكاء لا مثيل له وأسمه يتردد على لسانها كثيراً كأنها وجدت ذاتها بعد طريقٍ طال بالأشواك: حازززم، حازم.

أغمض عيناه وهى بين ذراعيه فكم ود أن يحتضنها كثيراً حتى يتمكن من حمايتها، بكت تارة وأبتسمت تارات أخرى فشعور القلب والخجل يعاودها من جديد وهى بين أحضانه...
خرجت من أحضانه تتأمل عيناه قائلة بسعادة وآلم: فرحتي بأن الحيوان دا مش أنت أكبر من الجروح الا أتعرضتلها
لتكمل بدموع: أنا كنت بموت ميت مرة لما أفكر أنك ممكن تعمل فيا كداا..
حازم بهمسٍ عاشق: عذابي كان أكبر منك وأنا شايفك كدا ومش قادر أساعدك.

كفكفت دموعها لتنغمس بأحضانه مجدداً فأبتعدت عنه بصدمة من رؤية الحديد القوى على جسده حتى ذراعيه تنزف بغزارة، بكت وهى تحاول فك وثاقه ولكن لم تستطيع، تطلع للشاشات برعب فصرخ لها قائلا بخوف عليها: أرجعي مكانك يا رهف
تطلعت له ببكاء ليقول بحذم وهو يرى هذا اللعين يقترب: أسمعي الكلام
وبالفعل تمددت أرضاً وهى تراه قبل أن تغلق عيناها ولكن دمعها يهبط بخفوت على ما يحدث..

ولج للداخل قائلا بغرور وهو يجلس على مقعده: أتمنى أكون متأخرتش عليك
شرارة عيناه تزداد وهو يرمقه هكذا، اقترب منه قائلا بوعيد: لسه بدرى على النظرة دي مشوارنا طويل يا أخويا
قال كلماته الأخيرة بسخرية ثم أقترب منها ليحملها للغرفة ففجائته حينما هوت على رأسه بالمزهرية المجاورة لها ثم ركضت بزعر لأحضانه..

تطلع له حازم بخوف حتى بعد ما تسبب له من آلآم فمازال شقيقه التؤام، ربما بعد رؤيته لما سيفعله حينما يستعيد وعيه كان طلب منها قتله وهو هكذا!

بشركة زين...
دلف أدهم للداخل قائلا بستغراب: فين المعلومات الا طلبتها منك يا زين؟!
رفع عيناه له قائلا بثبات يجاهد الألتزام به: متقلقش هتكون عندي كمان ساعتين تقدر تاخدهم فى البيت لما نرجع
أشار له بهدوء ثم اقترب منه قائلا بنظرات شك: أنت كويس!
أستند برأسه على المقعد قائلا بستسلام: مقدرتش
ضيق عيناه بعدم فهم ليكمل زين بصوتٍ مكبوت: مقدرتش أكسرها يا أدهم
جلس أدهم بأهتمام: بلاش تكابر بقا أنت بتحبها.

رفع عيناه الممزوجة بالغضب: بس مش قادر أنسى انها السبب فى موت أخويا
زفر بغضب: كفايا بقا يا زين أنت مصدق نفسك!
فتح حاسوبه قائلا بهدوء: أقفل الموضوع دا يا أدهم أنا مش حابب أتكلم فيه
رمقه بخبث: ماشي يا زين
وتركه وتوجه للخروج فأوقفه صوته: خلص عشان هترجع معايا البيت
أشار له بهدوء وخرج هو الأخر.

بمنزل طلعت المنياوي...
هبط ضياء للأسفل فوجدها تجلس على الأريكة بشرود فأبتسم بمكر وهو يقترب منها: الجميل قاعد لوحده ليه؟
رفعت عيناها له بغضب: بقولك أيه مالكش دعوة بيا
ضياء بستغراب: ليه بس كدا؟
تطلعت له بغضب: بتسأل! كل واحدة خطيبها خدها وجابلها طقم العيد وأنت معبرتنيش ولا حتى أهتميت تعرف جبت ولا مجبتش...

تحاولت نظراته من مرح لغضب تراه لاول مرة ليخرج صوته أخيراً: أولا دي زوقيات ومش بتتطلب، ثانياً أفترضي أني مش معايا فلوس أجبلك يبقى دا ردك! ثالثاً ودا الأهم الشخص الا بيبص بره دايما هيحس بالنقص حتى لو كامل ودى بداية المشاكل والخراب ولو حضرتك كنتِ أنتظرتي رجوع أبوكِ من شغله كان هيقولك بنفسه أنى أستأذنت منه عشان نخرج النهاردة بعد الفطار..

خجلت للغاية وكادت الحديث ولكنه تركها وتوجه للصعود والغضب على قسمات وجهه، صعد الدرج فى ذات وقت هبوط يوسف من الأعلى فتطلع له بغضب على أمل أستعداد المشاكسات اليومية ولكنه تفاجئ به يفتح باب الشقة بصمت وسكون بث الرعب بقلبه فأسرع خلفه بخوف...
أغلق يوسف الباب وتتابعه للداخل قائلا بستغراب: فى أيه يا ضياء؟
جلس على الأريكة قائلا بهدوء: مفيش
قاطعه بشك: مفيش أزاي يا بني أنت مش شايف نفسك؟

لم يجيبه وألتزم الصمت فأسرع ليجلس جواره قائلا برعب: فى أيه؟، أدهم زعلك؟
لم يجيبه ليكمل هو: طب حد من ولاد عمك قالك حاجة؟
أشار له بلا ليزفر بغضب: طب ماالك؟
رفع عيناه له بحزن: غادة يا يوسف مش عارف أرضيها أزاي؟ دايما بصة لبره مهما أجبلها أو أعملها دايما بصة لولاد خالتها والجيران رغم أنى بعمل المستحيل عشان أرضيها وبصراحة الا بتعمله دا حاسس أنه هيسرع نهاية علاقتنا.

يوسف بهدوء: طب ممكن تهدا أكيد يعنى هى متقصدش أنت عارف أنها لسه صغيرة من البداية وتفكيرها محدود وكل الا بتقوله دا شيء طبيعي كل البنات بتبص لبعضها، ولو كل واحد حل مشاكله بنهاية علاقة حب يبقا محدش هيتجوز
صاح بغضب: والمفروض أعمل أيه وأنا بسمعها بتقارني مع دا ودا؟!
يوسف بهدوء يتسم بها كثيراً: تخاليها تكره أنها تعمل كدا لأنها هى الا هتتعب
تطلع له بصدمة ليبتسم بخبث: كله بالعقل والمنطق.

تعالت ضحكات ضياء قائلا بعدم تصديق: أنت كارثة يا واد يا يوسف
أنقلبت ملامحه للضيق: واد! أنا بلعب معاك يا حيوان تصدق أني غلطان
وتركه وتوجه للهبوط فتعالت ضحكاته قائلا بصعوبة بالحديث: والله أنت أبن حلال وأنا معرفش أعدى اليوم غير لما أمسك فى خناقك..
تركه يوسف وهبط للأسفل بغضب...
ولج للداخل فأقتربت منه مكة قائلة بستغراب ياسمين فين يا يوسف من الصبح مظهرتش والمغرب قرب يآذن!
يوسف بملامح ثابتة ؛ تعبانة شوية.

قالت بفزع: تعبانة! مالها؟
زفر بضيق: هو تحقيق هى عندك فوق أهى أطلعي شوفيها
لمعت عيناها بالدموع فتركته ورحلت على الفور أما هو فتوجه للخروج ولكنه فزع حينما جُذب بقوة ليتفاجئ بأخيه أمامه وعيناه لا تنذر بالخير: لما تتكلم مع حد تتكلم بأحترام دا مش أسلوب
خلص نفسه من مسكته بغضب ليتحدث بسخرية وهو يرمقه بنظرات قاتلة: وحضرتك بقا الا هتعلمني أتكلم أزاي؟!

جحظت عين عبد الرحمن فنقلبت نظراته لغضب مميت فجذبه بقوة وصوت كعداد موته: انت شايف نفسك كبرت علينا يا حيوان فوق لنفسك
خرجت سلوى وريهام من الداخل فأسرعت إليهم قائلة برعب: فى أيه يا عبد الرحمن ماسك أخوك كدليه؟
يوسف بسخرية: سبيه يا ماما خاليه يفرد عضلاته أو يحس برجولته
غلظت عيناه ليشع الجحيم قائلا بغضب وريهام تحاول الحيل بينهم: أنا راجل غصب عنك يا زبالة...
سلوى بصراخ لجيانا: أطلبي أحمد بسرعة.

أسرعت جيانا للخارج فوجدت أحمد يصعد للأعلي فهرولت إليه سريعاً بخوف: احمد ألحق عبد الرحمن
صعق أحمد وأسرع للداخل ليتدخل بينهم على الفور..
أحمد بغضب: سيبه يا عبد الرحمن
لم يستمع له وجذبه بقوة إلى أن حال بينهم أحمد فتركه..
يوسف بسخرية: الرجولة دي مش بتتفرض غير علينا عشان تبان للكل أنك كبير وأنت ولا حاجة أنا بستحقر أحترمك لأنك متستهلش...

قاطعه صفعة قوية للغاية صدم على أثرها الجميع حينما رأى طلعت المنياوى يقف أمامهم والغضب يتطاير من عيناه...
خرج صوته المميت: أخوك كبير غصب عنيك وعن التخين إهنه الأحترام الا بتتكلم عنيه ده ميجربلكش واصل..
كاد الحديث ليقاطعه بحذم: أخرس نفسك ده مهسمعوش واصل، لم خلجاتك عشان هتتدلى الصعيد
يوسف بصدمة: وتعليمى!
أجابه ساخراً: أما تبجا تتعلم الأخلاق وأحترام الكبير تبجا تدور على تعليمك.

على البكاء من والدته حتى هو الصدمة ألجمته فهو يعلم جيدا قرار طلعت المنياوى حاول احمد التداخل ولكنه فشل فى الامر. بينما أقترب منه عبد الرحمن سريعاً والخوف ينهش ملامحه من فكرة ذهاب أخيه للصعيد قائلا بنبرة زهل لأجلها يوسف: صعيد أيه يا جدى أحنا كنا بنهزر مع بعض والكلام سقط مننا وزي ما حضرتك قولت أخرة الهزار معروفة الغلط من عندى الأول هو مقصدش
رمقه طلعت بنظرة مطولة قائلا بغضب: فاكرني عبيط إياك.

أجابه بهدوء: العفو يا جدي دى الحقيقة أنا الا غلطت لأني أستفزيته
لمعت عيناه بغموض: أنى عندي العقوبة واحدة مدام أنت الا غلطان يبجا تشيل عن أخوك العقوبة
أجابه بدون تردد لينصدم يوسف والجميع: وأنا جاهز يا جدى بس بلاش تبعته الصعيد مستقبله كله هيضيع
طلعت بعين غامضة: مستعد تسلم شهادتك وتسيب البندر وتتدلي تستلم الشغل بالأراضي وتشرف على الفاكهة ومالنا
صعق أحمد قائلا بشيء من الغضب: أيه الكلام دااا.

قاطعه حينما رفع عصاه الأنبوسية فصمت لتعلو بكاء سلوى على ما يحدث أمامها حتى ريهام بكت وشاركتها الفتيات..
أما يوسف فكان بصدمة لا مثيل لها وأزدادت أضعافٍ حينما قال عبد الرحمن بثقة: مستعد
طلعت بغموض: روح العزومة عند زين ولما تاجي هتنفذ كلامك.

أشار له بهدوء وصعد للأعلى ليبدل ثيابه أما طلعت فأقترب من يوسف قائلا بغضب: شوفت الفرق بينك وبين أخوك؟ عرفت الفرق الا بينكم هو ضحي بمستجبله وحياته كلتها عشانك عارف ليه يا ولد أبوك؟
وضع عيناه ارضاً بينما شعر احمد بالفخر لأختبار جده الحكيم ليعاون يوسف على أستراجع عقله وأحترامه لأخيه...
أسترسل حديثه: لأنه الكبير عرفت يعني أيه الكبير! يمكن عرفته لما شوفت تصرف أخوك لأنه راجل..

وتركه وغادر، أنسحب يوسف للخارج بحزن حطم قلبه وهو يرى اخيه يدافع عنه كالأسد رغم أنه ينزف منه جراحاً الا أنه تحدى طلعت المنياوى لأجله!..

أجتمع الجميع بمنزل زين حتى عبد الرحمن انضم لهم فجلسوا جميعاً يتناولون الطعام بجو من المرح والمحبة..
ثم جلسوا بالحديقة يتحدثان بمرح لتتعالى الضحكات الرجولية..
أدهم بغضب: أعملوا ما بدلكم الحساب عسير لما نروح
أحمد بسخرية: ليه كدا يا نمر كل دا عشان بنقولك جيه الوقت الا لازم تستقر فيه!
زين بمرح: أدهم شكله حاطط عينيه على حتة كدا ولا كدا
رمقه بنظرة قاتلة فرفع يديه بخوف مصطنع: أسحب كلماتي.

ضياء بضحكة مرتفعة: أصل الرجولة يا مان
وتعالت ضحكاتهم جميعاً ليكفوا عن الضحك حينما رأوا تلك التى تقترب منهم بملابس فاضحة قائلة بأبتسامة واسعة: هل يمكنني الجلوس معكم؟
تسللت الدماء لوجه زين حتى أنه ترك المقعد وأقترب منها بغضب: أنت أيه الا منزلك هنا؟
صافي بغضب اشد: أنا أنزل فى الحتة الا تعجبني.

تطلع احمد لعبد الرحمن بصدمة فكيف سيتزوج تلك الفتاة ولكنت فجأءه حينما ترك مقعده وأقترب منها لتتراجع للخلف بزعر من وجوده..
تعجب زين من خوفها البادي على وجهها فتفاجئ بعبد الرحمن أمامه قائلا بسخرية: هو حضرتك بتشتري البرود دا منين مهو مش معقول متواجد من الأعماق بالكميات دي!
تلون وجهها بحمرة الغضب فكادت الحديث ليرفع يديه أمام عيناها قائلا بتحذير: معتقدش حابه تغلطي!

سحبت كلماتها ثم زفرت بضيق قائلة بغضب لزين: ماذا يفعل هنا؟
رفع عبد الرحمن عيناه لها بسخرية: أعتادي على وجودي دوماً فقريباً ستصبحين زوجة لطبيبك اللعين ليركِ كيف هو الحديث؟
سعد زين وصدم الشباب وتخشبت صافي بمحلها وهى تحاول أستيعاب ما قاله لتو ربما لا تعلم أن هذا الرجل لم يخلق للعبث بالحديث بل ليفعل المحال بذاته لترى جحيم اللعنة بعيناها!.

لن ادعى أسئلة بنهاية الحلقة لأدع العقول تسبح بأحداث الحلقة النارية القادمة لينضم للائحة الأبطال بطلا لا يضاهي الأفواه قيل حازم السيوفي لتشرع أقصوصة عشقه بالبدأ ولكن هل سيتمكن من المحاربة لأنقاذ عشقه؟!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، القناع ، الخفي ، للعشق ، مافيا ، الحي ، الشعبي ،












الساعة الآن 10:08 PM