logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:26 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الخامس

بالمكتب الخاص بزين...
صدم أدهم مما أستمع إليه ليعلم الآن بأن من راه لم يكن سوى شقيقه التؤام...
وضع الملف جواره ليقطعه زين قائلا بثبات: ممكن بقا أفهم عايز المعلومات دي ليه؟
أدهم بشرود: بس هو هيستفاد أيه لما ينتحل شخصية أخوه؟
زفر زين بغضب: ممكن تخليك معايا وتقولي أيه الا فكرك بحازم السيوفي دلوقتي!
كاد أن يجيبه ولكن صدح هاتفه برقم مجهول فأجابه على الفور ليستمع لصوت جدته..
هنية: أيوا يا أدهم.

أدهم بستغراب: تيتا!، ثم قال بصوت مسموع: بتتكلمي منين؟
هنية: دا تلفون واحد جارنا جبت رقمك عشان أكلمك
أدهم بقلق: فى حاجة؟
هنية: رجعت من السوق الظهر ملقتش رهف فقولت أنها معاك بس مكة كانت عندي من شوية وعرفت منها أن محدش جيه معاك البيت، هى معاك؟
أدهم بصدمة ولكن سرعان ما تدارك الأمر: متقلقيش يا تيتا، معلش مضطر أقفل..
وأغلق أدهم الهاتف تحت نظرات زين المتفحصة له ليستدير بوجهه قائلا بقلق: زين محتاج مساعدتك.

قاطعه بحدة: مش قبل ما أعرف في ايه؟!
هم أدهم بالخروج قائلا بجدية: صدقني مفيش وقت
لحق به زين على الفور فخرج أدهم للسيارة الخاصة به ثم أخرج هاتفه وطلب أحمد وعبد الرحمن بعدما غادر منزل زين...

بقصر حازم السيوفي...
حاولت جاهدة فى حل وثاقه ولكن لم تتمكن من ذلك، بدأ بأستعادة وعيه فتلبشت بمعشوقها برعب مما سيحدث لها...
حازم بخوف مما سيفعله اللعين بها: أهربي يا رهف..
رفعت عيناها له قائلة بدموع: مش هطلع من هنا غير وأنت معايا
صرخ بها بحدة: أسمعى الكلام هو مستحيل يأذيني أخرجي من هنا حالا.

أشارت له والدموع تغرق وجهها فأستند حمزة على الحائط ليقف على قدميه والغضب يتمكن منه، تطلعت له رهف بخوف لا مثيل له على ما أرتكبته فشددت من ضغطها على قميص حازم لتتخبئ خلف ظهره برعب حينما تحرك ليقف أمام المرآة يتفحص أصابته بغضب يحمل هلاكها بنجاح، خلع عنه العدسات التى تشبه عين حازم لتظهر عيناه السوداء المظلمة كحال قلبه المحتجز بطبقة من الظلام..

أستدار لها بغضب حينما رأى الدماء تنسدل من وجهه فشددت من ضغطها على قميص معشوقها برعب حقيقي يدب بأواصرها..
أقترب منها قائلا بصوت يشبه زفاف الموت: واضح أنك كشفتي الحقيقة بس للأسف مش هتلحقي تحتفظي بيها..
أنقبض قلبها حتى حازم علم ما ينوى فعله، جذب السلاح الخاص به ثم أقترب منهم وبسمة المكر تحيط وجهه فأسرع حازم بالحديث: أنت لسه عايز أيه يا حمزة الأملاك وأتنزلتلك عنها يعنى خلاص أنت بقيت المالك الرسمى.

تعالت ضحكاته وهو يجذبها بقوة من خلف ظهره: قولتلك قبل كدا عايز أكسرك ومدام هى عرفت الحقيقة يبقا مفيش داعي أسيبها عايشة..
أرتجفت وهو يضع السلاح على رأسها حتى يديه ملتفة حولها حتى لا تتمكن من الفرار، أسرع حازم بالحديث والغضب يتلون على عيناه: هى مالهاش ذنب أنا أدامك أهو أعمل فيا الا يريحك.

دفشها أرضاً فصرخت بقوة، صوب السلاح عليها وعيناه تتلذذ برؤية الخوف بعين شقيقه فقال بسخرية: كدا كدا هتموت بس مش قبل ما أنتقم منك وأنا شايفك بتنكسر
رفع حازم عيناه له برجاء وهو يراها تبكى بجنون وترتجف بقوة: بالعكس لو قتلتني أنا هترتاح لكن هى مش هتستفاد حاجة
قاطعه بغضب: بتحلم أنا عارف كويس أيه الا بتفكر فيه..

أغمضت عيناها بأستسلام لموت قاسي أمام أعين معشوقها، تمرد عن صمته بغضب مكبوت: وقسمن بالله لو أذيتها لكون دفنك هنا ولا هيهمني أنت تكون أيه
تعالت ضحكاته ليشدد من ضغط الزناد فكبتت شهقاتها واستعدت للموت...
حاول حازم تخليص نفسه بعدد من المحاولات ولكنه فشل، أقترب منها اللعين قائلا بسخرية: أي أمنية أخيرة..

ظلت كما هى مغلقة للعينان وبأستعداد موتها ولكنها تفاجئت بأصوات من خلفها ففتحت عيناها لتتفاجئ بأدهم يتصدى له بعد أن ناوله عدد من الضربات القاضية التى فتكت به، بينما أقترب أحمد من حازم وحل وثاقه، أما بالخارج فتوالى زين وعبد الرحمن أمر الحرس بالخارج وبفعل قوتهم الجسمانية أسقطوهم جثث هامدة...
تعجب حازم من رؤية أدهم ولكنه لم ينكر أمتنانه الشديد لما فعله...
أقترب أدهم من رهف قائلا بثبات: أنتِ كويسة؟

أشارت له بفرحة لوجوده قائلة بصوتٍ متقطع: كنت متأكدة أنك هتعرف توصل لهنا
إبتسم أدهم بهدوء: قولتلك قبل كدا مش هتأخر فى مساعدة حد
وقف حازم على قدميه بعناء كبير فكاد السقوط أرضاً ولكن أسرع أدهم إليه، تعلقت نظراتهم ببعضهم البعض، عتابات الماضي وذكرياتٍ تعاد من جديد، صداقة قوية حطمها مجهول يعاد من جديد...
خرج صوت أدهم أخيراً بثباتٍ زائف: أنت كويس.

أشار له حازم بهدوء بأنه بخير فأسنده أحمد للجلوس على المقعد لتسرع إليه رهف بدموع: حازم
رفع عيناه لها بتعب لتصرخ قائلة بدموع: أنت بتنزف
ولج عبد الرحمن وزين من الخارج فقال وعيناه على أدهم: كله تمام
أكتفى أدهم بالاشارة له بينما أقترب عبد الرحمن من حازم قائلا بفزع: أصاباته خطيرة لازم يتنقل مستشفي فوراً..
أقترب منه أدهم قائلا بلهفة: ساعدني يا زين.

أسرع إليه زين ولكن أوقفهم حازم قائلا وعيناه على حمزة: هتعملوا فيه أيه؟
أحمد بتلقائية: أكيد هنسلمه للشرطة بعد الا عمله دا هتكون عقوبته كبيرة
أشار لأدهم قائلا بتعب: بلاش شرطة يا أدهم أرجوك
تفهم أدهم ما يود قوله فأشار له بهدوء: متقلقش..
وحمله زين وأحمد وتبقى أدهم ليتوالى أمور حمزة كما طلب منه حازم...

بفيلا زين..
جلست بغرفتها بغضب مما إستمعت له حتى أنها تعجبت لرحيلها من أمامه بصمت وأستسلام تعجب له...
تعلم جيداً بأن زين يريد كبتها لتظل بمصر ولا تعود لأمريكا لذا لمعت عيناها بالشرار للأنتقام منه ومن الطبيب اللعين كما تنعته..

بمنزل طلعت المنياوى...
عاد ضياء للمنزل بعدما تركه أحمد وعبد الرحمن بمنتصف الطريق ليعود بمفرده فصعد لشقتهم وأبدل ثيابه لسروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده المتزن فجلس بالشرفة يستنشق الهواء البارد لعله يزيح همه الدائم معها...
تعجب ضياء حينما أستمع لصوت صفيراً ضعيف يأتى من الأعلى فرفع عيناه ليتفاجئ بها بشرفتهم
والقلق ينهش ملامحها فقطعته بضيق: مش بترد على تليفونك ليه؟

أعاد النظر للأمام بدون أهتمام بها: وأحرق دمي بالكلام معاكِ ليه؟
غادة بغضب: كدا يا ضياء ماشي معتش هكلمك خالص
ولج للداخل قائلا بتصنع اللامبالة: يبقي أفضل
وتركها بصدمة مما أستمعت له فربما ما فعله سيكون عونٍ لها...

بالمشفى...
عالج عبد الرحمن جروحه العميقة ثم تركه ليستريح قليلا وخرج لهم فأسرعت إليه رهف بقلق: طمني أرجوك
إبتسم عبد الرحمن بلطف لها: متقلقيش هو ما شاء الله من قوة تحمله للأصابات دي باين أنه شخص قوى جدا أنا حالياً أديته مسكن وسبته يرتاح
أسرعت بالحديث: طب ينفع أدخله
أجابها بتأكيد: طبعاً
إبتسمت له بشكر ثم أستدارت لأدهم وزين قائلة بدموع: مش عارفة أشكركم أزاي على الا عملتوه معانا.

زين بهدوء: مفيش داعي للشكر أهم حاجة أنه يكون بخير
أدهم بثبات: أنا عملت الا حازم طلبه مني وأنا بنفسي هعدي عليه بكرة أطمن بنفسي
ثم رفع ساعته قائلا بزهول: الوقت أتاخر أوى ولازم أرجع أنا وأحمد البيت لو أحتاجتي حاجة عبد الرحمن موجود معاكم
رهف بحزن: بشكرك تاني يا أدهم واحد غيرك مكنش...
قاطعها بحدة: مش قولتلك متتكلميش كدا تاني ثم أني حالياً بمكانة الأخ ليكِ.

إبتسمت بسعادة وتتابعتهم حتى خرجوا من المشفى ثم عادت لغرفة معشوقها سريعاً..
ظلت لجواره تتأمله بأبتسامة هادئة ونظرات تتشبع لرؤياه، فزعت بخجل حينما فنح عيناه الرومادية ليجدها تجلس جواره وتتأمله بعشق يكتب بأساطير خرافية فينقل له ترانيمه الخاصة..
تنحت على الفراش بعدما كانت مستندة عليه براسها ولكنها تخشبت محلها حينما جذب يدها قائلا بصوت منقطع من الآلم: رايحة فين؟

خرج صوتها بعد مجاهدة للحديث: هنام على الكنبة عشان أكون جانبك
إبتسم بعشق: حضني مش وحشك!.
تلون وجهها بحمرة الخجل فجذبها لتقترب منها ثم داثرها جيداً لتغمض عيناها بشتياق وهى بين أحضانه..
شدد من أحتضانها قائلا بصوتٍ هامس: وحشتيني
إبتسمت بمشاكسة: هوحشك أزاي وأنا أدامك ليل نهار بالكاميرات!

أخرجها من أحضانه لتلقي بعيناه المحتفظة بسحرها الخالد قائلا بتعب: كنتِ ادام عيونى بس بتألم يا رهف، مع كل دمعة ونظرة كره للوش دا كان قلبي بيوقف مية ألف مرة، الا كان بيعمله حمزة عشان ينتقم منى هو أنه يستغل نقطة ضعفي والنقطة دي كانت أنتِ..
خرج صوتها الغاضب: أنا مشفتش فى الدنيا أخ بيكره أخوه كدا والا استغربته أنك عمرك ما جبتلي سيرة أنك ليك أخ تؤام!

غاصت عيناه ذكرياتٍ ماضت فخرج صوته بسكون: هحكيلك كل حاجة بس مش دلوقتي
أستسلمت لأحضانه وأنغمست بنومٍ حرمت منه كثيراً بينما قضى هو الليل بتأملها...

عاد أدهم وأحمد للمنزل فوجدوا الفتيات بالأسفل يعدان طعام السحور فجلسوا بالأسفل بأنتظارهم...
أحمد بتعب: أيه اليوم دا!
جلس ادهم جواره بسخرية: أيه يابو حميد هنجت من أولها
رمقه أحمد بضيق: أنا من يوم ما شوفت وشك والدمار تسلل لحياتي البريئة
تعالت ضحكات أدهم الرجولية: يا راجل!
أجابه بتأكيد: من محامي شاطر لأحد أعضاء المافيا وحالياً بلطجي
أدهم بسخرية: بلطجي عشان دافعت عن الحق وأنقذت حياة شخص برئ.

كبت ضحكاته قائلا بصوتٍ ساخر: الشعب المصري مش بيسمي الا شافه دا شهامة بالعكس كلمة بلطجة المسمى الصحيح لناس هجمت على قصر من أفخم ما يكون..
أدهم بحزن: فى دى عندك حق بس أدينا بنعمل الا علينا والباقي على ربك
أحمد بجدية: ونعم بالله..

طرق يوسف على باب الغرفة فسمح له أدهم بالدلوف، فأخفض عيناه خجلا من نظرات أحمد وقال لخوف من فكرة سفره للصعيد: كنت عايز أسالك عن عبد الرحمن يا أدهم بستناه من وقت طويل ومرجعش البيت..
أسرع أحمد بالحديث قائلا بسخرية: أطمن مسافرش الصعيد
أدهم بستغراب: صعيد أيه؟
أحمد بتماسك فهو يعلم غضب النمر أن علم بما حدث: لا بهزر متأخدش فى بالك
أدهم بغضب: ودا وقتك أنت كمان.

ثم أستدار ليوسف قائلا بهدوء: عبد الرحمن فى المستشفي مع واحد صاحبي مريض ومش هيرجع غير بكرا الصبح
أشار له يوسف بحزن ثم صعد للأعلي تحت نظرات سعادة أحمد من رؤية الندم يحتل ملامح وجهه...
رتبت غادة الطعام على الطاولة فهبط ضياء للأسفل ثم مرء من جوارها كأنه لم يراها فحل الحزن قسمات وجهها...
وضعت جيانا باقي الأطباق قائلة لمكة: روحى أندهي أدهم والباقي.

أشارت لها بهدوء ثم توجهت إليهم وأخبرتهم بأن الطعام جاهز فلحقوا بها...
جلسوا جميعاً على الطاولة فبحث عنها أحمد فلم يعثر عليها ليشعر بالقلق وجاهد للحديث قائلا بستغراب: أمال فين ياسمين؟
إبتسمت ريهام لسلوى التى قالت بأبتسامة هادئة: ياسمين تعبانة شوية فيوسف أخدلها الأكل
فشل بكبت قلقه: أيه؟ مالهااا؟!
ريهام بمكر وهى ترى إبنها المتلهف: عندها شوية برد يا حبيبي
أحمد بلهفة: طب ما نجبلها دكتور.

تعالت ضحكات ضياء بسخرية: أهدا يا روميو دول شوية برد أه لو جدك قفشك وأنت مدلوق كدا هتتعلق فى سوق الفاكهة ويبقا المزاد عليك
تطلع له أدهم بنظرة جعلته يتناول طعامه سريعاً وبصمتٍ تام بينما عالت ضحكات ربهام ونجلاء وسلوى...
أحمد بغضب: على فكرة كدا كتير أما جدي يجي هطلبها منه والا يحصل يحصل
نجلاء بضحكة واسعة: يا حبيبي يا أحمد أطلبها وأنا هطلبها معاك وجدك مش هيرفضلي طلب
ريهام بصدمة: الواد واقع يا حيلة أمه.

سلوى بجدية: أحنا نتشرف بيك يا أحمد بجد
إبتسم أحمد قائلا بخجل: الله يكرمك يا مرات عمي
رفع ضياء يديه على كتفيه قائلا بمرح: هتلقي حما عسل كدا فين بتشكر فيك على طول والبسمة العسل دي مش بتفارقها
رمقته ريهام بحدة: وأنا يعنى الا أيدها خناقات معاك يا ضياء..
غمز له احمد قائلا بشماته: ألبس
إبتلع ريقه بتوتر تحت نظرات غادة الحزينة لتجاهله وضحكات جيانا ومكة وثبات أدهم: لا يا مرات عمي مقصدش دانا بغلس عليه.

لكمه أحمد بسخرية: عارفين أنك حد غلس ورزل فمفيش داعي ياخويا
إبتسمت ريهام قائلة بسعادة: أنا كدا أستغل الموضوع وأكلم أبويا الحج عن عادل إبن أختى طالب جيانا من شهرين ونص وأنا قولتله هقول بس فى الوقت المناسب.
رفع أدهم عيناه له بضيق يحتل عيناه لأول مرة فأخرجه من بؤرة السكون ليتمرد قائلا بصوت كلهيب النيران: عرضه مرفوض.

تطلعت له ريهام ووالدته والجميع بستغراب ليترك الطاولة دافشاً المقعد بقدمه بغضب جامح ثم صعد للاعلى تحت نظرات صدمة الجميع وبالاخص جيانا الذي ينبض قلبها بسرعة كبيرة لما حدث..
نجلاء بخجل لتصرف إبنها: معبش يا ريهام يمكن أدهم مش بيحب إبن أختك متاخديش على كلامه
إبتسمت ريهام قائلة بتفهم: أدهم إبني الكبير يا نجلاء ومدام رافض يبقى له وجهة نظر هو حكيم وذكي وأنا احب الخير لبنتي.

: أنا أسف على تصرفي بس جيانا ملكى أنا وبس وأنا هحرص على موافقة جدى وبابا
صعق الجميع وعلى رأسهم أحمد وهو يستمع لأدهم بعدما هبط الدرج ليخبرهم بتلك الكلمات...
حتى نجلاء وريهام والجميع تلبشت كلماتهم من هول الصدمة...

نقل أدهم نظراته لجيانا المتلون وجهها بحمرة الخجل وصدمة العدم تصديق تستحوذ عليها، طال نظراته لها فأخفضت نظرها حتى لا تهلك أمام تلك العينان القاتلة، فأبتسم بعشق وصعد للأعلى بثقة لا تضاهي سواه..
ضياء بصدمة: هو دا أدهم؟!
أحمد بصدمة أكبر: طالب أختى وأنا قاعد!
نجلاء بدموع وسعادة: أول مرة أحس باختيار أبني الصح
إبتسمت ريهام بسعادة فلم يكن باوسع احلامها أن يطالبها أدهم!

لم تحتمل جيانا نظرات الجميع فهرولت للاعلى بخجل وقلب يعلو بدقاته لتتخشب بصدمة حينما رأته ينتظرها على الدرج.
إبتلعت ريقها بخجل وتوجهت لتكمل الدرج لشقتهم فأقترب منها قائلا بثباته الفتاك: أظن سمعتى كلامي كويس
تطلعت له بعدم فهم ليكمل هو بحدة: يعنى لو حصل ورجعت فى يوم ولقيت الحيوان دا هنا وأنتِ تحت لأى ظرف تصرفي مش هيعجبك
أنقطع الكلام عنها وهى تستمع له بصدمة وخجل ليكمل هو ونظراته عليها: جيانا.

رفعت عيناها له بهلاك عيناه الخضراء فأبتسم قائلا بخفوت: لما أكلمك متحاوليش تحطى عيونك بالأرض لأن التصرف دا بينرفزني والنرفزة أحيانا هتكون وحشة عليكِ..
كاد فمها أن يصل الأرض فأبتسم بخبث وهو يتوجه لشقتهم ولكنه توقف قائلا بتذاكر: أوبس نسيت أهم حاجة
وأقترب منها وهى تطلع له بصدمة وخجل بآنٍ واحد: لو أحمد طلب منك تانى تصحيني من النوم طبعاً عارفة الرد.

أشارت له كثيراً برأسها فأبتسم قائلا بنبرة غامضة: تقدري تطلعي
لم تصدق أذنيها فكأنما حصلت آذن الهروب من الشبح، ركضت للأعلى بجنون كأنها تهرب من موتها حتى أنها نسيت بأن شقتهم بالطابق الذي يلي شقة أدهم فصعدت للأعلى بتوتر وأرتباك..
طرقت الباب بجنون وعقلها شارد كالمغيب تماماً..
يوسف بغضب: فى حد يخبط كدا!
لم تجيبه وظلت كم هى تجفف وجهها الممتلأ بعرق الخجل والأرتباك فأقترب منها يوسف بستغراب: مالك يا جيانا؟!

أنتبهت لوجوده فقالت بغضب لتخفى ما بها: أنت بتعمل أيه فى شقتنا؟!
رمقها بزهول ثم قال بخجل: شقتكم فى الدور الا تحت يا هبلة
تطلعت الطابق بأهتمام ثم قالت بحزن: أه صح بس ممكن أدخل لياسمين هى الا هتجدني من الا أنا فيه
ودفشته جيانا وأسرعت لغرفة ياسمين ليبقى هو مصعوق قائلا بسخرية: عليه العوض ومنه العوض العيلة كلها أتجننت
وولج للداخل ثم أغلق الباب...
بغرفة ياسمين..

كانت ترتل واردها من القرآن بصوتها اللامع بحروف الله لتتفاجئ بجيانا تدلف للداخل ثم جلست جوارها وجذبت الغطاء لتداثر جسدها البارد برجفة خفيفة، أنهت ياسمين واردها لتجدها بجوارها كمن رأت شبحاً مميت..
ياسمين برعب: مالك يا جيانا في أيه؟
جيانا بصوت متقطع: طفي النور
تطلعت لها بصدمة لتصرخ بها بغضب: طفى النور بقولك
اسرعت ياسمين بغلق المصباح وهى بدهشة من أمرها.

ولج زين لغرفته فخلع عنه قميصه ثم توجه للفراش، تمدد عليه وذكريات دمعها تلحقه بلا رحمة، صرخاتها حينما ضغط على يديها بقوة جعلت قلبه يعانى بآنين تعجب له...
جذب هاتفه يعبث برسائله ليقرأ الرسائل الخاصة بهم قبل أن يتمكن منه الأنتقام ويكشف قناعه الخفي...

أغمض عيناه بألم وقوة يتمكن بها من كبح زمام أموره، عافر بها ليل طويل حتى سطوع شمس يوماً لم يذق فيه زين النوم، فنهض عن الفراش وأبدل ملابسه ثم توجه للشركة...

عاد عبد الرحمن للمنزل بتعب شديد بعد أن قضى الليل يتابع حازم إلي أن تحسن فستأذن منه وعاد ليرتاح قليلا...
ولج للغرفة بسكون حتى لا يستيقظ أخيه، فتح خزانته وخلع عنه ملابسه ليرتدى منامته القطنية..
: عبد الرحمن...
أستدار عبد الرحمن على صوت يوسف الذي أعتدل بجلسته..
نهض عن الفراش ثم تقدم من أخيه وعيناه أرضاً، طال صمته والأرتباك يشكل على وجهه علامات فخرج صوته أخيراً: متزعلش مني أنا كدا دبشة فى الكلام..

أكمل عبد الرحمن أرتداء قميصه بصمت فأقترب منه بحزن: طب حقك عليا وأدي راسك أهي يا سيدى
وقبل رأسه فأبتسم عبد الرحمن قائلا بمكر: بس لو ماكنتش تحلف
تعالت ضحكات يوسف بسعادة: أحبك وأنت طيب كدا يابو عبدلله
تحلى بالحدة: أحترم لسانك من أولهم عشان ما توصلش لنفس الطريق
أرتعب قائلا بلهفة: لااا دانا هطلع بره خاالص لحد ما الدكتور يريح براحته
عبد الرحمن بغرور كدا أحبك ياسيادة الرائد
أجابه بلهفة: يارررب يسمع منك ياررب.

إبتسم بجدية: عن قريب أن شاء الله أطلع بقا بدل ما أسحب الدعوات
إبتسم يوسف وقبله بسعادة وفرحة ثم غادر بصمت تحت نظرات وبسمات عبد الرحمن..

خرجت ريهام من غرفتها متجة للأسفل فتفاجئت بأحمد يضع مقعد ويجلس خلف باب الشقة بتراقب..
أقتربت منه بستغراب: أيه الا مقعدك كدا يا حبيبي؟!
صعق أحمد من وجودها فقال بتوتر ها، أه دانا مستنى عبد الرحمن عشان عايزه فى موضوع مهم وخايف ينزل من غير ما أشوفه
كبتت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بسخرية: أه ماشي.

وتركته وتوجهت للاسفل ثم أستدارت قائلة بخبث: على فكرة أختك فوق مع ياسمين من أمبارح يعني حجة تطلع تشوفها منزلتش ليه؟، وأبقى سلملي على عبد الرحمن اصلي بحبه أوى
وغمزت له بعيناها ثم هبطت للأسفل فأبتسم أحمد على دهاء والدته ثم أسرع بالصعود للأعلي...

بشقة إسماعيل المنياوي..
طرقات الباب بثت الكره لقلب يوسف فتوجه ليرى من فتفاجئ بأحمد أمام عيناه..
تطلع له بستغراب: أحمد!
أحمد بهدوء زائف: جيانا هنا يا يوسف؟
أجابه بهدوء: أيوا أدخل..
وبالفعل ولج للداخل وجلس بأنتظاره...
خرجت ياسمين من المطبخ بعدما رتبته جيداً لتتفاجئ بأحمد فشهقت بخجل وجذبت حجابها على الأريكة لتضعه على رأسها بسرعة أما هو فغض بصره عنها بأبتسامة هادئة...

أنهت أرتداء حجابها ثم توجهت للداخل لتقف على صوته العذب: عاملة أيه دلوقتي؟
استدارت له وعيناها أرضاً: الحمد لله
أقترب منها قائلا بلهفة ورعب: بس وشك متغير أنا هحجزلك عند دكتور كويس
: على فكرة أنا دكتور برضو
قالها عبد الرحمن بسخرية بعدما خرج من غرفته وأستمع لهم...
إبتسمت ياسمين ليكمل هو: قولنا عندها برد وعطتها العلاج المناسب حضرتك بتشكك في قدراتي المهنية!
أحمد بغضب مكبوت: لا سمح الله محدش قال كدا..

ثم تطلع لها قائلا بجدية: بجد يا ياسمين أتحسنتي؟!
خجلت للغاية وسعدت بذات الوقت وهى تراه يتلهف لها فقالت بصوت جاهد للخروج: الحمد لله خفيت كتير عن الأول، عن أذنكم
وغادرت مسرعة ليهدأ قلبها عن الخفق أما هو فتبقي ساكناً يتأملها بعين تفيض بالعشق..
جذبه عبد الرحمن بالقوة قائلا بغضب مصطنع: يا أخينا أفهم هو أنا يعني مش مالى عينك
أحمد بهيام: خلاص يا عبده أنا هطلبها من جدك النهاردة والا يحصل يحصل.

عبد الرحمن بجدية: يا أحمد جدك مش هيوافق غير لما نكون نفسنا الاول
أحمد بغضب: ولما وافق على خطوبة ضياء وهو لسه فى التعليم كان كون نفسه وأنا معرفش!
أجابه بحيرة هو الأخر: معرفش هو وافق ليه بس الا أعرفه أن جدك محدش يعرف هو بيفكر في أيه؟
أحمد بشرود: حجته أنا هقطعها
تطلع له بأهتمام: أزاي؟
كاد الحديث ولكن خرجت جيانا من الخارج ووجهها شاحب للغاية...
عبد الرحمن بزهول: مالك أنتِ التانية؟

أحمد بسخرية: فاتك كتير يا دكتور
وكبت ضحكاته لتلكمه جيانا بغضب: أحمد
عبد الرحمن بفضول: لا مأنا هعرف كل حاجة يعنى هعرف..
أحمد بسخرية: روحى يا قلبي أشرحي لأخوكِ الكبير الا حصل أمبارح وأزاي النمر أتمرد على قوانينه؟
جذبها عبد الرحمن للمقعد بفضول: لا فيها نمر دانا كلتا الأذنين صاغية..
إبتسم أحمد وتركهم وهبط للأسفل متجهاً لعرين النمر...
أما جيانا فزفرت بغضب: فى أيه يا عبد الرحمن؟

قاطعها بغضب: هعرف يعنى هعرف أحكيلي كدا زي زمان بدل ما هعرف بطريقتي
إبتسمت على طريقته المرحة ثم قصت عليه ما حدث لتكبته الصدمة فتخلت عنه الكلمات...

أما بالأسفل...
طرق أحمد باب المنزل ففتحت له مكة قائلة بأبتسامة مشرقة: أيه الصباح داا
إبتسم أحمد لها ثم قال: عايز أدهم
فتحت الباب على مصرعيه قائلة برحاب: أنت عارف أوضته فين بالتوفيق..
وتركته وغادرت للاسفل سريعاً، توجه أحمد لغرفته قائلا بغرور: ولا يهمني الموضوع مهم ولازم يصحى..
تفاجئ أحمد بصوت يأتى من جواره فتفاجئ بضياء يغط بنوماً عميق خارج غرفته على الأريكة...

أقترب منه بستغراب وهو يحركه بخفة: ضياء...
لارد
أنت يالا..
أفاق من نومه بفزع: أيه فى أيه؟
أحمد بغضب: أيه ياخويا قومتك من فراش الموت!
جلس على الأريكة يعبث بعيناه قائلا بنوم ؛ أحمد
أجابه بسخرية: أيوا أنا، أيه الا منيمك كدا؟!
فتح عيناه بغضب: والمفروض أنام مع الأسد دا!
قاطعه بسخرية: لا هو نمر مش أسد
ضياء بنفس لهجته: والله جرب تدخله وهتشوف بنفسك ألقابه..

بدا الخوف على ملامحه ولكن أزاحه قائلا بلا مبالة: هدخله مدخلوش ليه أنا محتاجه فى موضوع مهم
وتركه وتوجه لغرفة أدهم تحت نظرات صدمة ضياء الذي قرار البقاء ليسرع بأسعاف أحمد قبل أن يلقي حتفه الأخير...

بالمشفى...
فتحت عيناها لتتقابل مع عيناه لتفزع بشدة وتنهض عن الفراش برعب حقيقي بث الحزن بقلب حازم...
بدأت تهدأ قليلا بعد تذكراها ما حدث فجلست جواره قائلة بأبتسامة هادئة: بقيت أحسن؟
إبتسم بعشق لها: بوجودك جانبي بقيت أفضل بكتير يا رهف
أخفت عيناها منه بخجل فجذبها لتجلس أمامه مزيح خصلات شعرها للخلف وعيناه تتشبع بملامحها: مش عايز أي حاجة من الكون لا أملاك ولا مناصب عايزك بس جانبي.

أغمضت عيناها بقوة وأصابعه تلامس وجهها بحنان فهوت دمعة ساخنة من عيناها ليزيحها بلهفة وعشق، فتحت عيناها والبسمة تسع وجهها حينما فعل ذلك شعرت بأن معشوقها عاد، من يرأف بقلبها ويخشي عليها من نسمات الهواء العليل، عاد ليغمرها عشقٍ ويحميها من جديد، أنغمست بأحضانه وهى تقول بشتياق: بحبك يا حازم
إبتسم وهو يهمس لها بجنون: وأنا بعشقك وبموت فيكِ..

ضمها لصدره وعيناه تشع لهيب الأنتقام من من فعل بها ذلك حتى أن خطته شرعت بمساعدة صديقه القديم أدهم...

بمنزل طلعت المنياوى..
وبالأخص بغرفة النمر.
ولج أحمد للداخل ثم أزاح عنه الغطاء قائلا بأبتسامة واسعة: ادهم محتاج مساعدتك ضروري لازم تقنع جدك يبيع لينا حتة الأرضية بتاعته ومحدش هيقدر يعمل كدا غيرك..
لم يستيقظ من نومه فأغلق أحمد زر التحكم بالكهربية (المروحة) حتى يستيقظ ولكن لم يجيبه، فجلس جواره قائلا بغضب وهو يحركه بعنف: ما تفوق بقااا الله..

وبالفعل فتح النمر أو الأسد من وجهة نظر شقيقه عيناه الخضراء لتكون سحر خاص وهلاك لأحمد...

بمكتب زين..
كان يعمل على عدد من الملفات حتى يلهو نفسه بالتفكير بها ولكنه تفاجئ بها أمامه وتتابعها السكرتيرة بخوف من دخولها المفاجئ، أشار لها زين بالخروج فخرجت على الفور، أما هو فبقى صامتاً قليلا ثم نهض عن مكتبه قائلا بثباته الفتاك: خير!
أقتربت منه ليرى يدها الملفوفة بشاش أبيض لا ينكر أن قلبه نغز بقوة ولكن بقت ملامحه ثابتة للغاية..

خرج صوتها المجاهد للخروج كأنها تكبت دمعات تسرى بعروقها لآلآف السنوات: أنا جاهزة
ضيق عيناه بعدم فهم، لتقترب منه بخطى أشبه بالدمار لها ثم حررت حجابها عنها وحلت وثاق فستانها الطويل قائلة بكسرة ودموع، نعم فهو زوجها ولكن ما تفعله يشبه الخطى على جمرات من نيران: جاهزة عشان تعرف تكسرني وتكسر أبويا كويس يمكن ساعتها أنتقامك يتحقق وأكون حررتك من علاقة هتجازف بيها.

صعق زين وتخشب محله وهو يراها تحطم قلبها قبل أن تخطم قلبه فهو يعشقها حد الجنون..
أقترب منها بغضبٍ جامح ليهوى على وجهها بصفعة قوية أطاحت بها أرضاً ونزفت لأجلها سيلا من الدماء ثم جذلها بقوة لتقف أمامه وهى كالدمية المتحركة بين يديه...
عدل من ملابسها جاذباً الحجاب يداثر به شعرها الأسود الطويل، ليخرج صوته المزلزل: أطلعي بره مش عايز أشوف وشك هنا تانى والا وقسمن بالله هتخرجي من هنا جثة مش على رجليكِ..

رفعت عيناها الممتلأة بالدموع ثم خرجت كالجثة كما قال، تتحرك ببطئ غير عابئة لخصلات شعرها المتمردة من خلف الحجاب، أما هو فحطم زجاج مكتبه بقوة وهو يشدد على خصلات شعره بقوة على ما أوصلها إليه...
وقف لدقائق ينظر لشظايا الزجاج تحت قدمه ليتذكر وعده لها
هحميكِ من نفسي يا همس حتى لو أضطريت أقتلها
تطلع لوجهه، نظرات عيناه الغاضبة ليراها أمامه، إنكسرها، صوتها المحطم، لاااا لن يحتمل ذلك..

ركض زين خلفها بسرعة البرق غير عابئ بنظرات المؤظفين له، ليجدها مازالت تخطو بالروق الخارجي بخطوات حطمت قلبه كأنها تزف لهلاك لا يريده لها..
أسرع إليها ثم جذبها لأحضانه بقوة كادت أن تحطمها، ليزيح طبقة الجليد المحتجزة لها فتمرد دمعها وتنفجر باكية لما فعلته!
لما تعد تحملها قدماها فسقطت أرضاً وهو معها يطوفها بأحضانه قائلا بصوتٍ هامس حزين: أنا أسف يا حبيبتي، أسف..

شددت من أحتضانه فربما سيعود للأنتقام مجدداً ليتحطم قلبه وهو يراها تتمسك به كأنه طوق نجاتها بعد ما فعله..
ردد بعشق صادق كأنه يحطم به بؤرة أنتقامه: أنا بعشقك يا همس صدقينى أنا بحبك أووى معرفش عملت كدا أزاي بس أ..
قطع كلماته بصدمة حينما شعر بأنها كالجثة بين يديه فأخرجها سريعاً ليصعق بقوة وتلمع عيناه بالدمع حينما رأى غشاوة بيضاء تتردد من فمها ليصرخ بجنون: همس، همس.

أحتضنها بقوة ثم أخرجها يتفحص وجهها بصراخ: ليه عملتي كدا لييييه؟!
همس...
شعر بتوقف قلبه عن الخفقان هل هى نهاية معشوقته!
أخرج هاتفه سريعاً يطالب المساعدة فأتت الأسعاف على الفور وهو يحتضنها بقوة ودمع هامساً لها بآلم: مش هسيبك تضيعي مني، فاهمة
ثم أغلق عيناه غير متقبل لما فعلته هل كانت ستفعل ذلك وهى على خطى الموت كي يظل سجين معذب لأشباع رغبة أنتقامة ويدفع ثمنٍ غالى من عشقه المذبوح؟!.

لااا لن يتركها حتى أذا تطلب الأمر الموت لأجلها، الآن صار عاشقٍ يرتشق علقماً من كأس العشق المحفز بالأوجاع..
ليرى كم عانت تلك الفتاة وكم طالبت قلبه بقليل من الشفقة والحنان فقسى عليها وها هو الآن يدفع ثمن غالي...


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:36 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس

زلزل المنزل بأكمله، صوت صراخ أحمد حينما نال حظه الوفير من النمر على ما أرتكبه من ذنبٍ فاضح...
هرول عبد الرحمن ويوسف للأسفل حينما أستمعوا لصراخات أحمد فولجوا للداخل سريعاً ليتفاجئ كلا منهم بضياء يجلس على الأريكة برعب يبدى على ملامحه...
يوسف بستغراب: هو في أيه؟
ضياء برعب: أحمد يا عين أمه بيواجه مصير قاسي
عبد الرحمن بستغراب: مصير أيه دا؟
ضياء بغرور: مصير النمر أنا حذرته بس هو الا صمم.

رمقه عبد الرحمن بغضب ثم توجه للداخل بينما أقترب منه يوسف بستغراب: طب وأنت مالك منشكح كدليه؟
أجابه بتعجرف: عشان كلكم تعرفوا قيمتكم قدام النمر وتبطلوا تستعرضوا عضلات النفخ دي
جذبه يوسف بغضبٍ جامح: مين الا نفخ يا حيوان؟!
إبتلع ريقه برعب قائلا بعد مجاهدة بالحديث: أنا جبت سيرتك ياعم!
تركه قائلا بغرور: بحسب.

عدل ضياء من ملابسه وعيناه متعلقة به بنظرات غضب مكبوت ليزفر هامساً بضيق: هو أنت بتعرف تحسب! الا زيك أخره الطرح..
يوسف ببرود بتقول حاجة؟
أجابه مسرعاً: لاا أبداً دانا بدعيلك بالخيرات..
تطلع له بشك: لا مهو واضح
بالداخل...
ولج عبد الرحمن للداخل فصعق بشدة حينما رأى أحمد مثبت على الحائط بفعل يدى النمر...
أحمد بصوت يكاد يكون مسموع: أنت لسه هتتفرج أخلص...

وبالفعل أسرع عبد الرحمن ليحيل بينهم قائلا بصراخ بأدهم: سيبه يا أدهم الواد هيموت فى أيدك
رمقه بغضب ثم جذبه بقوة: أنت هتشحت عليا ياض!
لكمه عبد الرحمن بقوة أسقطته أرضاً فكانت الخلاص له من النمر قائلا بغضب: يعنى بدافع عنك ومش عاجب كمان..
تأوه أحمد قائلا بتوعد: أستعيد قوتي بس وهوريكم يا كلاب.

جلس أدهم على الفراش وعيناه تجوبه بضيق: قسمن بربي لو كررتها تاني يا أحمد لأكون طالع برقبتك أنا سبتك المرادي بمزاجي المرة الجاية موعدكش
حاول أحمد الوقوف قائلا بأمتنان وسخرية: مش عارف أودي أفضالك دي فين بجد!
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة بينما تمدد أدهم على المقعد قائلا بتذكار: كنت عايز أيه؟

أحمد بسخرية: ورحمة جدك وجدي لو قعدت ميت سنة ما هفتكر ودا شيء جميل أوعدك لما الدنيا تخلى بيا وأعوذ أفقد الذاكرة أنت أول واحد هيجي فى بالي على طول..
لم يتمالك عبد الرحمن زمام أموره فسقط من الضحك أرضاً بينما خرج أدهم للحمام الخارجي ليستعد للخروج...
عاونه عبد الرحمن على الجلوس ثم شرع بمعالجة كدمات وجهه...

حملوها لغرفة العمليات سريعاً وهى يخطو خلفهم ببطئ يستمد قلبه بدماء كلما أبتعدت عنه كأنه يغزو بخنجر مسنون...
جلس زين بالخارج على المقعد وهمسات من ذكريات القسوة تمرأ أمام عيناه فتجعل الحزن يخترق ثنايا قلبه بنجاح...
هوت دمعة سارية من عين القاسي حينما تذكر كلماتها ورجائها له، لا لم يحتمل ما حدث لها فقلبه يعشقها حد الجنون، كم قسى على نفسه قبل أن يقسو عليها ولكن ذروة الأنتقام كانت تطالبه بالمزيد...

أستند برأسه على المقعد وأغلق عيناه بقوة قائلا بأنكسار: يارب..
بنفس المشفى، وبالأخص بغرفة حازم...
شعر بأنه يتناول أشهى الأطباق الذى لم يتناولها من قبل، فأبتسم لعلمه بأنه ذات مذاق رائع من لمسات يدها، أطعمته وعيناها تخطف النظرات له بخجل ولكن سعادتها بأنها بالقرب منه طاغية عليها..
أرتجف جسدها بقوة حينما أمسك يدها الحاملة للطعام ثم جذبه منها ليضعه لجواره فأخفت نظراتها عنه بخجل شديد...
خرج صوته أخيراً: رهف.

رفعت عيناها له لترى ماذا هناك؟ فرفع يديه على وجهها بحنان والجدية تلمع بعيناه: عايزك تنسى كل الا حصل متحاوليش تفكرى فيه تانى..
بقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت وهيام فأبتسم حازم بخفة وبقى ساكناً يتأمل نظراتها بعشق وسعادة لرؤية حروف أسمه تلون عيناها قبل السكون بنبضات القلب...
عاد لأرض الواقع حينما طرقت الممرضة باب الغرفة وولجت للداخل حتى تتفحصه..

إبتسم حازم حينما أبتعدت عنه كأنه لم يربطها بها علاقة أسمى من الوجود، الزواج والعشق معاً! ولكنه يعلم أنها خجولة للغاية...
أنهت الممرضة عملها وخرجت سريعاً فأقتربت منه قائلة بأرتباك: لازم تكمل أكل عشان تأخد باقي الأدوية..
أبعد يدها الحاملة للطعام قائلا بخفوت ساحر: مش محتاج أدوية وأنتِ جانبي.

تطلعت ليديه المتمسكة ليدها فجذبتها بخفة ووضعت الطعام لجواره وكادت الرحيل ليجذبها لأحضانه دقائق مطولة ثم أخرجها لتكون امام عيناه قائلا بخبث: حابب أحققلك أمنية غالية
ضيقت عيناها بعدم فهم فأحتضن وجهها بيديه قائلا بغرور زائف: عارف طبعاً أن أنا كل أمنياتك الغالية
رمقته بضيق فأبتسم قائلا بجدية بعدما قبل رأسها بحنان: بس دا ميمنعش أنهم لازم يكونوا بالمرتبة الأولى ودا سعادة ليا أكيد..

لم تقهم ما يقوله الا حينما غمز بسحر عيناه وتطلع لباب الغرفة ليدلف من الخارج عائلتها الصغيرة..
وقفت رهف بدموع تلألأت بعيناها بعدم تصديق فأستدارت لحازم بدموع ليشير لها بالتقدم فأسرعت إلي أحضان والدتها بعدم تصديق من أنها مرحبة بها حتى والدها أحتضنها بسعادة لتعلم منهم بأن حازم تحدث معهم بالهاتف وأخبرهم بالحقيقة...

بغرفة أدهم..
ولج للداخل ثم جذب قميصه الأسود ليخلع عنه ثيابه العلوية فتظهر عضلات جسده القوية فجذب أحمد عبد الرحمن بخوف: أنا بقول أكلمه بعدين
كبت ضحكاته قائلا بمكر: عشان تصدقني لما أقول عليك أنعام
أحمد بغضب: أحترم نفسك يا حيوان.

وتركه وتوجه ليقف جوار النمر وهو يصفف شعره الطويل قائلا بجدية وثبات تعلم جيداً طريقها له: أدهم، أنا كنت حابب أننا نجمع الفلوس الا معانا على بعض ونشترى حتة الأرضية بتاعت جدك ونعمل لكل واحد شقة وأهو نكون قريبن منهم ومنبعدش كتير..
أستدار له أدهم بأعجاب: والله فكرة كويسة بس جدك هيوافق يبعها؟!

نهض عبد الرحمن عن الفراش وأقترب منهم قائلا بهدوء: نقعد معاه ونقنعه وبعدين أحنا هنشتريها يعنى لو حابب يبيع خير وبركة مش حابب ندور على حتة تانية..
أدهم بتفكير: خلاص لما أرجع نكلمه
أشار له أحمد قائلا بجدية: وأنا هطلب أيد ياسمين منه
قاطعه عبد الرحمن قائلا بهدوء: لا يا أحمد الوقت مش هيكون مناسب هو بس يوافق على البيع ويحط السعر المناسب وبعدين نشوف الموضوع دا.

تذمر أحمد وبدا الضيق على ملامح وجهه فرفع أدهم يديه على كتفيه بثباته الفتاك: كلام عبد الرحمن صح ومتقلقش هنفاتحه أنا وأنت فى موضوع الأرتباط دا بس واحدة واحدة وأنا عارف دماغ جدك وياسيدي متقلقش وعدي ليك العيد مش هيجي علينا غير وأحنا خاطبين
إبتسم أحمد بسعادة لعلمه بمقدرة أدهم على تحقيق كلماته وخاصة بأن الفترة قريبة للغاية...
عبد الرحمن بسخرية: الوقتي ضحكت! من شوية كنت هتعيط.

أحمد بغرور: يابني الا زيك هيحس بأمثالنا أزاي؟
قاطعه بحدة ؛ مش عايز أحس أنا كدا تمام
أرتدى أدهم ساعته ثم خرج قائلا: لما أرجع هنكمل كلامنا.
وغادر أدهم تاركهم فى معركة الحديث اليومية..

بالأسفل...
هبط يوسف للأسفل فوجدها تجلس على الطاولة وتقطع بعض الخضروات فما أن رأته حتى جمعت الأطباق لتدلف للداخل، أقترب منها قائلا بأرتباك: متزعليش مني يا مكة.

رفعت عيناها بصدمة وهى تحمل الأطباق بيدها فأخفض عيناه عنها سريعاً ثم خرج من المنزل بأكمله أما هى فتبقت محلها بصدمة لا مثيل لها لتحل البسمة على وجهها وهى تردد كلماته بخفوت لا تعلم بأنه تبني أحلام لا وجود لها بحياته فربما سيكون مصيرها الهلاك...

وصل أدهم للمشفى فتوجه لغرفة حازم...
طرق باب الغرفة فولج حينما أستمع لأذن الدلوف..
ولج للداخل فأبتسم حازم بخفة حينما رأه يقترب منه، جلس على المقعد بثبات فأعتدل حازم قائلا بأبتسامة هادئة: متوقعتش زيارتك دي!
لم تتغير ملامحه فبقى ثابتٍ للغاية ليخرج صوته الساخر: توقعت أسيبك بالحالة دي؟!
وضع عيناه أرضاً بخجل: طول عمرك أفضل مني بأخلاقك يا أدهم..
طالت نظراته له بغموض: وأنت طول عمرك بتفاجئني بأفعالك.

ألقى به بدوامة الماضى فخرج صوته بحزن: الا حصل زمان كان غصب عني يا أدهم أنت بعدت من غير ما تسمعني
صمت قليلا يتأمل ملامح وجهه ليخرج صوته الثابت: جاهز أسمعك
تطلع حازم للفراغ بشرود: أنا حبيت رهف من أول نظرة وقعت عليها عمري ما توقعت أنى هحب حد كدا
قاطعه بحدة: وليه مقولتليش من الأول
وضع عيناه أرضاً بألم: اليوم الا كنت هفاتحك فيه أتفاجئت أنك بتقولي على خطوبتك منها...

ساعتها أخترت صدقتك يا أدهم وبعدت فترة عن مصر لو تفتكر بس مقدرتش أنساها
لمس أدهم المعاناة بحديثه فلم يكن يعلم سبب سفره المفاجئ وها هو يعلمه الآن، لم يقبل أن يؤلمه أكثر فقطع حديثه ببسمة ساحرة: أنضميت لحزب العشاق!
رفع حازم عيناه له بعدم تصديق من عودته للمزح من جديد فأكمل أدهم بجدية: الا حصل زمان مالوش عتاب يا صاحبي أنا حالياً نسيت كل حاجة.

سعد حازم كثيراً ليسترسل أدهم حديثه بغرور: وأنا كمان لقيت نصي التاني الا حصل زمان كان خير ليا..
ولجت رهف قائلة دون رؤية أدهم: جبتلك الورد الا بتحبه..
وضعته سريعاً بخجل فأبتسم أدهم قائلا وعيناه تطوف حازم: حازم بيحب الجوري مش الياسمين
تعالت فرحة حازم بعودة صديق العمر ورسمت رهف الحزن المصطنع: مش هعرف أغيره..
تناوله منها قائلا بأبتسامة هادئة: أي شيء منك جميل يا رهف.

خجلت للغاية فأبتسم أدهم لتأكده الآن بأن ما بينهم بالماضي لم يكن حباً...

خرجت الممرضة من الغرفة وملامح وجهها لا تنذر بالخير فأسرع إليها زين بلهفة: فى أيه؟
الممرضة بأرتباك: الحالة صعبة أوى
وتركته وهرولت لتحضر المطلوب بينما تجمد زين بمحله ليشدد على شعره بجنون فأسرع للمسجد القريب منه يناجي ربه بأن لا يحرمه منها أن لا يعذب قلبه مرة أخري فيذف لعرين الأنتقام ولكن تلك المرة سيكون الأنتقام من ذاته على ما فعله لها...

أنحني لله عز وجل وبكى بكاء مرير يطالب الله بأن يناجيها ويأخذ روحه بدلا منها فهو من فعل بها ذلك، دعى كثيراً حتى أنهى صلاة الحاجة ثم جلس يسترد قوته فشعر بحاجته لرفيقه...

بغرفة حازم...
حازم بأمتنان: رهف حكيتلي على كل حاجة بجد مش عارف اشكرك أزاي يا أدهم على وقوفك جانبها.
أدهم بثبات: مالوش داعي الكلام دا، المهم أنك تتحسن وتقوم بالسلامة..
قطعهم دلوف عبد الرحمن بزيه الطبي قائلا بأبتسامة ساحرة خاصة به: أقدر أدخل ولا هقطع سيل الصدقات
تعالت ضحكات حازم قائلا بصعوبة بالحديث: أتفضل يا دكتور.

وبالفعل أقترب منه يتفحص أمره قائلا بهدوء: لا بقينا أفضل بفضل الله أنا كدا مضطر أكتبلك على خروج
رهف بسعادة: بجد
أجابها بتأكيد: لو هيباشر على علاجه بأنتظام يبقا أكتب بضمير
حازم بغضب: لا مأنا مش هفطر كل يوم دا حتى رمضان معتش فيه غير أسبوع ألحق أصوم
أدهم بهدوء: عندك عذرك يا حازم بس مدام مصمم يبقي تأخد أدويتك بعد الفطار.

تطلع حازم لعبد الرحمن فقال الأخر: تمام كدا، أستأذن أنا بقا عشان عندى حالات كتير النهاردة
رهف بتفهم: أتفضل...
تطلع أدهم لحازم بغموض ثم قال بهدوء: أنا نفذت الا قولتيلي عليه حمزة حالياً فى نفس الحبس الا كنت فيه أما الحرس فعرفوا الحقيقة وحالياً تحت تصرفهم.
أشار برأسه بحزن: كدا تمام
قطعته رهف: لسه مجاوبتنيش ليه بيأذيك كدا؟!

تطلع له أدهم بأهتمام لمعرفة الأمر فأستند بظهره على الفراش قائلا بشرود: طول عمره بيكرهني لأنى مكتنش بشبهه فى الطباع يمكن الشكل بس كان دايما مشاكس وبيحب العند ودا سبب خناق بابا المستمر له لحد معاملته مع الخدم كأنهم عبيد مش بنى أدمين بابا حاول يغيره كتير بس فشل في أكتر من محاولاته لحد ما فى يوم رجع البيت سكران وحاول يتهجم على الست الا ربيته والا خدمته اكتر من 19 سنة ساعتها بابا قرر أنه لازم ياخد خطوة كبيرة والخطوة دي أنه طرده بره البيت ورفض يساعده أو حتى أن ماما أو أنا نساعده بحاجة، فاتت السنين وبابا توفى وسابلي وصية بممتلكاتي وممتلكات أخويا وكله متنصف بينا بالعدل...

تابعه أدهم بحزن من آنين عيناه فأسترسل حديثه بآلم: دورت عليه كتير عشان أعطيه حقه بس للأسف مالقتوش فقررت أنى أباشر الشغل بالشركات كلها لحد ما يظهر وأعطيه حقه، فاتت سنين وهو مظهرش فيهم كبرت وأسمي كبر فى السوق وبعد فترة كنت بمكتبي بليل و..
صمت حازم فقالت رهف بدموع: وبعدين..
غامت عيناه الغضب حينما تذكر ما حدث ليقصه على مسماعهم...
##.

كان يعمل بتركيز على المشروع الأساسي للشركة فتفاجئ بأنقطاع الأنوار عن المكتب، زُهل حازم من حدوث ذاك الأمر العجيب فنهض عن مجتبه وتوجه للخروج ليرى ماذا هناك؟!..
شعل الضوء من هاتفه فتفاجئ بحركة خافتة تأتي من جواره، أستدار ليجد ظل يقترب منه ملامحه معتمة بفعل الظلام، خرج صوته بستغراب لمغادرة المؤظفين بأكملهم: مين هنا؟

لم يأتيه الرد ليظهر بعد قليل أمامه بملامح وجهه المشابهة له ولكن بعينٍ تشع شرار، ردد حازم بهمس وصدمة: حمزة!
إبتسم قائلا بسخرية: متوقعتش أنك تشوفني؟! ولا خلاص أتعودت على كدا
أقترب منه حازم بفرحة: بالعكس أنا سعيد بش...

قطع باقي كلماته حينما شعر بالدماء تنثدر من رأسه والآلم يكتسحه بقوة، أستدار بضعف ليجد عدد من الرجال خلفه فتطلع لأخيه بزهول فجلس على المقعد بنظراتٍ محتقنة: هتكون سعيد أكتر وأنا بسترجع كل الأملاك الا حرمني منها أبوك بس الأول فى حساب قديم بيني وبينك لازم أصفيه الأول وبعدها هتمضيلي على تنازل بكل الا كتبهولك أبوك.

سقط حازم أرضاً وجاهد لفتح عيناه قائلا بضعف حينما هوى الرجال عليه بضربات متلاحقة: مفيش فايدة فيك هتفضل وسخ زي مأنت..
إبتسم وهو يشير لهم فأنهالوا عليه بالضربات القاسية ليفقد وعيه تماماً...
بعد مدة أستعاد حازم وعيه بضعف ليتأوه من الآلم ولم يشعر بذراعيه فرفع عيناه ليجد جسده مكبل بالحديد القاسي ليزداد الآلم تدريجياً...

فتش بعيناه بالغرفة ليعلم بأنه بالغرفة السفلية للقصر الخاص به، لفت أنتباهه شاشات عريضة تحاوط الغرفة للقصر بأكمله، ليبدأ العرض المباشر فى التوقف ويظهر أمامه حمزة وبيده جهاز التحكم وبسمة الشر تملأ وجهه.
أنقبض قلب حازم قائلا بخوف حينما رأه يرتدى عدسات ليصبح نسخة مطابقة له: أنت عايز أيه؟
لم يجيبه وجلس على المقعد قائلا بنظرات غامضة: أكسرك زي ما كنت بتتعمد تكسرني.

لم يفهم كلماته الا حينما شغل حمزة الجهاز ليعرض ما حدث وهو غائب عن الوعى فصعق بشدة وهو يرى معشوقته تهبط الدرج قائلة بسعادة: حازم أتاخرت ليه؟
وقف يتأملها بأعجاب بدا على ملامحه ليطبق حازم على معصمه بقوة...
خرج صوتها المتعجب من صمته: مش بتتكلم ليه؟أنت كويس!
أقترب منها قائلا بهدوء: ودا يلزمك؟
تطلعت له بصدمة: يلزمني! أنت بتتكلم كدليه؟

جذبها بقوة من خصلات شعرها الطويل لتصرخ بآلم: أتكلم بالطريقة الا تعجبني مش واحدة رخيصة زيك هتعلمني أتكلم ازاي!
صعقت للغاية فدفشها أرضاً لتطلع له بصدمة وزهول وهو يتأملها بتلذذ قائلا بصراخ: روحى أعمليلي الأكل..
لم تجيبه فصرخ بها بحدة: سمعتي
شهقت فزع وهى تهرول من أمامه للمطبخ فلحق بها ليجلس على المقعد وهى تحبس دموعها بستغراب لما يحدث!.
وضعت الطعام أمامه ليتناوله بتقزز: أيه القرف دا؟

ودفش الطعام أرضاً وهى بصدمة من أمره فأقترب منها ليجذبها من معصمها بقوة: واضح أنك أتدلعتي زيادة عن اللزوم وعايزة الا يفوقك
وجذب السطو لتطلع له بصدمة قائلة بدموع: حازم بلاش هزار سخيف أنا خوفت منك اوى
هوى على جسدها بضربة كانت لها دليلا لجديته فصرخت بآلم لينهال عليها بضربات قاتلة حتى فقدت وعيها..
كاد وجهه أن ينفجر من الغضب قائلا بصوتٍ كالرعد: أنت أزاي تمد أيدك عليها يا كلب.

تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: دا البداية بس أجمد المشوار طويل
وأقترب منه قائلا بلهيب يملأ عيناه: هستمتع وأنا بشوفك مكسور كدا عشانها، البنت الوحيدة الا حبتها أختارتك أنت رغم أنى بشبهك كتير ساعتها خرجت من البيت وأنا بشرب زي المجنون وحصل الا حصل وأبوك طردني من البيت لأنك السبب أيوا أنت السبب
حازم بستغراب: بنت مين أنت مجنون؟!
إبتسم قائلا بسخرية: ياريت، أنا محبتش أدها وهى أختارتك أنت
حازم بتذكر: رتيل!

شعل الغضب وجهه وهو يلكمه بغضب: أسمها لو أتردد على لسانك هتكون نهايتك هى كمان هتدفع التمن زيك أنا رجعت عشان أنتقم منكم كلكم.
تاوه بألم: عمك مش هيسيبك تقربلها وبعدين أنا رفضتها ورفضت حبها دا
حمزة بسخرية: هتعملي فيها الأخ الحنين وهتقولي عشان عارف أنك بتحبها
قاطعه بآلم: للأسف مكنتش أعرف، أنا رفضتها لأنى بحب رهف ومقدرش أبص لوحده غيرها
إبتسم بغرور لأختيار وسيلة الأنتقام، : وحبيبة القلب الا هتدفع التمن دا.

حازم بعصبية: لو قربت منها تانى وقسمن بالله لهتندم عمرك كله
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أحب أشوف.
وتركه ورحل لينتقم منه بطريقة زبحته حياً...
عاد حازم من ذكرياته بعدما قص عليهم ما حدث، فكان الغضب حليفهم على ما أستمعوا إليه..
جلست رهف جواره ثم تمسكت بيديه بدموع فرفع يديه يزيحها مشيراً لها بالتماسم فهو بخير..
أدهم بغضب: كل دا ومش عايز تسلمه للشرطة؟!
حازم بسخرية: مهما كان فهو أخويا.

أدهم بغضب: أخوك أزاي بعد الا عمله دا لازم يتعاقب
أستند حازم على نفسه ليجلس مستقيم: لو عملت كدا بكون بزود شعلة الأنتقام عنده وأنا مش عايز دا يحصل يا أدهم
أدهم بهدوء ؛ بس الا زي دا عمره ما هيتغير للأحسن يا حازم
أشار له بآنين: عارف بس على الأقل الشر الا جواه ميكبرش أكتر من كدا
كاد أدهم الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم رفيقه فرفع هاتفه ليقف بصدمة: أهدا يا زين وأنا جايلك حالا..

وبالفعل أغلق الهاتف وأسرع للخروج قائلا لحازم: هنكمل كلامنا تانى يا حازم لازم أمشي حالا
وقبل أن يستمع له كان قد غادر المشفى بأكمله، أما رهف فجلست امامه قائلة بصوتٍ متقطع من البكاء: أستحملت كل دا أزاي يا حازم؟!
رفع يديه يلامس وجهها بعشق: وجعي كان هين أدام وجع قلبي عليكِ متتصوريش كنت بكره نفسي أد أيه وأنا مقيد وعاجز كدا
إبتسمت قائلة بمرح ؛ أكيد الحيوان دا عارف قوتك عشان كدا أستعان بصديق.

تعالت ضحكات حازم الرجولية بعدم تصديق ليجذبها لأحضانه بعشق..

بالمكتب الخاص بأطباء المشفي...
كان يجلس عبد الرحمن لينال قسط من الراحة غير عابئاً بنظراتها، نعم هى زميلته بالعمل ولكنه يرى نظرات الأعجاب بعيناها بستمرار..
صعق عبد الرحمن حينما رأى من تجذب المقعد وتجلس امامه قائلة بغضب، (الحوار مترجم)، : أستمع لى جيداً أيها اللعين، الزواج منك مستحيل أعلم جيداً لما تريد الزواج مني ولكني سأوافر عليك طاقتك الرخيصة..

وأخرجت صافي من حقيبتها دفتر ثم وضعت به مبلغ وألقته بوجهه أمام الاطباء قائلة بسخرية: لا تحلم بالمزيد، فحتى أن تزوجت بي لن أدعك تأخذ جزء بسيط من نصيبي
ظنت بأن ما يفعله لأجل المال فقتنعت بأنه أن أستمع لها وللمبلغ التى ستعرضه عليه سيكف عن أخافتها لا تعلم بأنها على حافة الموت..

تلونت عيناه بلهيب الجحيم حتى أنه مزق الورقة بغضب لا مثيل له ثم أقترب منها لتبتعد سريعاً برعب حينما رأت الغضب يتمكن منه، رفع عبد الرحمن يديه بقوة فأغلقت عيناها ظنة بأنها ستلقى مصيرها ولكن تفاجئت به بحطم الزجاج لجوارها قائلا بصوتٍ مريب: أغربي عن وجهي فى الحال والا أقتلعت عنقك..

أرتجف جسدها فجذبت الحقيبة الخاصة بها ثم توجهت للرحيل لتقف على صوته قائلا بوعيد: أعدك بأنك سترين جحيم هذا اللعين عن قريب وحينها لن تجدى منقذ لكِ..
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم أسرعت بالركض من أمامه...

وصل أدهم للمشفى ليجد زين يجلس بالخارج فأسرع إليه قائلا بقلق: طمني يا زين الدكتور قالك أيه؟
رفع عيناه له قائلا بغضب: أنا السبب فى الا حصلها يا أدهم أنتقامي منها عماني عن حاجات كتيرة
لم يرد أدهم أن يحطمه أكثر فقال بهدوء ؛ هتبقى كويسة بأذن الله يا زين
أشار له بيأس: معتقدش السم الا أخدته مفعوله قوي
عاتبه بغضب: مفيش حاجة صعبة يا ربنا
أغمض عيناه بيقين: ونعم بالله..

خرج الطبيب من الداخل والتعب بادي على وجهه مما فعله ليتمكن من أنقاذها فأسرع إليه زين وأدهم ليخبرهم بأنها بخير ولكنها ستظل فاقدة للوعى ثمانية وأربعون ساعة حتى تجتاز مرحلة السم بنجاح..
أغمض زين عيناه براحة وهو يردد الحمد بخفوت ليسرع للداخل بلهفة فأبتسم أدهم على فرحته وجلس ينتظر عودته..
بداخل العناية..
أقترب منها زين وهى تعتلي الفراش، الأجهزة ملتفة على جسدها بكثرة ذبحت قلبه...

جلس على المقعد جوارها ليحتضن يدها الباردة بين يديه قائلا بعتاب: ليه تعملى كدا يا همس؟ ليه؟
مفكرتيش فى باباكي لما يعرف هيعمل أيه؟
طب أنا عماني الأنتقام ومحستش بيكِ تفتكر دا كان الحل!
هوت دمعة ساحنة من عيناها ليعلم بأنها تستمع إليه، إبتسم بفرح وهو يجفف دموعها قائلا بحزن: أنا عارف أني غلطت بس مش تمنها أنى أخسرك يا عمري أنا خلاص مش عايز أي حاجة غيرك أنتِ...

وقبل يدها بعشق قائلا بعشق: هتقومي وهتخفي وهترجعي عشان تشوفي زين الا حبتيه لأنه مكنش خيال لا موجود يا همس..
ولجت الممرضة للداخل لتخبره بأن عليه الخروج حتى تنعم بالراحة، فخرج على الفور بعدما برد جزء من قلبه...

بمنزل طلعت المنياوى.
هبطت ياسمين للأسفل مع جيانا لتريها ماذا أعدت للأحتفال بالعيد..
ولجت غادة للداخل قائلة بأبتسامة هادئة: أنتوا بتشوفوا هتجمعوا عدية أيه من دلوقتي؟!
ياسمين بمرح: أمال أيه أنا نفسي بلم ألف ونص من البيت بس
جيانا بسخرية: ومالك جاية على نفسك ليه ياختى متخليهم 2000
ياسمين بأبتسامة واسعة: هحاول أقلب عبد الرحمن ويوسف فى 200ج زيادة.

تعالت ضحكاتهم ليقطعهم صوته: أنا معنديش مانع أتقلب بالعكس هكون سعيد جداً..
أستدرت ياسمين بخجل حينما رأت أحمد يقف أمامهم بطالته الساحرة..
فخرجت على الفور والخجل يلون وجهها تحت بسمات جيانا وغادة...
لحق بها أحمد قائلا بجدية: ياسمين
وقفت دون النظر إليه وقلبها يعلو بشدة فأقترب ليقف أمامها قائلا بهدوء: أستنى هنا راجع
أشارت له بهدوء فولج لغرفته وهى تقف أمام المخرج تنتظره بخجل...

خرج أحمد وأقترب منها ثم قدم لها حقيبة بيضاء اللون مغلقة بأحكام قائلا بعشق: دى عشانك
رفعت عيناها قائلة بستغراب: عشاني؟!
أشار بوجهه لتقول بأرتباك: فيها أيه؟
إبتسم لتطل وسامته الفتاكة: لما تفتحى هتعرفي
مدت يدها إليه ثم جذبتها بأرتباك: بس..
ضيق عيناه لتكمل هى: مش هقدر أخدها
أحمد بتفهم: خدى الشنطة يا ياسمين خلاص أنتِ بقيتِ فى حكم خطيبتي عمي و أخوكِ موافقين وجدك وهكلمه قريب جداً يعنى الكل عارف.

رقص قلبها طربٍ فتناولت منه الحقيبة وصعدت على الفور
إبتسم أحمد وهو يتأملها بعشق حتى تخفت من أمام عيناه...
ولجت للداخل بوجه متورد فأصطدمت بوالدتها لترمقها بستغراب: أيه يا ياسمين مش تخلى بالك
أستجمعت الكلمات بصعوبة: أنا أسفة ياماما مقصدش
سلوى بشك: مالك؟
أخفت نظراتها عنها بخجل ولكن عليها أخبارها فقالت بخوف: أنا كنت عند عمى إبراهيم وقاعدة مع جيانا وغادة فجيت عشان اطلع أحمد أداني دي.

إبتسمت سلوى على أرتباكها قائلة بسخرية: طب وأنتِ مالك عاملة شبه الا أداكِ مية نار كدليه؟!
تطلعت لها بزهول فأكملت: عادي أنه يجبلك هدايا مش خطيبك
: خطيبي!
رددتها بستغراب فأكدت لها بالضحكات: أيوا يا حبيبتي أحمد طالبك من بابا ومن أخوكِ وقال أمبارح قدمنا كلنا وأحنا مش هنلاقي افضل منه ليكِ حتى جدك موافق بس بيعمل عليهم تقيل عشان يشوف هيكونوا نفسهم بمساعدة حد ولا هيعتمدوا على نفسهم؟

إبتسمت بفرحة فصرخت سلوى بغضب: المغرب قرب يآذن ولسه معملتش الحلويات دا ريهام هتموتني أوعى من وشي
وأسرعت للمطبخ لتدلف لغرفتها وتفتح الحقيبة بلهفة فتحولت نظراتها لأعجاب شديد حينما رأت فستان من اللون الزهري، طويل يبهر العين بطالته الجذابة وحجابه الأبيض..
لم تنكر ذوقه الرفيع حتى أنها قررت أن ترتديه أول أيام العيد المبارك...

صعدت مكة للاعلى ثم طرقت باب شقة جيانا ففتحت غادة قائلة بستغراب: مكة، تعالي
زفرت بغضب: أنا لا جاية ولا هدخل أمسكى الشنطة دي الزفت الا اسمه ضياء، استغفر الله العظيم اللهم أني صائمة، المهم الاستاذ دا بعتهالك معايا وقال أيه مالوش مزاج يطلعوها دلع عيال..

وتركتها وهبطت للأسفل فولجت للداخل تكبت ضحكاتها عليها ولكنها حزنت حينما وجدت بداخل الحقيبة فستان للعيد لتعلم بأنه مازال حزين منها لذا لم يأخذها كما أخبرها وأحضره لها..
حملت الحقيبة ثم توجهت للأسفل فطرقت باب الشقة وهى تعلم بأنه بالداخل بمفرده..
فتح ضياء الباب ليجدها أمام عيناه، أثر البكاء يحتل وجهها، قدمت له الحقيبة قائلة بصوت محتقن من البكاء: شكراً..

لم يأخذه منها وولج للداخل فدلفت تاركة الباب على مصرعيه ثم وضعته على الطاولة وغادرت على الفور...
عاد أدهم من المشفى بعدما أستقرت حالة همس ليجد غادة تصعد للأعلى بدموع، ولج للشقة بستغراب حينما وجد أخيه يجلس بغضب، أقترب منه قائلا بستغراب: فى أيه؟
رفع عيناه له بغضب: بقولك أيه يا أدهم أنا على أخرى وأنت مش هتستحملني فأخلينى ساكت أفضل
خلع أدهم قميصه وساعته وتمدد قائلا بأهتمام: لا أتكلم.

زفر بملل: معتش عارف ارضيها ازاي؟!
وقص له ما حدث ليخرج صوت أدهم الثابت: رجع الطقم الا جبته دا وخد خطيبتك تنقى الا هى عايزاه
قطعه بحدة: رغم كل الا قولتهولك!
قاطعه بسخرية: أيه الا قولته دى بنت عندها 17 سنة يعنى لسه مش فاهمه حاجة ولو فاهمه فالكلام معاها يكون براحة عشان تتعلم الصح من الغلط مش بالا حضرتك عملته..
هدأ ضياء قليلا ثم وقف وحمل الحقيبة وتوجه للخروج ليوقفه أدهم: رايح فين؟

ضياء بغضب: رايح أرجعه مش قولت أخدها وأجبلها بعد الفطار هخدها
إبتسم أدهم قائلا بغموض: كدا تعجبني
وأقترب منه ليخرج من جيب سرواله مبلغ فضيق ضياء عيناه: دا أيه؟
أدهم بغضب: لا بقولك أيه متنساش أنى اخوك الكبير وليا هيبتي الا أنت بتنساها على طول
قطعه برعب: لا والله ما ناسي حاجة
إبتسم أدهم قائلا بجدية: أنا عارف أنك لسه بتدرس والمسؤليات كبيرة عليك عشان كدا أنا هفضل جانبك وهتردهالي بعد ما أتقاعد.

تعالت ضحكات ضياء وجذب المال منه ثم خرج على الفور، أستدار أدهم ليجد والدته تقف والبسمة على وجهها فأقتربت منه مقبلة رأسه: ربنا يديك الصحة ويفرح قلبك يا حبيبي
قبل أدهم يدها قائلا بسعادة: ويباركلنا فيكِ يا ستى الكل
ولج محمد من الخارج قائلا بمرح: الله الله الأم وإبنها هيعملوا تحالف ضد الاب الغلبان..
تعالت ضحكات نجلاء قائلة بحزن مصطنع: أخس عليك يا محمد أنا أعمل تحالف عليك! دانت الخير والبركة.

إبتسم أدهم وجذب قميصه متوجه لغرفته: أهو يا عم طلع ليك النصيب الاكبر
تعالت ضحكات محمد قائلا بغرور: أمال أيه ياض
أدهم بخوف مصطنع: براحة علينا يا حاج أحنا بنفهم والحمد لله
لم يتمالك اعصابه وتعالت ضحكاته لتشاركه نجلاء بسعادة.

بمكانٍ ما..
كانت مكبلة بالاغلال، تبكى بغزارة وآنين، تصرخ بضعف بأن ينجدها أحد ولكن من يجرأ على الولوج لعرين شيطان لعين..
ولكن هل ستتمكن تلك الحورية من أختراق قلبه القاسي!
هل ستتمكن من خوض تلك التجربة القاسية؟!

ربما معركة قاسية وربما طوفان من نوعاً خاص وربما فرصة لظهور قلبٍ بداخل جسد ذلك الشيطان لينضم للجبابرة عن قريب بقصة أخرى ستنضم لنا لتحتل رقمٍ خاص من ثنائيات الجبابرة لتحفل بأنتصار حورية ستغزو قلب الشيطان...


look/images/icons/i1.gif رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي
  01-11-2021 02:37 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السابع

أبدل أدهم ثيابه لسروال من اللون البني وقميص أبيض اللون مصففاً شعره بحرافية فكان وسيماً للغاية، توجه للأسفل فتفاجئ بها تجلس على الدرج ولجوارها تجلس شقيقته تتبادلان الحديث بصوتٍ يكاد يكون مسموع...
مكة بغضب: يعنى أنتِ أختها ومعاها فى بيت واحد ومش عارفة مالها؟!
قطعتها بسخرية: وأنا يعني عشان أختها لازم أعرف كل حاجة عنها!

إبتسمت بسخرية: لا ميصحش عيب، أنا طول عمري أقول عليكِ بلاء من إبتلاءات الزمن مكنش حد بيصدقني
رمقتها بغضب ثم أنقضت عليها تكيل لها الضربات: أنا الا غلطانه أنى قاعدة جانب واحدة عبيطة زيك لا وأيه بتكلم معها بعقل وهو مش موجود عندها..
صرخت مكة بألم ليخرج صوتها بصعوبة: يخربيتك هتموتيني فى أيدك
جيانا بسخرية: هو أنتِ لسه شوفتي حاجة
مكة بحزن مصطنع: كدا يا جوجو وأنا الا بقول عليكِ حبيبتي!

جيانا بغرور: أنا مش حبيبة حد يا قلبي أسحبي كلماتك
: لو خلصتم ممكن أنزل؟!
صعقت الفتيات وتطلعت لبعضهم البعض من سماع صوته فأستدروا سريعاً لتتخشب كلا منهم محلها حينما رأته يقف أمامهم بطالته ونظراته الثابتة..
مكة بأرتباك وهى تعدل من حجابها قائلة ببراءة مصطنعة: أنا معملتش حاجة البت دي الا مدت أيدها عليا لكن أنا مقدرش أعملها حاجة لأنها أكبر مني.

صعقت جيانا فتأملتها بصدمة، خرج عن صمته قائلا بسخرية: مفيش داعي للشرح يا مكة أنا هنا من فترة
إبتلعت ريقها برعب بينما تلون وجه جيانا بحمرة الخجل حينما تردد لعقلها ما فعلته!
أسرعت مكة بالحديث قائلة وهى تسرع بالهبوط: المغرب قرب يآذن هلحق أجهز العصير..
تطلعت لها جيانا بغضب بعدما هرولت من أمام النمر لتبقى هى أمام عيناه الساحرة..

هبط الدرج ليقف أمام عيناه يتأمل خجلها بأبتسامة خبث ليخرج صوته الماكر: الا عملتيه مع مكة مش غلط بس بستثناء كلمة قولتليها
رفعت عيناها له بزهول فأقترب منها يتأمل عيناها بنبض صدح بصدره ليتمرد على حوافز الزمن، بقى طويلا هكذا ولكن سرعان ما عاد لأرض الواقع فهمس لها بصوته الرجولي: أنتِ
حبيبة ليا، سكنتي خلاص جوا نبض القلب يعنى بقيتى ملكِ فاضل بس أعلن للكل.

وإبتعد عنها ليجدها جمرة مشتعلة من الخجل فأبتسم بخفوت ثم هبط للأسفل تاركها تستعيد زمام أمورها..
، بالأسفل...

وضعت ياسمين الأطباق على الطاولة الطويلة فقدمت غادة ومكة الطعام حينما قرب موعد الآذان، ولج طلعت المنياوي من الخارج ولجواره أبنائه الثلاث فأنضموا للمائدة وكذلك فعل أدهم ويوسف وأحمد، تجمعت العائلة وشرعت بتناول الطعام حينما صدح الآذان بالمكان بأكمله، لحق بهم عبد الرحمن فتطلعت له سلوى برعب: أيه الا حصل لأيدك؟

أنتبه الجميع له فصمت قليلا يتذكر ما فعلته تلك اللعينة فطبق على يديه بقوة زرعت الشك بقلب أدهم وأحمد، خرج صوت عبد الرحمن بهدوء زائف تحلى به: متقلقيش يا حبيبتي دا جرح بسيط
وتوجه بها للمقعد لينضم لهم شارد الذهن بتلك الفتاة فرغبة الأنتقام منها تزداد أضعافٍ مضاعفة بداخله...
عم الهدوء والأنتباه حينما تحدث طلعت قائلا بوقاره الدائم: أبوك جالي أنك عايزني يا أدهم.

أنتبه أدهم له قائلا بأحترام: أيوا يا جدى لو تسمح بس 10 دقايق فى القاعة..
جفف يديه جيداً مشيراً برأسه بالموافقة فولجوا جميعاً للقاعة...

بالمشفى
وبالأخص بغرفة حازم السيوفي...
عاونته رهف على أرتداء ملابسه فأبتسم على خجلها المرسوم على وجهها ليرتدى قميصه بمفرده قائلا بسخرية: عفونا عنك
رمقته بغضب فتعالت ضحكاته على مظهرها الطفولي، جذبها لأحضانه قائلا بخبث: طب وأنا ذنبي أيه؟ مش أنتِ الا مصممة تساعديني؟!
رفعت عيناها الغاضبة له لتدفشه بعيداً عنها بضيق: وحضرتك ما صدقت!
قربها منه قائلا بتفكير: أبقى غبي لو فوت الفرصة.

حاولت أخفاء شبح البسمة الظاهرة على وجهها ولكن لم تتمكن، رفع وجهها بيديه لتتقابل مع سحر عيناه القاتل فعلمت الآن أن الهلاك ببحور عشقه حقيقة ومصير..
إبتعدت عنه سريعاً حينما إستمعت لصوت طرقات باب الغرفة فأبتسم وهو يعيد خصلات شعره المتمردة على عيناه بفعل المياه...
ولج للداخل بعدما سمح الآذن بذلك فأعتدل حازم بجلسته بزهول من رؤية من يقف أمامه!

حتى رهف ترى هذا الرجل ذو الخمسون عاماً لأول مرة، جلس إبراهيم السيوفي على المقعد المجاور له قائلا بنبرة جافة تشود للخوف بنجاح: مش هأخد من وقتك كتير
نبرته الجافة زرعت القلق بقلب رهف وبالأخص ملامح حازم الثابتة كانت سوء لحالتها، أشار لها حازم بالخروج فأنصاعت له وخرجت على الفور ليتبقي هو بمفرده معه...
خرج صوته بعد مدة طالت بالنظرات الساكنة بينهم: أيه سر الزيارة الكريمة دي؟!

أخفض إبراهيم قدميه والغضب يكتاظ ملامح وجهه فخرج صوته الشبيه للرعد: إسمعني كويس يا حازم أنا معنديش غالي فى حياتي غير بنتي هى كل حياتي مستعد عشانها أحارب الكون كله، فصدقني ممكن أنسى القرابة الا بتجمعنا وأقضي عليك وعلى أخوك بذرة قلم
ضيق عيناه بعدم فهم: بغض النظر عن تهديدك دا فأنت فى النهاية عمي وأحترامي ليك هو أنى مسمعتش حاجة لأن تهديد حازم السيوفي حفر قبر ليفكر يعملها.

بدا الخوف على ملامح وجهه فسترسل حازم حديثه بهدوء تحلى به: أنا عارف أن حمزة تصرفاته زادت عن الحد بس مش معناه أنى هسيبك تخلص على أخويا وأنا واقف أتفرج عليك..
تخل عن المقعد قائلا بغضب: حمزة نهايته هتكون علي ايدي لو مقاليش بنتي فين؟
صعق حازم فتخل عن فراشه قائلا بصدمة: تقصد أيه؟

أخرج إبراهيم من جيب سرواله ظرف مطوى وألقاه بغضب على الفراش قائلا بعصبية لا مثيل لها: لما تفتح الظرف دا هتعرف وخاليك فاكر كلامي كويس رقبة أخوك قصاد خدش واحد بس..
أقترب حازم منه قائلا بتفاهم لما يشعر به: متقلقش يا عمي رتيل فى النهاية هى بنت عمي برضاك أو غصب عنك وأنا مش هسمح لحمزة يأذيها زي ما عمل معايا.

شعر بصدق ما يتفوه به فأشار برأسه بأستسلام وغادر تارك بؤرة الغضب تجتاز عين حازم فجذب الظرف ومزقه بلهفة لرؤية ما بداخله وكانت الصدمة حينما رأى رتيل مقيدة بأغلال غليظة، التعب يتمكن من ملامحها، والدموع تسرى على وجهها بلا توقف..
قبض على الصور بغضب وهو يتحدث ببركان مكبوت: حمزة
ثم ألقى بالظرف أرضاً وهو يتوعد له بالكثير...

أما على الجانب الأخر هناك قلبٍ حُطم بقوة بعدما حصل على الحياة، شعر بأستقرار نبض قلبه حينما أخبره الطبيب بأنها على وشك أستعادة وعيها ولكن حدث شيئاً ما قلب الموازين لتصبح بمرحلة الخطر مجدداً..
بغرفة همس...
ظل زين لجوارها طويلا ولكن لم تستعيد وعيها حتى مع صباح يوم جديد!..
ولج الطبيب للداخل ثم فحصها بحزن على ما سيخبره به ولكن عليه ذلك...
زين بتردد من رؤية ملامح الطبيب: فى أيه يا دكتور؟

ألتزم الطبيب الصمت قليلا ثم قال بهدوء: للأسف الأنسة همس دخلت فى غيبوبة ومن الواضح أنها مش مؤقتة
صعق زين فردد بثبات فشل بالتحلى به: يعنى أيه؟
رفع الطبيب يديه على كتفيه بحزن: هى مش محتاجة غير الدعاء مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
وتركه وغادر ليسقط على المقعد بأهمال ونظراته تطوفها وهى تعتلى الفراش بستسلام..

أقترب منها زين بخطى متثاقلة فحركها بقوة والدمع يشق طريقه على وجهه: لا يا همس مش هسيبك تعملي فيا كدا، فاهمة مش هسمحلك تعاقبيني بالقسوة دي...
ولجت الممرضة لتحول بينه وبينها سريعاً ثم أخرجته من الغرفة برجاء بأن الحالة ستسوء أن بقى بالغرفة...

خرج زين من غرفتها بأهمال كأنه فقد مذاق الحياة، الحركة تسرى بجواره وهو بعالم لا يوجد به سواه، كلمات الطبيب تسقط على مسمعه فجعلته كالمتبلد، جروحه تتسع بفجوة لا مثيل لها لتخترق أضلاع قلبه فيتردد أمامه مشاهد من قسوته تعلن له موعد الأنتقام أنتقام عاشقة ستخضع لحكم ليعلم كم عانت مما فعله أفواه، ولكن هل سيقوى على العيش بدونها؟!
أما أن هناك مجهول غامض على الأبواب!

بمنزل طلعت المنياوي...
بقي ساكناً يتأمل أحفاده بنظراتٍ غامضة تسرى بالفخر وهو يرى أمامه رجال ناضجين تضخ عيناهم بالرجولة والعزة...
خرج صوت محمد ليكسر حاجز الصمت بالقاعة قائلا بأرتباك من طلب إبنه: بس الحاج مقالش أنه عايز يبيع الأرضية
وزع إبراهبم نظراته على والده الهادئ بخوف: مش لازم الحتة دي ممكن تشوفوا حتة تانية قريبة من البيت.

تطلع له أدهم بثبات: يا عمي أحنا بنعرض عليه البيع وبالتمن الا هيعرضه للغرب، وبعدين أنا سمعت من بابا أن جدي كان هيعرضها للبيع فعشان كدا خدنا القرار دا
تعجب إبراهيم مما أستمع إليه فتطلع لأخيه ليشير له بأن ما يخبره به صحيح...

كاد الأخر الحديث ولكن قطعهم أشارة طلعت ليعم الصمت المكان، طافت نظراته أحفاده الثلاث مما زرع الأرتباك بقلوب الأباء فقطع حاجز الصمت صوته الغامض: إكده بجيتوا رجالة صوح وجاين تبيعوا جدكم حتة الأرض الا عنديه!
تحدث عبد الرحمن سريعاً: لا يا جدي لو حضرتك مكنتش حابب تبيعها أستحالة كنا فاكرنا فيها..

أكمل احمد بهدوء: أحنا أختارنا الأرض دي لأنها قدام البيت ومش حابين نبعد عنكم ومدام حضرتك مش موافق فهنشوف غيرها من غير زعلك لأنه غالي علينا
إبتسم طلعت قائلا بصوت أزهل الجميع: لا يا ولدي أني مش زعلان واصل، بالعكس أني حاسس دلوجت أن ولادي جابوا رجالة وعشان إكده الأرض دي هدية مني ليكم..

قطعه أدهم بضيق: لا يا جدي لو حضرتك محطتش المبلغ الا تحبه مش هنقدر نأخد الأرض ولا نبني عليها حاجة حضرتك تحدد السعر الا يناسبك دي أرضك وتعبك
تطلع محمد بخوف لأبنها أن يبتلع كلماته ولكنه تفاجئ حينما وقف طلعت المنياوى فأبتلع ريقه بهلاك أدهم لا محالة...
أقترب طلعت من أدهم ليقف أمامه بأبتسامة هادئة ليخرج صوته الساخر: خلاص كبرتك لما جولت عليك راجل فنسيت إني جدك!
أخفض عيناه بحرج: العفو با جدي بس..

قطعه حينما رفع يديه ليسترسل حديثه: مش عايز حد إهنه غيره و أحمد وعبد الرحمن
كانت رسالة موضحة لأبنائه الثلاث فتوجهوا للخارج بخوفٍ شديد..
جلس الجد على الأريكة مشيراً لهم بالجلوس لجواره فأقتربوا منه بزهول من طريقته الغامضة، جلس أحمد جواره وعلى يمينه جلس عبد الرحمن أما أدهم فجلس على المقعد المقابل له...

تأملهم طلعت المنياوي قليلا ثم قال بهدوء: زمان أدليت على مصر أني ومرتي كان ساعتها لسه أبوك يا أدهم صغير مكنش لسه معايا مليم أبيض، أنى وعيت على وش الدنيا لجيت أبوي عنده مزراع فاكهة وأراضي كتير جوي فعشت أنى وأخواتي نخدمه بعيونا التنين لحد ما قرر أنه يخلى كل واحد يعتمد على نفسه...

صمت قليلا لتحل البسمة وجهه قائلا برضا: كان قرار زين بس متأخر جوي أدليت البندر أنى وجدتك وأشتغلت فيها أي حاجة تخطر على بالكم...
ثم رفع يديه بتحذير: أي حاجة بس بالحلال بدون ما أغضب ربنا عشان إكده ربنا كرمني من وسعه وأشتريت البيت دى على وش إبني الصغير، صحيح مجبتش بنات بس هما جابوهم لحد داري تربية وأخلاق تجبرني أكون اب ليهم...

أستمعوا له بحرص ليكمل بحزن: بعد جوازتهم أتفاجئت بأبوي أنه بعتالنا مرسال أنى وأخواتي أنه خلاص هيقابل وجه كريم، أدليت على الصعيد وأني حاسس أنى جلبي هيوجف من الخوف، وزاد أحساسي لما شوفته على السرير راقد بين الحيا والموت، ساعتها مسألش كل واحد فينا سافر فين وعمل ايه من غيره، بالعكس جال كلمتين تنين مالهمش تالت..

رفع طلعت عيناه لأحفاده قائلا بآلم وقوة غامضة: قال دلوجت كل واحد فيكم عرف قيمة الضنا والمال، دلوجت بقيتوا رجال ويعتمد عليكم عشان لما أموت مبجاش ورثتكم المال الا ممكن تخسروه لكن دلوجت تعرفوا القرش كيف يكون طريقه..
وده كان أخر كلامه رغم أنهم جصرين بس رمموا الشروخ الا كانت جوانا..
غامت عيناهم بالدمع على حديثه فأبتسم أدهم فالآن علم رسالة جده الصريحة لهم...

رفع طلعت يديه على كتفي أحمد وعبد الرحمن: كل الا عمالته ده عشانكم يا ولدي لكن مفيش حاجة بتاعتي وبتاعتكم كل المال ده بتاعكم أنتوا وأخواتكم كل الا كنت عايز أقولهالكم أنى لما رجعت من الصعيد بأملاك وأراضي ورثتها من أبوى مكنتش سعادتي زي أول قرش كسبته بعرق جبيني..
أدهم بفخر: كل يوم بزيد فيك أحترام يا جدي
إبتسم قائلا بسخرية: وأنى بيزيد غضبي عليكم وأنى شايفكم بتتغزلوا ببنات أعمامكم إكده.

سعل أحمد بقوة فكبت عبد الرحمن ضحكاته قائلا بثبات مخادع: حاشة لله يا جدي مغازلة أيه بس؟!
ضيق عيناه ليقول بغضب مصطنع: فاكرني إصغير إياك
أحمد بخوف: بمناسبة القعدة العسل دي متجوزني ياسمين بنت عمي وأنا أدعيلك دنيا وأخرة والله العظيم
تعالت ضحكات طلعت لأول مرة قائلا بصعوبة بالحديث: لع أني وفجت على الأرضية لكن جواز سبونا نفكر ونرد عليكم.

تطلع له أحمد بحزن على عكس أدهم يطوفه بنظرات غامضة، تحلى طلعت بالثبات الدائم قائلا بجدية: يالا بجا سبوني مع عبده لوحدينا عشان ألحق صلاة العشا
وزع أحمد النظرات بين أدهم وعبد الرحمن برعب فجذبه أدهم للخارج حتى لا يفتضح الأمر ولكن لا يعلم أن الجد على علم بما يحدث!..

خرجوا جميعاً فرفع عبد الرحمن عيناه له ليجده يتطلع له بثبات وغموض نجح عبد الرحمن بمعرفة الخفى وراءهم فأبتسم قائلا بعدم تصديق: زين لحق يقولك!
أستند الجد على الأريكة قائلا بهدوء: زين عمره ما خبي عليا حاجة يا ولدي
تقبل عبد الرحمن الأمر قائلا بجدية: طب وحضرتك رأيك أيه؟

صمت طلعت قليلا يتفحص ملامحه بأهتمام فقال بهدوء: أسمع يا ولدي أنى عمري ما رافضت لزين طلب لكن المرادي مجدرش أخد الخطوة دي فكر زين ورد عليا بقرارك
وتركه الجد وخرج من القاعة بأكملها ليحسم هو أمره الأخير..

بقصر حازم السيوفي
دلف للقصر بعدما سمح له الطبيب بذلك، فجلس على الأريكة يتطلع على الباب الفاصل بينه وبين أخيه بشرود..
جلست رهف لجواره تطلع له بقلق وأرتباك لتخرج عنه قائلة بهدوء مصطنع: بتفكر فى أيه؟
رفع حازم عيناه لها بصمت قطعه قائلا بهدوء زائف: سبيني لوحدي شوية يا رهف
أسرعت بالحديث: مستحيل أسيبك لوحدك مع الحيوان دا
رمقها بنظرة غامصة فحاول التحكم بزمام أموره قائلا بثبات ؛ هبقى كويس متقلقيش.

أشارت برأسها بقوة وخوف ليجيبها بغضب: مش قولتلك سبيني لوحدي!
أسرعت بالنهوض بفزع من صراخه الغير معهود فشدد على شعره الأسود الغزير بضيق ثم وقف على قدميه وأقترب منها ليحتضن وجهها بيديه: أنا آسف يا حبيبتي بس بجد محتاج أكون لوحدي
أشارت له بتفهم وتوجهت لغرفتها بصمت وعيناها تطلع لذلك الباب القابض للأنفاس برعبٍ حقيقي..
أما هو فقطع نظرات الصمت بأن ولج للداخل ليجده مقيد بالأغلال التى أعدها له من قبل...

شعر بحركة خافتة بالغرفة ففتح عيناه ليجده أمامه فأبتسم قائلا بسخرية: حمدلله على السلامة متوقعتش أنهم هيكتبولك على خروج سريع كدا
جذب المقعد وجلس يتأمله بنظرات جعلت الدماء تتغلل بالعروق فخرج صوته الهادئ: وليه متقولش أنك وحشتني!
ضيق عيناه بغضب وهو يحاول تحرير يديه قائلا بعصبية: لو فاكر أن الا بتعمله دا هيأثر فيا تبقى غلطان
أقترب منه حازم وعيناه تشع شرارت الجحيم قائلا بنبرة تلتمس القوة: رتيل فين يا حمزة؟

إبتسم وهو يتأمله قائلا بتحدى: متحاولش، أنت أتعاقبت ودا دورها
صاح بغضب لا مثيل له: أنت مستحيل تكون بني أدم أنت مريض نفسي
: البركة فيك وفى أبوك
قالها بصوت يحمل الآلم فدفش حازم المزهرية بغضب وهو يحاول التحكم بأعصابه وبالفعل بعد عدد من المحاولات تمكن من ذلك...

كبت غضبه الجامح وأقترب منه ثم حرر قيده تحت نظرات أستغراب حمزة، فخرج صوته وعيناه تتأمل زهوله: أنت حر يا حمزة تقدر تخرج من هنا براحتك وبرضو تقدر تقتلني ودلوقتي حالا وأوعدك أنى مش هقاوم
أقترب منه ليقف أمام عيناه بستغراب لما يقوله فصاح حازم بنفس لهجته: مستني أيه ما تنتقم مني زي ما كنت حابب أه بس للأسف مش هتقدر تنتقم من أبوك لأنه خلاص بين أيدى ربنا لو تقدر ضاعف العقاب ليا وأهو بالك يرتاح..

شعر بالعار والخجل فوضع عيناه أرضاً، ليجذب حازم السلاح من جيب سرواله ويضعه فى يديه قائلا بسخرية: يالا مستنى أيه؟
صراخ قوى عصف بالغرفة فأستدار حازم ليجد رهف تتخبئ خلف الحاجز والدموع تغزو وجهها، جسدها يرتجف بشدة وهى ترى معشوقها يقدم موته ليديه...

ظلت كما هى تبكى بقوة وهى توزع نظراتها بينهم، ألقى حمزة السلاح من يديه ونظراته تطوف حازم بصدمة فتركه وخطى بضع خطوات للخارج بينما ركضت رهف بسرعة جنونية لأحضان معشوقها فشدد من أحتضانها بعدم تصديق بأنه مازال على قيد الحياة...
تطلع له وهو يغادر فقال بغموض: حمزة
أستدار له ليرى ماذا هناك؟، رمقه بقليلا من الصمت ثم قال بثبات: بابا كاتب نص الأملاك بأسمك من قبل موته
كانت صدمة له الآن صار أنتقامه سراب!..

خرج حمزة من القصر مسرعاً وهو بحالة لا يرثي لها، نظرات وأمنيات أخيه تلحقه بأن ما أخبره به يطفئ شعلة الأنتقام بداخله...
أخرجه من بئر أمنياه شهقات بكائها المكبوت فأخرجها من أحضانه يجفف دموعها قائلا بحنان: متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس
أزاحت يديه عنها ثم هرولت للخارج ببكاء مما كان سيفعله...
فجلس على المقعد بستسلام على ما يحدث له...

صعدت مكة للأعلى لترى ماذا هناك؟ ولما تريدها ياسمين فى الحال...
طرقت باب الشقة بستغراب من عدم أجابتها ولكنها تفاجئت بيوسف أمام عيناها...
مكة بزهول: يوسف!
سرعان ما تدرجت وجوده قائلة وعيناها تبحث عنها ؛ ياسمين فين؟
صرخت بآلم حينما جذبها يوسف للداخل بحركة مفاجئة ثم هوى على وجهها بصفعة قوية للغاية..

رفعت وجهها المحتضن بين يديها بصدمة ودموع وهى تتأمله ليقترب منها قائلا بغضب لا مثيل له: النهاردة أتاكدت أنك أوسخ مخلوقة على وش الكون أنا الا بعتلك رسالة من تلفون ياسمين عشان تطلعلي هنا عارفة ليه؟
بقيت متخشبة محلها لا تعلم أن كانت بحلم أم بحقيقة مأساوية..
جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوتٍ مزلزل: حبيت أكون أول واحد يعرفك بحقيقتك الواسخة دي قبل ما أخوكِ وجدك يعرفوا بالا عرفته.

بكت بآلم وهى تحاول تحرير نفسها من بين يديه قائلة بدموع: أبعد عني أنت بأي حق ترفع أيدك عليا!
إبتسم بسخرية: هعرفك بأي حق
لم تفهم كلماته الا حينما صفعها عدة صفعات متتالية حتى هوت أرضاً من كثرة الآلآم فربما مجهولهم سوياً على وشك الأبتداء!..

بمنزل زين...
وبالأخص بغرفته..
جلس أمام الفراش يتأملها بدموع تهوى بلا توقف، رفع يديه يحتضن يدها الباردة قائلا بأبتسامة جاهد لرسمها: تعرفي أحنا فين؟
تطلع للغرفة بحزن: فى البيت الا كان هيجمعنا...
ثم مرر يديه على شعرها الحريرى قائلا بعشق: طلبت من أبوكِ أنك تخرجي من المستشفي على هنا، عشان تكوني جانبي على طول..

هوت دمعة من عيناها فأزاحها بلهفة ليضمها لصدره قائلا بهمس عاشق: أنا عارف أنك سمعاني يا همس وعارف أنك هتعافري وهتقومي عشاني صدقيني عمرى ما هبعد عنك تانى ولا هسمح أن الا حصل دا يتكرر بس لازم تقومي..
أخرجها من أحضانه ليجدها بغفلة حطمت قلبه، عاد لثباته الطاغي حينما دلفت الخادمة قائلة وعيناها أرضاً أحتراماً له: فى واحد تحت عايز حضرتك يا فندم
زين بثباته الطاغي: واحد مين؟

قالت ومازالت عيناها أرضا: بيقول أسمه عبد الرحمن
أشار برأسه بهدوء: شوفي هيشرب أيه وأنا شوية ونازل
أشارت برأسها: تحت أمرك يا زين بيه
وغادرت على الفور ليضع زين همس بالفراش ثم داثرها جيداً ليرمقها بنظرة مطولة قبل أن يغادر...

غادر الغرفة ففتحت عيناها ببكاء حارق بعدما أستشعرت آمان أحضانه ولكن عليها ذلك فالمجهول يحتمها على تذكرة غالية ولكن ربما لا تعلم بأنها على حافة الهلاك على يد الزين لتعود شامة القسوة تستحوذ عليه من جديد!..

حاولت تحرير ذاتها ولكن لم تستطيع القيود تزداد قوة كلما جاهدت بالتحرر، تساقطت دموعها بضعف وقلبٍ يآنن بقوة من معشوق كنت له العشق وتوجهته بالعاشق فطعنها بقوة حتى بات العشق كره له..
ولج حمزة للداخل يبحث عنها بعيناه فوجدها تستكين على الحائط بتعبٍ بدا على ملامح وجهها المجهد..
أقترب منها فتراجعت للخلف بكره يشع من عيناها بقوة فرفع يديه يمررها على وجهها قائلا بشتياق: وحشتيني.

تراجعت بوجهها للخلف بتقزز قائلة بحقد: أفتكرتك مت بس للأسف لسه ربنا مستجابش دعائي..
إبتسم وهو يهمس لها بمشاكسة: مش قبل ما أنفذ وعدي ليكِ
دفشته بيدها المكبلة بالاغلال: بتحلم يا حمزة
أغمض عيناه بتلذذ فهمس بسعادة: بعشق أسمى لما تقوليه
صرخت به بجنون: أنت أنسان مريض فكني وخالينى أمشي من هنا وأنا هسامحك ومش هقول لبابا أنك أنت الا عملت كدا.

تعالت ضحكاته بجنون جذبها لتكون أمام عيناه: خروجك من هنا هيكون سبب فى كسرة أبوكِ وخاصة لو جوزك من خطيبك دا ساعتها فضحتك أنتِ وأبوكِ هتكون على كل لسان
صعقت حتى تخشبت الكلمات على شفتها فجاهدت كثيراً للحديث والدمع يدنو منها: أنت عملت أيه؟!
نظرات المكر بعيناه جعلها تصرخ بجنون بكلمات كره وسبٍ له حتى أخشي عليها من ما فعلته فحملها بين ذراعيه ثم حررها وتوجه بها للفراش..

جلس لجوارها يتأملها بأعين حاقدة، شيطان الجحيم بداخله يهنئه على أنتصاراته بأنكسارها، ملاك رحمة القلب بداخل النبض يصفعه بقوة ليخبرها بالحقيقة ولكن المعركة ليست عادلة بعد فالأنتصار بحاجة لقوة خارقة بين الجهتين وربما مجهول سيقلب الموزين رأساً على عقب بحرب الجبابرة...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، القناع ، الخفي ، للعشق ، مافيا ، الحي ، الشعبي ،











الساعة الآن 11:17 PM