كثير من الأباء والأمهات يعتقدوا أن إجبار الطفل على الأسف عقاب فعال على خطئه، لكن في الحقيقة مع تكرار جملة "انا آسف" يتحول الأمر لشيء معتاد ويتطور بعد ذلك للتمرد، وعندما تصبح هذه الكلمة سهلة على لسانه بعد كل فعل خاطيء مع عدم شعوره بالندم على ما فعله يشعر الأشخاص البالغون الموجودون في حياته بالقلق. اقترحت مختصة تطوير علاقات التربية والأمومة الأمريكية "درسدين شاماكير"، بعض الطرق الأخرى التي من الممكن أن نشعر بها أطفالنا بأخطائهم وايضًا نساعدهم بأن يصلحوها أو على الأقل يمتنعوا عن تكرارها، بدلًا من ترديد جملة "أنا آسف" بدون جدوى، ومن الطرق التي ذكرتها:
1- توضيح الخطأ بشكل محدد للطفل:
يفضل حين يفعل الطفل شيئًا خاطئًا أن توضحي له بالضبط خطأه، لأن الأطفال أحيانًا لا يدركوا الخطأ في الفعل الذي فعلوه، مثلًا إذا ابنك ضرب أخوه لا تطلبي منه الأسف أو تقومي بضربه بدون أن توضحي سبب عقابك له، مثلًا قولي له: "انت ضربت أخوك ووجعته وده عيب علشان كذا وكذا".
2- كسب تعاطف الأطفال من أجل تعليم الصواب:
يمكنك أن تحاولي أن تشرحي لطفلك ضرر الفعل الذي فعله على نفسه أو على الآخرين حتى إذا كان بغرض كسب التعاطف، مثلا: "لما ضربت أخوك هو اتوجع وعيط، أو لو مديت ايدك في الكهرباء ممكن تتوجع أوي وتتعور". 3- إظهار الخوف على الطفل أولًا: إذا كان ابنك فعل شيء خاطيء قبل أن تعاقبيه أو طلب الأسف منه يفضل أن تظهري خوفك عليه أولًا، بمعنى أن تشعريه بأنك تضايقت كثيرًا لخوفك عليه وليس لأنه كسر أو أفسد شيء، وأكثر شيء ممكن يوصل له هذا سؤال: "انت كويس؟"، هذا يصنع فارق كبيرًا في نفسية الطفل ويولد عنده عدم رغبة في تكرار الخطأ. 4- مساعدتهم لتحمل مسئولية خطأهم وإصلاحه: إذا وقع شيء على الأرض أو كسر بشرط أن تكون لا تمثل عليه أي خطورة أو قد تجرحه، أجعليه ينظف الأرض وساعديه في ذلك، فهذا يجعله يعرف أنه إذا فعل شي خاطئًا بدلًا من أن يقول آسف ويكرر ما فعله مجددًا سيصلحه بنفسه. 5- اجعليه يوعدك: بدلًا من التصميم على إعتذار الطفل، يمكن أن نهتم أكثر بأن نجعله يَعد بعدم تكرار الخطأ، مثلا: "اوعدني انك مش هتضرب أخوك تاني". 6- المبادرة بالاعتذار لطفلك إذا أخطأتي: أكتر طريقة فعالة لتعويد طفلك على الاعتذار بشكل إيجابي وأن يقول "آسف" بشكل تلقائي وهو يشعر بها ليست مجرد تأدية واجب، أن يجد منك كقدوته فعل هذا كلما تخطئي، مثلا: "انا اسفة نسيت اجبلك اللعبة اللي طلبتها مني امبارح". وتؤكد "شاماكير"، أن بإتباع هذه الخطوات تستطيعي أن تلاحظي مع الوقت أن طفلك يتأسف وحده بشكل تلقائي حين يخطأ، بدون إجبار كما أنك ستجدين أنه مقتنع وواضع حساب تصليح أخطائه ليس فقط الاعتذار عنها.