الطلاق
أهتم الإسلام إهتماماً كبيراً بشئون الأسرة وتربية الأبناء وصور الرعاية الصحيحة لهم مما يضمن لهم الأمن والسعادة، وذلك من خلال إستعراض الحقوق والواجبات، وأهم المشاكل التى يتعرض إليها الرجل والمرأة القائمين على المنزل حتى يتم تنظيم العلاقات بين أفراد الأسرة وتشمل الزواج، الطلاق، الميراث، تربية الطفل على سلوكيات صحيحة وصلة الأرحام .
ينظر الإسلام للأسرة بأنها الهيكل الأساسى المجتمع وأهم وحداته فحينما يكون هذا الكيان مضطرباً يكون إذن المجتمع غير مستقر وسيحدث خطر إجتماعى جسيم به وذلك أوجد الإسلام بدائل إذا كان الإستقرار الأسرى بين الزوج والزوجة معقداً ولا أمل فى تحقيقه يتم إستخدام حل نهائى لهذه المشاكل المستعصية وهو الطلاق.
الطلاق لغة:
مشتق من الإطلاق وهو الإرسال والترك ومنه طلقت البلاد أى تركتها ويقال طلقت الناقة إذا سرحت حيث شاءت.
شرعا:
هو حل قيد النكاح أو بعضه وهو جائز بنص الكتاب العزيز ومتواتر السنة المطهرة وإجماع المسلمين وهو قطعى من قطعيات الشريعة ولكنه يكره مع عدم الحاجة وأخرج ابو داود والحاكم وصححه بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم «أبغض الحلال الى الله الطلاق».
والطلاق يخص أمر العلاقات الزوجية التى تمس صميم الحياة الإجتماعية والذى ينظم علاقة الرجل بالمرأة ويمتد أثره إلى الأبناء، وعدم تنظيم هذا الأمر يؤدى إلى خلل بالغ يصيب المجتمعات بالإضطراب.
والطلاق مأخوذ من الإنطلاق والتحرر وتشريع الطلاق حد من حدود الله فإن حاولت أن تأتى بأمر لا يناسب ما أمر الله به فى تنظيم إجتماعى فقد نقلت المأمور به إلى حيز المنهى عنه و بذلك تحدث ظلما.
والطلاق عملية صعبة تأتى والنفس فيها غضب وتأتى والزوج والزوجه وأهل الزوج والزوجة فى كدر.
والزواج صلة مبناها السكن والمودة والرحمة وفى ذلك يقوله الله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [سورة الروم -21 ] فإذا انعدمت هذه العناصر فكيف يستمر الزواج إن التفريق بينهما فى مثل هذه الحالة قد يكون وسيلة أرادها الله سبحانة وتعالى ليرزق الزوج خيرا منها ويرزق الزوجه خير منه.
مراحل الطلاق
-مرحلة الكمون، حيث لا يتم مناقشة الخلافات مهما كانت صغيرة.
-مرحلة الاستثارة، وهو الشعور بالارتباك، وعدم القناعة بالإشباع الحاصل عليه كلا الزوجين.
ننصح المرأة المُطلّقة باتخاذ بعض الأساليب التي تُساعدها على تقبُّل الأمر واستمرار حياتها:
-حاولي ألا تضعي نفسك في دائرة التفكير المُستمر فيما حصل، حتى لا تتعرّضي لحالة نفسية سيئة قد لا تستطيعين الخروج منها.
-تقرّبي من الله تعالى بالصلاة وكثرة الدعاء؛ فهذا سيُساعدك كثيراً على التغلب على سوء المزاج الذي تسبّب به طلاقك.
-حاولي إيجاد فرصة عمل، وإن كنتِ فعلاً تعملين حاولي أن تشغلي وقتك بالعمل بدلاً من الجلوس والتفكير في أمر لا فائدة منه فالطلاق وقع بالفعل وليس هناك داعٍ لأن تُرهقي نفسك بالتفكير فيما حصل ومضى.
-اجعلي ثقتكِ بالله ومن ثم نفسك كبيرة، ولا يهُمك ما قد تسمعينه ممّن هم حولك من كلام قد يجرحك لأنك سيدة مُطلقة.
-اجعلي جُلّ اهتمامك يتركّز على أطفالك وكيفية تربيتهم وتوفير احتياجاتهم وتعويض النقص الحاصل عن ابتعادهم عن والدهم.
إيجابيات الطلاق
-منح كلٍّ من الزوجين بداية حياةٍ جديدةٍ مع إنسانٍ جديدٍ؛ ففي بعض حالات الزواج يتعرّض أحد الطرفين إلى الكثير من الدمار النفسي أو الجسدي وفي الغالب تكون المرأة، وعندما يتم الطلاق يستطيع كلاهما أن يبدأ حياةً جديدةً مستقرةً بعيداً عن المشاكل والهموم، وهذا يؤدي إلى زيادة الانتاجية في المجتمع.
-حصول الأطفال في بعض الحالات على فرصةٍ جديدةٍ للعيش بطريقةٍ صحيّةٍ، فغالباً عندما يكون الزوجان غير متفقين وتغلب عليهما الكراهية فإن المشاكل فيما بينهما تكون كبيرةً وتؤثر على سير حياة الأبناء وتسبب لهم الأذى النفسي وكره الحياة وعدم القدرة على التركيز والاستقرار، بل قد تسبّب لهم الانحراف عن الطريق السليم واتباعهم للعصابات والأشخاص الذين يسلكون الطريق الخاطىء، كما قد تتوفّر لدى الابن نتيجة عكسيّة فيهرب من المنزل ليبتعد عن جو المشاكل بين والديه.
آداب الطلاق
التسريح بالإحسان وعدم الإضرار بأحد الطرفين وخاصةً المرأة، فلا يحق للرجل التشهير بالزوجة أو محاولة حرمانها من حقوقها.
إذا كان للمرأة ولدٌ فإن حق الرعاية والحضانة والرضاعة لها وعلى الزوج التكلّف بهذه الأمور.
حسن الظنّ بالمرأة المطلقة والرجل المطلق والموافقة على تزويجهما؛ فالطلاق في بعض الحالات يكون نتيجة عدم توافق الطرفين من دون وجود أي سلبيات.