الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي يعرف على أنه نوع من أنواع القلق الذي يصيب الأفراد ويجعلهم يتجنبون جميع أشكال الاتصال الاجتماعي، وقد تظهر عليهم بعض الاعراض كالضيق العقلي أو الجسدي عند وجودهم في مواقف اجتماعية.
ويرى علماء النفس والأخصائيين النفسيين أن الرهاب الاجتماعي يختلف عن الخجل، حيث أنهم ينظرون للرهاب الاجتماعي على أنه ليس علامة مرضية للخجل، والخجل ليس شرطًا لوجود الرهاب الاجتماعي، وعادة نجد الأفراد الذين يعانوا من الرهاب الاجتماعي يخشون من التفاعلات الاجتماعية حتى تلك الموجودة في العمل، حيث يخافوا من تعرضهم للسخرية من قبل الآخرين، أو بسبب خوفهم من نظرات الآخرين إليهم ويعتقدون أن الآخرين يعتبرونهم أفراد مملون أو فاشلون، وغالبًا هؤلاء الأفراد يعانوا من انخفاض تقديرهم للذات، وربما تتطور أعراض ذلك المرض ليصل إلى الاكتئاب أو تعاطي المخدات والكحول.
نجد أن الافراد الذين لديهم رهاب اجتماعي يعانوا من القلق والخوف من أي تفاعل اجتماعي مع الآخرين، وذلك بالطبع قد يؤثر على مسيرة حياتهم، ولكي يتمكنوا من التعامل والتغلب على هذا الرهاب الاجتماعي، يجب عليهم اتباع بعض النصائح نذكر البعض منها في النقاط التالية..
أفراد الرهاب الاجتماعي يعانوا من أفكار سلبية تدفعهم بأن ينظروا تجاه أنفسهم بشكل متدني عندما يتعرضوا للكثير من المواقف الاجتماعية، حيث ينظر إلى نفسه على أنه فاشل، أو ممل، أو غبي، ويذكر أن أولى خطوات التغلب على هذا الرهاب هي مواجهة تلك الأفكار السلبية، والحرص على التفكير بشكل إيجابي، وكأن الفرد يخبر نفسه بأنه قوي وناجح وقادر.
الاشخاص الذين يعانوا من الرهاب الاجتماعي غالبًا ما ينظرون للتفاعلات الاجتماعية بشكل غير واقعي، وهذه من الامور الهامة التي يعانوا منها، فهم في الأغلب يفكرون بالأسوأ، خاصة وأن هذا الأسوأ الذي يفركون فيه قد لا يحدث، لذلك لابد أن يتصف تفكيره بالواقعية ويمكن للفرد على سبيل المثال أن يغيير أفكاره ويعتمد الأفكار الإيجابية عندما يحضر مناسبة اجتماعية، فذلك سوف يجعله مركز الاهتمام.
يتمثل سبب الرهاب الاجتماعي لدى الكثير من الأفراد في خوفه من قبل الذين يحيطون به وما يصدرونه من أحكام تتعلق به، ولكي يتمكنوا من التعامل مع تلك الأفكار عليهم أن يبتعدوا عن محاولة قراءة عقول الآخرين، فلا يمكن لأي شخص معرفة ما في عقول غيره، خاصة وأن هؤلاء الآخرين في الأغلب قد لا ينظرون إليه بالنظرة السلبية التي يظنها داخل نفسه.
يجب أن يعلم الفرد بأن التخلص من الرهاب الاجتماعي لا ياتي بسرعة وبين ليلة وضحاها، بل يحتاج لصبر والتزام والكثير من الممارسة على أرض الواقع، ولابد أن يرافق ذلك تعلم سلوكيات ومهارات اجتماعية جديدة.
خلال التفاعلات الاجتماعية يعد تركيز الفرد على نظرات الآرين له، وتنبههم للحديث الذي يتحدث به من الأمور التي تسبب القلق، لذلك ينصح الفرد بأن يركز على أشياء أخرى عدما يشعر بظهور أعراض الرهاب الاجتماعي، كأنه يتخيل نفسه في موقف سعيد ومفرح بالنسبة إليه.
من الممكن للفرد الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي أن يكتب قائمة بعشر مخاوف تسبب له القلق عندما يتواجد في أي مناسبة اجتماعية، ويقوم بترتيبها من الأعلى توترًا للأقل، ثم يحاول مواجهة تلك المواقف المقلقة من الأقل تسببًا بالقلق ثم يتدرج للأعلى تسببًا بالقلق.
تعد مواجهة القلق الاجتماعي الخطوة الأولى للتخلص من الرهاب الاجتماعي، لكن من الهام أن يضع الفرد هدفًا لكل تفاعل اجتماعي وذلك لكي يساعده على قياس مدى تقدم وتحسنه، كما عليه أن يحاول إجراء بعض المحادثات البسطية مع الأشخاص الذين يحيطون به، ومن الأهداف التي يمكن وضعها أن يتحدث مع شخص واحد على الأقل خلال الأسبوع ثم زيارته.
التنفيس بعمق قد يساعد أيضًا على تقليل أعراض الرهاب الاجتماعي، لذلك لابد أن يحاول الفرد تدريب نفسه على التنفس بعمق يوميًا، كي يعود التنفس لديه لشكله الطبيعي.
التحدث مع المقربين إلى الشخص مثل الأصدقاء أو بعض افراد العائلة قد يساهم كثيرًا في حل مشكلته المتمثلة في الرهاب الاجتماعي، فالأصدقاء يوفرون الدعم والتحفيز له، كما أنهم يساعدونه على اكتساب الشجاعة خلال المواقف الاجتماعية، كما يمكن للفردر أن يذهب للمواقف الاجتماعية برفقة بعض أصدقائه، فوجود أشخاص يثق بهم الفدر خلال وجوده في المناسبات الاجتماعية والمواقف التي تسبب له قلق سوف يساعده كثيرًا للتخلص والتقليل من التوتر.