هل العلاج بالصدمة آمن ؟ يوجد في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية الكثير من القصص والمشاهد التي تدور حول الأمراض والاضطرابات النفسية، كما يوجد مشاهد استخدمت فيها تقنية العلاج النفسي التي تعتمد على العلاج بالصدمة أو العلاج بالتعرض لمواجهة المخاوف كما يطلقون عليها بلغة السينما، وهو الموضوع الذي سوف نتحدث عنه في المقال التالي سواء من الناحية النسية أو الطبية، ونتعرف على كل ما يخص مصطلح العلاج بالصدمة.
العلاج بالصدمة أو علاج التعرض هو إحدى طرق العلاجات النفسية التي تم تطويرها لكي تساعد الناس على مواجهة مخاوفهم، فالشخص عندما يخاف من شيء ما فيميل كردة فعل طبيعية إلى تجنب تلك الأشياء أو الأنشطة أو المواقف المخيفة، رغم أن هذا التجنب ربما يساعد في تقليل مشاعر الخوف على المدى القصير، لكن هذا الخوف قد يجعل الوضع أسوأ على المدى الطويل.
ويوصى الطبيب النفسي في مثل هذه الحالات بخضوع الشخص لبرنامج علاجي للتعرض، حيث يساعد هذا النمط المريض في أن يكسر نمط الخوف والتجنب لديه، كما أن علماء النفسي في هذا النوع من العلاج يخلقون بيئة آمنة يمكن من خلالها أن يعرض الأشخاص المصابون للأشياء التي يتجنبوها دائمًا ويخشون منها، والتعرض للكائنات أو المواقف المخيفة أو الأنشطة في بيئة آمنة تساعد كثيرًا على تقليل الخوف وتقليل التفادي بعد ذلك.
ثبتت التجارب الكثيرة أن علاج الصدمة أو التعرض من العناصر العلاجية المفيدة والتي تساهم بشكل كبير في التخفيف من مجموعة كثيرة من المشاكل النفسية، وهي كما يلي..
يوجد اختلافات عديدة في العلاج بالتعرض، وربما يساعد ذلك الطبيب النفسي في تحديد الاستراتيجية الأفضل لدى المريض، ومن هذه الاستراتيجيات ما يلي..
أي يواجه الشخص ما يخشاه في الحياة الحقيقية وهنا تحدث مواجهة مباشرة سواء للموقف أو النشاط أو الكائن الذي يخشاه، فمثلاً إذا كان شخص يعاني من خوف من التعامل مع القطط فيتم في هذا النوع من العلاج إعطاء تعليمات للشخص الذي لديه الخوف لكي يتعامل معهم أو اعطاء تعليمات للشص الذي يعاني من قلق اجتماعي خلال إلقائه خطاب أمام جمهور.
تصور جسدي للموقف أو الكائن أو النشاط المخيف بوضوح، فمثلاً ربما يطلب من شخص يعاني من صدمة ما بأن يتذكر ويصف تجربته الصادمة وذلك بهدف الحد من مشاعر الخوف لديه.
يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي في بعض الحالات، عندما يكون التعرض مع الجسد الحي غير عملي، فمثلاً يمكن لشخص يخاف من تجربة الطيران بأن يقوم برحلة افتراضية في مكتب الطبيب النفسي وذلك بواسطة استخدام جهاز يوفر أصوات ومشاهد وروائح للطائرة.
وهو عبارة عن إحضار الأحاسيس الجسدية الغير مؤذية بشكل متعمد، فمثلاً ربما يطلب من شخص يعاني من الهلع بأن يعمل في مكانه من أجل رفع سرعة قلبه، وبالتالي يدرك بأن هذا الإحساس ليس بخطير.
يمكن أن يتم العلاج بالتعرض بطرق مختلفة، حيث تشمل الطرق ما يلي..
وهنا يعتمد أخصائي علم النفسي على بناء تسلسل هرمي للخوف من التعرضن وفيه يتم ترتيب الأنشطة او الأشياء أو المواقف التي يتم الخوف منها وفقًا لدرجة صعوبتها، وتبدأ بالتعرضات المعتدلة أو الخفيفة ثم يتقدم بعد ذلك للتعرض للمواقف الأصعب منها.
وهنا يقصد استخدام التسلسل الهرمي للخوف من التعرض للبدء في التعرض لمهام صعبة.
يمكن في حالات معينة أن يتم دمج التعرض مع تمارين الاسترخاء، لكي يشعر الشخص بمزيد من التحكم أو يمكن ربط الأشياء أو الأنشطة أو المواقف التي يخشى منها الفرد بالاسترخاء.
يساعد علاج التعرض أو العلاج بالصدمة فيما يلي..
رغم أنه من الأنواع العلاجية ذات فائدة وفاعلية في حالات كثيرة، لكن يفضل الأطباء تأجيل ذلك النمط من العلاج لحين تجربة الطرق الأخرى، حيث يتوجب توخي الحذر قدر الإمكان لأن هذا النوع من العلاج قد يؤدي لبعض المخاطر والأضرار كحدوث انتكاسة للمريض، ومن المهم التأكد من مدى كفاءة المعالج النفسي ومناقشة النتائج المتوقعة معه.
وربما يؤدي تعريض شخص ما لمخاوفه أو صدمات سابقة دون أن يتعلم تقنيات المواجهة المصاحبة له كاليقظة أو تمارين الصور أو الاسترخاء قد تؤدي لإعادة تعرض الشخص للصدمة من قبل الحدث أو الخوف، لذلك يتم عادة علاج التعرض في إطار علاج نفسي مع معالج تم تدريبه ولديه خبرة في هذه التقنية.