يواجه بعض الشباب مشكلات في التخلص من الإدمان حيث يتعودون على نوع معين من المخدرات ثم يصعب عليهم أن يتوقفوا عن تناوله فيتسبب لهم في الكثير من المشاكل الصحية التي قد تنهي حياتهم أو تصيبهم بأمراض خطرة للغاية كالكبد ومشاكل في الجهاز التنفسي أو غيرها من الأمراض لذا نعرض عليكم في هذا التقرير خطوات علاج الإدمان سواء إن كنت تتبع نصائح الطبيب أو تتلقى العلاج في أحدى المصحات الطبية.
إن الإدمان هو مجموعة من الإضطرابات التي تسبب أضرار ومشاكل جسدية ونفسية لصاحبه لذلك يتطلب وحود علاج بهدف التخلص من الالم والأمراض والخروج من دائرة الإدمان قبل فوات الأوان حيث يعد الإدمان من الحالات المزمنة التي يتطلب علاجها رعاية مستمرة.
إذا أردت أن تشفى من الإدمان بطريقة سليمة دون العودة إليه مرة أخرى فعليك في البداية أن تعترف بأنك تتعاطى المخدرات وأن ذلك تسبب لك في مشكلة كبيرة أثرت على حياتك وأداءك الوظيفي أو المدرسي أو أثرت على انتاجك في العمل ليس ذلك فقط بل أثرت أيضا على حياتك الاجتماعية ونشاطاتك الترفيهية التي كنت تحب أن تفعلها قبل دخول هذه دائرة الإدمان.
وعندما يدرك الفرد هذا التأثير السلبي الذي تسبب فيه الإدمان ستكون أمامه مجموعة واسعة من خيارات العلاج وحينها سيتطلب من الشخص المصاب الإمتناع تماما عن تناول المادة التي تسببت في الإدمان وقد يكون الأمر صعب جدا في البداية ولكن بالإرادة سيجتاز المريض هذه المرحلة كما أنه من الممكن أن تتغير خطة العلاج وفقا لاحتياجات المريض.
وتتنوع خيارات الإدمان وفقا لحالة المريض وطول فترة الإدمان وتأثير المادة عليه ومعالجة المريض من المضاعفات الجسدية التي انتابته خلال فترة الإدمان مثل الإصابة بمرض الكبد لمن يعاني من إدمان الكحول أو معالجة الجهاز التنفسي لمن يتناولون المواد التي يتم تدخينها.
إن خيارات العلاج في الإدمان كثيرة جدا حيث سيحصل بعض الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على عددا من طرق العلاج ولكن هذه الطرق تختلف من فرد لاخر وتشمل هذه الطرق مجموعة البرامج العلاجية والأدوية والاستشارات النفسية ومجموعات الدعم النفسي.
ومن أول خطوات علاج الإدمان التي يجب الاهتمام بها تطهير الجسم بمعنى إزالة السموم التي كانت فيه والحد من ردود أفعالها ويمكن أيضا استخدام الأدوية لتخفيف أعراض الانسحاب وذلك يتم بأمر من الطبيب أما إذا كان الشخص يتناول أكثر من مادة فسيحتاج إلى أدوية تقلل من أعراض انسحاب كل مادة تناولها على حدة.
ويوجد الان جهاز إلكتروني يعمل على الحد من انسحاب المواد الأفيونية حيث يتم وضعه خلف الأذن ويعمل على إعطاء نبضات كهربائية بهدف تحفيز أعصاب معينة من شأنها تقليل أعراض الانسحاب.
أما الخطوة الثانية فهي العلاج السلوكي والنفسي والتي تأتي بعد عملية التطهير حيث يتم العمل بالعلاج السلوكي والنفسي عن طريق علاج الفرد أو الانضمام لواحدة من المجموعات أو بمساعدة أحد أفراد العائلة المقربين وتقل هذه الجلسات إذ اتحسن المريض.
ويعمل العلاج المعرفي السلوكي أيضا على مساعدة المريض على تغير طريقة تفكيره التي تسببت في دخوله دائرة الإدمان وتحويلها من طريقة تفكير سلبية إلى أخرى إيجابية.
ثم يأتي بعد ذلك العلاج الأسري والذي يتم من أجل مساعدة الأسرة في معرفة طرق التعامل مع المراهق أو البالغ الذي يدمن حيث تواجه بعض الأسر صعوبات كثيرة في التواصل مع أبناءهم والتعامل معهم في الكثير من الأمور.
وبعد ذلك تأتي خطوة المقابلات التحفيزية والتي تساعد في تعديل السلوكيات الخاصة بالمدمن وتشجعه على الامتناع عن الإدمان بهدف تنمية مهاراته الحياتية وتحويله إلى شخص ناجح يريد الانتفاع من حياته والعمل من أجل مستقبله.
ويعد اللجوء لبرامج التأهيل هي خطوة مهمة للغاية في علاج الإدمان فمن الممكن أن تكون برامج العلاج التي تتميز بفتراتها الطويلة فعالة جدا لأنها تركز على عدم رجوع الفرد للإدمان مرة أخر وأن يكون قادرا على استكمال حياته بنجاح.
ومن الجدير بالذكر إن مصحات التأهيل معظمها توفر مرافق سكنية بهدف تقديم الرعاية طوال اليوم على مدار 24 ساعة للمدمن حيث توفر له بيئة امنة مجهزة بالوسائل الطبية الضرورية حيث يتم اسعافه إذا تعرضت حياته للخطر.
وتساعد مجموعات الدعم الفرد على الشفاء عن طريق مقابلة المدمن بأشخاص أخرين يعانون من نفس الاضطراب ويردون الشفاء حيث يعمل ذلك على تقليل الشعور بالعزلة وأحيانا يكون مصدر جيدا لتلقي المعلومات عن حالة المريض.
ويمكن أيضا علاج الإدمان بالأدوية بشكل مستمر حتى يتم التعافي من الإدمان ومضاعفاته وغالبا تستخدم الأدوية في مرحلة التطهير من السموم ليتم التحكم في أعراض الانسحاب وتقليل الرغبة الشديدة في الحصول على المخدارت ومنع حدوث انتكاسة مرة أخرى أو العودة مرة أخرى لاستخدام المادة بعد التعافي ومن المفضل أن يكون مع هذا الدواء علاج نفسي.
وقد يعالج الأطباء المدمن بوصف أدوية أخرى لعلاج أمراض أخرى مثل القلق والاكتئاب لأنه من الممكن أن يكون سبب لحدوث اضطرابات مرتبطة بالإدمان كما يجب أن يخضع المدمن لعدة اختبارات خوفا من أن يكون حاملا مرضا معديا ناجما تتناول المخدرات مثل التهاب الكبد وفيروس نقص المناعة والسل وغيرها.
وهناك أشياء أخرى يمكن العمل بها من أجل الامتناع عن الادمان وعدم العودة له مرة أخرى منها: